رواية فرس الريح روايات عبير

– فرس الريح- ما رغريت بارغيتر – روايات عبير القديمة


الملخص


القلب كاليد … يذهب مع الانسان الى جميع الامكنه حتي التراب….

قلب جين براون همس لها :لا تتزوجي من فيليكس فاستمعت جين الى كلام القلب.ولكن و الدها المتسلط احكم الطوق عليها,ولم يكن امامها غير الهرب…هربت و ليس معها سوي قلبها … و حبها للخيول و حلم بانشاء ناد للفروسية .

كانت و حيده … ضائعه تمزقها الغصات ,
حين قرات اعلانا عن حاجة مزرعه للخيول الى عاملة…طارت فورا الى العنوان لتلتقى صاحب المزرعه شارل الاكثر تسلطا و قسوه من و الدها…عاملها ببرود و اهمال,
ابكتها كبرياؤة … اذلها و عذبها و اضطهدها …فهربت …ولكن هذي المره لم يهرب معها قلبها بل خذلها و بقي


فالمزرعه قرب سيدة !

 

 

 

1- هاربه من و الدها


اتخذت جين لنفسها مكانا الى احدي الطاولات فالمطعم الصغير ,

التابع للفندق الذي قضت به ليلتها ,

وما ان شرعت بتناول اكل الافطار ,

حتي و قع نظرها على ذلك الاعلان فجريده و جدتها مهمله على الطاوله .



– نبحث عن شابه للعمل فمزرعه كبار ,

ملمه باعمال الفروسية ,

وعلي من تود التقدم لهذه الوظيفه ,

الا تخشي صعوبات العمل لانة لا يتطلب مجهودات كبار و معقدة.


لم تعد جين تستطيع ان تبعد نظرها عن ذلك الاعلان ,

الذى انتصب امامها كالقدر ,

والذى شكل لها مقدارا كبيرا من التحدى ,

وفى الوقت نفسة ,

الحلم الذي طالما تمنت تحقيقه,
فقد تمنت العمل فمزرعه السيد جون غرانت ,

صاحب خيول السباق الشهير فانكلترا ,

حيث كانت تمضى عطلاتها الصيفية و هي تتمرن على ركوب الخيل ,

ولم يمنعها بعد هذا تحقيق ذلك الحلم ,

سوي الصداقه التي تربط السيد غرانت باهلها.


و بهدوء ادارت قرص الهاتف حيث اتاها صوت امرأة على الطرف الاخر:


” الو…هنا ( هاى لنتون) مكتب و كيل الاعمال”.


فوجئت جين بالصوت الخشن الرتيب ,
واللهجه الحازمه فقالت:


” صباح الخير”.


و شعرت فجاه بان جميع ما اعدتة من كلام تبخر من راسها كالدخان ,

وعندما سمعت صوت المرأة يرد مره اخرى:


” الو…”.


حاولت ان تستعيد طمانينتها فاجابت:


” عفوا سيدتي… انه بخصوص الاعلان الذي نشر ذلك الصباح ,

فهل استطيع التحدث الى المسؤول ؟

انا جين براون”.


لم يات رد المرأة على الطرف الاخر سريعا ,

وكانها كانت تتحدث الى شخص احدث بصوت خافت ,

ثم اجابت:


” و كيل الاعمال ليس موجودا اليوم و ايضا السيده تيت المسؤوله عن البيت”.


ذلك الرد اربك جين ,

وحاولت الا تدع الفرصه تفوتها فسالت:


” اذن من يستطيع مساعدتى فهذا الموضوع؟”.


و بشيء من التردد اجابت المراة:


” لا بد ان السيد غريرسون على علم بالمقال ,

وانة لمن الاروع ان تحضرى و تقدمي له نفسك”.


اضافت جين بسرعة:


” و لكن اين يمكننى ان اقدم نفسي؟”.


اجابت المراة:


” اة صحيح ,

كدت انسي هذا ,

هل لديك قلم لاعطيك العنوان؟”.


كان عليها ان تاخذ القطار من نيوكاسل الى هايدون و بالتالي تنتظر الباص الذي سيقلها الى هاى لنتون ,

وبدت المسافه لجين و كانها لا تنتهى ,
فى هذا الطريق الصحراوى الوعر.


كانت تتمني الا يصبح السيد غريرسون رجلا عجوزا ,

لانها خيرت عدوانيه الرجال من ذلك الجيل و ما يضمرونة من عداء للشباب امثالها ,

وتحملت بما به الكفايه من و الدها الذي كان يخرج عكس ما يريد ,
ثروتة هي المثال الساطع على هذا ,

ولا شك بان جميع الاثرياء الذين فمثل سنة يفكرون بالكيفية ذاتها.


و اخيرا قالت جين محدثه نفسها:


“ليكن ما يكون,
اتخذت قرارى و ساتابعة حتي النهاية”.


