الخطوات العشر
للتخلص من عادة التدخين
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على النبي المصطفى، وعلى اله وصحبه ومن اهتدى، اما بعد:
فهذه خطوات عشر للتخلص من عادة التدخين المشينة، والطريق المهين فكم حرمت هذه العادة شابا من شبابه، وزوجا من زوجته واولاده، ومحبا للمسجد من مسجده، وحييا من لقاء اهله واخوانه، ومخالطة اقاربه وجيرانه.
وفي هذه المشاركة ساحرص جاهدا على مساعدتك اخي المدخن بهذه الخطوات العشر التالية:
الخطوة الاولى: القناعة التامة بانك واقع في ذنب وبلاء، يجب ان تسعى للتخلص منه، فاذا اقتنعت بهذا الشر، والذنب ساقك هذا الى الخطوة التالي:
الخطوة الثانية: الرغبة الجادة والعزيمة الصادقة في التخلص من هذا الوباء، فاذا اقتنعت بهذا الذنب والبلاء، ثم كانت لديك رغبة جادة، ونية صادقة في التخلص منه كان ذلك سبيل صحيح للنجاة، وبشرط ان تكون تلك الرغبة داخلية، انه لا يمكن للعبد ان يغير مابظاهره حتى يغير ما بنفسه، يقول الله تعالى:] ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرواما بانفسهم [ [الرعد:11]، فاذا وجدت العزيمة والرغبة فعليك بالخطوة التالية:
الخطوة الثالثة: التوبة النصوح لله فاذا وجدت الرغبة الصادقة فاقلع بعزمة صادق، وتوبة راغب، واجعل نيتك في الترك لله، فانه خير معين، واعظم حافظ، واحذر اشد الحذر من التسويف فانه الهلاك بعينه.
واعلم انه مهما طال بك البلاء، وتعلقت نفسك به، فان توبة صادقة مخلصة لله U هي من اعظم السبل للخلاص من هذا البلاء، والنجاة منه.
واعلم انه يحتاج لك في هذه التوبة الى عزيمة جادة، ونفس تواقة قوية تحفزك على عدم العود لهذا البلاء.
يذكر ان ابن خليفة من الخلفاء كانت فيه عادة قبيحة الا وهي اكل التراب وهو صغير، وشب على تلك العادة الرذيلة، حتى كبر وتنقل في مناصبه حتى اصبح خليفة، وهو لا زال على عادته فاتى بالاطباء والحكماء، فما افلحوا في علاجه، يصفون له الدواء فياخذ منه ثم ينكث، ويعود لما تعود عليه، حتى طال به البلاء، واستثقلته تلك العادة الرعناء.
فعلم بدائه احد الحكماء فجاء اليه ثم قال له: يا ايها الخليفة عزمة من عزمات الرجال، فهمم الرجال تزيل الجبال، فاخذت هذه الكلمة منه ماخذها وقال: صدق الحكيم، ثم عزم عزمة من عزمات الرجال، فاقلع عن تلك العادة القبيحة.
فيا ايها المدخين: عزمة من عزمات الرجال، اعزم بعزيمة رجل ان تقلع عن هذا الذنب وهذا البلاء.
فاذا تبت توبة نصوح، وعزمة بعزيمة صادق جاد على الترك فعليك بالخطوة التالية:
الخطوة الرابعة: تعرف على مخاطر واضرار هذا البلاء، واطلع على تلك الصور الماساوية التي تهتكت فيها الحناجر، واسودت فيها الرئتان، وتضخم فيها القلب، فان هذه من الخطوات التي تعينك بجد للصدق في الترك، وعدم العود للفعل، فاذا علمت بانه سبب رئيس في كثير من الامراض والبلايا، وعرفت انه سبيل الى الهلاك، حملتك نفسك على الثبات على الترك.
وتيقن: ان التدخين يؤدي الى الاصابة بسرطان الرئة والتهابها المزمن، وتصلب الشرايين، ويؤدي الى الاصابة بمرض السل الرئوي، والربو المزمن، ويؤدي الى الاصابة بسرطان الحنجرة، ويؤدي الى الاصابة بضيق التنفس، وهو يزيد عدد ضربات القلب، ويؤدي الى الاصابة بارتفاع ضغط الدم، ويؤدي الى الاصابة بسرطان الشفة، واللسان، والفم، والبلعوم، والمريء، والبنكرياس، ويؤدي الى الاصابة بقرحة المعدة والاثني عشر، ويؤدي الى الاصابة بسرطان المثانة وقرحتها، ويؤدي الى الاصابة بسرطان الكلى الى غيرها من الامراض التي اعرضت عنها خشية الاطالة.
فكر – اخي – دائما في المالات والعواقب، فاجلس مع نفسك ساعة، ثم فكر وتفكر، ماذا بعد هذا الولع بهذه السيجارة، وهذا الواقع المر؟! ما عاقبة التمادي والانهماك فيها؟
لو تاملت العواقب لعلمت انها عواقب وخيمة، امراض واسقام، وحرمان والام، ثم – والعياذ بالله – قد تكون خاتمة سوء وشقاء.
