موضوعي مهم وهو يشغل تفكيري دائما حيث انني منذ الصغر تربيت مع ابن اختي وهو صديقي المفضل بل اخ لي، وهو اصغر مني بشهرين، ولكن بعد الانتهاء من مرحلة الثانوية حيث كنا سويا طوال فترة الدراسة بدا يميل صديقي الى رفاق السوء وحاولت اكثر من مرة ان امنعه ولكن جميع محاولاتي كانت فاشلة، الى ان بدا اصدقاء السوء يجرونه الى شرب الخمر، ولكن مازالت علاقتنا قوية مع بعض، والمطلوب ماذا افعل كي لا اخسر صديق الطفولة حيث انني لا استطيع ان ابتعد عنه، ولا استطيع ان اخبر اهله.
الاجابة
لابد ان تلحظ ان الغالب على من يقع في مثل هذه الرفقة الفاسدة وفي مثل هذه الاعمال، لابد ان يكون له اعمال اخرى سيئة، والتي يكون اعظمها التهاون في الصلاة او تركها اصلا، فان من شؤم السيئة انها تجر الى سيئة اخرى، ولذلك فان من المتوقع ان يكون لقريبك المذكور اعمال اخرى لم تطلع عليها بعد.
وفائدة هذا الكلام ان تكون حذرا في التعامل معه، فليس هو صديقك القديم البريء الذي تعرف، بل قد طرات عليه امور توجب الحذر منه، والتوقي منه ان تجرك مصاحبته الى مثل اعماله، فان للصديق تاثيرا عظيما على صاحبه، ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل) اخرجه ابو داود في سننه.
والمقصود ان محافظتك على علاقتك بقريبك لابد ان تكون مع اخذ جانب الحذر من اعماله وتصرفاته، وهذا يقتضي منك ان تستعين بالله استعانة عظيمة على التوفيق في نصحه وارشاده، وان تكون كذلك حازما مع عواطفك، فليس معنى كونه صديقا حبيبا، واخا قريبا، ان تتستر عليه، بل لابد ان يكون اهله على علم بما يقع منه، ليردعوه عما هو فيه من الغي والفساد، خاصة وانك جربت المحاولة تلو المحاولة معه فلم يستجب لنصحك ولا اطاعك فيما تدعوه اليه، وطريق السلامة في اخبار اهله ان تختار منهم من هو عاقل متزن، صاحب حكمة وحسن تصرف، ثم تبلغه حقيقة الامر على ما هو عليه، بحيث يتخذون منه الموقف المناسب الذي يعينه على ترك مثل هذا الامر.
واما ما قد يترتب على كلامك هذا من غضبه او مقاطعته اياك، فليس هذا بالامر المعتبر، اذا ما نظرت الى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ان اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله) اخرجه الامام احمد في المسند.
فهذه الصداقة التي بينكما ان لم تكن لطاعة الله والالتقاء على مرضاته، فلا خير فيها، وصديقك هذا اذا ضحى بصداقتك وبطول رفقته معك، وبكل هذه المودة لاجل زجاجة خمر يشربها، فلا خير في صحبة من كان هذا حاله، لاسيما وانك انما تقصد من وراء ما تفعل هدايته ودلالته على الخير، ولذلك فانه لا ينبغي لك ان تاسف على انقطاع ما بينكما اذا هو اصر على تعاطيه هذا الحرام، وعلى مخالطة الفجار من الاصحاب، وقد اخرج الترمذي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من اعطى لله ومنع لله واحب لله وابغض لله فقد استكمل الايمان).
فلابد ان تكون محبتك تابعة لهذا المعنى، وليس في اخبارك اهل قريبك اي خيانة او غش لصاحبك، بل هي من تام النصيحة الواجبة، فان كثيرا من الشباب انما يردعون من جهة اهلهم، ومن جهة خشيتهم من الفضيحة امامهم.. فهذا امر ..
والامر الثاني ان تحاول وان تستمر في دعوته الى الخير، وتذكيره بما يكسبه من سخط الله من مثل هذه الاعمال، وان الموت اقرب اليه من نفسه الذي يتردد في صدره، فعليك بمحاولة نصحه وارشاده، مع ما قمت به من ابلاغ اهله، ونحن نشير عليك بالصراحة في ذلك دون اللجوء الى كتابة رسالة ونحوها؛ لان الانكار في هذه الحالة هو جوابه، وهو رده، مع انه سيعلم انك انت من فعلت هذا، فالافضل هو مصارحة اختك مثلا بما يقع منه وبما هو عليه من رفقة اهل السوء التي افسدته، مع التعاون معهم على هدايته ونصحه وتذكيره، ولا ينبغي ان يفوتك الدعاء له بظهر الغيب، فان الدعاء هو سلاح المؤمن، وهو عدة الصابرين.
- بنات واولاد كيوت مكتوب عليهم
- صديق البعد
- صور أصدقاء
- صور اصدقاء حلوى
- صور بنات مكتوب عليها كلام جكتره
