افضل مواضيع جميلة بالصور

اجمل ما قيلا عن الاسدملك الغابة

الاسد حيوان من الثدييات من فصيلة السنوريات واحد السنوريات الاربعة الكبيرة المنتمية لجنس النمر (باللاتينية: Panthera)، وهو يعد ثاني اكبر السنوريات في العالم بعد الببر، حيث يفوق وزن الذكور الكبيرة منه 250 كيلوغراما (550 رطلا).[1] تعيش معظم الاسود البرية المتبقية اليوم في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولا تزال جمهرة واحدة صغيرة مهددة بالانقراض تعيش في اسيا بولاية غوجرات في شمال غربي الهند. كان موطن الاسود شاسعا جدا في السابق، حيث كانت تتواجد في شمال افريقيا، الشرق الاوسط، واسيا الغربية، حيث انقرضت منذ بضعة قرون فقط. وحتى بداية العصر الحديث (الهولوسين، منذ حوالي 10,000 سنة)، كانت الاسود تعتبر اكثر ثدييات اليابسة الكبرى انتشارا بعد الانسان، حيث كانت توجد في معظم انحاء افريقيا، الكثير من انحاء اوراسيا من اوروبا الغربية وصولا الى الهند، وفي الامريكيتين، من يوكون حتى البيرو.
يختلف امد حياة الاسود باختلاف جنسها، فاللبوات التي تعيش في مناطق محمية امنة مثل منتزه كروغر الوطني قد تصل لما بين 12 و14 عاما، بحال تخطت مخاطر ومشقات حياة الاشبال، بينما لا تتخطى الذكور 8 سنوات من حياتها الا فيما ندر.[2] الا ان هناك وثائق تظهر ان بعض اللبوات عاشت حتى سن 20 عام في البرية. تسكن الاسود السفانا والاراضي العشبية عادة، الا انها قد تتواجد في اراضي الاشجار القمئية والغابات في بعض الاحيان. تعتبر الاسود حيوانات اجتماعية بشكل كبير مقارنة بباقي اعضاء فصيلة السنوريات، وتسمى المجموعة العائلية للاسود “زمرة” باللغة العربية، وهي تتالف من اناث مرتبطة ببعضها عن طريق القرابة (اخوات، امهات، خالات، جدات…)، عدد من الصغار، وبضعة ذكور بالغة. تصطاد مجموعة الاناث مع بعضها في الغالب، حيث تفترس اجمالا الحافريات الكبرى، الا انها قد تلجا للتقميم ان سنحت لها الفرصة. يعد الاسد مفترسا فوقيا او رئيسيا (لا يفترسه اي كائن حي اخر)، ونوعا اساسيا او عماديا (من انواع الحيوانات التي يرتكز وجود باقي الانواع بتوازن على وجودها معها في نظام بيئي معين). على الرغم من ان الاسود لا تعتبر الانسان طريدة طبيعية لها وغالبا ما تتجنبه، الا انه يعرف عن البعض منها انه اصبح اكلا للبشر في حالات محددة.
تصنف الاسود على انها من الانواع المهددة بالانقراض بدرجة دنيا، حيث ارتفعت حدة تراجع اعدادها من 30 الى 50% في افريقيا خلال العقدين الماضيين؛ [3] ويعتبر امل الجمهرات الباقية خارج المحميات والمنتزهات القومية ضعيف للغاية. وعلى الرغم من ان سبب التراجع هذا ليس مفهوما كثيرا، الا ان فقدان المسكن والنزاع مع البشر يعتبران اكثر الاسباب اثارة للقلق. كان يحتفظ بالاسود في معارض الوحوش منذ ايام الامبراطورية الرومانية، كما كانت ابتداء من اواخر القرن الثامن عشر، ولا تزال، من الانواع الرئيسية التي يسعى الناس الى عرضها في حدائق الحيوان عبر العالم. تتعاون الكثير من حدائق الحيوانات حول العالم حاليا لاكثار الاسود الاسيوية المهددة بالانقراض عبر اخضاعها لبرنامج تزاوج مكثف.
يمكن تمييز ذكر الاسد عن الانثى بسهولة فائقة عن طريق النظر، فالاول يمتلك لبدة (شعر حول العنق) بينما لا لبدة للبؤة. يعتبر راس الاسد الذكر احد اكثر الرموز الحيوانية انتشارا في الحضارة الانسانية، حيث ظهر في العديد من المؤلفات الادبية، المنحوتات، الرسومات، الاعلام، وفي الادب والافلام المعاصرة. وفي بعض الاحيان تستخدم صورة الذكر حتى ولو كان المراد بالاصل اظهار الانثى، لان لبدة الذكر المميزة تفرق بين هذا النوع من السنوريات وغيره من الكبيرة منها.
الا انه تم اظهار اللبوة ايضا ووصفها في اوائل الكتابات والرسومات البشرية، حيث اعتبرت انها بسالة الصيد بحد ذاتها، وصورت في احيان على انها ام محاربة جمعت بين صفات الحنان على اشبالها والمقدرة على الاطاحة بعدو يفوقها حجما. تقوم اللبؤات بمعظم الصيد للزمرة، حيث تتعاون مع بعضها باسلوب دقيق ومعقد للامساك بفريستها. تطور كل لبوة مهارات صيد محددة لتعلب بها دورها المعين بتقنية الصيد التي تلجا اليها زمرتها، وعادة ما تلعب الدور نفسه خلال معظم عمليات الصيد. برز وصف اللبوات وهي تصطاد في مجموعة واحدة منذ الاف السنين، حيث يرجع اقدم هذه الاوصاف الى رسومات ومنحوتات عثر عليها في كهفي لاسو وشوفيه في فرنسا، والتي يعود تاريخها لاواخر العصر الحجري.
وقد لاحظ البشر اللاحقين هذه العادات والصفات في اللبؤات، فصورت حضاراتهم التي وجدت في نفس المناطق التي قطنتها الاسود اكثر الهتهم الحربية شراسة، بالاضافة لمحاربيهم، على صورة اللبوة، حيث كانوا يلقبون حكامهم الذكور “بابن اللبوة”. ومن الامثلة المستمدة من اقدم التسجيلات المكتوبة الالهة المصرية سخمت، باخت، تفنوت، ومسخنت، وقد عبد النوبيين القدماء اباداماك الرجل براس او وجه الاسد. ويحتمل بانه كان هناك الهة مماثلة لها جميعها في ليبيا. وتعد بعض الالهة المصرية الاخرى معقدة للغاية، حيث تتخذ مظاهر متنوعة، كامراة براس لبؤة او لبوة تتخذ اوضاع معينة.
توصف العديد من السنوريات الكبيرة التي تظهر في المنحوتات والرسومات القديمة على انها نمور، الا انه عند التدقيق في تلك الصور يظهر انها لبوات بحال كانت تمتلك خصلة من الشعر على ذيلها. فهذه الخصلة مميزة للاسود من بين السنوريات الكبرى جميعها، وعندما يمتلك السنور في الصورة هذه الخصلة ولا يمتلك لبدة فان هذا يدل على انها لبوة بالتاكيد على الرغم مما يقول به المحللين المعاصرين. كما ان وجود رقط على جسد تلك السنوريات في الرسوم لا يؤكد انها نمور، اذ ان الاشبال تمتلك رقطا وردية الشكل ايضا، لذلك فانه عند محاولة تحديد نوع السنور الممثل في الصور او المنحوتات يجب دوما التاكد من الذيل فان كان هناك خصلة شعر على اخره ولم يمتلك الحيوان لبدة نكون بصدد لبوة، وان لم توجد هذه الخصلة فانه يكون نمرا.

 

في العربية الاسد وجمعه اسود واسد واسد واساد والانثى اسدة ويقال لبؤة ولبوة. وللاسد العديد من الاسماء في اللغة العربية [4] -قال ابن خالويه: للاسد خمسمائة اسم وصفة- وزاد عليه علي بن قاسم بن جعفر اللغوي مائة وثلاثين اسما فمن اشهرها: اسامة والبيهس والناج والجخدب والحارث وحيدرة والدواس والرئبال وزفر والسبع والصعب والضرغام والضيغم والطيثار والعنبسوالغضنفر والفرافصة والقسورة وكهمس والليث والمتانس والمتهيب والهرماس والورد والهزبر، وكثرة الاسماء تدل على شرف المسمى. ومن كناه ابو الابطال وابو حمص وابو الاخيافوابو الزعفران وابو شبل وابو العباس وابو الحارث. وياتي اسم سبع من السباع الذي يعني صاحب القوة.[5]

يشتق اسم الاسد في معظم اللغات الاوروبية من اسمه اللاتيني “ليو – leo”؛ [6] و”ليون- λέων، الاغريقي.[7] ويحتمل ايضا ان يكون لاسماء الاسد الاوروبية جذور شرقية من كلمة “لافي، לָבִיא” العبرية، [8] ورو المصرية القديمة.[9] كان الاسد احد انواع السنوريات العديدة التي اعطاها عالم الحيوان السويدي كارولوس لينيوس اسم الجنس Felis في بادئ الامر (Felis leo) في مؤلفه من القرن الثامن عشر “النظام البيئي” (باللاتينية: Systema Naturae) قبل ان تصنف بدقة اكثر وتعطى اسم جنس النمور “Panthera – پانثيرا”.[10] يفترض بان اسم الجنس الحالي للاسد يشتق من اليونانية “بان، pan” (بمعنى جميع) و”ثير، ther” (بمعنى وحش)، الا ان هذا قد لا يكون سوى اعتقاد سائد لدى العامة وليس له اي برهان قاطع. والاحتمال الاقوى لاصل كلمة Panthera هو انها ذات جذور شرق اسيوية، بمعنى “الحيوان المصفر” او “الضارب الى الصفار”.[11]

 

ان اقدم المستحاثات لحيوان شبيه بالاسد تم العثور عليها في موقع ليتولي بتنزانيا ويقدر عمرها بحوالي 3.5 مليون سنة؛ وقد قال البعض من العلماء ان هذا الاحفور يعود لاسد حقيقي وليس لسلف له. الا ان تلك المستحاثات ليست محفوظة بصورة جيدة وما يمكن قوله بهذه الحالة انها تعود لسنور شبيه بالاسود. اما اقدم الاحافير الموثقة والمؤكد انها تعود لاسد في افريقيا فيقدر عمرها بمليوني سنة اقل من السابقة.[13] ان اقرب السنوريات الى الاسد هم الانواع الثلاثة الاخرى من السنوريات الكبرى المنتمية لجنس النمر: الببر، اليغور، والنمر. اظهرت الدراسات الجينية والتشكلية ان الببر كان اول من انفصل عن السلف المشترك لهذه السنوريات الاربعة، ومنذ 1.9 مليون سنة انفصل اليغور عن المجموعة المتبقية، والتي احتوت على اسلاف الاسد والنمر المعاصرين. ومن ثم انشق كل من النمر والاسد عن بعضهما منذ حوالي مليون الى 1.25 مليون سنة.[14] تطورت الاسود الحالية في افريقيا خلال الفترة الممتدة بين مليون و800,000 سنة قبل ان تنتشر عبر الاقليم القطبي الشامل (المنطقة التي تشمل معظم اسيا عدا الجنوب الشرقي من القارة والهند، بالاضافة اوروبة واقصى شمال افريقيا، واميركا الشمالية).[15] ظهر الاسد في اوروبة لاول مرة منذ 700,000 سنة في منطقة اسرنيا في ايطاليا، وتعرف هذه السلالة البائدة من الاسود باسم الاسد الاحفوري (Panthera leo fossilis). ومن هذه السلالة تحدر اسد الكهوف اللاحق (سلالة الكهوف، Panthera leo spelaea) الذي ظهر منذ حوالي 300,000 سنة. وخلال اوائل العصر الحديث الاقرب انتشرت الاسود عبر اميركا الشمالية والجنوبية حيث تطورت الى الاسد الاميركي [16] (السلالة الاميركية، Panthera leo atrox) انقرضت الاسود من شمالي اوراسيا واميركا عند نهاية العصر الجليدي الاخير، منذ حوالي 10,000 سنة؛ [17] ويرجح ان اختفائها حصل بعد ان انقراض حيوانات البليستوسين الضخمة التي كانت تعتمد عليها في غذائها.[18]

 

كان العلماء يصنفون 12 سلالة معاصرة للاسود، اكبرها الاسد البربري الذي قطن شمال افريقيا.[19] واهم الاختلافات التي يمكن عن طريقها تمييز سلالة عن اخرى هي الموطن، شكل اللبدة، الحجم، وكثافة انتشارها. الا ان سهولة تمييز هذه السلالات بهذه الطريقة، التي ابرزت عدد كبير منها واظهرت عند اللجوء اليها اختلافات بين افراد من نفس السلالة، جعلتها مثيرة للجدل وخاطئة على الارجح؛ كما انها كانت مبنية على ملاحظات لاسود اسيرة في حدائق الحيوانات من اصل غير معروف، والتي لعلها كانت تمتلك مواصفات جسدية “مذهلة، ولكن غير طبيعية”.[20] يعترف علماء الحيوان اليوم بثماني سلالات للاسد فقط، [17][21] الا ان احداها (اسد راس الرجاء الصالح، Panthera leo melanochaita) قد يكون مصنف، خطا، على انه سلالة مستقلة.[21] حتى ان السلالات السبعة المتبقية قد تكون مصنفة بشكل غير سليم على ان كل منها يشكل سلالة؛ فتنوع المتقدرات لدى الاسود المعاصرة ضئيل جدا، مما يعني ان جميع السلالات القاطنة جنوب الصحراء الكبرى يمكن جمعها ضمن سلالة واحدة، تقسم الى مجموعتين رئيسيتين على الارجح: واحدة توجد غربي الشق السوري الافريقي، والثانية الى شرقه. تعتبر الاسود الموجودة في منطقة تسافو بشرقي كينيا اقرب جينيا الى اسود الترانسفال في جنوب افريقيا، من اسود سلسلة ابردار في غرب كينيا.[22][23]

 

يعترف العلماء اليوم بثماني سلالات معاصرة للاسد:

اسدين اسيويين في منتزه سفاري سانجاي غاندي القومي.

