بحث عن اللغة العربية

عن بحث اللغة العربية 20160911 2007

اهمية اللغه :


اللغه فكر ناطق،
والتفكير لغه صامتة.
واللغه هي معجزه الفكر الكبرى.


ان للغه قيمه جوهريه كبري فحياة جميع امه فانها الاداه التي تحمل الافكار،
وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين ابناء الامه الواحده ،

وبها يتم التقارب و التشابة و الانسجام بينهم.
ان القوالب اللغويه التي توضع بها الافكار،
والصور الكلاميه التي تصاغ بها المشاعر و العواطف لا تنفصل مطلقا عن مضمونها الفكرى و العاطفى .



ان اللغه هي الترسانه الثقافيه التي تبنى الامه و تحمى كيانها.
وقد قال فيلسوف الالمان فيختة : ((اللغه تجعل من الامه الناطقه فيها كلا متراصا خاضعا لقوانين .

انها الرابطه الحقيقيه بين عالم الاجسام و عالم الاذهان )) .



و يقول الراهب الفرنسي غريغوار : (( ان مبدا المساواه الذي اقرتة الثوره يقضى بفتح ابواب التوظف امام كل المواطنين،
ولكن تسليم زمام الادارة الى اشخاص لا يحسنون اللغه القوميه يؤدى الى محاذير كبيرة،
واما ترك هؤلاء خارج ميادين الحكم و الادارة فيخالف مبدا المساواة،
فيترتب على الثوره – و الحالة هذي – ان تعالج هذي المشكلة معالجه جدية؛
وذلك بمحاربه اللهجات المحلية،
ونشر اللغه الفرنسية الفصيحه بين كل المواطنين )) .



و يقول فوسلر : (( ان اللغه القوميه وطن روحى يؤوى من حرم و طنة على الارض )) .



و يقول مصطفى صادق الرافعى : (( ان اللغه مظهر من مظاهر التاريخ،
والتاريخ صفه الامة.
كيفما قلبت امر اللغه – من حيث اتصالها بتاريخ الامه و اتصال الامه فيها – و جدتها الصفه الثابته التي لا تزول الا بزوال الجنسية و انسلاخ الامه من تاريخها .
))


و ربما صدر بيان من مجلس الثوره الفرنسية يقول : (( ايها المواطنون : ليدفع كلا منكم تسابق مقدس للقضاء على اللهجات فجميع اقطار فرنسا لان تلك اللهجات رواسب من بقايا عهود الاقطاع و الاستعباد .
)) اهمية اللغه العربية :


اللغه – عند العرب – معجزه الله الكبري فكتابة المجيد .



لقد حمل العرب الاسلام الى العالم،
وحملوا معه لغه القران العربية و استعربت شعوب غرب اسيا و شمال افريقيه بالاسلام فتركت لغاتها الاولي و اثرت لغه القران،
اى ان حبهم للاسلام هو الذي عربهم،
فهجروا دينا الى دين،
وتركوا لغه الى ثانية .



لقد شارك الاعاجم الذين دخلوا الاسلام فعبء شرح قواعد العربية و ادابها للاخرين فكانوا علماء النحو و الصرف و البلاغه بفنونها الثلاثه : المعاني ،

والبيان ،

والبديع .



و ربما غبر دهر طويل كانت اللغه العربية هي اللغه الحضاريه الاولي فالعالم .



و اللغه العربية اقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من الفاظ و تراكيب و صرف و نحو و ادب و خيال،
مع الاستطاعه فالتعبير عن مدارك العلم المختلفة.
ونظرا لتمام القاموس العربي و كمال الصرف و النحو فانها تعد ام مجموعة من اللغات تعرف باللغات الاعرابيه اي التي نشات فشبة جزيره العرب ،

او العربيات من حميريه و بابليه و اراميه و عبريه و حبشية،
او الساميات فالاصطلاح الغربى و هو مصطلح عنصرى يعود الى ابناء نوح الثلاثه : سام و حام و يافث.
فكيف ينشا ثلاثه اخوه فبيت واحد و يتكلمون ثلاث لغات ؟



ان اللغه العربية اداه التعارف بين ملايين البشر المنتشرين فافاق الارض،
وهي ثابته فاصولها و جذورها،
متجدده بفضل ميزاتها و خصائصها .



ان الامه العربية امه بيان،
والعمل بها مقترن بالتعبير و القول،
فللغه فحياتها شان كبير و قيمه اعظم من قيمتها فحياة اي امه من الامم.
ان اللغه العربية هي الاداه التي نقلت الثقافه العربية عبر القرون،
وعن طريقها و بوساطتها اتصلت الاجيال العربية جيلا بعد جيل فعصور طويلة،
وهي التي حملت الاسلام و ما انبثق عنه من حضارات و ثقافات،
وبها توحد العرب قديما و فيها يتوحدون اليوم و يؤلفون فهذا العالم رقعه من الارض تتحدث بلسان واحد و تصوغ افكارها و قوانينها و عواطفها فلغه واحده على تنائى الديار و اختلاف الاقطار و تعدد الدول.
واللغه العربية هي اداه الاتصال و نقطه الالتقاء بين العرب و شعوب كثيرة فهذه الارض اخذت عن العرب جزءا كبيرا من ثقافتهم و اشتركت معهم – قبل ان تكون ( الاونيسكو ) و المؤسسات الدوليه – فالعديد من مفاهيمهم و افكارهم و مثلهم،
وجعلت الكتاب العربي المبين ركنا اساسيا من ثقافتها،
وعنصرا جوهريا فتربيتها الفكريه و الخلقيه .



ان الجانب اللغوى جانب اساسى من جوانب حياتنا،
واللغه مقوم من اهم مقومات حياتنا و كياننا،
وهي الحامله لثقافتنا و رسالتنا و الرابط الموحد بيننا و المكون لبنيه تفكيرنا،
والصله بين اجيالنا،
والصله ايضا بيننا و بين كثير من الامم .



ان اللغه من اروع السبل لمعرفه شخصيه امتنا و خصائصها،
وهي الاداه التي سجلت منذ ابعد العهود افكارنا و احاسيسنا.
وهي البيئه الفكريه التي نعيش فيها،
وحلقه الوصل التي تربط الماضى بالحاضر بالمستقبل.
انها تمثل خصائص الامة،
وقد كانت عبر التاريخ مسايره لشخصيه الامه العربية،
تقوي اذا قويت،
وتضعف اذا ضعفت .



لقد غدت العربية لغه تحمل رساله انسانيه بمفاهيمها و افكارها،
واستطاعت ان تكون لغه حضارة انسانيه و اسعه اشتركت بها امم شتي كان العرب نواتها الاساسية و الموجهين لسفينتها،
اعتبروها جميعا لغه حضارتهم و ثقافتهم فاستطاعت ان تكون لغه العلم و السياسة و التجاره و العمل و التشريع و الفلسفه و المنطق و التصوف و الادب و الفن .



