انها قصة اثنين قاوموا وجاهدوا وضحوا في سبيل حبهم … وفعلوا وحاربوا المستحيل من اجل بقاء حبهم .. ذلك الحب الطاهر الذي اصبح نادرا في هذا الزمان .. هو يعشقها بلا حدود.. هي متيمه في عشقه وحبه ..اصبحوا روحين في جسد .. لا احد يستطيع تفرقتهم ..اصبح حبهم يضرب به الامثال .. حتى انهم قاوموا الصعاب .. ووقفوا في وجه اهلهم حتى لايمنعوا ذلك الحب.وبالفعل .. تزوجوا .. رغم معارضة بعض الاهل .. واكتمل حبهم الان .. هي احبته من كل قلبها ولاترى بعالمها غيره ولا تستطيع الاستغناء عنه لو لحظات .. هو مجنونها ويموت في حبها .
بعد الزواج ..قضوا احلى شهر عسل .. واحلى ايام العمر.. ومر على زواجهما شهر .. شهرين .. ثلاثه … حتى اكتملت سنه كامله .. عاشوا في هذه السنه حلم جميل تمتعوا به وتمنوا ان لا يصحون منه …
وفي يوم من الايام..استيقظ هو على صوت جرس الهاتف .. ولما ذهب اليه ورفع السماعه .. واذا بذلك الصوت الذي يدل على غضب .. انها والدته … وحصل هذا الحوار بينهم
رفع السماعه واذا بصوت والدته ياتيه غاضبا … فاحب ان يقطع الصمت فقال: وهو يبتسم : صباح الخير يا احلى ام في الدنيا
الام ( وبنبرة حادة ): اي صباح هذا اللي تتكلم عنه ؟ ..الساعه الحادية عشرة ظهرا وتقول لي صباح الخير !؟
سامي : لكننا مازلنا في الصباح !
الام : اترك عنك هذا الكلام الفارغ والاذن اذهب الى تغيير ملابسك وتعال بسرعة ,, هيا لا تتاخر !
سامي : لماذا يا امي .خير ان شاء الله . ماذا حدث ؟
الام :قلت لك تعال بسرعة ولا تتاخر .. اريدك في موضوع مهم .
سامي: ان شاء الله يا امي . سوف اتناول فطوري مع حنان ( زوجته ) وبعد الفطور سوف نمر عليك .. ولن نتاخر ان شاء الله ..
الام ( وبنبرة استغراب وغضب ): ماذا !؟؟… وانت لا تمشي الا معاها ؟! ولا تخرج الا بصحبتها .. اتركها في البيت وتعاتل بمفردك ولا اريد ان اراها معك .. ولا بد ان تاتي بسرعة والان .. ولا تتاخر !!
سامي ( وبنبرة حزن وهو يعرف ان والدته لا تحب زوجته ) : ان شاء الله يا امي ..
عندما وضع سامي السماعه وذهب لتغيير ملابسه وخرج الى الصاله اذا بزوجته حنان ترتب الفطور على المائدة .. ولما رات زوجها على عجلة من امره .. سالته بكل ود: سامي .. حبيبي ..لماذا انت مستعجل !؟؟! لقد جهزت لك الفطور..
سامي : لا عليك يا حبيبتي .. امي تريدني في موضوع مهم ولابد ان اذهب لها الان ..
حنان : خير ان شاء الله .. لا تنسى ان تسلم على خالتي يا سامي ..
سامي : ان شاء الله .. مع السلامه ..
اغلق سامي الباب وراءه وذهب الى امه ليرى ما عندها من امر مهم يجعلها تكلمه بهذه اللهجة القاسية ..
وهناك ( في بيت ام سامي ) …فتحت ام سامي النار على ولدها قائلة له : بذمتك كم صار من الوقت على زواجك ؟
سامي : تقريبا سنة كاملة يا امي ..
الام : ماذا تقول ؟ سنة ؟؟ مضى على زواجك اكثر من سنة !!
