علاج السمنه المفرطه
تعد السمنة المفرطة من المشكلات المنتشرة في العصر الحديث، لاسيما بين الاطفال والمراهقين، بسبب اسلوب الحياة غير الصحي، الذي يتمثل في تناول الوجبات السريعة وقلة ممارسة الانشطة الحركية. ويعتبر علاج السمنة المفرطة مهمة حياتية طويلة الاجل، تتطلب اتباع نظام يرتكز على التغذية الصحية وممارسة الرياضة والخضوع للعلاج النفسي.
واشارت الطبيبة الالمانية غراف الى ان افضل طريقة لمحاربة السمنة المفرطة، تتمثل في الاعتماد على منهج «متعدد الوسائط»؛ نظرا لان زيادة الوزن لا تحدث في اغلب الاحيان بسبب تناول كميات كبيرة من الاطعمة او الدهون فحسب، لكنها قد ترجع ايضا الى عدم ممارسة الرياضة، لذلك فان العلاج يرتكز الى جانب تعديل النظام الغذائي على اتباع برنامج رياضي ايضا. ويتم احتساب القيمة 40 مثلا لدى شخص يبلغ طوله 180 سم، ووزنه 130 كيلوغراما. وقد تتطور مثل هذه الحالات بشكل دراماتيكي وتتسبب السمنة المفرطة في الاصابة بالعديد من الامراض، منها على سبيل المثال السكري من النوع 2، ومشكلات القلب والاوعية الدموية ومتاعب العظام.
وقد يصاحب ذلك علاج نفسي ايضا؛ نظرا لانه قد تكون هناك اسباب نفسية لزيادة الوزن، مثل حالات الاكتئاب والضغط العصبي. واضافت الخبيرة الالمانية قائلة: «يعتبر المنهج متعدد الوسائط هو المعيار حاليا، بينما لا توفر الطرق العلاجية الاخرى اي فائدة». وفي بداية البرنامج الرياضي يتم التركيز على تمارين قوة التحمل، لانها تؤدي الى الشعور بتحقيق النجاح بسرعة، وبعد ذلك يتم الاعتماد على تدريبات تقوية العضلات وانواع الرياضات الاخرى. واضاف المعالج الرياضي ديفيد فريزين ان من الامور المهمة في تلك الاثناء ان يعرف الاطفال والمراهقون تاثير الرياضة في اجسامهم، وماهية الاهداف التي يمكن تحقيقها من خلالها؛ وفي نهاية البرنامج الرياضي يجب ان يشترك المتدرب في احد الاندية الرياضية. وغالبا تكون هذه الافكار مجرد احلام لدى المرضى الذين يعالجهم مانويل انزينهوفر، اخصائي الطب النفسي والعلاج النفسي للبالغين، الذين قد تكون حالاتهم اكثر خطورة، حيث لا ينفع معهم العلاج في العيادات الخارجية ولا يحقق اي نجاح يذكر، او انه لا يمكن علاجهم بكل بساطة. واضاف الخبير الالماني ان الاشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة غالبا يعانون ايضا مشكلات نفسية حادة، منها على سبيل المثال القلق واضطرابات الاكل؛ حيث ينتشر على نطاق واسع اضطراب الافراط في تناول الطعام؛ حيث يتم تناول الطعام بشراهة، ويؤدي ذلك الى الاصابة بالسمنة.
واوضح مانويل انزينهوفر انه لا يعتمد على طرق العلاج السلوكي، التي تهدف الى احداث تغييرات في نمط الحياة، كما ان استخدام ادوات القياس مثل عداد الخطوات لا يكفي. لذلك فانه يعتمد على العلاج الديناميكي النفسي مع المرضى. واثناء العلاج يتحرى الخبير الالماني الاسباب النفسية العميقة للمرض. وعندما يتوقف المرضى عن كبت مشاعرهم السلبية عن طريق تناول الطعام، فعندئذ تظهر مشكلاتهم الاساسية وصراعاتهم على السطح. واكد مانويل انزينهوفر ان هذه الحالة تعتبر بمثابة الفرصة والهدف المنشود؛ حيث يمكن التعامل مع اسباب المرض والتغلب عليها. وعلى عكس الشباب والمراهقين فان الاشخاص البالغين يكون قد مرت عليهم فترة طويلة دون ممارسة اي نوع من الرياضة، بحيث لا يسمح وزنهم سوى بالاحمال الاخف وزنا، لذلك فانه يمكن بدء البرنامج الرياضي معهم عن طريق اداء التمارين الرياضية اثناء الجلوس، ويتم تطوير التمارين مع مرور الوقت. واكد الطبيب الالماني ان الموضوع لا ينصب هنا على انقاص الوزن لفترة قصيرة فحسب، بل ان العلاج يهدف ايضا الى فقدان الوزن على الدوام، واوضح مانويل انزينهوفر ان هذه المهمة تستمر مدى الحياة.