افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية فى ليلة باردة بقلم مايا مختار كاملة

 

ملخص الرواية:

– من انت ؟

اسمي سيليا سوفتنغ .. انا بديلة السكرتيرة التي عادت الى انكلترا في الاسبوع الماضي

قاطعها بفظاظة :
– اتقولين انهم غضوا النظر عن تعليماتي وارسلوك بديلة عن ديان ماكفرسون ؟

اعتقد ان هذا ما فعلوه

كانت سيل تعمل في شركة للنفض بانجلترا و طلبوا منها الرحيل

الي القاهرة لسد فراغ موظفة هناك وكان سيل مبتهجة لهذا التغيير

وهذه الحياة الجديدة و لكن ما كانت لا تحسب له حسبان ان مديرها

لم يكن يريدها منذ اللحظة الاول لتواجدها هنا و كان موري بروكس فظا للغاية

و غير ابه بمعاملة النساء بلطف فكيف سيكون رد فعلها و هل سيقبل بها ام لا

و ماذا سيحدث بينهم هذا ما سنراه في هذه الرواية الرائعة
– مشكلة في القاهرة

اعترفت سيل لنفسها انها لا تشعر برغبة في الخروج مساء ذلك الاثنين…ولم تكن قادرة ان تقول لماذا لم يرق لها فريق بيكون المسرحي مساء تلك الليلة من ايام شباط .. فصبت لنفسها ثاني فنجان قهوة .. وهي لا تعتقد ان للطقس الكئيب القاتم علاقة بما تشعر.

احتست القهوة بصمت . وبعد دقائق حملت اطباقها المتسخة من غرفة الطعام الى المطبخ الانيق العاجي اللون الذي يتخلله اللون الاخضر الشاحب وكانت تعرف انها ستخرج لانها غير معتادة على خذلان احد ..فصديقتها بحاجة الى من يرفع معنوياتها بعد ابتلائها بليستر اثمور .

بدات سيل بغسيل الصحون وهي تفكر في ان ليستر لم يطلب من باتي حتى الان الخروج معه . ولكن زياراته المتكررة لفريق بيكون المسرحي وهو فرع من نادي بيكون الرياضي الاجتماعي تعطي ثمارها ..وهي واثقة انها لمحت بريق الاهتمام في عيني ليستر في اثناء التجارب .. يعمل ثلاثتهم في شركة بيكون للنفط في لندن هي وباتي في قسم السكرتارية اما ليستر فيعمل في شؤون الموظفين .

فكرت في يوم الجمعة الماضي فوجدت انها تشعر بما تشعر به اليوم ولعلها بدات تشعر بحاجة الى ما هو اكثر اثارة من وظيفتها الحالية فقد ادركت انها كانت غير مازحة عندما سالت ليستر عما اذا كانت دائرته قد تلقت علما باب وظيفة مثيرة الاهتمام شاغرة في قسم السكرتارية وقد سالها يوماك:
– اتجدين دائرة الحسابات مملة ؟

اجابت:
– لها مميزاتها لكنا لم تعد تثير التحدي

قال ليستر:
– ليس هناك الان ما هو اكثر بعثا للتحدي من الانتقال الى دائرة النفقات

اظن من الافضل لي البقاء في مكاني انا ..فلا ارى ان النفقات تختلف عن الحسابات

تركت مطبخها الانيق المرتب وتاهبت للذهاب الى منزل باتي . انها تعرفها منذ 3سنوات او بالاحرى منذ وضعت قدمها على اول درجة في عالم السكرتاريا في شركة بيكون للبترول وكانت يومذاك في العشرين من عمرها.

حاولت لترفع من معنوياتها المحبطة ان تعدد النعم التي تتنعم بها.. لديها وظيفة جيدة بل جيدة جدا نعم لقد عملت جاهدة لتنجح وكان ان كوفئت على اخلاصها بالترقية عدة مرات في سنوات عملها الثلاث في شركة بيكون للنفط .. وها هي الان تعمل عند السيد روبرتس رئيس دائرة المحاسبة .

كانت السرية جزءا من عملها وهذا ما وسع من قدراتها ..لكن بعد العمل مع السيد روبرتس مدة سنة باتت لا تشعر بان قدراتها تتقدم .
غادرت شقتها وهي تقول لنفسها ان عليها الا تصاب بالياس وان تحافظ على قناعتها فاجرها جيد بالنسبة لعملها .. فالراتب المرتفع الذي تدفعه لها الشركة مكنها من شراء شقة صغيرة انيقة وسيارة مقبولة.