و اللغه من الامه اساس و حدتها،
ومرأة حضارتها،
ولغه قرانها الذي تبوا الذروه فكان مظهر اعجاز لغتها القوميه .



ان القران بالنسبة الى العرب جميعا كتاب لبست به لغتهم ثوب الاعجاز،
وهو كتاب يشد الى لغتهم مئات الملايين من اجناس و اقوام يقدسون لغه العرب،
ويفخرون بان يصبح لهم منها نصيب .



و اورد هنا بعض الاقوال لبعض العلماء الاجانب قبل العرب فاهمية اللغه العربية .

يقول الفرنسي ارنست رينان : (( اللغه العربية بدات فجاه على غايه الكمال،
وهذا اغرب ما و قع فتاريخ البشر،
فليس لها طفوله و لا شيخوخه .
))


و يقول الالمانى فريتاغ : (( اللغه العربية اغني لغات العالم )) .



و يقول و ليم و رك : (( ان للعربية لينا و مرونه يمكنانها من التكيف و فقا لمقتضيات العصر.
))


و يقول الدكتور عبدالوهاب عزام : (( العربية لغه كاملة محببه عجيبة،
تكاد تصور الفاظها مشاهد الطبيعة،
وتمثل كلماتها خطرات النفوس،
وتكاد تتجلي معانيها فاجراس الالفاظ،
كانما كلماتها خطوات الضمير و نبضات القلوب و نبرات الحياة .

))


و يقول مصطفى صادق الرافعى : (( انما القران جنسية لغويه تجمع اطراف النسبة الى العربية،
فلا يزال اهلة مستعربين به،
متميزين بهذه الجنسية حقيقة او حكما .
))


و يقول الدكتور طة حسين : (( ان المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصى الثقافه فحسب،
بل فرجولتهم نقص كبير و مهين ايضا.))


خصائص اللغه العربية:


للعربية خصائص كثيرة يضيق المجال عن حصرها فهذه المحاضرة،
لذا ساقتصر على بعضها تاركا،
لمن اراد التوسع،
الرجوع الى امهات الكتب فهذا المجال .



1 – الخصائص الصوتيه :


ان اللغه العربية تملك اوسع مدرج صوتى عرفتة اللغات،
حيث تتوزع مخارج الحروف بين الشفتين الى اقصي الحلق.
وقد تجد فلغات ثانية غير العربية حروف اكثر عددا و لكن مخارجها محصورة فنطاق اضيق و مدرج اقصر،
كان تكون مجتمعه متكاثره فالشفتين و ما و الاهما من الفم او الخيشوم فاللغات الكثيرة الغنه ( الفرنسية مثلا)،
او تجدها متزاحمه من جهه الحلق .



و تتوزع هذي المخارج فهذا المدرج توزعا عادلا يؤدى الى التوازن و الانسجام بين الاصوات.
ويراعى العرب فاجتماع الحروف فالكلمه الواحده و توزعها و ترتيبها بها حدوث الانسجام الصوتى و التالف الموسيقي.
فمثلا لا تجتمع الزاى مع الظاء و السين و الضاد و الذال.
ولا تجتمع الجيم مع القاف و الظاء و الطاء و الغين و الصاد،
ولا الحاء مع الهاء،
ولا الهاء قبل العين،
ولا الخاء قبل الهاء ،

ولا النون قبل الراء ،

ولا اللام قبل الشين .



و اصوات العربية ثابته على مدي العصور و الاجيال منذ اربعه عشر قرنا.
ولم يعرف كهذا الثبات فلغه من لغات العالم فمثل ذلك اليقين و الجزم.
ان التشوية الذي طرا على لفظ الحروف العربية فاللهجات العاميه قليل محدود،
وهذه التغيرات مفرقه فالبلاد العربية لا تجتمع كلها فبلد واحد.
وهذا الثبات،
علي عكس اللغات الاجنبية،
يعود الى امرين : القران،
ونزعه المحافظة عند العرب .



و للاصوات فاللغه العربية و ظيفه بيانيه و قيمه تعبيرية،
فالغين تفيد معني الاستتار و الغيبه و الخفاء كما نلاحظ ف: غاب ،

غار ،

غاص ،

غال ،

غام.
والجيم تفيد معني الجمع : جمع ،

جمل،
جمد ،

جمر.
وهكذا .



و ليست هذي الوظيفه الا فاللغه العربية ،

فاللغات اللاتينيه مثلا ليس بين نوعيات حروفها كهذه الفروق،
فلو ان كلمتين اشتركتا فجميع الحروف لما كان هذا دليلا على اي اشتراك فالمعنى.
فعندنا العبارات الاتيه فالفرنسية مشتركه فاغلب حروفها و اصواتها و لكن ليس بينها اي اشتراك فالمعني Ivre سكران oeuvre اثر او تاليف ouvre يفتح livre كتاب lèvre شفه .



2 – الاشتقاق :


العبارات فاللغه العربية لا تعيش فرادي منعزلات بل مجتمعات مشتركات كما يعيش العرب فاسر و قبائل.
وللكلمه جسم و روح،
ولها نسب تلتقى مع مثيلاتها فما دتها و معناها : كتب – كاتب – مكتوب – كتابة – كتاب..
فتشترك هذي العبارات فمقدار من حروفها و جزء من اصواتها .



و تشترك الالفاظ المنتسبه الى اصل واحد فقدر من المعني و هو معني المادة الاصلية العام.
اما اللغات الثانية كالاوروبيه مثلا فتغلب عليها الفرديه .

فمادة ( ب ن و ) فالعربية يقابلها فالانكليزيه : son ابن و daughter بنت.
اما فالفرنسية فتاتى ما ده ( مثل ت ب ) على الشكل الاتي : كتاب livre مكتبه عامة bibliothèque محل بيع الكتب librairie يكتب ècrire مكتب bureau .



و ثبات اصول الالفاظ و محافظتها على روابطها الاشتقاقيه يقابل استمرار الشخصيه العربية اثناء العصور،
فالحفاظ على الاصل و اتصال الشخصيه و استمرارها صفه يتصف فيها العرب كما تتصف فيها لغتهم،
اذ تمكن الخاصة الاشتقاقيه من تمييز الدخيل الغريب من الاصيل .



ان اشتراك الالفاظ ،

المنتميه الى اصل واحد فاصل المعني و فقدر عام منه يسرى فجميع مشتقات الاصل الواحد مهما اختلف العصر او البيئة،
يقابلة توارث العرب لمكارم الاخلاق و المثل الخلقيه و القيم المعنويه جيلا بعد جيل.
ان و سيله الارتباط بين اجيال العرب هي الحروف الثابته و المعني العام .



