افضل مواضيع جميلة بالصور

سرعة الغضب والانفعال

السؤال
وبركاته

انا شاب ابلغ من العمر 26 عاما، وعانيت الكثير من اعراض القلق والاكتئاب لمدة طويلة تزيد عن 10 سنوات قبل ان اكتشف اني مصاب بحالة نفسية من ايثار العزلة والخوف غير المبرر من مخالطة ومواجهة الناس والحزن الشديد والعصبية حيث انفعل لاتفه الاسباب ثم اندم بعد ذلك، وهذه الاعراض هي: القولون العصبي وسرعة ضربات القلب وضعف شديد في التركيز وسرعة النسيان وشرود الذهن احيانا واضطرابات في النوم وارق وكوابيس مزعجة والنشاط الزائد احيانا والكسل والخمول احيانا اخرى وارتفاع في ضغط الدم احيانا والدوار … الى غير ذلك من الاعراض، ولست مبالغا في انني اعاني من كل هذه الاعراض وزيادة.

وقد زرت الطبيب قبل ثلاثة اشهر فكتب لي ثلاثة ادوية وهي (دوجماتيل) كبسولة واحدة صباحا، و(تريتيكو) حبة واحدة قبل النوم، ودواء ثالث لعلاج الشعور بالخمول والكسل ولكني نسيت اسمه، فتناولت هذه الادوية لمدة اسبوعين وتحسنت بعض الشيء فطلب مني الطبيب الاستمرار على التريتيكو فقط دون باقي الادوية لمدة شهر ونصف، ولكني للاسف توقفت منذ اكثر من شهرين؛ لان هذا الدواء (تريتيكو) يسبب لي الكسل ويجعلني انام كثيرا، كما يسبب لي ضيق التنفس اثناء النوم، علما باني طالب في الكلية وحضوري للفصل ضروري جدا وخاصة ايام الامتحانات، فهل من بديل له؟ وهل هذه الادوية التي كتبها لي الطبيب مناسبة لحالتي ام ان هناك ادوية اخرى افضل منها؟

علما بان حالتي النفسية الان اسوا من ذي قبل، حيث اثور على الناس وبصفة يومية لاتفه الاسباب حتى على زوجتي المسكينة التي اخشى ان اظلمها وياخذني الله بذلك، وحتى صغيرتي التي لم تتجاوز السنة والنصف لم تسلم مني، وذاكرتي اصبحت اضعف ما تكون، ولم اعد استطع التركيز في اي شيء.

ارجو من الله ان تكونوا سببا في تخليصي من هذه المصيبة، واسال الله تعالى ان يجعل سعيكم مشكورا وعملكم مقبولا.

وجزاكم الله خيرا.

الاجابة

فان هذه الرسالة الكريمة قد اشتملت على بيان اعراض تصيبك؛ والتي يمكن حصرها بالاتي:

1- الشعور بالقلق.

2- وجود الاكتئاب.

3- الرهبة الاجتماعية.

4- الانفعال الزائد لاقل الامور.

5- ضعف التركيز وزيادة معدل ضربات القلب، وسهولة النسيان وشرود الذهن.

6- اضطرابات النوم والارق، والاضطراب في النشاط، والدوار، وارتفاع الضغط احيانا.

فهذه الاعراض التي اشرت اليها جميعها يمكن ان ترد الى ثلاثة امور وهي: القلق، والكابة، والرهبة الاجتماعية .. ويمكن ان يضاف الى هذه الثلاثة امر اخر وهو ضعف الثقة في النفس، وهذه الثلاثة الاخيرة يمكن ردها الى حالة القلق التي لديك، فاساس المشاكل التي لديك راجع – والعلم عند الله تعالى – الى وجود حالة من القلق الزائد التي لديك، فانت صاحب نفس تميل الى حساب الامور وتوقع بعض ما قد يقع من الامور المزعجة، وهذه النفسية جعلت لديك ميلا الى الانكفاف عن الاختلاط بالناس والميل الى الوحدة حتى حصل لك شيء من الوحشة من المخالطة الاجتماعية، والتي رايت فيها رهبة وخوفا من مجرد مواجهة الناس ومخالطتهم.

فهذه اعراض ممزوجة مع بعضها البعض، ويمكن رد بعضها الى بعض، وسائر الاعراض التي اشرت اليها هي نتائج لهذه الحالة التي لديك.

واما عن علاج هذه الامور مجتمعة فانها خطوات سهلة باذن الله تعالى يمكن ان تقوم بها وبيسر وسهولة بمن الله وكرمه، فالمطلوب هو الاتي:

1- ان يكون لك توجه واستعانة بالله تعالى تليق بهذا الكرب الذي تمر به؛ قال تعالى: {امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء}.

2- لا بد ان توجه عنايتك الى تقوية طاعتك وصلتك بالله، فان القلب المليء بحب الله تعالى والمليء بالانس بطاعته لا مكان للكابة والقلق الزائد والخوف والرهبة فيه، فعليك ان تكسب الطمانينة التي تضاد القلق من طاعة الله، وان تنال قوة النفس وشجاعتها الادبية التي تضاد الرهبة الاجتماعية من قوة صلتك بالله، وان تحصل الفرح والسعادة التي تضاد الكابة من السعادة بطاعة الله، ولذلك قال جل وعلا: {من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون}، فاعمل على انشراح صدرك وعدم انقباضه ولا يكون هذا الا بما قال الله تعالى فيه: {الم نشرح لك صدرك} وقال في موضع اخر: {فاذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب}.

