تقرير جاهز عن بر الوالدين

عن جاهز تقرير بر الوالدين 20160913 3049

اوصي الله بالاحسان الى الوالدين جميعا،
وقرن ذلك الامر بعبادتة و النهى عن الاشراك به؛
ليدلل على عظمته،
ومكانتة فالدين،
وامر ايضا بالشكر لهما و البر بهما،
وان هذا من شكره: (واعبدوا الله و لا تشركوا فيه شيئا و بالوالدين احسانا)[النساء:36].


قال ابن عباس رضى الله عنهما: “يريد البر بهما مع اللطف و لين الجانب،
فلا يغلظ لهما فالجواب،
ولا يحد النظر اليهما،
ولا يرفع صوتة عليهما،
بل يصبح بين يديهما كالعبد بين يدى السيد تذللا لهما”.


و قال تعالى: (وقضي ربك الا تعبدوا الا اياة و بالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما * و اخفض لهما جناح الذل من الرحمه و قل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا)[الاسراء:23،
24].


فانظر ايها القارىء الكريم كيف يربط السياق القرانى بر الوالدين بعباده الله،
اعلانا لقيمه ذلك البر عند الله،
وبهذه الكلمات النديه و الصور الموحيه يستجيش القران و جدان البر و الرحمه فقلوب الابناء نحو الاباء،
نحو الجيل الذاهب،
الذى يمتص الابناء منه جميع رحيق و جميع عافيه ،

وكل اهتمام،
فاذا هما شيخوخه فانيه ان امهلهما الاجل و هما مع هذا سعيدان.


(واخفض لهما جناح الذل من الرحمه )(الاسراء: من الاية24)


تعبير شفاف لطيف يبلغ شغاف القلوب و حنايا الوجدان.فهي الرحمة: رقه و تلطف حتي لكانها الذل الذي لا يرفع عينا،
ولا يرفض امرا،
فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟!.


هذان هما و الداك..كم اثراك بالشهوات على النفس،
ولو غبت عنهما صارا فحبس،
حياتهما عندك بقايا شمس،لقد راعياك طويلا فارعهما قصيرا و قل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا).


كم ليلة سهرا معك الى الفجر،
يداريانك مداراه العاشق فالهجر،
فان مرضت اجريا دمعا لم يجر،
لم يرضيا لك غير الكف و الحجر سريرا فقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا).


يعالجان انجاسك و يحبان بقاءك،
ولو لقيت منهما اذي شكوت شقاءك ،
كم جرعاك حلوا و جرعتهما مريرا ،

فهيا برهما و لا تعصهما و قل: (رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا).

ما و فيتها اجرها:


قال رجل لعمر بن الخطاب: “ان لى اما بلغ منها الكبر،
انها لا تقضى حاجتها الا و ظهري لها مطيه (اى انه يحملها الى مكان قضاء الحاجة) فهل اديت حقها؟
قال عمر: لا؛
لانها كانت تصنع بك هذا و هي تتمني بقاءك،
وانت تفعلة و تتمني فراقها”.

وشهد عبدالله بن عمر رجلا يمانيا يطوف بالبيت ربما حمل امة على ظهرة يقول:


انني لها بعيرها المذلل..
… .
.ان اذعرت ركابها لم اذعر


الله ربى ذو الجلال الاكبر


حملتها اكثر مما حملت .
.
..
..
فهل تري جازيتها يا ابن عمر؟


فقال ابن عمر: لا ،

ولا بزفره واحدة.


نعم فو الله لو قضي الابناء ما بقى من العمر فخدمه الابوين ما ادوا حقهما ،
فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم: ” لا يجزى ولد و الدا الا ان يجدة مملوكا فيشترية فيعتقه”.

