كيف اتوب الى الله توبة نصوحا

الحمد لله غافر الذنب،
و قابل التوب،
شديد العقاب،
الفاتح للمستغفرين الابواب،
والميسر للتائبين الاسباب،
والصلاة و السلام على المبعوث رحمه للعالمين سيدنا محمد و على الة و صحبة و سلم.
اما بعد:

اخي الحبيب: اكثر الناس لا يعرفون قدر التوبه و لا حقيقتها فضلا عن القيام فيها علما و عملا.
واذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق اليها،
واذا عرفوا الطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟

فتعال معى اخي الحبيب لنقف على حقيقة التوبة،
والطريق اليها عسي ان نصل اليها.

كلنا ذوو خطا

اخي الحبيب:


كلنا مذنبون… كلنا مخطئون..
نقبل على الله تاره و ندبر اخرى،
نراقب الله مرة،
وتسيطر علينا الغفله اخرى،
لا نخلو من المعصية،
ولا بد ان يقع منا الخطا،
فلست انا و انت بمعصومين { جميع ابن ادم خطاء و خير الخطائين التوابون } [رواة الترمذى و حسنة الالباني].

والسهو و التقصير من طبع الانسان،
ومن رحمه الله بهذا الانسان الضعيف ان يفتح له باب التوبة،
وامرة بالانابه اليه،
والاقبال عليه،
كلما غلبتة الذنوب و لوثتة المعاصي..
ولولا هذا لوقع الانسان فحرج شديد،
وقصرت همتة عن طلب التقرب من ربه،
وانقطع رجاؤة من عفوة و مغفرته.

اين طريق النجاة؟

قد تقول لي: انني اطلب السعادة لنفسي،
واروم النجاة،
وارجو المغفرة،
ولكنى اجهل الطريق اليها،
ولا اعرف كيف ابدا؟
فانا كالغريق يريد من ياخذ بيده،
وكالتائة يتلمس الطريق و ينتظر العون،
واريد بصيصا من امل،
وشعاعا من نور.
ولكن اين الطريق؟

والطريق اخي الحبيب و اضح كالشمس،
ظاهر كالقمر،
واحد لا ثاني له… انه طريق التوبة..
طريق النجاة،
طريق الفلاح..
طريق سهل ميسور،
مفتوح امامك فكل لحظة،
ما عليك الا ان تطرقه،
وستجد الجواب: و انني لغفار لمن تاب و ءامن و عمل صالحا بعدها اهتدي [طه:82].
بل ان الله تعالى دعا عبادة جميعا مؤمنهم و كافرهم الى التوبة،
واخبر انه سبحانة يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها و رجع عنها مهما كثرت،
ومهما عظمت،
وان كانت كزبد البحر،
فقال سبحانه: قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].

ولكن….
ما التوبه ؟

التوبه اخي الحبيب هي الرجوع عما يكرهة الله ظاهرا و باطنا الى ما يحبه الله ظاهرا و باطنا..
وهي اسم جامع لشرائع الاسلام و حقائق الايمان..
هى الهدايه الواقيه من الياس و القنوط،
هى الينبوع الفياض لكل خير و سعادة فالدنيا و الاخرة… هي ملاك الامر،
ومبعث الحياة،
ومناط الفلاح… هي اول المنازل و اوسطها و اخرها… هي بداية العبد و نهايته… هي ترك الذنب مخافه الله،
واستشعار قبحه،
والندم على فعله،
والعزيمه على عدم العوده الية اذا قدر عليه… هي شعور بالندم على ما و قع،
وتوجة الى الله فيما بقي،
وكف عن الذنب.

