افضل مواضيع جميلة بالصور

ترتيب الافكار

 


كان هناك ذبابة تحاول الخروج من نافذة مغلقة، وظلت الذبابة تحاول مرارا وتكرارا ان تخرج من ذلك المخرج، ظلت اقرا وركز تحوم وتدور، تحلق يمينا تارة ويسارا تارة اخرى ولكن بلا فائدة ولا جدوى، وفي نهاية الامر نفذت طاقتها وماتت. [ندعوك للتسجيل في المنتدى او التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بينما اجريت تجربة على الفئران لمعرفة قدرتهم على التصرف، فقاموا بوضع فارا في متاهة كان في اخرها قطعة من الجبن، وظلوا يراقبون تحركات هذا الفار، وبدا الفار يبحث ويبحث، يحاول مرة تلو اخرى، وفي كل مرة يسلك طريقا مختلفا، حتى تمكن اخيرا من الوصول الى قطعة الجبن.
واستمرت التجربة وغير القائمون عليها المكان الذي وضعت فيه قطعة الجبن، ولما وضع الفار في مكان بداية مختلف، بالطبع جرى الفار للمكان السابق، ولكنه لم يجد الطعام، فانطلق ليبحث في مكان اخر حتى وصل الى مراده، ونال قطعة الجبن.
مقارنة دقيقة:
لو تاملنا في هاتين التجربتين لوجدنا ان هناك بونا شاسعا بين تفكير الذبابة والفار، فقد كان للذبابة اصرار شديد على الخروج من النافذة، ولم يكن لديها المرونة الكافية لتبحث عن مخرج اخر، ولو انها فكرت بطريقة اخرى لنالت ما كانت تريده دون اي عناء، او على الاكثر بعناء بسيط.
والفار ايضا كان مصرا على ايجاد قطعة الجبن، ولكنه كان يمتلك نوعا من المرونة، فكان حينما يفشل في الوصول الى هدفه يبحث عن بديل اخر، فيغير خطته ويتصرف بسرعة، ولذا؛ نال مكافاته وحصل على قطعة الجبن في النهاية.
سبيل النجاح:
يقول تشارلز جيفينس: (تكرار نفس المحاولات التي لا تؤدي الى النجاح لن يغير من النتيجة مهما تعددت هذه المحاولات)، فقد يفشل المرء في تحقيق اهدافه، وتعلن الشركة افلاسها لمجرد انهم يحاولون تكرار الاشياء التي لم تنفع من قبل، ولذا؛ فالمرونة وحدها هي المفتاح الاساسي من مفتايح النجاح.
فالمرء اذا اراد ان يسير على طريق النجاح، فلابد ان يكون لديه القدرة على التفكير في وسائل مختلفة وطرق متنوعة من الحلول، فتوماس اديسون تعرض ل 999 محاولة فاشلة لصناعة المصباح الكهربي، ولكنه كان مؤمنا انه سيصل في النهاية الى طريقة ناجحة، فكان في كل مرة يجرب طريقة مختلفة الى ان وصل لهدفه.
وعلى هذا يكون تعريف المرونة كما قال الدكتور ابراهيم الفقي: (ان المرونة هي التحكم، فالشخص الاكثر مرونة في اسلوبه يكون تحكمه في الاشياء اكبر).
المرونة والقرار:
ما من احد يسير في الحياة الا ولابد له ان يتخذ الكثير من القرارات، ولكن القليل منهم هو من يتخذ القرار الفعال، ولكي تتخذ القرار الصائب فلابد ان تتحلى بالمرونة، فعملية اتخاذ القرار تمر بخطوات كثيرة، نلخصها سريعا فيما يلي:
اولا تحديد المشكلة:
وهي اول خطوة للوصول الى حل مناسب، فالطبيب قبل ان يقوم بتوصيف العلاج، لابد وان يشخص الحالة تشخيصا دقيقا، لذا؛ في هذه الخطوة لابد من صياغة المشكلة في جملة واحدة تعرف المشكلة باكبر قدر ممكن من الدقة.
ثانيا تحديد البدائل:
وهذه هي الخطوة االتي تعنينا هنا، فالمرء لابد له ان يكون له القدرة على التفكير في اكثر من حل للمشكلة الواحدة، لابد من توليد بدائل متنوعة ثم الترجيح بين تلك الحلول، فلا يحصر المرء تفكيره على نوع واحد من الحلول، بل لابد ان يمتلك المرونة الكافية ليفكر بطرق ابداعية مختلفة.
ثالثا اختيار احد البدائل وتنفيذها:
فبعد ان قمت بتوليد الافكار المختلفة، لابد من اختيار البديل المناسب الذي يحقق الهدف الذي تريد الوصول اليه، ثم اشرع في تنفيذ هذا البديل مع وضع بعض المعايير لتقييم النتائج المحققة.
وخلاصة القول ان عملية توليد الافكار المختلفة، والقدرة على الانتقال من بديل الى اخر هو السبيل للوصول الى القرار الفعال.
هل انت مرن؟
اذا اردت ان تتحلى بالمرونة فاليك بعض النصائح:
اولا لا تطلب الكمال:
يقول عالم الاقتصاد الايطالية باريتو الذي عاش في القرن التاسع عشر: (ان 80% من النتائج تاتي من 20% من الاعمال او الاهداف او الانشطة التي تقوم بها، ولعلك بنظرة بسيطة ترى واقعية هذه النظرية في الحياة.
