تعبير كتابي حول مدى تاثير دور الام في الاسرة

 

مدى كتابي في دور حول تعبير تاثير الام الاسرة 20160919 1269

تمهيد


ان من اعظم ما تركة لنا القرن العشرون مفهوم التنميه الشامله الذي تفاوت حظ تطبيقة بين دول العالم،
ولكنة اصبح من بين الاسس الثابته لقياس تقدم المجتمعات،
ودليلا على ان التنميه اصبحت تمثل مطلبا ملحا و اساسيا لكل المجتمعات المعاصرة،
وذلك لما تنطوى عليه من مضامين اجتماعيه و اقتصاديه و سياسية و ثقافيه هامة،
وكذلك لما ينتج عنها من نتائج حاسمه فحاضر هذي المجتمعات و مستقبلها.


و اذا كان الهدف الاساس من التنميه هو سعادة البشر و تلبيه حاجاتهم،
والوصول بهم الى درجه ملائمه من التطور و تعميق انسانيتهم،
فانها فحد ذاتها،
لا تقوم الا بالبشر انفسهم الذين هم اهم و سائل تحقيقها.


و فاطار الاهتمام بقضية التنميه الشاملة،
وانطلاقا من ان التنميه ترتكز فمنطلقاتها على حشد الطاقات البشريه الموجوده فالمجتمع دون تمييز بين النساء و الرجال،
يكون الاهتمام بالمرأة و بدورها فتنميه المجتمع جزءا اساسيا فعملية التنميه ذاتها،
بالاضافه الى تاثيرها المباشر فالنصف الاخر،
ذلك ان النساء يشكلن نص المجتمع و بالتالي نص طاقتة الانتاجية،
وقد اصبح لزاما ان يسهمن فالعملية التنمويه على قدم المساواه مع الرجال،
بل لقد اصبح تقدم اي مجتمع مرتبطا ارتباطا و ثيقا بمدي تقدم النساء و قدرتهن على المشاركه فالتنميه الاقتصاديه و الاجتماعية،
وبقضاء ذلك المجتمع على كافه اشكال التمييز ضدهن(1).


التعريف بدور المراة


سطرت المرأة فالعصور القديمة و الجديدة و خاصة فالمجتمعات الاسلاميه اسطرا من نور فجميع المجالات،
حيث كانت ملكه و قاضيه و شاعره و فنانه و اديبه و فقيهه و محاربه و راويه للاحاديث النبويه الشريفة.


و الى الان ما زالت المرأة فالمجتمعات الاسلاميه تكد و تكدح و تساهم بكل طاقاتها فرعايه بيتها و افراد اسرتها،
فهي الام التي تقع على عاتقها مسؤوليه تربيه الاجيال القادمة،
وهي الزوجه التي تدير المنزل و توجة اقتصادياته،
وهي فتاة او اخت او زوجة،
وهذا يجعل الدور الذي تقوم فيه المرأة فبناء المجتمع دورا لا ممكن اغفالة او التقليل من خطورته.


و لكن قدره المرأة على القيام بهذا الدور تتوقف على نوعيه نظره المجتمع اليها و الاعتراف بقيمتها و دورها فالمجتمع،
وتمتعها بحقوقها و خاصة ما نالتة من تثقيف و تاهيل و علم و معرفه لتنميه شخصيتها و توسيع مداركها،
ومن بعدها يمكنها القيام بمسؤولياتها تجاة اسرتها،
وعلي دخول ميدان العمل و المشاركه فمجال الخدمه العامة(2).


و منذ بداية العقد العالمي للمرأة (1985-75) و حتي مؤتمر بكين 1996،
بدا الاهتمام العالمي بقضية تنميه المرأة و تمكينها من اداء ادوارها بفعاليه كالرجل،
والمشاركه فاتخاذ القرار فمختلف مناحى الحياة السياسية و الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافية،
وقد و اكب ذلك الاهتمام العالمي اهتمام كثير من الدول و الهيئات و المنظمات الدوليه و الاقليمية،
وذلك من اثناء عقد سلسله من الندوات و المناقشات و اوراش العمل و المؤتمرات،
كان اخرها منتدي قمه المرأة العربية بالمنامه فابريل 2000،
مرورا بمؤتمر القمه الاول للمرأة العربية “القاهره 2000″،
ومؤتمر القمه الاستثنائيه للمرأة العربية بالمغرب “نوفمبر 2001″،
بالاضافه الى عده منتديات حول المرأة و السياسة،
والمرأة و المجتمع،
والمرأة و الاعلام،
والمرأة و الاقتصاد،
والمرأة فبلاد المهجر،
التى عقدت فعده دول عربية.


و ما هذي الدراسه حول البني الملائمه لتعليم الفتيات و المرأة فبعض بلدان العالم الاسلامي الا دليل على اهتمام المنظمه الاسلاميه للتربيه و العلوم و الثقافه ايسيسكو بدور المرأة و حرصها على تمكينها من دورها الحقيقي فالمجتمع.


و لقد اكدت و اوصت كل هذي المنتديات بكافه صورها على ضروره دعم دور المرأة و مكانتها و منحها حق العمل فالميادين كافة،
انطلاقا من اهمية مكانه المرأة فالمجتمع و دورها فتحقيق استقرار الاسرة.


و يشير الواقع الديموغرافى لعدد السكان فبلدان العالم الاسلامي انه يبلغ 1028751 الف نسمه عام 2000،
وتبلغ المرأة نص ذلك العدد تقريبا اي حوالى 514.751 الف نسمة،
والفئه العمريه للفتيات فالشريحه العمريه من (14-6) حوالى 91324 الف من مجموع النساء اي بنسبة 17.8%(3).


و يلاحظ ارتفاع معدلات خصوبه المرأة فهذه البلدان،
وذلك يرجع الى العوامل الاجتماعيه و عوامل ترتبط بالتراث الثقافى لهذه البلدان،
وهذا الحجم المتزايد من السكان رجالا و نساء يطرح سؤالا : ما الادوار التي تقوم فيها هذي الجموع البشريه من النساء فحاضر المجتمعات الاسلاميه و فمستقبلها ؟

والي اي مدي ترتبط هذي الادوار بما يهيئ لها من فرص الاعداد و وسائلة لمواجهه الحياة حتي تتحول من دور و اعد بالامكانيه الى قوه مؤثره بالفعل،
وحتي تصبح طاقة منتجه لا عبئا ثقيلا ينوء المجتمع بتكاثره(4).


و للاجابه عن هذي الاسئله المطروحه يركز ذلك الفصل على الادوار التي تقوم فيها المرأة فتنميه المجتمع،
وحتي ممكن تحديد هذي الادوار لابد اولا من تحديد المفاهيم الاساسية التي تعد من الموجهات الاساسية لهذا الفصل.


المفاهيم


مفهوم التنميه :


يعرف تقرير الامم المتحده للتنميه البشريه لعام 1997 التنميه بانها عملية زياده الخيارات المطروحه على الناس و مستوي ما يحققونة من رخاء،
وهذه الخيارات ليست نهائيه او ثابتة.
وبغض النظر عن التنميه فان عناصرها الاساسية الثلاثه تشمل القدره على العيش حياة طويله و فصحة جيدة،
واكتساب المعرفة،
والتمتع بفرص الحصول على الموارد اللازمه لعيش حياة لائقة.
ولا تقف التنميه عند ذلك الحد،
فالناس كذلك يقدرون جيدا الحريه السياسية و الاقتصاديه و الاجتماعيه و اتاحه الفرص امامهم للابداع و الانتاج.


مفهوم تنميه المجتمع :


عرفت الامم المتحده تنميه المجتمع بانها العمليات التي ممكن فيها توحيد جهود المواطنين و الحكومة لتحسين الاحوال الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافيه فالمجتمعات و لمساعدتها على الاندماج فالمجتمع و المساهمه فتقدمة باقصي قدر مستطاع.


مفهوم الدور :


عرفت د.
ناديه جمال الدين الدور بانه مجموعة من الصفات و التوقعات المحدده اجتماعيا و المرتبطه بمكانه معينة.
والدور له اهمية اجتماعيه لانة يوضح ان انشطه الافراد محكومة اجتماعيا،
وتتبع نماذج سلوكيه محددة،
فالمرأة فاسرتها تشغل مكانه اجتماعيه معينة،
ويتوقع منها القيام بمجموعة من الانماط السلوكيه تمثل الدور المطلوب منها.


و بالنسبة للمرأة فالدور المعيارى لها كامرأة و زوجه و ام،
اى الدور الذي يتوقعة منها المجتمع و ينتظر منها القيام به،
يتفق اتفاقا كبيرا مع دورها الفعلى ان لم يتطابق معه(5).


مفهوم الدور الاقتصادى :


هو جميع نشاط اقتصادي تؤدية المرأة داخل او خارج البيت بهدف اشباع احتياجات الاسرة او المجتمع من اثناء تحقيق فوائد اقتصادية،
بمعني ان ذلك النشاط له قيمه اقتصاديه ممكن قياسها او تقديرها.


