افضل مواضيع جميلة بالصور

اريدها زوجة وامي ترفضها

السؤال

اريد الزواج بفتاة، ولكن اهلي -وخاصة امي- لا يريدونها لي، علما انها ذات خلق ودين، ولكن اهلي رفضوها بسبب اختلاف العادات والتقاليد.. ارشدوني ماذا افعل؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، اما بعد:

الزواج نعمة كبيرة، واية عظيمة من ايات الله الدالة على عظمته وكمال قدرته، وعلمه المحيط، فجعل لنا من انفسنا من نانس به ونسكن اليه، كما قال تعالى: “هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها” [الاعراف: 189] والزواج شعيرة من شعائر الله، عظمها –سبحانه وتعالى- ورفع قدرها، “ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون” [الروم: 21] وبقدر ما يعظمها الانسان، بقدر ما تسمو اهدافه وغاياته من هذه العبادة. فالزواج بناء مشترك بين زوجين، وعلاقة بين افراد عدة، وليس بين شخصين فقط، فالزواج علاقة بين اسرتين، وربما بين عائلتين او حتى قبيلتين، اي ان دوائر العلاقة تتسع وتؤثر في علاقة الزوجين سلبا وايجابا. ولهذا لابد من التخطيط الواعي حين الاقدام على الزواج، ووضع الشروط المراد توافرها في شريكة العمر، ومن اسس الاختيار: الدين، الحسب، المال، الجمال، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “تنكح المراة لاربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”، حيث ذكر الحديث المقاييس التي وضعها الناس عند اختيار الزوجة، ثم يذكر لنا المقياس الذي وضعه الاسلام وهو مقياس  الدين. ومن الصفات التي يجب الحرص عليها ايضا في الفتاة الطاعة والامانة، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: اي النساء خير؟ قال:” التي تسره اذا نظر، وتطيعه اذا امر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها ولا في ماله”. ومن صفاتها ايضا ان تكون ودودة متحببة لا جافية ولا غليظة ولا مسترجلة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تزوجوا الولود الودود العؤود”. الولود هي التي تلد وتنجب، والودود المتحببة الى زوجها، والعؤود التي تعود عن خطئها وتعتذر منه، بل وتطيب خاطر زوجها ولو كان هو المخطئ، كما بين صلى الله عليه وسلم ذلك انها “تقول لزوجها لا اذوق غمضا حتى ترضى”. كذلك هناك امور كثيرة تلعب دورا اساسيا في عملية نجاح الزواج او فشله، ومن اهمها العامل الاقتصادي والعامل الثقافي والتعليمي، ثم ياتي العامل الاجتماعي والمقصود به العادات والتقاليد والبيئة.‏

ولدي الفاضل.. مرحبا بك وسط اهلك واحبابك في موقع الاسلام اليوم، داعين الله سبحانه وتعالى ان يدبر لك امرك، ويصلح لك شانك، ويرزقك الزوجة الصالحة التي اذا نظرت اليها سرتك، واذا امرتها اطاعتك، واذا غبت عنها حفظتك ..

كانت تلك مقدمة لا بد منها للصفات الاساسية لزوجة المستقبل، لان الزواج الناجح هو الذي يقوم على اسس سليمة من معرفة للاعراف و الاحساب والدين والمنبت الحسن والتقارب الفكري والثقافي والتشابه البيئي والاجتماعي، والتشارك في الامال والطموحات من اجل تكوين اسرة تغمرها السعادة والوئام، ويجري في عروقها الحب والالفة والمودة… وهذا ما اطلق عليه فقهاء الشريعة الاسلامية بشرط التكافؤ، ويسميه علماء الارشاد الاسري و الزوجي وعلم النفس الاجتماعي بالتوافق الزوجي.  هذا الامر من اعمدة الزواج الناجح.. وعند اختلاله يختل الزواج.. اما تكوين اسرة على اسس غير متكافئة في الثقافة والمستوى الاجتماعي والعادات والتقاليد، فربما ينتج عنه عدم تاقلم الزوجة مع المجتمع الجديد، بالاضافة الي رفض الاهل والاقارب لهذا الزواج الذي يخالف عاداتهم وتقاليدهم .