كانت تشعر و كانها مدفوعه بقوه خفيه ,

لم يعد باستطاعتها ان تقاومها ,

وجدت الجريده مفتوحه على الصفحة ذاتها ,
صفحة الاعلانات ,

وبصورة اليه القت نظره عليها و سرعان ما انجذبت الى الاعلان : و ظيفه و فهذه المنطقة بالذات,
وتتعلق بالفروسية؟
انة حلمها الابدى الذي ارادت تحقيقة فور انتهائها من مرحلة الدراسه ,

وذلك بانشاء ناد للفروسية ,

وقد عارض و الدها ذلك المشروع بشده ,

وهو صاحب المصانع المتعدده ,

ودعيا انه لن يسمح لنفسة بتبذير اموالة فمشروع تنبا بفشلة سلفا ,

ولم تكن السنوات الثمانيه عشره تخولها تحدى اراده و الدها السيد اوستاش براون الذي لا يقبل المناقشه ,

ولم تكن السنوات التي مرت كفيله بتعديل موقفة بل زادتة عنادا و تصلبا.


و لم يقبل لابنتة الطموحه ان تهدر طاقاتها فغير المصانع التي يملكها ,

ولم تتفجا جين بذلك لانها تعرف المستقبل الذي رسمة لها و الدها ,

هو الذي كان يتمني ان ينجب ذريه من الذكور ليكونوا عونا له فادارة الامبراطوريه التي يملكها ,

وبالنتيجة لم يجد الى جانبة الا واحدا هو جورج ,

الذى يكبر جين بعشر سنوات ,
والذى قام بكل ما فو سعة من تجارب فمعامل ابية و ذلك ما كان ينتظرة السيد بروان من ابنتة ,

ورغم مرور ثلاث سنوات فان جين لم تتخل عن مشروعها ,

ولكن كان عليها ان تثبت لوالدها بانها ليست تلك الفتاة الطائشه ,

وقد تحقق لها هذا بدوره السكرتاريه ,

التى اثبتت بها مقدرتها و تفوقها ,

مما خولها العمل كمساعدة لمديرها فالعمل ,

ورغم انها استطاعت ان تبهر و الدها بذلك الا انها فقراره نفسها ,

ظلت تلك الفتاة التي تشعر بالياس ,

لانها لم تتوصل الى تحقيق ذاتها فيوم من الايام ,

بعمل يمت بصله الى امالها و طموحها.


و بمقدار ما كانت جين تحاول ان تثبت شخصيتها,
بمقدار ما كان يؤلمها و ضعها المتناقض مع امها و اخيها اللذين رضخا و بشكل اعتيادى ,

لكيفية الحياة التي فرضها و الدها ,

كانت تشعر بان هذي الحياة العائليه الرتيبه تشكل عبئا عليها ,
ولكنها فالوقت نفسة تريد المحافظة على نوع من العلاقات الجيده معهم.




وها هي الان تتذكر تلك اللحظات التي و قفت بها الى جانب امها المريضه ,

ساعيه قدر الامكان ان تحافظ على العلاقه الاسريه القائمة فهذا البيت ,

محاوله ان تنسي اللحظه التي و قف بها ابوها موقفا لا انسانيا مدعيا بان ذلك جزاءة لانة دلل اولادة اكثر مما يستحقون ,

مما جعلهم يظهرون عن طاعتة ,

ولا يفعلون الا ما يدور فرؤوسهم ,

كل ذلك لم يزد جين الا تمردا و احتمالا ,

الي ان جاء اليوم الذي جعلها تكسر الطوق و تتخذ موقفا جديا فالخروج عن هذي السيطره العائليه ,

عندما قرر و الدها ان يزوجها من احد ابناء عمومتها فليكس براون ,

ليصبح شريكا له فمشاريعة ,
وهذه الفكرة و حدها كانت كفيله بان تجعل جين ترتجف ,

وتتخذ قرارها بعدم مرافقه اهلها فالسفر الى كندا لقضاء العطله الصيفية هنالك ,

والا فستجد نفسها بين يوم و احدث مخطوبة لفيلكس بدون ان تعرف كيف و لماذا ,
وفى ذلك الجو المشحون ,

كان جميع ما يفكر فيه السيد براون ,

وهو فمطار هيثرو هو طريقة استغلال هذي العطله ,

فى توقيع عقود حديثة ,

وتجديد علاقات قديمة بعكس زوجتة التي كانت كطفلة لحظه الرحيل فهي تكاد لا تصدق بان زوجها سيصبح بكليتة لها فهذه الرحله ,

رغم قلقها لعدم مرافقه جين لهما.


و مع اختفاء الطائره بين الغيوم ,

شعرت جين بالراحه ,

وخلال عودتها الى البيت قررت السفر الى اسكوتلندا ,

بعد ان كانت حائره بين دعوتين موجهتين اليها من فرنسا ,

وعلي الرغم من حبها لفرنسا ,

رفضت الدعوتين بدون ان تعرف الاسباب =,

وكان القدر هو الذي كان يخطط مسارها.


لم يقطع عليها هذي الذكريات الا صوت السائق الذي اشار اليها لدي و صولها الى محطه هاى لينتون .
.
حيث نزلتةو هي تتنفس الصعداء ,

وسلكت الطريق الضيق متبعه التعليمات و بعد ان سارت فهذا الريف الموحش فتره ,

بدون ان تلمح اثر لشيء ,
قالت بصوت عال:


” يبدو اننى ضللت الطريق…”.


و فور تسرب الشعور بالياس الى نفسها ,

وهي تلعن السائق الذي رسم لها الطريق ,

لمحت بناء يكاد يختفى نصفة و راء ستاره من الاشجار ,

وعندما اقتربت اكثر ,

شاهدت منزلا حجريا ضخما غائرا الى جانب الطريق محاطا بمزرعه ,

وعلي المدخل كتب اسم المزرعة( هاى لينتون) ,

فتنفست بارتياح ,

ومشت فالممر الفخم ,
الذى يؤدى الى المدخل الرئيسى و طرقت الباب.


