غابرييل خوسيه دي لا كونكورديا غارثيا ماركيث (بالاسبانية: Gabriel García Márquez)، يعرف اختصارا باسم غابرييل غارثيا ماركيث او غابرييل غارسيا ماركيز، روائي وصحفي وناشروناشط سياسي كولومبي ولد في اراكاتاكا، ماجدالينا في كولومبيا في 6 مارس 1927،[4][3][5][6] قضى معظم حياته في المكسيك واوروبا. وتضاربت الاقاويل حول تاريخ ميلاده هل كان في عام 1927[1][7][8][9][10] او 1928[11][12][13][14] الا ان الكاتب نفسه اعلن في كتابه عشت لاروي عام 2002 عن تاريخ مولده عام 1927.[15] يعرف غارثيا ماركيث عائليا وبين اصدقائه بلقب غابيتو، فيما لقبه ادواردو ثالاميا بوردا، مساعد رئيس التحرير صحيفة الاسبكتادور، باسم غابو، بعد حذف المقطع الاخير.[15] ويعد غارثيا ماركت من اشهر كتاب الواقعية العجائبية، فيما يعد عمله مئة عام من العزلة[16] هو الاكثر تمثيلا لهذا النوع الادبي.[3][17][18] وبعد النجاح الكبير الذي لاقته الراوية، فانه تم تعميم هذا المصطلح على الكتابات الادبية بدءا من سبعينات القرن الماضي.[19][20] وفي عام 2007، اصدرت كل من الاكاديمية الملكية الاسبانية ورابطة اكاديميات اللغة الاسبانية طبعة شعبية تذكارية من الرواية، باعتبارها جزءا من الكلاسيكيات العظيمة الناطقة بالاسبانية في كل العصور. وتم مراجعة وتنقيح النص من جانب غابرييل غارثيا ماركيث شخصيا.[21] وتميز غارثيا ماركيث بعبقرية اسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الافكار السياسية.[22] وقد تسببت صداقته مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الكثير من الجدل في عالم الادب والسياسة.[23] وعلى الرغم من امتلاك غابرييل غارثيا ماركيث مسكنا في باريس وبوغوتا وقرطاجنة دي اندياس، الا انه قضى معظم حياته في مسكنه في المكسيك واستقر فيه بدءا من فترة الستينات.[24][25]
وشكل ماركيث جزءا من البوم الامريكي اللاتيني.[26][27][28] ويشتمل الانتاج الادبي لماركيث على العديد من القصص والروايات والتجميعات، الى جانب كتابات اخرى، وتتناول الغالبية العظمى منه مواضيع مثل البحر وتاثير ثقافة الكاريبي والعزلة.[29][30] واعتبرت رواية مئة عام من العزلة واحدة من اهم الاعمال في تاريخ اللغة الاسبانية، وذلك من خلال المؤتمر الدولي الرابع للغة الاسبانية الذي عقد في قرطاجنة في مارس عام 2007.[28][31] بالاضافة الى كونها اهم اعمال ماركيث، كانت ايضا اكثر الاعمال تاثيرا على امريكا اللاتينية. واشتهر ايضا بالاعمال الاخرى مثل ليس للكولونيل من يكاتبه،[32] وخريف البطريرك[33] والحب في زمن الكوليرا.[34] وايضا هو مؤلف للكثير من القصص القصيرة، اضافة الى كتابته خمسة اعمال صحفية.
