الشيطان هو ذلك العدو الملازم للانسان، مختص بغوايته واضلاله، ولكنه رغم عدائه وكذبه صدق مع ابي هريرة في نصيحته له بقراءة اية الكرسي، فمن قراها فلا يزال عليه من الله حافظ. وقد وضح الشيخ في هذه المادة اسباب فضل اية الكرسي، والوسائل التي تعين على الحذر من الشيطان، وقبل هذا وذاك ذكر فوائد قصة ابي هريرة والشيطان، والتي تربو على عشرين فائدة، بعد ان صدر المادة بذكر نص الحديث وبعض مواقف الصحابة مع الجن.
فلقاؤنا في هذه الليلة وقصتنا -ايها الاخوة- مع ابي هريرة رضي الله تعالى عنه، لنلتقي معه في هذه القصة العظيمة التي رواها الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه : عن ابي هريرة قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فاتاني ات فجعل يحثو من الطعام، فاخذته وقلت: والله لارفعنك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: اني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فاصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا ابا هريرة ما فعل اسيرك البارحة؟ قال: قلت: يا رسول الله! شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: اما انه قد كذبك وسيعود، فعرفت انه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: انه سيعود.
فرصدته فجاء يحثو من الطعام فاخذته فقلت: لارفعنك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فاني محتاج وعلي عيال ولن اعود، فرحمته فخليت سبيله، فاصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابا هريرة ما فعل اسيرك؟ قلت: يا رسول الله! شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: اما انه قد كذبك وسيعود.
فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام، فاخذته فقلت: لارفعنك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه ثلاث مرات تزعم انك لا تعود ثم تعود، قال: دعني وسوف اعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: اذا اويت الى فراشك فاقرا اية الكرسي – الله لا اله الا هو الحي القيوم [البقرة:255]- حتى تختم الاية، فانه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح؛ فخليت سبيله.