و فالداخل رنت خطوات ثقيله تقترب من الباب ,

وما لبثت ان ظهرت امرأة منذ ان راتها جين عرفت بانها السيده التي تحدثت اليها على الهاتف ,

قالت السيده بصوت اجش:


” اعذرينى اذ تاخرت عليك ,

لا بد انك تريدين مقابله السيده تيت”.


و جهت نظراتها الفاحصه الى جين التي طمانتها بقولها فورا:


” انا جين براون ,

اتصلت ذلك الصباح ,

بخصوص الاعلان الذي كان منشورا فالجريده ,

وطلبت منى الحضور ,

وهكذا اخذت اول قطار…”.


فقاطعتها المرأة و ربما انتقع و جهها :


” اة … ذلك صحيح ,

فانا التي كلمتك على الهاتف,
انا السيده ديك زوجه الحارس ,

وكما اخبرتك فان السيده تيت المسؤوله عن المنزل غير موجودة”.


و هنا بذلت جين ما فو سعها لتحافظ على ابتسامتها و قالت:


” لقد حدثتنى عن السيد غريرسون ,

فلعلة يستطيع استقبالي؟
واذا كان هذا مستحيلا فيمكننى ان انتظر عوده السيده تيت”.


و لم تستطع السيده ديك ان تخفى قلقها و حاولت ان تتحاشي نظره جين:


” ارجو ان يستطيع مقابلتك لانة يكرة ان يضيع و قته”.


قالت جين لنفسها و هي تحاول ان تكبت مشاعرها ,

ماذا تريد ان تقول هذي المراة؟
هل اعتقدت باننى من الفتيات اللواتى لسن بحاجة ما سه للعمل؟
اذن لماذا ذلك الذر؟”.


و اخيرا حاولت جين ان تخفى نفاذ صبرها عندما قالت:


” لو كان لدى احساس باننى ساضيع وقت السيد غريرسون لما اتيت الى هنا”.


و هنا انبسطت اسارير السيده ديك و قالت:


” صحيح ليس هنالك اي تشابة بينط و بين تلك الفتاة التي جاءت فالاونه الاخيرة و لكننى لا اريد ان اثير حفيظه السيد غريرسون ,

لاننى ساتحمل جزءا من المسؤوليه ,

ساذهب لاري اذا كان موجودا فالاصطبل و الا فلن يصبح امامك الا الصعود الى مكتبة بنفسك”.


احست جين برعشه خوف ,

وهي تتبع السيده ديك داخل البيت ,

حتي تخيلت ان يصبح السيد غريرسون عجوزا متسلطا و قاسيا ,

ولدي دخول جين الى المكتب اغلقت السيده ديك الباب بعناية.


و ها هي جين الان تجول بصرها فارجاء المكتب ,

حيث رصفت الجدران بالمكتبات ,

ونسقت عليها الكتب ,

اما المدفاه فقد اضفت جوا ريفيا دافئا على الغرفه ,

واحيطت بعده مقاعد جلديه مريحه ,

ورتبت الاوراق فوق المكتب بعنايه تدعو الى الملل ,

بعد ان القت جين نظره على محتويات الغرفه ,

تركت نفسها تتهاوي على احد المقاعد الوثيره ,

وتنهدت لاجتيازها اولي المراحل,
ولكن النور الاتى من النافذه شد بصرها الى هذا الحقل الممتد بلا نهاية ,

والي الوانة الجميلة فنهاية الصيف ,

والي تلك الاشجار الرائعة التي تكسر الرتابه الغالبه على المرعي ,

حيث كانت تسرح بعض الحيوانات ,

وهذا ما كان يميز تايندال ,

وعلي عكس ما شاهدتة فذلك الطريق الوعر الى هاى لينتون و التلال المحيطه فيها و المجاوره لنورثوميرلند.


احست فجاه بالارتياح ,

ها هي الان فالمنطقة التي اختارت العمل بها ,

واذا مر جميع شيء على ما يرام ,

واستطاعت الحصول على هذي الوظيفه ,

فهذا هو المكان المثالى بالنسبة اليها لتتخلص من هيمنه و الدها و لتثبت له اين تكمن مقدرتها الحقيقيه ,

وما ان سري الدفء فجسم جين المتعب ,

واسترخت على مقعدها ,

وتسرب النعاس الى اجفانها ,

حتي دوي صوت خشن من و رائها:


” صباح الخير”.


قفزت جين من جلستها لتفاجا بالنظره العابسه الموجهه اليها ,

قالت فنفسها ,

لا شك انه السيد غريرسون,
عينان رماديتان ,

حاجبان كثيفان سوداوان ,

وجة ذو تقاطيع حاده ,

قامه طويله ,

جسم نحيل و منكبان عريضان ,

ويبدو انه لم يتجاوز الاربعين من العمر,
اذن لم يكن هذا العجوز الذي توقعتة ,
المفاجاه شلت جين فغاصت بهدوء فالمقعد ,

وقلبها يخفق بشده ,

ثم استسلمت لما سيحدث ,

ولكن يا للعنه لماذا ترتجف الى ذلك الحد؟
قابلت رجالا من امثالة فالمصنع….
قررت ان تتماسك ,

وقبل ان تغوص اكثر فتساؤلاتها قال لها بلهجه ساخرة:


” ربما يصبح باستطاعتك ان تنزعى هذي القبعه المضحكة عندما تشعرين بانك استيقظت من نومك ,

واخبرينى ما الذي اتي بك الى هنا؟
انا شارل غريرسون ما لك هذي المزرعه ,

اخبرتنى هيلدا بانك تبحثين عن عمل”.


