حب العزلة عن الناس

السؤال


و بركاته.

انا سيده اعانى من القلق الشديد،
لدرجه انني احرك قدمي بشدة،
او احرك جسدى ذهابا و ايابا،
مع اضطرابات فالنوم و قلته،
وعندما تحدث لى مشكلة ما اتصبب عرقا،
مع حراره فالجسم،
وشعور بالغثيان،
ورغبه فالتقيؤ،
او اتقيا بالفعل،
وقد تمر على ايام لا طعام فيها،
ولا اشعر بالجوع بتاتا.

احب السفر،
ولكن عند الذهاب تجدنى لا رغبه لى فالطعام و لا فالنوم،
واضافه الى الشعور بالغثيان اشعر بالخوف،
ولكن لا اعلم من اي شيء،
ليس من الموت،
او الطريق،
او المكان،
لا..
ولكن لا من شيء،
لا اعلم بماذا افسر حالتي!

احب العزله جدا،
ولا احب الاماكن المليئه بالناس،
ولا اطيق سماع الاصوات العاليه و المتداخلة،
واميل احيانا للبكاء،
ولا احب النوم فالليل،
فعندما انام ليلا اصحو و كان حزن الدنيا كله فداخلي،
اما النوم فالنهار فاشعر بعدة بالكسل و الارهاق و تقلب المزاج،
علما بان الخوف الذي ياتينى كان منذ الصغر.

هذه حالتى بالتفصيل،
واعتذر على الاطالة.

الاجابة

و بركاتة و بعد:

ونشكرك ان رسالتك كانت مقتضبه جدا،
وواضحه فذاتها،
وليس بها تفاصيل كثيرة،
ولكنها مفيدة،
فارجو ان لا تتحسسى فيما يخص الاطالة،
فرسالتك ليست طويله ابدا،
وكل كلمه و ردت بها هي كلمه مطلوبه و ذات معنى،
وبتفحص رسالتك استطيع ان اقول انك تعانين من قلق المخاوف الاكتئابي البسيط.

بالطبع هذي العبارات حين يسمعها الانسان ربما ينزعج (قلق – مخاوف – اكتئاب) فهذا ربما يزعج الانسان،
لكن اؤكد لك بانها كلها بسيطة،
كما انها كلها متداخلة،
والحالات هذي نعتبرها نسبيه فالشدة،
اى تختلف من انسان الى اخر،
واعتقد ان حالتك من الدرجه البسيطة الى المتوسطة،
وغالبا ما تكون مرتبطه بالبناء النفسي لشخصيتك،
فالقلق و الحساسيه ربما تكون من سجايا الانسان،
القلق ممكن ان نوجهة توجيها ايجابيا،
او نجعلة يتراكم و يحتقن و يتحول الى قلق سلبي.

عديد من الذين نجحوا فحياتهم كان القلق هو دافعهم،
لكن بعد ان حققوا العديد من الانجازات تجد ان القلق اصبح يتمحور داخليا،
مما يسبب لهم الازعاج.

اذن الحالة ان شاء الله تعالى بسيطة،
واول خطوات علاجها هو ان تسالى نفسك: (لماذا اقلق؟
انا بخير،
وانا على خير،
ولى حاجات عظيمه فحياتي،
هذا القلق الذي بى يجب ان اوجهة ايجابيا،
وذلك من اثناء حسن ادارة الوقت،
وان اصرف نفسي بعيدا عنه بان ادير حياتي بالدرجه التي ترضيني،
وان اكون منجزة،
وان اكون ايجابية)،
هذه المخاطبات الداخلية مهمه جدا جدا لك.

ثانيا: لابد ان تقومى باجراء تمارين رياضيه تناسب المرأة المسلمة،
فالرياضه تحفز المشاعر الايجابية،
وتقلل المشاعر السلبية،
وتبنى النفوس قبل ان تبنى الاجسام،
فكوني حريصه عليها.

ثالثا: ارجو ان تتخلصى من الاحتقان النفسي الداخلي،
والذى يؤدى الى القلق الشديد،
وعدم الهدوء و السكون الجسدى و النفسي،
ويصبح التخلص منه من اثناء التفريغ النفسي،
والتفريغ النفسي نعنى فيه ان يعبر الانسان عما بداخلة اولا باول،
ولا يترك مجالا للحاجات غير المرضيه لتتراكم و تتكاثر و تؤدى الى الانفجارات النفسية.

رابعا: ارجو ان تجتهدى فالتواصل الاجتماعى المثمر،
ومن اروع نوعيات التواصل الاجتماعي: بر الوالدين،
زياره الارحام،
الانخراط فالعمل التطوعى و الاجتماعى و الثقافى و الدعوي،
مشاركه الناس،
اخذ المبادرات الايجابيه خاصة فالامور الدعويه الخاصة بالنساء،
فهناك حاجات تجعل الانسان يحس بعزه داخلية و رضا نفسي غير مسبوق،
فالطاقات موجوده و لكننا فبعض الاحيان لا نستفيد منها،
بل نتراخى،
وهذا يجعلنا نحس بالقلق و الضيق و الاكتئاب.

الخطوه الاخيرة: من حيث العلاج و بما ان اعراضك نفسوجسديه فاعتقد ان مضادات الاكتئاب سوف تفيدك كثيرا،
ومن اروع الادويه التي اوصى فيها فمثل حالتك هو العقار الذي يعرف تجاريا فمصر (مودابكس)،
ويسمي تجاريا فعديد من الدول باسم (لسترال) او (زولفت)،
واسمه العلمي هو (سيرترالين)،
فايا كان بلدك ارجو ان تسالى عنه تحت مسماة العلمي.

ابدئى فتناولة بجرعه نص حبه –اى 25 مليجرام– تناوليها يوميا بعد الطعام مدة عشره ايام،
بعد هذا اجعليها حبه كاملة،
استمرى عليها مدة شهر،
ثم اجعليها حبتين –اى 100 مليجرام– يوميا،
يمكن تناولها كجرعه واحده ليلا،
او تقسم الى جرعتين حبه فالصباح و حبه فالمساء،
ومدة الفتره العلاجيه على هذي الجرعه التي نسميها بالجرعه العلاجيه هي اربعه اشهر،
بعد هذا خفضى الجرعه الى حبه واحده ليلا مدة اربعه اشهر اخرى،
ثم اجعليها نص حبه يوما بعد يوم مدة شهر،
ثم توقفى عن تناول الدواء.

هذا الدواء دواء مميز،
ودواء فاعل،
يزيل القلق و التوتر و الوساوس و الاكتئاب،
-وان شاء الله تعالى- سيجدد طاقاتك النفسيه و الجسدية،
لكن يجب ان تدعمية بالارشادات السابقة التي ذكرناها لك.

السيرترالين قد يؤدى الى زياده قليلة فالوزن لدي بعض الناس الذين لديهم القابليه للسمنة،
فان حدث لك شيء من ذلك ارجو ان تتحوطي،
وذلك من اثناء تنظيم الاكل،
وممارسه الرياضه كما ذكرنا سلفا،
ولا ننصح بتناول الدواء خلال الحمل.

بارك الله فيك،
وجزاك الله خيرا،
ونسال الله لك الشفاء و العافيه و التوفيق و السداد


حب العزلة عن الناس