هل يجوز للزاني التائب الزواج من “انسانة” متدينة متعففة بعد توبته واعترافه ورجوعه الى الله..
ام لا يجوز كما في قوله تعالى: (الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة)؟
(الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)، فالتوبة تجب ما كان فعلها كما قال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما).
وفي صحيح مسلم في قصة اسلام عمرو بن العاص – رضي الله عنه – حين قال له النبي – صلى الله عليه وسلم –: “اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله”.
وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يحكيه عن ربه عز وجل قال: “اذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب وياخذ بالذنب (في رواية للبخاري غفرت لعبدي) ثم عاد فاذنب فقال: اي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي اذنب ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب وياخذ بالذنب (وفي رواية للبخاري: غفرت لعبدي) ثم عاد فاذنب فقال: اي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب وياخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك”.
فاذا تاب واصلح وعمل صالحا فان التوبة تمحو تلك السيئات. ولا يعتبر زانيا بعد توبته وصدقه في اقلاعه عن الزنا، فلا باس بزواجه من امراة عفيفة.
والله تعالى اعلم.
