النظر للعري يجلب التعاسة

ان العيون هي اشمل و احلى جهاز يري فيه الانسان الناس،
والعيون للرؤية،
وما اقسي و اقبح ما رات هذي العيون من سلوكيات و تصرفات و مشاهدة صنعها الانسان،
تلك السلوكيات و التصرفات و المشاهدة قتلت قدره العيون على الرؤية.
لقد عاشت العيون لتشاهد شياء لا تستطيع التحديق فيها،
شاهدت العيون بعض الناس الذين لا ممكن لرؤيتها ان تكتشفهم بسهولة،
فهم يتلونون بالوان مختلفة،
يعرفون كيف يخرجون بالشكل الملائم لكل و جة و فكل مناسبة.
هؤلاء هم الذين يملكون الف و جه،
لا يقولون الحقيقة فمعظم الاحايين،
لان داخلهم يؤذيهم عندما يطلقون الحقيقة.
لقد استطاعت العيون النظر الى تلك المشاهد،
بل جرؤت على النظر لعشقها لتلك المشاهد.

اصبحت العين تحب مشاهدة الزحام،
وتحب ان تكون و سط مجموعة من العيون،
وهي اصبحت لا تطيق العزله و لا تسعد بالوحدة،
لانها تحب مشاهدة القسوه و العنف و الدم و الجراح.

لقد اصبحت العيون اليوم ذات و ظائف غير انها جهاز رؤية او تحديق.
لقد اصبحت (العيون)..
تعشق الزني و مشاهدة الرذائل فحين كانت لا تحب سوي المناظر الرائعة الخضراء و الغزلان.
وعندما انحرفت و ظيفتها فجرت جميع شيء فداخل الانسان.
بعض الناس لا يطيقون الظلام،
ولا يحسنون الجلوس فمواقعه،
ولا يطيقون الاستخفاف بالحاجات التي ترافق الظلام،
ويعتبرونة مصدر الاكتئاب و لكن تجدهم حريصين جميع الحرص على ادخال خصومهم و منافسيهم حالة و مواقع الظلام،
هؤلاء هم الذين يشعرون بالتعاسه فاحايين كثيرة من حياتهم.
مسؤوليه تربيه العيون ليست سهلة،
كما يظن البعض،
وليس جميع فرد يصلح لان يتولي هذي المسؤولية،
انها تحتاج الى مواهب و مبادئ و قيم خاصة،
واستعداد معين لا بد ان تتوافر فاى فرد حتي يضطلع بها.
وهنالك اناس جاهزون لان يكونوا مسؤولين عن تربيه عيون الاخرين و صفاتهم تؤهلهم لهذه المسؤوليه الشاقة،
نعم صفاتهم تؤلهم لان يراعوا مسؤوليه غيرهم،
وهي مسؤوليه تحتاج الى صبر كبير.
وهنالك فريق يظن انه قادر على القيام باعباء هذي المهمه الصعبة فهو غير مؤهل للقيام بها.

ان العيون هي الجهاز الذي ينظر للعاهات و الاخطاء و النقائص،
وقد تعجب فيها و ربما لا.
وقد تعجب فيها و لا يستطيع اي جهاز احدث بالانسان ان يغير رايها فيما شاهدت مهما كان الامر،
وهذه هي العيون التي ترفض مشاهدة ما راتة العيون الاخرى،
وهي العيون الجامدة جدا،
وهذه العيون تنفر من ذاتها،
وهي العيون المزاجيه التي لا ممكن الاعتماد عليها فاللحظات الحرجة.
بعض العيون تتخاصم،
ولكن خصامها صعب جدا،
لا ممكن ان تعود الى حالاتها الطبيعية،
الا بعد مرور لمدة طويله كافيه لنسيان سبب التخاصم،
ولكنها لا تستطيع ان تنسي القسوة.

وهنالك عيون غير متسامحه و تحب الخصام و تحب النكد الذي يجلب المتاعب فهي تحرص على مشاهدة تلك المواقف و المناظر التي تحقق لها ذلك.
الا ممكن للعيون ان تفعل شيئا لكي تنقذ الانسان المتهم البريء او لتنقد نفسها من بعض الوقاحات و النذالات و العداونيات التي الهمتها ان تجرؤ على اتهام الانسان البريء؟

> بل..
تستطيع ذلك!