و الروابط الاشتقاقيه نوع من التصنيف للمعاني فكلياتها و عمومياتها،
وهي تعلم المنطق و تربط اسماء الحاجات المرتبطه فاصلها و طبيعتها برباط واحد،
وهذا يحفظ جهد المتعلم و يوفر و قتة .



ان خاصة الروابط الاشتقاقيه فاللغه العربية تهدينا الى معرفه كثير من مفاهيم العرب و نظراتهم الى الوجود و عاداتهم القديمة،
وتوحى بفكرة الجماعة و تعاونها و تضامنها فالنفوس عن طريق اللغة.


3 – خصائص الكلمه العربية ( الشكل و الهيئه او البناء و الصيغه او الوزن ) :


ان صيغ العبارات فالعربية هي اتحاد قوالب للمعاني تصب بها الالفاظ فتختلف فالوظيفه التي تؤديها.
فالناظر و المنظور و المنظر تختلف فمدلولها مع اتفاقها فاصل المفهوم العام الذي هو النظر.
الكلمه الاولي بها معني الفاعليه و الاخرى المفعوليه و الثالثة المكانيه .



و للابنيه و القوالب و ظيفه فكريه منطقيه عقلية.
لقد اتخذ العرب فلغتهم للمعاني العامة او المقولات المنطقيه قوالب او ابنيه خاصة : الفاعليه – المفعوليه – المكان – الزمان – السببيه – الحرفه – الاصوات – المشاركه – الاله – التفضيل – الحدث .



ان الابنيه فالعربية تعلم تصنيف المعاني و ربط المتشابة منها برباط واحد،
ويتعلم ابناء العربية المنطق و التفكير المنطقى مع لغتهم بكيفية ضمنيه طبيعية فطريه .



و للابنيه و ظيفه فنية،
فقوالب الالفاظ و صيغ العبارات فالعربية اوزان موسيقية،
اى ان جميع قالب من هذي القوالب و جميع بناء من هذي الابنيه ذو نغمه موسيقيه ثابتة.
فالقالب الدال على الفاعليه من الافعال الثلاثيه مثلا هو دوما على وزن فاعل و الدال على المفعوليه من هذي الافعال على وزن مفعول .



و ان بين اوزان الالفاظ فالعربية و دلالاتها تناسبا و توافقا،
فصيغه ( فعال) لمبالغه اسم الفاعل تدل بما بها من تشديد الحرف الثاني على الشده او الكثرة،
وبالف المد التي بها على الامتداد و الفاعليه الخارجية .



و تتميز اللغه العربية بالموسيقيه فجميع الفاظها ترجع الى نماذج من الاوزان الموسيقية،
والكلام العربي نثرا كان ام شعرا هو مجموع من الاوزان و لا يظهر عن ان يصبح تركيبا معينا لنماذج موسيقيه .



و ربما استثمر الشعراء و الكتاب العرب هذي الخاصة الموسيقيه فقابلوا بين نغمه الكلام و موضوعة مقابله لها اثر من الوجهه الفنية.
فمثلا يقول النابغه الذبيانى :


ميلوا الى الدار من ليلي نحييها نعم و نسالها عن بعض اهليها


حيث ينقلك الى جو عاشق يهيم و يتامل و تهفو نفسة برقه و حنان الى اثار الحبيب بما فالبيت من نعومه الحروف و كثرة المدود و حسن توزعها و جمال تركيب الالفاظ .



و يقول البحترى متحدثا عن الذئب :


عوي بعدها اقعي فارتجزت فهجتة فاقبل كالبرق يتبعة الرعد


فينقل تتابع حركات الذئب السريع فالفاظ قصيرة الاوزان متواليه الحركات .



و ربما بلغت هذي الخاصة الموسيقيه ذروتها فالتركيب القراني،
فانت تحس،
مثلا فسورة العاديات ،

عدو الخيل : (( و العاديات ضبحا.
فالموريات قدحا.
فالمغيرات صبحا.
فاثرن فيه نقعا.
فوسطن فيه جمعا )).


و كان لاوزان الالفاظ اثر فجمال الكتابة العربية،
فالعبارات التي على وزن واحد تتشابة الفاظها الكتابيه كالعبارات على وزن فاعل او على وزن مفعول.
ان هذي العبارات فالتركيب يصبح منها ما يشبة الزخارف العربية .



و تتارجح الصيغ بين الثبات و التطور،
والثبات غالب و لا يسبب ذلك جمود العربية،
فان لها على حالتها الحاضره من الصيغ و الابنيه غني لا تضارعها به لغه ثانية من اللغات الراقيه التي تفى باشياء الانسان فمثل ذلك العصر .



ان الااثناء بهذه الابنيه و افسادها افساد لنظام اللغة،
ف لذا كان العرب اذا ادخلوا كلمه اعجميه احتاجوا اليها صاغوها على نماذج الفاظهم و بنوها على احد ابنيتهم و جعلوها على احد اوزانهم .



و بين العربية و الطبيعه صله و ثقى،
فالاجسام فالطبيعه على كثرتها ترجع الى عناصر بسيطة محدوده العدد تتشابة و تختلف بحسب تشابة تركيب ما دتها و اختلافه.
وايضا اللغه العربية ترجع كلماتها التي لا تكاد تحصي الى عناصر محدوده ثابته هي الحروف.
وفى الطبيعه تشابة و نمطيه و تكرر،
فللشجره مهما كان نوعها اوراق و اغصان جذع و ثمر.
وفى اللغه كذلك تشابة بين ابنيه الفاعلين و المفعولين و المكان و الزمان.
ولكل فرد من افراد الجنس الواحد فالطبيعه ذاتيتة مع مشابهتة لسائر افراد الجنس.
وايضا للفظ ذاتيتة مع مشابهتة لسائر الالفاظ المشتركه معه فالاصل او البناء و الصيغة.
وفى الطبيعه تسلسل و توارث يقابلة تسلسل و توارث فاللغة.
وفى الطبيعه محافظة و تجديد،
وايضا فاللغه محافظة و تجديد كذلك .



4 – التعريب :


يتشابة نظام العربية مع نظام المجتمع العربي.
فكما يرتبط افراد المجتمع العربي و قبائلة بصلات القربي و النسب و التضامن و التعاون،
ترتبط الفاظها فنسق خاص فحروفها و اصواتها،
ومادتها و تركيبها ،

وهيئتها و بنائها .



و حين يدخل غريب على المجتمع فلا بد له لكي يكون عضوا به من ان يلتزم باخلاقة و عاداته،
فايضا اللفظه الاعجميه اذا دخلت يجب ان تسير على اوزان العربية و هيئاتها و صيغها لكي تصبح عضوا كامل العضويه فالاسرة اللغويه .



