ظلمت فتاة ولم اتزوجها ما الحل

 

ولم ما فتاة ظلمت الحل اتزوجها 20160921 380

السؤال


و بركاته.


يشهد الله انني احبكم فالله،
واثق بكم،
واتمني ان يمن الله على يوما و يجعلنى به خادما للاسلام و المسلمين.


يعرف عنى و سط الناس حسن الخلق،
ولكنى اشعر انني بينى و بين الناس من الصالحين،
وبينى و بين نفسي (ابليس)!


تعرفت على زميله لي،
وحصلت على رقم هاتفها بطرق ملتويه و حادثتها،
وشرحت لها حبي،
ونسجت لها الاباطيل و الاكاذيب حول تعلقى فيها ما لا يطيق الحجر الا ان ينهار امامه.


كنت ارسل لها رسائل على الفيس بوك،
وكانت لا ترد،
فجعلت بنت تحدثها عن حبى لها،
وانى اريد الزواج منها عقب الانتهاء من الدراسة،
والحق انني كنت كاذبا كذبا مركبا،
بالرغم من عدم التكافؤ الاجتماعى و المادى بيننا،
كما ان اخلاقها لا اتمني ان تكون فزوجتي؛
فهي غير ملتزمه بالحجاب الاسلامي الشرعي،
وبعيده جدا جدا عنه،
فجعلتها لعبه بين يدي،
واشعرتها بجو من الحب،
ووعدتها بالزواج!


ظنت فكل خير،
ووثقت في؛
لما من الله على فيه من مظاهر جيدة،
والخلق الرفيع امام الناس،
والتفوق الدراسي… الخ،
ثم و جهت اليها رساله قاسية،
فردت على بانها لا تريدنى زوجا لها؛
لاختلاف اسلوب تفكير جميع منا؛
ظنا منها انني اسعي لخطبتها،
وهي لا تعرف الحقيقة!


و جهت لها رساله بعد هذا مفادها انها لا تصلح لى كزوجة،
او اما لاولادي،
ولا ارضي خلقها،
وجرحت كرامتها،
وكبرياءها،
وانسانيتها،
ومسحت فيها و بكرامتها و باهلها التراب،
ولم اترك لها خطا اقترفتة الا و جعلت ابين لها ان كتلك الاخلاق،
ومثل ذلك السماح لى بالكلام معها،
يجعلها لا تصلح ان تكون زوجه لي،
او اما لاولادي.


حملت رسالتى جميع معاني الاهانه و التحقير و الازدراء،
واوقن انها لو دعت على لاستجاب الله دعاءها،
فانا من ظلمها،
فانا فقلق شديد،
واريد ان اتوب،
فكيف الطريق الى التوبة؛
فانا لا انام،
واشعر بظلمى لها،
واظن ان الله سيعاقبنى عقابا شديدا،
فكيف السبيل؟

الجواب


اخي الكريم،
ان كنت حقا – كما تقول – راغبا فالعوده الى الله،
فتامل معى كلام شيخ الاسلام ابن تيميه قبل ان اشرع فجوابك؛
فقد قال: “ان المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل احداهما الاخرى،
وقد لا ينقلع الوسخ الا بنوع من الخشونة،
لكن هذا يوجب من النظافه و النعومه ما نحمد معه هذا التخشين،
وتعلمون انا جميعا متعاونون على البر و التقوى،
واجب علينا نصر بعضنا بعضا”.


فاقول لك: يلزمك – اولا – ان تحاسب نفسك،
وتبحث بها عن الاسباب =الذي دفعك لما فعلت؛
فالمساله لم تقف عند حد انك استشرفت الفتن،
وتطلعت اليها،
فوقعت بها و حسب،
وانما تعديتها الى ساديه عجيبة،
رجوت من خلالها ليس الايقاع بتلك الفتاة،
وانما تعذيبها و اهانتها،
والتحقير منها،
والازدراء لها،
وجرح كرامتها،
بل و مسحت فيها و بكرامتها و باهلها التراب – على حد تعبيرك – و لا اظنك فعلت ما فعلت من اجل انها متبرجه مثلا،
او متحررة،
او غير هذا مما حرمة الله؛
فالامر – فظنى – اعمق من هذا و ابعد،
وستعرف الاسباب =من نفسك ان طلبته،
ومهما اعتذرت بشتي المعاذير عما و قع منك،
وراوغت الناس،
فلن تفعل هذا مع نفسك التي بين جنبيك،
وعليك هدايتها الى الخير،
وان تقودها و تزكيها،
والويل لك ان انتهيت فيها الى الشر؛
فان من الاعمال و الاقوال و التصورات ما يخلف و راءة اثارا تضاف لصاحبها فختام الحساب!