اسد ولبوة من سلالة كاتنغا.
السلالة الاسيوية (P. l. persica)، تعرف بالاسد الاسيوي، الاسد الفارسي، الاسد الهندي، او اسد جنوب اسيا. انتشرت هذه السلالة في الماضي عبر العديد من انحاء اسيا من تركيا، عبر بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين، شبه الجزيرة العربية، وصولا الى باكستان، الهند، وحتى بنغلاديش. الا انها انقرضت من جميع هذه المناطق شيئا فشيئا بسبب عيشها في زمر كبيرة ونشاطها النهاري، الامر الذي جعل من صيدها يسير اكثر من صيد النمور والببور. يعيش اليوم قرابة 300 اسد منها بالقرب من، وفي غابة غير في الهند، [24] وهناك مشروع لاعادة ادخالها الى محمية اخرى في نفس البلد.
السلالة البربرية (P. l. leo)، تعرف بالاسد البربري او اسد الاطلس، وهي منقرضة في البرية بسبب الصيد المكثف الذي تعرضت له، الا انه يحتمل وجود افراد متبقية منها في الاسر. كانت هذه السلالة احدى اكبر سلالات الاسد ان لم تكن اكبرها، حيث وردت تقارير تفيد بوصول طول بعض الذكور الى ما بين 3 و3.5 امتار (10 – 11.5 اقدام) ووزنها الى اكثر من 200 كيلوغرام (440 رطلا). امتد موطن هذه السلالة عبر شمال افريقيا من المغرب حتى مصر. قتل اخر اسد بربري بري عام 1922 في المغرب.[25] السلالة السنغالية (P. l. senegalensis)، تعرف بالاسد السنغالي او اسد افريقيا الغربية، توجد في افريقيا الغربية، من السنغال حتى نيجيريا.
سلالة شمال شرق الكونغو (P. l. azandica)، تعرف باسد شمال شرق الكونغو، توجد في القسم الشمالي الشرقي من الكونغو.
السلالة النوبية (P. l. nubica)، تعرف باسد افريقيا الشرقية او اسد الماساي، توجد في افريقيا الشرقية من الحبشة وكينيا، وصولا الى تنزانيا وموزامبيق.
سلالة كاتنغا (P. l. bleyenberghi)، تعرف باسد جنوب غرب افريقيا او اسد كاتنغا، توجد في جنوب غرب افريقيا، ناميبيا، بوتسوانا، انغولا، كاتنغا (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، زامبيا، وزيمبابوي.
سلالة كروغر (P. l. krugeri)، تعرف باسد جنوب شرق افريقيا او اسد الترانسفال، توجد في منطقة الترانسفال في جنوب شرق افريقيا، بما فيها منتزه كروغر الوطني.
سلالة راس الرجاء الصالح (P. l. melanochaita)، تعرف باسد راس الرجاء الصالح، انقرضت في البرية قرابة العام 1860. اظهرت الدراسات الوراثية مؤخرا ان هذه الاسود قد لا تكون سلالة مستقلة، ويمكن القول بانها، على الارجح، اقصى جمهرات سلالة كروغر قطنا للجنوب.[21] السلالات البائدة[عدل] كان هناك عدد من السلالات الاخرى للاسد في عصور ما قبل التاريخ:

رسم رقمي للاسد الاميركي بناء على بنية هيكله العظمي وما يفترضه العلماء.

رسم لاسود كهوف وهي تصطاد من غرفة السنوريات، كهف لاسو، فرنسا.
السلالة الاميركية (P. l. atrox)، تعرف بالاسد الاميركي او اسد الكهوف الاميركي. كانت هذه الحيوانات وافرة العدد في الامركيتين، من الاسكا وصولا الى البيرو، في العصر الحديث الاقرب الى ان انقرضت منذ حوالي 10,000 سنة. تعتبر هذه الاسود، كما اسود الكهوف الاوروبية، انواعا مستقلة في بعض الاحيان، الا ان دراسات المورثات القديمة اظهرت مؤخرا انها سلالات للاسد.[17] تعتبر السلالة الاميركية احدى اكبر سلالات الاسد التي وجدت يوما، حيث يقدر ان طول جسدها تراوح بين 1.6 و2.5 امتار (5-8 اقدام).[26] السلالة الاحفورية (P. l. fossilis)، تعرف بالاسد الاحفوري او اسد الكهوف الاوروبي لمنتصف اوائل العصر الحديث الاقرب. ازدهرت هذه الاسود منذ حوالي 500,000 سنة؛ وقد تم العثور على مستحثاتها في المانيا وايطاليا.
سلالة الكهوف (P. l. spelaea)، تعرف باسد الكهوف، اسد الكهوف الاوروبي، اسد الكهوف الاوراسي، او اسد الكهوف الاوروبي لاواخر العصر الحديث الاقرب. وجدت في اوراسيا في الفترة الممتدة بين 300,000 و10,000 سنة.[17] شكل هذه الحيوانات معروف بسبب رسومات الكهوف التي تعود للعصر الحجري القديم، بالاضافة المنحوتات العاجية والفخارية، [27] التي تظهر انه كان لها اذان ناتئة، ذيول تنتهي بخصل شعر، خطوط جسدية باهتة شبيهة بخطوط الببر (على الارجح)، كما برز لبعض الذكور على الاقل لبدة بدائية خفيفة حول اعناقها.[28] يظهر الرسم المقابل عملية صيد لهذه الاسود، ولذلك فان تلك المصورة لعلها لبؤات تصطاد لزمرتها باستخدام الاساليب نفسها التي تستخدمها اقرباؤها المعاصرة، وليس هناك من ذكور في الرسم على الاكثر.
سلالة شرق سيبيريا (P. l. vereshchagini)، تعرف باسد شرق سيبيريا او اسد كهوف برنجيا، كانت توجد في ياقوتيا (روسيا) ويوكون في كندا. اظهرت التحليلات التي اجريت على جمجمة هذه الاسود وافكاكها السفلية انها اكبر من اسود الكهوف الاوروبية واصغر من الاميركية بشكل واضح، من حيث نسب القياس.[17][29] سلالات مشكوك بامرها[عدل] السلالة السيلانية (P. l. sinhaleyus)، تعرف بالاسد السريلانكي او الاسد السيلاني، تبدو بانها انقرضت منذ حوالي 39,000 سنة. تعرف عن طريق سنين فقط تم العثور عليهما في موقع بالقرب من بلدة كورويتا، وبناء على تحليلهما اعلن مكتشفهما الدكتور بول ديرانياغالا هذه السلالة عام 1939.[30] السلالة الاوروبية (P. l. europaea)، تعرف بالاسد الاوروبي، وهي على الارجح نفسها السلالة الاسيوية (Panthera leo persica) او سلالة الكهوف (Panthera leo spelea)؛ لذا فان وضعها كسلالة مستقلة لا يزال غير مؤكد. انقرضت الاسود الاوروبية قرابة العام 100م بسبب اضطهادها من قبل البشر واسغلالها المكثف في معارض الوحوش وحلبات المصارعة والالعاب. قطنت هذه السلالة البلقان، شبه الجزيرة الايطالية، جنوب فرنسا، وشبه الجزيرة الايبيرية. كانت احدى الطرائد المفضلة للرومان، الاغريق، والمقدونين.
سلالة يونغ (P. l. youngi)، تعرف باسد كهوف شمال شرق الصين للعصر الحديث الاقرب، ازدهرت منذ حوالي 350,000 سنة.[31] ان علاقة هذه الحيوانات بسلالات الاسد المعاصرة لا تزال مبهمة، لذا يحتمل انها تشكل نوعا مستقلا بذاته يحمل الاسم العلمي Panthera youngi .
السلالة المرقطة (P. l. maculatus)، تعرف بالماروزي او الاسد المرقط. يعتقد ان هذه الحيوانات تشكل سلالة للاسد، ولكن يحتمل بانها كانت بضعة اسود احتفظت بفراء صغرها المرقط بدلا من فقدانه بشكل طبيعي. وان كانت المازوري سلالة حقيقية، وليست بافراد مختلفة اللون فقط، فقد انقرضت منذ عام 1931. ومن الاحتمالات الاخرى لتحديد ماهية هذه الحيوانات، انها هجينة طبيعية بين اسد ونمر والذي يعرف باسم الاسد النمري.[32] التهجين مع السنوريات الكبيرة[عدل] يعرف بان تهجين الاسود كان يتم منذ فترة طويلة مع انواع اخرى من السنوريات الكبيرة، وخاصة الببور، في حدائق الحيوان الخاصة والعمومية الا ان هذا الامر لم يعد مشجعا اليوم من اجل الحفاظ على السلالات النقية، ولكن لايزال بعض اصحاب حدائق الحيوان في الصين يقومون بهذا الامر. تتناسل الاسود في العادة مع الببور في الاسر (من السلالتين السيبيرية والبنغالية في الغالب) لتنتج الاسود الببرية، والببور الاسدية.[33] كما تم تناسل الاسود مع النمور في الاسر لانتاج الاسود النمرية، [34] ومع اليغور لانتاج الاسود اليغورية. يفترض البعض من العلماء ان الماروزي هو نتاج تهجين طبيعي لاسد ونمر في البرية، وهناك ايضا هجناء لاسود مع سنوريات هجينة بنفسها، فقد تم تهجين اسد ذكر في احد الاحيان مع لبوة ببرية، ومع انثى هجينة بين اسد ويغور ونمر (لبوة يغورية نمرية).

الاسد الببري هو نتاج اسد ذكر وببرة [35] وهو ينمو ليصبح اكبر حجما من كلا الوالدين، وذلك عائد لاسباب بيولوجية حيث ان الاسد يطلق هرمونا يحث على النمو في حين تطلق اللبوة هرمونا يكبح النمو فيؤدي ذلك الى ولادة الشبل بحجم مماثل لحجم والديه، الا ان هذا الهرمون لا تمتلكه الببرة مما يؤدي الى نمو الشبل الهجين بشكل يفوق حجم والديه. تمتلك الاسود الببرية عدة صفات وخصائص مشتركة من كلا الوالدين حيث تكون رملية اللون كالاسد ومخططة كالببر، وذكور هذه الحيوانات عقيمة بينما تكون الاناث غالبا قادرة على الانجاب. تمتلك الذكور حوالي نسبة 50% كي تنمو لها لبدة، الا انه حتى بحال نمت لها فان حجمها يكون نصف حجم لبدة الاسد الحقيقي، ويبلغ طول هذه الحيوانات ما بين 10 و12 قدما (3 – 3.7 امتار) في العادة ويمكنها ان تزن ما بين 800 و1000 رطل او اكثر (360 – 450 كيلوغرام).
اما الببر الاسدي فاقل شهرة، وهو نتاج ببر ذكر ولبوة [36]، وبما ان الببر الذكر لا يطلق هرمونا يحث على النمو بينما تطلق اللبوة هرمونا يكبحه، فان هذه الحيوانات غالبا ما تكون صغيرة الحجم حيث يصل وزنها الى 150 كيلوغراما (350 رطلا) فقط، اي انها تكون اصغر من الاسود بحوالي 20%، وكما الاسود الببرية فانها تمتلك صفات وخصائص مشتركة من كلا الوالدين، وتكون الذكور منها عقيمة.

الاسد اطول السنوريات جمعيها (عند الكتفين)، وثاني اثقل اعضاء الفصيلة بعد الببر. يمتلك الاسد فك وقوائم قوية، وانياب يبلغ طول الواحد منها 8 سنتيمترات (3.1 انش)، مما يمكنه من الامساك بطرائد ضخمة تفوقه حجما.[37] يتراوح لون الاسود من الاصفر اللامع الى الضارب للصفار، المحمر، او البني المغري القاتم. يكون القسم السفلي من الجسد ابهت من العلوي اجمالا، كما وتكون خصلة الشعر على الذيل سوداء. تولد الاشبال برقط بنية وردية على كامل جسدها، شبيهة برقط النمر، وعلى الرغم من ان هذه الرقط تزول عند وصول الاسد بمرحلة لبلوغ، فانها تحتفظ بالبعض الباهت منها على قوائمها والقسم السفلي من جسدها، وبشكل خاص عند اللبوات. كان المصريون القدماء يصورون الهتهم ذات شكل اللبوة برقطة وردية واحدة على اكتافهم.
الاسد هو نوع السنوريات الوحيد الذي يظهر اختلافا جنسيا بارزا للعيان بهذا الوضوح:اي ان الاناث والذكور تختلف بهيئتها عن بعضها البعض بشكل شديد الوضوح. كما ان لكل جنس دور محدد يلعبه بداخل الزمرة، فاللبؤة مثلا، وهي الصيادة في المجموعة العائلية، تفتقد للبدة الذكر الكثيفة المرهقة التي قد تعيق قدرتها على التموه عندما تحاول التسلل نحو فريستها، كما قد تسبب لها ارتفاعا في درجة حرارة جسدها عند المطاردة. يتراوح لون لبدة الذكر من الاشقر الى الاسود، وعادة ما يدكن لونها كلما تقدم الحيوان في السن.

لبوتين واشبالهما في منتزه سان دييغو للحياة البرية.
يتراوح وزن الاسود البالغة عادة بين 150 و250 كيلوغراما (330-550 رطلا) للذكور وبين 120 و182 كيلوغراما (264–400 رطلا) للاناث. تفيد بعض تقارير العالمين نويل وجاكسون ان هناك اسودا وصل وزن الذكور منها الى 181 كجم والاناث 126 كجم؛[1] وقد وصل وزن احد الاسود الذي اصطيد بالقرب من جبل كينيا 272 كجم (600 رطل).[25] يميل حجم الاسود الى الاختلاف باختلاف البيئة او المنطقة التي تقطنها، الامر الذي ادى الى ظهور فروقات في اوزان الجمهرات المختلفة، فالاسود في افريقيا الجنوبية مثلا يفوق وزنها وزن نظيرتها في افريقيا الشرقية بنسبة 5% اجمالا.[38] يتراوح طول الراس والجسد بين 170 و250 سنتيمترا (5 اقدام و7 انشات، 8 اقدام وانشين) لدى الذكور، وبين 140 و175 سنتيمترا (4 اقدام و7 انشات، 5 اقدام و9 انشات) لدى الاناث؛ يبلغ ارتفاع كتف الذكر حوالي 123 سنتيمتر (4 اقدام) والانثى 107 سنتيمترات (3 اقدام و6 انشات). يصل طول ذيل الاسد لما بين 90 و105 سنتيمترات (قدمين و11 انش، 3 اقدام و5 انشات) بينما يتراوح طول ذيل اللبؤة بين 70 و100 سنتيمتر (قدمين و4 انشات، 3 اقدام و3 انشات).[1] كان اطول الاسود التي قيست يوما ذكرا اسود اللبدة، قتل في جنوبي انغولا في اكتوبر 1973؛ اما اثقل اسد معروف فكان اكلا للبشر اطلق عليه النار في شرق الترانسفال بجنوب افريقيا عام 1936، وقد بلغ وزنه 313 كيلوغرام (690 رطلا).[39] تكون الاسود الاسيرة عادة اكبر من تلك البرية—واثقل اسد اسير معروف كان ذكرا عاش في حديقة حيوانات كولشيستر بانكلترا عام 1970، حيث بلغ وزنه 375 كجم (826 رطلا).[40] احد ابرز المظاهر الخارجية التي يتشارك بها كل من الاسود واللبوات، هي خصلة الشعر التي تقع على اخر الذيل. وفي بعض الاسود تخفي هذه الخصلة زائدة عظمية قاسية، يبلغ طولها 55 ميليمتر تقريبا، مشكلة من الاقسام الاخيرة من عظام الذيل الملحومة ببعضها. يعد الاسد السنور الوحيد الذي يمتلك خصلة من الشعر على ذيله، ولا يزال الهدف من وراء الخصلة والزائدة العظمية غير معروف حتى الان، وتكون الخصلة معدومة عند الولادة لكنها تبدا بالظهور عندما يبلغ الشبل ½5 من الاشهر ومن ثم تصبح بارزة بشكل تام عندما يبلغ 7 شهور.[41] اللبدة[عدل]

صورة حرارية لاسد تظهر اللبدة العازلة.