و بصعوبه شديده حاولت جين ان تخفى سخطها من ذلك الرجل الذي تجرا على محادثتها بهذه اللهجه القاسيه ,

والتى لم يسبق ان حدثها احد فيها الا و الدها ,

وبعفويه رفعت يدها الى راسها و تحسست قبعتها ,

انها القبعه المفضله لديها ,

والتى استطاعت فيها ان تخفى ضفائر شعرها الرائعة ,

ظنا منها ان ذلك المظهر الرزين سيعطيها فرصه اكبر للنجاح ,

وهنا ارادت ان تثار لنفسها ,

فوجهت الى محدثها نظره تحمل العديد من الفخر و التحدي:


” اذا كان احتفاظى فيها لا يؤثر عليك فاروع ذلك”.


اجاب السيد غريرسون و هو يهز كتفية بلا مبالاه :


” كما تشائين… اذن يسرنى ان اطرح اسئلتى على شابه فمثل سنك لا اري منها سوي نص الوجه”.


بعدها خلع سترتة الانيقه و جلس خلف المكتب ,

ومن اثناء قميصة الرقيق برزت تفاصيل جسمة الرياضى ,

وبدا يقلب بعض الاوراق ,

ويقرا بعض الملاحظات المسجله امامة ,

اما جين فقد تكورت فمقعدها و اخذت تتفحص ذلك الرجل اكثر ,

وتبين لها انه رجل ذو طبع فخور و قاسي ,

ولا بد ان يصبح قويا و متسلطا ,
يامر فيطاع ,

وان الكل يجب ان ينحنى امامه.


انها فالنهاية امام رل كابيها ,

قطعت جميع هذي المسافه ظنا منها انها نجت بنفسها من ابيها… و ها هي الان امام نظيره,
وكان القدر يحب ان يسخر من الناس احيانا ,

يبدو ان السيد غريرسون قرر اخيرا ان يخصص لها جزءا من و قتة ,

فقال بلهجه جادة:


“قرات الاعلان فالجريده بعدها رغبت فالعمل هنا… على ما اعتقد؟”.


ذلك السؤال المباشر جين ترتبك قليلا و تتلعثم بردها:


” نعم ,

اتصلت ذلك الصباح ,

والسيده ديك نصحتنى ان احضر و اقدم نفسي “.


و لم تكن جين بحاجة الى ان تنظر فو جة محدثها لتري ابتسامه السخريه المرسومه على شفتية ,

بل كانت متوقعه هذا عندما قال:


” ادخلى مباشره فالمقال ,

فانا لا احب من يصبح سببا فضياع و قتي”.


ردت جبن على الفور:


” ارجو الاتعاملنى معامله مميزة”.


ذلك الجواب الفظ خرج من شفتي جين بدون ان تستطيع الامساك فيه ,

وبارباك اضافت:


” اذا كنت مشغولا يمكننى ان انتظر و كيل اعمالك ,

لاننى اعتقد بان كهذا المقال لا يشكل اهمية بالنسبة اليك”.


” انت مخطئه يا انسة… جين براون ,

علي العكس تماما انا اهتم جدا جدا بهذا الموضوع”.


بعدها و جة اليها نظره ثاقبه جعلها تخفض نظرها و اضاف:


“انا من يدير هذي المزرعه ,
بمساعدة و كيل اعمالى ,

ولكننى متمسك بمعرفه الموظفين الذين سيشاركوننا العمل ,

لاننى يجب ان اعتمد على جميع موظف يعمل هنا”.


امام ذلك الرجل الواثق من نفسة لم تستطع جين منع نفسها من تقليدة فاجابت بوقاحه مفتعلة:


” ذلك يعني ان الحظ لن يسعدنى فالحصول على هذي الوظيفة؟”.


اجاب و هو محتفظ بالتعابير المرتسمه على و جهه:


” و لكننى لم اقرر هذا بعد”.


” و لكن انطباعك عنى لم يكن جيدا!”.


” لماذا تستنتجين امورك بهذه السرعة؟”.


و هنا خصها بنظره جعلتها تشعر بتفاهه تصرفها ,

اضاف بهدوء:


” لنبتعد عن التشاؤم ,

ولنبدا ببحث الموضوع.


لجمت جين رغبتها القويه فالخروج من الغرفه ,

وارغمت نفسها على المكوث فمقعدها ,
وهنا نظر اليها الرجل بسخريه و كانة فهم هذي الرغبه المتولده لديها:


” لا اعتقد انك من هذي المنطقة؟
لا اذكر اننى قابلتك من قبل!”.


شحب و جهها و ارتجفت اجفانها و شعرت بغبائها عندما اعتقدت بانها لن تتعرض الى كهذا النوع من الاسئلة,
حدقت فالسجاده المفروشه فارض الغرفه ,

اجابت:


“لا”.