حصل غارثيا ماركيث على جائزة نوبل للاداب عام 1982 وذلك تقديرا للقصص القصيرة والرويات التي كتبها،[35] والتي يتشكل بها الجمع بين الخيال والواقع في عالم هادئ من الخيال المثمر، والذي بدوره يعكس حياة وصراعات القارة.[3][35][36] وكان خطاب القبول تحت عنوان «العزلة في امريكا اللاتينية».[36] وشكل ماركيث جزءا من مجموعة من احد عشر كاتبا حازوا جائزة نوبل للاداب.[37][38] نال ماركيث بالعديد من الجوائز والاوسمة طوال مسيرته الادبية مثل وسام النسر الازتيك في عام 1982،[35] وجائزة رومولو جايجوس في عام 1972،[35] ووسام جوقة الشرف الفرنسية عام 1981.[35][39] توفي غارثيا ماركيث في مدينة مكسيكو بالمكسيك يوم 17 ابريل 2024 عن عمر ناهز 87 عاما.[40][41]
طفولته وشبابه[عدل]
غلاف رواية الحب في زمن الكوليرا
غابرييل غارثيا ماركيث هو ابن غابرييل ايليخيو ولويسا سانتياجا ماركيث اجواران، ولد في اراكاتاكا، ماجدالينا في كولومبيا «في التاسعة من صباح يوم الاحد السادس من مارس 1927»، كما يشير الكاتب في مذكراته.[15][42][43] ورفض العقيد نيكولاس ريكاردو ماركيث ميخيا والد لويسا هذه العلاقة بين ابويه، ولذلك لان غابرييل ايليخيو ماركيث عندما وصل الى اراكاتاكا كان عامل تلغراف. ولم يراه العقيد نيكولاس الشخص المناسب لابنته، حيث كانت امه عزباء، وهو نفسه ينتمي لحزب المحافظين الكولومبي، اضافة الى اعترافه بكونه زير نساء.[15] ومع نية والدها بابعادها عن والد ماركيث، ارسلت لويسا خارج المدينة، فيما تودد اليها غابرييل ايليخيو بالحان الكمان الغرامية وببعض قصائد الحب وعدد من الرسائل التلغرافية التي لا تعد ولا تحصى. واخيرا استسلمت عائلة لويسا للامر، وحصلت لويسا على تصريح بالزواج من غابرييل ايليخيو، في 11 يونيو 1926 في سانتا مارتا. وقد استوحى غارثيا ماركيث روايته الحب في زمن الكوليرا من هذه القصة والدراما التراجيدية الكوميدية.[15]
قادة اضراب عمال مزارع الموز.
وبعد ولادة غابرييل بوقت قليل، اصبح والده صيدلانيا. وفي يناير من عام 1929، انتقل مع لويسا الى بارانكويلا، تاركا ابنه في رعاية جديه لامه. وتاثر غابرييل كثيرا بالعقيد ماركيث، الذي عاش معه خلال السنوات الاولى من حياته، حيث انه قتل رجلا في شبابه في مبارزة بينها، اضافة الى انه كان ابا رسميا لثلاثة من الابناء، كان هناك تسعة من الابناء غير الشرعيين من امهات عدة. كان العقيد محاربا ليبراليا قديما في حرب الالف يوم، وشخصا يحظى باحترام كبير بين اقرانه في الحزب، واشتهر برفضه السكوت عن مذبحة اضراب عمال مزارع الموز،[44] الحدث الذي ادى الى وفاة قرابة المئات من المزارعين على يد القوات المسلحة الكولومبية في 6 ديسمبر من عام 1928 خلال اضراب عمال مزارع الموز، والذي عكسه غابرييل في روايته مئة عام من العزلة.[15]
غلاف رواية خريف البطريك.
وكان العقيد جد غابرييل، والذي لقبه هو نفسه ب«اباليلو»، واصفا اياه «بالحبل السري الذي يربط التاريخ بالواقع»، راويا مخضرما، وقد علمه على سبيل المثال، الاستعانة الدائمة بالقاموس، وكان ياخذه للسيرك كل عام، وكان هو من عرف حفيده على معجزة على الجليد، التي كانت توجد في متجر شركة الفواكه المتحدة.[15] وكان دائما ما يقول له «لا يمكنك ان تتخيل كم يزن قتل شخص»، مشيرا بذلك الى انه لم يكن هناك عبئا اكبر من قتل شخص، وهو الدرس الذي اقحمه غارثيا ماركيث لاحقا في رواياته.[24][15][45]
وكانت جدته، ترانكيلينا اجواران كوتس، والتي اطلق عليها اسم الجدة مينا ووصفها ب«امراة الخيال والشعوذة» تملا المنزل بقصص عن الاشباح والهواجس والطوالع والعلامات. وقد تاثر بها غابرييل غارثيا ماركيث كثيرا مثلها مثل زوجها. اضافة الى كونها مصدر الالهام الاول والرئيسي للكاتب، حيث استمد منها روحها وطريقتها غير العادية في تعاملها مع الاشياء غير النمطية مثل قصها للحكايات الخيالية والفانتازية كما لو كانت امرا طبيعيا تماما او حقيقة دامغة. اضافة الى اسلوبها القصصي، كانت الجدة مينا قد الهمت حفيدها شخصية اورسولا اجواران، التي استخدمها لاحقا وبعد قرابة الثلاثين عاما في روايته الاكثر شعبية مئة عام من العزلة.[46] وتوفي جده عام 1936 عندما كان عمر غابرييل ثمانية اعوام. وبعد اصابة جدته بالعمى، انتقل للعيش مع والديه في سوكر، بلدة في دائرة سوكر بكولومبيا، حيث كان يعمل والده بمجال الصيدلة.
