شعر في جمال المراة وعفتها

وعفتها في شعر جمال المراة 20160915 1234

المقدمة


جاء المتنبى فعصر متاخر من الحضارة العربية،
التى ازدهرت و فاقت سمعتها ارجاء الدنيا،
وهو بلا شك،
قد تاثر بالشعراء الذين تغنوا بالمرأة كرمز حضارى له عبقة الشعري الخاص،
وعلي الرغم من ان المتنبى كان متاثرا بغيرة الا ان ذلك التاثر كان مصحوبا بجديد له جانب كبير من الاثاره و التشويق.


و يتناول ذلك البحث صورة المرأة فشعر المتنبي،
وينقسم الى اربعه محاور رئيسية،
حيث عني المبحث الاول بالحديث عن المرأة و تلمس صورها،
وتناول المبحث الثاني صورة المرأة فالاطار الاسري،
واما عن المبحث الثالث فقد جاء الحديث به عن صفات المرأة المادية،
وانتهي الحديث فالمبحث الرابع بتناول الصفات المعنويه للمراة،
من حيائها و عفتها،
والحسب و النسب،
والرزانه و العقل و الاتزان .

اولا : تلمس صورة المرأة فشعر المتنبي


اذا كان حال المرأة فالشعر الجاهلي صورة رائعة يزين فيها الشعراء مطالع قصائدهم،
وعلاقتهم فيها “تتخذ طابع التكريم و التقدير مرة،
والتبذل و المجون اخرى”(شماع9)،
فهي عند المتنبى كذلك على ذلك النحو.
فلو تتبعنا المتنبى فشعرة لوجدناة يتغني المراة،
ويضعها احيانا فمقدمه قصائده،
فالمقدمات الغزليه فشعر المتنبي،
تظهر صورة جليه لتلك المراة،
و ذلك الدكتور سعد شلبي(11) يري بان المتنفس الوحيد للمتنبى الذي يفصح عن حبة المكتوم للمرأة هو مطالع قصائده.
فقد جاء فيديوانة (يازجي2،646)،
قوله فاحداها:

كما نلالحظ لا يذكر المتنبى اوصاف المرأة الا بعد ان يذكر الفراق المر،
والهجر الاليم،
حتي لنشعر انه لم يحظ بوصالها ابدا،
وفى هذي الابيات فعل الشيء ذاته،
فهو يري ان حياتة كالموت بفعل فراق حبيبتة التي ركز فالبيت الاتي على رسم صورة خارجية لها،
فهي ذات و جة كالبدر و قوام رشيق كالغصن.


و فقطعة،
يقول المتنبى فبيت يبن من خلالة حالة المحب (يازجي1،25):


تذلل لها و اخضع على القرب و النوي فما عاشق من لا يذل و يخضع


اي ارض بما تحكم منقادا مطيعا لها،
والخضوع فالقرب هو الطاعه و الانقياد،
وفى البعد الرضي و التسليم لفعلها و هذا ايه المحب.


و يتابع الشاعر جديدة عن صورة المرأة فابيات يتحدث بها عن اعرابيه سكنت قلبة دونما استئذان بلا مشقه و لا تعب(يازجي1،92):

هام الفؤاد باعرابيه سكنت بيتا من القلب لم تمدد له طنبا


بيضاء تطمع فما تحت حلتها و عز هذا مطلوبا اذا طلبا


كانها الشمس يعيى كف قابضة شعاعها و يراة الطرف مقتربا


مرت بنا بين تربيها فقلت لها من اين جانس ذلك الشادن العربا


فالهيام: ان يذهب الرجل على و جهة لغلبه الهوي عليه،
فالشاعر كما نلاحظ يصف حال المحب الذي ملكت قلبة المحبوبه بلا كلفه و مشقة،
فكانت كمن سكن بيتا لم يتعب فاقامته،
فالقلب بيت =بلا اطناب و لا اوتاد.
وفى المنزل الاتي،
ينتقل الشاعر ليرسم صورة ثانية لهذه المراة،
يبن من خلالها عفه المرأة العربية و صونها لعرضها،
يقول: انها لانسها و لين حديثها،
يطمع الطالب فيما تحت ثيابها،
فيصعب الوصول الى مطلبه،
وذلك لعفتها و صونها لنفسها.

