طلعنا من قاعة الامتحان انا و سلمى و شوق ، و رحنا الكافاتيريا ، بالجامعة .
سلمى صممت تعزمنا على الغذا اليوم ، و مع اني عارفة ان بسام و امه و اخوانه الاثنين جايين يتغذوا عندنا اليوم ،
سويت حالي ناسية ، و شفتها فرصة للهروب …
– لكم علي اذا جبت اعلى علامة فيكم اعزمكم انا !
قالت شوق بسخرية ، كان الامتحان صعب ، و كلنا متوقعين درجات منخفضة …
و استطردت :
– اللي تجيب اعلى درجة عليها العشاء !
– انا الحمد لله ! واثقة ب اجيب اقل وحدة فيكم و في الدفعة كلها ! يعني لا احد يتوقع مني لا عزومة و لا شي … !
– يا بخيلة يا قمره !
( قمره ) … رنت باذني …. طالعت شوق ، كانت تبتسم بمرح ، و طبعا ما جا ببالها شي … سلطان لحد الان ، كان
الشخص الوحيد اللي يناديني ( قمره ) ….
بسرعة طردت صورته عن بالي ، مو وقته الحين يا قمر … خلني بحالي يا سلطان …
– اذا عشان اللمة ، خلاص … تجوني ليلة الخميس الجاي ثنتينكم ؟
و انا بعد ادري ان ليلة الخميس ، ليلة ( الخطيب ) الموعودة ، قال لي انه يبي نطلع نعوض سهرة الاسبوع اللي
فات … و انا ما عطيته قرار نهائي … !
و اتفقنا احنا الثلاثة نجتمع ببيتنا ليلة الخميس الجاي …
ما كان عندنا شي بعد وقت الغذا ، و كان المفروض اني اتصل على بسام يجيني بعد الامتحان … و اكيد بسام
الحين … ينتظر اتصالي ….
و جلست بالجامعة ، مع سلمى و شوق … نسولف و نضيع وقت ، لين عدت الساعة ثنتين و نص الظهر …
بعدها ، استاذنت شوف ، و رجعت بيتها ، و ظلينا انا و سلمى …
– متى رايحة قمر ؟
– الساعة 3 ، كالعادة !
– من بيجيك ؟ الوالد او ؟؟؟
ناظرتها بعين فاهمة ، ادري بها سلمى ، تبي تجيب سيرة بسام باي طريقة ، ودها تعرف عن اخباري بس ما ودها
تسال مباشرة ، تبيني انا اتكلم …
و طبعا ، مو قدام شوق …
– بسام …
– هنيا لك يا ستي ! مفتكة من الباصات و مشاوير الباصات ! متى ربي يفكني انا منها بعد ؟
– تبي اوصلك معي ؟
– لا لا ! لو كان ابوك ممكن ! بس مع خطيبك لا و الله فشلة !
ابتسمت ، غصبا علي ، ما ادري … دوم احصل في سلمى سبب يخليني ابتسم … لو وسط الدموع …
كان ابتسامتي الواهية طمنت قلبها و شجعتها ، فقالت بعد تنهيدة ارتياح بسيطة :
– الله يسعدكم يا رب …
و يرزقني انا بعد ! لاني بصراحة ، طفشت من الدراسة و الجامعة ! و لو اتزوج اطلع منها و اجلس في البيت !
– اجل يا رب ما تتزوجين قبل ما تخلصي دراسة !
ضحكت سلمى بمرح ، ضحكة تشرح الصدر ..
.
سلمى بالنسبة لي … بهجة حياة … و احيانا … لسعة قدر … !
– على طاري الزواج ، قمر متى قررتوا ان شاء الله ؟؟
وصلت الحين لصلب الموضوع ، مع انها تدري ، ما زال الوقت مبكر على تحديد الزواج ، و احنا تونا مخطوبين من اقل من شهر …
– بدري ، ما حددنا ، بس ما اظن يطول فوق ستة اشهر
– ستة اشهر ! كثير يا قمر ! مو كانك قلت قبل كم يوم ، بعد كم اسبوع ؟؟؟
تنهدت بضيق ، و قلت :
– بعدني ما تعودت عليه … احتاج وقت اطول …
مو سهل …
و قطعت كلامي ، ما بغيت اكمل …
مو سهل اني امحي صورة عسل ، و استبدلها بصورة بسام بالسرعة ذي …
اصلا … لو جيت ابي اعقد مقارنة بينهم …
ما فيه مجال … ابد …
احس بسام … غريب عني ، مو قادرة الف وجوده ، مو قادرة اعتاد عليه …
بالاحرى … مو قادرة اتقبله ، او اعطي نفسي حتى فرصة ، اني اتقبله ….
كان افكاري ذي كلها وضحت على تعابير وجهي و عيني ، قالت لي سلمى :
– قمر … مبسوطة عزيزتي ؟
ملامح القلق باينة على وجهها ، مثل ما كانت ( اشارة اكس ) معقودة بين عيوني و حواجبي …
مسكت سلمى ايدي بحنان ، و تشجيع … و ابتسمت ابتسامتها اللي احبها و احتاجها … اللي ترفع معنوياتي و تجدد
الامل … و زادت ضغطها على ايدي ، و قالت …
– بتتعودين … تو الناس … كل شي بيجي تلقائيا … انت بس خلي الامور تمشي طبيعية …
هزيت راسي ( نعم ) ، و بايدي الثانية مسكت ايدها القابضة على ايدي ، تعبيرا عن ( شكرا ) ….