هذا يتبين من تربيه تلك العيون على الخير و قول الحق و عدم الكذب او الافتراء.
ان العيون السليمه النظر و الناضجه الرؤية قادره على رفض جميع الذنوب و التفاهات و النقائص و العاهات التشوهات و الحماقات و الخطايا.

> الا ممكن للعيون ان تصاب بشيء من النخوه او الشهامه عندما تشاهد المنكر لتستر عليه؟

> الا ممكن للعيون ان تصاب بالعفه النفسيه من نشاط ضمير حاملها؟
حتي لا تضخم المنكر ليصل الى درجه الرذائل.

بعض..
العيون..
عندما تكون فجلسة،
تراها تسرق الاضواء،
بنظرات هادئة،
عفيفة،
لا تنظر فاى شيء و فكل شيء،
لا ممكن ان تتحرك فكل اتجاه،
ولكنها على ايه حال تلفت النظر اليها بسرعه شديدة.
انها العيون الواعيه المشرقة.

العيون الهادئه تحب الطبيعه و تلاحظها جيدا،
وتلحظ مولد الربيع،
وظهور الازهار و الورود و الياسمين.

تسعد بالاشجار،
تحب العيش على شاطئ البحر،
لتسعد بالنسيم العليل،
ودفء الشمس الحنون فبرد الشتاء.
وهنالك عيون تعشق مشاهدة العرى فكل شيء،
وتعجبها الابواب الموصده للخير و المفتوحه للشماته،
او التلهى او التسلى او التشفى بالام الاخرين و عاهاتهم و دموعهم و ضعفهم.
هذه هي العيون التي لا تحسب حسابا للغد على الاطلاق،
كل ما يهمها هو ان تعيش لحظتها بكل ما فيها.
هذه هي العيون التي لا تحمل اي خوف من ارتكاب الذنب فحق الاخرين،
هى نفسها لا تحمل هما لهموم الاخرين،
هى التي تريد ان تكون الابواب دائما مفتوحه للشر و الالم.
هى التي لا تثق فكل من يتعامل معها،
انها تشك فكل رؤية،
تعتقد انها تنظر اليها و تغتابها،
وربما تتامر عليها،
وربما تهددها.
انها لا تري لانها ليست عيون!

هل يوجد من يملك الرؤية غير جهاز..
العيون..
انها تلقى بما تري فالطرقات و الارصفه و مواقع القمائم!
عديد من العيون يخفن من اي..
دواء..
وتصاب بالرعب عندما تشاهد المستشفى،
ولهذا الاسباب =تهرب العيون من شوارع المستشفيات،
وربما كان الاسباب =تجربه قاسيه مرت بها،
لانها لا تريد ان تكون فمركز الاهتمام.
ولكنها تعشق الوقوف امام..
[المراة]..
محدقه بها طويلا،
بارتجاف و ضراعه كانها تناشدها ان تكون جميلة.
هذا النوع من العيون الذي تؤرقة المشاكل البصرية،
وتحزن عندما تلامسها الرياح القوية،
وتقع فبراثن الاكتئاب عندما يصطدم فيها الغبار و الاتربة،
وهذا النوع الذي يحب ان يجرب جميع شيء حتي و لو كان لا يناسبها زياده الخبره و التجربة.
وما اكثر هذي العيون التي يسهل جدا جدا خداعها،
وتصدق جميع ما تنظر الية دون تميز او فحص،
والبعض تعمل العكس تاخذ الحيطه و لا تقبل مشاهدة اي منظر.

ان عيون الانسان هي اداه دلالة!
ان عيون الانسان تجسد تاريخ الانسان المتحرك!

ان عيون الانسان ترتجف و تغضب و تتوتر و تخاف و تنفعل و تتشنبح و ترفض و تحزن و تقاوم الخير و الباطل معا.
كما انها تعانق و تصافح و تسالم و تؤمن.