اذن؛ فعلى قدر قيامك بهذا الامر على قدر زوال اصل مادة القلق من قلبك، فان القلق له حركة في النفس واضطراب في الوجدان ينعكس ذلك سلوكا في كثير من الاحيان، فلا بد اذن من مقابلته بما يضاده وبما يذهب اثره، فتامل هذا المقام فان فيه شفاءك وزوال كل همك باذن الله تعالى.

3- العمل على تهدئة نفسك بتجنب اسباب الانفعال وتعويد نفسك على ضبط الانفعال، فلا تستسلم لسرعة الغضب واكبح ذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتهدئة النفس وتذكر عاقبة الصبر وكظم الغيظ.

4- المواجهة الاجتماعية والتدرج في التعود عليها، بحيث تنتقي الصحبة الصالحة وتنتقي المخالطة الاجتماعية النافعة، وتلزم نفسك بهذه المخالطة الصالحة النافعة، ويقابل ذلك ان تتهرب من هذه المواجهة، فهذا يزيد من الضرر، فعليك بالشجاعة الادبية والزام نفسك بها، وستجد ان الامر صار سهلا مقبولا شيئا فشيئا.

5- الترويح عن نفسك واجمامها خاصة اذا بدات بمشروع عظيم لاداء العمرة في بيت الله الحرام حيث الكعبة المشرفة وحيث ماء زمزم وحيث ترى عباد الله الطائفين وترى معالم الاسلام فتنشرح نفسك، فالعمرة فسحة وعبادة ومسرة ومكرمة، فاحرص على ذلك ان استطعت اليه سبيلا.

6- ترتيب الاوقات بحيث تبدا نظامك مرتبا حسب اوقات الصلوات، فبعد الفجر لك نظام تتبعه؛ وهكذا بعد الصلوات، فوقت الزيارة معروف ووقت الدراسة معلوم ووقت الراحة مهيا، فنظم اوقاتك، مع التنبه الى تقديم الاولى فالاولى والاهم فالاهم.

7- الانتباه الى قطع الافكار المقلقة وعدم الاستسلام لها، فتيقظ لهذه الخواطر ولا تتمادى معها.

واحرص على العمل بهذه الخطوات ولو تكرمت بالكتابة الى الشبكة الاسلامية بعد اسبوعين من العمل بهذه الخطوات، مع التكرم بالاشارة الى رقم هذه الاستشارة، ونسال الله تعالى لك التوفيق والسداد والشفاء من كل سوء.

فان الاعراض التي ذكرتها تمثل العصاب او الرهاب الاجتماعي، وتكون في بعض الحالات مقرونة بشيء من عصبية المزاج او الاكتئاب النفسي، وهو بحمد الله ليس باكتئاب من الدرجة المرتفعة او الشديدة، والادوية التي وصفها لك الطبيب ادوية جيدة وبالاخص الدوجماتيل فهو علاج جيد، ولكنه بالطبع بسيط ولا يعالج الحالة بصفة تامة.

واما التريتيكو فهو دواء جيد ولكن – كما ذكرت – يسبب الكسل والخمول، والذي اراه ان تستمر على الدوجماتيل وتضيف دواء اخر يعرف باسم بروزاك وهو عقار مشهور وان شاء الله يكون موجودا في الكاميرون، ولا شك في ذلك باذن الله تعالى، وجرعة البروزاك هي كبسولة واحدة (20 مليجرام)، وفي نظري سوف يكون هذا كافيا، فارجو ان تتناول هذه الادوية (الدوجماتيل مع البروزاك) لمدة خمسة اشهر، ثم بعد ذلك يمكن ان تتوقف عن الدوجماتيل وتتناول البروزاك لمدة ثلاثة اشهر اخرى بنفس الجرعة (كبسولة واحدة 20 مليجرام) في اليوم، ثم تتوقف عن تناوله.

كما ارجو ان تمارس الرياضة لانها سوف تخفف العصبية والتوتر والانفعال الذي يحدث لك من وقت لاخر، وحاول ان تفكر ايجابيا فانت بحمد الله لديك زوجة ولديك ابنة وهذا من فضل الله ورحمته، وارجو ان تركز في دراستك وهذا شيء جيد، وبالطبع فممارسة الرياضة سوف تفيدك كثيرا، والرياضة اليومية بمعدل نصف ساعة الى 40 دقيقة في اليوم، وهذا سوف يولد لديك طاقات جيدة وممتازة.

وعليك ايضا بتنظيم وقتك، فادر وقتك بصورة فعالة، فوقت للراحة ووقت للقراءة ووقت للترفيه عن النفس ووقت للعبادة ووقت للتواصل، فهذا الترتيب للوقت وادارته بصورة حسنة هو من افضل ما يؤدي الى صحة نفسية متوازنة.

اذن؛ فضعف التركيز ناتج عن القلق والخوف والاكتئاب، وان شاء الله بتناولك للادوية والاستمرار عليها وضبط الجرعة كما وصفناها لك سوف يفيدك كثيرا ايضا في هذا السياق.

ونسال الله لك العفو والعافية ولجميع المسلمين.

وبالله التوفيق.

  • علاج سرعه الغظب
  • سرعه الغظب
  • سرعه الانفعال بعظ الاوقات
  • سرعة الغظب
  • سرعة الانفعال
  • دواء تريتيكو للقولون
  • تعريف سهولة الاستثارة أو سرعة الغضب
  • الغضب يسبب لي ضيق التنفس
  • الانفعال وسرعه الغظب
  • اعراض سرعة الغظب
السابق
صور نزول الدورة
التالي
لو كانت احدى قدمى فى الجنة