سامي : لماذا يا امي ؟! هل هناك شيء يختص بزواجي ؟
الام : لماذا تسال ؟ الا تعرف ماذا هناك ؟!
سامي ( مستغربا ) : ماذا هناك يا امي ؟!؟
الام : مضى على زواجك اكثر من سنة والى الان لم نر منك شيئا !!
سامي: مني انا ؟
الام : يعني بالله عليك .. مني انا ؟ .اكيد من زوجتك النحس !!
سامي ( وهو متكدر ) : امي .. ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟!؟
الام : بذمتك .. الم تمض سنة كاملة ولم نر منها شيئا !؟!
سامي : يا امي .. انجبنا ابناء ام لم ننجب هذا الموضوع يخصنا انا وهي فقط .. ثم لم يمض من الوقت سوى سنة على زواجنا !؟!؟
الام : ما شاء الله .. ما شاء الله اصبحت تصرخ في وجهي وتتطاول علي .. العيب ليس فيك بل في هذه الزوجة النحسة التي عندك !!
سامي : امي لا تقولي مثل هذا الكلام .. يكفي .. لا تظلمي زوجتي ..
تظاهرت الام بالبكاء حتى تلين قلب ابنها قليلا وقال الام وهي تتظاهر: العيب مني انا التي اريد ان افرح بك وبرؤية ابنائك قبل ان اموت وادفن تحت التراب !!
سامي : يا امي لا تقولين هذا الكلام .. اطال الله في عمرك وغدا ان شاء الله سترين ابنائي وابناء ابنائي ايضا ..
الام : ومتى؟ متى سياتي اليوم الذي ساراهم فيه ..
سامي : قريبا ان شاء الله يا امي ..
الام: ومتى قريب ؟ في كل مرة تقول لي نفس الكلام والان مرت سنة كاملة ولم ارى شيئا ..
سامي ( يحاول ان يغلق الموضوع ): يا امي .. كل شيء بيد الله تعالى وليس بيدينا شيء ..
الام : اسمعني يا ولدي .. سوف اصبر وافوض امري الى الله .
سامي : ان شاء الله يا امي العزيزة .. سوف اذهب الان .. هل تريدين شيئا ؟؟
الام : اهتم بنفسك .. وفي امان الله وحفظه ..
لما رجع الى البيت …. كانت حنان جالسه على مائدة الفطور بانتظار عودة سامي ..
حنان : اهلا بحبيبي سامي ..
سامي ( ويبدو عليه الحزن ) : اهلا حبيبتي حنان ..
حنان : سامي حبيبي .. تعال لتناول الافطار .. لم افطر فقد كنت انتظرك وكلي شوق ولهفة لرؤيتك ..
سامي : لا اشتهي طعاما ثم دخل الغرفه … ودخلت حنان وراءه ..
حنان : سامي .. لماذا اراك حزينا ؟!؟ ليست هي عادتك يا حبيبي ..
سامي : سلامتك يا حبيبتي .. ليس هناك شيء ..
حنان : سامي حبيبي .. هذا الكلام تقوله للشخص الذي لا يعرفك . ولكنني زوجتك واعرف ما بك ..
سامي ( وبعد تنهيده طويله ) : حنان ..امي .. امي يا حنان..
حنان : خالتي؟ .. خير ان شاء الله ما بها ؟
سامي :هذي المرة الثانية يا حنان التي تقول لي فيها .. ( ثم توقف سامي عن الكلام خوفا من ان يجرح مشاعرها ) ..
حنان : ماذا يا سامي اكمل؟
سامي ( يتابع حديثه ) : التي تقول لي فيها .. ( ويقول بغصه ) اريد ان ارى عيالك ..
حنان ( وبدا بعض الحزن في ملامحها لكنها سرعان ماخباته ) : سامي حبيبي .. هي امك ومن الطبيعي ان تقول لك هذا الكلام لانها تريد ان تفرح بك وترى اطفالك يلعبون امامها .. ولا اعتقد ان خالتي قالت شيئا غريبا وهذا الشيء من الطبيعي ان تقوله كل ام لولدها ..
سامي : يكفي .. يكفي ..