>> فاحسنوا تربيه عيونكم!

والبعض من الناس يحمل عيونا لا تحمل احتمالات رؤية،
وكانها مغلقة،
وتنظر اعينهم بما تلامسة اصابعهم،
فيمارسون الرؤية باصابعهم و يحكمون على المواقف بملامسه الاصابع.
وهذا هو عمي البصيره و العياذ بالله!
هذه العيون التي فقدت الرؤية فلم تشاهد جمال الطبيعه و عبقريه مبدعها.

ان العيون اليقظه الناضجه هي العيون الرائيه للعيون المعذبة،
وهي القادره بقدرتها على رؤية العذاب فالعيون المعذبه بكل عذابها،
وشقائها،
تعيش عذابها بكل احاسيسها،
ونظراتها،
وصراخها،
ودموعها،
واستنجادها.
لان العيون هي التي تنقل ما تشاهدة من مناظر الى المخ مباشره و بالتالي تدخل تلك المشاهدات الى الذات،
و لذا يتعذب الانسان برؤيته للتعذيب و الاضطهاد و العنف و الدم و الدمامات.

ان ذنب العيون لا يعالج الا بالدين او الاخلاق او بالتفكير المنطقي،
ولا يعالج بعملية جراحية،
ولكن مرض العيون هو الذي يعالج بعملية جراحية.
وما اكثر العيون التي تحتاج لعلاج الدين و الاخلاق.
ان رؤية العيون للمعاناه و الاحساس فيها و التالم من اجلها تعني الرحمه فالخلق الانسان.
واصحاب العيون الحاقده القاسيه هي التي تملا عيونهم العاهات و الاحقاد و الطغائن و التفاهات،
فلا يروا غيرها،
حتي الشمس لا يستطيعوا رؤيتها فالظهيرة.

اذن تؤكد لنا هذي الحالات المختلفة ان العيون فالبشر للرؤية و الاحساس.
وعبقريه العيون ان تحول اقبح الحاجات الى احلى الاشياء،
اى ان العيون تستطيع تحويل الشيء الى نقيضه،
اى لديها قدره التزوير،
اى تزوير الرؤية.
لقد اصبحت العيون اليوم قادره على..
الزنى..
اكثر من اي وقت مضى،
فهي تزنى فاى وقت تشاء و فاى مكان تريد و تزنى فاى شيء تريد.
وما اسعد العيون التي تعجز عن الرؤية فهذا العصر المليء بالتشوهات و الفجع و الالام و الدمامات و الذنوب و الخطايا،
والتى تجيء بلا حساب و لا اوان.
ان الاستخدام لا يصبح الا بعد وجود الشيء،
الا العيون ربما تجدها ضمن اجهزة الانسان و لكنها مصابة..
بالعمي..
وهذا هو..
[عمي البصيرة]..
وما اكدة القران الكريم حين قال تعالى: {افلم يسيروا فالارض فتكون لهم قلوب يعقلون فيها او اذان يسمعون فيها فانها لا تعمي الابصار و لكن تعمي القلوب التي فالصدور} سورة الحج 46.
قد تختلف الرؤية من عيون لاخرى،
هذه الرؤية المختلفة؟
لماذا نري ذلك جميلا و ذاك دميما؟
لماذا يصبح الورد جميلا فعيوننا دون بقيه النباتات الاخرى؟
انة الاعجاز من الخالق تبارك و تعالى!

الذى جعل من و ظائف العيون النظر لمخلوقاتة للتعمق فمعرفه معجزاتة سبحانة و تعالى فقال تعالى: {افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت* و الى السماء كيف رفعت* و الى الارض كيف سطحت} سورة الغاشيه 20.
لهذا كانت العيون من ارقى الاجهزة البشريه التي تقدر على النظر و التعمق فمشاهدة مخلوقات الله سبحانة و تعالى.

>> فاحسنوا تربيه عيونكم!