ولماذا نتوب؟

قد تسالنى اخي الحبيب: لماذا اترك السيجاره و انا اجد بها متعتي؟… لماذا ادع مشاهدة الافلام الخليعه و بها راحتي؟
ولماذا اتمنع عن المعاكسات الهاتفيه و بها بغيتي؟
ولماذا اتخلي عن النظر الى النساء و به سعادتي؟
لماذا اتقيد بالصلاة و الصيام و انا لا احب التقييد و الارتباط؟… و لماذا و لماذا… اليس ينبغى على الانسان فعل ما يسعدة و يريحة و يجد به سعادته؟… فالذى يسعدنى هو ما تسمية معصية… فلم اتوب؟


و قبل ان اجيبك على سؤالك اخي الحبيب لا بد ان تعلم اننى ما اردت الا سعادتك،
وما تمنيت الا راحتك،
وما قصدت الا الخير و النجاه لك فالدارين….

والان اجيبك على سؤالك: تب اخي الحبيب لان التوبة:


1- طاعه لامر ربك سبحانة و تعالى،
فهو الذي امرك فيها فقال: يا ايها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبه نصوحا [التحريم:8].
وامر الله ينبغى ان يقابل بالامتثال و الطاعة.

2- اسباب لفلاحك فالدنيا و الاخرة،
قال تعالى: و توبوا الى الله جميعا اية المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31].
فالقلب لا يصلح و لا يفلح و لا يتلذذ،
ولا يسر و لا يطمئن ؛

ولا يطيب ؛

الا بعباده ربة و الانابه الية و التوبه اليه.

3- اسباب لمحبه الله تعالى لك،
قال تعالى: ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين [البقرة:222].
وهل هنالك سعادة ممكن ان يشعر فيها انسان بعد معرفتة ان خالقة و مولاة يحبه اذا تاب اليه؟!

4- اسباب لدخولك الجنه و نجاتك من النار،
قال تعالى: فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا،
الا من تاب و ءامن و عمل صالحا فاولئك يدخلون الجنه و لا يظلمون شيئا [مريم:59،60].
وهل هنالك مطلب للانسان يسعي من اجلة الا الجنة؟!

5- اسباب لنزول البركات من السماء و زياده القوه و الامداد بالاموال و البنين،
قال تعالى: و يا قوم استغفروا ربكم بعدها توبوا الية يرسل السماء عليكم مدرارا و يزدكم قوه الى قوتكم و لا تتولوا مجرمين [هود:25]،
وقال: فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا،
يرسل السماء عليكم مدرارا،
ويمددكم باموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم انهارا [نوح:10-12].

6- اسباب لتكفير سيئاتك و تبدلها الى حسنات،
قال تعالى: يا ايها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبه نصوحا عسي ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار [التحريم:8]،
وقال سبحانه: الا من تاب و ءامن و عمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما [الفرقان:70].

اخي الحبيب:


الا تستحق تلك الفضائل – و غيرها كثير – ان تتوب من اجلها؟
لماذا تبخل على نفسك بما به سعادتك؟..
لماذا تظلم نفسك بمعصيه الله و تحرمها من الفوز برضاه؟…جدير بك ان تبادر الى ما ذلك فضلة و تلك ثمرته.

قدم لنفسك توبه مرجوه *** قبل الممات و قبل حبس الالسن


بادر فيها غلق النفوس فانها *** ذخر و غنم للمنيب المحسن

كيف اتوب؟

اخي الحبيب:


كانى بك تقول: ان نفسي تريد الرجوع الى خالقها،
تريد الاوبه الى فاطرها،
لقد ايقنت ان السعادة ليست فاتباع الشهوات و السير و راء الملذات،
واقتراف صنوف المحرمات… و لكنها مع ذلك لا تعرف كيف تتوب؟
ولا من اين تبدا؟

واقول لك: ان الله تعالى اذا اراد بعبدة خيرا يسر له الاسباب التي تاخذ بيدة الية و تعينة عليه،
وها انا اذكر لك بعض الامور التي تعينك على التوبه و تساعدك عليها:


1- اصدق النيه و اخلص التوبة: فان العبد اذا اخلص لربة و صدق فطلب التوبه اعانة الله و امدة بالقوة،
وصرف عنه الافات التي تعترض كيفية و تصدة عن التوبة..
ومن لم يكن مخلصا لله استولت على قلبة الشياطين،
وصار به من السوء و الفحشاء ما لا يعلمة الا الله،
ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: ايضا لنصرف عنه السوء و الفحشاء انه من عبادنا المخلصين [يوسف:24].

