ولا يخفى عليك ان فتنة النساء عظيمة؛ ولذا جاءت السنة المطهرة بالتحذير من ذلك، ففي صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ان الدنيا حلوة خضرة، وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء.
وفي الصحيحين عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء.
ومن هنا وضع الشرع سياجا متينا في تعامل الرجل مع المراة الاجنبية فامر بالستر والحجاب وغض البصر وعدم الخضوع في القول عند محادثة الرجال، وحرم الخلوة الى غير ذلك مما يصون المجتمع المسلم ويحفظ له طهره، ومحادثة المسلم للاجنبية لا تجوز الا لحاجة وبقدر الحاجة مع التزام ضوابط الشرع، واما ان يحادثها هكذا باطلاق على زعم الرغبة في الخطبة او الزواج فهذا لا يجوز شرعا، فمن فعل ذلك ففي الفتنة سقط بمخالفته للشرع، ولانه لا يؤمن ان يقوده الشيطان الى ما هو اعظم، ولذا حذر الرحمن من اتباع خطوات الشيطان حيث قال: يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يامر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم {النور:21}.
فاذا اردت السلامة لدينك وعرضك فاقطع كل علاقة لك بهذه الفتاة، فان تيسر لك فيما بعد الزواج منها فذاك، والا فالنساء غيرها كثير، وننبه هنا الى ان موافقة وليها على المحادثة بينكما لا اعتبار لها شرعا، وتعليقا على قولك: وانا متق لله نقول: التقوى تستلزم اجتناب معصية الله تعالى، قال طلق ابن حبيب: التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وان تترك معصية الله على نور من الله مخافة عذاب الله.
وقولك: ونيتي صافية.. نقول فيه: ان صفاء النية لا يحسن العمل السيء، واية سورة البقرة التي ذكرتها لا علاقة لها بما نحن فيه، فانها متعلقة بالتصريح او التعريض في خطبة المراة اثناء عدتها، وهي ايضا مضبوطة بالضوابط الشرعية، وليست الاية في مؤانسة او محادثة على النحو الذي انت فيه مع هذه الفتاة والله اعلم ..
- حكم التحدث مع الفتاة
- حكم محادثة الفتاة قبل الخطبة
- هل خروج المذي بعد محادثة لفتاة مفطر