خطبة عن حب الوطن قصيرة جدا

.

قصيرة عن خطبة حب جدا الوطن 20160805 23

 

بين حب الدين و حب الوطن


حب الوطن امر فطرى ،

لا ينازع به الا مكابر .
.
وقد قرن الله الاخراج من الديار بقتل الانفس حين قال تعالى: (ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم ،

او اخرجوا من دياركم ما فعلوة الا قليل منهم )..
ولشدة مفارقة الديار على النفس رتب الله الثواب العظيم للمهاجرين فسبيلة الذين فارقوا اوطانهم و اوطان اهليهم استجابة لربهم..
وجعل الله من عقوبة الزانى بعد جلدة التغريب و الابعاد عن و طنه.


ولما اخرجت قريش نبى الرحمة صلى الله عليه و سلم و قف بالحزورة على مشارف مكة ،

والتفت الى مكة ،

وبدا يخاطب اطلال الوطن الحبيب و يقول: اما و الله انني لاعلم انك احب بلاد الله الى و اكرمها على الله و لولا ان اهلك اخرجونى منك ما خرجت.


وفى ذلك الكلام لفتة نبوية من النبى الكريم صلى الله عليه و سلم الى ان هذي القيمة -اعنى قيمة الوطن- قيمة غالية ،

لكنة صلى الله عليه و سلم ترك و طنة المحبوب مراعاة لسلم الاولويات بين القيم فالاسلام،
ذلك ان قيمة الدين قيمة محورية فحياة المسلم،
وهي اعلي و اسمي القيم،
وبسبب هذي القيمة هاجر النبى صلى الله عليه و سلم من مكة و هي اذ ذاك دار شرك الى المدينة دار الاسلام .



ولنا ان نتساءل: هل نعيش فهذه البلاد المباركة تعارضا بين هاتين القيمتين،
قيمة الدين و قيمة الوطن؟.


ان الناظر المنصف يدرك انه لا تعارض بحمد الله بين القيمتين،
لان هذي البلاد بحمد الله قائمة على الدين،
وقد ربانا حكامنا على قاعدة : الدين بعدها المليك و الوطن..
بل يحق لكل مسلم مواطن او غير مواطن ان يمتلا قلبة بحب هذي البلاد،
ويضحى من اجلها،
فهي قبلة المسلمين،
ورافعة راية الدين،
ومعقل الشريعة ،

ومارز العقيدة .
.
مع اننا لا ندعى الكمال و السلامة من الخطا و القصور لبلادنا و لا لانفسنا حكاما و محكومين.

2.
اليوم الوطنى و حقيقة الانتماء


مع اتفاق الجميع على حب الوطن و نعمة توحيد البلاد على يد المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود،
وقع خلاف فقهى فرعى فجواز الاحتفال باليوم الوطني،
فعلماؤنا الكبار يرون التحريم لعلة التشبة بالكفار و اعيادهم و علل اخرى،
فيما يري اخرون جواز الاحتفال من باب العادات دون ان يشتمل على محرم و دون ان لا يصبح به مبالغات و تضخيم ترفعة الى منزلة العيد و تضاهى فيه منزلة الاعياد الشرعية .
.
وعلي جميع حال المسالة فرعية و المرجع فهذا الخلاف هو العلماء الكبار حفظهم الله.


وقد ذكر الزركلى فكتابة الوجيز فسيرة الملك عبد العزيز ص198 انه فشهر شوال من عام 1369ة كان بعض المسؤولين ربما اعدوا العدة لاقامة احتفال بمناسبة مرور خمسين عاما على دخول الملك عبد العزيز مدينة الرياض،
وقد و ضعت الترتيبات بحيث تعطل المدارس و الدوائر الحكومية فالرابع من شهر شوال،
ويفتح امراء المناطق ابوابهم لاستقبال المهنئين نيابة عن الملك،
وتوزع الاطعمة = و الاكسية على الفقراء احتفالا بالمناسبة .

فصدر بيان من و زارة الخارجية جاء فيه: “كانت الحكومة ربما قررت الاحتفال بالذكري الذهبية لدخول جلالة الملك الى الرياض منذ خمسين سنة .

وقد استفتي علماء الدين فذلك،
فافتوا بانه ليس من سنن المسلمين،
ولا يجوز ان يتخذ المسلمون عيدا الا عيدى الفطر و الاضحى.
ونزولا من جلالة على حكم الشريعة امر بالغاء المراسم و الترتيبات”.اه


ومع هذا،
فالقول بجواز الاحتفال باليوم الوطنى له و جهة و حظة من النظر،
وربما يري طالب علم انه الراجح نظريا،
لكن الراجح عمليا و وطنيا هو قول علماء الوطن الكبار المعتبرين،
لان الصدور عن رايهم هو الاصلح للناس و وحدة الكلمة فالبلاد و عدم زعزعة علاقة الناس بهم.
ليس من مصلحة الوطن ان تفتى جهة الافتاء الرسمية بالتحريم بعدها يقوم بعض المسؤولين او المستشارين بمخالفة هذي الفتوى.


