الدهون في الاسلام

هل تجوز عمليات شفط الدهون؟

 

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على الة و صحبة اجمعين و بعد:

لبحث ذلك الموضع لا بد ان نتطرق الى حكم عمليات الترائع المتعدده و التي هي عمليات جراحيه صغار او كبار يراد منها اما علاج عيوب خلقيه تسبب فايلام صاحبها بدنيا او نفسيا ,

واما تحسين شيء فالخلقه بحثا عن جوانب الجمال باكثر مما هو موجود.

وقد كثر ذلك اللون من الترائع فايامنا هذه،
وتخصص له اناس ,

واصبح له فروع كثيرة من كليات و معاهد للطب،
تهتم فيه تدريسا و مزاولة.
[ انظر: اللباس و الزينه – عبدالعزيز عمرو ص454 ].

وعمليات الترائع تقسم الى ثلاثه نوعيات [ موقع اسلام اون لاين – حواء و ادم – الترائع صناعه و خيال ]:

النوع الاول:

وهو ما تدعو الية الضروره من تصحيح و تعويض من البدن نشا عن حادث او اعتداء،
وذلك كالحوادث التي ينتج عنها بتر عضو،
او تشوه،
والحرائق التي تسبب تشويهات فالبدن،
وعن طريق الجراحه بوساطه الاطباء المهره ممكن اصلاح كثير من العيوب و اعاده الصحة المفقوده و ازاله العله او تخفيفها.

النوع الثاني:

وهو ما تدعو الية حاجة التداوى من اصلاح العيوب الخلقيه التي تولد مع الانسان و تسبب لصاحبها اذي نفسيا و ممكن لحذاق الاطباء ان يعيدوا الحال الى ما كان عليه قدر الامكان،
وذلك كعملية التئام الشفتين المفتوحتين اواحداهما عن طريق الجراحه التجميلية،
او العلاج من السمنه المفرطة،
ونحو هذا مما تدعو الية حاجة الناس،
وتدفع عنهم الالم النفسي،
وتذهب عنهم الهم و الغم.

النوع الثالث:

وهو ما لا تدعو الية الحاجة ,

ولكن يقصد فيها الغلو فمقاييس الجمال ,

وذلك كترقيق الانف او تفليج الاسنان او نمص الحاجب او نحو هذا فهذا النوع من الجراحات لا تدعو الية الضروره ,

بل يدخل فدائره المنهى عنه فالحديث الذي رواة عبدالله بن مسعود رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( لعن الله الواشمات و المستوشمات ,

والنامصات و المتنمصات ,

والفالجات و المتفلجات للحسن,
المغيرات خلق الله تعالى ).
[ رواة البخارى (4604) و مسلم (2125) ] .

وهذا الحديث يدل دلاله قاطعه على تحريم عمليات الترائع التي يقصد منها الغش و الخداع و التدليس على الناس ,

فجزاء من يفعل ذلك اللعنه و الطرد من رحمه الله تعالى.

ولما كان الطب كالشرع وضع لجلب مصالح السلامة و العافية,
ولدرء المفاسد و الاسقام,
ولدرء ما امكن درؤة من هذا و لجلب ما امكن جلبة ,

فان النوعين الاولين يدخلان فاطار مشروعيه التداوى بخلاف النوع الثالث فانه لا تدعو الحاجة اليه.
فما كان من عمليات الترائع و يدخل فالنوعين الاولين فهو جائز,
واما اذا كان من النوع الثالث فانه لا يجوز,
وعليه فان اختلاف العلماء فبعض نوعيات عمليات الترائع هو اختلافهم فبعضها هل يقع فالنوعين الاولين ام فالنوع الثالث.
[ انظر: اسلام اون لاين – شرعى – حواء و ادم ].

عمليات شفط الدهون:

وهذه العملية من اكثر العمليات الجراحيه المنتشره فالعالم لسهوله اجرائها ,

حيث تتزايد الدهون فالجسم لتصل الى اقصي حد عند مرحلة البلوغ حتي تصبح تشبة البالونات اذ لديها قدره مذهله على تخزين الدهون,
وعاده ما يطلب النساء اجراء عملية شفط الدهون فمنطقة الوركين و الفخذين و البطن و الخاصرتين,
كما ممكن اجراء العملية فاى جزء من اجزاء الجسم كالذراعين و الصدر و الركبتين.

وتتم العملية بادخال انبوب صغير من اثناء فتحه صغار فالجلد فالمنطقة المختاره بعدها يتم توصيل الانبوب الى مضخه لشفط الدهون من الطبقات التي بين الجلد و العضلات.

وتعد عملية شفط الدهون من العمليات الامنه الى حد كبير و لا تمثل خطوره على المريض,
ولها بعض المضاعفات البسيطة التي تزول بعد عده ايام و بعض العوارض البسيطة.
[ انظر: زينه المرأة المسلمه و عمليات الترائع – عبير الحلو – ص152+153 – رساله ما جستير ].

