بداية: جزاكم الله كل الخير على مجهوداتكم, وارجو ان تتسع صدوركم لما ساعرض – باذن الله -. اردت التقدم للحصول على درجة الماجستير من احدى الجامعات في بلدي, فاذا بهم يطلبون شهادة تثبت ممارسة العمل لمدة عامين من تاريخ التخرج ضمن الاوراق المطلوبة للتقدم, ولا ادري ما الهدف من ذلك او الفائدة, وحين سالت جامعة اخرى تبعد عني اكثر منها فاذا بهم يطلبون شهادة لعام واحد, والمهم اني كلما سالت احدا عن ذلك ينصحني باستخراج شهادة مزورة, وقد نصحني بهذا اكثر من شخص, منهم من يدرس بالدراسات العليا, ومنهم من يرغب بالتقدم مثلي, ويعزم على استخراجها مزورة ايضا, ومنهم غير ذلك؛ مما جعلني اظن – والله اعلم – ان الامر شائع بين الناس بهذه الطريقة, وقد قال لي احدهم حين اخبرته باني لا اريد استخراج شهادة تثبت شيئا لم يحدث, فاجابني بانه لا فائدة منها اصلا, وانها مجرد امر تعجيزي فحسب, ولو نظرنا الى الامر حقا لعلنا نراه لا يخلو من ذلك, اذ ان الطالب اذا تخرج من الكلية في مرحلة البكالوريوس ثم جاءه العمل بعدها ثم انتظر عامين في العمل ثم تقدم بعدهما فهذا زمن يعطل فيه الطالب, ولا ندري لماذا, وقد اخبرني عن اخر كان مجندا- اي بعيد اصلا عن الحياة المدنية – ثم اراد الالتحاق بالدراسة فاستخرجها بنفس الطريقة, وكما اخبرت حضراتكم ان الامر يبدو شائعا بين الناس بهذه الطريقة, ولكني لست متاكدا من هذا, الا ان معظم اسئلتي للناس تجاب باستخراجها هكذا, وجدير بالذكر ان هناك جامعة لا تطلب هذا, ولكنها تطلب مرور عام على التخرج, وحين تقدمت فيها وجدت اني لا استطيع مجاراة النظام الدراسي فيها, ولا استطيع الالتزام به, خاصة مع بعد المسافة, وصعوبة التزامي بمواعيدها, والجامعة الاقرب منها قليلا والتي هي في الواقع تبعد عني مسافة ليست بالقليلة ايضا قد تكون انتهت فترة التقدم لها في الوقت الحالي, اضافة الى ما فيها من مشقة فضلا عن احتمالية ان تتبع نفس نطام الجامعة سالفة الذكر, مع العلم ان كل جامعة من تلك الجامعات التي عرضتها على حضراتكم تقع في محافظة غير الاخرى, وليست هناك جامعتان في محافظة واحدة, فهل يمكنني استخراج الشهادة كما نصحني الناس ام انها على هذه الظروف حرام؟ واذكر حضراتكم انه لا يعلم لها فائدة غير الروتين او التعجيز, فضلا عن ان استخرج الشهادة شائع بهذه الطريقة فيما يبدو – والله اعلم – فارجو الرد بسرعة – افادكم الله – لاقتراب موعد انتهاء التقدم, وانا انتظر الفتوى حتى اتقدم او امتنع – باذن الله – ولم استخرج الشهادة بعد – جزاكم الله عن المسلمين عامة كل الخير, وجزاكم الجنة, امين -.
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فان تزوير شهادة الخبرة او غيرها لا يجوز، والتزوير من كبائر الذنوب، فعن ابي بكرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الا انبئكم باكبر الكبائر؟» قلنا: بلى يا رسول الله، قال: “الاشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: الا وقول الزور، وشهادة الزور، الا وقول الزور، وشهادة الزور. اخرجه البخاري ومسلم.
وانتشار تزوير شهادات الخبرة بين الناس لا يبيح للمرء الوقوع في هذا الامر المحرم، وكون اشتراط الخبرة لمواصلة الدراسة تعنتا وتعجيزا ليس مسوغا للتزوير. وراجع للفائدة
- شهادة خبرة مزورة
- فائدة شهادة الخبرة