اسد افريقي في حديقة حيوانات سانت بطرسبيرغ في روسيا، لاحظ لبدته الكثيفة والداكنة بفعل الثلج والجو البارد.
ان لبدة الاسد، الفريدة بين السنوريات، تميز هذا النوع عن اي فصيلة او نوع اخر من الحيوانات. وهي تجعل صاحبها يبدو اكبر حجما، مما يؤمن له عاملا باعثا للخوف في نفس من يواجهه؛ وهذا يساعد الاسد خلال قتاله او مواجهته لاسود اخرى، او عند نزاعه مع المنافسة الرئيسية للاسود في افريقيا وهي الضباع المرقطة.[42] يرتبط وجود اللبدة او عدمه بالاضافة للونها وحجمها بعدة عوامل هي: صحة العوامل الوراثية، النضوج الجنسي، المناخ، ونسبة انتاج التستوستيرون؛ والقاعدة هي انه كلما كانت اللبدة ادكن واكثف كلما كان الاسد بصحة جيدة. وفي عملية الانتقاء الجنسي عند الاسود، تفضل اللبؤات الذكور ذوي اللبدات الدكنة الكثيفة على اولئك الذين يمتلكون اللبدات الباهتة والخفيفة.[43] اظهرت البحوث في تنزانيا ان طول اللبدة يفيد بمدى فوز الذكور المتحالفة مع بعضها بالقتال ضد الذكور الاخرى، فكلما كانت اطول افاد هذا بان الذكر او الذكور المتحالفة ربحت معظم المعارك التي خاضتها، والعكس صحيح، اذ ان اللبدة تحمي عنق الذكر من الاصابات وكلما كان قد اصيب بشكل كبير على تلك المنطقة كلما تساقط المزيد من شعره، وبالتالي فان الشعر الخفيف للاسد هو علامة لخسارته عدد من النزاعات. قد يمتلك الذكور داكني الشعر حياة تناسلية اطول، كما قد تزيد نسبة بقاء اشبالهم على قيد الحياة، على الرغم من انهم يعانون من الحر خلال فترات السنة الاكثر حرارة.[44] وفي الزمر التي يسيطر عليها تحالف من ذكرين او ثلاثة، يحتمل ان تتودد اللبوات الى الذكر او الذكور ذوي اللبدات الكثيفة بشكل اكبر من الذكور الاخرى.[43]

اسد عديم اللبدة، يمتلك ايضا القليل من الشعر على جسده—من منتزه تسافو الشرقي الوطني، كينيا.

لبؤة ذات كشكش يؤدي في بعض الاحيان الى الاعتقاد بانها ذكر يافع، في حديقة حيوانات سان دييغو.
كان العلماء يعتقدون سابقا ان تعريف وتمييز السلالات المختلفة للاسد يمكن ان يتم عن طريق شكلها الخارجي بما فيه اللبدة، حيث كانوا يلجاون الى علم التشكل لتعريف بعض السلالات مثل الاسد البربري واسد راس الرجاء الصالح. الا ان الابحاث اظهرت ان العوامل البيئية، مثل حرارة الجو، هي ما يؤثر على لون وحجم اللبدة،[44] فالحرارة في حدائق الحيوان الاميركية والاوروبية مثلا تؤدي الى نمو لبدات اكبر واسمك لذكور الاسود. وبالتالي فان هذه الطريقة في تعريف السلالات المتنوعة تعد غير فعالة،[21][45] الا ان السلالة الاسيوية يمكن تعريفها، على الرغم من ذلك، بواسطة لبدتها الضئيلة الاصغر حجما من لبدات الاسود الافريقية.[46] تم التبليغ ايضا عن اسود عديمة اللبدة في السنغال ومنتزه تسافو الشرقي الوطني في كينيا، كما ان الاسد الابيض الرئيسي الاول من منطقة تمبافيتي كان ايضا عديم اللبدة. كما ان هناك اسود مقنزعة او ذات اعراف بسيطة. يمكن العثور على ذكور بدون لبدة اجمالا في جمهرات الاسود التي تناسلت داخليا بشكل كبير؛ ويؤدي التناسل الداخلي ايضا الى هبوط في نسبة الخصوبة لدى هذه الحيوانات.[47] تمتلك الكثير من اللبؤات كشكش على عنقها يمكن رؤيته بحال جلست في اوضاع معينة. وفي بعض الاحيان يظهر هذا في الرسومات والنحوتات الفنية القديمة بشكل خاص، حيث تفسر اجمالا، خطا، على انها اسود ذكور. يختلف الكشكش عن اللبدة بانه اقصر على الفك الاسفل ونادرا ما يمكن رؤيته، بينما تمتد اللبدة لما فوق اذني الذكور، وغالبا ما تعتم على خطها المحيطي الخارجي كليا.
تظهر الرسومات الكهفية لاسد الكهوف الاوروبي المنقرض حيوانات عديمة اللبدة بشكل حصري، او ذات لبدة بسيطة جدا، مما جعل بعض العلماء يفترضون انها كانت خفيفة او عديمة اللبدة بشكل او باخر،[28] الا انه يحتمل ان تكون الاسود المرسومة اناثا تصطاد لزمرتها—بما انها تظهر في مجموعة تطارد فريستها—لذا فان هذه الرسوم لا يمكن الاعتماد عليها للحكم على اسود الكهوف بانها امتلكت لبدة او لم تمتلك. الا ان الرسومات تقترح ان هذه السلالة المنقرضة كانت تلجا لنفس التنظيم الاجتماعي واستراتيجيات الصيد التي تستعملها الاسود المعاصرة.
الاسود البيضاء[عدل]

اسد ابيض.
الاسد الابيض ليس بسلالة مستقلة، بل مجرد شكل فريد ذو حالة وراثية تعرف بالبياض او عدم اللون،[20] مما يجعل لون جلده باهتا بشكل كبير، اكثر من الببر الابيض حتى؛ وتتشابه هذه الحالة مع حالة الداكنية، التي تتولد عنها النمور السوداء. ولا تعتبر الاسود البيضاء مهقاء، اذ انها تمتلك اصباغا لونية عادية في اعينها وجلدها، بينما الحيوان الامهق لا يمتلك هذا مما يؤدي لولادته بعيون وانف وردي.
تمت رؤية افراد من اسود الترانسفال البيضاء (من سلالة كروغر، Panthera leo krugeri) في وحول منتزه كروغر الوطني ومحمية طرائد تمبافاتي الخاصة المجاورة في بعض الاحيان، الا ان هذه الاسود تعد مالوفة اكثر في الاسر، حيث يقوم مربيها بتزويجها انتقائيا عن عمد. يعود السبب وراء امتلاك هذه الحيوانات معطفا قشدي اللون الى انها تمتلك مورثة غالبة تدحر المورثة التي تحمل اللون المصفر وتبرز بدلا منها.[48] يزعم ان الاسود البيضاء تربى في بعض المخيمات بجنوب افريقيا كي تستخدم في عمليات الصيد المعلب (الصيد بداخل منطقة مسيجة لا يستطيع الحيوان الهرب منها) حيث يدفع بعض الصيادين مبالغ طائلة مقابل احتفاظهم بتذكار صيد فريد كراس او جلد اسد ابيض.[49] لم يكن وجود الاسود البيضاء مؤكدا حتى اواخر القرن العشرين. فلمئات السنين السابقة، كان يعتقد ان قصة وجودها وكل ما وصل عنها من اخبار ومعلومات ليس سوى اساطير ملفقة تدور في جنوب افريقيا، حيث كان يقال ان الاهاب الابيض للحيوان يمثل الطيبة في جميع المخلوقات.
وردت اولى التقارير التي تفيد برؤية هذه الحيوانات في اوائل القرن العشرين، واستمرت بالورود بشكل متقطع نادر لحوالي خمسين سنة، الى ان عثر على بطن من الاشبال البيضاء في محمية طرائد تمبافاتي الخاصة عام 1975.[50]

تمضي الاسود معظم وقتها وهي تستريح حيث تقضي حوالي 20 ساعة من النهار وهي خاملة.[51] وعلى الرغم من ان هذه الحيوانات قد تنشط في اي وقت من اليوم، الا ان ذروة نشاطها تكون بعد الغسق، حيث تخصص فترة لتختلط مع بعضها، تسوس نفسها، وتتغوط. كما وتنشط لفترات متقطعة خلال الليل حتى بزوغ الفجر، اي في الفترة التي غالبا ما تتجه فيها للصيد. تمضي الاسود قرابة ساعتين في النهار وهي تمشي، وحوالي 50 دقيقة وهي تقتات.[52] التنظيم الاجتماعي[عدل] الاسود لواحم مفترسة تظهر شكلين من التنظيم الاجتماعي. فالبعض منها مقيم، يعيش في مجموعة عائلية تسمى زمرة،[53] وتتالف الزمرة عادة من قرابة خمس او ست لبوات مرتبطة ببعضها عن طريق القرابة، بالاضافة لاشبالها من كلا الجنسين، وذكر واحد او ذكرين يطلق عليهما تعبير التحالف الذكوري، والذين يتزاوجان مع جميع الاناث البالغة (على الرغم من ان هناك بعض الزمر الكبيرة جدا التي يصل عدد افرادها الى 30). يصل عدد الذكور في التحالف الى اثنين في اكثر الاحيان، الا انه قد يزداد حتى 4 ويقل مجددا مع مرور الوقت. تطرد الاشبال الذكور من زمرتها الامومية عندما تصل مرحلة البلوغ.

يسمى سلوك الاسود الاخر الارتحال، حيث لا يستقر البعض منها في منطقة معينة، بل يستمر بالتنقل لمسافات شاسعة، اما بمفرده او بازواج، بين الفترة والاخرى.[53] تتبع الذكور العازبة ذات القربى هذا السلوك اجمالا، والتي تكون قد طردت من زمرتها الامومية؛ ويلاحظ ان الاسود قد تغير من نمط حياتها فتتحول من مرتحلة الى مقيمة وبالعكس. تمر جميع الذكور بهذه المرحلة، والبعض منها قد لا يتخطاها بحال لم ينجح بالسيطرة على زمرة جديدة، اما الاناث فان تحولها لنمط الارتحال اصعب عليها من الذكور، فبحال طردت انثى من زمرتها فلن تستطيع الانضمام لزمرة اخرى بسهولة، اذ ان جميع الزمر تتكون من اناث ذوات قربى ترفض معظم محاولات اي انثى اخرى من زمرة مختلفة بالانضمام اليها.
تسمى المنطقة التي تقطنها زمرة الاسود الحوز او حوز الزمرة، بينما تسمى منطقة الاسد المرتحل الموطن او الاقليم.[53] تبقى الذكور البالغة التي سيطرت على مجموعة من الاناث على حدود الحوز معظم اوقاتها لتدافع عنه ضد الذكور الاخرى، حيث تقوم بجولات واسعة يومية عبره وترش بولها على الاشجار والشجيرات لتترك رائحتها كانذار لاي ذكر دخيل بوجودها في المنطقة. لا يزال سبب تطور السلوك الاجتماعي للبؤات—وتفردها به بين جميع انواع السنوريات الاخرى—موضوع جدل كبير بين العلماء، ويظهر بان ازدياد نسبة نجاحها في الصيد هي العامل الابرز والاوضح الذي جعلها تلجا لاسلوب العيش الجماعي، الا ان هذا الامر يصبح اقل من مؤكد عند دراستها عن قرب: فالصيد المنسق يزيد من نسبة نجاحها في الافتراس، ولكنه يضمن ايضا ان الافراد التي لم تخرج للصيد لن تستهلك نفس نسبة السعرات الحرارية للفرد كما ستفعل باقي الاسود، مما يعني ان الزمرة لن تضطر للاصطياد مرة اخرى حتى بضعة ايام، ولكن البعض من تلك الافراد قد يترك لحراسة الاشبال التي لولا ذلك تبقى بمفردها لفترة طويلة مما يعرضها لخطر الضواري الاخرى، او يلعب دورا في تربيتها. تعد صحة وسلامة اللبوات الصيادة اهم الاسس لبقاء الزمرة، لذا فان تلك اللبؤات تكون اول من يتقدم للاكل (بحال لم تتواجد الذكور). وتشمل المنافع الاخرى التي يفترضها العلماء: انتقاء القربى (اي ان الاسد قد يفضل ان يشارك غذائه مع اسد قريب له بدلا من اسد غريب)، حماية الصغار، الحفاظ على الحوز، وتامين كل فرد على نفسه ضد الجوع او الاصابة، اي ان كل فرد من الزمرة يستطيع ان يتاكد من انه سيحظى بالطعام دوما، وبالعناية بحال اصيب لان باقي الزمرة تحتاج اليه في كل ما سبق.[25]

لبوة تندفع بسرعة خلال عملية صيد في السيرينغتي.
تقوم اللبؤات بمعظم الصيد للزمرة، كونها اصغر حجما، اسرع، واكثر رشاقة من الذكور، ولا تعيقها اللبدة الكبيرة الكثيفة الواضحة للعيان، والتي تسبب ارتفاعا في درجة حرارة الجسد اثناء المطاردة. تتصرف الاسود كوحدة صيد منظمة كي تستطيع التسلل نحو طريدتها والامساك بها بنجاح، وبحال كانت الذكور بالجوار فانها تسيطر على الفريسة فورا ما ان تمسك بها اللبوات وتستفرد بها، ويحتمل بان تشارك الذكور الاشبال في طعامها اكثر من الاناث، الا انها لا تشارك اي منهما بحال كانت قد امسكت بتلك الفريسة بمفردها. تقتات الاسود على الطرائد الاصغر حجما في موقع قتلها، وبالتالي فان الصيادات هي من يتشاركها فقط؛ اما اذا كانت الطريدة كبيرة فانها تقوم بجرها الى حوز الزمرة. تتشارك الاسود مع بعضها بشكل اكبر عند امساكها بفريسة كبيرة،[54] على الرغم من ان افراد الزمرة عندئذ يتصرفون بعدائية تجاه بعضهم البعض لان كل منهم يحاول الحصول على اكبر قدر ممكن من الطعام.
تدافع كل من الذكور والاناث عن الزمرة ضد اي اسود دخيلة اخرى. تقود بعض الاسود نفسها الهجوم ضد الدخلاء باستمرار، بينما يتلكا البعض في الخلف دوما.[55] تميل الاسود لان تمتلك ادوارا محددة في الزمرة، فتلك المتلكاة قد تؤمن خدمات مفيدة اخرى للمجموعة مثل حماية الاشبال او صد الهجوم من الوراء.[56] ومن الافتراضات المقابلة ان هناك ما يعود بالنفع على الاسد الذي يقود الهجوم على الدخلاء، وما يبرز ذلك هو رتبة اللبوات بداخل الزمرة، فاللبوة القائدة هي الاعلى مرتبة.[57] وكذلك الامر بالنسبة للذكور المسيطرة على الزمرة، اذ عليهم الدفاع عنها ضد الذكور الغريبة كي يتسنى لهم بالمقابل التزاوج مع الاناث والحفاظ على نسلهم. لا تتحمل الاناث المنتمية لوحدة اجتماعية مستقرة بداخل زمرة اي انثى غريبة عنها؛[58] فلا يتغير عدد المنتسبين للمجموعة من اللبؤات الا بولادة او موت لبوات جديدات،[59] على الرغم من ان بعض الاناث قد تغادر عائلتها وتصبح مرتحلة.[60] اما الذكور المراهقة من الناحية الاخرى، فتغادر الزمرة عندما تنضج جنسيا، اي بين سن سنتين وثلاث سنوات.[60] الحمية والصيد[عدل]