كان ينتظر اجابه كاملة ,

فتابعت:


” اسكن بالقرب من برادفورد و صلت منذ قليل الى هذي المنطقة التي قررت ان اقضى بها عطلتى الصيفية”.


و هنا شعرت بانها استعادت هدوءها ,

فالتفتت الى محدثها لتتغلب على النظره الثاقبة,
فقال:


” و شعرت فجاه بالرغبه فالعمل هنا”.


و بدا لها انه اكثر انتباها عندما اضاف:


“اذن انت لا تعرفين هذي المنطقة و لكن على الاقل هل تعرفين ما معني مزرعة؟
انا شخصيا اشك بذلك”.


هنا شعرت جين بانها و قعت فالفخ فردت بمراوغة:


” انا احب الجياد و اعشق الريف … و متاكده من اننى ساعتاد على هذا بسرعة”.


” كثيرات قبلك اظهرن الحماس نفسة و لسوء الحظ لم تكن النتيجة سوي الفشل”.


قالت جين:


” ربما…”.


و قبل ان تتم كلامها قاطعها:


” اتريدين ان تعرفى السبب؟
لان هؤلاء الفتيات كن من اسر غنيه ,

نشان على النعومه ,

فهن مثلا لا يعرفن ما معني كلمه عمل ,

و لذا قررت ان اكون اكثر حذرا من السابق ,
هل لى ان اعرف ما هو عمل و الدك”.




بلعت جين ريقها و شعرت بانها لا ممكن ان تتجاهل السؤال و لا سيما ان نظره السيد غريرسون الموجهه اليها لن تسمح لها بالتهرب ,

ولم تشك بان الرجل الذي امامها ينتظر من موظفتة الحديثة ان تكون من اسرة متواضعه ,

فاجابت بصوت مرتبك و خافت:


” ابي يعمل فمصنع”.


فالحقيقة جين لم تكن كاذبه تماما باجابتها هذي ,

فقال لها مخففا عنها:


” يجب الا يصبح لديك شعور بالذنب ,
هذا ليس عيبا ,

كل انسان بحاجة الى العمل ,

والذى يهمنى قبل جميع شيء هو مقدرتك انت ,

ماذا كنت تعملين قبل ان تاتى الى هنا؟”.


ما تكاد جين تنجح بتجاوز موقف صعب ,

حتي يضعها امام احدث ,

ولحسن الحظ انه فهم بان و الدها عامل فمصنع و لم يشا ان يجرحها اكثر من هذا ,

ولكن ماذا يريد بعد ذلك؟” اجابت:


” كنت اعمل فمكتب”.


و اضافت بسرعة:


“ولكننى لا احب كهذا العمل ,

فانا اعشق ركوب الخيل ,

وفى الوقت نفسة الاهتمام بالشؤون البيتيه لا يخيفنى فخلال مرض و الدتى تحملت جميع المسؤولية”.


” و بما انا شفيت الان ترغبين بعمل شيء احدث اليس كذلك؟”.


لانت لهجه الرجل و انبسطت اسارير و جهة فقال:


” و لكن ايم تعلمت الفروسية؟”.


كان يعلق اهمية خاصة على ذلك السؤال ,

مما جعل جين تعتقد بانها و قعت فالفخ هذي المره لا محال ,

فكيف ستخبرة عن مزارع السيد غرانت ,

وعن الصداقه العائليه معه؟


اجابت جين بنوع من النفاق:


” تعلمت هذا لوحدى ,
ولربما تود ان اجرب هذا امامك “.


” فيما يتعلق بهذه النقطه على الاقل ,

يبدو لى انك و اثقه من نفسك و لكننى اعتقد بانك لا تعرفين شيئا عما يتعلق بامور العمل فالمزرعة”.


” لا اؤكد هذا و لكننى استطيع التعود بسرعة”.


اضافت جملتها الاخيرة هذي بشيء من الترفع ,

ولما لم تعجبة طريقتها هذي فالاجابه قال بلهجه كاسرة:


“كنت اروع شخصا اكثر تجربة”.


جين اخفضت عينيها لتخفى الياس الذي بدا على و جهها ,

وتساءلت كيف ممكن ان يتبادر الى ذهنها بانها استطاعت ان تثير اهتمام الرجل و مع هذا لم تفقد الامل بعدما اظهرت نفسها امامة بمظهر الفتاة اليائسه و التي هي بامس الحاجة الى العمل ,

ولا تزال تتامل بان تثير شفقتة عليها ,

وما ان رفعت عينيها حتي فوجئت بالنظره الحاده التي و جهها اليها السيد غريرسون و بلهجه تحمل شيئا من الوقاحه قال:


” ربما تكونين فارسه جيده ,

ولكننى اروع ان اتاكد من هذا بنفسي,
لقد تعلمت الحذر من اللواتى سبقنك ,

اذن لنذهب و نري ,

بينما هيلدا تحضر لك فنجانا من الشاى ستكونين بحاجة الية بعد ذلك”.


كان قلب جين يخفق بشده و هي تتبع السيد غريرسون الى الخارج ,

وتمتمت بهذه الكلمات:


” اشكرك يا سيد غريرسون ,

واعدك باننى لن اخيب ظنك”.


اجابها السيد غريرسون بدون ان يغير من سرعه خطواتة و بدون ان يلتفت اليها:


” ساتاكد من هذا حالا”.