مفهوم الدور الاجتماعى :


هو الانشطه التي تقوم فيها المرأة فنطاق اسرتها و خاصة ما يتعلق بتربيه ابنائها و علاقه اسرتها بغيرها من الاسر الثانية اثناء عملية نشاطها اليومي و الاجتماعي.


مفهوم الدور الثقافى :


هو قدره المرأة على تقييم ما تتلقاة من معارف و معلومات من و سائل الاعلام المختلفة بما يدعم دورها فمعايشه قضايا العصر و الانفتاح على العالم الخارجي.
ويلعب التعليم دورا هاما فهذا المجال حيث انه كلما نالت المرأة قسطا اكبر من التعليم كلما كانت اكثر فهما و ادراكا و مقاومه للايحاءات و التاثيرات السلبيه التي ربما ينقلها الاتصال بالعالم الخارجي.


مفهوم الدور السياسى :


هو الانشطه التي تقوم فيها المرأة و تتمثل فممارستها لحقوقها السياسية و المدنيه كحق التصويت فالانتخابات،
والترشح للمجالس الشعبية و النيابية،
والمشاركه فالنقابات و التنظيمات النسائية،
وحريه التعبير عن الراي،
والمساواه امام القانون.


و اقع دور المرأة فتنميه المجتمع


على الرغم من وجود تباين فالبني الاساسية الاقتصاديه و الثقافيه و السياسية لبلدان العالم الاسلامي،
الا ان الدين الاسلامي هو دين الغالبيه العظمي لسكان هذي البلدان.


و لما كان الدين الاسلامي اكثر تقدما من اي دين احدث بالنسبة لمشاركه المرأة فالمجتمع،
لانة اعطي صورة متكاملة عن دور المرأة و مكانتها فالمجتمع،
فالقران و الحديث و التفسير و الاجتهادات المختلفة تعطى المرأة مكانه خاصة تترجم عمليا الى اعراف تشريعيه تملى عليها حقوقها و واجباتها سواء كانت ابنه ام زوجه ام اما،
فاننا نفترض وجود تطابق الى حد ما فالاوضاع فهذه البلدان،
و لذا تم اختيار بعض دول العالم الاسلامي كعينه مختاره ممثله لباقى الدول لنتعرف على ادوار المرأة فتنميه هذي المجتمعات.


و حين ننظر الى الدور الذي تقوم فيه المرأة فالتنمية،
لا بد ان ننظر الية فاطار التنميه الشامله بكل ابعادها الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافيه و السياسية،
وفى اطار التنميه المستهدفه القائمة على الاصاله و التجديد الحضاري.
و تجزئه الدور فهذا الفصل الى عده ادوار هو بغرض التوضيح،
وتفسير الى اي مدي تستطيع المرأة ان تشارك و تساهم بفعاليه فالتنمية،
وما العوامل التي تؤثر فمعدلات اسهام المرأة فالتنميه فظل المتغيرات و التطورات التي طرات على هذي المجتمعات ؟

وما العوامل التي تواجة المرأة للقيام بهذه الادوار و تعوق اندماجها و التزامها بالمشاركه الحضاريه الكاملة فصناعه الحياة بكل ابعادها بدءا من حقها الطبيعي فحريه الحركة و الانتقال،
الي ذروه التاثير فصنع القرار و الاسهام فتحديد المسار.


اولا : الدور الاقتصادى :


الاسلام و عمل المرأة :


تتمتع المرأة فالاسلام منذ اربعه عشر قرنا بشخصيتها الاقتصاديه المستقله و حريتها الكاملة فالتصرف باموالها دون اذن زوجها،
لانها فهذا كالرجل سواء بسواء،
وايضا لها ان تبيع و تتاجر و تعقد الصفقات و تؤجر البيوت و ترهنها،
ولها الحق فان تمتهن اي مهنه تحبها و تختارها،
ولها ان تنتخب و تنتخب فاى مجلس تشريعى او سياسى او اقتصادي،
ولها ان تتولي القضاء بل لها ان تفتى فالناس باحكام الشريعه اذا كانت عليمه بها،
مثلما كانت السيده عائشه ام المؤمنين تفتى الصحابه فالمسائل التي عرفتها و غابت عنهم،
اى ان الدين الاسلامي اجاز عمل المرأة فكافه المهن بما يصون كرامتها و لا يسيئ الى انوثتها،
وان الله يثنى على من يتلقي اجرا نظير عمل،
فالعاملون و العاملات لهم عند ربهم اجر عظيم،
وفضلا عن هذا فان الله يساوى بين الجنسين اذ يقول : { من عمل صالحا من ذكر او انثى و هو مؤمن فلنحيينة حياة طيبه و لنجزينهم اجرهم باقوى ما كانوا يعملون } (سورة النحل،
الايه 97)،
والحديث الشريف يقول : >انما النساء شقائق الرجال<،
فالمرأة فالشريعه شقيقه الرجل،
لها كحقوقة داخل الاسرة و خارجها،
ولها كالذى عليها بالمعروف،
تلك هي بعض المعالم الرئيسه فنظره الاسلام الى المراة،
وهي نظره بعيده تماما عن النظره المتدنيه الى المرأة التي افرزتها اوضاع متخلفه فتاريخ الحضارة الاسلاميه اختلطت مع الزمن بتعاليم الاسلام و روح الشريعة.


معدلات مساهمه المرأة فالنشاط الاقتصادى :


ان المعلومات و البيانات المتاحه عن عمل المرأة لا ممكن اعتبارها كاملة،
وليس جميع المتاح ملائما لكل نوعيات التحليل و الدراسة،
ومن المعروف ان دولا كثيرة لا تتوفر لديها البيانات الضرورية عن اسهام المرأة فقوه العمل حسب التصنيفات التي تعكس هذي الاسهامات.


و تشير الاحصاءات الى ان المرأة المسلمه تسهم فتطوير بلدها رغم ان نشاطها الاقتصادى اقل من نشاط النساء فالبلدان المتقدمه و هذا لان الاحصاءات الرسمية فالبلدان الاسلاميه لا تعكس اسهام المرأة الفعلى نظرا لاستناد هذي الاحصاءات الى تقديرات،
ولا تاخذ فاعتبارها اسهام المرأة الفعلى فالنشاط الاقتصادي،
وخاصة فالمجال الزراعى و الرعوى و الحرفى و تهميش ذلك النشاط لانة خارج القطاع المنظم.


و تاخذ اشكال اسهامات المرأة الاقتصاديه من اثناء الانشطه و الاعمال التي تؤديها سواء داخل البيت او خارجة صورا عديدة،
منها اسهامات مباشره و هي تبدو فشكل ما دى كاجور اومرتبات تحصل عليها او اثمان سلع و منتجات تبيعها،
او ربح تحصل عليه من صناعه بعض المصنوعات اليدوية،
اما الاسهامات غير المباشره فتمثل قيمه المواد التي تنتجها المرأة و تستهلك داخل البيت،
وهذا يعد قيمه نقديه تساهم فيها المرأة فميزانيه الاسرة و تشارك فتحسين مستوي الاسرة المعيشي.


و ينبغى الاشاره الى ان معدلات اسهام المرأة فالنشاط الاقتصادى داخل قوه العمل تتباين بشكل كبير بين بلدان العالم الاسلامي،
وتتباين كذلك فالاقطار العربية فنطاق قطاعات النشاط الاقتصادى المنظم و غير المنظم،
بالاضافه الى انها تختلف فالدول نفسها بين الحضر و الريف،
وبين فئات العمر،
وترجع هذي الاختلافات الى العوامل الاجتماعيه و الثقافيه الخاصة بهذه المجتمعات.


و ربما اسفرت دراسات منظمه العمل الدوليه عن ان ثلث العاملين فالعالم من النساء،
وان اعلي نسبة لاسهام المرأة هي سن 15 عاما فاكثر،
اما فيما يتعلق باسهام المرأة فالنشاط الاقتصادي،
فقد دلت الدراسات على انها تبلغ اقصاها فروسيا الاتحاديه 60%،
وتبلغ ادناها فبعض الدول الافريقيه اقل من 10%(6).


و تشير الاحصاءات الى ان المعدل السنوى لنمو القوي العامله يتراوح ما بين 3% و 4% فمعظم البلدان العربية بين 1980 و 1995،
ولم يزد نصيب العاملات فالقوي العامله سوي زياده طفيفة،
فزادت بنسبة اجماليه بين 1% و 2% فمعظم البلدان باستثناء الاردن التي يقفز بها نصيبهن الى 6% منها اثناء نفس الفتره البالغه خمسه عشر سنة(7).


و نجد هذي النسبة فبعض دول الخليج (قطر و الامارات) منخفضه حيث يصل نصيبهن الى 1%،
وتبلغ اعلاها فلبنان 14.5%،
بينما يبلغ نصيب النساء فالقوي العامله بمصر دون مستوي 10%(8).


