تتحول في بعض الاحيان العلاقة بين الزوجة والحماة من علاقة حب وئام،
الى علاقة تحوم بها صراعات ونزاعات دائمة، فيجد الرجل نفسه امام معادلة صعبة،
تتمثل في الاختيار بين والدته وشريكة حياته. ومثلما تختلف كل شخصية انسانية عن غيرها،
فلكل ام زوج شخصية تنفرد بها، وينبغي على الزوجة العاقلة اكتشافها ومسايرتها،
وهذه هي الطريقة المثلى لتجنب الدخول في صراعات معها،
بيد ان بعض التصرفات والافعال الصادرة من الحموات اصبحت متعارفة،
وتحيلنا الى عدة نماذج لشخصية كل حماة، ومنها:
الحماة الفضولية
ان كانت الحماة من النوع الفضولي، وتعشق اقحام نفسها في كل صغيرة او كبيرة،
وتسعى الى معرفة كل ما يحدث في البيت وكل جديد،
فعلى الزوجة هنا الا تستاء من الامر، فالاستياء لن يؤدي الى نتيجة.
فقط عليها ان تكون ذكية وترضي فضول حماتها قبل ان تسال هي عن الجديد،
وذلك من دون تعدي الحدود واقحامها في خصوصيات العلاقة في الحياة الزوجية،
كما على الزوجة الا تنسى استشارتها في كل ما يهم المنزل، وكيفية تغيير ديكور البيت،
ونوع الطعام الذي تحضره حتى ولو كان ذوقهما مختلفا.
الحماة المتسلطة
من المعروف عن هذا النوع من الحموات انهن يملن الى اصدار الاوامر بصفة متكررة،
وبعصبية فائقة، من دون السماح للطرف الثاني ابداء رايه في الموضوع،
فمن وجهة نظرها انها سيدة المنزل الاولى، وزوجة الابن ليست الا دخيلة،
وفرد يسهل الاستغناء عنه وتعويضه باخر في اية لحظة.
وهذا النوع من الحموات غالبا ما يكون لديهن سلطة قوية على الابن،
حيث انه ومهما كان لا يستطيع الدخول مع والدته في نقاش او حتى الدفاع عن الزوجة،
لذا فعلى الاخيرة ان تعلم بان الصراخ والعناد،
او حتى مغادرة بيت الزوجية والتوجه الى منزل عائلتها الاولى، لن يغير من النتيجة.
فكي لا تدمر اسرتها بيديها، يتوجب عليها ان تبادر للبحث عن الحل في اسرع وقت،
فان لم تتمكن من الاستقلال في شقة خاصة، فما عليها الا ارضاء غرور الحماة،
بتركها تنفرد في القرارات فيما يخص الاشياء العامة، وتجنب ابداء الراي امامها،
وان كان لديها تعقيب او وجهة نظر فلتناقشها بعيدا عنها مع الزوج،
وتحاول اقناعه بسلامة رايها وترك له حينها فرصة التدخل ومحاورة والدته،
بالطريقة التي يراها مناسبة، هكذا تبقى الزوجة بعيدة عن الاشتباكات مع حماتها.
الحماة الغيورة
الغيرة غريزة طبيعية، تخلق في الانسان بصفة عامة،
وغيرة الحماة هنا مختلفة عن غيرها، فهي ناتجة عن الشعور بالنقص وبمرور السنوات عليها،
وان هناك من جاءت لتسلبها مكانتها في مملكتها الاسرية، وتستلم شعلة تسير امور المنزل،
وتستحوذ على مكانتها في قلب ولدها، وتكسب ود كل من يحيط بها من افراد العائلة،
فتصبح بين يوم وليلة الامر الناهي داخل البيت، لهذا نجدها تسعى الى اعلان الحرب عليها،
دفاعا عن شيء تعتبره من حقها هي فقط، ولا مجال للتنازل عنه.
فحب ولدها لا يجب ان تشاركها فيه انسانة اخرى،
حتى ولو كانت ام اولاده، وعلى الزوجة في هذه الحالة ان تتفهم الوضع وتاخذه من منظور عقلاني،
فلتقرب منها وتودد اليها وتشاركها الحوارات،
وعدم اتخاذ القرارات المنزلية، والاكتفاء بالمساعدة، وكذا من الافضل لها اخذ الاذن منها
في كل مرة ترغب بفعل شيء معين، في حالة اذا ما كان الزوج غائبا.