الطقس كان كئيبا ,

والسماء بغيومها الكثيفه تنذر بالمطر ,

نظرت جين الى ساعتها و رات بان الوقت تاخر و الساعة تجاوزت السابعة ,

ولم تكن لاحظت مرور الوقت ,

كيف ستستطيع العوده الى المدينه فلا بد ان يصبح الباص الاخير ربما مر منذ زمن طويل ,

ولكن ذلك المقال اصبح جانبيا بالنسبة الى المقال الذي هي مقدمه عليه الان ,

واسرعت الخطي لكي لا تتباعد المسافه بينها و بين السيد غريرسون ,

وبعد ان اجتازا عده ابنيه ,

وصلا الى صف طويل من البيوتالخشبيه الخاصة بالجياد مطليه باللون الابيض مما يدل على نظافه متكاملة.


دخل الى احد الاصطبلات و عاد حاملا سرجا و لجاما ,

ثم قال لها و هو يقيسها بنظرة:


” اغلقى الباب خلفك”.


كتمت غيظها امام ذلك الرجل الذي لا يترك مجالا لكي تفوتة اي فرصة.


و هنالك فالبريه الممتده خلف الاصطبلات رات مهره ذات مظهر مميز ,

بدات تقفز و شعر عنقها يتطاير بالهواء ,

وانتصبت اذناها باتجاة الصوت ,

مما جعل جين تقف امامها متامله مسلوبه اللب ,

ولكن السيد غريرسون اخرجها من حالة التامل هذي عندما نادي المهره بصوت لطيف جعلها تقترب حالا و هي تهز راسها بحركة تدل على الصداقه ,
كانت تتمتع بجمال مدهش سيما عيناها الواسعتان و كانهما هالتان ذهبيتان ,
وبدات تحك راسها بكم صاحبها لتبحث عن قطعة السكر التي سيخرجها من جبة فيما بعد و يضعها ففمها ,

وتوجة الى جين قائلا:


” انها مطيعه جدا جدا و سترين ذلك,
سنسرجها الان و نري ماذا يمكنك ان تفعلي”.


المهره لم تكن خائفه لا بل تعشق صاحبها ,

وكانت هذي هي المره الاولي التي ابتسمت بها جين منذ بداية ذلك اللقاء ,

وشعرت بجو عائلى ,
وبدات تمسك بيدها عنق المهره و همست باذنها عبارات لطيفه لتتقرب منها كما تعلمت من السيد غرانت ,

وفى اللحظه التي همت بسؤال السيد غريرسون عن اسمها بادرها :


“اسمها جنيفر “.


صرخت جين بفرح :


” جنيفر كاسم زوجه الملك ارثر ,

اذن الدم الارتيرى تجرى فعروقها بدون شك؟”.


اجاب السيد غريرسون:


” ذلك يمكن و لكن ليس لى الفضل فذلك ,

فعندما اشتريتها كانت تبلغ سنه واحده من العمر و كانت تسمي بهذا الاسم “.


و خلال ذلك الحديث كان ربما اسرجها و مد اللجام الى جين ,

واثناء لحظات كانت جين ربما اطلقت العنان للمهره التي انطلقت فالبريه عدوا ,

وجين منتصبه فوقها بشكل لا يصدق ,

وبهدوء ناداها السيد غريرسون ,

لكن جين لم تعد تسمعة ,

انها الان فمنتهي النشوه مستسلمه تماما للسعادة التي غمرتها ,

الا و هي عودتها من جديد الى رياضتها المفضله بعد ان انقطعت عنها منذ مرض و الدتها ,

وهذا ما المها كثيرا ,

وبعد لحظات نسيت نظرات السيد غريرسون المصوبه اليها ,

وكان الصوت المنبعث من حوافر جنيفر يرن فاذنيها كالموسيقى.


همست فاذن المهرة:


“انك لرائعة حقا “.


ذلك المديح الناعم جعل المهره تتجاوب مع ما تريد جين .



الفارسه و الفرس كانتا فالجانب الاخر من الحقل عندما ظهرت لهما الحواجز ,

فقفزت الاثنتان فالهواء بانسجام متكامل لتجاوزها.


و بعد هذا تقدمتا بخطواتهما عائدتين باتجاة السيد الذي كان بانتظارهما.




مشكوره حبيبتي ملخصها بيجنن الله ما يحرمنا من جديدك فرس عبير رواية روايات الريح 20160911 8




2- البداية ….
نار الغضب!


كلما اقتربت جين من السيد غريرسون كلما اودادت خشيه منه ,

من بعيد احست بانها اعطتة انطباعا جيدا … و لكن ماذا اذا كانت مخطئه باحساسها هذا!
لكن شكوكها هذي تبددت عندما نزلت عن المهرةورات عن قرب هدوء و جهة و بادرها قائلا:


” اعتقد انك تستطيعين القيام بهذا العمل”.


و لم يعد بامكان جين ان تصبر و ن شده فرحها فقالت:


” افهم من هذا انك موافق”.


” مبدئيا… اذا استطعت القيام ببقيه الاعمال بالمهاره نفسها”.


و تلعثمت جين عندما ارادت ان تشكرة نظرا لابتسامه السخريه التي لمعت فعينية ….
فحاولت ان تصلح من وضع قبعتها التي ما لت عن راسها ,

وتعيد ربطه شعرها كما كانت و قالت:


“اشكرك كثيرا يا سيد….”.