اما بالنسبة لمدي اسهام المرأة فشمال افريقيا فالنشاط الاقتصادى فالقطاع المنظم،
فتوضح بعض الدراسات ان منطقة شمال افريقيا ما زالت دون المستويات المقبولة،
ولا سيما فيما يتعلق بعمل المراة،
اذ يعتبر مستوي نشاط المرأة الجزائرية فالفئه العامله من السكان من ادني المستويات فالعالم،
كما ان معدل زيادتة منخفض 2.61% عام 1977،
اذا ما قورن بمعدل عماله المرأة فتونس 18.7% عام 1977(9).


اما بالنسبة لمعدلات مساهمه المرأة فايران،
وهي من اكبر دول العالم الاسلامي،
فلقد قامت المرأة الايرانية بعملية غزو شامله لسوق العمل تمكنت خلالها من امتلاك 33% من حجم الوظائف فالحكومة و الجهاز الادارى للدولة،
وصعدت 432 امرأة الى منصب مدير عام،
وتؤكد المرأة الايرانية الان انها تسعي من اثناء اجهزة الثوره لتصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة،
لان الاسلام لا يعارض عمل المراة(10).


و يتركز اشتغال النساء فالقطاعات المنظمه فبلدان العالم الاسلامي بصفه عامة و البلاد العربية بصفه خاصة فمجال الخدمات،
بحيث تصل النسبة فعدد من دول الخليج الى اكثر من 80%،
وتتراوح فعدد كبير من البلدان الثانية بين 15% و 35%.
وهنالك فبعض البلدان العربية التي تنمو بها قطاعات الانتاج الصناعي لا تتجاوز نسبة النساء المشتغلات فقطاع الانتاج 16%،
وتبلغ اعلاها فدول العالم الاسلامي جنوب شرق اسيا،
وفي مصر نجد ان المرأة تمثل نسبة تتراوح بين 15% و 20% من قوه العمل الصناعيه فمصر(11).


و مما ينبغي الاشاره الية كذلك توزيع القوي العامله النسائية حسب الفئات العمرية،
وتركيز النساء المشتغلات فالفئتين العمريتين (24-20) و بين (29-25)،
وتاخذ نسبة المشتغلات فالانخفاض تدريجيا بعد هذا فمعظم بلدان العالم الاسلامي.


معدلات مساهمه المرأة فالقطاع الاقتصادى غير المنظم :


من المعروف ان كثيرا من الانشطه التي تؤديها المرأة تستثني عاده من احصاءات القوي العامله و الدخل القومي،
وخصوصا الاعمال التي تقوم فيها المرأة فالريف و فالتجمعات البدويه و الرعوية،
وهي انشطه اقتصاديه تسهم فدخل الاسرة و الدخل القومي،
ويتراوح معدل عمل المرأة فبلدان العالم الاسلامي و الدول العربية فالمجال التجارى و الزراعى و الحرفى و الرعوي،
وتحضير الاكل و حفظة بين 60%،
ويمثل كذلك 70% فالمشاريع الاجتماعيه الصغيرة و جميع الاعمال البيتيه تقريبا التي تتضمن فبعض البقاع حمل الماء و الانتاج الزراعى و الحطب و غيرها من الانشطه فالقطاعات غير المنظمة(12).


ذلك الى جانب كثير من الاعمال التي تعتبر مسانده للرجل و مهيئه لظروف عمله.
وتشير احصاءات منظمه العمل العربية الى ارتفاع نسبة المشتغلات فالقطاع الزراعى و المهن الزراعيه من القوي العامله النسائية بحيث تتراوح ما بين 25% و 85% فالاقطار ذات الموارد الزراعية.


و تذكر احدي الدراسات ان نسبة النساء اللاتى تعملن فالمجال الزراعى فالبحرين تقل عن 1% و شان البحرين شان بعض دول الخليج كالكويت و قطر و دوله الامارات العربية،
كما اشارت الدراسه الى ان مشاركه المرأة الريفيه ما زالت موضع اهمال،
كما لا يشار اليها فاحصاءات القوي العامله فكل من الكويت و البحرين،
ويعكس هذا الوضع فدراسه احصائيه فالمملكه العربية السعودية ان العمال السعوديين الذين يعملون فالزراعه لا يشكلون سوي 671.650 نسمة،
وان النساء بهذا القطاع لا يتجاوزن ما نسبتة 33.2%،
وترجع الدراسه ذلك الوضع الى تدفق اعداد كبار للعماله الاجنبية مما ادي الى اهمال مساهمه المرأة فالقوي العامله و جعلها موردا غير مستغل(13).


و تبلغ نسبة مساهمه المرأة فالمناطق الريفيه و البدويه اعلاها ففئه العمر العشرين فاكثر،
وفئه العمر (50-40) سنة.


اما بالنسبة لمصر فهي لا تختلف كثيرا،
فنسبة النساء المشتغلات فالقطاع الزراعى و الحرفى تمثل 27.7%،
وهي فنفس الوقت تمثل 55% من مجموع النساء فالمناطق الريفية(14).


اما بالنسبة لدول شمال افريقيا،
فالجزء الاكبر من عمل المرأة فمجال القطاع غير المنظم ما زال غير مرئي،
كما انه غير مسجل،
وتؤكد الدراسات التي اجريت عن تونس بشان بعض خصائص عمل المرأة تركيز الاناث على الاعمال الدنيا،
وان 49% منهن يمارسن اعمالا يدوية،
وتقوم 28% من النساء العاملات باعمال النظافه فالمنازل بتونس،
وتبلغ مساهمه المرأة فالجزائر فالقطاع غير المنظم 6% من المجموع الكلى للنساء،
اما فالمغرب فهي قرابه 38%(14).


و الخلاصه ان المشتغلات من النساء تتركزن فقطاعات اقتصاديه معينة و مهن محدده فقطاع الخدمات،
كما ان نصيبهن من بعض الاعمال التي تدر اجرا عاليا ما زال هزيلا و غير متساو مع اجور الرجال.
وعلي و جة التحديد يتركزن فاعمال التشييد و البناء و الاعمال الزراعيه و اعمال النظافه فالبيوت.


و يختلف اقبال المرأة على العمل او حتي الرغبه به و فقا لبعض الاعتبارات الاجتماعيه و الثقافية،
فالمرأة غير المتزوجه ربما تقبل اعمالا لا تقبلها المرأة المتزوجة،
او بالاحري لا يسمح لها اجتماعيا ان تمارسها،
بالاضافه الى ان الوضع الطبقى يلعب دورا اساسيا فقبول العمل او رفضه.
وعلي الرغم من هذا فقد اكدت الدراسات اخلاص المرأة فمجالات العمل المختلفة و مساهمتها الفعاله فالتنمية.


و نظرا الى ان المساهمه فسوق العمل ليست المقياس الوحيد لقياس مدي المساهمه فالتنميه عموما،
فاننا نحتاج الى ايجاد مفهوم مختلف تماما لتقييم مساهمه المرأة المسلمه فالانشطه الاقتصاديه و التخطيط لمستقبلها فهذا الاطار.


ثانيا : الدور الاجتماعى و الثقافى :


نظره الاسلام لمكانه المرأة الاجتماعيه :


لما كان الاسلام هو دين الغالبيه العظمي من سكان دول العالم الاسلامي،
واحد العوامل الكبري فحركة الحضارة العربية الاسلاميه ما ضيا و حاضرا و مستقبلا،
فان الامر يقتضى ان نركز على مكانه المرأة الاجتماعيه فالاسلام،
وفى ذلك الصدد،
فان الاسلام ربما ساوي بين الرجل و المرأة فالكرامه الانسانيه و استخلفهما معا لعمران الكون،
كما نهي القران عن كراهيه البنت،
وحرم و ادها،
كما كان متبعا فالجاهلية.


ان القران الكريم ربما ساوي بين الرجال و النساء فالواجبات الدينيه و فالمسؤوليه و فالثواب و العقاب،
حيث ذكر فمحكم اياتة : { و ان ليس للانسان الا ما سعي و ان سعية سوف يري بعدها يجزاة الجزاء الاوفي } (سورة النجم،
الايات 41-39)..
والانسان هنا يشمل كلا من الذكور و الاناث بطبيعه الحال.


كما اكدت السنه النبويه على المساواه فمعامله الذكور،
فالحديث الشريف يقرر >ساووا بين اولادكم فالعطيه فلو كنت مفضلا احدا لفضلت النساء<.
والمساواه فالعطاء تمتد من تربيه الاطفال و رعايتهم الى اتاحه الفرص المتكافئه لهم نموا و عملا و مشاركه من اثناء ما يتمتعون فيه من حقوق و ما يتحملونة من مسؤوليات،
ويقرر الرسول# هذي المساواه بين الذكر و الانثى بنصيحتة للنساء اللائى جئن لمبايعتة يوم فتح مكه : >من كانت له انثى فلم يئدها و لم يهنها و لم يؤثر و لدة عليها ادخلة الله الجنة<.