حنان : اذا كنت تريد ان نذهب لاداء التحاليل والفحوصات فانا مستعده وليس لدي مانع ولكن لا اريد ان اراك متضايقا وحزينا هكذا !!
ذهب سامي وقبل جبين زوجته حنان ثم قال لها : هل تعلمين يا حبيبتي ان حياتي بدونك لا تساوي شيئا ؟!؟
حنان ( بابتسامة هادئة ) وانا ايضا يا سامي ..
وبالفعل بعد ايام ذهب سامي وحنان لاجراء الفحوصات والتحاليل اللازمه …. وبعد ايام قليلة ظهرت النتائج .. وذهبوا لاستقبالها .. وفي المستشفى ظهر سامي وتبدو عليه علامات التوتر والخوف وكان خوف حنان اكبر لكنها كانت تخفيه بابتسامة كاذبة في وجه سامي .. وعندما ظهرت النتائج ….. ظهرت الصاعقة التي لم يكن يحتملها الزوجان ابدا … حنان عقيم …عقيم ..عقيم .. ولاتستطيع الانجاب ابدا … ومن الصعب علاجها .. اخفت حنان فمها بيدها من الدهشه … وامتلات عيناها بالدموع وهي تنظر الى سامي سامي الذي امتلات عيناه بالدموع كذلك ولكنه ضم حنان بقوة وهي تبكي وعندما وصلوا المنزل وفتحوا الباب تفاجاوا بمفاجاه اخرى كانت تنتظرهم هناك .. انها ام سامي جالسه في الصاله تنتظر … وعندما فتحوا الباب اندهشوا لتواجدها … فقالت ام سامي باحتقار : صباح الخير .. كان ظني صائبا اليس كذلك ؟!؟
ذهبت حنان تركض وهي تبكي بشده الى غرفتها … واما سامي فقد وقف امام الصاله … وماكاد ان يذهب الى زوجته .. حتى نادته والدته بصوت حاد : سامي كان ظني صائبا اليس كذلك ؟!
سامي ( وهو يتلعثم ) : امي .. امي
الام ( قاطعته بغضب شديد ) : : كان ظني صائبا !؟ العيب فيها طبعا ؟
سامي : امي .. هذا قضاء الله وقدره ..
الام ( وهي مندهشه وتلومه بغضب ) : ارايت يا سامي .. هذا جزاء الولد الذي لا يطيع امه .. هذه هي التي احببتها وكنت مجنونا بها .. انظر الان ماذا اتى من ورائها .. هذه هي التي اخذتها رغما عني ووقفت بوجهنا كلنا من اجلها .. الم اقل لك ؟؟ الم اخبرك بانه لا فائدة ترجى من ورائها !؟؟!
هناك في الغرفه كانت حنان واقفه ومسنده راسها على الجدار .. ودموعها الحاره تنسكب على خديها بدون توقف وهي تسمع كل الكلام الذي دار بين سامي ووالدته ..
وفي الصاله مازال سامي يكلم امه فقال لها : يا امي هذا قضاء الله وقدره
الام ( وهي غاضبه ) : ونعم بالله .. ولكنك تستحق ما يحدث لك .. هذا هو جزاؤك .. عصيت امك وتزوجت منها .. لو تزوجت بنت خالتك اريج لكانت احسن من هذه العقيمة التي لا تنجب !!
غضب سامي من كلام والدته وقال : يكفي يكفي يا امي .. هذي حياتنا ونحن احرار . لا اريد اطفالا .. لا اريد احدا .. انا احبها .. احبها ولن اتخلى عنها ولن اتزوج غيرها !!
الام غاضبة : حبتك الجراده انت وزوجتك النحس قول امين !! … اسمع يا سامي .. في اول الامر عصيت امرنا ومشيت على هواك وتزوجتها ووافقناك على ما اردت وانظر الان الى ان اخذك عنادك .. اخذك الى امراة عاقر لا تنجب والان جاء دوري لاتكلم ولن اسكت ابدا !!