على الرغم من ان اللبؤة تمتلك اسنانا حادة جدا، الا ان الطريدة تقتل عادة بواسطة الخنق.
الاسود حيوانات قوية تصطاد عادة في مجموعة منظمة وتختار فريسة واحدة محددة. الا انه لا يعرف عنها قدرتها على التحمل – فوزن قلب اللبؤة مثلا، يشكل ما نسبته 0.57% فقط من اجمالي وزن جسدها (والذكر حوالي 0.45%)، بينما يقارب وزن قلب الضبع 1% من اجمالي وزن الجسد،[59] وبالتالي فانه وان كانت اللبوات قادرة على الوصول الى سرعة 59 كيلومتر في الساعة[61] (40 ميل في الساعة) فانها لا تستطيع الحفاظ على هذه السرعة الا لفترة قصيرة،[62] لذا يجب ان تكون قريبة من طريدتها بما فيه الكفاية قبل ان تهاجم. تستغل الاسود اي عامل من شانه ان يقلل من احتمال رؤيتها من قبل الطريدة؛ حيث تتم معظم عمليات الصيد بالقرب من مصدر جيد للتخفي كالاعشاب العالية او التلال، او اثناء الليل.[63] تتسلل الاسود نحو ضحيتها حتى تصبح على مقربة 30 متر تقريبا (98 قدم)، وتقوم اللبؤات عادة باحاطة القطيع من عدة نواح، وما ان تقترب بما فيه الكفاية حتى تنتقي اقرب افراد القطيع اليها. يكون الهجوم سريعا وقصيرا؛ حيث تميل الى امساك ضحيتها عبر اندفاع سريع نحوها ومن ثم القفز عليها من الخلف. تقتل الطريدة بواسطة الخنق،[64] مما يسبب لها اقفارا دماغيا او ازمة قلبية بسبب انقطاع الاكسجين عنها. يمكن ان يقتل الاسد طريدته ايضا عن طريق اطباق فكيه على فمها[1] (مما يسبب لها اختناقا ايضا)، اما الطرائد الصغيرة فقد تقتل بواسطة ضربة وحيدة من كف الاسد.[1] تتالف طرائد الاسود من الثدييات الكبيرة اجمالا، وهي تظهر تفضيلا للنو، حمر الزرد، الامبالا، الجواميس الافريقية، والخنازير الثؤلولية في افريقيا، وللنلجاي، الخنازير البرية، والعديد من انواع الايائل في الهند، كما كانت تصطاد انواعا اخرى من الطرائد في موطنها السابق الممتد عبر اوراسيا مثل الاحصنة البرية، البيزون الاوروبي، الارخص، الايل الاحمر، وحتى الموظ. تصطاد الاسود حاليا انواعا عديدة اخرى من الحيوانات، بناء على مدى توفرها، وهذا يشمل بشكل رئيسي، الحافريات التي يتراوح وزنها بين 50 و300 كجم (110–660 رطلا) من شاكلة المرامري (الكود)، الثيتل، مها افريقيا الجنوبية (الجمزبوكة)، والعلند (البقة).[1] وفي بعض الاحيان قد تمسك بانواع اصغر حجما مثل غزال طومسون والظبي القفاز (القوفز)، وهناك البعض من الاسود الذي يقتات بشكل حصري تقريبا على نوع محدد من الفرائس، مثل الاسود القاطنة بالقرب من ساحل صحراء ناميب والتي تفترس فقمات الفراء بشكل مكثف.[65] تستطيع الاسود التي تصطاد في جماعات ان تمسك بمعظم انواع الحيوانات التي تقابلها، بما فيها الصحية حتى، ولكنها نادرا ما تهاجم الطرائد الضخمة جدا مثل ذكور الجواميس، او ذكور الزرافات البالغة بسبب احتمال اصابتها بجراح بالغة في هكذا معركة مما قد يقتلها او يقعدها.

مجموعة لبؤات تتعاون معا على اسقاط جاموس افريقي في دلتا اوكافانغو ببوتسوانا.

اسود من منطقة نهر سافوتي ببواتسوانا وقد انتهت من الاقتيات على جيفة فيل قامت بقتله. يعرف عن اسود هذه المنطقة صيدها للافيال بما فيها البالغة احيانا.

اللبؤات الصيادة في الزمرة يتشاركن بالتهام حمار زرد في الموقع نفسه الذي قتلت فيه الطريدة.
اظهرت احصائيات مكثفة جمعت عن طريق عدد من الدراسات ان الاسود عادة تقتات على الثدييات التي يتراوح وزنها بين 190 و550 كيلوغراما (420–1210 ارطال). يتصدر النو قائمة طرائد الاسد المفضلة (حيث يشكل نصف ما تفترسه الاسود تقريبا في السيرنغتي بشرق افريقيا) يليه حمار الزرد،[66] وتستبعد عادة معظم افراس النهر البالغة، وحيدة القرن، الفيلة، والغزلان الصغيرة الحجم، الامبالا، وغيرها من الظباء الرشيقة. الا ان الزرافات والجواميس تعتبر من ضمن الطرائد المالوفة في بعض المناطق، كما في منتزه كروغر الوطني حيث تصطاد الاسود الزرائف بشكل منتظم،[67] ومنتزه مانيارا الذي تشكل الجواميس الافريقية فيه حوالي 62% من حمية الاسود،[68] بسبب غزارة اعدادها. قد تفترس الزمرة في بعض الاحيان النادرة افراس النهر البالغة ايضا، اما وحيدات القرن البالغة فعادة ما يتم تجنبها. ومن الطرائد التي تقتات عليها الاسود بحال توافرها الخنازير الثؤلولية، على الرغم من ان وزنها يقل عن 190 كجم (420 رطلا)،[69] وفي بعض المناطق تختص هذه السنوريات بصيد نوع محدد من الفرائس؛ كما هي الحال في نهر سافوتي ببوتسوانا، حيث تقتات على الفيلة بشكل مكثف.[70] وقد افاد المرشدون في المنطقة ان الاسود دفعها الجوع الشديد الى مهاجمة الدغافل في بداية الامر، ثم انتقلت الى الفيلة المراهقة، وفي بعض الاحيان امسكت بفيلة بالغة تحت جنح الظلام، اي في الفترة التي يكون فيها نظر الفيلة ضعيفا.[71] تفترس الاسود الماشية المستانسة كذلك الامر، ففي الهند تشكل الابقار والجواميس المستانسة جزءا مهما من حميتها،[46] وتعتبر قادرة على قتل ضوار اخرى من شاكلة النمور، الفهود، الضباع، والكلاب البرية، الا انها (على العكس من معظم السنوريات الاخرى) نادرا ما تفترس منافسها بعد قتله. تقمم الاسود ايضا جيف الحيوانات التي ماتت لاسباب طبيعية او قتلها مفترس اخر، وهي تبقى متنبهة للنسور الحائمة في الجو، اذ انها تفيد بوجود ميتة ما او حيوان ينازع.[72] تتخم الاسود انفسها عند الاقتيات حيث قد ياكل الواحد منها 30 كيلوغرام (66 رطل) من اللحم في جلسة واحدة؛[73] وان كان غير قادر على التهام الطريدة باكملها فسوف يستريح لبضعة ساعات قبل ان يعاود الاكل، وفي الايام الحارة قد تلجا الزمرة الى الظلال لتهضم طعامها، وتترك ذكر واحد او اثنين للحراسة.[74] تحتاج اللبؤة البالغة الى 5 كيلوغرامات (11 رطلا) من اللحم يوميا، بينما يحتاج الذكر الى 7 كيلوغرامات (15.4 ارطال).[75] يزيد الصيد الجماعي للبوات من نسبة احتمال امساكها بطريدة، خصوصا وانها تصطاد في المساحات المفتوحة مما يمكن الطرائد من رؤيتها من على بعد شاسع؛ ويزيد اسلوب الصيد هذا ايضا من نسبة احتمال امساكها باحدى الطرائد الضخمة. ويمكن العمل الجماعي ايضا الاسود من الدفاع عن طريدتها بشكل افضل ضد الضواري الكبيرة الاخرى مثل الضباع التي تستدل بسهولة على موقع الاقتيات عن طريق رؤية النسور الحائمة فوقه في السفانا المفتوحة. تقوم اللبؤات بمعظم الصيد للزمرة، وفي صيد نمطي، تحتل كل لبوة موقع مفضل لها بداخل المجموعة، فاما تتسلل نحو الطريدة على “جناح” المجموعة ومن ثم تهاجمها، او تتقدم لمسافة قصيرة في وسط المجموعة ومن ثم تهاجم الفريسة الهاربة من اللبؤات الاخرى.[76]

سبعة اسود بالقرب من الطريق في محمية ماساي مارا، كينيا.
لا تشارك ذكور الاسود المسيطرة على زمرة في الصيد عادة، الا عندما تكون الطريدة ضخمة جدا مثل الزرافة او الجاموس. اما الذكور العازبة التي لم تسيطر على زمرة خاصة بها بعد فتكون مضطرة للصيد بنفسها، وقد تم رؤية وتوثيق اسود ذكور وهي تصطاد في مجموعة. تظهر الاشبال سلوك التسلل لاول مرة عندما تبلغ من العمر 3 اشهر، ولكنها لا تشارك في الصيد الفعلي الا عندما تبلغ حوالي السنة من العمر، وتبدا بالصيد بفعالية عندما تقارب عامها الثاني.[77] التناسل ودورة الحياة[عدل] تكون معظم اللبؤات قد تناسلت وانجبت قبل ان تبلغ اربع سنين من العمر،[78] والاسود ليس لها موسم محدد للتزاوج، فقد يتم هذا في اي وقت من السنة، وتعد الاناث متعددة النزوة.[79] يمتلك الاسد الذكر، كما باقي السنوريات، اشواك خلفية الاتجاه على قضيبه، وتحتك هذه الاشواك بجدران رحم الانثى عندما يقوم الذكر باخراجه مما قد يحث على الاباضة.[80] قد تتزاوج الانثى مع اكثر من ذكر عندما تكون في دورتها النزوية؛[81] وخلال فترة التزاوج، التي قد تمتد لبضعة ايام، يتجامع الزوجان لما بين 20 الى 50 مرة في اليوم وقد يهملا الاقتيات حتى طيلة هذه الفترة. تتناسل الاسود بشكل جيد في الاسر.

يتجامع الزوج من الاسود ما بين 20 الى 40 مرة في اليوم على مدى عدة ايام اثناء فترة التزاوج.
يبلغ متوسط فترة الحمل حوالي 110 ايام،[79] تضع بعدها الانثى بطنا يتالف من شبل واحد الى 4 في مخبا معزول (قد يكون اجاما كثيفة، غابة قصب، كهف، او غيره من المواقع الامنة) بعيدا عن باقي الزمرة في العادة. تصطاد الام خلال هذه الفترة التي تكون الصغار فيها ضعيفة بمفردها، لكنها تبقى قريبة من الاجام او الجحر الذي خباتهم فيه.[82] تولد الاشبال عمياء—ولا تتفتح اعينها حتى بعد اسبوع من الولادة، ويتراوح وزنها بين 1.2 و2.1 كيلوغرام (2.6–4.6 ارطال)، ولا يكون لها اي حول او قوة، حيث تبدا بالزحف بعد يوم او يومين من الولادة، ولا تمشي قبل ان تبلغ ثلاثة اسابيع.[83] تنقل اللبوة اشبالها الى جحر جديد عدة مرات في الشهر، حيث تحملها واحدا واحدا من مؤخرة عنقها، كي تمنع افاحة رائحتها في موقع واحد مما قد يؤدي الى جذب انتباه الضواري التي قد تقتلها او تؤذيها.[82] لا تعود الام للاختلاط واشبالها مع باقي الزمرة الا حين تبلغ الاشبال ما بين 6 الى 8 اسابيع،[84] الا انه في بعض الاحيان يتم تعريف الزمرة بالصغار في وقت ابكر، وخصوصا ان كانت اناثا اخرى قد انجبت في ذات الوقت تقريبا. فاللبؤات المنتمية لذات الزمرة تزامن دورتها التناسلية مع بعضها غالبا كي تتعاون على تربية وارضاع الصغار (ما ان تتخطى الاشبال مرحلة العزلة الاولية مع والدتها)، التي ترضع بدورها من اي انثى او من جميع الاناث المرضعة بداخل الزمرة دون اي تمييز او تفضيل. وبالاضافة الى ان تزامن الولادات يؤدي الى حمايتها بشكل افضل، فانها بهذا تكون جميعها بنفس الحجم وبالتالي تكون فرص بقائها متساوية. وبحال انجبت لبوة بطنا من الاشبال بعد بضعة شهور من لبوة اخرى، فان الاشبال الكبيرة تهيمن على تلك الصغيرة، كونها اكبر حجما منها، اثناء فترة الاقتيات—وكنتيجة لهذا، فان الموت جوعا يعد سببا مالوفا بين الاشبال الصغيرة اكثر من اشقاؤها الاكبر سنا.

لبوة حامل (على يمين الصورة).
تتعرض الاشبال لعدد من المخاطر اثناء فترة حياتها الاولى، فبالاضافة للموت جوعا، هناك خطر الافتراس من ضوار اخرى من شاكلة بنات اوى، الضباع، النمور، العقبان المحاربة، الافاعي، وحتى الجواميس بحال التقطت رائحة الاشبال، حيث تتجه عند ذلك الى الموقع الذي تفوح منه الرائحة والذي تختبئ فيه الصغار وتفعل ما بوسعها كي تسحقها وتقضي عليها، فيما يقوم بعض افراد القطيع بمطاردة اللبؤة وابعادها عن المكان. وبالاضافة لذلك، عندما يقوم ذكر او اثنين بخلع الذكر المسيطر او تحالف الذكور، والسيطرة على الزمرة بدلا منه، فانهما يسعيان الى قتل جميع الاشبال غير البالغة،[85] ولعل السبب وراء ذلك هو ان الاناث لا تصبح خصبة ومتقبلة مجددا الا حينما تنضج اشبالها او تنفق. وبالاجمال، يموت حوالي 80% من صغار الاسود قبل ان يبلغ السنتين من العمر.[86] تفتقد الاشبال للجراة عندما يتم تعريفها بباقي اعضاء الزمرة لاول مرة، ولا تتصرف معها بنفس الاسلوب الذي تتصرفه مع والدتها، الا انها سرعان ما تبدا بالانغماس في حياة الزمرة، فتبدا باللعب مع بعضها البعض، او تحاول ذلك مع احد الافراد البالغين. تكون اللبؤة ذات الاشبال اكثر تحملا لاشبال لبؤة اخرى من تلك التي لا صغار لديها، اما تحمل الذكور للاشبال فيختلف—ففي بعض الاحيان، يكون الذكر صبورا ويسمح للاشبال باللعب بذيله او لبدته، وفي احيان اخرى يزمجر عليها او يضربها كي تبتعد عنه.[87]

