اكره ابني كره شديد

كره شديد اكره ابني unnamed file 140

عندي مشكلة مع امي،
فهي تكرهنى منذ الصغر،
تعبت نفسيا و جسديا،
ودائما تشتمني،
وتلفق القصص ضدي،
وتقلل من قيمتى امام الناس مع العلم انني كنت احبها على الرغم من جميع التعذيب النفسي و الجسدي…!
لكن الان اكرهها؛
لاننى تعبت،
كلما حاولت ان اتقرب منها تصدني،
او تجاملنى فتره لاخذ مصلحتها مني،
ثم تنقلب على و كاننى عدوه لها!
والله لا اذكر مره انني شعرت انها امي،
ولم اشعر بحنان الام اطلاقا،
فقط اسمع عنه،
واقرؤة فالروايات.
والله ان زوجه الاب احن من قلب امي.
لا اعلم لماذا ذلك الكره؟
لا اعلم!
كرهت حياتي بسببها،
منذ الصغر و هي تعاملنى كالخادمة،
بل الخادمه تحن عليها اكثر مني.
وتعامل اخوتى اقوى مني،
بل تحن عليهم و تشترى لهم جميع ما يحتاجونه.
قسوه امي قد كانت اسباب حب ابي لي.
ولكن ابي حنون علي،
وعلي اخوتى جميعا،
لا يفرق بيننا كامي.
لماذا تفعل هذا؟
لا ادري.
هل لاننى قريبه من و الدي؟
لكن ذلك طبيعي بما اننى البنت الكبرى،
فانا قريبه جدا جدا من و الدي.
واحبة اكثر من اي شيء؛
لانة لم يقصر معى ابدا،
بل عوضنى عن امي،
امي التي لم انطق اسمها و لا مرة!
الكل يناديها (يمه) الا انا.
اذكر مره ناديتها فقط لكي استشعر الكلمة،
نظرت الى غاضبة،
واكملت طريقها كانها لم تسمعني،
لا انكر انني -وللاسف- مرت على مرحلة عندما كبرت و استطعت ان ادافع عن نفسي،
رفعت يدى عليها،
ولكن و الله لم اقصد-وان تكرر الموقف-ولكنها مستفزة،
تحب ان تستفزنى لتظهر امام الجميع بانها مظلومة.
لقد تعبت،
وباءت محاولاتى كلها بالفشل لارضاء امي،
فكيف ابتعد عنها كيلا ارفع صوتى عليها،
او اتجادل معها؟
والله لا اريد ان اكون عاقة؛
ليوفقنى الله،
ويرضي علي؛
لانى فمرحلة حساسه جدا،
ومهمومة.
وصلت لمرحلة اننى ابكى عندما اتجادل معها و تتشنج يداي،
وتصفنى بالدلوعة.
واخوتى حتي لو اصيبوا بالزكام تخاف عليهم،
اما انا فلا.
كنت هادئة،
ناعمة،
رقيقة.
اما الان فالكل يصفنى بالعصبية،
ودائما اصرخ لاتفة الامور.
احاول ان اكون هادئة،
لكن بيئتى لا تساعد،
والاسباب =امي.
سؤالي: هل استطيع الا اكلمها كى ابتعد عن المشاكل ام يعتبر هذا عقوقا؛
لان الابتعاد بالنسبة لى اروع كى لا اقع فالمعصية.

الاجابة

فنسال الله ان يصلح ما بينك و بين امك،
وان يوفقك لبرها،
ويرزقك عطفها و حنانها،
وان يؤلف بين قلوبكما على خير.‏


فقبل ان ندخل فالجواب،
نحب ان نذكر الاخت السائله باصل مهم تجعلة نصب عينيها فتعاملها مع امها؛
‏الا و هو ان الشارع جعل لكل من الوالدين و الاولاد حقوقا على الاخر،
وواجبات بالاصالة،
لا على سبيل المبادله او المعاوضة.
 فمن حقوق البنوة: العدل،
‏والرحمة،
وحسن التربية.
ومن حقوق الامومه او الابوة: الاحسان،
والطاعة،
والبر بغض النظر عن حالة اي منهما. فلم يجعل الله اداء احد الجانبين لما عليه من الحق و الوجبات،
شرطا لاداء ‏الاخر،
بل جميع منهما حق و واجب مستقل؛
و لذا لا يحل للبنت ان تقصر فالقيام بحقوق الام و واجباتها نحوها مهما ‏قصرت الام فحقوق البنت و واجباتها نحوها،
ومهما بلغت الكراهيه فقلبها نحوها بسبب السنوات الطويله من ‏التقصير و الاقصاء،
بل عليها ان تجاهد نفسها ان تبر امها،
وتحسن اليها مهما قوبلت بالاساءة؛
لان حق الام عظيم،
‏وهذا الاصل اصلناه،
وبيناة ففتاوي كثيرة سابقة منها الفتاوي ارقام: ‏‎138250‎‏ ،