2- حاسب نفسك: فان محاسبه النفس تدفع الى المبادره الى الخير،
وتعين على البعد عن الشر،
وتساعد على تدارك ما فات،
وهي منزله تجعل العبد يميز بين ما له و ما عليه،
وتعين العبد على التوبة،
وتحافظ عليها بعد و قوعها.

3- ذكر نفسك و عظها و عاتبها و خوفها: قل لها: يا نفس توبى قبل ان تموتى ؛

فان الموت ياتى بغتة،
وذكرها بموت فلان و فلان..
اما تعلمين ان الموت موعدك؟!
والقبر بيتك؟
والتراب فراشك؟
والدود انيسك؟… اما تخافين ان ياتيك ملك الموت و انت على المعصيه قائمة؟
هل ينفعك ساعتها الندم؟
وهل يقبل منك البكاء و الحزن؟
ويحك يا نفس تعرضين عن الاخره و هي مقبله عليك،
وتقبلين على الدنيا و هي معرضه عنك..
وهكذا تظل توبخ نفسك و تعاتبها و تذكرها حتي تخاف من الله فتئوب الية و تتوب.

4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصى الله به مما يعينك على التوبة،
فان الرجل الذي قتل تسعه و تسعون نفسا قال له العالم: { ان قومك قوم سوء،
وان فارض الله هكذا و هكذا قوما يعبدون الله،
فاذهب فاعبد الله معهم }.

5- ابتعد عن رفقه السوء: فان طبعك يسرق منهم،
واعلم انهم لن يتركوك و خصوصا ان من و رائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصى ازا،
وتدفعهم دفعا،
وتسوقهم سوقا..
فغير رقم هاتفك،
وغير عنوان منزلك ان استطعت،
وغير الطريق الذي كنت تمر منه… و لهذا قال عليه الصلاة و السلام: { الرجل على دين خليله،
فلينظر احدكم من يخالل } [رواة ابو داود و الترمذى و حسنة الالباني].

6- تدبر عواقب الذنوب: فان العبد اذا علم ان المعاصى قبيحه العواقب سيئه المنتهى،
وان الجزاء بالمرصاد دعاة هذا الى ترك الذنوب بداية،
والتوبه الى الله ان كان اقترف شيئا منها.

7- ارها الجنه و النار: ذكرها بعظمه الجنة،
وما اعد الله بها لمن اطاعة و اتقاه،
وخوفها بالنار و ما اعد الله بها لمن عصاه.

8- اشغلها بما ينفع و جنبها الوحده و الفراغ: فان النفس ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل،
والفراغ يؤدى الى الانحراف و الشذوذ و الادمان،
ويقود الى رفقه السوء.

9- خلف هواك: فليس اخطر على العبد من هواه،
ولهذا قال الله تعالى: ارءيت من اتخذ الهة هواة [الفرقان:43].
فلا بد لمن اراد توبه نصوحا ان يحطم فنفسة جميع ما يربطة بالماضى الاثيم،
ولا ينساق و راء هواه.

10- و هنالك سبب ثانية تعينك اخي الحبيب على التوبه غير ما ذكر منها: الدعاء الى الله ان يرزقك توبه نصوحا،
وذكر الله و استغفاره،
وقصر الامل و تذكر الاخرة،
وتدبر القران،
والصبر خاصة فالبداية،
الي غير هذا من الامور التي تعينك على التوبة.

شروط التوبه الصادقة:

اخي الحبيب:


و للتوبه الصادقه شروط لا بد منها حتي تكون صحيحة مقبوله و هي:


اولا: الاخلاص لله تعالى: فيصبح الباعث على التوبه حب الله و تعظيمة و رجاؤة و الطمع فثوابه،
والخوف من عقابه،
لا تقربا الى مخلوق،
ولا قصدا فعرض من اعراض الدنيا الزائلة،
ولهذا قال سبحانه: الا الذين تابوا و اصلحوا و اعتصموا بالله و اخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين [النساء:146].