و يستخدم فالعربية مصطلح التعريب بينما فاللغه الاجنبية استعاره emprunt.
والتعريب احد مظاهر التقاء العربية بغيرها من اللغات على مستوي المفردات.


و كانت الالفاظ الدخيله فالعصر الجاهلي قليلة محدوده تتصل بالحاجات التي لم يعرفها العرب فحياتهم.
وهي محصورة فالفاظ تدل على حاجات ما ديه لا معنويه ك: كاس – مسك – مرجان – درهم..
وتعود قله الدخيل الى سببين : انغلاقهم على انفسهم و اعتدادهم بانفسهم و بلغتهم .



اما بعد الاسلام فقد اتصلت العربية باللغات الثانية فانتقلت اليها الفاظ حديثة تتعلق كلها بالمحسوسات و الماديات كاسماء الملابس و الاطعمة =و النباتات و الحيوان و شؤون المعيشه او الادارة.
وقد انعدم التاثير فالاصوات و الصيغ و التراكيب .



ان ذلك الداخل على الغالب لم يبق على حالة بل صيغ فقالب عربي،
و لذا كانت المغالاه و الاكثار من الغريب و فسح المجال من غير قيد مظهرا من مظاهر النزعه الشعوبيه فالميدان اللغوى قديما و حديثا .



و كانت كيفية العرب فنقل الالفاظ الاجنبية او التعريب تقوم على امرين :


ا – تغيير حروف اللفظ الدخيل،
وذلك بنقص بعض الحروف او زيادتها ك:


برنامة > برنامج – بنفشة > بنفسج


او ابدال حرف عربي بالحرف الاعجمى :


بالودة > فالوذج – برادايس > فردوس


ب – تغيير الوزن و البناء حتي يوافق اوزان العربية و يناسب ابنيتها فيزيدون فحروفة او ينقصون،
ويغيرون مدودة و حركاته،
ويراعون بذلك سنن العربية الصوتيه كمنع الابتداء بساكن،
ومنع الوقوف على متحرك ،

ومنع توالى ساكنين …


و اكثر ما بقى على و زنة و اصلة من الالفاظ هو من الاعلام : سجستان – رامهرمز..


اما دليلهم الى معرفه الدخيل فهواحدي ثلاث طرق :


ا – فقدان الصله بينة و بين احدي مواد الالفاظ العربية :


بستان : ليس فالعربية ما ده بست .



ب – ان يجتمع به من الحروف ما لا يجتمع فالكلمه العربية :


ج ق جوسق – ج ص جص – ج ط طازج …


ج – ان ان تكون على وزن ليس فالعربية :


ابريسم افعيلل – اجر فاعل .
.


(اقوى الحرير )


5 – خصائص معاني الالفاظ العربية :


تقوم كيفية العربية فو ضع الالفاظ و تسميه المسميات على الامور الاتيه :


ا – اختيار صفه من صفات الشيء الذي يراد تسميتة او بعض اجزائة او نواحية او تحديد و ظيفتة و عملة و اشتقاق لفظ يدل عليه .



ب – تحتفظ العربية بالمعاني الاصلية الداله على امثال هذي المسميات ،

فالفاظها معلله على عكس غيرها من اللغات التي لا تحتفظ بهذه المعاني .



ج – الاشاره الى اخص صفات المسمي و ابرزها او الى عملة الاساسى و وظيفته،
علي عكس اللغات الاجنبية التي تشير الى ظاهرة و شكلة الخارجى او تركيبة و اجزائه.
فمثلا تسميه الدراجه فالعربية تشير الى و ظيفتها و عملها و حركتها.
اما فالفرنسية فان bicyclette (ذات الدولابين) تشير الى اجزائها و تركيبها و حالتها الساكنة.
ومثل هذا السيارة التي تشير تسميتها الى عملها بينما فالفرنسية كلمه automobile تعني المتحرك بنفسه.


و يخرج تفكير العرب و حياتهم و اضحين جليين فمفردات لغتهم،
فكلمه العامل،
مثلا بعد الاسلام،
اخذت معني الوالى و الحاكم،
وهذا يدل على ان الولايه عمل من الاعمال و ليست استبدادا،
وان الحكم تكليف و ليس تشريفا.
ولفظ ( المرا ) للمذكر و (المراة) للمؤنث يدل على تساوى الرجل و المرأة عندهم فالاصل.
والمروءه هي الصفات المستحسنه الماخوذه من اخلاق الانسان ذكرا كان او انثى .



و للغه العربية كيفية فتصنيف الموجودات،
فمفرداتها تدل على ان العرب صنفوا الوجود تصنيفا شاملا دقيقا منطقيا يدعو الى الدهشه و التعجب،
ويدل على مستوي فكرى قلما و صلت الية الامم فمثل ذلك الطور المبكر من تاريخ حياتها .



و هنالك الفاظ تدل على الموجودات بمجموعها ك( العالم) و (العالمين ) فهي تشتمل على الخلق كله.
وايضا الشهاده ( الحس) و عكسة الغيب .



و تخرج فالالفاظ العربية نوعيات الموجودات كالنبات و الحيوان.
ويتضمن الحيوان الانسان و الوحوش و الطير و السباع و الهوام و السوائم و الحشرات و الجوارح و البغاث .



و تخرج كذلك الاخلاق و المشاعر كالمكارم و المثالب،
والمحاسن و المساوئ ،

والفرح و الحزن،
والحسيات و المجردات .



و لم تقتصر العربية على الحسيات كما تقتصر جميع لغه فطورها الابتدائي.
فبالاضافه الى ما بها مما لا يكاد يحصي من الالفاظ الداله على الحسيات لم تهمل المعنويات و المجردات.
اننا نجد فالعربية سعه و غزاره فالتعبير عن نوعيات العواطف و المشاعر الانسانية.
كما انهها اشتملت على العبارات الداله على الطباع و الافعال و المفاهيم الخلقية.
واشتملت ايضا على المفاهيم الكليه و المعاني المجردة.
لقد جمع العرب فلغتهم بين الواقعيه الحسيه و المثاليه المعنويه ،

فالماديه دليل الاتصال بالواقع ،

والتجريد دليل ارتقاء العقل .



و لها باع فالدقه و الخصوص و العموم،
اذ تمتاز برقه تعبيرها و القدره على تمييز الانواع المتباينة،
والافراد المتفاوتة،
والاحوال المختلفة سواء فذلك الامور الحسيه و المعنوية.
فاذا رجعنا الى معاجم المعاني و جدنا امورا عجبا.
فتحت المشي الذي هو المعني العام نوعيات عديده من المشي :


درج حبا حجل خطر دلف هدج رسف اختال تبختر تخلج


اهطع هرول تهادي تاود…


و الامثله كثيرة فكتب معاجم المعاني كفقة اللغه للثعالبى و هو مجلد صغير،
والمخصص لابن سيدة الذي يقع ف17 جزءا .



