خطبة عن الصدق

عن خطبة الصدق 20160908 345

الخطبة على الصدق

الصدق

يحكي ان رجلا كان يعصى الله -سبحانه- و كان به كثير من العيوب،
فحاول ان يصلحها،
فلم يستطع،
فذهب الى عالم،
وطلب منه و صيه يعالج فيها عيوبه،
فامرة العالم ان يعالج عيبا واحدا و هو الكذب،
واوصاة بالصدق فكل حال،
واخذ من الرجل عهدا على ذلك،
وبعد فتره اراد الرجل ان يشرب خمرا فاشتراها و ملا كاسا منها،
وعندما رفعها الى فمة قال: ماذا اقول للعالم ان سالني: هل شربت خمرا؟
فهل اكذب عليه؟
لا،
لن اشرب الخمر ابدا.


و فاليوم الاتي،
اراد الرجل ان يفعل ذنبا اخر،
لكنة تذكر عهدة مع العالم بالصدق.
فلم يفعل هذا الذنب،
وكلما اراد الرجل ان يفعل ذنبا امتنع عن فعلة حتي لا يكذب على العالم،
وبمرور الايام تخلي الرجل عن جميع عيوبة بفضل تمسكة بخلق الصدق.


و يحكي ان طفلا كان كثير الكذب،
سواء فالجد او المزاح،
وفى احدي المرات كان يسبح بجوار شاطئ البحر و تظاهر بانه سيغرق،
وظل ينادى اصحابه: انقذونى انقذوني..
انى اغرق.
فجري زملاؤة الية لينقذوة فاذا فيه يضحك لانة خدعهم،
وفعل معهم هذا اكثر من مرة.


و فاحدي هذي المرات ارتفع الموج،
وكاد الطفل ان يغرق،
فاخذ ينادى و يستنجد باصحابه،
لكنهم ظنوا انه يكذب عليهم كعادته،
فلم يلتفتوا الية حتي جرى احد الناس نحوة و انقذه،
فقال الولد لاصحابه: لقد عاقبنى الله على كذبى عليكم،
ولن اكذب بعد اليوم.
وبعدين لم يعد ذلك الطفل الى الكذب مره اخري.


ما هو الصدق؟


الصدق هو قول الحق و مطابقه الكلام للواقع.
وقد امر الله -تعالى- بالصدق،
فقال: {يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين} [التوبة: 119].


صدق الله:


يقول الله تعالى: {ومن اصدق من الله قيلا} [النساء: 122]،
فلا احد اصدق منه قولا،
واصدق الحديث كتاب الله -تعالى-.
وقال تعالى: {هذا ما و عدنا الله و رسولة و صدق الله و رسوله} [الاحزاب: 22].


صدق الانبياء:


اثني الله على كثير من انبيائة بالصدق،
فقال تعالى عن نبى الله ابراهيم: {واذكر فالكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا} [مريم: 41].


و قال الله تعالى عن اسماعيل: {واذكر فالكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيا} [مريم: 54].


و قال الله تعالى عن يوسف: {يوسف ايها الصديق} [يوسف: 46].


و قال تعالى عن ادريس: {واذكر فالكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا} [مريم: 56].


و كان الصدق صفه لازمه للرسول صلى الله عليه و سلم،
وكان قومة ينادونة بالصادق الامين،
ولقد قالت له السيده خديجه -رضى الله عنها- عند نزول الوحى عليه: انك لتصدق الحديث..


نوعيات الصدق:


المسلم يصبح صادقا مع الله و صادقا مع الناس و صادقا مع نفسه.


الصدق مع الله: و هذا باخلاص الاعمال كلها لله،
فلا يصبح بها رياء و لا سمعة،
فمن عمل عملا لم يخلص به النيه لله لم يتقبل الله منه عمله،
والمسلم يخلص فجميع الطاعات باعطائها حقها و ادائها على الوجة المطلوب منه.


الصدق مع الناس: فلا يكذب المسلم فجديدة مع الاخرين،
وقد روى ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: (كبرت خيانة ان تحدث اخاك حديثا،
هو لك مصدق،
وانت له كاذب) [احمد].


الصدق مع النفس: فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه،
ويعترف بعيوبة و اخطائة و يصححها،
فهو يعلم ان الصدق طريق النجاة،
قال صلى الله عليه و سلم: (دع ما يريبك الى ما لا يريبك،
فان الكذب ريبه و الصدق طمانينة) [الترمذي].


فضل الصدق:


اثني الله على الصادقين بانهم هم المتقون اصحاب الجنة،
جزاء لهم على صدقهم،
فقال تعالى: {اولئك الذين صدقوا و اولئك هم المتقون} [البقرة: 177].


و قال تعالى: {قال الله ذلك يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين بها ابدا رضى الله عنهم و رضوا عنه هذا الفوز العظيم} [المائدة: 119].


و الصدق طمانينة،
ومنجاه فالدنيا و الاخرة،
قال صلى الله عليه و سلم: (تحروا الصدق و ان رايتم ان به الهلكة،
فان به النجاة) [ابن ابي الدنيا].


و يقول النبى صلى الله عليه و سلم: (ان الصدق يهدى الى البر،
وان البر يهدى الى الجنة،
وان الرجل ليصدق؛
حتي يكتب عند الله صديقا،
وان الكذب يهدى الى الفجور،
وان الفجور يهدى الى النار،
وان الرجل ليكذب،
حتي يكتب عند الله كذابا) [متفق عليه].


