وبركاته
انا شاب عمري 27، عانيت قبل عام ونصف من اكتئاب، وتناولت مضاد اكتئاب (باكسيل) لمدة شهرين متواصلين، ثم توقفت عنه فجاة، فحصل معي نشاط فظيع في جسمي وعقلي وعصبية، ولم تغفو عيني ستة ايام بلياليها الى ان قام ابي بالتواصل مع طبيب واعطائي حقنة في الوريد ثم نمت.
المهم في الموضوع انه في اليوم الثالث من الاستيقاظ المتواصل صعدت الى سطوح العمارة التي اسكن بها واحضرت بطانية وتمددت عليها، وحاولت ان انام بعيدا عن جو البيت، فنظرت الى السماء فذهب تركيزي الى غيمة كبيرة كان لونها اعتم من باقي الغيوم، فبدات وكان الغيمة تتفصل اكثر واكثر، وكان بصري اصبح قويا جدا،
فرايت مخلوقات من نفس لون الغيوم ذكور واناث يفعلون امورا فاحشة!
خفت ان تكون هذه من الهلاوس البصرية، فغمضت عيني ونظرت مرة اخرى فكانت الاعداد تزيد داخل هذه الغيمة، وكانها بوابة من عالم اخر، ورايت كان واحدا منهم يسوق عربة بجناحين، المهم انني هربت الى البيت لانني خفت ان اصاب بالجنون مما رايت وبعد هذا اليوم حاولت ان اركز على الغيوم التي في السماء فلم ار اي شيء غريب، مع العلم انني وقتها كانت درجة الايمان والخوف من الله عندي عالية.
قبل نصف عام اي بعد زواجي بعدة شهور كنت نائما بجوار زوجتي، وكنت جنبا وكانت الغرفة مظلمة تماما، وكنت احلم بكوابيس مزعجة فاستيقظت فجاة وبدلا من ان ارى الظلام المعتم رايت وكانه رجل يطير فوق زوجتي ويصرخ، وكان عصبيا جدا، ولكني لم اسمع له صوت، وحجمه اضخم من حجم الانسان، وكان شفافا الى حد ما، وبسرعة استعذت بالله من الشيطان الرجيم.
كانت دقات قلبي سريعة وغمضت عيني وفتحتها فتلاشى شيئا فشيئا عن نظري، وكنت وقتها منهكا لا ادري لماذا والغريب في الامر كيف لي ان ارى هذا المخلوق وكانت الغرفة مظلمة، ومن يومها وانا انام على نور خافت، وعلى وضوء ان كنت جنبا، ولا استطيع الاغتسال كي لا ارى بام عيني شيئا مخيفا كهذا.
هل ما رايت هلوسة بسبب مضاد الاكتئاب ام حقيقي؟
وجزاكم الله خيرا.
الاخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
وبركاته وبعد،،،
التجربة النفسية التي مررت بها هي تجربة خاصة جدا، ويعرف ان اضطراب النوم وضعفه يؤدي الى اجهاد وانهاك نفسي شديد، هذا قد يدخل الانسان في تجارب غريبة مثل الذي حدث لك، والذي حدث لك حقيقة هو نوع من الهلاوس البصرية – نفضل ان نسميها بالهلاوس الكاذبة او ما يشبه الهلاوس – لانك كنت في وضع استبصاري بالنسبة لهذه الوساوس، اي انك مدرك بانها ليست حقيقة، لكنها فرضت نفسها عليك، ومثل هذه الحالات نشاهدها، وليس من الضروري ان تكون مرتبطة بمرض عقلي.
الهلاوس دائما ارتبطت بالامراض العقلية في معظم الحالات، لكن هذا النوع من الهلاوس لا علاقة له بالمرض العقلي ابدا، فهو ناتج من الاجهاد النفسي، او في بعض الحالات نشاهده ايضا مع الشحن الوجداني والعاطفي الشديد، مثلا في حالات الوفيات هنالك كثيرا من يسمعون اصوات موتاهم او يرونهم او شيئا من هذا القبيل، بالرغم من قناعته ان الشخص قد مات، وهكذا ايها الفاضل الكريم.
اذن حالات الشحن الوجداني الشديد، حالات الاجهاد النفسي والجسدي قد تحدث هذه التجارب الغريبة بعض الشيء.
في المرة الثانية ما حدث لك من وجهة نظري ايضا هو نوع من الهلوسة البصرية الكاذبة، وفي هذا الوقت اعتقد ان القلق هو الذي سبب ذلك، لان تسارع ضربات القلب الذي حدث لك هو ناتج من نوبة هرع او نوبة هلع، وهذا نوع من القلق النفسي الشديد، وايضا في حالات القلق النفسي الشديد تحدث مثل هذه التجارب، خاصة – اعتقد – انه وقع عليك ما نسميه بالتاثير الايحائي – يعني انت لديك استعداد لمثل هذه التجارب النفسية الغريبة بعض الشيء – ويظهر ان الامر ايضا لا يخلو شيء من الوساوس القلقية.
اطمئن تماما ايها الفاضل الكريم ان الذي حدث لك بالرغم من غرابته وسبب ازعاجا لك، لكنه لا يمثل علة نفسية حقيقية.
الذي اريده منك هو ان تحقر هذه الافكار، والا تعطيها التفسير المرضي، ودائما حاول ان تكون مسترخيا.
وعلاقة هذا الامر بمضادات الاكتئاب: لا اعتقد ان هنالك علاقة سببية مباشرة، لكن ربما يكون هنالك بعض التاثير السلبي من التوقف المفاجئ لمضادات الاكتئاب.
كن حريصا ايضا على اذكار الصباح والمساء واذكار النوم، ويجب ان تمارس الرياضة، كذلك تطبيق تمارين الاسترخاء تعتبر مهمة ومطلوبة في حالتك، وهي مفيدة جدا، ولدينا في اسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) حاول ان تطلع على هذه الاستشارة وتطبق ما بها من ارشادات وتعليمات حول كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
الامر الاخر: لا مانع ابدا من ان تتناول احد الادوية البسيطة جدا، الادوية المضادة للقلق مثل عقار (موتيفال) هو متوفر في فلسطين، وهو دواء قليل التكلفة مفيد، وغير ادماني وغير تعودي، والجرعة المطلوبة هي ان تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلا، تناولها بانتظام يوميا لمدة اسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة مساء لمدة شهر ونصف، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسال الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على تواصلك وثقتك في اسلام ويب.