يختلف تحمل ذكور الاسود للاشبال بين الافراد وبحسب مزاجها. الا انها، بالرغم من ذلك، اكثر احتمالا ان تشارك الطريدة معها عوضا عن مشاركتها مع اللبوات.
تفطم الاشبال بعد حوالي 6 او 7 شهور. تصل الذكور لمرحلة النضج الجنسي عندما تبلغ ثلاث سنوات من العمر، وفي عامها الرابع او الخامس تصبح قادرة على تحدي ذكر مسيطر والاطاحة به ومن ثم الحلول مكانه في زعامة الزمرة. تبدا الاسود بالهرم والضعف عندما تبلغ ما بين 10 و15 سنة على الاكثر،[88] هذا اذا لم تصاب اي اصابة بالغة سابقة عندما كانت تحاول الدفاع عن زمرتها (ما ان تطرد الذكور من زمرتها بفعل تغلب ذكر اخر عليها فانها من النادر ان تستطيع السيطرة على زمرة اخرى مجددا). ان قصر امد سيطرة الذكور على مجموعة خاصة بها يترك بالتالي مجالا ضيقا لذريتها كي تصل لمرحلة النضوج قبل ان يطاح بابائها، لذلك فان كانت قادرة على التناسل بعد سيطرتها على الزمرة مباشرة فان هذا يعني ان المزيد من اشبالها سيصل سن البلوغ قبل ان يسيطر ذكر جديد على المجموعة والذي قد يقوم بقتلها جميعا اذا كانت ما تزال غير ناضجة. تحاول اللبوة غالبا الدفاع عن اشبالها بشراسة ضد الذكر المغتصب، لكن هذه المحاولات نادرا ما تنجح، حيث يقتل الذكر جميع الاشبال البالغة اقل من سنتين. ان اللبؤة اصغر حجما واخف وزنا من الاسد، لذا فان التعاون بين ثلاث او اربع اناث من الزمرة قد ينجح في رد الذكر عن الصغار اكثر من قيام لبوة وحيدة بهذا الامر.[85] ليست الذكور وحدها من يطرد من الزمرة لتعيش حياة الارتحال عند بلوغها، على العكس مما يظنه العامة، فعلى الرغم من ان معظم الاناث تبقى في الزمرة التي ولدت فيها، فانه حينما تكبر الزمرة كثيرا يطرد الجيل الثاني من اللبؤات وترغم على تاسيس حوز خاص بها. بالاضافة لذلك، عندما يسيطر ذكر جديد على الزمرة يقوم بطرد جميع الاسود المراهقة بما فيها الذكور والاناث في بعض الاحيان.[89] تعد حياة اللبوة المرتحلة شديدة القساوة، فهي نادرا ما تستطيع ان تقوم بتربية اشبالها حتى تصل لسن البلوغ، بدون مساعدة وحماية افراد اخرى من زمرتها.
تفيد احدى الدراسات ان كل من ذكور واناث الاسود يظهر سلوكا مثليا في بعض الاحيان.[90][91] فذكور الاسود تجول لعدة ايام مع بعضها وتنشا خلالها رابطة فيما بينها يتولد عنها سلوك مثلي يتضمن احتكاك برؤوس بعضها وبعض المداعبة التي تؤدي في النهاية لمحاولة الجماع. اظهرت دراسة اخرى ان نسبة الجماع الذي تحاوله الذكور مع بعضها يصل لحوالي 8%. اما اللبؤات فتظهر سلوكا مثليا في الاسر بشكل مالوف، ولكنه لم يتم تسجيل هذا السلوك لها في البرية حتى الان. ويفترض البعض ان ما يدفع الذكور لهذا السلوك هو الكبت الجنسي الذي تتعرض له طيلة فترة بعدها عن الاناث، اي اثناء تجوالها على حدود الحوز للدفاع عنه، بالاضافة للفترة الطويلة التي تتطلبها اللبوة كي تصبح متقبلة جنسيا مجددا، اي بعد سنتين عندما تنضج اشبالها.
الصحة[عدل] تظهر الادلة ان معظم الاسود، على الرغم من عدم وجود مفترسات لها، تموت بشكل عنيف بسبب النزاع مع البشر او غيرها من الاسود،[92] ويصدق هذا القول على الذكور منها بالتحديد، التي يحتمل ان تحتك بعنف بشكل اكبر من الاناث مع ذكور منافسة، كونها الحارسة الاساسية للزمرة. وعلى الرغم من ان ذكور الاسود قد تصل لسن 15 او 16 عاما في البرية بحال لم يطح بها اي ذكر اخر، فان اكثرها لا يعيش اكثر من 10 سنوات، ولهذا السبب فان متوسط حياة الاسد يكون اقل من ذاك الخاص باللبوة في البرية بشكل ملحوظ. يمكن للافراد من كلا الجنسين ان يصابا بجراح بالغة او حتى تقتل عندما تتقاتل زمرتين تتقاطع احوازها مع بعضها البعض.
تصاب معظم الاسود بعدد من انواع القرادات، التي تجتاج الاذنين، العنق، والاربية (اصل الفخذ).[93][94] كما وقد تم عزل عدة عينات بالغة من الديدان الشريطية التابعة لجنس Taenia من امعاء الكثير من الاسود، حيث كانت قد هضمتها وهي لا تزال بعد يرقانات، عندما اقتاتت على لحم الظباء الغني بها.[95] اصيبت الاسود في فوهة نغورنغورو بوباء نقله ذباب الخيل (Stomoxys calcitrans) عام 1962؛ مما ادى الى ظهور بقع دموية عارية على جسدها، كما واصيبت بهزال شديد جراء هذا المرض، وقد حاولت الاسود ان تتفادى لدغات الذباب عبر تسلق الاشجار او اللجوء الى جحور الضباع ولكن دون جدوى؛ فنفق الكثير منها او هاجر الى مناطق اخرى مما ادى الى انخفاض عدد الجمهرة من 70 الى 15 فردا فقط،[96] وقد عاد هذا الوباء وتفشى مؤخرا عام 2001 ولكنه لم يقتل سوى ستة اسود.[97] تكون الاسود معرضة، في الاسر خصوصا، لعدد من الفيروسات مثل سل الكلاب او حمى الهررة (CDV)، فيروس نقص مناعة السنوريات (FIV)، والتهاب صفاق السنوريات[20] (FIP). ينتقل سل الكلاب الى الاسود عبر احتكاكها مع الكلاب المستانسة وغيره من اللواحم؛ وفي عام 1994 تفشى هذا المرض في منتزه السيرنغتي الوطني مما ادى بظهور اعراض توافق عصبي عند الاسود مثل الانقباضات، وخلال تلك الفترة نفق العديد من الاسود بسبب الالتهابات الرئوية، والدماغية.[98] اما فيروس نقص مناعة السنوريات، الشبيه بفيروس نفص مناعة البشر، فعلى الرغم من انه لا يؤثر على الاسود بشكل ظاهري، فانه يعتبر مدعاة للقلق بحسب ما يرى المحافظون على هذه الحيوانات، بسبب ان تاثيره مدمر للقطط المستانسة، ويدعوا هؤلاء الى اجراء فحوصات متواصلة للاسود الاسيرة لمعرفة تاثيره عليها بشكل ادق. يظهر هذا الفيروس بشكل كبير عند الكثير من الجمهرات البرية، حتى انه متوطن في البعض منها، الا انه غائب تقريبا من الاسود الاسيوية وتلك القاطنة ناميبيا.[20] التواصل[عدل]

يعد فرك الراس واللعق اكثر السلوكيات الاجتماعية الشائعة بداخل زمرة الاسود.
تتواصل الاسود مع بعضها اثناء فترة الراحة عن طريق عدد من السلوكيات، حيث تعد حركاتها التعبيرية متطورة جدا. يعد احتكاك الراس واللعق الجماعي ابرز التحيات السلمية الملموسة،[99] ويمكن مقارنتها بالمسائسة عند الرئيسيات.[100] يظهر ان فرك الراس بالراس، او الخطم على الجبهة، بالاضافة للعنق والوجه على اسد اخر—هو احد اشكال التحية،[101] بما انه يظهر غالبا بعد ان يعود احد الافراد للاختلاط بباقي الزمرة بعد ان غاب طويلا، او بعد قتال او مواجهة. تميل الذكور الى الاحتكاك بالذكور الاخرى، بينما تحتك الاناث والاشبال بالاناث الاخرى.[102] يحصل اللعق الجماعي غالبا بالترادف مع فرك الراس؛ وهو غالبا ما يكون متبادلا ويبدو ان الفرد الذي يلعق يظهر متعة خلال هذه العملية. تلعق الاسود رؤوس بعضها واعناقها اكثر الاحيان، ويظهر انها تقوم بذلك لاجل المنفعة الخاصة، اذ ان الاسد لا يستطيع لعق هذه المناطق بمفرده، فيفعل ذلك لغيره من اعضاء الزمرة التي ترد له الخدمة.[103] تمتلك الاسود معرضا واسعا من التعابير الوجهية والاوضاع الجسدية التي تستخدمها للتواصل البصري.[104] كما ان قائمة تعابيرها الصوتية كبيرة ايضا؛ فالاختلاف في حدتها ودرجتها، عوضا عن اصدار اشارات مختلفة منها، يبدو اساسيا للتواصل. تشمل قائمة اصوات الاسد: الزمجرة، الخرخرة، الفحيح، السعال، المواء، النفخ، والزئير. تميل الاسود لان تزار بطريقة مميزة للغاية، حيث تبدا ببعض الزئير العميق الطويل الذي يليه سلسلة اقصر منه. تزار الاسود في الليل غالبا؛ حيث ينتقل الصوت عندها على مسافة 8 كيلومترات (5.0 اميال)، ويستخدم للاعلان عن وجود الحيوان في الموقع الذي يقبع فيه اي ضمن نطاق حوزه، وبتعبير اخر فهو يعتبر كانذار للاسود والضواري الاخرى.[105] يعتبر زئير الاسد الاعلى درجة بين جميع انواع السنوريات الكبرى الاخرى.

زوج من الاسود في منتزه ميدلاندز للسفاري، ويبدو الذكر وهو يزار.
وقد ورد في احد الاحاديث النبوية الاسلامية قولا عن زئير الاسود، فقد روى الطبراني وابو منصور الديلي، والحافظ المنذري، عن عبد الرحمن بن صخر الدوسي الملقب بابي هريرة، وهو احد صحابة نبي الاسلام محمد بن عبد الله، انه قال: “اتدرون ما يقول الاسد في زئيره؟”، قالوا: “الله ورسوله اعلم”، قال: “انه يقول: اللهم لا تسلطني على احد من اهل المعروف”.
العلاقة مع الضواري الاخرى[عدل] تعد علاقة الاسود بالضباع المرقطة في المناطق التي يتشاطرها كلا النوعين فريدة من حيث تعقيدها وحدتها، فكل منهما يعتبر مفترسا فوقيا يقتات على نفس الطرائد التي يقتات عليها النوع الاخر، وبالتالي فهي منافسة مباشرة لبعضها البعض، وكنتيجة لهذا فان الاسود والضباع غالبا ما تتقاتل وتسرق فرائس بعضها. وعلى الرغم من ان الفكرة الشائعة لدى الناس هي ان الضباع تعتبر قمامة منتهزة للفرص، تستفيد من نجاح الاسود في الصيد لتقتات على بقايا ذبائحها، فان العكس هو غالبا الصحيح، فطعام الضباع يتالف بمعظمه من طرائد قتلتها بنفسها، بينما تشكل الجيفة قسما كبيرا من غذاء الاسود، وبحال تنبهت الاخيرة لعملية صيد ناجحة للضباع فستقوم بطردها والاستيلاء على فريستها. ففي فوهة نغورنغورو بتنزانيا مثلا، تفوق جمهرة الضباع عدد جميع الاسود الموجودة، مما ادى بجعل نسبة كبيرة من غذاء السنوريات تتكون من بقايا صيد الضباع. يتضمن النزاع بين هذين النوعين، على الرغم من كل ذلك، اكثر من مجرد معارك على مصادر الطعام، فهي تتقاتل ايضا على حدود احوازها على العكس من معظم الحيوانات الاخرى، فاي حيوان عادة يقوم بتعليم حدود منطقته كي يمنع افراد اخرى من نفس النوع والجنس ان تدخل وتنافسه على نفس مصادر الغذاء والاناث (بحال الذكور)، ولا يهتم بالانواع الاخرى المختلفة التي تشاطرة حوزه، ولكن هذا الامر لا ينطبق على الاسود والضباع؛ فكل منها يعلم حدود منطقته ليمنع النوع الاخر من دخولها كما يفعل مع الافراد الاخرى من بني جنسه. تعتبر ذكور الاسود عدائية جدا تجاه الضباع، وقد تمت رؤيتها وهي تصطادها وتفتك بها دون ان تقتات عليها، وبالمقابل فان الضباع مفترسة رئيسية للاشبال، وتقوم بازعاج اللبؤات ومضايقتها في موقع الصيد،[106][107] الا انها تتفادى الذكور البالغة الصحية ولا تحتك معها مهما حصل.
تهيمن الاسود على السنوريات الاصغر حجما، مثل الفهود والنمور، في المناطق التي تتشاطرها معها، كما وتسرق منها طرائدها وتقتل اشبالها وحتى الافراد البالغة منها بحال سنحت لها الفرصة. تصل نسبة احتمال خسارة الفهد طريدته لصالح الاسود او ضوار اخرى الى 50%،[108] كما وتعتبر الاخيرة سببا اساسيا وراء ارتفاع نسبة وفيات جراء الفهود في اسابيعها الاولى، حيث تصل نسبة ما ينفق منها بسبب الافتراس في هذه الفترة الى 90%. تتفادى الفهود منافسة الاسود عبر صيدها في اوقات مختلفة من النهار تكون فيها قريبتها الاكبر حجما تستريح عادة، وايضا عن طريق تخبئة جرائها في النبات الخفيض الكثيف. تلجا النمور لنفس الاساليب ايضا، لكنها تمتلك افضلية على الاسود والفهود من ناحية انها قادرة على البقاء عبر الاقتيات على الطرائد الصغيرة حصريا مثل الارانب البرية والطيور، وحتى الخنافس. ايضا، فالنمر، على العكس من الفهد، قادر على تسلق الاشجار ويستخدمها لتخبئة جرائه وطرائده بعيدا عن متناول الاسود، الا ان اللبوات تكون قادرة في بعض الاحيان على تسلق الشجرة واحضار الجيفة.[109] تهيمن الاسود على الكلاب البرية الافريقية بشكل مماثل، وهي لا تكتفي باخذ طرائدها فحسب، بل تفترس جرائها والافراد البالغة منها ايضا (على الرغم منها نادرا ما تستطيع الامساك بتلك الاخيرة).[110] يعتبر تمساح النيل المفترس الوحيد، الى جانب الانسان، القادر على قتل اسد بالغ. يخسر كل من الطرفين فريسته او الجيفة التي يقتات عليها لصالح الطرف الاخر ان كان اصغر منه حجما. يعرف عن الاسود انها قادرة على قتل التماسيح بحال كانت تجول على اليابسة،[111] والعكس صحيح، فالتماسيح تقتل اي اسد يدخل المجاري المائية التي تقطنها، والدليل على ذلك هو العثور احيانا على مخالب بعض الاسود في معدة التماسيح.[112] الانتشار والمسكن[عدل]