و من ضروب الدقه ما يخرج فاقتران الالفاظ بعضها ببعض،
فقد خصص العرب الفاظا لالفاظ ،

وقرنوا عبارات بثانية و لم يقرنوها بغيرها و لو كان المعني واحدا.


فقد قالوا فو صف شده الشيء : ريح عاصف – برد قارس – حر لافح .



و فو صف اللين : فراش و ثير – ثوب لين – بشره ناعمه – غصن لدن .



و ايضا فالوصف بالامتلاء،
والوصف بالجدة،
والوصف بالمهاره فالكتابة و الخطابه و الطب و الصنعه و وصف الشيء بالارتفاع الحقيقي او المجازى و غيرها و غيرها .



لا شك ان ذلك التخصص فتراكيب العربية فالنعت و الاضافه و الاسناد نوع من الدقه فالتعبير،
لان هذي الالفاظ المخصصه ببعض المعاني و الاحوال توحى الى السامع الصورة الخاصة التي تقترن معها.
فلفظ باسق يوحى الى الذهن معني الارتفاع و صورة الشجره معا،
كما توحى كلمه و ثير معني اللين و صورة الفراش.
وكثيرا ما يحتاج المتكلم الى ان ينقل الى مخاطبة هذي المعاني و الصور متلازمه مقترنه ليصبح اصدق تصويرا و ادق تعبيرا و اقدر على حصر الصورة المنقوله و تحديدها .



و فالعربية منزله للتخصيص و الدقه و التعميم،
فلا ينطبق عليها وصف الابتدائية لكثرة ما بها من الالفاظ الداله على الكليات و المفاهيم و المعاني العامة و المجرده .

وما بها من الدقه و التخصيص قرينه على ان اصحابها بلغوا درجه عاليه فدقه التفكير و مزيه و ضوح الذهن و تحديد المقصود و الدلالة.
والمستعرض للشعر الجاهلي يجد نماذج من الوصف تتضمن الجزئيات و التفصيلات فالالوان و الاشكال و الحركات و المشاعر الى جانب شعر الحكم الذي يتضمن قواعد عامة فالحياة و معاني عاليه من التعميم و التجريد .



ان دقه التعبير و التخصيص سبيل من سبل تكوين الفكر العلمي الواضح المحدد .



و التخصيص اللغوى و الدقه فالتعبير اداه لا بد منها للاديب لتصوير دقيقة الحاجات و للتعبير عن الانفعالات و المشاعر و العواطف .



لقد الف اللغويون العرب مؤلفات خاصة بابراز الفروق بين الالفاظ ك: الفروق لابي هلال العسكري،
وادب الكاتب لابن قتيبه ،

وفقة اللغه و اسرار العربية للثعالبي.
ونجد كهذه الدقه فالوصف عند كثير من كتاب العربية فمختلف العصور و لا سيما فالقرون الاربعه الاولي بعد الاسلام .



و فالعربية عموم و الفاظ عامة اذ يحتاج الانسان فمراحل ارتقائة الفكرى الى الفاظ داله على معان عامة سواء فعالم المادة او فعالم المعنويات.
وسدت اللغه العربية هذي الحاجة،
وامدت المتكلم بما يحتاج الية و بذلك استطاعت ان تكون لغه الفلسفه كما كانت لغه العلم و الفن و الشعر .



6 – الايجاز :


الايجاز صفه و اضحه فاللغه العربية .

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : (( اوتيت جوامع الكلم )).
ويقول العرب (( البلاغه الايجاز )) و (( خير الكلام ما قل و دل )).
وفى علم المعاني ايجاز قصر و ايجاز حذف .



الايجاز فالحرف : و الايجاز فالعربية على نوعيات ،

فمنها الايجاز فالحرف،
حيث تكتب الحركات فالعربية عند اللبس فوق الحرف او تحتة بينما فاللغات الاجنبية تاخذ حجما يساوى حجم الحرف او يزيد عليه.
وقد نحتاج فاللغه الاجنبية الى حرفين مقابل حرف واحد فالعربية لاداء صوت معين كالخاء (KH) مثلا و لا نكتب من الحروف العربية الا ما نحتاج اليه،
اى ما نتلفظ به،
وقد نحذف فالكتابة بعض ما نلفظ : لكن – كذا – اولئك.
بينما فالفرنسية نكتب علامه الجمع و لا نلفظها،
واحيانا لا تلفظ نص حروف الكلمة.
ونكتب فالانكليزيه حروفا لا يمر اللسان عليها فالنطق ،

كما فكلمه (right) مثلا التي نسقط عند النطق فيها حرفين من حروفها (gh) نثبتهما فكتابتها .



و فالعربية اشاره نسميها ( الشده )،
نضعها فوق الحرف لندل على ان الحرف مكرر او مشدد،
اى انه فالنطق حرفان،
وبذلك نستغنى عن كتابتة مكررا،
علي حين ان الحرف المكرر فالنطق فاللغه الاجنبية مكرر كذلك فالكتابة على نحو (frapper) و (recommondation) .



و نحن فالعربية ربما نستغنى ايضا بالادغام عن كتابة حروف بكاملها،
وقد نلجا الى حذف حروف.
فنقول و نكتب ( عم ) عوضا عن ( عن ما ) و ( مم ) عوضا عن ( من ما ) و (بم) عوضا عن ( بما ) و مثلها ( لم ) عوضا عن ( لما ) .



الايجاز فالعبارات : و بمقارنة كتابة بعض العبارات بين العربية و الفرنسية و الانكليزيه نجد الفرق و اضحا :

العربية و حروفها الفرنسية و حروفها الانكليزيه و حروفها ام 2 mère 4 mother 6 اب 2 père 4 father 6 اخ 2 frère 5 brother 7

وليست العربية كاللغات التي تهمل حالة التثنيه لتنتقل من المفرد الى الجمع،
وهي ثانيا لا تحتاج للدلاله على هذي الحالة الى اكثر من اضافه حرفين الى المفرد ليكون مثنى،
علي حين انه لا بد فالفرنسية من ذكر العدد مع ذكر الكلمه و ذكر علامه الجمع بعد الكلمه :


الباب البابان – البابين les deux portes the two doors


الايجاز فالتراكيب : و الايجاز كذلك فالتراكيب ،

فالجمله و التركيب فالعربية قائمان اصلا على الدمج او الايجاز .

ففى الاضافه يكفى ان تضيف الضمير الى الكلمه و كانة جزء منها :


كتابة son livre كتابهم leur livre


و اما اضافه الشيء الى غيرة فيكفى فالعربية ان نضيف حركة اعرابيه اي صوتا بسيطا الى احدث المضاف الية فنقول كتاب التلميذ و مدرسة التلاميذ،
علي حين نستعمل فالفرنسية ادوات خاصة لذا فنقول : le livre de l’élève ،

l’école des élèves .