حكمها :

ذهب كثير من العلماء المعاصرين الى جواز هذي العملية و منهم:

ا- مجمع البحوث الاسلاميه بالازهر: اباح بها اجراء جراحات الترائع ان لم يكن بها ضرر,
ومن هذي الجراحات عملية شفط الدهون من الجسم اذا كانت تسبب لصاحبها ضررا لا ممكن ازالتة الا بالشفط,
وانة يجوز شرعا ما يقوم فيه الجراح فعمليات الترائع من استعاده الشكل الطبيعي للاسوياء من البشر.
[ انظر: موقع ردادى – مركز الفتوي ].

ب- و نقل عن الدكتور احمد عمر هاشم : ان اي عملية جراحيه جائزه شرعا بشرط ان لا يصبح بها اعانه على التدليس او التغرير او الاغراء او الفتنه فتصير بذلك فاحشه و اثما مما يحرمة الدين و عملية شفط الدهون لا يترتب عليه ضرر فاحش على الجسم و انما يزيل الضرر النفسي عنه.
انظر: [ موقع ردادى – فتاوي طبيه ,

رقم (3267) 16/صفر 1420هجريه ].

ت- و يقول الشيخ عطيه صقر – رئيس لجنه الفتوي السابق بالازهر الشريف – ففتوي منشوره فموقع ( اسلام اون لاين ) : ان جراحات الترائع نوعان:

الاولي : علاجى كاصلاح خلل طارىء كالتشوة نتيجة الحروق و هو ما لا يشك عاقل فمشروعيتة و النوع الاخر يغلب عليه الترائع كازاله اصبع زائده ,

والاصل به الاباحة,
لكن يحظر ما يقصد فيه التغرير و التدليس و الاغراء و الفتنه كشد الوجة للعجوز لتبدو شابة.
انظر: [ اسلام اون لاين – شرعى 18/12/2003م ].

ث- و يقول الدكتور على الصوا – استاذ اصول الفقة فالجامعة الاردنيه – : تعديل المخلوق الى اصل خلقتة جائز شرعا لان ذلك الخلل نتاج غير طبيعي على خلاف الفطره التي خلق الله عليها الناس .

وقال بذلك الشيخ جمال قطب – رئيس لجنه الفتوي السابق بالازهر الشريف,
وبة قال الدكتور عبدالرحمن العوضى – رئيس الجمعيه الطبيه الاسلاميه ,

وايضا ما قالة الشيخ عبدالبارى الزمزمى – احد ابرز علماء المغرب المعاصرين : انه ما دامت عمليات الترائع لا تغير شيئا من خلق الله فانها ليست حراما.
[ انظر: موقع اسلام اون لاين – حواء و ادم ].

ج- و يقول الدكتور حسام الدين عفانه – ففتوي منشوره فموقع اسلام اون لاين –:

اذا كانت عملية شفط الدهون ضرورية او حاجيه كحالات الترهل و السمنه المفرطه و تضخم الصدر و الارداف و تضخم الثديين فبعض النساء لديهن اثداء كبار مترهله و تشكل عبئا ثقيلا على الجسم و تؤدى الى امراض و انزلاق غضروفى فالظهر و لا يوجد علاج الا بهذه الكيفية مع عدم الاضرار بالبدن فيجوز ذلك،
اما ما يصبح من عمليات شفط الدهون فغير هذي الاسباب فانه لا يجوز يقول: و اما عمليات شفط الدهون من اجل رشاقه المظهر و تقليدا للممثلات و عارضات الازياء و غيرهن من الساقطات و هو ما يسمونة الترائع من اجل الترائع فهذه العمليات محرمه شرعا،
لان الهدف من هذي العمليات هو مراعاه مقاييس الجمال كما تصورها و سائل الاعلام المختلفة فهذه العمليات داخله فتغيير خلق الله سبحانة و تعالى و هو من عمل الشيطان و اتباع لخطواته: { و لامرنهم فليغيرن خلق الله }،
ويدخل فقوله صلى الله عليه و سلم : ( و المتفلجات للحسن و المغيرات خلق الله ).
[ انظر: اسلام اون لاين – شرعى – عمليات شفط الدهون ].

بالنظر الى ما تقدم من اقوال العلماء نري ان ما ذهب الية كثير من المعاصرين فجواز هذي العمليات خاصة و انه لا يقوم فيها الا من كانت السمنه ربما اثرت عليه جسميا و نفسيا و كانت هذي العمليات لا تسبب ضررا و نسبة نجاحها كبار و ليس لها مضاعفات او عوارض جانبيه تذكر فهي جائزه و خاصة انه ليس بها تغيير لخلق الله بل هو من باب استعاده الشكل الطبيعي للاسوياء من البشر ,

ولا يترتب عليه ضرر فاحش على الجسم و انما يزيل الضرر النفسي عنه بضوابط:

1- ان لا يترتب على فعلها ضرر اكبر من الحالة المرضية.

2- ان لا يصبح هنالك و سيله للعلاج يصبح استعمالها اسهل و اهون و لا يترتب عليها ضرر و لا كشف عورات.

3- ان تجرى هذي العملية للمرأة طبيبه كما ذكر فضوابط سابقة فعلاج المراة.

 

والله تعالى اعلم

في الدهون الاسلام 20160914 4153

  • موقع ردادي – فتاوى طبية رقم (3267) 16/صفر 1420هجرية؀


الدهون في الاسلام