كانت وباتي تتبادلان الادوار في استخدام سيارتيهما وفيما كانت سيل تقود سيارتها الى منزل صديقتها حاولت اقناع نفسها بان طقس شباط هو الذي يجعلها تحس بعدم الاستقرار .. وربما كان الجميع بما تشعر به.
كانت سيل قد انضمت الى الفريق المسرحي بسبب الحاح باتي ولكنها تدرك انها غير قديرة في التمثيل وهذا ما جعلها تكتفي بالجلوس لتخيط الثياب او لتقوم باي شيء اخر اما باتي وسائر الفريق فكانوا ينكبون على تمارينهم

عندما دخلت الصديقتان الى القاعة صاحت باتي صيحة مكتومة ملؤها خيبة الامل:
– انه ليس هنا !

فاسرعت سيل تحاول ابهاج باتي :
ربما كان في الخلف في مكان ما

لكن سيل نفسها لم تكن ترى شيئا في ليستر اثمور.اخذت باتي تنظر الى باب خارجي اخر وكانها تامل ان يدخل ليستر منه:
– اراهن انه غير موجود هنا.

تبين فعلا انه غير موجود وبعد مضي نصف ساعة من التمرين وفيما سيل تلقن باتي الكلمات التي نسيها رفعت راسها فرات ان باتي لم تنس في الواقع بل وصول ليستر هو الذي انتزع الكلام من راسها

قال بصوت طنان معتذرا :
اسف على تاخري ..تاخرت في العمل.

علق رجل بالقرب من سيل تعرفه باسم جيري:
السنا نحن من ينشغل دائما!

مع انها اضطرت الى اخفاء ابتسامتها لم تستطع سوى الموافقة على الكلام فعلى الرغم من انهم يعملون جميعا في المؤسسة صور ليستر الامر وكان وظيفة اهم من وظيفة اي واحد منهم.

عندما اعلن المخرج استراحة واخذ بالتداول مع باتي ومجموعة اخرى تقدم ليستر الى سيل فابتعد جيري عنها لاحظت سيل نظرة الاهتمام التي صوبها ليستر اليها .. ولكنها عرفت انه يحاول التظاهر عندما قال لها:
اه.. سيليا اما زلت تبحثين عن رايها ثم عادت وترددت ..

فقد لاحظت انه ناداها باسم سيليا لا سيل وهو ما يناديها به الجميع فادركت انه القى نظرة على ملفها الشخصي ..ترى الديه اسباب جوهرية تدفعه للتاكد من قدراتها ومن الاطلاع على سجلها الذي يضم عن عملها في السنوات 3 المنصرمة ؟

قالت بعدما وجدت انه لا يتطرق الى هذا الموضوع بغية التاثير فيها :
هذا ممكن

– انا واثق انك ستهتمين حين اخبرك..

اتسعت عينا سيل وهي تصغي اليه وهو يقول لها كيف وصلت رسالة بالتلكس في وقت متاخر من بعد الظهر من مكتب مؤسسة بيكون في القاهرة تفيد ان احدى السكرتيرات الماهرات في الفرع ستعود الى انكلترا وانهم يطلبون سكرتيرة اخرى عندها المستوى ذاته لارسالها فورا.

سرعان ما اصبح عقل سيل شبكة مشوشة من الافكار ..لكن وبما ان افضل رغبات قلبها كانت دائما رؤية اهرامات الجيزة التي تعرف انها لا تبعد كثيرا عن القاهرة لم تستطع سوى ان تشهق:

القاهرة ! اتعرض علي وظيفة في القاهرة؟

سارع ليستر يقول:

– انها وظيفة مؤقتة

ثم تابع يشرع لها ان مفاوضات دقيقة تجري في القاهرة بشان عقد تكرير كمية من النفط الخام ..وتابع:

اصيبت السكرتيرة المالية هناك بمرض ما ..وهذا يذكرني بان عليك التوجه الى القسم الطبي غدا لتسالي عن اللقاحات التي ستحتاجين اليها قبل …

اوقفته سيل قبل ان يتابع :

مهلك لحظة !الى متى هي مؤقتة؟ وماذا سافعل فيما بعد؟

فجاة خبا بعض انفعالها .. فمن الروعة ان يسافر المرء بسرعة الى الشرق الاوسط لكن ماذا سيحدث لها بعد انتهاء هذه المهمة المؤقتة؟ ما زال عليها تسديد اقساط شقتها لذا لن تقبل بسرعة بدون التفكير في طريق تسديد هذه الاقساط الشهرية .