فاحري بكل مسلم و اجدر فيه ان يتاسي برسول الله صلى الله عليه و سلم فصدقه،
وان يجعل الصدق صفه دائمه له،
وما احلى قول الشاعر:


عليك بالصدق و لو انه


احرقك الصدق بنار الوعيد


و ابغ رضا المولي،
فاشقى الوري


من اسخط المولى و ارضى العبيد


و قال الشاعر:


و عود لسانك قول الصدق تحظ به


ان اللسان لما عودت معتاد


الكذب:


و هو ان يقول الانسان كلاما خلاف الحق و الواقع،
وهو علامه من علامات النفاق،
يقول النبى صلى الله عليه و سلم: (ايه المنافق ثلاث: اذا حدث كذب،
واذا و عد اخلف،
واذا ائتمن خان) [متفق عليه].


و المؤمن الحق لا يكذب ابدا،
فقد سئل النبى صلى الله عليه و سلم: ايصبح المؤمن جبانا؟
قال: (نعم).


قيل: ايصبح المؤمن بخيلا؟
قال: (نعم).


قيل: ايصبح المؤمن كذابا؟
قال: (لا) [مالك].


و الكذاب لا يستطيع ان يدارى كذبة او ينكره،
بل ان الكذب يخرج عليه،
قال الامام علي: ما اضمر احد شيئا الا ظهر ففلتات لسانة و صفحات و جهه.


و ليس هنالك كذب ابيض و كذب اسود،
او كذب صغير و كذب كبير،
فكل الكذب مكروة منبوذ،
والمسلم يحاسب على كذبة و يعاقب عليه،
حتي و لو كان صغيرا،
وقد قالت السيده اسماء فتاة يزيد -رضى الله عنها- لرسول الله صلى الله عليه و سلم: يا رسول الله،
اذا قالت احدانا لشيء تشتهيه: لا اشتهيه،
يعد هذا كذبا؟
فقال صلى الله عليه و سلم: (ان الكذب يكتب كذبا،
حتي تكتب الكذيبه كذيبة) [احمد].


و عن عبدالله بن عامر -رضى الله عنه- قال: دعتنى امي يوما -ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد فبيتنا- فقالت: تعال اعطك،
فقال لها: (ما اردت ان تعطيه؟).
قالت: اردت ان اعطية تمرا.
فقال النبى صلى الله عليه و سلم: (اما انك لو لم تعطة شيئا كتبت عليك كذبة) [ابوداود].


الكذب المباح:


هنالك حالات ثلاث يرخص للمرء بها ان يكذب،
ويقول غير الحقيقة،
ولا يعاقبة الله على هذا؛
بل ان له اجرا على ذلك،
وهذه الحالات هي:


الصلح بين المتخاصمين: فاذا علمت ان اثنين من اصدقائك ربما تخاصما،
وحاولت ان تصلح بينهما،
فلا ما نع من ان تقول للاول: ان فلانا يحبك و يصفك بالخير..
وتقول للثاني نفس الكلام…وهكذا حتي يعود المتخاصمان الى ما كان بينهما من محبه و مودة.


الكذب على الاعداء: فاذا و قع المسلم فايدى الاعداء و طلبوا منه معلومات عن بلاده،
فعليه الا يخبرهم بما يريدون،
بل يعطيهم معلومات كاذبه حتي لا يضر بلاده.


فالحياة الزوجية: فليس من ادب الاسلام ان يقول الرجل لزوجته: انها قبيحه و دميمة،
وانة لا يحبها،
ولا يرغب فيها،
بل على الزوج ان يطيب خاطر زوجته،
ويرضيها،
ويصفها بالجمال،
ويبين لها سعادتة فيها -ولو كان كذبا-،
وايضا على المرأة ان تفعل ذلك مع زوجها،
ولا يعد ذلك من الكذب،
بل ان صاحبة ياخذ عليه الاجر من الله رب العالمين.


المسلم لا يكذب فالمدح او المزاح:


و ربما حذر النبى صلى الله عليه و سلم اناسا منافقين يمدحون من امامهم و لو كذبا،
فقال صلى الله عليه و سلم: (اذا رايتم المداحين فاحثوا فو جوههم التراب) [مسلم].


و هنالك اناس يريدون ان يضحكوا الناس؛
فيكذبون من اجل اضحاكهم،
وقد نهي النبى صلى الله عليه و سلم عن هذا فقال: (ويل للذى يحدث بالحديث ليضحك فيه القوم؛
فيكذب،
ويل له،
ويل له) [الترمذي].


و قال صلى الله عليه و سلم: (انا زعيم بيت =فربض الجنه (اطرافها) لمن ترك المراء و ان كان محقا،
وبيت فو سط الجنه لمن ترك الكذب و ان كان ما زحا،
وبيت فاعلي الجنه لمن حسن خلقه) [ابوداود].


و كان ابو بكر الصديق -رضى الله عنه- اذا سمع من يمدحة يقول: اللهم انت اعلم بى من نفسي،
وانا اعلم بنفسي منهم،
اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون،
واغفر لى ما لا يعلمون،
ولا تؤاخذنى بما يقولون.

  • ايكون المؤمن حطبة
  • خطبة مكتوبه عن الصدق
  • صور عن الصدق


خطبة عن الصدق