اعطت الشريعه الاسلاميه المرأة حريه الاختيار و القرار و حق التعرف على من يريد ان يتزوجها،
ومع ان الاسلام ربما استهجن الطلاق و جعلة ابغض الحلال،
الا انه لم يقصر الحق به على الرجل،
كما يجرى الفهم القائم على تقاليد و اعراف اجتماعية،
وهكذا فان المساواه كاملة فانعقاد الزواج و فتفريقة بين المرأة و الرجل.


و الخلاصه ان الاسلام يرسى قاعده مكينه لمكانه المرأة بالنسبة لكرامتها و لمساواتها بالرجل و لحقها فالمشاركه الفعليه العريضه فشؤون الحياة،
كما فعلت كثير من فضليات النساء فعديد من حقب التاريخ.


مساهمه المرأة فالتنميه الاجتماعيه و الثقافيه :


يرجع اهتمامنا بالدور الاجتماعى و الثقافى للمرأة الى ايماننا بالبيئه التي يعيش بها الطفل فالسنوات الاولي من عمره،
وعلي نموة مستقبلا،
فالمرأة تلعب دورا رئيسا فتنميه الموارد البشريه الصغيرة،
فالاسرة هي المؤسسة التربويه الاولي لتربيه الطفل و تنشئته،
فيها يوضع حجر الاساس التربوى حيث يصبح الطفل عجينه طيعه يتقبل التوجية و يتعودة و يلتقط ما يدور حولة من صور و عادات و تقاليد و ثقافه البيئه التي يعيش فيها،
وفيها كذلك يتعلم مبادئ الحياة الاجتماعيه و المعارف و العادات الصحية السليمة.


و رعايه المرأة لابنائها تبدا قبل ميلادهم،
وذلك من اثناء اختيارها التغذيه السليمه المتكاملة التي تفيد صحتها خلال الحمل و الرضاعة،
وذلك و قايه و حماية للاطفال،
حتي لا يتعرضون فهذه المرحلة الى تاخر النمو او قله الحيوية و نقص المناعة،
وزياده القابليه للامراض المعدية،
ليعيشوا رجالا اصحاء اقوياء.


و تنمى المرأة طاقات ابنائها عن طريق اشراكهم فممارسه الرياضة،
وايضا تنميه الوعى الفكرى و الثقافى لديهم،
وتوعيتهم اسلاميا و سياسيا حتي لا يقعوا فريسه لموجات التطرف،
وترسخ فيهم القيم و السلوك و العادات الاسلاميه المطلوبة،
وهذه التنميه و التربيه تقوم على اساس المساواه بين الذكور و الاناث،
فكل ما يتلقاة الطفل من عنايه و رعايه و تنميه فالسنوات الاولي من عمرة يشكل اقصي حد ما سيصبح عليه عند بلوغه.
ودور المرأة لا ينحصر فذلك فقط بل يتعداة الى ما تقوم فيه من اعمال الاقتصاد البيتي الخاصة بترتيب البيت و تنظيفه،
وتصنيع الغذاء،
وتوزيع دخل الاسرة على بنود الانفاق البيتي،
كما انها فبعض الاحيان تتحمل المسؤوليه كاملة فحالة غياب الزوج او و فاته،
هذا بالاضافه الى عملها خارج البيت.


و تعتمد درجه اسهامات المرأة الاجتماعيه و الثقافيه على مدي الخدمات المقدمه من المجتمع التي تساعدها على القيام بهذه الادوار،
وتتمثل فمنشات للخدمات الاجتماعيه كالوحدات الاجتماعية،
ودور الحضانة،
ومراكز التدريب و التكوين المهني،
ومكاتب التوجية و الاستشارات الاسرية،
ومراكز الخدمات الصحية المتمثله فالمستشفيات العامة و مستشفيات الولادة،
ومراكز رعايه الطفوله و الامومة،
والمستوصفات،
ومراكز تنظيم الاسرة،
ومنشات الخدمات الثقافيه التي تمثلت فو سائل الاعلام،
والمكتبات،
والانديه الرياضيه و الاجتماعية.


و ليست المرأة فحاجة الى الخدمات فقط،
ولكنها فحاجة كذلك الى اعدادها الاعداد الجيد و تمكينها من القيام بكل هذي الاسهامات،
فاذا كان المجتمع يريد الاستفاده من مساهمه النساء كاملة فالتنمية،
فعليه ان يساعدهن على اداء دورهن بالاعداد و الاجراءات التي تساعدهن على تحمل مسؤوليتهن،
ويتضمن ذلك الاعداد المامهن بالمعلومات الكافيه فالنواحى الصحية و الثقافيه و البيئية،
كما يتضمن ذلك الاعداد تنميه مهاراتهن على استعمال هذي المعلومات فكل نواحى الحياة،
وتدعيم اتجاهاتهن،
وايمانهن باهمية دورهن فتنميه مجتمعهن و تنميه الوعى الثقافى لديهن لتتعرفن على ما يدور حولهن فالعالم المحلى و الخارجي،
ولتعرفن حقوقهن و واجباتهن،
وهذا لا يتاتي الا عن طريق المزيد من الخدمات التعليميه و البرامج الثقافيه المقدمه للمراة.


تطور الاوضاع الاجتماعيه و الثقافيه للمرأة فبلدان العالم الاسلامي :


منذ العقد العالمي للمرأة (1985-1975)،
بدات الحكومات تهتم باوضاع المرأة فكافه المجالات و تعمل على تحسينها،
وتمكين المرأة من المشاركه الفعاله فجميع مجالات الحياة،
واستهدفت العقود الماضيه فمعظم البلدان الاسلاميةالتوسع فنطاق الخدمات الاجتماعيه و مرافق البنيه الاساسية و توسيع نطاق التماسك الاجتماعى و المزيد من التحسينات فكافه جوانب الرفاة الاجتماعي.


و بذلت الحكومات المركزيه فمعظم هذي البلدان جهودا كبار لتوسيع نطاق حصول كل الاطفال على خدمات التعليم الاساسي،
كما و سعت فالوقت نفسة فرص الحصول عليه بالمجان لجميع الاطفال،
وعملت على رفع مستوي تعليم البنات لايمان هذي المجتمعات ان تعليم البنات هو الاستثمار الوحيد الاكثر فاعليه سواء عملت المرأة خارج المنزل ام لم تعمل،
فهو يعود بمجموعة من المنافع الايجابيه على افراد الاسرة و تحسين اوضاعها الصحية و الغذائية،
وتحسين فترات الحمل و الولادة،
وتخفيض معدلات و فيات الاطفال و اصابتهم بالامراض،
بالاضافه الى تحسين مستوي تعليم الاطفال،
ويؤكد ذلك تقرير التنميه البشريه لعام 2000،
فهو يركز على الصحة و التغذيه و التعليم لا لقيمتهما فحسب،
بل كذلك لتاثيراتها الايجابيه المباشره و غير المباشره على راس المال البشرى و الانتاجيه و القدره على المشاركه و التفاعل الاجتماعي.
ولنتامل تاثيرات التعليم،
فالعنف البيتي لايتاثر بعدد سنوات الزواج او عمر المرأة و ترتيبات المعيشه او تعليم الزوج،
وانما تتاثر بتعليم المراة،
فقد لوحظ فالهند اذا كانت المرأة ربما نالت تعليما ثانويا فان معدل حدوث ذلك العنف ينخفض باكثر من الثلثين.


و لقد حققت البلدان الناميه و معظمها من دول العالم الاسلامي العديد فيما يتعلق بالغذاء و الصحة و التعليم،
ففى الفتره من عام 1980 الى عام 1999 انخفضت نسبة سوء التغذيه و نسبة الاطفال ناقصى الوزن من 37% الى 27%،
واثناء الفتره نفسها انخفض معدل الوفيات بين الاطفال باكثر من 50%،
فبعد ان كانت 168 حالة لكل الف مولود اصبحت 93 حالة.
واثناء الفتره من 1970 الى عام 1999 زادت نسبة من يحصلون على مياة صالحه للشرب فالمناطق الريفيه فالعالم النامي اكثر من اربع مرات،
اذ ارتفعت من 13% الى 71%(15).


و اهتمت مصر بصحة المرأة و تبنت مفهوم الصحة الانجابية،
وكان ذلك بناء على توصيات المؤتمر الدولى للسكان و التنميه بالقاهره 1994 الذي نصف على ان مبادئ المساواه بين الجنسين،
وحق المرأة فالصحة الانجابيه حيويان للتنميه البشرية.