يبدو ان لدى ليستر ردا على كل السؤال.:

سيرحب السيد روبرتس بك بذراعين مفتوحين

وعاد شعور سيل بالبهجة يرتفع مجددا .

عادت الى منزلها تلك الليلة وعقلها يدور بالاسئلة والردود التي جرت بينها وبين ليستر ودخلت الى شقتها حيث راحت تعيد التفكير في كل شيء ؟
العقد الذي تكلم عنه ليستر موافق عليه تقريبا لان اقامتها في القاهرة ستكون شهرا ونصف . وهذا الامر كما فكرت فيه و هي تدخل الى مطبخها لتعد لنفسها شرابا ساخنا هو افضل ما يمكن التوصل اليه من وجهة نظر رئيسها السيد روبرتس الذي لن يسمح لها بالذهاب …ولكن ربما لن يعترض كثيرا ان كانت المدة التي ستتغيبها شهرا.. وهذا غياب لا يتعدى زمن عطلتها السنوية.

ولكن عليها الا تفكر في هذه الوظيفة وكانها عطلة لانها اضطرت الى انفاق مدخراتها لتاثيث الشقة واصبحت العطلة في خبر كان .ابعدت افكارها عما له علاقة بالعطلات ولو من بعيد .

كانت غير متاكدة ان لليستر القدرة على ان يعرض عليها وظيفة مؤقتة في القاهرة فهو لا يملك مركزا عاليا في دائرة شؤون الموظفين ..لكن اقلقتها حتى اضطرت الى التساؤل بلباقة :
ايعرف السيد تراير انك تعرض علي هذه…
ادركت انها لم تكن لبقة لان ليستر رد مدافعا عن وقاره وقاطعها :

يستمتع السيد تراير باشعة الشمس في مكان ما في الهند.. وفي غيابه بت المسئول عن المكتب .

اهو في اجازة ؟
ووجدت انها شغلته عن كرامته المهانة حين اجاب ان رئيسه يبتعد دائما عن شواطئ انكلترا عن شهر شباط ثم يقول ان عليها معها غدا جواز السفر ليحصلوا لها على اذن الدخول الى مصر .

ذهبت سيل الى النوم وهي تحاول كبت اثارتها ..فلقد طلب منها ليستر الا تذكر شيئا للسيد روبرتس حتى يتصل بها غدا .. وهذه ما جعلها تتساءل مجددا عما اذا كان متاكدا بمقدار ما اوحى اليها .تذكرت انه قال بان التلكس وصل متاخرا بعد الظهر ولم تستطع الا ان تفكر في ان مطالبتها بالتريث يعني اضطراره الى اقناع شخص ما اولا في مكتبه بانها الشخص المناسب لهذه المهمة..

فجاة احست بالفخر بنفسها .. ولماذا لا تذهب ؟ فشركة بيكون للبترول منتشرة في العالم كله.. وغالبا ما ترسل الموظفين والسكرتيرات في مهمات حول الارض كلها ..مثل تلك السكرتيرة العائدة من القاهرة ..فلماذا لا تذهب هي ؟

احست باثارة منعتها من اغماض عينيها ومرت سلسلة من الافكار قبل ان تغفو. اخيرا تلبدت افكارها بسبب النعاس.. بحصولها على الوظيفة بغية التاثير في باتي بقوة او لانه يريد التفريق بينها وبين باتي فهما يفعلان كل شيء معا ؟ اتراه ملهوفا لتنحيتها عن الدرب ليخلو له الجو مع باتي ؟

طرات على بالها الفكرة ذاتها في الصباح وهي قاعدة في المكتب . كانت من خلال نظرات ليستر الى باتي من انه مهتم بصديقتها ولكن من الغريب الا يقدم رجل له تباهيه على الطلب من باتي الخروج معه .

صباح الخير سيل

حياها السيد روبرتس المديد القامة المعقوف الانف الابوي الوجه فشعرت سيل فجاة بالذنب يغمرها ..