قاطعها:


” اتمني الا تندمى على ذلك القرار يوما ما ”.


و فطريقها الى الاصطبل تساءلت فيما اذا كان ما قالة تهديدا ,

وعندما و قفت جين تداعب عنق المهره ,

نظر شارل معجبا ببوادر الصداقه بينهما و قال:


” هنالك عده جياد ثانية ,

اهمها و اقواها هاموند الذي امرك بالا تمتطية مهما كانت الظروف”.


ارتعشت جين من لهجتة التي كانت كافيه لاحباط اكثر الناس شجاعه و تابع:


” عند العناية بالجياد ,

عليك بمساعدة السيده ما رى تيت من وقت لاخر فالاعمال التي تتطلبها المزرعه ,

وهذا ما اغضب اللواتى سبقنك… ما رى تقيم بالمنزل و ايضا ما رك فنويك و كيل اعمالى و طالبان اخران هما بيل و بن ,

وهكذا ترين ان اعباء العمل كثيرة و لا مجال للتسكع ,

فاذا كنت بحاجة فعليه للعمل يمكنك البقاء طويلا بعد اجتياز شهر الاختبار”.


انه رجل صريح و مباشر ,

هذا ما كانت تفكر فيه جين و هي بالسيارة الى جانب جان ديك الذي يقودها الى محطه القطار لتعود الى الفندق بعد ان اخذت موعدا ليوم الاثنين المقبل .



نظرت امامها تراقب الغروب و هي كئيبه … ماذا لو عرف السيد شارل انها خدعتة بخصوص ثروه و الدها ,

وعندما خلت لنفسها فغرفه الفندق ,

حاولت ان تستعيد هدوءها ….
ولم يبق عليها الا ان تاخذ حماما و تتصل باخيها جورج المسؤول عن ادارة المصنع فغياب و الدها ,

وتطلب منه ان يبحث عن بديل عنها ,

بدون ان تكشف له مكان و جودها و مشاريعها ,

فى جميع حال لن تتراجع عن قرارها ,

وكما توقعت ,

تلقي جورج الخبر بسخط شديد و رن صوتة فارجاء الغرفه مما جعلها تبعد السماعه عن اذنها ريثما يهدا و قالت:


” افهمنى يا جورج ,

طول عمري ما احببت العمل فالمصنع ,

وانت تعرف هذا تماما ,

وانا احلم بالرحيل منذ ان انهيت دراستي”.


” و لماذا اذن انتظرت جميع ذلك الوقت؟”.


” صدقنى يا جورج باننى حاولت ,

ولكن ماذا يمكننى ان افعل و انا فالسابعة عشره من عمري امام رجل كوالدك؟”.


” و كذا ثلاث سنوات مرت و انت ما زلت تعيشين حلمك السخيف,
نادى الفروسية”.


و حاول ان يرغم نفسة ليهدا قليلا ,

وتابع:


” كفي يا جين عن ذلك السلوك الطفولى و عودى الى البيت….
واذا ما تزوجت فيليكس…”.


قاطعتة جين:


” لا مجال للتفكير فمقال الزواج من فليكس… و لا من غيره…”.


صرخ جورج بعبنوته :


” انت مجنونه ,
يكفينى ما عندي من هموم….
وماذا ساقول لابي عندما يعود ,

انك مخطئه اذا ما تخيلت بان و الدك سيعدل موقفة و يقبل مشروعك اللعين”.


اجابت جين بصوت مكتوم:


” انا لا اعتمد على احد”.


و رفعت خصله شعرها عن جبينها.


” لكن من اين ستاتين بالنقود؟”.


” انسيت حصتى من ارث جدتى براون ,

فاليوم الذي ابلغ به الواحده و العشرين من العمر ,

ساحصل عليه ,

صحيح انه ليس بالمبلغ الضخم و لكنة سيكفينى كمنطلق”.


” اذن بحق السماء لماذا لم تنتظرى بضعه اشهر ثانية فتحصلين على المبلغ؟”.


” اطمئن يا عزيزى ,

لقد فكرت بذلك جيدا ,

لكي لا ابذر هذي النقود ,

لا بد من ان احقق لنفسي فكرة العمل الذي يهمنى ,

واتعود على الحياة فالريف و جميع ما يستلزمة كهذا المشروع”.


و فجاه بدا لطيفا و قال:


” ربما تكونين على صواب ,

ولكن لماذا نستعجل الامور ,

فاجازة الشهر هذي من حقك ,

وفى نهايتها سنري ماذا نفعل,
ولكن اعطنى عنوانك لاستطيع الاتصال بك فالحالات الطارئة”.


لم تثق جين بما قالة جورج لانها تعرف بانه لا يتراجع عن ارائة بهذه البساطه ,

فقالت فنفسها ( جميع شيء الا هذا).


” فمكان على الحدود الاسكوتلنديه ,
لا اعرف تحديدة ,

ولكن لا تقلق فانا بخير”.


” لا تتهربى ,

يهمنى ان اعرف اين انت,
وفليكس يريد مراسلتك بكل تاكيد”.


” لا لن يحصل على عنوانى ,

ان رب العمل رجل محترم و ليس لدية مشاكل و الدك فالعمل… فاطمئن ,
وساتصل بكم من حين لاخر”.