حق الام عظيم :لامك حق لو علمت كبير كثيرك يا ذلك لدية يسير


فكم ليلة باتت بثقلك تشتكى لها من جواها انه و زفير


و فالوضع لو تدرى عليها مشقه فكم غصص منها الفؤاد يطير


و كم غسلت عنك الاذي بيمينها و ما حجرها الا لديك سرير


و تفديك مما تشتكية بنفسها و من ثديها شرب لديك نمير


و كم مره جاعت و اعطتك قوتها حنوا و اشفاقا و انت صغير


فضيعتها لما اسنت جهاله و طال عليك الامر و هو قصير


فاها لذى عقل و يتبع الهوي و اها لاعمي القلب و هو بصير


فدونك فارغب فعميم دعائها فانت لما تدعو الية فقير

فلما كان ذلك حالها،
حض الشرع على زياده برها،
ورعايه حقها،
(ووصينا الانسان بوالدية حملتة امة و هنا على و هن و فصالة فعامين ان اشكر لى و لوالديك الى المصير)[لقمان:14].


و جاء رجل الى سيد الابرار الاطهار فقال: “من احق الناس بحسن صحابتي؟
قال: امك.
قال: بعدها من؟
قال: امك.
قال: بعدها من؟
قال: امك.
قال: بعدها من؟
قال: بعدها ابوك”.[رواة البخارى و مسلم عن ابي هريرة].


الجنه تحت اقدام الوالدين


من اكرمة الله بحياة و الدية اواحدهما فقد فتح له بابا الى الجنة،
كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم: “الوالد اوسط ابواب الجنة..”.


و ربما جاء رجل الى النبى صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله!
اردت الغزو و ربما جئت استشيرك؟
فقال: هل لك ام؟
قال: نعم.
قال: فالزمها فان الجنه تحت رجليها”.[رواة احمد و غيره].


كما قال النبى صلى الله عليه و سلم يوما: “دخلت الجنه فسمعت قراءه فقلت : من هذا؟
فقيل:حارثه بن النعمان،فقلت كذلكم البر،
كذلكم البر”.
وكان حارثه ابر الناس بامه.

الجزاء من جنس العمل:

ان بعض الاباء يشكون قسوه الابناء و عقوقهم ،

والحق ان الجزاء من جنس العمل فمن بر و الدية برة ابناؤه،
ومن عق و الدية عقة ابناؤة و لابد.فان اردت ان يبرك ابناؤك فكن بارا بوالديك،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “بروا اباءكم تبركم ابناؤكم..”.


و انظر الى الخليل ابراهيم حين تادب مع و الدة و تلطف فدعوتة فقابل الاب ذلك الادب بمنتهي القسوه ،

ما كان من ابراهيم الا ان قال: ( سلام عليك ساستغفر لك ربى انه كان بى حفيا)(مريم: من الاية47) ،
فكان جزاؤة من جنس عملة ،
رزقة الله و لدا صالحا ،
اسماعيل الذي تادب معه حين اعلمة انه امر بذبحة فقال: ( يا ابت افعل ما تؤمر)(الصافات: من الاية102)


بعدها لفته ثانية ينبغى ان ينتبة اليها الابناء و هي انهم لن يجدوا من الخلق من هو ارحم بهم من الوالدين،
لا زوجه و لا ابناء ،

ولا اصدقاء ،

واليكم هذي القصة الشعريه التي نترخص فايرادها لما بها من معاني سامية:

اغري امرؤ يوما غلاما جاهلا بنقودة كيما ينال فيه الوطر


قال ائتنى بفؤاد امك يا فتي و لك الجواهر و الدراهم و الدرر


فمضي و اغرز خنجرا فصدرها و القلب اخرجة و عاد على الاثر


لكنة من فرط سرعتة هوي فتدحرج القلب المقطع اذ عثر


ناداة قلب الام و هو معفر و لدى حبيبي هل اصابك من ضرر؟


فكان ذلك الصوت رغم حنوة غضب السماء على الغلام ربما انهمر


فدري فظيع جنايه لم يجنها ولد سواة منذ تاريخ البشر


فارتد نحو القلب يغسلة بما فاضت فيه عيناة من سيل العبر


و يقول: يا قلب انتقم منى و لا تغفر فان جريمتى لا تغتفر


و استل خنجرة ليطعن قلبة طعنا فيبقي عبره لمن اعتبر


ناداة قلب الام:كف يدا و لا تطعن فؤادى مرتين على الاثر






تقرير جاهز عن بر الوالدين