ردت:
– صباح الخير سيد روبرتس

ارادت ان تخبره بنقاشها مع ليستر ليلة امس ولكنها تذكرت ماطلبه منها .
بعد ساعة ظنت انها احسنت صنيعا لانها لم تخبر السيد روبرتس بشيء .. فعلى ما يبدو انه ليس هناك ما تخبره به. وبدات تدرك ان الوظيفة المؤقتة قد تحولت الى سكرتيرة اخرى فانزعجت .. انها مؤهلة كالكثيرات ولا بد انها من افضل السكرتيرات .. والا لماذا عهدوا اليها بهذه الوظيفة التي تقوم بمهماتها ؟

بعد دقيقة رن جرس هاتفها وقال ليستر :
من الافضل ان تحاولي الحصول على اذن دخول

اتعني .. اني ذاهبة
رد متباهيا :
– الم اعدك بها ؟
لكن سيل ساعتها باتت غير مهتمة بتباهيه فهي ذاهبة ..الى مصر ! انها ذاهبة .. لترى الاهرامات . لكن السفر لم يكن بالسرعة التي كانت المطلوبة. فقد كان عليها غدا اذن الدخول والرسميات الاخرى اخذ اللقاحات التي نصحوها بها .

لكن شخصا في شؤون الموظفين اخبر السيد روبرتس بان سكرتيرته توشك ان تسافر في مهمة الى مصر . وعلى ما يبدو ان الاتصال تم في ما كانت تتكلم مع ليستر . لكن رئيسها لم يبد مستاء عندما دخل الى مكتبها ووجدها تعيد السماعة الى مكانها

ما هذا الذي سمعته عن سفرك الى القاهرة في مهمة ذات اهمية قصوى ؟
سالته بهدوء:
– الديك اعتراض؟

رد ساخطا:
– اجل ولكنني لن اعترض لان المهمة مؤقتة

ساعود قبل ان تلاحظ غيابي

قامت بكل الترتيبات اللازمة لتحل محلها سكرتيرة اخرى وبترتيبات السفر وما هو الا اسبوع حتى كانت جاهزة . امضت سيل عطلة الاسبوع مع والديها في منزلهما الكائن في ايستبورن ثم عادت ادراجها الى لندن بعد غداء يوم الاحد لتضع في الحقائب كل ما جهزته في امسيات الاسبوع

لم تفارقها الاثارة قط حتى بعدما حطت الطائرة في مطار القاهرة بعد الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر الاثنين وما ان استلمت حقائبها ومرت بدائرة الجوازات حتى كانت الساعة تقارب الخامسة اخذت سيل تفتش عن الشخص الذي ارسل لملاقاتها
مضت فترة لم تتعد الدقائق خلت فيها منطقة الانتظار من المنتظرين ففهمت ان من ارسل الى ملاقاتها تاخر بعد مرور 15 دقيقة وجدت انها امام معضلة ماذا لو نسي الشخص المكلف باستقبالها امرها او وقعت له حادثة ؟ الساعة الان الخامسة ولا تعرف ان كان المكتب في القاهرة يعمل من 9 حتى 5 يوميا .. رات ان من الافضل ان تتصل بطريقة ما بمكاتب الشركة

لم تجد صعوبة في ايجاد تاكسي حتى خرجت من المطار ولكنها وجدت صعوبة في ابعاد عيني سائق التاكسي عن شعرها الاشقر الطويل

سالت وهي تامل ان يفهم الانكليزية :
ايمكنك ان تقلني الى شركة بيكون للنفط في القاهرة ؟

من حسن حظها انه يتكلم الانكليزية وليس هذا فحسب بل عرف فورا اين تقع مكاتب شركة بيكون للنفط وضع السائق حقائبها في صندوق السيارة بسرعة وانطلق وسيل كلها امل الا تجد المكاتب مقفلة ان ساءت الامور بامكانها المبيت ليلة في فندق .. لكنها املت الا يبلغ الامر الى هذا الحد واغلقت عينها عن التفكير في ان يكون شهر شباط هو ذروة الوسم السياحي وان تكون كل الفنادق محجوزة

