مشكلتي اني كنت ابلع ما بين اسناني لسنوات طويلة، والان توقفت عن ذلك، وانظف اسناني جيدا، لكني لا اعرف كم يوما كنت ابلع بقايا الطعام بين اسناني في رمضان، وكم يوما اقضي. سالت، قالوا لي ان علي قضاء كل الايام التي فعلت فيها ذلك، لكنها كثيرة جدا جدا، حوالي اكثر من عشر سنوات. فماذا افعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فنقول ابتداء هناك تفصيل في حكم بلع الصائم ما بقي من الطعام بين اسنانه، ففي بعض الحالات يفسد الصوم بذلك، وفي حالات اخرى لا يفسد.
جاء في الموسوعة الفقهية: ابتلاع ما بين الاسنان اذا كان قليلا لا يفسد ولا يفطر، لانه تبع لريقه ولانه لا يمكن الاحتراز عنه، بخلاف الكثير فانه لا يبقى بين الاسنان، والاحتراز عنه ممكن، والقليل: هو ما دون الحمصة، ولو كان قدرها افطر. ومذهب زفر. وهو قول للشافعية: فساد الصوم مطلقا، بابتلاع القليل والكثير، لان الفم له حكم الظاهر، ولهذا لا يفسد صومه بالمضمضة، كما قال المرغيناني: ولو اكل القليل من خارج فمه افطر فكذا اذا اكل من فمه، وللشافعية قول اخر بعدم الافطار به مطلقا، وشرط الشافعية والحنابلة لعدم الافطار بابتلاع ما بين الاسنان شرطين: اولهما: ان لا يقصد ابتلاعه. والاخر: ان يعجز عن تمييزه ومجه، لانه معذور فيه غير مفرط، فان قدر عليهما افطر، ولو كان دون الحمصة، لانه لا مشقة في لفظه. والتحرز عنه ممكن.
ومذهب المالكية: عدم الافطار بما سبق الى جوفه من بين اسنانه، ولو عمدا، لانه اخذه في وقت يجوز له اخذه فيه، كما يقول الدسوقي- وقيل: لا يفطر، الا ان تعمد بلعه فيفطر، اما لو سبق الى جوفه فلا يفطر. انتهى.
فان كنت بلعت ما بين اسنانك وكان قليلا لا يمكن التحرز منه فصيامك صحيح، واما ان كان كثيرا يمكن التحرز منه وابتلعته بعمد عالمة بانه مفطر فقد فسد صومك عند اكثر اهل العلم وهو الاحوط، ويلزمك صيام تلك الايام التي تيقنت انك ابتلعت فيها ما يمكن التحرز منه، واذا كنت لا تعلمين عددها فالواجب عليك حسابها بالتحري فتقضين من الايام ما يحصل لك معه غلبة الظن بانك قد ابرات ذمتك. اما اذا كنت جاهلة ان ذلك مفطر فان كثيرا من العلماء يرى بان ذلك عذر لا يفسد معه الصوم، كما صرح بذلك فقهاء الشافعية.
والله اعلم.