و اما فالاسناد فيكفى فالعربية ان تذكر المسند و المسند الية و تترك لعلاقه الاسناد العقليه المنطقيه ان تصل بينهما بلا رابطه ملفوظه او مكتوبة،
فنقول مثلا ( انا سعيد ) على حين ان هذا لا يتحقق فاللغه الفرنسية او الانكليزيه ،

ولا بد لك فيهما مما يساعد على الربط فتقول :


( je suis heureux ) ،

( I am happy ) .



و تستخدم هاتان اللغتان لذا طائفه من الافعال المساعدة ك(avoir ,

étre) فالفرنسية و (to have ,

to be) فالانكليزيه .



كما ان الفعل نفسة يمتاز فالعربية باستتار الفاعل به احيانا،
فنقول (اكتب) مقدرين الفاعل المستتر،
بينما نحتاج الى البدء فيه منفصلا دوما مقدما على الفعل كما هو الامر فالفرنسية (je-tu…) و فالانكليزيه (I ,

you …).
وايضا عند بناء الفعل للمجهول يكفى فالعربية ان تغير حركة بعض حروفة فتقول : كتب على حين نقول بالفرنسية ( il a été écrit ) و فالانكليزيه ( it was written ) .



و فالعربية ايجاز يجعل الجمله قائمة على حرف : ب( و فيفى )،
و (ع) من و عي يعي،
و ( ق ) من و فيفي،
فكل من هذي الحروف انما يشكل فالحقيقة جمله تامه لانة فعل و ربما استتر به فاعلة و جوبا .



و فالعربية الفاظ يصعب التعبير عن معانيها فلغه ثانية بمثل عددها من الالفاظ كاسماء الافعال .



نقول فالعربية : ( هيهات ) و نقول فالانكليزيه ( it is too far )


( شتان ) ( there is a great difference )


و حرف الاستقبال ك: ( ساذهب ) ( I shall go )


و النفى اسلوب فالعربية يدل على الايجاز :


العربية : ( لم اقابلة ) ،

الانكليزيه : ( I did not meet him )


الفرنسية : ( Je ne l’ai pas rencontré )


العربية : ( لن اقابلة ) ،

الانكليزيه : ( I will never meet him )


الفرنسية : ( Je ne le rencontrerai jamais )


الايجاز فاللغه المكتوبة :


فمثلا سورة ( الفاتحه ) المؤلفه فالقران من 31 كلمه استغرقت ترجمتها الى الانكليزيه 70 كلمه .



و يقول الدكتور يعقوب بكر فكتاب ( العربية لغه عالمية : نشر الامانه العامة لجامعة الدول العربية بالقاهره 1966 ) : (( اذا ترجمنا الى العربية كلاما مكتوبا باحدي اللغات الاوروبيه كانت الترجمة العربية اقل من الاصل بنحو الخمس او اكثر .
))


اثر اللغه العربية فاللغات الثانية :


ان العبارات العربية فاللغات الاسلاميه : الفارسيه و التركيه و الاورديه و المالاويه و السنغاليه اكثر من ان تحصى.
والعبارات العربية فالاسبانيه و البرتغاليه بعدها فالالمانيه و الايطاليه و الانكليزيه و الفرنسية ليست قليلة كذلك .



لقد التقت العربية بالفارسيه و السريانيه و القبطيه و البربرية.
وكان عندها سبب القوة،
فهي لغه القران،
وتتميز ببناء قوي محكم،
وتملك ما ده غزيره .



لقد حملت رساله الاسلام فغنيت بالفاظ كثيرة حديثة للتعبير عما جاء فيه الاسلام من مفاهيم و افكار و نظم و قواعد سلوك.
واصبحت لغه الدين و الثقافه و الحضارة و الحكم فان واحد .



غزت العربية اللغات الثانية كالفارسيه و التركيه و الاورديه و السواحليه فادخلت اليها حروف الكتابة و كثيرا من الالفاظ.
وكان تاثيرها فاللغات الثانية عن طريق الاصوات و الحروف و المفردات و المعاني و التراكيب .



و ادي اصطدام العربية باللغات الثانية الى انقراض بعض اللغات و حلول العربية محلها كما حصل فالعراق و الشام و مصر,
والي انزواء بعضها كالبربريه و انحسار بعضها الاخر كالفارسيه .



لقد اصبحت لغات الترك و الفرس و الملايو و الاوردو تكتب جميعها بالحروف العربية .

وكان للعربية الحظ الاوفر فالانبثاث فاللهجات الصوماليه و الزنجباريه لرجوع الصله بين شرق افريقيا و جزيره العرب الى اقدم عصور التاريخ .



التحديات امام اللغه العربية :


سال طالب فبيروت استاذة عن المعني العربي لمصطلح اجنبي,
فقال له الاستاذ : و هل العربية لغه ؟
!


لقد اتخذت محاولات الطعن فالعربية اشكالا و مظاهر شتى,
فهي تلبس تاره ثوب الطعن فالادب القديم و صحته,
وتظهر تاره بمظهر تشجيع اللهجات المحليه لتفتيت اللغه الواحده و تمزيق الناطقين بها,
وتاره تلبس ثوب الثوره على القديم و الدعوه الى التجديد.
فمن مناد بالتمرد على الاسلوب العربي القديم,
وهو لا يتمرد فحقيقتة على قدم الاسلوب و انما يتمرد على صحة اللغه و سلامتها,
ومن قائل بضيق العربية و قصر باعها عن مواكبه الحضارة,
ومن مصرح بهجر الحرف العربي الى الحرف اللاتيني,
ومن داع الى تغيير القواعد..
ومن داع للاعتراف بالعلميه و ما بها من ادب و فن .
!
ويلبس جميع هذا ثوب الاصلاح اللغوى .



و بلغ الامر باحدهم انه لا يري سببا لهزيمه العرب الا لغتهم الفصحى,
او يراها من سبب هزيمتهم.
وثان نظر الى تخلف العرب العلمي فعصر الذره فاعلن انه لا يري لهذا سببا غير تمسك العرب بلغتهم فمراحل التعليم عامة و التعليم العالى منها خاصة.
وثالث لم يجد داء عند العرب اخطر من بقاء الحروف العربية فايدى اصحابها,
فدعا الى نبذها و احلال الحروف اللاتينيه محلها.