بعدما توقفت عن التفكير عن المشكلة راحت تنظر الى الشوارع المزدحمة الذي اقل ما يصفه المرء بالرهيب . السير في مصر هو الى جهة اليمين عكس انكلترا ولكن السيارات كانت تتجه الى اقل شق صغير للمرور . بلغ قلبها حنجرتها حين بدا ان السائق اتجه بسيارته نحو رجل جالس على حمار لم يصب باي اذى والتفتت لتنظر الى الخلف فشاهدت انه كان غافلا عما حوله

نسيت كل شيء وهي تنظر للامام مجددا لاحظت ان التاكسي يبطئ المسير وتنفست الصعداء عندما توقف السائق اخيرا امام مبنى انيق زجاجي الواجهة . نظرت من النافذة فقرات لوحة مدون عليها بيكون للنفط . ارتدت الى السائق تطلب منه انتظارها ريثما تتحقق من المكاتب .

لكن السائق كان ان خرج من السيارة ودار حول السيارة ليخرج حقائبها فغادرت السيارة بسرعة واتجهت نحو ابواب الشركة استجابت الابواب لحسن الحظ فدخلت وسائق التاكسي يلحق بها
ما ان وصلت الى داخل المبنى حتى رات رجلا في اواخر 20 من عمره فسالته :
– اتتكلم الانكليزية ؟
رد بلكنة لندنية صرفة :

– معظم الاوقات …من انت؟
انا السكرتيرة البديلة من لندن وصلت للتو من المطار

رات رغم ذهوله الشديد انه استطاع استعادة وعيه بسرعة .. تناول حقائبها من السائق وجرى بينهما جدال بالعربية وقبل ان تعرف شيئا نقده ثمن اجرة التاكسي وابعد السائق .
ارتد اليها يقول:
القعدة رقم واحد : لا تدفعي المبلغ الاول الذي يطلبونه في الواقع كان عليك الاتفاق على الاجرة قبل دخولك التاكسي

كم ادين لك ؟

انسي الامر ساضيف المبلغ الى النفقات العامة .. اسمي ايفان جونز ومد يده اليها

سيل سوفتنغ . لم ادر ما افعل حين وجدتني بمفردي في المطار..

صمتت لدى انفتاح باب يصل الى مكتب داخلي وخروج رجل في مثل عمر ايفان الواضح انه خرج عندما سمع الاصوات .
قال ايفان بلهجة تنم عن دهشة لوجودها اصلا :
انظر ماذا لدينا هنا ! هذه سيل من مكتب بيكون من لندن .. سيل هذا مدير مكتب بيكون في القاهرة اليكس بايرد .

قال اليكس وهو يمد يده ايضا :
تشرفت بمعرفتك سيل
الم تتوقعوا وصولي ؟

رد اليكس:
– انتظرنا في الاسبوع الماضي بديلة . كان على فرع لندن ان يعلمنا .. ولكنك هنا الان واهلا بك .. متى تناولت طعاما ؟
لم تتوقع سؤالا كهذا ولكن بسبب خمود الاثارة التي اختبرتها ساعات انها جائعة .
تناولت وجبة في الطائرة .

اي منذ ساعات ..كنت انا وايفا على وشك تناول الطعام .. اتركي حقائبك هنا

نظر الى ساعته وقال لايفا :
لن يكون هنا قبل ساعتين .. ومن الافضل ان نذهب الان

كان الثلاثة جالسين في مقهى فندق وسيل منكبه على طبق عجت بالجبن حين علمت المزيد عمن يتوقعون وصوله بعد ساعتين.
لم تكن على علم بالمكان الذي ستلقي راسها عليه تلك الليلة ولكنها على اي حال في صحبة رجلين من مواطنيها وهما يعرفان القاهرة جيدا فقد امطراها بملاحظات عما عليها ان تفعله او لا تفعله مثلا قالا لها انه في الوقت الذي يجب الا تحاول الحصول على تخفيض للسعر من المحلات الكبرى من الضروري الجدال في الاسواق الشعبية …
والاكثر ان ما يفسد متعة تجار الاسواق لا ليدخل الزبون معهم في لعبة التفاوض والجدال
على اي حال لم تعد مسالة المكان الذي تبيت فيه الليلة امرا مهما بعدما عرفت ان اليكس هو الشخص الذي يدير المفاوضات بشان عقد تكرير النفط الخام لذا لا شك انها ستعمل معه .
كانت تهم بطرح سؤال عليه عن الجرثومة التي اصيبت بها سكرتيرته السابقة فدفعتها للعودة الى البلاد ولكن ايفان قال فجاة ان وصولها اليوم توقيت جيد فاليوم افضل من الغد