و المقصود: ان تبحث عن سبب سعيك فالانتقام من بنت – و ان كانت متبرجه – و تكذب عليها جميع ذلك الكذب،
وتمكر فيها ذلك المكر،
فقد يصبح الدافع هو الحقد عليها،
او هنالك مشكلة اجتماعية،
او ثقافية،
او معاناه من مرض نفسي!
والفوائد من معرفه هذا هو علاج نفسك،
وتجنب و قوع هذا فالمستقبل؛
فعديد من مجتمعاتنا – و مع الاسف الشديد – تربت على بعض الصفات الجاهلية؛
كالحسد،
والحقد الطبقي،
وعلي بغض اوساط اجتماعيه معينة؛
لا لانها تكرهها فالله بسبب ما هي عليه من معصية،
وانما تكرهها،
او تحقد عليها؛
بسبب الفوارق الماديه و الاجتماعية،
وهذه امراض خطيره فتاكة،
وقد و رد فالشرع الحنيف الدواء الناجع لها.


فعن ابي هريرة،
قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم-: ((ليس الغني عن كثرة العرض،
ولكن الغني غني النفس))؛
متفق عليه.


و المعنى: ان الغني المحمود غني النفس و شبعها،
وقله حرصها،
لا كثرة المال مع الحرص على الزيادة؛
لان من كان طالبا للزيادة،
لم يستغن بما معه؛
فليس له غنى.


و كان من دعائة – صلى الله عليه و سلم-: ((اللهم انني اسالك الهدي و التقى،
والعفاف و الغنى)).


و روي مسلم عن ابي هريرة: ان فقراء المهاجرين اتوا رسول الله – صلى الله عليه و سلم- فقالوا: ذهب اهل الدثور بالدرجات العلى،
والنعيم المقيم،
فقال: ((وما ذاك؟))،
قالوا: يصلون كما نصلي،
ويصومون كما نصوم،
ويتصدقون و لا نتصدق،
ويعتقون و لا نعتق،
فقال رسول الله – صلى الله عليه و سلم-: ((افلا اعلمكم شيئا تدركون فيه من سبقكم،
وتسبقون فيه من بعدكم؟
ولا يصبح احد اروع منكم الا من صنع كما صنعتم؟))،
قالوا: بلى،
يا رسول الله،
قال: ((تسبحون،
وتكبرون،
وتحمدون،
دبر جميع صلاه ثلاثا و ثلاثين مرة))،
قال ابو صالح: فرجع فقراء المهاجرين الى رسول الله – صلى الله عليه و سلم- فقالوا: سمع اخواننا اهل الاموال بما فعلنا،
ففعلوا مثله،
فقال رسول الله – صلى الله عليه و سلم-: ((ذلك فضل الله يؤتية من يشاء)).


اما مساله التوبة؛
فباب التوبه مفتوح،
والله – تعالى – يقبل التوبه عن عباده،
ويعفو عن السيئات،
والله – تعالى – غافر الذنب،
وقابل التوب،
شديد العقاب،
والذنب – و ان عظم – و الكفر – و ان غلظ و جسم – فان التوبه تمحو هذا كله،
والله – سبحانة – لا يتعاظمة ذنب ان يغفرة لمن تاب،
بل يغفر الشرك و غيرة للتائبين؛
كما قال – تعالى -: ﴿ قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ﴾[الزمر: 53]،
وهذه الايه عامة مطلقة؛
لانها للتائبين.


و اما قوله:﴿ ان الله لا يغفر ان يشرك فيه و يغفر ما دون هذا لمن يشاء ﴾ [النساء: 48]،
فانها مقيده خاصة؛
لانها فحق غير التائبين،
لا يغفر لهم الشرك،
اما ما دون الشرك فهو – فحقهم – ملعق بمشيئه الله – تعالى،
والله – تعالى – يقول: ﴿ و هو الذي يقبل التوبه عن عبادة و يعفو عن السيئات و يعلم ما تفعلون ﴾ [الشورى: 25]،
ويقول – تعالى -:﴿ الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبه عن عبادة و ياخذ الصدقات و ان الله هو التواب الرحيم ﴾ [التوبة: 104].


و فصحيح مسلم عنه – صلى الله عليه و سلم- انه قال: ((لو لم تذنبوا لذهب الله بكم،
ولجاء بقوم يذنبون،
فيستغفرون الله؛
فيغفر لهم)).


قال شيخ الاسلام ابن تيميه ف“مجموع الفتاوى” (11/ 256): “فالانسان ظالم جاهل،
وغايه المؤمنين و المؤمنات التوبة،
وقد اخبر الله – تعالى – فكتابة بتوبه عبادة الصالحين،
ومغفرتة لهم،
وثبت فالصحيح عن النبى – صلى الله عليه و سلم – انه قال: ((لن يدخل الجنه احد بعمله))،
قالوا: و لا انت يا رسول الله؟
قال: ((ولا انا،
الا ان يتغمدنى الله برحمه منه و فضل))،
وهذا لا ينافى قوله: ﴿ كلوا و اشربوا هنيئا بما اسلفتم فالايام الخاليه ﴾ [الحاقة: 24]؛
فان الرسول – صلى الله عليه و سلم – نفي باء المقابله و المعادلة،
والقران اثبت باء السبب.