وبعيدا عن ذلك الخلاف الفقهى فهذه المظاهر الشكلية اقول: الوطن بحاجة الى الجوهر اكثر من المظهر..
ان الوطنية ليست مجرد احتفالات و مظاهر شكلية ،

وليست مجرد ما دة دراسية باسم “التربية الوطنية ” تحولت الى زائدة دودية فمناهج التعليم التي تعانى من التخمة .
.
ان الوطنية عقيدة فكرية و تربية نفسية تزرعها فنفوس ابنائنا..
ان الاعتناء بتعزيز الانتماء الوطنى النفسي اهم من هذي المظاهر من اغاني و شعارات و اعلام و عبارات..
ان ذكري توحيد هذي البلاد تدعونا و الله لتذكر نعمه،
والتى من اجلها و اعظمها اننا نعيش فو طن واحد امن فظل شريعة سمحة و تحت قيادة حكيمة .
.
وهي تدعونا لتعزيز الحب و الانتماء لهذه البلاد و ترجمة ذلك الحب الى اقوال صادقة ،

وافعال نافعة .
.
وهي تدعونا للحفاظ على الامن و الاستقرار داخل الوطن ،

وعدم السماح لاى عابث او دخيل بالااثناء بامن الوطن او المزايدة عليه.

3.
الوطنية و الاختطاف


عندما نتحدث عن الوطنية فاننا نتحدث عن نسيج متكامل من القيم،
منها ما هو جوهر و لب،
ومنها ما هو فروع و قشور..
جوهر الوطنية : بيعة فالعنق،
واداء للحق،
وولاء و طاعة .
.
وعدم خروج على الجماعة .
.
وثمت فروع و قشور قد تختلف بها انظار العلماء،
وربما يصبح بعضها دخيلا على الوطنية .



ان من الخطر ان تختطف الوطنية ،

وتبتدع لها معايير شكلية ،

يفتن فيها الناس و يمتحنون بها..
كيف تصبح مسالة جزئية كتعليق الصور او تحية العلم الوطنى او الاحتفال بيوم الوطن محكا للمواطنة الصحيحة ،

فمن قام فيها فهو المواطن المخلص،
ومن تحرج منها فوطنيتة مشكوك فيها،
ولو كان امينا مخلصا مطيعا بالمعروف،
ولو كان ربما اخذ بفتوي علماء الوطن الكبار..
حتي كتب احد المسؤولين عبارة : (تحية العلم و حب الوطن)..
تصفية حسابات،
وهل علماؤنا الكبار الذين افتوا بتحريم هذي المسائل الجزئية ليس عندهم و طنية او لا يحبون الوطن؟..
نعم قد نترك بعض المظاهر الشكلية تاثما لفتوي تحرمها لا كرها او استخفافا،
ويبقي حب الوطن فقلوبنا و نربى عليه ابناءنا..
بل نشهد الله ان فعديد من المواطنين الصالحين الذين ياخذون بفتاوي علماء البلاد الكبار فتحريم بعض المظاهر؛
ان فيهم من الحب للوطن ما لو نزلت نازلة لبذلوا ارواحهم رخيصة دونة و دون و لاة امرة و لم يفروا كبعض المرتزقة الجبناء الذين لا يعرفون من حق الوطن سوي الاغاني الوطنية و تمجيد العلم..
وان فعديد من شيبنا و عجائزنا من الحب و الدعاء لخادم الحرمين ما يغنيهم عن تعليق صورته،
لانها محفورة فقلوبهم،
وبيعة فاعناقهم.


وان من التناقض العجيب اتخاذ بعض العلمانيين و الليبراليين و التغريبيين دعوي المواطنة و حب الوطن مركبا لتسويغ افكاره،
ومحاصرة و ارهاب جميع من يخالفه،
ورمية بالارهاب و التمرد على الوطن،
وينسي ذلك المتعسف صاحب الارهاب الفكرى انه هو اول من ينقض دعواة باطروحاتة التي لا تخدم المصلحة الوطنية ،

ولا تتفق و الاسس التي قامت عليها البلاد،
واجتمع عليها شمل الوطن .



ان الواجب علينا جميعا ان نعزز قيم التعايش و العدل و نحذر من اتخاذ الوطنية لتصفية الحسابات و الوشاية و التحريض،
والاحتراب الداخلى الذي يفرح الاعداء المتربصين.

  • خطبه عن الوطن
  • خطبة عن الوطن
  • خطبه عن الوطن قصيره جدا
  • خطبه قصيره عن الوطن
  • خطبه وطنيه قصيره جدا
  • خطبة وطنية قصيرة
  • خطبة قصيرة عن الوطن
  • خطبة عن حب الوطن قصيرة جدا
  • خطاب عن الوطن
  • خطبه وطنيه قصيره


خطبة عن حب الوطن قصيرة جدا