ولدي الكريم.. تقول انك قد اخترت فتاة على خلق ودين، ولكن اهلك -وخاصة امك- رفضوا تلك الفتاة بسبب اختلاف العادات والتقاليد، فمن المهم جدا قبل ان تنظر الى مدى قبولك لهذه الفتاة ان تضع امامك ايجابيات وسلبيات قرار الاقدام على تلك الخطوة وتفاضل بينهما معا، لانه بالطبع لا يوجد خير مطلق في اي اختيار دنيوي. وبالنسبة للاختيار الذي انت بصدده، هناك ايجابيات وهناك ايضا سلبيات، ومن ايجابيات هذه الفتاة انها على خلق ودين، اما السلبيات فتتمثل اولا في رفض اهلك لها وخاصة امك، والسبب اختلاف العادات والتقاليد، اذن فلديهم حجتهم ومبرراتهم لهذا الرفض، فللام وجهة نظر اوجدتها الخبرة والحياة، وليس من الانصاف ان تتغاضى عن خبرة امك او من هم اكبر منك سنا وخبرة، وخصوصا انهم لا يرجون في هذه الحياة الا سعادتك.  اذن فاختلاف العادات والتقاليد يشكل لديك عائقا كبيرا، وهذا ما لا يجب اهماله، وان كنت لم تذكر شيئا عن مدى التباين بين بيئتك وبيئة تلك الفتاة، ولكن واضح ان هناك بونا شاسعا بينكما، فالانسان ابن بيئته ولا يستطيع فكاكا منها. فلو تزوجت هذه الفتاة قد تكسب عداوة اهلك او غضب امك عليك… قال تعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا)، فامر الله بعبادته، ثم عطف عليها طاعة الوالدين والاحسان اليهما، ومن الاحسان اليهما الاخذ برايهما ومشورتهما في كل الامور، ولا يجوز لك شرعا ان تعادي اهلك وبخاصة امك، او ان تتازم علاقتك معهما بسبب امر لم يثبت ولم يتحقق بعد، بل ربما اهل الفتاة ايضا يرفضون هذا الزواج لنفس الاسباب. فالزواج الناجح له علاقة بالتقارب الفكري والبيئي، واقصد بتقارب البيئات، لان لكل بيئة عادات وتقاليد متعارف عليها، وقد يؤثر في علاقة الزوجين موضوع اختلاف البيئات، لذلك لا انصحك بقبول الزواج الا ممن توافقك في الفكر والبيئة لعله ادعى للتوافق بينكما، كما انه يضمن انسجامكما، ويقرب من فرصة التفاهم بينكما، ويساعدكما على تقبل كل منكما للاخر، على عكس الاختلاف في الشخصية والقيم والذي يؤدي الى وجود صراعات ومشاحنات يومية دائمة. ‏ربما يصمد الزواج مع وجود الاختلافات اذا انطوى على حب شديد بين الزوجين، على ان يحرس هذا الحب في نفس الوقت وعي كبير لديهما بالصعوبات التي تعترض هذا الزواج، والاتفاق على طريقة مواجهتها قبل ان تظهر، هذا اذا استطعت اقناع اهلك وبخاصة امك  بهذه الفتاة. ولا تحاول ان تبدا حياتك مع انسانة لا يقبلها اهلك؛ لان المؤشرات لن تكون مريحة، وستصنع صراعا انت في غنى عنه، كما انك ستظلمها لكي تبدا حياتها مع عائلة لا تقبلها زوجة لابنهم.. فاحذر ذلك. ان الحياة بتراضي جميع الاطراف هي الحياة السعيدة التي تجذب لك كل الخير .

 ولهذا انصحك قبل الاقدام على الزواج  ان تفكر مليا في واقع المجتمع وعاداته وتقاليده فالزواج مسالة مصيرية، ونظرة مستقبلية يترعرع في احضانها الحب والالفة والمودة والوئام، ولا تنس دائما في كل احوالك اللجوء الى الله، وصلاة الاستخارة مهمة كما هي الاستشارة؛ فما خاب من استخار ولا ندم من استشار .

وفي الختام… عليك بالاستخارة قبل الاقدام على الزواج، واكثر من الدعاء ان يوفقك الله – سبحانه وتعالى – لما فيه الخير، وليقسم الله لك الرزق الحسن، فالزواج رزق مقسوم وقدر محتوم، ولا يرد البلاء الا الدعاء، و ادعو الله ان يختار لك الزوجة الصالحة التي تقر عينك وتعينك على دروب الطاعة ومشاق الحياة، وان تجد معها السعادة والرضا…. اللهم امين.

السابق
صورة فتاة بريئة
التالي
زخرفة قلوب