تحريك السبابة عند التشهد
يسن الاشارة بالسبابة وتحريكها في التشهد ، لما روى احمد (18890) والنسائي عن وائل بن حجر قال : قلت لانظرن الى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فنظرت اليه فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا باذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد فلما اراد ان يركع رفع يديه مثلها . قال : ووضع يديه على ركبتيه ثم لما رفع راسه رفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء اذنيه ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الايمن على فخذه اليمنى ثم قبض اثنتين من اصابعه وحلق حلقة ثم رفع اصبعه فرايته يحركها يدعو بها ” والحديث صححه الالباني في صحيح النسائي .
وروى مسلم (580) عن عبد الله بن عمر قال : كان – اي النبي صلى الله عليه وسلم – اذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض اصابعه كلها واشار باصبعه التي تلي الابهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى ” .
وفي رواية له عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع اصبعه اليمنى التي تلي الابهام فدعا بها ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها .
وروى النسائي (1273) عن سعد قال : مر علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ادعو باصابعي فقال احد احد واشار بالسبابة .
اي : اشر باصبع واحدة وهي السبابة .
وروى احمد (5964) عن نافع قال كان عبد الله بن عمر اذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه واشار باصبعه واتبعها بصره ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهي اشد على الشيطان من الحديد يعني السبابة “. والحديث حسنه الالباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص 159
وهذه الاحاديث تدل على امرين :
الاول : الاشارة بالسبابة في التشهد كله .
والثاني : تحريكها حال الدعاء .
وقد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله جمل الدعاء الواردة في التشهد ، فقال :
( فكلما دعوت حرك اشارة الى علو المدعو سبحانه وتعالى ، وعلى هذا فنقول :
السلام عليك ايها النبي : فيه اشارة لان السلام خبر بمعنى الدعاء .
السلام علينا : فيه اشارة .
اللهم صل على محمد : فيه اشارة .
اللهم بارك على محمد : فيه اشارة .
اعوذ بالله من عذاب جهنم : فيه اشارة .
ومن عذاب القبر : اشارة .
ومن فتنة المحيا والممات : اشارة .
ومن فتنة المسيح الدجال : اشارة .
وكلما دعوت تشير الى علو من تدعوه سبحانه وتعالى ، وهذا اقرب الى السنة . )