و يعني مفهوم الصحة الانجابيه تقديم الخدمات التي تحتاجها المرأة بين فترات الحمل و الولادة،
مع الاهتمام بالصحة النفسيه و الاجتماعيه للمراة،
وهذا المفهوم يتجاوز مرحلة العمر الانجابي و يبدا بالطفوله و يستمر الى المراهقه و الشباب و النضج و حتي بعد انقطاع الدوره الشهرية للمراة،
وبذلك اصبحت المرأة فمصر هدفا لمجموعة من المساعدات و الخدمات الصحية و النفسيه و الاجتماعيه ففترات عمرها المختلفة و خلال الحمل و الولاده و ما بينهما،
وانعكس ذلك الوضع على تونس كذلك فهي من بلدان شمال افريقيا بالغه الاهتمام بالنهوض بالمراة.
وتجاوبت ايران مع قضايا العصر و وافقت على تنفيذ برامج و اسعه لتحديد النسل فسبيل بناء دوله عصرية،
وفرضت على جميع المقبلين على الزواج من الجنسين ابتداء من عام 1994 ضروره الانتظام فمحاضرات و دروس تنظيم الاسرة قبل الزواج،
واصدرت فتوي تبيح تنظيم الاسرة و تعقيم النساء و الرجال للحد من النسل،
وحدت من الزواج المبكر للفتيات: و الجدول الاتي يوضح بعض المؤشرات الصحية فبعض بلدان العالم الاسلامي.


مؤشرات الاوضاع الصحية فبعض بلدان العالم الاسلامي(*)

وبالنسبة للخدمات التعليمية،
فقد انخفضت الاميه فالدول الناميه بحوالى النصف،
حيث زاد معدل معرفه القراءه و الكتابة بين البالغين بمقدار النصف : من 48% فعام 1970 الى 72% عام 1998،
وزادت نسبة القيد الصافيه فالمرحلتين الابتدائية و الثانوية معا من 50% عام 1970 الى 72% عام 1998(16).


و فمصر ارتفعت نسبة القيد الصافي للصف الاول الابتدائى من 75.12% عام 92/1993 الى 86.81% عام 98/1999،
وكانت نسبة القيد للاناث 45.7% عام 92/1993،
وارتفعت الى 48% لعام 98/1999،
اى ان نسبة الملتحقات من الاناث بالصف الاول تقترب من نسبة تمثيل الاناث فالمجتمع المصري 49% تقريبا حسب احصاء عام 1996.


و ذلك يعد احد المؤشرات الهامه الداله على تحقيق تكافؤ الفرص التعليميه و ان قضية النوع فالتعليم اوشكت على الانتهاء.


اما بالنسبة للاناث البالغات،
فقد انخفضت الاميه بينهن من 61.8% عام 1986 الى 43.4% عام 1999(17).


و فعام 1998 كانت ايران واحده من 10 دول فالعالم تخلصت من الفجوه الخطيره فالفرق بين تعليم الاولاد و البنات،
ووجدت 95% من البنات اماكن لهن فالمدارس الابتدائية و الاعدادية،
وبلغت نسبة طالبات الجامعة حوالى 40% من حجم الطلبه فالتعليم العالي،
واقتصرت 30% من الكليات على البنات فقط(18).


مؤشرات الاوضاع التعليميه للمرأة فبعض بلدان العالم الاسلامي(*)

اما بالنسبة لاوضاع المرأة داخل الاسرة،
فليس لدينا اي مؤشرات او احصائيات عن دور المرأة فعملية صناعه القرار فالاسرة،
الا ان هنالك بعض الدراسات عن المرأة المصرية فالريف و الحضر تؤكد ان المرأة تساهم فصناعه القرارات الخاصة باسرتها،
وان هذي المساهمه تتضح فبعض المجالات المختلفة كمشاركتها فالقرارات الخاصة بتحديد مصادر الدخل،
وتوزيع الميزانيه على بنود الانفاق و الادخار،
وزواج الابناء و تنظيم الاسرة،
وتحديد حجمها.
واوضحت الدراسات كذلك ان قوه المرأة فصناعه القرار تتاثر بعوامل كثيرة من اهمها التعليم،
ومشاركتها فقوه العمل،
والمكانه الاجتماعيه لاسرة النشاه التي قدمت منها.


و تشير كذلك احدي الدراسات عن تنظيم الاسرة و سلطة المرأة فالمجتمع الحضرى بالمملكه العربية السعودية الى ان المرأة فالمجتمعات العربية تتمتع بسلطة غير رسمية،
وانها تمارس سيطره قويه على قرارات اقاربها الاقربين بالنسبة لشؤون الزواج،
وقد عزز هذي السلطة غير الرسمية للمرأة فالاسر موضع الدراسة،
سفرها المتكرر للخارج،
واقامتها الطويله بعيدا عن الوطن و دراسه ابنائها بالمدارس الاجنبية.
اما الكويت فتمثل مكانه الصداره بين بلدان الخليج فيما يتعلق بالحريه و المكانه الاجتماعيه التي تتمتع فيها المراة.


اما المرأة فمنطقة شمال افريقيا (تونس و الجزائر و المغرب) فقد اكتسبت قدرا من السلطة داخل اطار الاسرة،
وذلك نتيجة لدخول المرأة مجال العمل خارج المنزل،
ولاستقلالها الاقتصادي،
وقد اسفر ذلك عن تغير فالاوضاع الاجتماعيه و الثقافيه للنساء،
وتمثل هذا فاختيارهن للزوج،
وارتفاع سن الزواج،
وتحديد حجم الاسرة.


و ابتداء من عام 1994 تصاعدت ضغوط الحركة النسائية فايران لتغيير قوانين العمل و حضانه الاطفال.
وارتفع مستوي الوعى الثقافى للمرأة فالبلدان الاسلامية،
وذلك استنادا الى التطورات و التغيرات التي طرات على العالم بصفه عامة ،
والعالم الاسلامي بصفه خاصة،
من تطور تكنولوجى و اتساع نطاق الاتصال بين الناس،
وتحسين سبل النقل و المواصلات،
كل هذا مهد لاحداث تغير فثقافات المرأة التي كانت تنصب على العادات و التقاليد.
فارتبط مستوي الوعى الثقافى بالتعليم،
حيث ان المرأة كلما نالت قسطا اكبر من التعليم،
كانت اكثر قدره على فهم و ادراك ما تبث لها و سائل الاعلام،
واكثر و عيا بحقوقها التي شرعتها لها الدولة،
وايضا كانت اكثر و عيا بما يدور فعالمها المحلى و العالمي من تغيرات و تحولات.


و لقد و ثقت دراسات كثيرة الصلات السببيه بين الغذاء و التغذيه و الاسكان و الصرف الصحي و الرعايه الصحية و التعليم،
فعلي سبيل المثال تقلل الصحة الجيده الاحتياجات الى الغذاء،
وتزيد استخدامة الفعال فالتغذية،
كما ان التحصيل التعليمى الاعلي يصبح له اثر تكميلى مماثل على التغذية،
ويتضح من مجموعة كبار من الادلة،
ان ارتفاع مستوي تثقيف الامهات يحسن الوضع الغذائى للاطفال،
ويتبين من دراسه اجريت فجنوب اسيا،
ان معدل نقص التغذيه يقل بما يصل الى 20% بين اطفال النساء اللاتى لم يتجاوز تعليمهن المرحلة الابتدائية مقارنة باطفال الامهات الاميات(19).


و فهذا المجال كذلك هنالك مجموعة من العوامل تساعد فتنميه الوعى الثقافى لدي المراة،
وتتحد هذي العوامل مع المتغيرات الاقتصاديه و الاجتماعيه التي تتمثل فارتفاع مستويات الدخل،
وتنوع المهن و الانشطه الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافية.


كما تلعب و سائل الاتصال و الاعلام و مدي اقتنائها،
دورا هاما فزياده انفتاح المرأة على ثقافات حديثة و فسرعه تدفق المعلومات و المعارف كما هو موضح بالجدول الاتي :


الجدول يبين اوضاع الثقافه و الاتصال فبعض دول العالم الاسلامي(*)

ونستخلص ان المرأة المسلمه و اسعه الثقافه هي التي تسعي الى احداث التغيرات فاوضاع المرأة المسلمة،
وتحقيق المساواه الكاملة فالحقوق،
بعد تزايد مشاركه المرأة فمختلف ميادين الحياة،
وعملها خارج البيت،
بالاضافه الى ارتفاع مستواها الاجتماعى و بروزها فعالم الاعمال يشكلان واحدا من ابرز و اهم القوي العامله فاحداث التغيير.


ثالثا : الدور السياسى :


الاسلام و حقوق المرأة السياسية :


انصف الاسلام المراة،
ورفع عنها الظلم و الحيف و ما عانتة من تمييز فالعصور السابقة على نزول القران.
وكان من اثر ذلك،
الاعتراف بحقها فالمشاركه فتدبير شؤون المجتمع كافة،
اقتصاديه و اجتماعيه و قانونية.
واصبح لها شان فالمجال السياسي،
حيث تستشار فالامور كلها،
اكانت اداريه او حربية،
بل و تشارك الى جنب اخيها الرجل سواء بسواء فتسيير شؤون المجتمع و تدبيرها.


و استمرت المرأة بعد هذا تواصل اثبات و جودها داخل المجتمع،
وشاركت بقوه فالحياة العامة،
وساهمت فنشر الدعوه ايضا.
ويؤكد ذلك الامر الدكتور مصطفى الشكعه بقوله : >لقد حرر الاسلام المرأة اولا بعدها اقر مكانتها فادت دورها باكمل و جه.
واسهمت بجهدها قولا و فكرا و عملا و تطبيقا،
وواجهت الخلفاء و الملوك بالقول الساطع البيان<.