خريطة لولاية غوجرات الهندية، وتبدو فيها غابة غير (اللون الاخضر)، الموطن الحالي الوحيد للاسد الاسيوي.
تتواجد الاسود في افريقيا باراضي السفانا العشبية ذات اشجار السنط المتناثرة التي تلجا الى ظلالها في فترات النهار الاكثر حرا؛[113] اما في الهند فمسكنها عبارة عن مزيج من غابات السفانا الجافة وغابات الاشجار القمئية النفضية الجافة ايضا.[114] ومنذ فترة قصيرة نسبيا كان مسكن الاسود يشمل القسم الجنوبي من اوراسيا، اي المنطقة الممتدة من اليونان حتى الهند، ومعظم افريقيا عدا القسم الاوسط ذي الغابات المطرية والصحراء الكبرى. ذكر هيرودوتس ان الاسود كانت مالوفة في اليونان قرابة العام 480 قبل الميلاد؛ وقد هاجمت قافلة جمال الملك الفارسي خشایارشا الاول خلال غزوه البلاد. يقول ارسطو ان الاسود اصبحت نادرة في اليونان بحلول عام 300 ق.م. وبحلول عام 100م كانت قد انقرضت نهائيا.[115] استمرت جمهرة صغيرة من الاسود الاسيوية بالتواجد في القوقاز حتى القرن العاشر، وتعد هذه المنطقة المكان الاخير في اوروبة الذي تواجدت فيه الاسود بشكل بري.[116] انقرضت الاسود من فلسطين ولبنان بحلول القرون الوسطى، ومن معظم اسيا في القرن الثامن عشر بعد وصول الاسلحة النارية الحديثة. وفي الفترة الممتدة بين اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين كانت الاسود قد اختفت كليا من شمال افريقيا والشرق الاوسط.نفق اخر اسد في تركيا واقصى شمال الهند خلال اواخر القرن التاسع عشر[117][118]، اما اخر مشاهدة لاسد حي في ايران فكانت عام 1941 بين شيراز وجهرم بمحافظة فارس وفي عام 1944 وجدت جيفة اخر لبوة على ضفاف نهر كارون في محافظة خوزستان[119]، الا انه على الرغم من ذلك لا توجد تقارير موثقة من ايران يمكن الاستناد اليها في هذا الموضوع.[73] تعيش السلالة الاسيوية اليوم بداخل وفي المنطقة المحيطة بغابة غير الواقعة في شمال غرب الهند بولاية غوجرات،[24] وتاوي هذه الغابة البالغة مساحتها 1,412 كلم² (558 ميل مربع) حوالي 300 اسدا تزداد اعدادها ببطء.[120] كانت الاسود تعتبر اكثر ثدييات اليابسة الكبرى انتشارا بعد الانسان حتى اواخر العصر الحديث الاقرب (البليستوسين، منذ حوالي 10,000 سنة)، حيث كانت توجد في معظم انحاء افريقيا، الكثير من انحاء اوراسيا من اوروبا الغربية حتى الهند، وعبر جسر بيرينغ وصولا الى الامركيتين، من يوكون حتى البيرو.[121] كانت بعض اقسام هذا الموطن تقطنها سلالات اصبحت اليوم في عداد الحيوانات المنقرضة.
الجمهرة الحالية وحالة الحفظ[عدل]

شبلين يلعبان مع بعضهما في السرينغتي.
تعيش معظم الاسود اليوم في افريقيا الشرقية والجنوبية، في جمهرات تتراجع اعدادها بشكل سريع، حيث يقدر ان نسبة هذا التراجع تراوحت بين 30 الى 50% على مر العقدين الماضيين.[3] اظهرت احدى التقديرات الحالية لجمهرة الاسود الافريقية ان ما بين 16,500 و47,000 اسدا بريا كان موجودا ما بين عامي 2002 و2004،[122][123] بعد ان بلغت اعدادها حوالي 100,000 فرد في اوائل التسعينات من القرن العشرين، وقرابة 400,000 على الارجح في الخمسينات. ان سبب تراجع الاعداد لا يزال غير معروفا حتى اليوم، وقد لا يكون قابل للاصلاح حتى،[3] ولكن يعد النزاع مع البشر وفقدان المسكن ابرز المخاطر على هذا النوع حاليا.[124][125] ان الجمهرات الحالية غالبا ما تكون معزولة جغرافيا عن بعضها البعض، مما قد يؤدي الى التناسل الداخلي، وبالتالي نقص التنوع الجيني، ولهذا فان الاسد، كنوع، يصنف من قبل الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة بانه من الحيوانات المعرضة للانقراض بدرجة دنيا (معرض في المستقبل للانقراض بحال لم تتخذ الاجراءات اللازمة لاكثاره)، اما السلالة الاسيوية فتعتبر مهددة بالانقراض بدرجة قصوى (يحتمل انقراضها في المستقبل بحال لم يتم اكثارها). تعتبر جمهرة الاسود في افريقيا الغربية معزولة عن تلك الموجودة في افريقيا الوسطى، حيث يندر احتكاك الافراد القادرة على التناسل مع بعضها او لا تحتك على الاطلاق. قدر عدد الافراد البالغة في افريقيا الغربية عن طريق دراستين مستقلتين بما بين 850 و1,160 اسد (2004/2002)، وهناك خلاف حول حجم اكبر جمهرة فردية في تلك المنطقة: فيقدر البعض اعدادها بين 100 و400 اسد في نظام ارلاي سينغو البيئي في بوركينا فاسو.[3]

لبوة اسيوية تدعى “موتي”، ولدت في الاسر بحديقة حيوانات هلسينكي (فنلندة) في اكتوبر 1994؛ وصلت الى حديقة حيوانات بريستول (انكلترا) في يناير 1996.
تطلب الحفاظ على الاسود الافريقية والاسيوية انشاء وصيانة العديد من المنتزهات القومية ومحميات الطرائد؛ ومن اشهرها منتزه ايتوشا الوطني في ناميبيا، منتزه السرينغتي الوطني في تنزانيا، ومنتزه كروغر الوطني في جنوب افريقيا. اما خارج هذه المناطق، تؤدي النزاعات بين البشر والاسود بسبب افتراس الاخيرة للماشية الى قتل تلك الضواري في اكثر الاحيان.[126] تعتبر غابة غير في غرب الهند الموطن الاسيوي الوحيد الذي لا تزال توجد فيه اسود بحالة برية طبيعية، وقد اظهرت احصائية جرت في ابريل 2006 ان الجمهرة الحالية يبلغ عدد افرادها 359 اسدا. يضاف الى قائمة الاسباب التي تهدد الاسود في افريقيا بناء المزيد من المساكن البشرية في مناطق الحياة البرية مما يؤدي الى اختفاء الطرائد مما يضطر بالاسود الى صيد المواشي، الامر الذي يدخلها بنزاع مع الرعاة والمسؤولين عن الحفاظ عن الحيوانات البرية.[127] اطلقت الحكومة الهندية برنامجا يعرف ببرنامج اعادة ادخال الاسود الاسيوية، وهو يهدف الى انشاء جمهرة جديدة مستقلة من الاسود في محمية بالبور كونو بولاية ماديا براديش،[128] ويعتبر هذا الامر ضروريا للغاية من اجل الحفاظ على جمهرة اسيوية صحية ومتنوعة جينيا مما يعني ازدياد احتمال بقاء هذه السلالة المهددة في المستقبل.

لبوة تدعى “سميرة” يحتمل انها بربرية في منتزه بورت لمبن للحياة البرية في كنت، انكلترا.
ان الشعبية التي كانت الاسود البربرية تحظى بها في حدائق الحيوانات يمكن الاستفادة منها بان بعض الاسود المبعثرة في حدائق حيوانات مختلفة قد تكون متحدرة بشكل مباشر من الجمهرة الاصلية الاسيرة. تتضمن الافراد المرشحة 12 اسدا في منتزه بورت لمبن للحياة البرية في كنت، انكلترا، متحدرة جميعها من حيوانات كانت ملكا لملك المغرب،[129] وهناك ايضا 11 اسدا اخر في حديقة حيوانات اديس ابابا يعتقد بانها ذات اصل بربري، متحدرة من اسود كان يمتلكها الامبراطور هيلا سيلاسي. اطلقت مؤسسة وايلد لينك انترناشونال بالتعاون مع جامعة اوكسفورد مشروعا دوليا اطلق عليه “مشروع الاسد البربري” (بالانكليزية: Barbary Lion Project) يهدف الى تعيين الاسود الاسيرة ذات الاصل البربري الصحيح واكثارها ومن ثم اعادة ادخالها الى منتزه قومي بجبال الاطلس في المغرب.[45] بعد اكتشاف تراجع اعداد الاسود في افريقيا، نظم عدد من المشاريع المتناسقة المختصة بالحفاظ على الاسود في محاولة لايقاف هذا التراجع بشكل جذري. يعتبر الاسد احد الانواع المضمونة في خطة بقاء الانواع، وهي برنامج لاكثار وزيادة حظوظ بعض انواع الحيوانات في البقاء اطلقه اتحاد حدائق الحيوانات والمعارض المائية الاميركي. بدا العمل بهذا البرنامج عام 1982 في محاولة لاكثار الاسود الاسيوية المهددة بالانقراض، ولكنه علق بعد ان اكتشف ان جميع الاسود الاسيوية في حدائق الحيوانات الاميركية ليست نقية جينيا، بعد ان هجنت مع اسود افريقية. ابتدا العمل ببرنامج الاسود الافريقية عام 1993، بالتركيز على زيادة اعداد السلالات الجنوب افريقية خصوصا، على الرغم من ان هناك صعوبة في تحديد مدى التنوع الجيني لدى الاسود الاسيرة، لان معظم الافراد من اصول غير معلومة، مما يجعل من صيانة التنوع الجيني امرا صعبا.[20] الاسود اكلة الانسان[عدل] على الرغم من ان الاسود لا تصطاد البشر في الغالب، فان البعض منها (عادة ذكور) يبدو بانه يسعى الى الانسان باعتباره طريدة؛ ومن القضايا المشهورة لاكلة الانسان قضية اكلة البشر في تسافو، حيث قتل 28 عاملا في بناء خط حديد كينيا – اوغندا على مدى 9 شهور في عام 1898 اثناء انشائهم لجسر فوق نهر تسافو، وكذلك قضية اكل البشر في مفوي عام 1991، عندما قتل ستة اشخاص في وادي نهر لوانغوا بزامبيا.[130] كتب كل من الشخصين الذان قتلا تلك الاسود في كل من القضيتين كتبا يفصلان فيها نمط افتراس تلك الحيوانات، وبعد التدقيق في القصتين يظهر ان القضيتين تتشابهان من عدة نواحي: فالاسود في كلا الحادثتين كانت ذكورا يفوق حجمها الحجم الطبيعي لاي اسد، كما كانت عديمة اللبدة وتعاني من تسوس الاسنان كما يبدو. يرفض جميع الباحثين نظرية العلة الجسدية، بما فيها مسالة تسوس الاسنان، بانها هي الدافع وراء هجوم هذه الضواري على الناس، فقد اظهرت التحاليل التي جرت على اسنان وافكاك اكلة البشر في المتاحف انه وعلى الرغم من ان التسوس قد يكون سببا وراء بعض هذه الاحداث، الا ان تناقص الفرائس الطبيعية في المناطق التي استصلحها البشر هو على الارجح السبب الابرز وراء استهداف الاسود للانسان.[131] افاد بعض العلماء اثناء تحليلهما لعينات من اسود تسافو واكلة البشر عامة، ان الحيوانات الجريحة او المريضة قد تكون ميالة اكثر لاصطياد الانسان، لكن هذا السلوك ليس “بغير طبيعي، ولا حتى شاذ بالضرورة”؛ فان توافرت اقناعات كافية للاسود مثل سهولة الوصول الى الماشية او امكانية الاقتيات على جثة بشرية، فانها سوف تقتات على البشر عندما تسنح الفرصة. يفيد الكاتبان ان علاقة المفترس بالطريدة هذه برزت بشكل كبير ايضا بين انواع اخرى من السنوريات المنتمية لجنس النمر ورئيسيات اخرى غير الانسان عبر الزمن، كما يظر سجل المستحثات.[132] تمت دراسة ميل الاسود لافتراس الانسان منهجيا، ويفيد العلماء الاميركيون والتنزانيون ان افتراس الانسان في المناطق الريفية من تنزانيا ازداد بشكل كبير من عام 1990 حتى 2005، فقد تم مهاجمة 563 قرويا على الاقل والتهم الكثير منهم عبر هذه الفترة—وهذا عدد يفوق عدد ضحايا “تسافو” الذين قتلوا منذ حوالي القرن بكثير. وقعت هذه الحوادث بالقرب من منتزه سيلوس الوطني في مقاطعة روفيجي، وفي محافظة ليندي بالقرب من الحدود الموزمبيقية. يعد انتشار البشر وتوسع استيطانهم في الاراضي الحرجية احد اسباب هذه الهجومات، ويقول العلماء ايضا ان سياسة الحفاظ على الحياة البرية يجب ايضا ان تشدد اكثر كي تخفف من هذه الحوادث، لانها في هذه الحالة لم تفعل شيئا سوى المساهمة بارتفاع نسبة وفيات السكان. تم توثيق بعض الحالات في ليندي حيث قامت الاسود بالامساك ببشر من وسط بعض القرى الكبيرة.[133]

اسدا تسافو اكلا البشر محنطين في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي، شيكاغو، الينوي.
يفيد الكاتب روبرت ر. فرمب في مؤلفه اكلة البشر في جنة عدن ان اللاجئين الموزمبيقيين غالبا ما يعبرون منتزه كروغر الوطني خلال الليل ليدخلوا جنوب افريقيا فتهاجمهم الاسود احيانا وتقتات عليهم؛ وقد صرح المسؤولين في المنتزه ان افتراس الانسان يشكل مشكلة كبرى في تلك الانحاء من البلاد. يعتقد فرمب ان الاف اللاجئين قتلوا في المنتزه خلال العقود التي تلت اغلاق حدودة بسبب نظام الفصل العنصري، مما دفع بالموزمبيقيين الى عبوره بالليل، فحتى حوالي القرن قبل ان يتم اغلاق الحدود، كان الموزمبقيون يمشون عبر المنتزه خلال النهار دون ان يصيبهم اذى كبير.[134] يقدر البعض ان اكثر من 200 تنزاني يقتلون سنويا على يد الاسود، التماسيح، الفيلة، افراس النهر، والافاعي، وتعتبر الاسود مسؤولة عن مقتل 70 شخصا من هؤلاء، كما ويقال ان هذه الاعداد قد تبلغ ضعف تلك المذكورة في الواقع. يؤمن البعض القليل من المحافظين على الحياة البرية ان جهود الحفظ الغربية يجب ان تاخذ بعين الاعتبار هذه الاحصائات ليس فقط من الناحية الاخلاقية المتعلقة بحياة الانسان، بل ايضا لنجاح جهود الحفاظ على الاسود على المدى البعيد.[133] قتل اسد اكل للانسان على يد كشافي طرائد بجنوبي تنزانيا في ابريل 2004، ويعتقد بانه فتك واقتات على 35 شخصا على الاقل في سلسلة من الحوادث غطت عدة قرى في منطقة دلتا روفيجي الساحلية.[135][136] علق الدكتور رولف د. بالدوس، منسق برنامج GTZ للحياة البرية، على ان افتراس الاسد للبشر كان يعود لامتلاكه خراجا كبيرا تحت احد اضراسه الذي كان متكسرا في عدة مناطق، كما واضاف ان “هذا الاسد كان يعاني الما مبرحا على الارجح، وخصوصا عندما كان يمضغ”.[137] GTZ هي الوكالة الالمانية للتنمية والتعاون، التي كانت تعمل مع الحكومة التنزانية في مجال الحفاظ على الحياة البرية لحوالي العقدين من الزمن. كما في الحالات الاخرى، كان هذا الاسد ضخما، يفتقد للبدة، ويعاني من مشكلة باسنانه.
ان العدد الاكبر لضحايا اكلة الانسان في افريقيا لا يعود لاسود تسافو بحسب معظم العلماء، بل الى اسود احداث اواخر الثلاثينات وصولا لاواخر اربعينات القرن العشرين في ما كان يدعى يومها تنجانيقا (تنزانيا حاليا). فقد كانت زمرة باكملها تقتات بشكل كبير على البشر، الى ان قام حارس الطرائد والصياد المحترف جورج روشبي بالقضاء على جميع اعضائها، ويعتقد ان ثلاثة اجيال من هذه الزمرة قتلت واقتاتت على مابين 1,500 الى 2,000 شخص في المنطقة التي تعرف اليوم بمقاطعة نيومبي.[138] في الاسر[عدل]