سامي : هذه حياتنا ونحن احرار وليس لاحد دخل بنا ..!
الام ( غاضبة ) : اصمت .. لا تقل كلمة واحدة بهذا الشان .. هل يوجد رجل في هذه الدنيا لا يريد اطفالا يكبرون امام عينيه ويحملون اسمه واسم عائلته !!؟؟ .. ماذا تريد الناس ان يقولون عنا ؟؟ يالها من فضيحة .. سامي يرفع صوته في وجه امه ولا يطيع امرها ويقول لامها : احبها .. ولا اريد ابناءا ابدا !!
سامي (وهو يخفض صوته) : امي .. ارجوك .. اخفضي صوتك واسكتي .. حنان حزينة جدا بسبب هذا الموضوع ولا اريد ان ازيدها هما على همها !!
ترد الام وهي مندهشة وغاضبة : لا والله .. دعها تسمع كل شيء فلا يهمني انا ان كانت تسمع ام لا .. العيب منها هي وليس منك انت حتى تخاف عليها .. اسمع يا سامي .. انت مازلت شابا صغيرا فلا تقل لي انك سوف تضيع حياتك مع امراة لا فائدة ترجى من ورائها !!
حنان مازالت في غرفتها مسندة راسها الى الجدار وهي تبكي مستمعة الى الحديث الذي يدور بين زوجها سامي وبين امه .
يواصل سامي حديثه مع امه فيقول لها : سوف اقضي عمري كله مع حنان ولست مهتما بموضوع الاطفال ولن اهتم باحد مهما كان .
الام ( ترد باستهزاء ) : يا عيني على الحب .. يا سلام يا سلام .. اترك عنك هذا الكلام الفارغ واترك عنك قصص الافلام .. اليوم سوف اذهب الى الخطابه ( ام جمعة ) وساجعلها تبحث لك عن زوجة احسن منها تنجب لك الابناء الذين يحملون اسمك واسمنا ..
يرد سامي وهو مندهش ومصر على قراره : اسمعي يا امي .. لو انطبقت السماء على الارض فلن اترك حنان مهما كان ولن اتخلى عنها حتى لو احضرت لي اجمل واغنى نساء الارض !!
الام : اسكت .. ولا تنطق بكلمة .. من الغد سوف ابحث لك عن زوجة جديدة افضل من هذه المراة عديمة الفائدة هذه عقيم .. عقيم .. افهم!!… عقيم ولا تنجب العيال .. !!
مازالت حنان تستمع للحوار وتبكي بحرارة وحرقة ونهمر دموعها الساخنة على وجنتيها وكلمات خالتها تتردد : عقيم.. عقيم . عقيم ولا تنجب الابناء ..
قال سامي لامه وقد جن جنونه وغضب غضبا شديدا : لن اتزوج ابدا وافعلي كل ما تريدين فعله . حنان زوجتي وحبيبتي وكل دنيتي ..
الام ترد بغضب : اف عليك وعلى حنان .. سوف تتزوج غصبا عنك وعنها .. انا امك وادرى بمصلحتك .. واريد ان ارى عيالك قبل ان اموت .. هل تسمع ؟ اذا لم تسمع كلامي وتاخذ بقراري فمن اليوم فصاعدا لست بولدي ولست بامك وسابقى غاضبة عليك الى يوم الدين !!
سامي : حنان حبيبتي وزوجتي وستبقي حبيبتي وزوجتي طول العمر !!
