هل عدم غض البصر عن الفتيات او النساء يعتبر معصية، علما انني لا انظر اليهم بغرض الشهوة اطلاقا ولكنه مجرد نظر عادي جدا جدا؟ واذا كان معصية فانني سمعت ان المعصية لها اثر على العقل والقلب وطلب العلم الشرعى والدنيوى والحفظ. فما علاقة نظرة الى الفتيات او النساء ليس من ورائها اي قصد للشهوة ولا افكر في الفتاة او المراة التي نظرت اليهاعلى الاطلاق. فكيف يؤثر ذلك على الحفظ وطلب العلم سواء الشرعى او الدنيوي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فان امور الحلال والحرام وسائر الاحكام الشرعية انما يرجع في تحديدها الى نصوص الشرع المعصوم ولا يجوز للانسان ان يعمل عقله في ذلك معترضا فيقول: ما بال هذا الامر قد حرمه الله وهذا قد احله؟ فان هذا هو مسلك الكفار من اليهود واشباههم الذين ذم الله مسلكهم وعابه بقوله: الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا.{البقرة: 275}.
فرد الله سبحانه عليهم ذلك بقوله: واحل الله البيع وحرم الربا. {البقرة: 275}.
يقول ابن كثير رحمه الله: { انما البيع مثل الربا } اي: هو نظيره، فلم حرم هذا وابيح هذا؟ وهذا اعتراض منهم على الشرع، اي: هذا مثل هذا، وقد احل هذا وحرم هذا!وقوله تعالى: { واحل الله البيع وحرم الربا } يحتمل ان يكون من تمام الكلام ردا عليهم، اي: قالوا: ما قالوه من الاعتراض، مع علمهم بتفريق الله بين هذا وهذا حكما، وهو الحكيم العليم الذي لا معقب لحكمه، ولا يسال عما يفعل وهم يسالون، وهو العالم بحقائق الامور ومصالحها، وما ينفع عباده فيبيحه لهم، وما يضرهم فينهاهم عنه، وهو ارحم بهم من الوالدة بولدها الطفل.انتهى.
والله سبحانه قد حرم على الرجال النظر الى النساء سواء كان هذا النظر بشهوة او بغير شهوة لكن لا شك ان النظر بشهوة اقبح واشد تحريما وهذا يعم كل بدن المراة على الراجح من كلام اهل العلم، وخالف في ذلك بعض العلماء فذهبوا الى ان ما جاز للمراة كشفه من الوجه والكفين على مذهبهم يجوز النظر اليه بغير شهوة اما النظر بشهوة فهو محرم بالاجماع، وقد بينا هذا في الفتاوى: 41346، 36031، 5776.
والخلاصة ان النظر الى ما سوى الوجه والكفين من المراة محرم اجماعا سواء كان بشهوة او بغير شهوة والنظر الى الوجه والكفين كذلك على الراجح.
اما تاثير النظر على الحفظ والفهم فهذا من عقوبات الله سبحانه للعصاة وهو سبحانه لا يسال عما يفعل وقد قال سبحانه: ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا.{النساء:123}. وراجع الفتوى رقم: 121167.
والله اعلم.