فسالت:
لماذا بالتحديد؟
لاننا نقفل في الخامسة ونترك العمل اليومي
وهل من سبب جعلكما لا تغادران اليوم في الخامسة

صحيح …اتصل موري بروكس قبل وصولك مباشرة …
موري بروكس ؟

كان الاسم كالاسطورة في شركة بيكون في لندن صحيح انها لم تقابله ابدا ولكنها تعرف اسمه جيدا .. فهو اضافة الى مركزه في مجلس الادارة (حلال المشاكل) في الشركة اينما وجدت في العالم ..سالت وهي تشعر بالاثارة مرة اخرى:
وهل موري بروكس هنا .. في مصر ؟
ازدادت اثارتها حين سمعت رد اليكس
ليس في مصر وحسب بل في طريقه الى القاهرة في هذه اللحظات .

من اين هو ات ؟
من الاسكندرية

وعرفت الان ان سبب وجود اليكس وايفا في الشركة هو اتصال موري بروكس الذي هو في طريقه ليوقع اوراقا ليجهزاها له

عادت برفقتهما الى المكتب ..في ذلك الوقت كان نور النهار قد ولى وبدات تشعر بانها لن تعترض ابدا ان اعطاها احدهما ولو تلميحا عن المكان الذي ستخلع فيه حذاءها تلك الليلة .. لكنها قررت الا تسال فمن الواضح ان اليكس وايفا متوتران بسبب زيارة السيد بروكس .

كانت الساعة تقارب الثامنة عندما قال اليكس الواقف قرب النافذة :
انه هنا

هب ايفان واقفا فانتقلت العدوى اليها لانها ما ان انفتح الباب الخارجي حتى هبت واقفة . اعترفت لنفسها انها كانت منفعلة بسبب فكرة اللقاء بالسيد موري الذي طالما سمعت به.
1. بعد دخول الرجل المديد القامة العريض المنكبين الاشقر الشقر الى الغرفة لم تعد سيل واثقة من احاسيسها فقد بدا لها موري في 37 حوله حاله من المعرفة والسيطرة على كل شيء اما عيناه الرماديتان فلا تفوتان شيئا ابدا .

دخل وحقيبة اوراقه في يده .احني راسه للرجلين ثم ركز عينيه الحادتين على عينيها البنيتين الواسعتين وقال ببرود:
– من انت ؟

لم تكن سيل معتادة على ان يكلمها احد بهذه الطريقة لكنها لم تجتز هذه المسافة كلها لتتجادل مع احد اعضاء مجلس الادارة .. فكان ان جمعت شتات نفسها كي لا تتاثر بسرعة وقالت بصوت واضحة النبرات :
اسمي سيليا سوفتنغ .. انا بديلة السكرتيرة التي عادت الى انكلترا في الاسبوع الماضي

قاطعها بفظاظة :
– اتقولين انهم غضوا النظر عن تعليماتي وارسلوك بديلة عن ديان ماكفرسون ؟

اعتقد ان هذا ما فعلوه

لكن هذا لم يكن ما اعتقدته فما ان رنت كلمته (تعليماتي )في اذنها حتى تلاشت بسرعة كل الاثارة التي شعرت بها نحوه .. اذ انها علمت انها اخط الظن عندما اعتقدت انها ستعمل مع اليكس بايرد فجاة تلقت ذبذبات مؤكدة بانه سكون رئيسها المؤقت .

فيما كانت عيناه الحادتان تحدقان اليها شعرت ان وظيفتها المؤقتة لم تدوم ابدا لانها وهي تنظر اليه قرات الدلائل بشكل صحيح فان موري سرعان ما سيامرها بالعودة الى انكلترا على متن الطائرة
القادمة

  • روايات أحلام المكتوبة في ليلة باردة
  • رواية في ليلة باردة
  • رواية ليلة باردة مايا مختاركامله
  • رواية في ليلة باردة ل مايا مختار
  • رواية ليلة باردة مايا مختار
  • روايات مايا مختار في ليلة باردة
  • قراءة رواية في ليلة باردة
  • روايات مايا مختار
  • رواية في ليلة باردة مايا مختار بي دي اف
  • رواية في ليلة باردة مكتوبة
السابق
تفسير حلم النقود الورقية
التالي
ورود وردية _ رائعة جدا