الحماة المتقلبة المزاج
هي الحماة الاحسن والانسب، على الرغم من انها تارة تتعامل بهدوء ولطف
وتارة اخرى تكون عصبية وصارمة وقاسية في تعاملها، فتجد الزوجة نفسها
بين شخصيتين الاولى تروقها في المعاملة، والثانية تجعلها تنفر من بيتها،
والشيء الذي تجهله الزوجة في الامر ان الشخصية المتذبذبة هي طبيعية وتوجد في ذات كل انسان،
تماما كما السعادة والحزن، التفاؤل والتشاؤم،
وغيرها من المتناقضات التي تطغى على شخصية كل انسان كيفما كان نوعه،
لذا يتوجب على الزوجة ان تستحضر في تعاملها مع الحماة،
تصرفات والدتها، فستذكر حينها لحظات الحب، واللطف والقسوة والعتاب،
وستخرج الى نتيجة مفادها ان تعامل الحماة معها بهذا الاسلوب ليس نابعا من احاسيس سلبية
تكنها لها او اهداف تسعى للوصل اليها حينما تكون لطيفة،
بل هي تصرفات عادية لكل ام تجاه ابنتها، اي ان الزوجة في هذه الحالة تعتبر محظوظة
مادامت الحماة تتخذها بمثابة ابنة لها.
الحماة المادية
هذه الحماة لا يغيب عن بالها ولو للحظة،
سنوات السهر والتعب لاجل راحة ابنها، والمساعدات المادية والمعنوية التي طالما احاطته بها،
منذ اول يوم له في الحياة الى حين دخوله سوق الشغل.
وبالنسبة لها فان كل ما يتمتع به من دخل مادي من حقها وليس لامراة سواها، فتكثر مطالبها،
وغالبا ما يشعل هذا الامر غضب الزوجة، فهي ترى ان اولادها اولى من الحماة في ذلك،
فيبدا الجدال وينفجر الخلاف، والنتيجة صراع بلا انتهاء، من دون ايجاد حل سليم للمشكلة،
فلام حق في مال ابنها، لذا فلتحاول الزوجة تجنب الصراع، وتقتنع بان العطاء المادي هو بر بالام،
هذا في حالة اذا ما كان الزوج ميسور الحال،
اما ان كان العكس، فلتعلم الزوجة ان الابن اولى بمناقشة والدته في هذا الموضوع،
فلا تضع نفسها في المواجهة.
مستقلة عن حماتك مع ذلك لا تامنين شرها.. اليك الحل..
حينما تكون الزوجة مستقلة في منزل خاص بها،
وبعيدة عن ام الزوج، فهذا لا يعني انها محظوظة، فعدد من النساء يشتكين من حمواتهن،
اما من كثرة الاتصالات او توالي الزيارات التي تتعدى في بعض الاحيان اسابيع،
فتحول تلك الايام الى جحيم بالنسبة للزوجة، ذلك ان الام لم تعتد بعد على فكرة ابتعاد ولدها عنها،
وانه في بيت امراة اخرى غيرها، او ان الزوجة لم تعتد ان يتدخل احد سواها في امور البيت،
وكل واحدة منهن تعتقد انها الاحق في اتخاذ القرار، فيجد الرجل نفسه في دوامة المشكلات،
وهنا تظهر مواصفات المراة الذكية الحريصة على الحفاظ على بيتها، فعندما يختار الزوج زوجته،
فهو هنا يسلمها مفاتيح بيته باكملها، وانه اختارها عن قناعة لتكون شريكة عمره،
لهذا يتوجب عليها عدم وضع زوجها في حيرة، ومقارنة ما بين والدته ومكانتها المهمة في حياته،
وبين رفيقة عمره وام اولاده، فهذه المقارنة مستحيلة وعواقبها وخيمة،
فالزوجة العاقلة تدرك جيدا ان الاسابيع مهما بدت طويلة وزيارة الحماة
اصبحت لا تحتمل وغير مرغوب فيها، فان الوقت يمر ولا يتوقف عند حدود ذلك،
فالزوجة هي سيدة بيتها الاولى.