افضل مواضيع جميلة بالصور

عند من نزل الرسول في قباء

 

 

ايام ومواقف عظيمة مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ وصل قباء واقام فيها مسجده. ويروي ابن اسحاق وغيره من اصحاب السير والتاريخ: ان النبي – صلى الله عليه وسلم- نزل في بيت كلثوم بن الهدم، وكان يجلس للناس في بيت سعد بن خيثمة؛ لانه كان عزبا وينزل عنده عزاب المهاجرين. واقام النبي – صلى الله عليه وسلم- بقباء اربعة عشر يوما على اصح اقوال اهل العلم، وبنى فيها المسجد الذي صار يعرف بمسجد قباء، وصلى فيه، وصار ببركته من المساجد التي لها فضل كبير.

ويذكر عفيف عبد الفتاح طباره في كتابه “مع الانبياء في القران” ان اول عمل اصلاحي خيري قام به النبي -صلى الله عليه وسلم -بقباء، هو بناؤه مسجد قباء في الفترة التي اقامها بين سكانها، وهم بنو عمرو بن عوف بن مالك، والتي لم تتجاوز اسبوعا واحدا.

الهدية والصدقة

يقول محمد حسين هيكل في كتابه “حياة محمد “لما نزل رسول الله بقباء اتى سلمان الفارسي الذي طالما انتظر مجيئه، جاءه من المدينة بكيس من التمر، وقال: هذا صدقة تصدقت بها عليكم – وهو يريد بذلك اختباره – فقال الحبيب -صلى الله عليه وسلم- “انا لا ناكل الصدقة”، وامره ان يتصدق بها على غيره، وانصرف سلمان وعاد في اليوم الثاني – ومعه تمر اخر- وقدمه للرسول – صلى الله عليه وسلم – وقال: هذه هدية قدمتها لك، فقبلها – صلى الله عليه وسلم – ودعا له بخير. وهنا اعلن سلمان اسلامه، فقال: اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. وسبب عمل سلمان هذا انه علم من الكتب السابقة ان النبي محمدا – صلى الله عليه وسلم – من نعوته وصفاته انه يقبل الهدية ولا ياكل الصدقة. واضاف هيكل انه لما اراد النبي – صلى الله عليه وسلم – الارتحال من قباء الى المدينة، ارسل الى ملا من بني النجار فجاءوا متقلدين سيوفهم، فقالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه الصديق:« اركبا امنين مطاعين»، فركب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عند ارتفاع النهار ناقته القصواء وابو بكر ردفه، والناس حوله ينازع احدهم صاحبه امام الناقة، اكراما لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان خروجه – صلى الله عليه وسلم- من قباء يوم الجمعة، وتحديد هذا اليوم من الشهر اختلف فيه العلماء، واختلافهم فيه مبني على اختلافهم في يوم وصوله -صلى الله عليه وسلم- الى قباء، والمدة التي مكثها فيها. واتجه النبي- صلى الله عليه وسلم – الى المدينة ، وكان كلما مر على حي من الانصار دعوه للنزول عندهم، وقالوا: هلم يا رسول الله الى العز والمنعة والثروة، فيقول لهم خيرا ويدعو لهم، ويقول: « خلوا سبيلها فانها مامورة» يقصد ناقته مامورة بالمكان الذي تذهب اليه. ويبدو ان النبي- صلى الله عليه وسلم – مع ارادته وعلمه المسبق بالنزول عند اخواله بني النجار، الا انه من لطفه وعظيم كرمه لم يرد ان يرد صراحة دعوة من يدعوه للنزول عندهم تطييبا لخاطرهم، وارضاء لنفوسهم، فاوكل ذلك الى الناقة التي سخرت للنزول في المكان الذي يريده – صلى الله عليه وسلم -. و يذكر الامام الحافظ ابى زكريا يحيى بن شرف النووي في كتابه “رياض الصالحين” انه لما قضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما كتب الله له من ايام فى قباء بديار بنى عمرو بن عوف سار الى المدينة، وفى طريقه ادركته صلاة الظهر بديار بنى سالم بن عوف، وكان اليوم يوم جمعة، فصلى بهم الجمعة، وخطبهم في مسجد ببطن الوادى”رانونا”، فكانت اول جمعة صليت في الاسلام. واما الموقع الذي صلى فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – الجمعة فقد صار فيما بعد مسجدا يعرف بمسجد الجمعة، وهو من اشهر المعالم التي تنسب لبني سالم، والتي لا تزال قائمة حتى الان. وواصل الحبيب سيره فى تلك الحشود الحاشدة، والجموع المتجمعة فى هذا اليوم التاريخى العظيم الذى قال فيه انس بن مالك فى كتابه “الموطا” لقد رايت اليوم الذى دخل فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – علينا، واليوم الذى قبض فيه، فلم ار يومين مثلهما قط، حتى انتهى الى قرب دار ابى ايوب الانصارى، فبركت ناقته – صلى الله عليه وسلم – والرسول -صلى الله عليه وسلم- مرخ الزمام لها – ثم وثبت، فسارت غير بعيد، ثم بركت، وتلحلحت وضربت بجرانها فى الارض، فنزل عنها الحبيب – صلى الله عليه وسلم – فاحتمل ابو ايوب الرحل، فوضعه فى بيته، ونزل النبى – صلى الله عليه وسلم – بداره، لانه احد اخوال ابيه من بنى النجار. ويوضح بن مالك ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم – نزل بالسفل من الدار، وابو ايوب، وام ايوب بالعلوى، فالم ذلك ابا ايوب، فقال: يا رسول الله انى اكره ان اكون فوقك، وتكون تحتى فاظهر انت، فكن فى العلوي، وننزل نحن فنكون فى السفلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا ابا ايوب، ان ارفق بنا وبمن يغشانا ان اكون فى اسفل البيت”، وبذلك طابت نفس ابى ايوب رضى الله عنه. واشار مالك الى ان ابا ايوب كان يصنع للرسول- صلى الله عليه وسلم- الطعام، فاذا اكل منه – صلى الله عليه وسلم- وتركه اخذ وقدم لابى ايوب، لياكل منه، فكان رضى الله عنه يسال عن موضع اصابع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ليتتبع موضع اصابعه فياكل منه، رجاء البركة، فصنع له يوما طعاما فيه ثوم، فلما رد اليه سال عن موضع اصابع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -فقيل له: لم ياكل، ففزع، واتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقال: احرام ؟ فقال: “لا ولكنى اكره ذلك”. وهذا لانه – صلى الله عليه وسلم – يناجى الملك، وغيره لا يناجى.

  • من هم أهل قباء
  • نزل رسول الله صلى الله في قباء عند من
  • هل أهل قباء هم أهل المدينة
  • وصل النبي إلى قباء
السابق
صور تصلح للديكور
التالي
مفعول دواء دوفاستون