فاذا تعرفت على هذه المخاطر، وتلك المفاسد فعليك بالخطوة التالية:
الخطوة الخامسة: استخدام البديل عن ذلك العود الرذيل، بعود السنة الطاهر، فعليك بكثرة السواك، فانه مطهرة للفم ومرضاة للرب، ومع استخدامك للبديل فعليك بالاهتمامبالخطوة التالية:
الخطوة السادسة: جاهد نفس على الثبات على الترك، فان من اعدائك نفسك التي بين جنبيك، فجاهدها على الترك، ولا تترك لها فرصة للعبث بك، فالنفس ان اتبعتها هواها، فاعلم انها مهلكتك لا محالة، وتذكر دائما، بل يكن شعارك قول الحق تبارك وتعالى:]والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين[ [العنكبوت:69].
ومن المجاهدة زيارة العيادات التي يكافح فيها التدخين، ويعالج المدخنين، فان هذا من طلب العلاج المشروع، وطرق الباب الصحيح، وانت تجاهد نفسك دائما لا تنس ما في الخطوة التالية:
الخطوة السابعة: احذر ثم احذر من صحبة اهل الغي والفساد، فانهم هم سبب البلاء، والعودة للبلاء، فاذا نجاك الله من هذا البلاء فتجنب رفقاء السوء والشقاء، فمهما كانت عندك من عزيمة، وصدق توبة، وعلاج فان جلسة مع رفقاء السوء ستعيدك لما كنت عليه واسواء.
وتامل معي قصة هذا الشاب:
شاب كان خيرة شباب زمانه، كان الاول في دراسته، والبار بوالدته، شاب سوي، لبيب ذكي، فلما اشتد عوده، وبدت رجولته، وتعلقت به امه، سولت له نفسه فسلك طريق الغواية فتعاطى اول طريقه شرب الدخان فانفتحت عليه بوابة الهلاك فساء حاله، وفشل في دراسته، واغضب امه، وقبلها ربه.
لما تعاطاه فسدت اخلاقه، وضعفت ذاكرته، وساء طبعه، وقل في الناس حياؤه.
ثم استمر على حاله وهو يعب في الدخان عبا، حتى ترك دراسته، والتحق بوظيفة ليست هي امنيته في صغره، ولا في مستوى ذكائه.
انه عندما دخل بوابة الهلاك، بوابة عالم الاحزان، شرب الدخان الذي جر عليه جميع الشرور من المخدرات والمفترات، فما زال على هذا الطريق المشين الذي اسود فيه وجهه بعد قلبه.
وظل على هذا الحال حتى التم له على صحبة هم للفساد قواد، وللرذيلة رواد، فسلك سبيلهم، وتخلق باخلاقهم، فاكتسب منهم رذيل الاخلاق، وفاحش القول، وقبيح الفعال، وظلوا جميعا في الفساد يتقلبون، ومن الرذائل يعبون، وتنوعت بهم المعاصي والاثام، فكل يوم لهم قصة فساد، وحكاية ضلال.
وفي يوم من الايام سطو على سيارة فسرقوها واخذوا يلعبون بها، واصوات الاغاني صاخبة، وهم في حال لا يعلمه الا علام الغيوب، ومع سرعتهم بهذه السيارة، وهم اربعة في اعمار الزهور، ارتطموا بعمود انارة فهلكوا جميعا، ولا حول ولا قوة الا بالله.
خاتمة… لا يتمناها عاقل، ونهاية مخيفة مؤسفة، وحال لا يظن بها الحسن، وهي للسوء اقرب، وبعد هذه الخاتمة، والعاقبة السيئة فان اردت الخلاص من هؤلاء الرفقاء فعليك بالخطوة التالية:
الخطوة الثامنة: عليك بصحبة الصالحين، وترك صحبة الضالين البطالين، فان الصالحين لا يغشون مواطن الشبهات، ولا ياتون مواطن الريب، فمجالسهم ضياء وصلاح، ومصاحبتهم بر وفلاح، لا يحثون الا على الخير، ولا يدعون الا الى البر.
واعلم ان شياطين الجن والانس لن يتركوك حتى يعيدوك ثم يهلكوك، فصحبة اهل الغي والفساد من اعظم اسباب الانتكاسات، وضياع الاعمار، وفساد الخاتمة والعياذ بالله، وانت مع هؤلاء الصالحين فعليك بالخطوة التالية:
الخطوة التاسعة: اشغل وقتك بالمفيد، واحذر الفراغ، فان الفراغ يدعوك لممارسة هذه العادة السيئة، وبعد هذه الخطوات ليكن اول امرك واوسطه واخره ما في الخطوة الاخيرة:
الخطوة الاخيرة: كثرة الدعاء واللجاء الى الله تعالى بان ينجيك ويخلصك مما انت فيه، وان يثبتك على الترك، فانطرح بين يدي الكريم في طلب العون والثبات، فان من قصد بابه رشد، وافلح ونجا وهدي، ومن ضل عن بابه غوي وانحرف.
وختاما: اوصيك بان تعمل بهذه الخطوات، وقلب النظر فيها بين الفينة والاخرى فتيقن انها ستساعدك – باذن الله تعالى – للخلاص من هذه العادة.
اسال الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا بان يعافي كل مبتلى، اللهم عافي كل مبتلى، اللهم عافي كل مبتلى.
اللهم ارزقنا توبة نصوحا قبل الموت، وشهادة عند الموت، وجنة ورضوانا بعد الموت.