لمحت الساعة و انا احط ايدي على ايدها ، تقترب من ثلاث العصر …
حسيت بشوية تانيب ضمير ، لاني ما اتصلت على بسام و قلت له على الاقل ، متى رح اخلص …
لو كنت ركزت بعينه ، يمكن كنت شفت فيها نظرة العتاب ، لكن انا ، بعد ما جلست بالسيارة سويت حالي ارتب باوراق كانت بيدي …
هو ، بعد ما قال شي عن تاخري ، او اتصالي …
اول ما سالني :
– كيف كان الامتحان ؟
– نص و نص ، صعب الى حد ما
– الله يوفقك …
– جميع …
مشى بالسيارة بهدوء … و ما تكلم ، عكس الايام اللي فاتت ، كان تقريبا ما يبطل كلام ، طول المشوار …
هذا زود علي احساسي بالذنب … اعرف اني غلطانة و المفروض اعتذر …
– انا اسفة ، ما اتصلت عليك ، انشغلت مع زميلاتي …
– مو مشكلة …
و ابتسم ، اللي خلاني افهم انه ما اخذ على خاطره مني ، و ارتحت …
مو لانه هو بسام بذاته مو زعلان علي ، بس لاني ما احب ازعل حد … و لو كان اي احد ثاني بداله كنت حسيت بنفس
الشعور …
بسام لللحظة ذي ، ما عنى لي شي …
لما وصلنا البيت ، توقعته ينزل معي ، بس ظل بمكانه و قال :
– اشوفك على خير بكرة ان شاء الله …
في البيت ، صادفت امي بالصالة …
– هلا يمه ، وين العمه ؟
– هلا ، راحت خلاص ! وداها ولدها قبل ما يروح لك …
ظنيتها لسا موجودة ، … بس الحين عرفت ليه بسام وصلني و راح …
– انا طالعة غرفتي
لفيت ابي اروح ، لكن الوالدة نادتني
– لحظة قمر
التفت لها ، و عرفت من نظراتها ، فيه شي … و ادري وش رح تقول …
– انت مو قايلة ما عندك شي بعد الامتحان ؟ متى خلص ؟
– وقت الصلاة ، بس بعدها انشغلت مع زميلاتي …
– و تدري ان خطيبك و عيلته جايين يتغذوا عندنا اليوم ! ليه ما رجعتي على طول ؟
– اللي صار …
استنكرت امي فعلتي ، و حسيت انها ناوية تهاوشني شوي ، و انا تعبانة و ضايق صدري من الامتحان ، و شايلة
شنطتي على كتفي ، و اوراقي بايدي … ابي بس اوصل سريري و اتمدد عليه …
– يا قمر انحرجنا معاهم ! تدرين انهم اكثر جايين عشانك
– يمه هذا اللي صار ، خيرها بغيرها … ودي اطلع انام شوي …
– الله يهديك يا قمر ، على الاقل اتصلت بخطيبك اعتذرت له ! وش يقول عنك الحين؟ ما تفهمي في الاصول ؟؟؟
فلتت اعصابي مني ، انفجرت بصوت عالي بلا شعور :
– ايه انا ما افهم في الاصول ! مو عاجبنه خله يدور غيري ! ما حد جبره علي …
قلتها بعصبية و بلا تفكير ، و ذهلت الوالدة ، و ظلت تطالعني بدهشة …
انا .. ما ارفع صوتي قدام الوالدة ، بس اعصابي انفلتت …
لكن اللي همها ما هو صراخي بوجهها ، الي همها ، هو الكلام اللي قلته ، و اللي كان بيكون له نفس الوقع و
التاثير ، حتى لو قلته بصوت هادىء و منخفض …
– قمر ؟ وش الكلام هذا ؟؟؟
– انا اسفة …
حاولت انهي الموضوع باعتذار ، بس الوالدة الله يسلمها … ما عتقتني …
– اش بلاك يا بنت ؟؟
– يمه انا اسفة ، رح اتصل عليهم و اعتذر لهم فرد فرد … خلاص ؟
– لا مو خلاص ، الولد فيه شي مو عاجبنك ؟
ما رديت ، لفيت ابي امشي لاني من جد مو مستعدة لاي نقاش الساعة ذي …
– بعد اذنك
– وين يا قمر قولي لي صاير شي ؟
الرجال مسكين ظل ينتظر ، و كل ما قلنا نحط الغذا قال نصبر ، يمكن تتصل الحين ! و طلع هو و امه متضايقين من
داخلهم ! المفروض تحترمينه هو و امه و تقدرينهم مو تفشلينا قدامهم !
صرخت مرة ثانية ، و كلمة المفروض ذي استفزتني بالمرة :
– موافقة ، و وافقت عليه ، و خطوبة و سوينا ، و زواج و بتزوجه بعد كم شهر ، و مصيري و انربط به ، وش تبون
بعد اكثر من كذا ؟؟؟ مو خلاص حققتوا اللي ببالكم ؟ تبوني احبه غصب بعد ؟ حاضر يا يمة ، اللي تبونه رح يصير بس
فكوني خلااااااااااااااااااص …………
و رميت الاوراق اللي كانت بايدي على الارض بقوة ، و رحت اسرع لغرفتي ، دخلت و صفعت الباب ، و قفلته ، و
انهرت على سريري ….
و تحطم بسهولة ، القناع اللي كنت طوال الايام الماضية احاول اخفي وجهي به …
انهرت ، بالضبط مثل ما انهرت يوم ما رحت لسلطان بالمكتب اقول له عن بسام … و قام يبارك لي …
- فجعت قلبي غرام