ثانيا: الاقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبه مع الاقامه على المعاصى حال التوبة.
اما ان عاود الذنب بعد التوبه الصحيحة،
فلا تبطل توبتة المتقدمة،
ولكنة يحتاج الى توبتة حديثة و هكذا.

ثالثا: الاعتراف بالذنب: اذ لا ممكن ان يتوب المرء من شئ لا يعدة ذنبا.

رابعا: الندم على ما سلف من الذنوب و المعاصي: و لا تتصور التوبه الا من نادم حزين اسف على ما بدر منه من المعاصي،
لذا لا يعد نادما من يتحدث بمعاصية السابقة و يفتخر بذلك و يتباهي بها،
ولهذا قال : { الندم توبه } [رواة حمد و ابن ما جه و صححة الالباني].

خامسا: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبه من عبد ينوى الرجوع الى الذنب بعد التوبة،
وانما عليه ان يتوب من الذنب و هو يحدث نفسة الا يعود الية فالمستقبل.

سادسا: رد المظالم الى اهلها: فان كانت المعصيه متعلقه بحقوق الادميين وجب عليه ان يرد الحقوق الى اصحابها اذا اراد ان تكون توبتة صحيحة مقبوله ؛

لقول الرسول : { من كانت عندة مظلمه لاحد من عرض او شئ فليتحلله منه اليوم قبل الا يصبح دينار و لا درهم،
ان كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته،
وان لم تكن له حسنات اخذ من سيئات صاحبة فحمل عليه } [رواة البخاري].

سابعا: ان تصدر فزمن قبولها: و هو ما قبل حضور الاجل،
وطلوع الشمس من مغربها،
وقال : { ان الله يقبل توبه العبد ما لم يغرغر } [رواة احمد و الترمذى و صححة النووي].
وقال: { ان الله يبسط يدة بالليل ليتوب مسيء النهار،
ويبسط يدة بالنهار ليتوب مسيء الليل حتي تطلع الشمس من مغربها } [رواة مسلم].

علامات قبول التوبة

اخي الحبيب:


و للتوبه علامات تدل على صحتها و قبولها،
ومن هذي العلامات:


1- ان يصبح العبد بعد التوبه خيرا مما كان قبلها: و جميع انسان يستشعر هذا من نفسه،
فمن كان بع التوبه مقبلا على الله،
عالى الهمه قوي العزيمه دل هذا على صدق توبتة و صحتها و قبولها.

2- الا يزال الخوف من العوده الى الذنب مصاحبا له: فان العاقل لا يامن مكر الله طرفه عين،
فخوفة مستمر حتي يسمع الملائكه الموكلين بقبض روحه: الا تخافوا و لا تحزنوا و ابشروا بالجنه التي كنتم توعدون [فصلت:30]،
فعند هذا يزول خوفة و يذهب قلقه.

3- ان يستعظم الجنايه التي تصدر منه و ان كان ربما تاب منها: يقول ابن مسعود رضى الله عنه: { ان المؤمن يري ذنوبة كانة قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه،
وان الفاجر يري ذنوبة كذباب مر على انفه،
فقال له كذا }.
وقال بعض السلف: (لا تنظر الى صغر المعصيه و لكن انظر الى من عصيت).

4- ان تحدث التوبه للعبد انكسارا فقلبة و ذلا و تواضعا بين يدى ربه: و ليس هنالك شئ احب الى الله من ان ياتية عبدة منكسرا ذليلا خاضعا مخبتا منيبا،
رطب القلب بذكر الله،
لا غرور،
ولا عجب،
ولا حب للمدح،
ولا معايره و لا احتقار للاخرين بذنوبهم.
فمن لم يجد هذا فليتهم توبته،
وليرجع الى تصحيحها.