و دعا اخرون الى اللهجات المحليه و تشجيع دراسه تلك اللهجات باسم البحث العلمي فعلم اللغه و فقهها,
كما دعوا الى العاميه و دراستها.
وما ذلك الا دعوه مفرقه ممزقه بكيفية علميه فعصر تبحث به الامه عن و حدتها و ترفع به شعار قوميتها.
ولقد تاسي كثير من اصحاب هذي الدعوات بما فعلة مصطفى كمال اتاتورك فتركيه حين نبذ الحروف العربية و كتب اللغه التركيه بالحروف اللاتينيه فقطع بذلك جميع صله للشعب التركي بمحيطة الشرقى و العربي و الاسلامي ظنا منه ان هذا يجعل تركيه فصداره العالم المتقدم .



و يقول الانكليزى ( و يلكوكس ) : (( ان العامل الاكبر ففقد قوه الاختراع لدي المصريين هو استخدامهم اللغه العربية الفصحي فالقراءه و الكتابة )).
وما يزال احد الشوارع فحى (الزمالك) بالقاهره يحمل اسمه .



و دفعت هذي الاتهامات احد المفكرين الى ان يصرخ من المراره : (( من حق اسرائيل ان تحيى العبريه الميتة,
ومن و اجبنا ان نميت العربية الحيه )).
ويقول الدكتور عمر فروخ فهذا المعني : (( اعجب من الذين يدرسون اللغات الميتة,
ثم يريدون ان يميتوا لغه حيه كالعربية .
))


ان من يراجع الوثائق التي بدات فيها عملية الاحتلال البريطانى لمصر يكتشف ان اول اعمال الاحتلال هو وضع الخطة لحطم اللغة،
يبدو هذا و اضحا فتقرير لورد دوفرين عام 1882 حين قال : ان امل التقدم ضعيف ( فمصر) ما دامت العامة تتعلم اللغه العربية الفصيحه .



و ربما توالت هذي الحرب ليس فمصر و حدها بل فالشام و المغرب باقطارة كلها فمحاولات قدمها كرومر و بلنت من ناحيه و لويس ما سينيون و كولان فالمغرب.
ثم تقدم رجال يحملون اسماء عربية للعمل بعد ان مهد لهم الطريق و يلكوكس و القاضى ديلمور،
وحيل بين اللغه العربية و بين احكام المحاكم المختلطه و الاجنبية .



و كان التعليم فالبلاد العربية المحتله يتم كله باللغات الاجنبية ( الانجليزيه فمصر و السودان و العراق ) و الفرنسية ف(سورية و تونس و الجزائر و المغرب)،
فقد كانت لحظه النفوذ الاجنبي ترمى الى :


اولا : تحويل ابجديه اللغات الاقليميه الى اللاتينيه و كانت تكتب اساسا بالحروف العربية ،

كما حدث فاندونيسيا و بعض بلاد افريقيه و اسيه .



ثانيا : تقديم اللغات الاجنبية فالاقطار الاسلاميه على اللغه العربية .



ثالثا : تقديم اللهجات و اللغات المحليه و تشجيعها و الدعوه الى كتابة اللغه العربية بالحروف اللاتينية.


رابعا : ابتعاث الطلاب الى الغرب لدراسه لغاته،
وكان هذا ايمانا بان اللغه هي الوجة الثاني للفكر،
وان من يجيد لغه لا بد ان يعجب بتاريخها و فكرها و يصير له انتماء من نوع ما الى هذي الامه .



و كانت الحمله على اللغه العربية الفصحي من اثناء حجج ضعيفه و اهيه منها : صعوبه اللغة،
ومنها التفاوت بينها و بين العاميه .



و كان فرض اللغات الاجنبية فمختلف اقطار الامه الاسلاميه عاملا هاما ففرض ثقافاتها و وجهه نظر اهلها و فالوقوف موقف الاعجاب بالغاصب و العجز عن مواجهته.
ومن يدرس تجارب التعليم الغربى فالبلاد العربية يجد الولاء الواضح للنفوذ الغربى .



و فالبلاد الاسلاميه غير العربية فعل الاجنبي فعلة فافريقيه و اسيا خاصة ففى افريقيه عمد الانجليز فنيجيريا الى نقل حروف اللغات المحليه من العربية الى الحروف اللاتينيه فضلا عن عملية القضاء على كتب التراث الاسلامي التي تعرضت للحريق للقضاء على جميع اثر علمي عربي بعد قطع التيار الحضارى العربي القادم من شمال افريقيه و مصر .



و فغرب افريقيه عمد الاستعمار الفرنسي الى القضاء على العربية بعد معركه مع اللغه العربية فالجزائر اثناء ما ئه عام كاملة .



و ربما جاء ذلك كله بعد ان بلغت اللغه العربية جميع وصف حتي اصبحت لغه التخاطب بين قبائل نص القاره كما اشار الى هذا ( توماس ارنولد) فكتابة (( الدعوه الى الاسلام ))،
وبعد ان كانت بعوث افريقيه ترسل الى مكه المكرمه و الازهر اصبحت ترسل الى الغرب .



و بعد ان كانت اللغه العربية ربما شاركت بحروفها و الفاظها فكل اللغات الاساسية فافريقيه و هي الهوسا و الماندنجو و الوولوف و السواحليه و الصوماليه و لغات النيجر و الدناكل فاثيوبيا و ارتيريا،
عمد النفوذ الاجنبي الى ايقاف جميع هذا و احياء الثقافات الافريقيه القديمة و صبغها بصبغه اقليميه تساعد على اثاره التعصب و اقامه القوميات المحدوده المحليه فنطاق قبلى ليستغلوا هذي الروح فاقامه سد مرتفع فو جة انتشار اللغه العربية مع نشر الثقافه الانجليزيه و الفرنسية من اثناء اللغتين ليتحقق الاستعمار الثقافى الكامل .



و كذا اصبحت اللغتان الانجليزيه و الفرنسية – جميع فمنطقة سيطرتها – لغه اساسية فمراحل التعليم المختلفة،
وغلبت اللهجات القوميه و لغه المستعمر ليس على مناهج التعليم فحسب بل على اعمال المصارف و المحاكم و الدواوين .



اما فاسيا فقد استطاعت اللغات الاجنبية فجنوب شرق اسيا ( الملايو – اندونيسيا – تايلاند ) السيطره ،

وتراجعت اللغه العربية بعدها تراجعت الحروف العربية كذلك فتركيا و اندونيسيا.


و فاندونيسيا و ارخبيل الملايو نجد الصورة قاتمة،
فقد تعرضت اندونيسيا بعد الاستقلال للتحديات فمجال اللغه فكتبت اللغه الاندونيسيه بالخط الرومانى (اللاتيني) بدلا من الخط العربي المحلي،
واصبحت العربية لغه اجنبية لا يقرؤون و لا يكتبون بها،
واصبح العدد الاكبر قادرا على ان يقرا اللغات الغربيه و خاصة الانجليزيه .