دهشت الام وجن جنونها … وحدقت بولدها بنظره غضب وكانه يتطاير منها عيناها الشرار .. ثم فتحت فمها وقالت : روووح ياسامي ولا انتا ..وما كادت الام تكمل كلامها حتى فتح باب الغرفه … وظهرت حنان راكضه ودموعها تنسكب كالشلال ساخنه وعيناها اللتان احمرتا من كثرة الدموع وصرخت على خالتها : يكفي يا خالتي لاتكملي .. ثم اتت راكضه الى زوجها متوسله اليه وانزلت راسها وهي تقبل يده ودموعها تبلل يده وهي تقول ببكاء شديد وهي تصرخ متوسله تحت قدميه : سامي حبيبي .. اقبل يديك وقدميك ارجوك وافق وتزوج يا سامي ولا تغضب امك عليك ياسامي
اخذت دموع ساخنة تنهمر بحرارة على خدي سامي ..حتى نزل الى حنان وهي تحته وامسك يديها وهو يقبلها بشده قائلا : حنان .. حنان .. لا يمكنني العيش بدونك .. انتي لي الدنيا باكملها .. لا يمكن ان اتزوج من امراة اخرى غيرك سوف نبقى معا للابد .. سوف نبقى للابد
كانت الام تنظر مندهشه حتى امسكت حنان قدم سامي وهي تبكي بشده وتصرخ متوسله وتقول :ارجوك يا سامي .. ارجوك وافق يا سامي .. وااافق انا موافقه انك تتزوج .. انا موافقه .. وافق ياسامي .. ولا تجعل امك تغضب عليك يا سامي !!
بقى سامي صامتا صامدا وهو يبكي ويقول: لا يمكن ان اعيش مع اخرى .. لا اريد عيالا .. انا اريدك انتي .. واخذت حنان تبكي وتنتحب وتقول : سامي اذا كنت تحبني وتريد لي الراحة وافق على الزواج .. ارجوك وافق .. وهي تقبل يده حتى انكسر هنا قرار سامي ..فلقد حلفته بحبها وبها ..فنظر الى والدته وعيناه تملاها الدموع بغضب .. ثم راى حنان التي تبكي وتتوسل .. ثم اسدل راسه واخفضه .. ليدل على الموافقه عندما رات الام ذلك الموقف …مسحت تلك الدمعه التي نزلت على خدها .. وابتسمت بانتصار لموافقة ولدها على طلبها وذهبت …. وبالفعل .. بعد عدة ايام وجدت العروس المناسبه .. وتم فعل كل شيء .. وخططت هي مع اهل العروس على كل شيء .. حتى حددوا موعدا للزواج ليكون خلال الاسبوع القادم وهو يوم الخميس … وقبل العرس باسبوع ..عندما اتى سامي الى منزله .. ودخل وبدل ملابسه وعلى ملامحه الحزن الشديد والحيره .. وجد هناك على تسريحه الغرفه ورقه مربعة ..عندما اقترب منها ..تبين له ان هذا هو خط حنان .. ثم دهش . .واخذ يقراها :
حبيبي سامي .. لقد اخذت كل اغراضي وحاجياتي لاترك لك المكان .. ورتبت كل المنزل لزوجتك الجديده …اعذرني يا حبيبي لكنني لااستطيع الان ان اعيش مع الانسان الذي احببته من اعماق قلبي والان اراه مع شخص اخر .. لكن تاكد حبيبي ..انني في منتهى السعاده .. متمنية لك اجمل حياة معها .. وان شاء الله ترزق بالذريه الصالحه لتفرح قلب خالتي …اسف لعدم وضوح الخط ..ابعثر كلماتي في هذه الورقه ودموعي تنزل متشتته عليها …انت اوفى مخلوق على وجه الارض ..انت حبي وستبقى حبي ولن ارضى بغيرك .. حياتي ستنتهي بدونك .. لانك بالاصل حياتي …حبيبي هذا قدر الحكم وظروف الزمن…لا احد يستطيع الاعتراض .. عش حياتك حبيبي … وصدقني يا حبيبي من اجلك ..سوف احضر عرسك … ليكون هذا اخر لقاء بيننا .. بعدها سارحل …الوداع يا حبيبي … والف مبروك …الوداع الاول هذا .. والوداع الثاني في ليلة عرسك … حبيبي اتمنى ان تقرا رسالتي مرتين هذه المره الاولى والثانيه بعد الليلة الثانيه في ليلة عرسك .. وداعا …. حنان ..
