اذا ما اقدمت على الانتحار قريبا فما هذا الا لكي ترتفع روحي المعنوية الى السماء.
———
بعد ان اتى الجراد السياسي في الوطن العربي على الحاضر والمستقبل، يبدو انه الان قد
التفت الى الماضي، وذلك حتى لا يجد النسان العربي ما يسند ظهره اليه في مواجهة
الاخطار المحيطة به سوى مسند الكرسي الذي يجلس عليه، بدليل هذا الحنو المفاجيء على لغتنا
العربية، وهذه المناحة اليومية في معظم صحف واذاعات المنطقة، على ما اصاب قواعدها من تخريب
وما يتعرض له صرفها ونحوها من عبث واستهتار، حتى لم يعد احدنا يعرف كيف يقرا
رسالة او يدون رقم هاتف.
———-
ما الفائدة من الاسم اذا كان صحيحا… والوطن نفسه معتلا
———
كلما سمعت او قرات هذا او ذاك من الشعرءا او الصحافيين او المذيعين العرب يجعجع
عن الديموقراطية والعدالة والحرية وينتصر على الصهيونية ويقضي على التخلف ويتوعد هذا ويهدد ذاك وهو
جالس في مقهاه ! او وراء مذياعه .. لا اتمنى سوى تاميم اللغة العربية من
المحيط الى الخليج وتكويمها في بيدر او ساحة عامة في قلب الوطن العربي
———
بلد لا يوجد فيه مشاكل .. هو بلد لا استطعيع العيش فيه
———
مشكلتي في هذا الوطن انني احترم كل شيء فيه حتى قمامته .. بدليل وانا عائد
في اخر الليل سقط علي كيس قمامة .. فلم احتج .. ولم انفضها حتى عن
ثيابي .. ولانني من طريقة سقوطها علي .. عرفت انها زبالة مدعومة !
———
بعد ثلاثين سنة من الثقة المتبادلة بين المواطن العربي واجهزة الاعلام العربية .. نعلم انه
عندما تركز الاجهزة على قضية ما .. وترعاها فجاة بكل ما عندها من صحف ومجلات
وخطب ومهرجانات ومطربين ومطربات .. فمعنى ذلك ان نقرا الفاتحة قريبا على هذه القضية
———
عندما تركز اجهزة الاعلام على النصر والتحرير واستعادة الاماكن المقدسة .. اضب الحقائب واستعد للمبيت
قريبا انا وعائلتي تحت احد الجسور في الفاتيكان لان معنى ذلك التركيز ان قطعة اخرى
من الارض العربية ستطير
———
ارغب بان اعلن .. ان لا شروط لنا ابدا على تحقيق الوحدة العربية ..باستثناء شرط
واحد هو اننا لا نريدها
———
الاذاعة : نؤكد مرارا وتكرارا امام العالم اجمع انه : لا صلح .. لا اعتراف
.. لا مفاوضات
المستمع : لا تذكبي اني رايتكما معا
———
من كثرة الطرق التي اصبحت تؤدي الى قضية فلسطين .. صارت القضية في حاجة الى
ادارة مرور تنظم حركة السير اليها
———
ما اذرب السنتنا في اطلاق الشعارات .. وما ارشق ايدينا في التصفيق لها .. وما
اعظم جلدنا في انتظار ثمارها
———
اذا بقيت مفاهيم النضال العربي كما هي الان فان الشكل النهائي لخريطته وخريطة الون العربي
نفسه لن يكون في المستقبل الا كشكل الخنفس بعد ان يقول له حلاق السجن ”
نعيما ” وتصبح على الف خير
———
كل طبخة سياسية في المنطقة امريكا تعدها و روسيا توقد تحتها و اوروبا تبردها و
اسرائيل تاكلها و العرب يغسلون الصحون
———-
اليس من العار بعد كل هذا التطور العلمي والحضاري الذي حققته البشرية وبعد مئات الجامعات
والاف المدارس التربوية و الفنية والادبية والمسرحية و الفندقية التي تغطي ارض الوطن العربي ان
تظل لغة الحوار الوحيدة بين السلطة والمواطن هي الرفس وشد الشعر !
———
جربوا الحرية يوما واحدا لتروا كم هي شعوبكم كبيرة .. وكم هي اسرائيل صغيرة
———
اذا لم نستطع تدريب انسان عربي واحد على صعود الباص من الخلف و النزول من
الامام .. فكيف نبغي تدريبه على الثورة
———
المواطن العربي اليوم يعيش مثل الاطرش في الزفة بالنسبة لكل ما جرى و يجري في
المنطقة .. يضع يده على خده ويتربع امام شاشة التلفزيون وامامه علبتا كلبنكس واحدة على
اليمين للانظمة اليمينية .. وواحدة على اليسار للانظمة اليسارية
———
على الرغم من ملايين الاقدام الفتية التي تدق كعوبها على الارض العربية صباح مساء فلا
شيء يدب عمليا على طريق التحرير سوى العكاكيز
———
نتسائل ايتها الحكومات .. اذا لم يستطع الكاتب العربي وفي ادق مرحلة تمربها امته .
. ان يعبر عن رايه في الماضي او في الحاضر او في المستقبل او في
حرب لبنان او حرب الخليج او حرب الصحراء او عن كامب دايفيد او عن المقاومة
فماذا يفعل .. هل يضع سلة بيض في زاوية المكتب او المطبعة ويرقد فوقها كالدجاجة
حتى تمر هذه المرحلة التي تتحججون بها لفرض قيودكم.
———————————–
مقتطفات من (ساخون وطني) محمد الماغوط
محمد احمد عيسى الماغوط (1934- 3 ابريل 2006) شاعر واديب سوري، ولد في سلمية بمحافظة
حماة عام 1934. تلقى تعليمه في سلمية ودمشق وكان فقره سببا في تركه المدرسة في
سن مبكرة، كانت سلمية ودمشق وبيروت المحطات الاساسية في حياة الماغوط وابداعه، وعمل في الصحافة
حيث كان من المؤسسين لجريدة تشرين كما عمل الماغوط رئيسا لتحرير مجلة الشرطة، احترف الفن
السياسي والف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دورا كبيرا في تطوير المسرح السياسي في
الوطن العربي، كما كتب الرواية والشعر وامتاز في القصيدة النثرية وله دواوين عديدة. توفي في
دمشق في 3 ابريل 2006.