لهذا الاعجاز الربانى العظيم لم يستطع الانسان تحديد مقاييس الجمال و الدمامه او القبح،
وهذه من نعم المولي تبارك و تعالى.
ان رؤيتنا للحاجات و حكمنا عليها و احتياجنا اليها يجعلنا نحن من نضع المقاييس و ذلك اسباب الاختلاف فتحديدها.
فالانسان يجب الجمال بطبعة البشرى و يحب ان يمارسه،
ويسعد فيه لدرجه كبيرة،
ويقاتل من اجلة بحياتة و كرامتة و شرفة و لعل ما قالة الشعراء فهذا المجال خير دليل.
وما اكثر القصص التي عرفناها و تلقنها من حياة العرب و الحب الجنونى كقصة مجنون ليلى،
ورائع بثينه و حب عنتر و عبله و غيرهم كثيرا.

والعيون هي مركز الشر فالذات البشريه فهي الدافع الاول للاقدام على الشر فهي الجهاز الذي يحسن جميع الحاجات للانسان.
فالبعض من الناس تحب عيونة النظر الى عمليات الفواحش و الرذائل الاخلاقية،
فعيناة تحترقان من اجل ذلك،
وضميرة لا يتعذب من اجل ذلك،
بل يسير فطريق الشهوات و الملذات،
ويفعل جميع اخطائة و تلوثاتة و ذنوبة دون ادني رادع.
و لذا نهي الشارع الاسلامي النظر الى مواقع الملذات،
وما يثير الشهوات فالذات البشريه فقال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم و يحفظوا فروجهم هذا ازكي لهم ان الله خبير بما يصنعون*وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن على جيوبهن و لا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ابائهن} سورة النور 31.

ان جميع شيء يتغير و يتخطي صفاتة و مستوياتة اذا تغيرت صورتة الاساسية فبؤره العيون،
وهذا ما يقلب الحقيقة الى باطل و الباطل الى حقيقة.
فالعيون هي التي تغذي العقل بالمعلومات ليفكر و يقول راية فكل شيء بعد صدور الاوامر الية من العيون.

ان الاسباب ممكن ان تفهم او ان تعقل بعد نظر العيون اليها و تغذيه العقل فيها بعدها تفسر.
ولو لم نكن قادرين على فهم و تفسير الحاجات لما استطعنا ان نعقلها.
ان جميع شيء ممكن ان تنظر الية العيون و تفهمة و تفسرة و تعقلة الا..
الموت..
لم تستطع اي عيون او عقل او فكر او اي جهاز بشرى ان يعرف جميع اسرار و خبايا و ما هيه الموت.
وسبحانة الله العظيم العالم العليم!

ان مما رسه الانسان تجرا الى النظر بجساره الى داخل نفسه،
ويشعر بمدي الخطر المحدق فيه بسبب اخطائة و تجاوزاتة على نفسة و على الاخرين.
ان اي انسان عاقل رشيد يجرؤ على محاسبه نفسة و النظر الى داخلها بلا اغطيه او حواجز او حساسيات فسوف يري الشيء الغريب و العجيب من امر نفسه،
وبعدين لن تجرؤ عيناة على مشاهدة و النظر الى اخطاء و عيون و نواقض و قبائح الاخرين،
فهو اولي بنفسة عن غيرها.
وما احلى مقوله الفارون عمر بن الخطاب رضى الله عنه: (حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا و زنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم).

>> فاحسنوا تربيه عيونكم!.

ان العيون الفاسده و الحاقده و الحاسده هي التي لا تري سوي الشر و التشوهات و الدمامات،
و لذا فهي فاسده و حاقده و حاسده لكل عيون تري الخير.
ان العيون الواعيه السليمه الصحيحة هي التي تري الخير و الجمال و الفضيله و الامل المشرق،
واذا نظرت و شاهدت منكرا تعمل على سرعه ازالتة بهدوء بالتعامل مع..
[الستر]..
وتخفي جميع عناصر الفضيحة و الشر.
وكن جميلا تر الوجود جميلا.

ان التمرد على رؤية الشر جميلا لهو تمرد على اضخم عناصر العيون الحاقده و الحاسده و الناقمه على المجتمع.

>> فاحسنوا تربيه عيونكم!
علي النظر الى الخير و الفضائل و الامال.


النظر للعري يجلب التعاسة