ويتابع الشاعر جديدة عن المرأة فيقول (يازجي2،584) :

شاميه طالما خلوت فيها تبصر فناظرى محياها


فقبلت ناظرى تغالطنى و انما قبلت فيه فاها


فليتها لا تزال اويه و ليتة لا يزال ما واها


يقصد المتنبى من ذلك الكلام انه يريد دوام قربها منه،
بحيث يبقي و جهها فناظره،
وهي كنايه عن غايه القرب،
فقد منحتة القبله كما دل على هذا المنزل الثاني،
لكن هذا كان على سبيل الوهم،
فهي اوهمتة انها قبلت عينيه،
وانما قبلت فاها الذي راتة فناظره.
وبعد عرض لذا المشهد الرومانسي،
ياتى تمنى الشاعر من اثناء رسم صورة تحمل فداخلها حرصة الشديد على هذي المراة،
فهو كما نلاحظ يتمني ان يصبح ناظرة ما واها الذي ياويها و يضمها،
فقد اوصلة تعلقة الشديد فيها و حرصة على عدم مفارقتها ان يعد لها المسكن و البيت،
ولو كان هذا الامر على حساب بصره؛
اى انه يرضي بان يصبح بصرة ما واها من حبة لها لا يزول ابدا.
فالصورة الفنيه كما يري خالد الزواوي(101)”وسيله حتميه لادراك نوع مميز من الحقائق،
تعجز اللغه الاعتياديه ادراكة،
او توصيله،
وتصبح الصورة التي تمنحها للمبدع قرينه الكشف،
والتعرف على جوانب خفيه من التجربه الانسانية”،
وهذا ما لمسناة فاسلوب المتنبى عند الحديث عن المرأة و تلمس صورها فشعره.


و بعد الوقوف على هذي المقتطفات من المقدمات الغزليه و اظهار براعه المتنبى فرسم تلك المشاهد،
والتى تحمل فداخلها احساس الشاعر المرهف اتجاة الجنس الاخر من بنى جلدته،
نستطيع الوقوف على العواطف الكامنه فنفس المتنبي،
وملاحظه تجلياتة فرسم صورة المراة،
وبخاصة تلك التي اتخذها فمقدماتة الغزليه رمزا لتغني امالة و الامة و ليضع جميع ما يحس فيه و يجيش فصدره،
فقد بدات صورة المرأة بالظهور فشعرة تاخذ حيزا مقارنة مع الموضوعات الثانية التي قال بها الشاعر،
يقول محمد شرارة(172) “ومن ذلك الاستعراض البسيط للمقدمات الغزليه نجد الشاعر مشرفا على خلجات النفوس العاشقة،
ملما باسرارها،
مدركا خفاياها الموحشه بالوان الطيف.”

ثانيا.
المرأة فالاطار الاسري


على الرغم من الحضور القوي للمرأة فيديوان ابي الطيب المتنبي،
فان من ترجموا لحياتة لم يذكروا الا امراتين من افراد اسرته،
هما جدتة لامه،
وزوجتة “ام محسد”،
فالاولي عرفناها بعد موتها،
من اثناء المرثيه الخالده التي رثاها بها،
وسنعرض هنا مقتطفات من ابيات هذي القصيده (يازجي175،1):

الا لا اري الاحداث حمدا و لا ذما فما بطشها جهلا و لا كفها حلما

الي كما كان الفتي مرجع الفتي يعود كما ابدى و يكرى كما ارمى


اتاها كتابي بعد ياس و ترحه فماتت سرورا بى فمت فيها غما


حرام على قلبي السرور فاننى اعد الذي ما تت فيه بعدين سما


رقا دمعها الجارى و جفت جفونها و فارق حبى قلبها بعد ما ادمى


طلبت لها حظا ففاتت و فاتنى و ربما رضيت بى لو رضيت فيها قسما


تعجب من لفظى و خطى كانما تري بحروف السطر اغربه عصما


و تلثمة حتي اصار مدادة محاجر عينيها و انيابها سحما

  • شعر في جمال المرأة
  • صورة جميلة عن ملكة جانس
  • ففاتت و و
  • كلمات شعر على جمال المراة الحامل
  • نوع الصورة البلاغية فماتت سرورا بي فمت بها غما


شعر في جمال المراة وعفتها