و اقفلت السماعه كى لا تسمع احتجاج اخيها ,

لن تتحمل ان يعاملها احد على انها طفلة ,

ولقد حددت اهدافها و تحاول ان تحققها ,




التفتت الى المرأة بعد ان شعرت انها بحاجة الى الاطمئنان عن مظهرها الانثوى ,

فكت ضفائر شعرها فانسدل كالشلال على كتفيها ,

وكانها لاول مره تكتشف شكلها عندما لاحظت هذا الشبة الغريب بينها و بين عارضه ازياء فرنسية شاهدت صورها فاحدي المجلات.


و قالت فنفسها:


” طبعا و رثت هذا من اجدادى لامي”.


و ابتسمت و هي تتخيل و الدها الذي و قع فحب امها من النظره الاولى خلال الحرب العالمية الاخرى و تزوجها فورا ,

وقد يصبح القرار الوحيد الذي اقدم عليه فحياتة بدون ان يصبح العقل هو المسيطر ,
ولكن للاسف جين لم تتعرف الى اجدادها الذين قتلوا خلال الحرب و لم يتبق ففرنسا الا القليل من ابناء العموم ,

والغريب كذلك ان تنجذب امها التي تتمتع بكامل الانوثه و الحيوية الى رجل ما دى ,

بارد كابيها ,

ومره ثانية عادت الى التفكير بشارل و مدي تاثيرة عليها.


مرت عطله احدث الاسبوع سريعا ,

كان عليها ان تجد مكانا لوضع سيارتها التي لم تتحدث عنها امام شارل ,

كما كان عليها ان تقوم ببعض المشتريات اللازمه ,

من السراويل و القمصان و بعض الكنزات من اجل الاعمال البيتيه .



و بخروجها من محطه القطار مساء الاحد ,

فوجئت بان الباص الاخير ربما غادر المحطه ,

فطلبت من الموظف سيارة اجره تنقلها الى هاى لينتون ,

ابتسم الموظف من خلف مكتبة قائلا :


” اسف يا انسه ….
ففى القري دائما نقص بتلبيه الطلبات”.


” ان السيد شارل لم يعلمنى بذلك “.


و خرجت و هي تلعن فسرها و تتوعد ,

وعندما و صلت الى خارج المدينه كانت ترتجف تحت الريح الجليديه التي تاتيها من المرتفعات و توقفت لحظه لتلف نفسها جيدا بواقى المطر الذي تلبسه….
لان الغيوم السوداء المنسحبه باتجاة الافق لا تنذر بالخير.


من الاروع ان اسرع قدر الامكان اذا كنت لا اريد الوصول مبلله بالمياة ,

وشعرت بالحزن عندما رات بانها الكائن الانسانى الوحيد و سط ذلك الجو الكئيب ,

وفكرت بانها لو كانت و افقت اهلها الى كندا لما تعرضت الى كهذا الموقف.


و ارتعشت اثر سماعها محرك سيارة من خلفها مع ضربه زمور فالتفتت الى الوراء حيث و قفت السيارة قربها:


” هل استطيع ان اساعدك فالوصول الى مكان ما ؟”.


كان صوت الشاب يحمل نبره تستلطفها جين ,

كما كان كالنعمه التي حلت عليها من السماء ,

انها ضد الصعود فسيارة مع شخص مجهول فهذه الطريق الصحراويه … و لكن ظرفها الحالى لم يدع لها مجالا للرد اجابت فورا:


” نعم و شكرا”.


و اخذت مكانها الى جانب السائق الذي سالها:


” اذا هبه الى مكان بعيد فهذه المنطقة؟”.


و رغم الظلام استطاعت جين ان تميز ابتسامه الشاب فاجابت:


” انا ذاهبه الى هاى لينتون ….
ولا ادرى اذا كنت تعرفها؟”.


” طبعا اعرفها بشكل جيد!”.


و التفت اليها بتوتر لدرجه ان السيارات انحرفت عن خط سيرها ,

وقال:


” شاءت الصدف ان اشتغل فهذا المكان كوكيل اعمال ,

وها انا عائد من عطله نهاية الاسبوع ,

ولربما انت كذلك؟”.


” لا ليس تماما”.


بذلت جين ما فو سعها لكي تخفى الاضطراب الذي و لدة لديها تصرف ذلك المجهول ,

وطبعا فان السيد غريرسون و السيده ديك لم يخفيا عنها وجود و كيل الاعمال… و لكن ان تلتقى فيه هنا و فهذه الظروف قالت:


” قابلت السيد غريرسون يوم الجمعة … و وافق على فتره الاختبار”.


” فهمت…”.


و زاد فسرعه السيارة بشكل عصبى مظهرا عدم ارتياحة من الخبر و عندما نظرت الية جين باندهاش شاهدت المراره المرسومه على شفتيه:


” كان على ان اعرف ان شارل سيضع جميع شيء تحت تصرفة خلال غيابي”.


قال جملتة الاخيرة بلهجه خشنه ,

مما ازعج جين لانها لا تريد ان تكون اسباب نزاع بين الرجلين.

  • الفخ روية عبير
  • رواية عبير فرس الريح
  • روية عبير فرس الريح
  • روايه عبير ابنة الريح
  • فرس الريح


رواية فرس الريح روايات عبير