اولا :
لا يجب الصيام على الطفل الصغير حتي يبلغ ،
لقول النبى صلى الله عليه و سلم : ( رفع القلم عن ثلاثه : عن المجنون المغلوب على عقلة حتي يفيق ،
وعن النائم حتي يستيقظ ،
وعن الصبى حتي يحتلم ) رواة ابو داود (4399) .
وصححة الالبانى فصحيح ابي داود .
ومع هذا ،
فينبغى امر الصبى بالصيام حتي يعتادة ،
ولانة يكتب له الاعمال الصالحه التي يفعلها .
والسن الذي يبدا الوالدان بتعليم اولادهما الصيام به هو سن الاطاقة للصيام ،
وهو يختلف باختلاف بنيه الولد ،
وقد حدة بعض العلماء بسن العاشرة .
قال الخرقى :
” و اذا كان الغلام عشر سنين ،
واطاق الصيام اخذ فيه ” .
قال ابن قدامه :
” يعني : انه يلزم الصيام ،
يؤمر فيه ،
ويضرب على تركة ،
ليتمرن عليه و يتعودة ،
كما يلزم بالصلاة و يؤمر فيها ،
وممن ذهب الى انه يؤمر بالصيام اذا اطاقة : عطاء و الحسن و ابن سيرين و الزهرى و قتاده و الشافعى .
وقال الاوزاعى : اذا اطاق صوم ثلاثه ايام تباعا لا يخور فيهن و لا يضعف حمل صوم شهر رمضان ،
وقال اسحاق : اذا بلغ ثنتى عشره احب ان يكلف الصوم للعاده .
واعتبارة بالعشر اولي ؛
لان النبى صلى الله عليه و سلم امر بالضرب على الصلاة عندها ،
واعتبار الصوم بالصلاة اقوى لقرب احداهما من الثانية ،
واجتماعهما فانهما عبادتان بدنيتان من اركان الاسلام ،
الا ان الصوم اشق فاعتبرت له الطاقة ،
لانة ربما يطيق الصلاة من لا يطيقة ” انتهي .
” المغنى ” .
وقد كان ذلك هو هدى اصحاب النبى صلى الله عليه و سلم مع اولادهم ،
يامرون من يطيق منهم بالصيام فاذا بكي احدهم من الجوع دفع الية اللعب يتلهي فيها ،
ولا يجوز الاصرار عليهم بالصيام اذا كان يضرهم بسبب ضعف بنيتهم او مرضهم .
قال الشيخ ابن عثيمين :
” و الصغير لا يلزمة الصوم حتي يبلغ ،
ولكن يؤمر فيه متي اطاقة ليتمرن عليه و يعتادة ،
فيسهل عليه بعد البلوغ ،
وقد كان الصحابه رضى الله عنهم – و هم خير هذي الامه – يصومون اولادهم و هم صغيرة ” انتهي .
” مجموع فتاوي الشيخ ابن عثيمين ”
وسئل الشيخ رحمة الله تعالى :
طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم ان الصيام يضرة لصغر سنة و اعتلال صحتة ،
فهل استعمل معه القسوه ليفطر ؟
فاجاب :
” اذا كان صغيرا لم يبلغ فانه لا يلزمة الصوم ،
ولكن اذا كان يستطيعة دون مشقه فانه يؤمر فيه ،
وكان الصحابه رضى الله عنهم يصومون اولادهم ،
حتي ان الصغير منهم ليبكى فيعطونة اللعب يتلهي فيها ،
ولكن اذا ثبت ان ذلك يضرة فانه يمنع منه ،
واذا كان الله سبحانة و تعالى منعنا من اعطاء الصغار اموالهم خوفا من الافساد فيها ،
فان خوف اضرار الابدان من باب اولي ان نمنعهم منه ،
ولكن المنع يصبح عن غير طريق القسوه ،
فانها لا تنبغى فمعامله الاولاد عند تربيتهم ” انتهي .
” مجموع فتاوي الشيخ ابن عثيمين ” .
ثانيا :
يمكن للوالدين تشجيع اولادهم على الصيام باعطائهم هديه فكل يوم ،
او بتذكيه روح المنافسه بينهم و بين اقرانهم او من هو دون سنهم ،
ويمكن تشجيعهم على الصلاة باخذهم الى المساجد للصلاه بها ،
وبخاصة اذا خرجوا مع الاب و صلوا فمساجد متفرقه فكل يوم .
وايضا ممكن تشجيعهم بمكافاتهم على هذا ،
سواء كانت المكافاه بالثناء عليهم و مدحهم ،
او باخراجهم للتنزة احيانا ،
او شراء ما يحبون ……… و نحو هذا .
وللاسف يوجد تقصير عظيم من بعض الاباء و الامهات تجاة اولادهم فهذا التشجيع ،
بل تجد فبعض الاحيان الصد عن هذي العبادات ،
ويظن بعض هؤلاء الاباء و الامهات ان الرحمه و الشفقه تقتضى عدم تصويمهم او عدم قيام ابنائهم للصلاه ،
وهذا خطا محض من حيث الشرع ،
ومن حيث التربيه .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله :
” اوجب الله الصيام اداء على جميع مسلم مكلف قادر مقيم ،
فاما الصغير الذي لم يبلغ فان الصيام لا يجب عليه ؛
لقول النبى صلى الله عليه و سلم : ( رفع القلم عن ثلاثه : و ذكر : الصبى حتي يبلغ ) ،
ولكن يجب على و لية ان يامرة بالصيام اذا بلغ حدا يطيق الصيام به ؛
لان هذا من تاديبة و تمرينة على فعل اركان الاسلام ،
ونري بعض الناس قد يترك اولادة فلا يامرهم بصلاه و لا صوم و ذلك غلط ،
فانة مسؤول عن هذا بين يدى الله تبارك و تعالى ،
وهم يزعمون انهم لا يصومون اولادهم شفقه عليهم و رحمه بهم ،
والحقيقة ان الشفيق على اولادة و الراحم لهم هو من يمرنهم على خصال الخير و فعل البر ،
لا من يترك تاديبهم و تربيتهم تربيه نافعه ” انتهى
- كم عمر الصوم