5- ان يحذر من امر جوارحه: فليحذر من امر لسانة فيحفظة من الكذب و الغيبه و النميمه و فضول الكلام،
ويشغلة بذكر الله تعالى و تلاوه كتابه.
ويحذر من امر بطنه،
فلا ياكل الا حلالا.
ويحذر من امر بصره،
فلا ينظر الى الحرام،
ويحذر من امر سمعه،
فلا يستمع الى غناء او كذب او غيبة،
ويحذر من امر يديه،
فلا يمدهما فالحرام،
ويحذر من امر رجلية فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية،
ويحذر من امر قلبه،
فيطهرة من البغض و الحسد و الكره،
ويحذر من امر طاعته،
فيجعلها خالصه لوجة الله،
ويبتعد عن الرياء و السمعة.

احذر التسويف

اخي الحبيب:


ان العبد لا يدرى متي اجله،
ولا كم بقى من عمره،
ومما يؤسف ان نجد من يسوفون بالتوبه و يقولون: ليس ذلك وقت التوبة،
دعونا نتمتع بالحياة،
وعندما نبلغ سن الكبر نتوب.
انها اهواء الشيطان،
واغراءات الدنيا الفانية،
والشيطان يمني الانسان و يعدة بالخلد و هو لا يملك ذلك.
فالبدار البدار… و الحذر الحذر من الغفله و التسويف و طول الامل،
فانة لولا طول الامل ما و قع اهمال اصلا.

فسارع اخي الحبيب الى التوبة،
واحذر التسويف فانه ذنب احدث يحتاج الى توبة،
والتوبه و اجبه على الفور،
فتب قبل ان يحضر اجلك و ينقطع املك،
فتندم و لات ساعة مندم،
فانك لا تدرى متي تنقضى ايامك،
وتنقطع انفاسك،
وتنصرم لياليك.

تب قبل ان تتراكم الظلمه على قلبك حتي يصير رينا و بالتاكيد فلا يقبل المحو،
تب قبل ان يعاجلك المرض او الموت فلا تجد مهله للتوبة.

لا تغتر بستر الله و توالى نعمه

اخي الحبيب:


بعض الناس يسرف على نفسة بالذنوب و المعاصي،
فاذا نصح و حذر من عاقبتها قال: ما بالنا نري اقواما يبارزون الله بالمعاصى ليلا و نهارا،
وامتلات الارض من خطاياهم،
ومع هذا يعيشون فرغد من العيش و سعه من الرزق.
ونسى هؤلاء ان الله يعطى الدنيا لمن يحب و من لا يحب،
وان ذلك استدراج و امهال من الله حتي اذا اخذهم لم يفلتهم،
يقول : { اذا رايت الله يعطى العبد فالدنيا على معاصية ما يحب فانما هو استدراج،
ثم تلا قوله عز و جل: فلما نسوا ما ذكروا فيه فتحنا عليهم ابواب جميع شئ حتي اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغته فاذا هم مبلسون،
فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين } [رواة احمد و اسنادة جيد].

واخيرا… !
!

اخي الحبيب:


فر الى الله بالتوبة،
فر من الهوى… فر من المعاصي… فر من الذنوب… فر من الشهوات… فر من الدنيا كلها… و اقبل على الله تائبا راجعا منيبا… اطرق بابة بالتوبه مهما كثرت ذنوبك،
او تعاظمت،
فالله يبسط يدة بالليل ليتوب مسيء النهار،
ويبسط يدة بالنهار ليتوب مسيء الليل،
فهلم اخي الحبيب الى رحمه الله و عفوة قبل ان يفوت الاوان.

اسال الله تعالى ان يجعلنى و اياك من التائبين حقا،
المنيبين صدقا،
وصلي الله على نبينا محمد و على الة و صحبة و سلم.

  • كيف نتوب توبا نصوحه
  • كيف اتوب الى الله
  • كيف اتوب الى الله توبتن نصوحه وقلع عن كل الذنوب
  • کیف اتقرب من الله
  • کیف اتوب الی الله توبه نصوحا


كيف اتوب الى الله توبة نصوحا