حيث ترى ان 80% من انتاجية متجر تاتي من 20% من مبيعاته، وان 80% من انتاجية مكتب ما تاتي من 20% من موظفيه، وبتطبيقك لهذه النظرية ينبغي الا تلزم نفسك بالنجاح او الرضا عن النفس بنسبة 100% كما لا تلزم نفسك بتحقيق 100% من الاهداف).
فبتطبيق هذه النظرية، يظهر لنا جليا ان الكمال غير ممكن للبشر، فكل الخطط من الممكن ان تفشل مهما كانت محكمة او مدروسة، بل ان من اهم اسباب فشل الخطط هو عدم مراعات المرونة في تطبيقها، فالمرء حينما يضع الخطط لابد وان يفكر في خطط بديلة حتى يضع في حساباته اية مفاجات.
يقول الدكتور اكرم رضا: (من لا يمتلك المرونة اللازمة للحياة سيتهيب كل جديد، ولن يشرع في عمل مفيد، وستعد نجاحاته على الاصابع، ما دمت تعيش في عالم غير كامل ومع اناس غير كاملين فلا تتوقع الكمال من نفسك).
ثانيا جرب ان ترى الالوان:
لا تنظر لكل ما حولك بلونين فحسب، فالحياة مليئة بالالوان، لذا فجرب ان تراها بالوان الطيف المختلفة، ولا تقتصر على الابيض والاسود، فليس كل شيء في الدنيا صواب وخطا، او حق وباطل، بل هناك درجات بين كل طرفين.
يقول الدكتور اكرم رضا: (ان عدم تحقيقك لكامل اهدافك لا يعني الفشل، وعدم وصولك الى ما تريد في الوقت المناسب لا يعني عدم الوصول، وظهور عقبات او خلل في خططك لا يعني العجز، وكما يقال: ان تكون سلحفاة في الطريق الصحيح خير من ان تكون غزالة في الطريق الخاطئ).
ثالثا جرب ان تفعل شيئا مختلفا:
تعلم دائما انك اذا لم تصل الى الصواب او الى ما تريده، فاعلم ان هناك طرق اخرى ستوصلك الى ما تريد، فلا تقصر عقلك وتفكيرك على طريق واحد فحسب.
فيروى ان رواد الفضاء واجهتهم مشكلة وهم في الفضاء، وهي ان الاقلام لا تكتب حينما تخرج عن نطاق الجاذبية، فقامت الابحاث والمراكز في الولايات المتحدة الامريكية لدراسة ذلك الامر، وتمكنوا في نهاية الامر ان يصنعوا قلما يكتب في الفضاء وتحت الماء وعلى كل الاسطح، ولكن بعد ان انفقوا ملايين الدولارات.
وفي نفس الاوان كان رواد الفضاء يحاولون مواجهة تلك المشكلة ايضا، ولكنهم قاموا بحل تلك المشكلة بطريقة مبتكرة وسهلة لم تخطر على بال الباحثين الامريكين، وهي انهم استعملوا القلم الرصاص.
رابعا لا تخش من الفشل:
الكثير من الناس لا يقدم على اتخاذ القرارات؛ خوفا من ان تكون هذه القرارات غير صائبة، فيتجنب ان يقوم باي خطوة قد تقوده الى الفشل، وينسى ان الخطا هو الذي يقود الناجحين الى طريق النجاح، ويقود الفاشلين الى التقاعس والياس، فاذا ما اتخذت قرارا فاشلا، فاجعل لديك من المرونة الكافية ان تجرب طريقا اخر للنجاح.
ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار:
ولو اردنا ان نتحدث عن بعض الشخصيات التي ملكت قدرة كبيرة من المرونة، وكانت تملك قدرة عظيمة على تغيير القرار تبعا للظروف، فلابد اذا ان نتحدث عن جيش الكرار، وقائدهم سيف الله المسلول.
فخالد بن الوليد تولى امرة جيش المسلمين في غزوة مؤتة بعد ان استشهد الثلاثة الذين كانوا يحملون الراية، وكان على راس جيش قوامه ثلاثة الاف مجاهد يقاتلون مائتي الف من المشركين، وبدا سيف الله المسلول يفكر: (كيف ينقذ هذا الجيش ويعيد له هيبته وكيانة؟)، فراى ان الحل يكمن في الانسحاب بعد ارهاب العدو، وايهامه بوصول امدادات جديدة.
وبالفعل استطاع ان ينفذ خطته باحكام، وعاد بجيش المسلمين الى المدينة باقل خسارة ممكنة، ولما وصل المسلمون الى المدينة جعل الناس يحثون التراب على الجيش، ويقولون: يا فرار؟! ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار ان شاء الله تعالى) [الكامل في التاريخ، ابن الاثير].
ختاما:
اذا اردت ان تكون ناجحا في حياتك فلابد ان تتعلم كيف تكون مرنا؟ فالمرونة هي التي تعلمك كيف تفكر في بدائل اخرى، حينما تجد ان البدائل المتاحة امامك لا تحقق الاهداف المنشودة.
اهم المراجع:
1. المفاتيح العشرة للنجاح، د.ابراهيم الفقي.
2. عظمة الذات، تشارلز جيفينس.
3. صناعة النجاح، ا.د.عبد الله بن سلطان السبيعي.
4. بلا ندم، د.. احمد سفينه

  • ترتيب الافكار
  • كيف ترتيب الافكار
  • طرق ترتيب الأفكار
السابق
انا حامل في الشهر السادس وصايمه
التالي
روايات دانيال ستيل