كان سامي يقرا الرساله والكلمات التي خطتها حنان ودموعه تنهمر بشده … لقد كان يرى تلك الورقه التي تلطخت بدموع شديده من عيون حنان … وهنا عاد الى واقعه … ليصرخ صراخ مكتوم في قلبه ودموعه التي اصبحت نهرا… ومر الاسبوع ببطئ…وبحزن شديد ودموع لا تفارق سامي …اتت تلك الليله الموعوده ليلة العرس ليلة زفاف سامي ليجلس بكرسي بجنب امراه اخرى …غريبه وعندما بدا العرس .. ودخلت العروس … وبعد ساعه …ارتفع صوت الزغاريد وكانت الام غاية في السعادة واغلب النساء يشاركونها هذا الفرح … عندما دخل سامي وهو يرتدي البشت .. ومن ورائه الرجال … ارتفع صوت الام وهي تهلل بولدها وصوت النساء الذين يشاركونها فرحتها .. وارتفع صوت الزفه .. والنساء :الف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد …… وازداد صوت الزغاريد والتصفيق وسامي يمشي ببطيء وعيناه تبحث عن شيء …انه ينتظر احد الاشخاص ؟ .. كان يبحث عنها في عينيه … حتى وصل الى عروسه ليجلس بجنبها … ..العروس تملا وجهها ابتسامه… ووالدة سامي واقفه في قمة السعادة … وسامي يبحث عنها من بين الحاضرين ..اين هي ..اين هي .. لا وجود لها بالحفله … !!
احست ام سامي بولدها وهيئته الحزينة في وسط الناس والمدعوين وذهبت اليه لتهمس في اذنه : سامي ..ابتسم .. الناس بدات تشك في امر زواجك !!
كان سامي غير مبال بشيء وكان شكله يثير الجدل لكل من المدعوين .. وكانت عروسه بجنبه تنظر اليه وهو غير مبال باي شي … يبحث عنها … عندما انفتح الباب ودخلت ..هو ذلك الشخص الذي كان يبحث عنه ..انها هي .. مرتديه ذلك الفستان الاسود الذي يعبر عن حزنها ووجها الذي دائما اعتاد عليه .. كان شاحبا لكنه كان منيرا وعيناها التي زينتهما بكحل اسود …. انها هي .. هذه هي حنان .. وقع نظره عليها في وسط المدعوين وهي تفتح الباب .اه لقد راته .. تبادلا تلك النظره في وسط هذا الضجيج وفي وسط هذه الناس .. انهما الان اصبحا في عالم اخر..!!
نسي سامي كل شيء من حوله ..الناس والمدعوين وعروسه وكل شيء واصبحت عيناه كلها عليها هي فقط .. وهي تقترب وتقترب وتقترب … وقلبه الذي طالما دفاته هي يدق اكثر .. دقاته سريعه .. يرى في عينها دموع حائره توشك على الانهمار … حتى توقفت الاغاني … ليهدا المدعوين … وليقولون في السماعات : اغنيه من شخص عزيز على المعرس .. تهديها له في هذه الليله ….. سامي انبهر عندما جلس الحاضرون يرون من هو ذلك الشخص العزيز .. واذا بها تشق طريقها بين الحاضرين .. وتحاول ان تجمد دمعتها لثواني حتى تبتسم قليلا امامه وامامهم … حتى اوشكت ان تبدي الاغنيه بموسيقى جميله معبره وحزينه .. وهي تمشي بذلك البطئ وكل عيون المدعوين تراها .. الكل يتسائل من هذه؟ من هي؟ من تكون؟… ما هو وجه القرابة بينها وبين العريس ؟ .. لماذا تمشي بذلك البطء؟ لماذا عيناها تملا بدموع ؟.. كل هذه التساؤلات كانوا يتهامسون بها .. النساء والمدعوين .. حتى بدات تلك الاغنيه ليقول مطلعها وحنان تبطيء خطواتها :… حرمتينا .. يا دنيانا من الغالي حرمتينا .. بقت كلمه بخواطرنا بعدنا لا ما قلناها … وعلى غفله من الفرحه .. يافرقانا سرقتينا .. حكايتنا مع الغالي بعدنا ماكتبناها … لنا غنوة فرح عيت حروفك لاتخليها .. نغنيها وهو ياما بصوته قال وغناها!!؟ .. رسمنا الحلم بعيونه وبالغنا بامانينا .. اثارينا نعيش اوهام بنتعب ما وصلناها ..