واذا اردنا حصر التحديات التي و اجهتها اللغه العربية فاننا نلخصها بالتالي :


 استبدال العاميه بالفصحي .



 تطوير الفصحي حتي تقترب من العاميه .



 الهجوم على الحروف العربية و الدعوه الى استخدام الحروف اللاتينيه .



 اسقاط الاعراب فالكتابة و النطق .



 الدعوه الى اغراق العربية فسيل من الالفاظ الاجنبية .



 محاوله تطبيق مناهج اللغات الاوروبيه على اللغه العربية و دراسه اللهجات و العاميه .



المواجهه :


و قبل الدخول فالمواجهه علينا ان نشخص الامراض التي نعانى منها على المستوي اللغوى فالتشخيص نص العلاج .



ان التردى فعصور الانحطاط كان عاملا من عوامل ضعفنا اللغوي،
وهذا التردى لم يكن مقصورا على العامة من الناس بل شمل العلماء و الفقهاء حتي كان يعجز العديد منهم عن كتابة رساله خاليه من العجمة،
بريئه من الركاكه او العامية،
سليمه من الخطا.
وكانت دروس الفقة و الدين بل دروس النحو و البلاغه تلقي بلغه مشوبه بالعاميه منحطه عن الفصحى.
اما اساليب العرب الفصيحه و الكلام البليغ فقد كانوا بعيدين عنه جميع البعد،
وكل ما تصبو الية النفوس و ترتفع الية المطامح ان يقلد الكاتب اسلوب الحريرى فمقاماتة او القاضى الفاضل فرسائلة و مكاتباتة .



لقد اختفت الفروق اللغويه و اصبحت الالفاظ المتقاربه مترادفة.
ولم يبق الترادف مزيه من مزايا العربية بل مرضا من امراضها الوافده المنتشرة،
وغلب على الناس استخدام الالفاظ فمعانيها العامة فضاعت من اللغه بل من التفكير مزيه الدقه التي عرفت فيها العربية فعصورها السالفة،
وادي هذا الى تداخل معاني الالفاظ حين فقدت الدقه و اتصفت بالعموم،
وفقد الفكر العربي الوضوح حين فقدتة اللغه نفسها،
واتصفت بالغموض ،

وانفصلت الالفاظ عن معانيها فالحياة و اصبحت عالما مستقلا يعيش الناس فجوة بدلا من ان يعيشوا فالحياة و معانيها .



ان الموقف يلقى امامنا مشكلة النهوض باللغه العربية و قدرتها على الوفاء باشياء اهلها فهذه الحياة الحديثة سواء فميدان العلوم او الفن او الادب باغراضة و افاقة الحديثة،
او فميدان الحياة العملية بما بها من مستحدثات لا ينقطع سيلها.
كما يدفعنا باتجاة التحرر من اثار عصور الانحطاط من جهه و من التقليد الاجنبي و العجمه الحديثة التي اورثنا اياها عصر الاستعمار و النفوذ الاجنبي من جهه ثانية .



ان المطلوب تكوين و عى لغوى صحيح يساير و عينا السياسى و الفكرى بل هو الاساس لتكوين تفكيرنا تكوينا صحيحا،
والاخذ بايدينا نحو الوحده اللغويه و التحرر اللغوى و القضاء على التجزئه و الشعوبيه او النفوذ الاجنبي فميدان اللغه و الفكر .



ان التعليم الجامعى العلمي خاصة فعديد من اقطار العروبه ما زال باللغات الاجنبية : فهو انكليزى فاقطار ،

فرنسي فاقطار،
روسي فاقطار،
ولا توجد صيدله عربية و لا طب عربي .



و ما زال هنالك الى الان من يجادل لابقاء تدريس العلوم باللغات الاجنبية .

لقد انقسم العرب ابان عهد الاستعمار الى مجموعتين : الاولي هي الدول التي حافظت على اللغه العربية طوال فترات الاحتلال،
ولكن العجب ان تتصاعد بها اراء تشكك فصلاحيه اللغه العربية لاحتواء العلوم الحديثة،
والاخرى هي مجموعة الدول التي استطاع المستعمر فرض لغتة عليها،
وهي على العكس بذلت جهودا مضنيه لاستعاده مكانه اللغه العربية.
ومنذ سنوات ظهرت حلقه من برنامج الاتجاة المعاكس فمحطه الجزيره القطرية الفضائيه كان موضوعها عن صلاحيه اللغه العربية فتدريس العلوم،
وكان النقاش بين استاذين جامعيين عربيين : الاول يدعو الى تدريس العلوم باللغه الانكليزيه و هو سوري،
والثاني يدعو الى تعريب التعليم و هو جزائري .



ان كثيرا من دعاه العروبه لا يحسنون لغتهم.
وهذا ما دفع احد المفكرين الى القول بان هنالك اهانه توجة الى العربية؛
تتجلي هذي الاهانه فثلاثه امور :


1 – السيل من الافلام و المسلسلات و التمثيليات و المسرحيات و الاغاني باللغه العاميه .



2 – بعض الزعماء يخلط العربية بالعامية،
وهم مولعون بخفض المرفوع و جر المنصوب .



3 – تقليد المنتصر .



و اذا نظرنا الى ما يفعل اصحاب اللغات الثانية لخدمه لغاتهم لوجدنا انفسنا مقصرين كثيرا.
فالانكليز مثلا يفعلون العجب فتعميم لغتهم،
ويبتكرون الحيل الطريفه لتحبيبها الى النفوس حتي اصبحت الانكليزيه لغه العالم،
ولغه العلم معا .



و ربما حفظ لنا تاريخنا جهود رواد بذلوا ما بوسعهم لخدمه هذي اللغه .

فمثلا لما تولي سعد زغلول و زاره المعارف فمصر كان التعليم فالمراحل الاولي باللغه الانكليزيه ؛

كان كتاب الحساب المقرر على الصف الابتدائى تاليف (( مستر تويدى )) و ايضا سائر العلوم،
فالغي سعد ذلك كله،
وامر ان تدرس المقررات كلها باللغه العربية،
وان توضع مؤلفات حديثة باللغه القومية.
وبذلك المسلك الناضج حفظ على مصر عروبتها.
وهذا الصنيع دفع احد المفكرين المصريين الى القول : (( ان سعدا اقوى الى جيلنا كله بجعلنا عربا )) فكم سعدا نحتاج الية ؟



و يسرنى ان اختم بابيات من قصيده للدكتور عبدالمعطى الدالاتى من و حى هذي المقاله :

لغتى عليا اللغات *** ربما سمت كالكوكب


جرسها بين اللغات*** كرنين الذهب


ربما غدت اخت الخلود*** بالكلام الطيب
وفى جميع احدث يحسن الحمد لله رب العالمين


بحث عن اللغة العربية