الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه، وبعد:
ونسال الله تعالى ان يوفقنا لمرضاته، وان يجعل من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين، وان يصلح لنا الحال، وان يؤلف القوب، انه سميع الدعاء.
ولقد مضت سنة الله تعالى ان القوامة للرجال، فقال سبحانه وتعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم)، فسبب قوامة الرجل على المراة امران، احدهما تفضيل الهي، والاخر كونه مسؤولا عن النفقة على زوجته وبيته.
كما انه من سنة الله تعالى في خلقه ان مكان المراة هو البيت، وان هذا هو الاصل، والذي لا ينبغي العدول عنه الا للضرورة وفي حالات خاصة تستدعيها طبيعة الحياة وضروراتها، ثم ان الكثير من النساء اليوم خالفن فطرة الله تعالى في ذلك، فنراهن يخرجن ارتالا وجماعات الى الوظائف والاعمال، تاركات وظيفتهن الاساسية، ورسالتهن الحقيقة من التربية والقيام على شؤون الزوج والاولاد والبيت، ولذلك وقع الاضطراب والخلل في كثير من البيوت، والله المستعان.
وهذا الوضع الذي تعيشينه انت وزوجك هو وضع مقلوب، حيث يقبع الزوج في البيت بلا عمل وكسب، وانت تخرجين للعمل، ثم هو يطالبك بحقوقه الزوجية التي تعجزين عنها لان طاقتك ونشاطك وجهدك قد استنفذ في غير ما خلق له.
الاخت الفاضلة: والحل الصحيح ان يقوم كل منكما بدوره الحقيقي الذي خلقه الله تعالى له، فيخرج زوجك للعمل وطلب الرزق، ويستعين بالله تعالى، وقد تكون ثمة عقبات في البداية، كما يحصل لكثير من الناس في بداياتهم، ولكن بالصبر، والمثابرة، وتكرار المحاولة، سيجد عملا مناسبا باذن الله تعالى، ودورك انت ان تدفعيه وتشجعيه في بداية الامر، وتساعديه على تخطي الصعاب النفسية، وتقومي بتهيئته وشحنه لذلك، حتى ينطلق في وظيفته او محله وعمله باذن الله تعالى. ثم انت تنظرين في مدى مناسبة استمرارك في العمل ولو جزئيا حتى تشعروا بالاكتفاء، وتعودين اكثر راحة وقدرة على القيام بالواجبات الزوجية والمنزلية.
وحتى ذلك الحين، وان يعود الحال للوضع الطبيعي، فالواجب على الزوج ان يتقي الله تعالى، ويستشعر مسؤوليته، ويقدر الحال المقلوب الذي تعيشونه، ويراعي نفسيتك، وقدرتك على تلبة احتياجاته، كما نوصيه بان يهتم بشغل وقته بالعمل النافع، وان يحرص على صلاته وصيام بعض النوافل مادام لا يعمل، وان يهتم بالقران، ويرافق الصالحين، ويهتم باستغلال اوقات فراغه هذه ويشغلها بما يرضي الله تعالى، من اعمال الدنيا والاخرة.
كما يتبغي ان توجهيه الى حسن انتقاء الالفاظ والتعبيرات التي تدل على شخصيته، , وقد جاء عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا؛ كان يقول لاحدنا عند المعتبة: ما له ترب جبينه؟!)، رواه البخاري.
واما بخصوص تلبية احتياجه للفراش فهذا الامر بناء على ما تذكرينه من احوالكم فالواجب عليك تلبية حاجته عند القدرة والاستطاعة، ومتى شعرت بانك قادرة على ذلك فلا يجوز لك الامتناع عنه، وفي الصحيحين انه عليه الصلاة والسلام قال: (اذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتاته وان كانت على التنور).
لكن ان كنت مريضة او تعانين من مشقة شديدة لا تستطيعين معها تحمل ما يريده زوجك، فانك لا تاثمين في الامتناع، وعلى زوجك ان يتفهم هذا الوضع ويتقبله، ويدرك ان العلاقة الزوجية الحميمة لها فن واصول، ومن اهم اصولها التهيئة النفسية والجسدية بين الزوجين، والاستعداد للقيام بها، ولعلك توصلين له هذه الرسالة بالطريقة المناسبة التي ترينها.
نسال الله تعالى ان يصلح لكما الحال، وان يهدينا جميعا لما يحبه ويرضاه، والعلم عند الله تعالى، وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
وعلى هذا فان كنت تقدرين على تلبية طلبه فانت اثمة فيجب عليك التوبة والاستغفار، وعموما فحاولي الاعتذار لزوجك وترضيته، وعليه هو ان يعلم ان الامور الزوجية لا بد فيها من الصبر والتغاضي عن الاخطاء والزلات، وليقس الامر بحاله، فلا شك ان المرء قد تاتيه بعض الاوقات لا تكون لديه رغبة في الجماع اما لمرض او غيره.
- زوجي لايعمل