ارجع لطبيعتك

انا بنت انطوائية،
لا احب ان اتكلم كثيرا،
هادئة،
احب ان افكر و اعيش بخيالي،
ولا احب ان اتقرب من الناس،
لانى اخاف ان ابتعد عن خيالى و تفكيري!

     فبداية السنه المدرسيه عدت شخصيه اجتماعية،
لدرجه انني لم اترك فتيات الا و اذهب لغيرهن،
واصبحت لا استطيع ان اسرح او اتخيل او اتكلم مع نفسي،
ومع الوقت صرت اجلس مع نفسي،
ولا اتكلم مع صديقاتي،
والكل لاحظ تغيري،
وسالني،
فقلت لهم: انا اصلا غير اجتماعية،
لكنى كنت اريد ان اتغير.

     بصراحة: انا لا احب كلام البنات،
ومواضيعهم لا تهمني،
ومضيعه للوقت،
فهي عن الاغاني و المسلسلات،
وانا ملتزمة،
ولا اشاهد التلفزيون،
ولا اذهب للاسواق الا للضرورة،
واتكلم فقط فمقالات الدراسة،
او حاجات اميل اليها،
واحس انني مختلفة عن البنات،
احب ان اقرا و اشارك فالانشطه و الاشغال اليدوية،
وحاجات كثيرة كل البنات لا يحبونها.

     مرت السنه و انا هادئة،
اسرح دائما،
والكل يقول عني: “غريبة”،
واجلس لساعات لا اتكلم،
لدرجه انني اشعر ان فمي يبس،
وصوتى دائما مبحوح من قله الكلام،
لكنى و بصراحه فانا راضيه عن نفسي،
واحب جميع شيء في،
وهدوئى اعتبرة ميزه لا احد يقدرها،
وكلامي حكم،
فعندما اقول كلاما الكل يسكت،
وافكر بعقلانية،
واشعر انني فتاة ناضجه بالنسبة لعمرها.

   هذي شخصيتى مع العامة،
اما مع صديقاتي،
فالكل يصدم مني،
فانا ابدا لا اسكت،
واضحك،
وانا التي لم يتعودوا على رؤيتها تضحك.

     اريد ان ارجع اجتماعيه و ليس لفتره مؤقتة،
فقد تعبت من التفكير،
وحاولت ان اكون اجتماعية،
واصبحت ارتجف،
وقلبي ينبض بقوة،
واتوتر،
لدرجه ان المدرسة لا تحب ان تقترب مني؛
لانها لاحظت رجفتى عندما تقترب مني،
ولا احسن على وضع عيني بعينها،
ووجهى يتحرك بصعوبة،
وتعابير و جهى لا استطيع التحكم فيها،
واحس بثقل براسي و تعابيري،
ولا استطيع ان ابتسم بوجة احد،
واحيانا احس بشعور غريب و انا فالمدرسة،
وكاننى فمطار الكل يمشي و لا اعرفهم،
واكون و اقفه فالمنتصف،
اما مع صديقاتى فانى اكون طبيعية.
فهل من حل؟

ما تعانين منه قد يصبح من اعرض الرهاب الاجتماعي،
وقد يصبح سببة اسلوب التنشئه الاجتماعيه الذي تعرضت له منذ الطفولة،
او بسبب مشكلة حدثت.

     لابد ان تعلمي ان الله -تبارك و تعالى- خلقك فاقوى تقويم،
فاحمدى الله على نعمه العقل؛
فهي اعظم النعم؛
لذلك: لماذا الخوف؟!
ولماذا الرهبه من الناس المخلوقين مثلك؟!
فكل الناس لهم محاسن و لهم عيوب،
والكمال لله و حده.
فتقديرك غير الواقعى للاخرين و لنفسك هو اسباب الخوف و التوتر؛
لان ذلك ناتج عن النظره السلبيه لنفسك،
والتقييم المتضخم للاخرين،
فحاولى تعداد صفاتك الايجابية،
ولا تقارنى نفسك بمن هم اعلي منك فالامور الدنيوية،
وغيرى المقياس او المعيار الذي تقيمين فيه الناس،
واعلمي ان اروع المقاييس على الاطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب و السنة،
فتقوي الله عز و جل هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات .

     لذا نقول لك ابنتنا العزيزة: مشكلة اجتناب الاخرين و عدم الاحتكاك بهم لابد من التفكير فحلها بالطرق الواقعية،
واولها: المواجهة،
وعدم الانسحاب و التعذر باسباب و اهية،
فحاولى رفع شعار مفاده: التحدى و المواجهة،
ولا تستسلمى للعزله و الوحدة،
فكوني مؤثره لا متاثره بالاخرين ما دامت لديك صفات و خصال انت راضيه عنها و تفتخرين بها،
وللمحافظة على العلاقه مع الاخرين نرشدك بالاتي:

– اسعى فمرضاه الله؛
فاذا احبك الله جعل لك القبول بين الناس.

– كوني نموذجا فالاخلاق،
واحترمى قيم و اراء الاخرين.

– افشى السلام على من تعرفين و من لا تعرفين،
وساعدى من يطلب منك المساعدة،
واعرضى مساعدتك على من يحتاج للمساعدة.

– قدمي الهدايا لمن حولك حتي و لو كانت رمزية؛
فانها تحبب فيك الناس،
وازهدى فيما عندهم.

– بادرى بمواصله الاخرين فمناسباتهم الاجتماعية،
وشاركيهم فمناسباتهم الساره و غير السارة،
ولا تنسحبي،
بل و اجهى كهذه المواقف و لو بالتدريج.

– احسنى الظن دائما فالاخرين الى ان يتبين لك العكس.

          و فقك الله،
وسدد خطاك.


ارجع لطبيعتك