اسد في حديقة حيوانات بايغنتون.
تنتشر الاسود بشكل واسع في الاسر،[139] وهي تعد جزء من مجموعة الحيوانات الغريبة التي تشكل مركز اهتمام الناس في حدائق الحيوان منذ اواخر القرن الثامن عشر؛ وتشمل هذه المجموعة دائما انواعا من الفقاريات الضخمة التي تضم الفيلة، وحيدات القرن، افراس النهر، الرئيسيات الكبيرة، وسنوريات كبرى اخرى؛ حيث كانت حدائق الحيوانات تتهافت على تجميع اكبر عدد منها بقدر الامكان وعرضها.[140] هناك اليوم ما يزيد على 1000 اسد افريقي و100 اسد اسيوي في حدائق الحيوانات ومنتزهات الحياة البرية حول العالم، على الرغم من ان هذه الاخيرة اصبحت حاليا اكثر انتقاء لجهة الحيوانات التي تعرضها.[141] تعتبر الاسود حيوانات ممثلة او “سفيرة” للحياة البرية حيث يحتفظ بها لاغراض السياحة، التثقيف، وللحفاظ على نوعها.[142] يمكن للاسود ان تصل لسن 20 سنة في الاسر؛ ومن احد الاسود المعمرة، الذكر المقيم في حديقة حيوانات هونولولو بهواي والمسمى “ابولو” الذي نفق عن عمر 22 سنة في اغسطس 2007، اما شقيقتيه المولودتان عام 1986 فلا تزالا على قيد الحياة.[143] تاخذ برامج اكثار الاسود في حدائق الحيوان بعين الاعتبار فصل سلالات الاسود المختلفة عن بعضها البعض كي لا تتزاوج وتلوث المورثات المميزة لكل منها، كما وتحاول التخفيف من نسبة التزاوج الداخلي الذي يزداد احتمال حدوثه عند فصل الافراد المنتمية لسلالات مختلفة عن بعضها.[144]

لوحة “صلاة الشهداء المسيحين الاخيرة” وهي تظهر مجموعة من المسيحين الاوائل الذين تم الالقاء بهم للاسود في حلبة الكولوسيوم بروما.
كان الملوك الاشوريين يحتفظون بالاسود ويكثروها في حدائق قصورهم منذ عام 850 قبل الميلاد،[115] ويقال بان الاسكندر الاكبر قدمت له اسود مروضة من قبل عشيرة المالهي في شمال الهند،[145] وخلال عهد الامبراطورية الرومانية كان الاباطرة يحتفظون بالاسود كي تشارك بالالعاب في حلبات المجالدة، ومن الاباطرة المعروفين الذين كانوا يامرون بالقتل الجماعي لمئات الاسود في بعض الاحيان: لوسيوس كورنيليوس سولا، بومبي، ويوليوس قيصر.[146] اما في الشرق، فكان الامراء الهنود يروضون الاسود ويربونها، وقد ذكر ماركو بولو ان قوبلاي خان كان يبقي اسوده بداخل القصر.[147] ظهرت اولى حدائق الحيوان الاوروبية في القرن الثالث عشر، حيث كانت تسمى بالسراي، وكانت مخصصة فقط للعائلات الملكية والنبلاء، واستمر هذا الاسم يطلق عليها حتى القرن السابع عشر عندما اخذت تسمى بمعارض الوحوش التي كانت تعتبر امتدادا لمخزن الغرائب (مخزن كان يعتبر وكانه موسوعة، اذ كانت تجمع فيه اغراض مختلفة متعلقة بعلم الاحياء، الكيمياء، الاثار، الخ…). انتشرت هذه المعارض من ايطاليا وفرنسا خلال عصر النهضة الى باقي انحاء اوروبة،[148] اما في انكلترا فلم يكن تقليد السراي منتشرا بالشكل الذي كان عليه على البر الرئيسي، لكن وعلى الرغم من ذلك كان يحتفظ ببعض الاسود في برج لندن بسراي اسسه الملك جون الاول خلال القرن الثالث عشر،[149][150] وكان يعج على الارجح بحيوانات كانت موجودة في معرض وحوش سابق اسسه الملك هنري الاول عام 1125 في قصره بوودستوك بالقرب من اوكسفورد؛ حيث افاد احد المؤرخين بان عدد من الاسود كان موجودا هناك.[151] كانت السرايا تعبر عن مدى سلطة وثروة صاحبها النبيل، والحيوانات من شاكلة السنوريات الكبيرة والفيلة كانت تمثل السلطة التي يتمتع بها، ودائما ما كانت تحث على قتال بعضها او حيوانات مستانسة. بالاضافة لذلك، كانت هذه الاماكن ومعارض الوحوش تمثل وتظهر سيطرة الانسان على الطبيعة. وكنتيجة لهذا، فان هزيمة “اسياد الطبيعة” هذه على يد بقرة عام 1682 كان مدعاة للاستغراب من قبل المتفرجين، كما ادى هرب فيل من امام وحيد قرن الى استهزاء الجمهور بالعرض. اخذت هذه العروض بالاندثار شيئا فشيئا خلال القرن السابع عشر بعد انتشار معارض الوحوش وتخصيصها للعامة، اما الاحتفاظ بالسنوريات الكبرى كحيوانات اليفة فظل مستمرا حتى القرن التاسع عشر، عندما بدا الناس بالنظر اليه على انه تصرف غريب جدا.[152]

رسم للاسود بريشة البرشت دورر، قرابة العام 1520.
كان وجود الاسود في برج لندن متقطعا، حيث كان يجلب المزيد منها فقط عندما تقدم هدية او يطلبها احد الملوك بنفسه او زوجته، كما فعلت زوجة الملك هنري السادس مارغريت. تظهر السجلات ان الحيوانات كان يحتفظ بها في ظروف سيئة للغاية في ذلك المكان خلال القرن السابع عشر، على العكس من الظروف التي كانت تعيش فيها في فلورنسا خلال الفترة ذاتها.[153] فتح معرض الوحوش في البرج ابوابه للعامة في القرن الثامن عشر؛ وكان سعر الدخول اليه هو جمع ثلاثة بنسات نصفية او تقديم كلب او هر لاطعام الاسود،[154] وكان هناك ايضا معرضا منافسا اخر في شارع الستراند استمر بعرض الاسود حتى اوائل القرن التاسع عشر.[155] اقفل معرض البرج اخيرا من قبل الملك وليام الرابع[154] ونقلت الحيوانات جميعها الى حديقة حيوانات لندن التي افتتحت بتاريخ 27 ابريل 1828.[156] ازدهرت تجارة الحياة البرية بالتزامن مع ازدهار التجارة بين المستعمرات الاوروبية والدول الام في القرن التاسع عشر، وكانت الاسود تعد من ضمن المنقولات المالوفة رخيصة الثمن، على الرغم من انه كان يتم مقايضتها باسعار اكبر من اسعار الببور، لكنها كانت اقل ثمنا من بعض الحيوانات الاخرى الاكبر حجما والتي يصعب نقلها مثل الزرافات وافراس النهر، وبخسة الثمن كثيرا عند مقارنتها بحيوانات اخرى نادرة كان يجب الحصول عليها لاستقطاب الجماهير مثل الباندا.[157] كان ينظر الى الاسود، كما باقي الحيوانات الاخرى، على انها بضائع، اكثر منها مخلوقات طبيعية، متدفقة على الدوام لا يحتمل نضابها، فكانت تستغل وتصاد بدون رحمة، وتتكبد خسائر فادحة في اعدادها اثناء عملية امساكها ونقلها.[158] ادى صيد الاسود المستمر الى انتشار صورة وفكرة صياد الاسود البطل بين الناس بشكل واسع لقسم كبير من ذلك القرن،[159] وقد استغل الصيادون مانوية مشهورة وهي ان الحيوانات تقسم الى “شريرة” و”صالحة” كي يضيفوا عنصر الاثارة على مغامراتهم ويظهرون انفسهم بمظهر الشجعان. وقد ادى هذا الى الشك دوما بالسنوريات الكبرى على انها اكلة للبشر، فاصبحت تمثل “الخوف من الطبيعة الام والشعور بالرضى للتغلب عليها”.[160]

اسد في حديقة حيوانات ملبورن يجلس على منطقة معشوشية مرتفعة في حظيرته يحيط بها بعض الغطاء الشجري.
كان يحتفظ بالاسود في حديقة حيوانات لندن في اقفاص ضيقة مزدحمة قذرة من جراء تراكم برازها وبولها بالاضافة لبقايا طعامها من جهة، ولصعوبة تنظيفها من جهة اخرى حيث ان ذلك كان يتطلب نقلها من قفص لاخر، واستمر الحال هكذا الى تم بناء دار اسود اكبر ذو اقفاص اوسع خلال عقد السبعينات من القرن التاسع عشر.[161] طرات تغيرات اخرى على معارض الاسود في اوائل القرن العشرين، عندما قام تاجر الحيوانات كارل هاغنبيك بتصميم حظائر تشابه مسكن الاسود الطبيعي، ذات صخور اسمنتية، مساحة شاسعة كي تسرح فيها، وخندق يحيط بالحظيرة عوضا عن القضبان، وقد صممت اولى هذه المعارض لحديقتي حيوانات ملبورن وتارونغا في استراليا، بالاضافة لبضعة حدائق اخرى في اوروبة. وعلى الرغم من ان تصميم هاغنبيك حظي بالمديح واصبح شائعا، الا ان المعارض ذات القضبان بقيت رائجة حتى الستينات من القرن العشرين في الكثير من حدائق الحيوان.[162] ادى بناء حظائر اكبر، واقرب شكلا الى الموئل الطبيعي للاسود في العقود الاخيرة للقرن العشرين، باستخدام الشباك والزجاج غير القابل للكسر للاحاطة بالمعرض، عوضا عن الخنادق، الى السماح للزوار بالاقتراب من الحيوانات اكثر من اي وقت مضى، حتى ان البعض من المعارض اخذ يضع عرين الاسود على ارض مرتفعة اكثر من الطريق التي يمشي عليها الزوار مثل معرض غابة السنوريات/مطل الاسد في حديقة حيوانات مدينة اوكلاهوما.[20] تعيش الاسود اليوم في معارض كبيرة قريبة في شكلها من شكل مسكنها في البرية؛ حيث يتم اللجوء الى ارشادات معاصرة يوصى بها لبناء معرضها كي يشابه موئلها باكبر قدر ممكن ويؤمن لها احتياجاتها الطبيعية، مثل وجود عرائن متفرقة في عدة مناطق، اماكن مرتفعة مشمسة وظليلة حيث تستطيع الاسود ان تجلس، وما يكفي من الغطاء النباتي الارضي، بالاضافة لمصدر للمياه ومساحة كافية كي تجول فيها الحيوانات.[142] كان هناك بعض الحالات التي قام فيها اشخاص بتربية اسد، مثل اللبوة السا، التي قام بتربيتها الناشط البيئي الراحل جورج ادمسون وزوجته جوي ادمسون، وطورت علاقة وثيقة معهما وبشكل خاص مع الاخيرة. حصدت هذه اللبوة الشهرة في وقت لاحق بعد ان تم توثيق حياتها في عدد من الكتب والافلام.
الاسر والترويض[عدل]

حفر كليشيه من القرن التاسع عشر يظهر مروضا في قفص مليئ بالاسود والببور.
يعد اسر الاسود وصيدها من الرياضات النبيلة (او الرياضات الدموية نسبة الى الدم الملكي او النبيل) وهو يتضمن حثها على قتال حيوانات اخرى، وهي الكلاب في العادة. تظهر الوثائق ان هذه الرياضة كانت موجودة في العصور القديمة واستمرت حتى القرن السابع عشر الى ان تم منعها في فيينا بحلول عام 1800، وفي انكلترا عام 1825.[163][164] يرمز ترويض الاسود الى فعل استئناس الاخيرة لغرض الترفيه، اما لكونها جزء من سيرك قائم، او لغرض خاص، كما في حالة الساحرين سيغفريد وروي الذين كانا يستئنسا الاسود والببور لغرض عرضها في عروضهم السحرية. يستعمل مصطلح ترويض ايضا للتعبير عن فعل تدجين السنوريات الكبرى الاخرى مثل الببور، النمور، واسود الجبال. ابتدا ترويض الاسود خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر، وكان الرائدان الاولين في هذا المجال الفرنسي هنري مارتن والاميركي اسحق فان امبورغ، الذين جالا في عدد من البلدان لعرض مهاراتهما واساليبهما التي اقتبسها عنهما عدد من المروضين اللاحقين.[165] ادى فان امبورغ عرضه امام الملكة فيكتوريا عام 1838 عندما كان يجول في المملكة المتحدة، اما مارتن فالف مسرحية ايمائية تدعى “اسود مايسور” (بالفرنسية: Les Lions de Mysore)، وقد استعار امبورغ هذه الفكرة منه لاحقا. حجبت هذه العروض عروض الفروسية واصبحت هي اساس عروض السيركات، لكنها لم تلفت انتباه الناس تماما حتى اوائل القرن العشرين عن طريق السينما. ادى اظهار تفوق الانسان على الحيوان بهذا الشكل الى تحقيق هدف مشابه للهدف المنشود الذي كانت ترمي اليه حلبات مصارعة الوحوش في القرون السابقة.[165] يحتمل ان منصب مروض الاسود الذي يعد ايقونيا اليوم تم اسناده لاول مرة للاميركي كلايد بيتي (1903–1965).[166] تمثيل الاسد في الثقافة الانسانية[عدل]