ايضا فان الشيخ محمد الغزالى اكد فكتابة “السنه النبويه بين اهل الفكر و اهل الحديث”،
علي حق المرأة فتولى القيادة،
ودخولها العمل السياسى حيث يقول : يجوز ان تتولي المرأة المسلمه رئاسه الجمهوريه و رئاسه الوزراء،
فمساله و لايه المرأة للحكم ليست من اختراعى و انما قال فيها من قبل عدد من الائمه من بينهم ابن حزم و ابن جرير الطبري،
والدين الاسلامي لم يمانع فان تكون المرأة زعيمه سياسية و ربما اباح لها الحق تولى امور القضاء.


فهذا المجال سوف نتوقف عند السيده عائشه ام المؤمنين و زوجه الرسول عليه الصلاة و السلام و دورها السياسى كنموذج للزعامة السياسية.


فلقد تجلي الموقف السياسى للسيده عائشة،
رضى الله عنها،
حين و قفت فصف معارضى الامام على بن ابي طالب،
رضى الله عنه،
خليفه المسلمين بعد مقتل الخليفه الثالث عثمان بن عفان،
رضى الله عنه.
وكانت السيده عائشه من اعلم النساء المؤمنات ببواطن الامور،
وكثيرا ما كانت تشارك بالراى فعلاج اخطر الامور التي تعرضت لها الدوله الاسلامية،
واستطاعت ان تروى اكثر من الف حديث صحيح.


المرأة و المشاركه فالحياة العامة


قامت المرأة بادوار نضاليه من اجل استقلال بلدان العالم الاسلامي من السيطره الاجنبية،
كما انها حملت السلاح فصفوف المقاتلين،
وما زالت تقوم بدورها النضالى فالكفاح المسلح للشعب الفلسطيني من اجل استرداد حقوقة من العدو الصهيوني.
وهنالك صفحات مشرقه للمرأة فتاريخ الحركات الوطنية الحديثة.
ومع ظهور الاتحادات النسائية و المطالبه بالحقوق السياسية،
اكتسبت المرأة حق التصويت و الترشح للمجالس التشريعيه فالكثير من الدول،
وتولت فبعضها مناصب عليا فالسلطة التنفيذية.
ومع هذا فان مشاركه المرأة فالحياة السياسية فالبلدان الاسلاميه تتراوح بين المد و الجزر،
وذلك يتوقف على عده عوامل داخلية و خارجية.
وبالرغم من الستار الذي فرضتة التقاليد على النساء،
فقد برز عدد منهن كعائشه التيموريه التي غدت شاعره و اديبة.
وملك ناصف او باحثه الباديه التي كان لها دور بارز فميدان المشاركه السياسية،
ووضعت كتابا بعنوان “حقوق النساء” و اهم ما اشارت الية فهذا الكتاب حق المرأة فالانتخاب.


و نذرت نبويه موسي حياتها لتعليم المراة،
وبرهنت على قدره المرأة على تولى المناصب العليا،
حيث نجحت فالوصول الى ارقى المناصب التربويه بوزارة المعارف،
ونجحت فاصدار مجلة الفتاة الاسبوعيه 1937،
ولها كتاب “المرأة و العمل”.
وحين نسير مع نيل المرأة لحقوقها المدنيه و السياسية فمطلع العصر الحديث،
نتوقف عند ثوره 1919 فمصر التي شاركت بها المرأة بنصيب كبير.
ولقد ارتبطت هذي المشاركه الفعاله من جانب المرأة فالاحداث السياسية المرتبطه بثوره 1919 بالتطلع الفعلى الى التعليم.


لقد حرصت المرأة المصرية منذ عام 1907 على المشاركه فالمؤتمرات السياسية داخل مصر و خارجها،
حيث حضرت السيده انشراح شوقى مؤتمر بروكسل 1910،
الذي دعا الية الزعيم محمد فريد من اجل نصره القضية المصرية.
وسقطت اول شهيده مصرية للثوره فالعصر الحديث و هي السيده حميده خليل فثوره 1919(20).


و لقد اعترف سعد زغلول زعيم الثوره فمذكراتة بدور المرأة السياسى فثوره 1919،
وكانت مثالا للمصري الذي جاهد من اجل بلاده.


كما كان دور السيده صفيه زغلول مثالا للمرأة المصرية التي تصدت لمواصله الثوره حتي بعد نفى زوجها سعد زغلول،
لقد كانت تساند سعد زغلول فنشاطة السياسى حتي بعد نفية خارج مصر،
حيث كانت تجتمع مع زعماء الوفد فبيت الامة.


و كما ساهمت المرأة المصرية فاشعال الثورات و على الاخص فثوره 1919 مناضله و شهيدة،
ايضا ساندت المرأة السورية الثوره السورية،
كما شاركت المرأة الجزائرية فثوره الجزائر،
وقبلها ساهمت المرأة العراقية بنقض معاهده بورتسموت،
ثم المرأة الفلسطينية فمقاومه الاحتلال البريطانى،
ثم بعدة مقاومه الاحتلال الصهيوني.


لقد ارتبط ظهور المرأة الجزائرية فالساحه السياسية بالكفاح ضد الاستعمار الفرنسي عام 1832،
وخرجت فمظاهره عام 1939،
اما المرأة الفلسطينية فقد و اكبت كذلك الحركات النضاليه التي قام فيها الشعب الفلسطيني ضد الانتداب البريطانى ابتداء من عام 1920،
ويعد عام 1929 هو بداية انطلاق المرأة الفلسطينية فعالم السياسة و المشاركه فشؤون بلادها(21).


بعدها على ارض السودان حيث كافحت المرأة السودانية طويلا فسبيل تشكيل اتحادها النسائي.
ايضا المرأة على ارض اليمن التي نجحت فتكوين تنظيمها النسائي المستقل عام 1974(22).


و بانتهاء عصر الكفاح المسلح ضد الاستعمار،
ما عدا ففلسطين،
واصلت المرأة كفاحها،
فقصدت الكثير من الندوات و المؤتمرات،
ففى عام 1974 عقد فبيروت مؤتمر حريمي تحت شعار “وضع المرأة العربية فدساتير الاقطار العربية” اشترك به ممثلون من 12 دولة،
ناقش خلالة المؤتمر قضية المرأة و العمل السياسى و اصدر عده توصيات على راسها : ضروره مساواه المرأة بالرجل و الاعتراف بحقها فالمجال النقابي و السياسي(23).


و فعام 1975 عقد فبغداد مؤتمر حول “العمل للمراة”.
وفى سوريا و بناء على توصيات احد المؤتمرات النسائية عام 1971،
قررت الحكومة و لاول مره منح المرأة حق الانتخاب و الترشيح(24).


اما فالكويت و فعام 1973،
اعلنت الحكومة مساواه الرجل بالمرأة فاجور العمل و الاجازات(25).


العوامل التي تؤثر فمعدلات مشاركه المرأة فالتنمية


تشير معظم البحوث و الدراسات التي اجريت فهذا الصدد الى ان عوامل عديده تؤثر فمعدلات مساهمه المرأة فعملية التنميه الشاملة،
وهي عوامل مرتبطه بعده ابعاد منها الثقافى و الاجتماعى و الاقتصادى و السياسي،
باعتبار ان و اقع المرأة هو نتاج لتفاعل هذي الابعاد،
واهم هذي العوامل ما يلى :


1.
عوامل التشريع :


و هي جميع ما تتخذة المجتمعات من سياسات و اجراءات لتطوير النظم المجتمعيه التي تحدد الحقوق و الواجبات،
وتنظم العلاقات بين الدوله و المواطن.
ويتمثل هذا فاصدار تشريعات و قوانين تمكن المرأة و تمنحها القدره لكي تمارس ادوارها المنوطه فيها فالمجتمع سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا،
كحق المرأة فالانتخاب و الترشيح،
واتاحه الفرصه امامها كى تنضم الى التنظيمات السياسية و الجمعيات التطوعية،
حتي تستطيع ان تمارس انشطتها الاجتماعية،
واتاحه الفرصه امامها بان تتقلد المناصب القياديه العليا فالمجتمع.


و ربما بلغ عدد النساء اللاتى دخلن البرلمان المصري عام 2000،
(11) سيدة،
وبلغت نسبة النساء اللاتى و صلن الى المناصب القياديه عام 1998،
9.4%(26).


و منحت الام المصرية التي تعمل اجازة ثلاثه شهور براتب كامل اذا و ضعت مولودا،
واجازة ست سنوات بربع مرتب لرعايه اطفالها على مدي حياتها الوظيفية.


و فسوريا منحت المرأة حق الانتخاب و الترشيح،
واشتركت النساء للمره الاولي عام 1971 فالانتخابات،
ومنحت المرأة اجازة اربعين يوما للامومه براتب كامل،
وصدر مرسوم بانشاء الاتحاد النسائي العام للاهداف الاتيه :


رفع المستوي الثقافى للمراة.


