المال الحرام في تربية الاولاد

 

في تربية المال الحرام الاولاد 20160913 2312

 

 

والدى يتاجر فالمخدرات و ربما نصحت له كثيرا فلم يسمع لى غير انه لم يامرنى بسوء و يحثنى على التعليم فالجامعة و صحبه الملتزمين و ربما نصحنى بعض الشباب بترك المنزل و عدم قبول نفقه الوالد التي هي من حرام فهل ذلك صحيح ؟

وماذا افعل ؟
افتونا ما جورين و جزاكم الله خيرا

الاجابه

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله


اقول لهذا الشاب السائل: احمد الله الذي انار بصيرتك و انبتك نباتا حسنا و سط اسرة يقودها احد المفسدين فالارض؛
اذ لا شك ان تجاره المخدرات من اعظم ادوات الفساد التي تهلك الانفس و تذهب العقول و تضيع الاموال بل و كثيرا ما تعبث بالاعراض،
وقد اجمع المسلمون على ان الاسلام جاء لحماية و صيانه تلك الكليات.
قال تعالى [ولا تعثوا فالارض مفسدين] [60 البقرة-74 الاعراف – 85 هود – 183 الشعراء- 36 العنكبوت] و قال جل شانة [والله لا يحب المفسدين] [64المائدة].

من هذا كان الكسب من تجاره المخدرات كسبا خبيثا،
وكل خبيث حرام،
قال تعالى [ويحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث] [157 الاعراف] و الحكم خاص بالمتكسب و شركائة فالمهنة،
ويجب على جميع من يعرفة من اهلة و ذوية و من له الوصول الية ان ينصحة و يحذرة من سوء العاقبة،
قال تعالى:[ فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقيه ينهون عن الفساد فالارض الا قليلا ممن انجينا منهم و اتبع الذين ظلموا ما اترفوا به و كانوا مجرمين] [116هود] و قال تعالى [لولا ينهاهم الربانيون و الاحبار عن قولهم الاثم و اكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون] [63المائدة].

وفيما يخص السائل اقول: انه بالبلوغ مسئول عن التكاليف الشرعيه من صلاه و صيام و صدقة فالمعاملات و غير ذلك،
وبلوغة لا يسقط حقة الشرعى فالتربيه و استكمال التعليم و نحوهما مما يحتاج الى الانفاق.
ذلك ان الاب هو المسئول شرعا بالانفاق على الابن،
قال تعالى [وعلي المولود له رزقهن و كسوتهن بالمعروف] [233 البقرة] و فيما رواة الشيخان عن عائشه -رضى الله عنها- قالت: “دخلت هند فتاة عتبه -امرأة ابي سفيان- على رسول الله -صلي الله عليه و سلم- فقالت: ان ابا سفيان رجل شحيح لا يعطينى من النفقه ما يكفينى و يكفى بنى الا ما اخذت من ما له بغير علمه،
فهل على فذلك من جناح؟
فقال: “خذى من ما له بالمعروف ما يكفيك و يكفى بنيك” يقول الصنعانى فشرح الحديث: به دليل على و جوب نفقه الزوجه و الاولاد على الزوج ظاهره و ان كان الولد كبيرا لعموم اللفظ و عدم الاستفصال [سبل السلام 3/1161 حديث رقم 1067] و الانفاق مستمر حتي يعتمد الولد على نفسة بالتكسب.

وفى عصرنا نري العرف الغالب ان يستمر الانفاق حتي يتخرج الابن من الجامعة الا ان يتغير المسار قبل ذلك،
ويظل الانفاق مستمرا حتي يلتحق الابن بوظيفتة او عمل شريف بمجرد انتهاء مرحلة التعليم،
ويستمر الانفاق على الابنه حتي تتزوج او تشتغل بعمل شريف لذا انصح السائل ان يشد على دينة و ان يجتهد فدراستة الجامعية حتي يتمها فمدتها بتفوق و يسعي فالالتحاق بعمل شريف و من يومها يمتنع من اي دعم ما دى يمنحة و الدة من ذلك الكسب الخبيث،
وذلك لان السائل يتمتع الان طوال فتره التربيه بحق الانفاق عليه من و الدة او و لية الشرعي،
وهذا الاخير هو المسئول يوم القيامه عن مصدر كسبة و ليس على الابن الا عدم المشاركه فعمل ابية الخبيث،
وعليه كذلك ان يديم النصح للاب قال تعالى [وامر اهلك بالصلاة و اصطبر عليها] [132طه] و قال تعالى [فذكر انما انت مذكر * لست عليهم بمصيطر] [21،22 الغاشية] و روي مسلم عن تميم الدارى مرفوعا “الدين النصيحة- ثلاثا -قلنا: لمن هي يا رسول الله؟
قال: لله و لكتابة و لرسولة و لائمه المسلمين و عامتهم”.

ولا استطيع ان احمل ذلك الشاب السائل مسئوليه كسب ابية الخبيث لقوله تعالى [ولا تكسب جميع نفس الا عليها و لا تزر و ازره و زر اخرى] [164 الانعام] و قال [كل امرئ بما كسب رهين] [21الطور] -كما لا استطيع ان انصح الابن باعتزال اسرتة فتلك الفتره من حياتة ليتحمل مسئوليه نفسة لانة فحاجة الى من يرعاة الا اذا و جد من يؤوية من اوليائة الشرعيين المامونين،
كما لو كان له شقيق كبير اوعم يتصف بالصلاح،
فاذا لم يكن له من الاولياء الشرعيين المامونين من يؤوية ظل فبيت ابية حتي يجتاز مرحلة التربيه و فتره التعليم التي لا تنتهى بالبلوغ و انما تنتهى بالالتحاق بعمل شريف و فقا لعرف اليوم،
وهذه الفتره هي مسئوليه الاب،
فمهما كانت صفه فسادة تجاة الاخرين الا انه ارعي الناس و اخوف الناس على مصلحه الابن،
ونحن فحاجة الى شفقه الاب و رعايتة فتلك الفتره الا فحال خوف الفتنه على الابن كما لو ما رس الاب نفوذة على ابنة ليجعل منه مفسدا فالارض بجعلة شريكا له..
والظاهر من السؤال ان الاب و جة ابنة للتعليم الجامعى و مصاحبه الصالحين بدليل تعرفة على التكاليف الشرعيه و جميع من ينصح السائل باعتزال اسرتة الان فغير حال الفتنة- حكم عليه بالضياع فمعترك الحياة،
الامر الذي يخشي معه ضياع دينة و دنياه،
فاذا كنا اليوم سعداء بافاقه ذلك السائل و سلامة نظرتة و تطلعة لحياة ايمانيه سليمه فاننا فالغد سنبكى على حالة ان تعرف على المتشددين او معوجى الفكر من الضائعين دينا و دنيا.

لذا اقول اخيرا للسائل ما قالة يعقوب لبنية [فصبر رائع و الله المستعان على ما تصفون] [18يوسف].


و الله اعلم


المال الحرام في تربية الاولاد