وهنا كانت حنان تمشي خطوات راقصة حزينة ببطء وبدات في الرقص الحزين …. وعيناها تسيح من الدموع كانها نهر جاري … وهو يشاهد ذلك المنظر الحزين وتدمع عيناه .. والناس على دهشه من امرهم … سامي ينظر اليها وهي ترقص وتبكي …انها تكاد تسقط حزينه باكيه ليحدق بها ليطلب منها ان تجلس لانه احس انها متعبه … وفجاة .. وسط كل الحاضرين جاءت تقترب من العريس … حتى اقتربت منه … تناظره بعينيها التي اصبحت من الدموع حمراء وتنسكب الدموع على وجهها ومن بقايا كحل امتزج بدموعها فاصبح شلالا اسود اللون على خدها … ولما اقتربت اتته تقول له وهي تبكي : مبروك ………
لم يستطع سامي منع نفسه من البكاء فنزلت دموعه الحاره على وجنتيه فاتت هي ومسحت دموعه بيدها قائلة له : لا .. لاتبكي يا حبيبي .. لاتشيل همي ..انا بروح ..
سامي باكيا : لا يا حنان لا لا تقولين هذا الكلام ..
حنان : سامي حبيبي لاتحزن علي .. وفقك الله .. سوف اذهب ..
قال سامي حائرا : تذهبين ؟ الى اين ؟
ثم نظرت اليه وهي تبكي وذلك الشلال الاسود ينهمر على خديها .. ثم قالت : الوداع وقبلته ثم نزلت الى وسط الصاله وهي تنظر اليه وتبكي وتتمتم وتقول : اه يا زمن اه …اه يا زمن اه … ما بكيت وانا طفله صغيره …لكن في هذا العمر ابكي ابكي ..اه يا زمن اه … ما شكيت من واحد غيرك .. واليوم انا غصب علي ابكي ابكي ..اه يازمن ..
وهنا نظرت اليه بحرقة قلب … والشلال الاسود ينهمر . صرخت بكلمة اه … ثم .. ثم سقطت فالتم الناس عليها وسامي وقف جامدا صامتا لا يتحرك .. توقف كل شيء فيه .. دقات قلبه .. عروقه .. كل شيء تجمد فيه .. وحبيبة قلبه ملقاة على الارض … ليصرخ مناديا متوسلا : حنان … وياتيها راكضا بوسط الصاله … لكنه كان متاخرا . حنان .. ذلك الملاك ..فقد الحياة …لم يبقى منها الا جثتها الجامده .. فاتاها باكيا وهو يصرخ بشده والجميع ينظرون … واخذ يبكي على جثتها ويحتضنها ويصرخ .. ومن ثم يقوم ويغطيها بالبشت .. حنان حنان … وضمها بقوه من جديد الى صدره …
اتصل احد المدعوين بالاسعاف وبعد ربع ساعه اتت سيارة الاسعاف .. واخذوها وهو يبكي عليها .. عيناه لاترى شيئا سواها وسوى الدموع .. الحلم الجميل … والبيت الصغير .. كل شيء ولى و راح ؟ .. كل شيء تكسر .. كل شيء تغير .. ذهبت التي كانت تمسك بيده عندما يسقط . ذهبت التي كانت تسمعه وتحاكيه .. ماتت صاحبة القلب الكبير .. !!
من المرار والحرقة اخذ سامي يصرخ بقوة ويضرب راسه بقوه .. لتاتيه امه باكيه وتضمه وهو يقول باكيا من الالم : اه يا امي .. اه .. راحت حنان .. لقد ماتت حنان يا امي . الغاليه راحت يا امي .. راااااااااحت … واخذت الام تبكي وتضم ولدها : الله يرحمها يا ابني ..