توفير الشروط للمرأة لتقوم بالتزاماتها،
واهمها و اجب الامومه و الطفوله عن و عى و علم،
ودفعها لتقوم بالعمل فسائر المجالات كالرجل.


و فايران اعلنت الحكومة تاييدها لاشتراك المرأة الايرانية فالشؤون الاجتماعيه و السياسية،
وبدا صدي الحركة النسائية و اضحا فجميع مجالات الحياة،
ففى المجال السياسى فازت 14 امرأة بمقاعد نيابيه فالانتخابات البرلمانية،
وهو رقم يفوق عدد النساء الاعضاء فمجلس الشيوخ الامريكي حاليا،
وتقدمت 4 سيدات للترشيح فانتخابات الرئاسه عام 1997،
ودخلن فمنافسه مع السيد محمد خاتمى نفسه(27).


و اذا كانت بعض هذي التشريعات و القوانين ربما اتاحت فرصا متكافئه للرجل كما هو الحال فقوانين التعليم،
وبعض قوانين العمل،
الا ان هنالك بعض التشريعات الثانية فحاجة الى الالتزام بتطبيقها.
وهذا يبدو و اضحا فالتشريعات و القوانين للاحوال الشخصيه و بعض قوانين العمل،
فهنالك هوه كبار بين القانون و واقع المراة،
وكذلك يوجد تفاوت فالتشريعات بين الدول الاسلاميه و العربية،
ويظهر ذلك التفاوت فقوانين الحقوق الاجتماعية،
فيما يتصل بمدة و اجر اجازة الامومه للمراة،
وتطبيق قوانين تلزم اصحاب العمل بانشاء دور الحضانة،
وكذلك فيما يتعلق بقانون الحصول على الطلاق.
ومما لاشك به ان هذي التشريعات ضرورية لكي تقوم المرأة بدور فعال فانماء المجتمع و هذا بحصولها على حقوقها السياسية و الاجتماعية،
وخروجها الى مجال العمل متساويه فذلك مع الرجل.


2.
التعليم و التدريب :


لاشك ان التعليم يسهم فتغيير اوضاع المرأة بشكل كبير،
ويضمن لها مستقبلا افضل.
ويتوقف مدي اسهام المرأة فالانشطه الاقتصاديه و الاجتماعيه و السياسية على ما حصلت عليه من تثقيف و تاهيل،
حيث يزيد التعليم و التدريب من امكانيه المرأة على العمل و رفع مستوي توقعاتها فالحياة،
ويخفض نسبة الخصوبة،
ويزيح التقاليد الخاطئة،
وهذا ما تبرزة الاحصائيات اذ تبين ان نسبة مساهمه المرأة فالنشاط الاقتصادى ترتفع مع ارتفاع المؤهل العلمي الذي تحصل عليه،
وان انتشار التعليم و الحاجة الى عمال مهره على حد سواء للاضطلاع بالمشاريع الواسعه التي يجرى تنفيذها فكل البلدان الاسلاميه سوف ييسران انضمام المرأة الى قوه العمل،
ففى البحرين لم تشترك المرأة بصورة فعاله فالقوي العاملة،
الا بعد ان منحت فرصه التعليم بعدها العمل بمهنه التدريس بعدها العمل فمجال التمريض.


لذا نجد ان معدلات تعليم البنات فدول العالم الاسلامي ربما قفزت قفزات كبيرة،
فقد استطاعت بعض الدول استيعاب البنات فمرحلة التعليم الابتدائى بشكل كامل،
وزادت نسبة القيد الصافيه فالمرحلتين الابتدائية و الثانوية معا من 50% عام 1970 الى 72% فعام 1998.
الا ان ذلك التقدم كان متفاوتا فيما بين المناطق و فيما بين فئات المجتمع فهذه البلدان(28).


فالواقع يشير الى تفشى الاميه بين الكبار و النساء من سن 15 سنه فما فوق.
والاميه من المشكلات الخطيره التي تقف عائقا امام مشاركه المرأة بصورة فعاله فالمجتمع،
وعلي الرغم من تحسن مستويات محو الاميه تحسنا معتبرا فبعض البلدان العربية و الاسلاميه فالفتره من 1960 الى 1995،
حيث تجاوزت الضعف فكل بلد بدا من اساس منخفض،
لكن نظرا لزياده معدلات محو الاميه بخطي اسرع فالمناطق الحضرية،
فان البلدان ذات الاعداد ال كبار من سكان المناطق الريفيه (مصر،
المغرب،
اليمن) لديها كذلك معدلات ادني لمحو الاميه بين الكبار حوالى 50% و اكثر،
وبما ان معدلات محو الاميه بين النساء فالبلدان الاسلاميه (باستثناء لبنان و ايران) على الاقل ادني بنسبة 20%،
تكون الاناث فالبلدان التي تغلب بها الاوضاع الريفيه كالمغرب و اليمن محرومات بشكل و اضح،
اذ لا تستطيع القراءه و الكتابة سوي امرأة واحده من جميع 10 نساء فالمغرب،
وواحده من جميع تسع نساء فاليمن(29).


و يضاف الى مشكلة الاميه مشكلة ثانية و هي التسرب،
وهو رافد من روافد الامية.
وتشير الاحصاءات الى ان معدلات تسرب الاناث اعلي من معدلات تسرب الذكور.
وفى اليمن بلغت معدلات تسرب البنات فالصف الاول الابتدائى 31%،
وبلغت 25% من مجمل اعداد التلاميذ المسجلين بالمدارس(30).


و زاد من حجم المشكلة كذلك وجود تقاليد اجتماعيه فريف بعض البلدان تدعى ان تعليم البنت لا ينبغى ان يتجاوز مستوي معينا حتي لا تجد صعوبه فالزواج مبكرا.


مما سبق يتضح ان بلدان العالم الاسلامي ما زالت فحاجة الى مزيد من الجهود من اجل توفيرالمزيد من الفرص للاناث فالتعليم،
وذلك بهدف تحسين الخصائص النوعيه لاهم شرائح المجتمع و اكثرها تاثيرا فالشرائح الاجتماعيه الاخرى،
وحتي تستطيع ان تضطلع بدورها المامول فمنظومه التنمية.


3.
التحرر من التمييز و الفقر،
تحقيقا للمساواه :


لا ممكن الحديث عن الرقى بوضعية المرأة بدون ازاله جميع اشكال التمييز التي تحد من تمكينها و ادماجها فالتنمية.
واول شكل من اشكال التمييز هو معاناه المرأة بصفه عامة،
والمرأة التي تعيش فالمناطق الريفيه و النائيه بصفه خاصة،
من الغبن و الحرمان و الفقر،
مما رسخ فكرة تانيث الفقر باعتبار ان المرأة اكثر فئات السكان تضررا و حرمانا و تخلفا.


لقد اظهرت الدراسات وجود صلات سببيه مهمه بين بعض الحقوق من قبيل الحق فالمشاركه و حريه التعبير،
والحق فالتحرر من التمييز و الفقر.
ولا ممكن ان يصبح هنالك دليل على اثر هذي الصلات اروع من اثر الحق فحريه التعبير و المشاركه فالحياة السياسية على اجتناب النكبات الاجتماعيه الكبرى،
وثمه مظاهر ثانية للصلات السببيه بين الحقوق المدنيه و السياسية و الحقوق الاجتماعيه و الثقافية.
فالتمييز ضد المرأة ممكن ان يسبب لها حرمانا من حيث التغذيه و الصحة.
ويتضح من تحليل البيانات،
ان الارتفاع غير العادي فمستويات سوء التغذيه و المواليد ذوى الوزن المنخفض عند الولاده لا ممكن تفسيرة تفسيرا كاملا بمحددات معتاده كالدخل،
والرعايه الصحية،
وتعليم الاناث،
ومعرفه الاناث بالقراءه و الكتابة،
وعمر الاناث عند اول زواج.
فجانب من تفسير ذلك الارتفاع هو التمييز ضد المرأة فتوزيع الغذاء و الرعايه الصحية داخل الاسرة المعيشية،
وهو تمييز ناجم عن كون الحقوق الاجتماعيه و الثقافيه فالمجتمع الرجولى اضعف.


ان التمييز حسب الجنس مستمر فشتي انحاء العالم و لا يزال جزءا من حياتنا..
لماذا ؟

لان الاعراف قد تكون تغيرت و لكنها لا تتغير بالسرعه الكافية،
فعدم التمييز و المساواه ربما اعترف بهما رسميا فالقوانين،
ولكن ما زال هنالك تمييز فالسياسات،
ومن بعدها يظل التمييز و انعدام المساواه متفشيين فجميع البلدان تقريبا.
ففرص الحصول على المساواه فالاجر و فالعماله و فالحصول على الخدمات،
والمساواه فالمشاركه السياسية ربما يعترف فيها رسميا،
ولكن دون انفاذ فعال للقوانين،
فتظل هنالك فجوات فهذه المجالات بالنسبة للمراة.