‏‎21916‎‏ ،

‏‎67588‎‏ ،

‏‎8173‎‏.‏

واعلمي انك ربما ارتكبت عقوقا من ابلغ العقوق و اسوئة برفعك يدك على امك،
فهذا من ابشع صور العقوق،
ولا يجوز بحال من الاحوال؛
يقول الله تعالى:{ فلا تقل لهما اف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما {الاسراء:23}،
فما بالك بالضرب!

اما هل يعتبر ترك الكلام معها من العقوق؟
فهذا بحسب الحال و المقام: فاذا كان يؤذيها،
فهو من ‏العقوق،
وايضا اذا ادي ‏ترك الكلام الى القطيعه و الهجر،
فهذا كذلك من العقوق،
كما بيناة فالفتاوي ارقام:‏‎ 49048‎‏ ،

‏‎40427‎‏ ،

‏‎17754‎‏ .

‏وبالمقابل فان كثيرا من المشاكل تنشا عن الكلام الذي لا موجب له،
او لم يكن من خير الكلام؛ و لذا قال جل و علا : { و قل لعبادى يقولوا التي هي اقوى ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا {الاسراء:53} وقال تعالى: { لا خير فعديد من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس و من يفعل هذا ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتية اجرا عظيما {النساء:114}.
وقال النبى صلى ‏الله عليه و سلم : من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت.

وبناء عليه: فعلي الاخت السائله ‏وزن الكلام قبل التكلم،
فما كان من الخير و القول الكريم و الكلمه الطيبه فلتقله،
ولا ينبغى ان يحملها سوء ‏المعامله من الوالدة،
او كرهها لها على تركه؛
لانة من البر الواجب،
ومن سبب اصلاح ما فسد غالبا؛
‏لان هذي المشاكل لم تنشا عن الكلمه الطيبة،
ولكن عن مقابله السيئه بسيئه مثلها،
والكلمه القاسيه بمثلها و التصعيد،
‏وما صحبة من رفع للصوت،
واليد،
واساءه الادب.
وهذا من العقوق المحرم،
وحل هذي المشاكل لا يصبح بترك القول الكريم،
‏بل بان تتجمل الاخت السائله بالحلم و الصبر،
وان تحمل نفسها على مقابله السيئه بالحسنة،
والكلمه القاسيه بالطيبة،
او ‏الاعراض بحلم،
وان لا تزيد على القول الكريم؛
فان هذا يوقد فتيل الازمة،
ويوقظ ذكريات الماضى السيئة.
وللوقوف ‏علي مجموعة الضوابط الشرعيه للحوار مع الوالدين انظرى الفتاوي ارقام: ‏‎50556‎‏ ،

‏‎200023‎‏ ،

‏‎5925‎‏ ‏‎ .
فان ‏مراعاتها جديره بان تحميك من الوقوع فالعقوق بسبب الحوار.

نعم،
اذا بلغت العلاقه من السوء مبلغا لا يحتمل اي كلمه طيبة،
او قول كريم،
بل لا يزيد هذا الوضع الا تازما لشده المقت، والتوتر بينكما،
فههنا تكون ربما غلبت مفسده اصل التكلم على ‏مصلحه حسن الكلمة،
فينبغى تهدئه الاوضاع و ترك الحوار،
والسعى فاصلاح ذات البين بكل سبيل،
والنظر ف‏اسباب الوصول الى هذي الحالة و معالجتها بكل حكمة،
فاذا سكن ما فالنفوس فلا بد من الرجوع الى القول الكريم،
‏والكلمه الطيبة؛
فان ذلك من البر الواجب؛
لان درء المفسده و الحالة هذي مقدم على جلب المصلحة.‏


و لعلة مما يعينك على برها و حسن صلتها،
ورعايتها،
وعلاج العلاقه المتوتره بينكما: الوقوف على خطوره ‏عقوق الوالده و عظيم حقها عليك؛
فانظرى فذلك الفتاوي ارقام: ‏‎32022‎‏ ،

‏‎39230‎‏ ،

‏‎78838‎‏ ،

‏‎99048‎‏ ،

‏‎121149‎‏ ،

‏‎160391‎‏ .

  • اكره ابني
  • اكره ابني الغضه


اكره ابني كره شديد