العزلة عن الناس

    الانسان اجتماعى بطبعه..
ولكن هنالك خلافا كبيرا فحدود ذلك الاجتماع..
بين مؤيد له متوسع فيه..
ممن لا يجد نفسة و انه الا مع الناس..
وبين رافض لذا يفضل العزله و التي تتكون من درجات و تتشكل كالوان الطيف..
وهنالك طرف ثالث لكنة نادر..
هم الذين ليس فحياتهم الا لونان: ابيض و اسود.

والمجتمع العربي و خاصة فتاريخة القديم يذيب الفرد فالجماعة..
ويطغي به المجتمع على حريه الفرد الى حد كبير..
بل و مخيف احيانا بحيث يضطر الفرد الى الغاء عقلة و العدول عن راية الصواب امتثالا لقبيلتة كما قال دريد بن الصمة:

العز فالعزله لكنة لابد للناس من الناس!

امرتهم امرى بمنعرج اللوى

فلم يستبنوا الرشد الا ضحي الغد

وهل انا الا من غزيه ان غوت

غويت و ان ترشد غزيه ارشد

لو يجى عابد لابد له بغار ما يحب الاذي جاة من نخشره!

محبو العزله و هم نوعيات:

منهم الحساس الذي ينجرح من كلام الناس فيفضل الابتعاد عنهم لان الاجتماع بهم يصيبة بالالم..

ومنهم صاحب الوقت الثمين الذي لا يريد ان يهدرة ف(قيل و قال) بل فجلائل الاعمال،
ومن ذلك النع الرائع العلماء و الباحثون فهم لا يستطيعون انجاز بحوثهم و التبحر فعلومهم الا فعزله و هدوء و سكون و بعد عن العامة..

ويمثل هؤلاء الامام عبد الرحمن بن الجوزى الذي يقول فكتابة (صيد الخاطر 411)..
ما اعرف للعالم قط لذه و لا يمزا و لا شرفا و لا راحه اروع من العزلة).

ما اعرف نفعا كالعزله عن الخلق خصوصا للعالم و الزاهد فانك لا تكاد تري الا شامتا بنكبه او حاسدا على نعمة،
ومن ياخذ عليك غلطاتك..
فيا للعزله ما الذها!
سلمت من كدر غيبه و افات تصنيع،
واحوال المداجاة،
وتضييع الوقت..) و طبق ذلك ابن الجوزى فكان لا يظهر للناس الا للوعظ،
ولا يبالى كثيرا بالذوق الاجتماعى فان زارة احد اشتغل و هو عندة ببرى الاقلام و ترتيب الاوراق و نحو ذلك من روتين الاعمال و كانة يقول لزائرة بلسان الحال: (رحم الله من زار و خفف)!

والعلماء و الباحثون يجدون لذه نادره فالقراءه و البحث و التفكير تغنيهم عن الناس!

وهنالك من يرجح جان بالعزله لانة جرب الناس فلم يستسيفهم كالمتنبى الذي يقول:

اذا ما الناس جربهم لبيب

فانى ربما اكلمتهم و ذاقا

فلم ار و دهم الا خداعا

ولم ار دينهم الا نفاقا

ولا نوافق المتنبى على التعميم فان الخير فامه محمد صلى الله عليه و سلم الى يوم القيامة،ن و لكنها مبالغه الشعراء من ناحيه و كرة المتنبى للناس من ناحيه اخرى،
و لذا شواهد كثيرة كقوله:

كلام اكثر من تري و منظرة مما يشق على الاسماع و الحدق

وعزله و لو نسبيا من ذلك النوع هي اسوا نوعيات العزله لانها تنم عن كراهيه للناس تشقى صاحبها فالاجتماع و العزلة..

وهناك من يحب الاسرة و المنزل و يري احلى اوقاتة هي التي يقضيها مع زوجتة و اولاده،
وهذه اروع نوعيات العزله بعد عزله العالم بشرط صله الرحم.

محبو الاجتماع

وهم كثيرون جدا جدا يرون فالعزله ضيقا و فالوحده و حشه و يرون الاجتماع بالناس سببا للبهجه و طرد الكابة،
ومصدرا من مصادر المعرفه حيث يتم تبادل الاراء و تلاقح العقول و تداول التجارب،
فضلا عن الاطلاع على الاخبار و الظفر بالطرائف و لذه المشاركة.