و لهذا يتعين تعلم العديد بشان الحاجة الى التصدى لاوجة انعدام المساواه بكافه صورها،
والتحرر من الفقر بالنسبة للمراة،
وينبغى على الدول ان تشجع الطبقات الفقيره لتحسين دخلها من اثناء اتباع تدابير موجهه من قبل النهوض بالمشاريع الصغيرة،
واتباع تدابير،
لانهاء التمييز فسوق العمل.


4.
وسائل الاعلام و الثقافه :


تلعب و سائل الاعلام المسموعه و المرئيه و المكتوبة دورا خطيرا فتغيير الاراء و المعتقدات،
وفى اعاده توجية سلوك الافراد خاصة فالشرائح الثقافيه و الطبقات الاقتصاديه و الاجتماعيه المتوسطة،
حيث يسهل التاثير و التغيير فمعتقداتهم و انماطهم القيميه و السلوكيه السائدة.


و تنتشر اجهزة الاعلام و التثقيف بمختلف نوعياتها فبلدان العالم الاسلامي،
وتنقل هذي القنوات فبرامجها و موادها و اساليب تعبيرها صورا ايجابيه و قيما اجتماعيه عن المراة،
من حيث حرصها على التماسك و الاستقرار بين افراد اسرتها،
ومن حيث احترامها للعادات و التقاليد،
الا اننا نجد على النقيض من هذا الكثير من المواد و البرامج الاعلاميه التي ربما تكرس قيما غريبة عن مجتمعاتنا الاسلاميه لا تخرج من المرأة الا صورة الانثى،
او التي تكرس افكار الضعف النوعى و النقص الفكرى و التبعيه للرجل.


فعلي سبيل المثال يلاحظ ان السياسات الاعلاميه الخاصة بثقافه المراة،
تتناقض مع بعضها البعض،
اذ تكرس الكثير من البرامج الثقافيه افكار المساواه فالحقوق و الواجبات،
وتطالب المرأة بالمزيد من المشاركه فانشطه الحياة المختلفة،
بينما نجد ان الكثير من البرامج الدراميه تدعو المرأة للاستكانه و الرضا بما يمنحهن الرجال.


و نخلص من هذا الى ان و سائل الاعلام و التثقيف المسموعه و المرئيه ربما لا تعكس الصورة الحقيقيه للواقع الثقافى و الاجتماعى للمراة،
و لذا فلابد من الاهتمام و التطوير المستمر للبرامج و المواد الاعلاميه و الثقافية،
لانها مسؤوله مسؤوليه مباشره فهذا المجال للقيام بمهام التحفيز و اعداد المجتمع للتغيير بابراز اهمية المراة،
ودورها فالمجتمع،
وتعظيم ذلك الدور من اثناء الاعمال الدراميه و الافلام،
حتي تكون صورة عن المرأة تكفل احترامها و تعظيم دورها،
كما ينبغى ان تتغير مفاهيم الرجل عن المرأة و ان يؤمن باهمية دورها و مشاركتها فجميع مناحى الحياة.


الخلاصه :


تاسيسا على ما سبق عرضة فالمبحث الرابع،
نستخلص ما يلى :


– تزايد الاهتمام العالمي بقضية تنميه المرأة و تمكينها من اداء ادوارها بفعاليه من اثناء عقد سلسله من الندوات و المؤتمرات التي اكدت على ضروره دعم دور المرأة انطلاقا من اهمية مكانتها فالمجتمع.


– ان الدين الاسلامي اعطي صورة متكاملة عن دور المرأة و مكانتها فالمجتمع،
فالقران الكريم و الحديث الشريف و التفسير و الاجتهادات تعطى المرأة مكانه خاصة تترجم عمليا الى تشريعات تحدد حقوقها و واجباتها.


– تشير الاحصاءات الى ان المرأة المسلمه تسهم فتطوير بلدها،
رغم ان نشاطها الاقتصادى اقل من نشاط النساء فالبلدان المتقدمة.


– استفادت المرأة فايران،
وهي من اكبر دول العالم الاسلامي،
من الفرص المتاحه امامها لدخول سوق العمل،
تمكنت خلالها من امتلاك 33% من حجم الوظائف فالحكومة و الجهاز الادارى للدولة،
وصعدت 432 امرأة الى منصب مدير عام.


– ان مشاركه المرأة فالحياة السياسية فالاقطار الاسلاميه تتزايد يوما بعد يوم.


– ان هنالك عده عوامل تؤثر فمعدلات مساهمه المرأة فعملية التنميه الشاملة،
ومنها التشريع،
والتعليم و التدريب،
التحرر من التمييز و الفقر،
ووسائل الاعلام و الثقافة.


……………………………


(1) رفيقه سليم حمود : المرأة المصرية مشكلات الحاضر و تحديات المستقبل،
دار الامين،
القاهرة،
1997،
ص 21.


(2) المركز الاقليمى لتعليم الكبار : مؤتمر دور المرأة العربية فالتنميه القوميه من 30-24 سبتمبر 1972،
سرس الليان،
التقرير النهائي،
ص 7.


(3) اليونسكو : تقرير عن التربيه فالعالم،
2000،
منشورات اليونسكو،
باريس،
2000.


(4) حامد عمار : بناء الانسان العربي،
مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية،
القاهرة،
1992.


(5) ناديه جمال الدين : “المرأة الريفيه و ادوارها الاجتماعيه و محدداتها”،
محاضره قدمت فو رشه العمل للقيادات النسائية فالفتره من 18 الى 30 ما رس 1995،
(التقرير النهائي) المركز الاقليمى لتعليم الكبار “اسفك”،
سرس الليان.


(6) منظمه العمل الدوليه (المكتب الاقليمى للدول العربية) : الموارد البشريه و تحديات التنميه فجمهوريه مصر العربية،
الجزء الثاني 1994،
ص 64.


(7) البنك الدولى : التعليم فمنطقة الشرق الاوسط،
استراتيجيه نحو التعليم من اجل التنمية،
شبكه التنميه البشرية،
1998،
ص 6.


(8) منظمه العمل الدوليه (المكتب الاقليمى للدول العربية) : مرجع سابق،
ص 72.


(9) الدراسات الاجتماعيه للمرأة فالعالم العربي : المؤسسة العربية للدراسات و النشر،
بيروت،
1984.


(10) روبين رايت : الثوره العظمي الاخيرة،
كتاب منشور فجريده الجمهوريه القاهرية،
عرض و تقديم احمد البرديسي،
26 ابريل،
2000.


(11) منظمه العمل الدوليه (المكتب الاقليمى للدول العربية)،
مرجع سابق،
ص 72.


(12) المرجع السابق،
ص 69.


(13) الدراسات الاجتماعيه عن المرأة فالعالم العربي،
مرجع سابق.


(14) منظمه العمل الدولية،
المكتب الاقليمى للدول العربية،
مرجع سابق،
ص 72.


(15) الدراسات الاجتماعيه عن المرأة فالعالم العربي،
مرجع سابق.


(16) الامم المتحده : تقرير التنميه البشريه لعام 2000.


(17) الامم المتحده : تقرير الامم المتحده للتنميه البشريه لعام 2000.


(18) المؤتمر العربي الاقليمى حول التعليم للجميع : تقييم عام 2000،
القاهرة،
فى الفتره من 24 الى 27/1/2000.


(19) روبين رايت : مرجع سابق.


(20) تقرير الامم المتحده : مرجع سابق.


(21) حنفى المحلاوى : النساء و لعبه السياسة،
القاهره 1998،
ط2 ،

ص 50-47.


(22)،
(2)،
(3)،
(4) حنفى المحلاوى : مرجع سابق.


(23) حنفى المحلاوى : مرجع سابق.


(24) تقرير الامم المتحده : مرجع سابق.


(25) روبين رايت : الثوره العظمي الاخيرة،
ثوره النساء فايران،
حلقه من كتاب منشور بجريده الجمهوريه القاهرية،
عرض و تقديم احمد البرديسي،
القاهرة،
26/4/2001.


(26) الامم المتحده : تقرير التنميه البشريه لعام 2000،
برنامج الامم المتحده الانمائي،
ص 4.


(27) البنك الدولى : التعليم فمنطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا،
استراتيجيه نحو التعليم من اجل التنمية،
1998،
ص 10.


(28) البنك الدولى : مرجع سابق،
ص 10.دور المرأة فتنميه المجتمع

  • قصة قصيره تعكس مدى تأثير ضغوط الحياه على افراد الاسره
  • احصاء حول قبول عمل الام
  • ادوار الام داخل البيت و خارجها
  • ادوار المرأه الحيويه داخل الاسره
  • الى اي مدى مكن ان تعتبر العمل سر الرقي الحضاري
  • تأثير الأمهات على المجتمع
  • تعبير كتابي عن خليفة ست
  • دور الام في توزيع تركة الزوج على الابناء
  • كيف تساهم الاسره ولا سيما الامهات في تقديم المجتمع


تعبير كتابي حول مدى تاثير دور الام في الاسرة