وفي خضم هذه الساعة الرهيبة احست الام بابنها لا يتحرك في صدرها .. فنادت منفزعة : سامي ؟؟
وجدته ساكنا لا يتحرك وهي تضمه … سامي ؟ .. ساااااااااااااااااااامي لقد فقد الوعي ……. ونقل الى المستشفى وبعد يومان خرج من المستشفى ………
عندما رجع الى المنزل ومعه امه … دخل وهو يبكي ووالدته ممسكه به فقال : البيت من دونها لا يساوي شيئا ..
الام وهي تبكي : اطلب لها الرحمه يا ابني ..
دخل سامي غرفته … تذكر .. الرساله … لقد قالت له انها تاركه له رساله …. ولما ذهب وعثر عليها قراها :
حبيبي سامي .اتمنى لك من اعماق قلبي التوفيق .. ومبروك على الزواج … واتمنى ان تبقى ذكراي في قلبك الى الابد …انني احبك ومازلت احبك .. لكنني رحلت .. كل ماا طلبه هو ان تذكرني … حبيبي سامي … لا اريد ان اعيش دنيتي الان .. لانك حياتي كلها وحياتي قد انتهت … اتمنى ان تكون حنان دائما في ذاكرتك … وداعا يا حبيبي … وداعا لا لقاء بعده … سوف ارحل .. حنان
اخذ يبكي بشده ويضرب على صدره ويقول : انا السبب .. انا السبب .. لقد ضيعتها وضيعت نفسي ..
اتت امه وضمته بشده اليها وهي تبكي : شد حيلك يا ابني .. الله يرحمها برحمته ان شاء الله ..
قال سامي : باكيا : لقد ذهبت يا امي …. لن تعود ابدا .. حنان راحت .. رااااااحت حنان .. خلاص .. ما عاد لي حياة اعيشها دونها ..
اخذت الام تتحسر على ولدها وتبكي : لا يا ابني .. اصبر وما صبرك الا بالله .. يكفي يا سامي .. لقد مزقت قلبي يا حبيبي ..
بالامس كانوا جنبنا .. حاسين بنار جرحنا .. ويصبرون قلبنا على الحياه .. لو تهنا او ضعنا عيون ترجعنا .. وقلوب تسمعنا .. لو قلنا اه وفضيت علينا الدار . والوحده مثل النار .. راحواا اللي كانوا بيمسحوا بيدهم دموعنا . .راحوا اللي كنا نرمي باحضانهم وجعنا حلم السنين تاه .. وبقلبي مئه اه ..من يومها طعم الحياه ..مثل المرار ولا الف صرخة الم .. ولا الف دمعة ندم ..وقت الفراق اتحسم ..وبايدينا ايش ؟..هذا نصيبنا وقدرنا … احزانا تكثرنا .. يارب صبرنا على اللي احنا فيه …
بعد ذلك ….. ذهب اليها .. نعم .. ذهب اليها .. يزورها هناك ..ليرى قبرها وعندما ذهب وشاهده .. ارتجفت قدماه فلم يستطع .. فاتته الذكريات كالبرق في ذاكرته … يوم زواجه .. ذكرياته مع حنان .. وجه حنان .. وفي الاخير وفاة حنان .. حتى سقط على قبرها باكيا مناديا : حنان سامحيني يا حنان !!!
لا يا عمر يا من زهور لا تروح لا تروح .. يكفي الم يكفي جروح لا تروح لا تروح واليوم ماتفيد الدموع .. ولا الندم ولا الرجوع بانت نهايتنا خلاص .. خلاص .. وش باقي فينا ما بقى وش باقي فينا حتى الحزن منا اشتكى .. وش باقي فينا واليوم ما تفيد الدموع ولا الندم ولا الرجوع بانت نهايتنا خلاص … خلاص ..
نعم .. الحب الحقيقي لا يموت .. الحب الحقيقي يبقى حتى النهاية
لن ارضى ان اخسرك …. فلا ترضى ان تخسرني
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- اجمل قصه حب فى العالم
- اجمل قصص حب في العالم