هل الدعاء يرد القضاء وخاصة في النصيب والزواج؟
السؤال: | هل صحيح ان الدعاء يرد القضاء وخاصة في النصيب والزواج؟ فلو دعوت الله عز وجل ان يرزقني بشخص معين اراه على خلق ودين هل ذلك ممكن ان يرد القضاء؟ فاني اعرف ان كل شيء بقدر الله عز وجل ولكني سمعت عن القدر المعلق ، فاريد منك يا شيخ ان تفيدني في هذا الامر. |
الجواب: | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، كيف قدر معلق؟ اين سمعت هذا؟ قال السائل:يا شيخ لعلها تقصد ان الله قدر اشياء وقدر ان هذا الانسان سيدعو.. فاجاب الشيخ: هل هذا يسمى قدرا معلقا؟! على كل،لاشك كل شيء بقدر، وانت عندما تطلبين من الله تبارك وتعالى،سواء كانت مسالة زواج،او دراسة، اوحصول الولد، او الربح في التجارة،اي امر كان،دعوت ودعوت..ودعوت،اما ان يستجاب لعين الدعاء،واما الا يحصل لك عين الدعاء. الدعاء لا شك يكون بقدر الله تبارك وتعالى ، كل ما يقع في الدنيا من امور تحصل او خير يقع او شر يقع او شر يدفع، كله بقدر ،صلاتك بقدر،هدايتك الى الاسلام بقدر، دعاؤك بقدر،فهذا قدر وذاك قدر،والقدر يرد بعضه بعضا،هذا معنى حديث النبي:”لا يرد القضاء الا الدعاء”، فاجتهدي في الدعاء بما تحبين ،اجتهدي لانك لا تعرفين ما قدر الله الا بعد وقوعه ،فقبل الوقوع اجتهدوا في الدعاء، فلعل الله قدر شيئا،لعله قدر ان الدعاء يكون سببا في رد ذلك الامر او ذلك الشر او ذلك غير المراد عنك،فانت لا تعلمين القدر الا بعد وقوعه،والمراد بهذا الحديث ان الانسان يجتهد ولا يياس من الدعاء ،فلا يجلس ويقول ان الذي قد قدر لي سيحصل لي سواء دعوت ام لم ادع،فلن ادعو!! لا،اجتهدوا في الدعاء؛ لذلك عمر بن الخطاب كان يذكر انه يحمل هم الدعاء وليس هم الاجابة ،فانت الذي عليك هو الدعاء اما ماذا يحصل بعد ذلك ،هذا اتركيه لله ؛لان الله لا يقدر لنا الا ما هو خير لنا ، فنحن ندعو ونقول يا رب.. يا رب ،ولكن اذا حصل خلاف ما نريد فيجب علينا ان نرضى لان هذا هو الذي قدره الله علينا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال :”احرص على ما ينفعك واستعن بالله…ولا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل”فالذي قدر الله هو الخير ،ونحن لا نعلم اين الخير،فانت ترجين مثلا الزواج من فلان،صحيح الذي يظهر من حاله الان خير لكن ما تعرفين قد ينقلب هذا غدا شرا ومائة شر،والذي اليوم لا نراه خيرا قد يكون هو الخير كما قال الله عز وجل:[وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون] فالشاهد مجموع هذه النصوص كلها تدعونا الى الاكثار من الدعاء،ثم اذا وقع الامر سواء على ما اردنا او على خلاف مرادنا ايضا نحمد الله ، ونرضى بقضاء الله وقدره ، بل يجب ان نحسن الظن بالله،ونعتقد ان ما قدره الله هو الخير لنا،قد نعلم وقد نجهل،وان لم يكن خيرا لنا في الدنيا صار خيرا لنا ان شاء الله في الاخرة؛ فلذلك نصبر على قضاء الله وعلى قدر الله مع الاجتهاد في الدعاء بما نريد ونرغب،ما في مانع،الذي نريده ونرغبه ندعو الله به ونكثر ولا نياس ولا نعجز ولا نكسل عن الدعاء ثم ان حصل الموافق فالحمد لله ،وان حصل غير الذي دعونا به،ايضا نحاول ان نصبر انفسنا ،ونقول:”قدر الله وما شاء فعل”ونرضى بقضاء الله تبارك وتعالى. قال السائل:يا شيخ هل يجوز للانسان ان يدعو حتى ولو بشيء يظهر له انه مستحيل؟ يعني عمر بن الخطاب سمعت انه كان يسال الله ان يستشهد في المدينة،فانكروا عليه ،كيف في المدينة؟! ولا جهاد فيها ؟ صحيح يا شيخ؟ اجاب الشيخ: نعم القصة صحيحة ،عمر دائما يدعو الله عز وجل ويقول:”اللهم اني اسالك شهادة في سبيلك،وموتا في بلد نبيك” وهذه تدل على فراسته،ولعله كما يذكر اهل العلم يستحضر حديث النبي لانه في يوم من الايام كان النبي على جبل احد وكان معه ابو بكر وعمر وعثمان فتحرك بهم الجبل قليلا،فقال له :”اثبت احد ،فانما عليك نبي وصديق وشهيدان” فعمر سمع وتيقن انه شهيد وليس عنده شك،ولكن احب ان تكون الشهادة في المدينة ،هو كان يحب ان يدفن عند النبي ،يحب ان يموت في مدينة النبي – صلى الله عليه وسلم- ،يحب ان يموت حيث مات النبي ومات ابو بكر الصديق،فجمع بين هذا وهذا ،فقالوا له:كيف؟!شهادة في مدينة النبي !! لان كل الجيوش كان يرسلها خارج المدينة لان المدينة صارت دولة اسلامية،ما فيها حرب وقتال واستشهاد ،كله كان غزو خارج المدينة،لكن كان يدعو بهذا الدعاء كثيرا حتى جاءه ابو لؤلؤة فطعنه فمات في مدينة النبي ومات شهيدا. قال السائل:يا شيخ ،هل يستدل بهذا على جواز الدعاء بالمستحيل؟ اجاب الشيخ:هذا ليس مستحيلا، لكن تحار فيه العقول ، والله اعلم . |