و قول من قال: “اذا احب الله عبدا،
لم تضرة الذنوب”؛
معناه: انه اذا احب عبدا الهمة التوبه و الاستغفار،
فلم يصر على الذنوب،
ومن ظن ان الذنوب لا تضر من اصر عليها؛
فهو ضال،
مخالف للكتاب و السنة،
واجماع السلف و الائمة،
بل من يعمل مثقال ذره خيرا يره،
ومن يعمل مثقال ذره شرا يره،
وانما عبادة الممدوحون هم المذكورون فقوله – تعالى -: ﴿ و سارعوا الى مغفره من ربكم و جنه عرضها السماوات و الارض اعدت للمتقين * الذين ينفقون فالسراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين * و الذين اذا فعلوا فاحشه او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب الا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون ﴾ [ال عمران: 133 – 135] .



و قال ف“مجموع الفتاوى” (15/ 53 – 55): “فتوبه المؤمنين و استغفارهم هو من اعظم حسناتهم،
واكبر طاعاتهم،
واجل عباداتهم،
التى ينالون فيها اجل الثواب،
ويندفع فيها عنهم ما يدفعة من العقاب.


فاذا قال القائل: اي حاجة بالانبياء الى العبادات و الطاعات؟
كان جاهلا؛
لانهم انما نالوا ما نالوة بعبادتهم و طاعتهم،
فكيف يقال: انهم لا يحتاجون اليها،
فهي اروع عبادتهم و طاعتهم.


و اذا قال القائل: فالتوبه لا تكون الا عن ذنب،
والاستغفار كذلك،
قيل له: الذنب الذي يضر صاحبة هو ما لم يحصل منه توبة،
فاما ما حصل منه توبة،
فقد يصبح صاحبة بعد التوبه اروع منه قبل الخطيئة؛
كما قال بعض السلف: “كان داود بعد التوبه اقوى منه حالا قبل الخطيئة”،
ولو كانت التوبه من الكفر و الكبائر؛
فان السابقين الاولين من المهاجرين و الانصار هم خيار الخليقه بعد الانبياء،
وانما صاروا ايضا بتوبتهم مما كانوا عليه من الكفر و الذنوب،
ولم يكن ما تقدم قبل التوبه نقصا و لا عيبا؛
بل لما تابوا من ذلك،
وعملوا الصالحات،
كانوا اعظم ايمانا،
واحسن عباده و طاعه ممن جاء بعدهم؛
فلم يعرف الجاهليه كما عرفوها،
ولهذا؛
قال عمر بن الخطاب: “انما تنقض عري الاسلام عروه عروه اذا نشا فالاسلام من لم يعرف الجاهلية”.


فالعبد المؤمن اذا تاب،
وبدل الله سيئاتة حسنات؛
انقلب ما كان يضرة من السيئات – بسبب توبتة – حسنات ينفعة الله بها،
فلم تبق الذنوب بعد التوبه مضره له،
بل كانت توبتة منها من انفع الامور له،
والاعتبار بكمال النهاية،
لا بنقص البداية،
فمن نسى القران،
ثم حفظه،
خير من حفظة الاول،
لم يضرة النسيان،
ومن مرض،
ثم صح و قوي،
لم يضرة المرض العارض،
والله – تعالى – يبتلى عبدة المؤمن بما يتوب منه؛
ليحصل له بذلك من تكميل العبودية،
والتضرع،
والخشوع لله،
والانابه اليه،
وكمال الحذر فالمستقبل،
والاجتهاد فالعباده – ما لم يحصل بدون التوبة؛
كمن ذاق الجوع،
والعطش،
والمرض،
والفقر،
والخوف،
ثم ذاق الشبع،
والري،
والعافية،
والغنى،
والامن،
فانة يحصل له من المحبه لذا و حلاوته،
ولذته،
والرغبه فيه،
وشكر نعمه الله عليه،
والحذر ان يقع فيما حصل اولا – ما لم يحصل بدون ذلك.


و ربما بسط الكلام على ذلك فغير ذلك الموضع،
وينبغى ان يعرف ان التوبه لا بد منها لكل مؤمن،
ولا يكمل احد،
ويحصل له كمال القرب من الله،
ويزول عنه جميع ما يكرة الا بها”.

والله اسال ان يلهمك رشدك و يعيذك من شر نفسك


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/47468/#ixzz3e0z4Prif

  • ظلمت فتاة واريد ان اتوب
  • ظلمت فتاة وأريد أن أتوب


ظلمت فتاة ولم اتزوجها ما الحل