“سيدة الاسد”-منحوتة براس اسد عثر عليها في المانيا. يعتقد بانها اقدم تمثيل بشري للاسد.
اعتبر الاسد ايقونة للانسانية منذ الاف السنين، حيث ظهر كرمز في الكثير من الحضارات الاوروبية، الاسيوية، والافريقية، وعلى الرغم من تعرض البشر لهجوم هذه الحيوانات وحتى للافتراس في بعض الاحيان، فقد تمتعت بوصف ايجابي في اكثر الاحيان، فقيل انها قوية وشرسة لكنها نبيلة على الرغم من ذلك. ومن الاوصاف والالقاب المالوفة للاسود في معظم الحضارات لقب “ملك الادغال” او “ملك الغابة”، و”ملك الوحوش”؛ وبالتالي فان الاسد اعتبر منذ القدم رمزا للملكية والمجد،[167] بالاضافة للشجاعة؛ وظهر في العديد من الحكايات للراوي الاغريقي ازوب، التي تعود للقرن السادس قبل الميلاد.[168] ومن التفسيرات المفترضة لاكتساب الاسد هذه السمعة المهيبة على الرغم من انه ليس اكبر اللواحم او اكثرها شراسة، هو انه اكبر الحيوانات المفترسة المعروفة للحضارات القديمة التي بنت عليها الحضارات اللاحقة اساساتها، مثل الحضارة المصرية وحضارات بلاد ما بين النهرين وحوض البحر المتوسط، وعلى الرغم من ان بعض هذه الحضارات عرفت ضوار اكبر من الاسود، مثل الببر في ايران والعراق، الدب في اليونان، الا ان الاسد يبقى اشد تاثيرا بالنفس منها جميعا بسبب مظهره الخارجي (خصوصا الذكر).[169] يعود اقدم تمثيل للاسد في الحضارة البشرية الى حوالي 32,000 سنة؛ فقد تم العثور على منحوتة عاجية لشخص براس اسد في كهف فوغلهيرد بجبال الالب في جنوبي غرب المانيا، واطلق عليها اسم “الرجل الاسد” في بداية الامر (بالالمانية: Löwenmensch) قبل تعطى اسم “سيدة الاسد” (بالالمانية: Löwenfrau)، وتنسب هذه المنحوتة الى الحضارة الاورينياسية (نسبة الى موقع اورينياك الذي عثر فيه على اثار من تلك الحقبة).[17] ومن التمثيلات القديمة للاسود ايضا، الرسوم الكهفية مثل تلك التي عثر عليها في كهفي لاسو وشوفيه في فرنسا، ففي الاول وجد تصوير لاسدين يتزاوجان قدر وجوده منذ حوالي 15,000 عام، اي خلال العصر الحجري القديم، اما في الثاني فقد عثر على رسوم لاسود كهوف عام 1994؛ وقد قدر عمرها بقرابة 32,000 عام،[27] على الرغم من انه يحتمل ان تكون من نفس حقبة رسوم لاسو او من فترة اقرب منها.[170] مجد المصريون القدماء اللبؤة (الصيادة الشرسة) وصوروا الهتهم الحربية بهيئتها، ومن ضمن الالهة المصرية الممثلة بهيئة الاسد: سخمت، باخت، تفنوت، مسخنت، منحت، مفدت، وابو الهول؛[167] ومن هذه الالهة ايضا ابنائها نفسها مثل ماحس، وبعض الالهة النوبية، وفقا لشهادة المصريين القدماء، كالاله ديدوين.[171][172]

منحوتة من الغرانيت لسخمت من معبد الاقصر، تعود لما بين عامي 1403-1365 ق.م. يحتفظ بها اليوم في المتحف الوطني بكوبنهاغن.
ان الفحص الدقيق للالهة الممثلة على هيئة اسود في الكثير من الحضارات القديمة يظهر انها لم تمثل بهيئة ذكور فقط بل بلبؤات ايضا. يظهر التقدير والاعجاب بالتعاون المنسق الذي تظهره اللبوات خلال الصيد في اثار بشرية تعود لعصور قديمة جدا، ومن ذلك بوابات الاسود التي رسم او نحت على معظمها اشكالا تعود للبؤات. ومن الاسود المشهورة الاسطورية، الاسد النيمياني، الذي كان رمزا في اليونان القديمة وروما، وقد اعتبر رمزا لمجموعة النجوم التي تشكل برج الاسد، كما وتم ذكره في الميثولوجيا حيث قام هرقل بقتله وارتداء جلده المنيع ليحمي به نفسه.[173] كان الاسد شعارا لقبيلة يهوذا، وبعد ان تاسست مملكتهم حتى اتخذت من الاسد شعارا لها ايضا، وقد ذكر الاسد في الفصل ما قبل الاخير من سفر التكوين عندما كان النبي يعقوب يبارك ابنه الرابع.[174] وفي اسرائيل حاليا، يظهر الاسد كرمز لمدينة القدس، حيث يبرز على علم المدينة وكشعار لها.

اسد بابل الذارع، على بوابة عشتار، بابل، العراق.
يعد الاسد رمزا بارزا في كلا الحضارتين البابلية القديمة والحديثة، ويعرف الاسد البابلي التقليدي، المرسوم والمنحوت على العديد من الجدران الاثرية، باسم اسد بابل الذارع. ويقال انه في بابل تم القاء النبي دانيال المذكور في الكتاب المقدس الى عرين الاسود وانقاذه منه لاحقا.[175] خصصت هذه الرمزية لاحقا في العراق لدبابة اسد بابل خلال عهد نظام صدام حسين، وقد اقتبست تقنية الدبابة من احدى النماذج الروسية.
قيل لعم نبي الاسلام محمد بن عبد الله حمزة بن عبد المطلب، الذي كان يعرف بانه صياد للاسود: اسد الله، ويقال “من نبل الاسد انه اشتق لحمزة بن عبد المطلب”، وفي الاسلام يعد الاسد (الضواري بشكل عام) من الحيوانات المحرم اكلها، كما ذكر في القران الكريم ان ما اكله الاسد يعد ايضا من المحرمات، واستخدم لفظ “سبع” ليدل على هذه الضواري. قال عدد من الائمة وعلماء الدين المسلمون، مثل الامام الشافعي وابو حنيفة واحمد وداود والجمهور: “يحرم اكل الاسد لما روى مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ذي ناب من السباع فاكله حرام”، بينما قال اخرون مثل الامام مالك: “يكره اكل كل ذي ناب من السباع ولا يحرم”.
يعد ناراسيما (الرجل الاسد)، وفقا للنصوص البورانية الهندوسية، تجسيد او افتار لفيشنو ياخذ شكل رجل نصفه اسد، وهو يعبد من قبل من نذروا انفسهم له الذين يؤمنون بانه انقذ الطفل الذي نذر نفسه اليه، براهلدا، من والده الملك الشيطان الشرير “هيرانياكشيبو”؛[176] ياخذ الفيشنو شكل شخص نصفه اسد ونصفه الاخر انسان في حالة ناراسيما، حيث يمتلك خصرا وقسما سفليا بشريا، ووجه شبيه بوجه الاسد ومخالب.[177] يعبد ناراسيما بوصفه “الاسد الاله”.

علم سريلانكا.
ومن مظاهر تمثيل الاسد الاخرى الاسم الفيداوي الهندي القديم “سينغ” والذي يعني اسد ويعود تاريخه الى حوالي 2000 سنة في الهند القديمة، والذي كان يطلق اصلا على افراد الطبقة العسكرية (الراجبوتيون). وبعد ولادة اخوة الخالصة عام 1699 اخذ السيخ باسم “سينغ” وفقا لرغبات الغورو غوربند سينغ. اصبح هناك اليوم قرابة 20 مليون سيخي في العالم يستعملون هذا اللقب كما يفعل الهندوس الراجبوتيون.[178][179] تضع الكثير من الدول الاسيوية والاوروبية الاسد على اعلام دولها وتتخذ منه شعارا لها، ومن ابرزها الشعار الوطني للهند.[180] وفي جنوبي شبه القارة الهندية، يعتبر الاسد الاسيوي رمزا للسينهاليون،[181] المجموعة العرقية الاكبر في سريلانكا؛ يشتق هذا الاسم من الكلمة الهندو اوروبية سينهالا، التي تعني “شعب الاسد” او “الشعب ذي دم الاسد”. يبرز الاسد الاسيوي حامل السيف كشكل مركزي في علم سريلانكا.[182] يدخل الاسد الاسيوي ضمن قائمة الحيوانات المالوفة الممثلة في الفن الصيني، وقد استخدمت صورتها لاول مرة خلال اوخر حقبة الربيع والخريف (القرن الخامس او السادس قبل الميلاد)، ثم اصبحت اكثر انتشارا خلال عهد سلالة هان (206 ق.م.-220 م.)، عندما اخذ الاباطرة يضعون تماثيل الاسود الحارسة الامبراطورية امام مداخل قصورهم كشكل من اشكال الحماية. كانت الاوصاف الصينية الاولى للاسود غير مطابقة لاوصافها الحقيقية بسبب انها لم تقطن الصين يوما؛ وبعد ادخال الفن البوذي الى البلاد خلال عهد سلالة تانغ (بعد القرن السادس الميلادي)، اخذ الفنانون يصورون الاسود بدون اجنحة كما في السابق، كما اصبحت اجسادها اثخن واقصر، وشعر لبدتها اجعد.[183] تعد رقصة الاسد احد اشكال الرقص التقليدي في الحضارة الصينية، والتي يقوم الراقصون فيها بارتداء زي اسد وتقليد حركاته اثناء عزف موسيقى في الغالب تستخدم فيها الات الصنوج، الطبول، والاقراص الجرسية. تؤدى هذه الرقصات خلال احتفالات راس السنة الصينية، احتفال قمر اغسطس، وغيرها من الاحتفالات التي تقام في سبيل الحصول على الحظ الجيد.[184] تشتق جزيرة سنغافورة اسمها من الكلمتين الملاويتين سينغا (اسد) وبورا (مدينة)، والتي تتحدر بدورها من الكلمات التاميلية-السنسكريتية சிங்க سينغا सिंह سيمها وपुर புர بورا، المماثلة للكلمة اليونانية πόλις بولس.[185] اعطي هذا الاسم للجزيرة، وفقا للنصوص التاريخية، في القرن الرابع عشر من قبل امير سومطري ملاوي يدعى “سانغ نيلا اوتاما”، الذي ترجل على الجزيرة بعد عاصفة رعدية وراى حيوانا غريبا على الشاطئ، فاخبره رئيس وزرائه بانه اسد (اسد اسيوي).[186] اظهرت الدراسات الاخيرة لسنغافورة ان الاسود لم تصل اليها يوما، لذا فان الحيوان الذي شاهده الامير كان ببرا على الارجح.
“اصلان” او “ارسلان” (بالتركية: Aslan او Arslān) هو الاسم التركي والمغولي للاسد، وقد استخدم كلقب لعدد من الحكام السلاجقة والعثمانيون، بما فيهم الب ارسلان وعلي باشا حاكم يانينة (اسد يانينة)، وهو ايضا اسم تركماني/ايراني ولقب لبعض العائلات الدرزية في لبنان وسوريا، الذين يحملون ايضا لقب امراء منذ عهد الدولة العثمانية، ومنهم الامير مجيد ارسلان والامير طلال ارسلان.

شعار القدس حاليا.
كانت كلمة “اسد” تخلع على العديد من الحكام المحاربين الذين اتصفوا بالشجاعة في العصور الوسطى، مثل ريتشارد الاول ملك انكلترا، الملقب ريتشارد قلب الاسد،[167] هاينريش الاسد (بالالمانية: Heinrich der Löwe) دوق سكسونيا، وروبرت الثالث، دوق فنلاندرس الملقب “اسد الفلاندرس”—ولا يزال هذا اللقب كما الاسد يعد ايقونة فلاندرس الوطنية حتى العصر الحالي. ومن المحاربين الشرقين الذين حملوا لقب “اسد” حمزة بن عبد المطلب الذي قيل له “اسد الله” و”اسد الجنة” بعد استشهاده، وكذلك صلاح الدين الايوبي الذي اطلق عليه عدد من الحكام الصليبين “اسد الشرق”. تظهر الاسود كثيرا على الشعارات القومية والوطنية، اما بصفتها جزء اساسي على الدرع نفسه، او كدعامة، اما اللبؤات فاكثر ندرة من الاسود في شعارات البلدان.[187] ان اللغة الرسمية في النبالة، المسماة بالتباهي، تستخدم كلمات فرنسية لتصف الصور على دروع الشعارات بدقة، ومثل هذه الاوصاف كانت تظهر ما اذا كانت الاسود او الحيوانات الاخرى المصورة “جامحة”، “rampant” (منتصب على قائمتيه الخلفيتين، باسط للاماميتين) او “وديعة”، “passant” (يقف على قوائمه الاربع، رافع ليده اليمنى)، فان كانت تظهر على انها جاثمة كانت تعتبر وديعة والعكس صحيح.[188] يستخدم الاسد كشعار للعديد من الفرق الرياضية، من الفرق الوطنية لكرة القدم في انكلترا، اسكتلندا، وسنغافورة، الى بعض الاندية المشهورة مثل اسود ديترويت (بالانكليزية: Detroit Lions) من الاتحاد الوطني لكرة القدم الامريكية،[189][190] تشيلسي، واستون فيلا من الدوري الانكليزي الممتاز،[191] بالاضافة لمجموعة من الاندية الاصغر حول العالم. يضع نادي استون فيلا اسدا جامحا كشعار له، وكذلك يفعل نادي رينجرز، ودندي يونايتد من الدوري الاسكتلندي الممتاز.

الاسد رمز وجالب حظ مشهور للعديد من الثانويات، الكليات والجامعات في الولايات المتحدة. يقع هذا التمثال في حرم جامعة شمال الاباما.
لا يزال الاسد يظهر في الادب المعاصر، من اصلان المخلص في الرواية الخيالية الاسد، الساحرة، والخزانة، وجميع الكتب اللاحقة في سلسلة سجلات نارنيا تاليف الكاتب سي. اس. لويس،[192] الى الاسد الجبان الكوميدي في عالم اوز المذهل.[193] ادى وصول تقنية السينما في اوائل القرن العشرين الى الاستمرار باستخدام الاسد كرمز بشري؛ واحد الاسود الايقونية المعروفة هو ليو الاسد، جالب حظ استوديوهات ميترو غولدوين ماير (MGM)، الذي لا يزال يستخدم منذ عشرينات القرن العشرين.[194] وفي ستينات القرن نفسه بزغ نجم اشهر لبوة على الارجح، السا، في فيلم ولدت حرة[195] (بالانكليزية: Born Free)، المبني على القصة الحقيقية المنشورة بكتاب يحمل نفس العنوان.[196] استخدم دور الاسد كملك للوحوش في الرسوم المتحركة كذلك الامر، ابتداء بمسلسل المنغا الياباني من خمسينات القرن العشرين الذي اطلق اول برنامج رسوم متحركة ملون باليابان، كيمبا الاسد الابيض، الاسد ليوناردو من مسلسل الملك ليوناردو واتباعه القصار، وصولا الى فيلم والت ديزني لعام 1994 الاسد الملك،[197][198] الذي ابرز الاغنية المشهورة “الاسد ينام الليلة” (بالانكليزية: The Lion Sleeps Tonight) في تسجيل الفيلم الصوتي. تظهر صورة لاسد ايضا على عملة الراند الجنوب افريقية، من فئة الخمسين.
مصادر

  • اجمل صورة لبوة فى الغابة
  • اجمل ما قيل في وصف الاسد ملك الغابة
  • الأسدملك الغابة
  • تنزيل مفترسات مع عبارات
  • سبعة الفهود الصياد ضد الاسد
  • صور اسد يزمجر
  • صيد الضباع للنو الافريقي
  • هجوم اللبوات في الادغال
السابق
كلمات اغنية ليه جيت عليا
التالي
تهنئة بالمولود الجديد بالانجليزي