وتناول غارثيا ماركيث طفولته في سيرته الذاتية المسماة عشت لاروي عام 2002.[15] وعاد الى اراكاتاكا عام ،2007 بعد غياب دام اربعة وعشرين عاما، لحصوله على تكريم من الحكومة الكولومبية بعد اتمامه سن الثمانين وبعد مرور اربعين عاما على نشر عمله الاول مئة عام من العزلة.
تعليمه[عدل]
كتاب سيرة حياة غابرييل غارثيا ماركيث لجيرالد مارتن.[47]
وقرر غابرييل ابتداء مسيرته التعليمية الاساسية بعد وصوله الى سوكر بوقت قليل. وتم ارساله الى مدرسة داخلية في بارانكويلا، ميناء عند مصب نهر ماجدالينا. واشتهر هناك كونه صبيا خجولا كان يكتب قصائد ساخرة وكان يرسم رسوما هزلية. ولقب ب«العجوز» بين زملائه لكونه كان شخصا جادا وقليل الاهتمام بالانشطة الرياضية.[45]
اجتاز غارثيا ماركيث المراحل الاولى من الدراسة الثانوية في المدرسة اليسوعية سان خوسيه، التي تعرف حاليا بمعهد سان خوسيه، منذ عام 1940، حيث نشر قصائده الاولى في المجلة المدرسية الشباب. واكمل غارثيا دراسته في بوغاتا بفضل المنحة التي حصل عليها من الحكومة، واستقر من جديد في المدرسة الثانوية في بلدية ثيباكيرا، على بعد ساعة من العاصمة، حيث اختتم دراسته الثانوية.
خورخي الييثير جايتان.
وبعد تخرجه عام 1947، انتقل غارثيا ماركيث الى بوغاتا لدراسة القانون بجامعة كولومبيا الوطنية، حيث تلقى نوعا خاصا من القراءة. قرا ماركيث رواية المسخ لفرانتس كافكا «في الترجمة المزيفة لخورخي لويس بورخيس»[48] والتي الهمته كثيرا. وكان متيما بفكرة الكتابة، ولكنها لم تكن بغرض تناول الادب التقليدي، بينما على نمط مماثل لقصص جدته، «حيث تداخل الاحداث غير النمطية وغير العادية كما لو كانا مجرد جانب من جوانب الحياة اليومية». وبدات حلمه يكبر في ان يكون كاتبا. وبعدها بقليل نشر قصته الاولى الاذعان الثالث اول قصة لماركيث.[49][50] نشرت في صحيفة الاسبكتادور في 13 سبتمبر عام 1947. والقصة بها تاثيرا من فرانتس كافكا.[51]
على الرغم من شغفه للكتابة، الا ان غارثيا ماركيث استمر في مسيرته في دراسة القانون عام 1948 ارضاء لوالده. واغلقت الجامعة ابوابها الى اجل غير مسمى بعد اعمال الشغب الدامية التي اندلعت في 9 ابريل بسبب اغتيال الزعيم الشعبي خورخي الييثير جايتان، الذي كافح من اجل العدالة الاجتماعية واصلاح النظام المالي والاراضي في بلاده، على يد الاوليغارشية واحراق مسكنه. انتقل غارثيا ماركيث الى جامعة قرطاجنة، وبدا في العمل كمراسل لصحيفة اليونيفرسال. وفي عام 1950، ترك مجال المحاماة ليتفرغ للصحافة، وعاد من جديد الى بارانكويلا ليصبح كاتب عمود ومراسل لصحيفة ال هيرالدو. وبالرغم من ان غارثيا ماركيث لم ينه دراساته العليا، الا ان بعض الجامعات مثل جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك قد منحته الدكتوراه الفخرية في الاداب.[45]
زواجه وعائلته[عدل]
واثناء دراسته وعند زيارته لوالديه في سوكر، تعرف غارثيا ماركيث على ميرثيديس بارشا، ابنة احد الصيادلة، في حفل راقص للطلاب وقرر وقتها ان يتزوجها بعد الانتهاء من دارسته.[45] وعقد غارثيا ماركيث زواجه على ميرثيديس «الزوجة التي ارتاى الزواج منها حين بلغ من العمر الثالثة عشر» في مارس عام 1958 في كنيسة سيدة المعونة الدائمة في بارانكويلا.[15][52]
رودريجو ماركيث.
ووصف احد كتاب السير الذاتية ميرثيديس بانها امراة طويلة وجميلة ذات شعر بني يرتخي على كتفيها، وحفيدة احد المهاجرين المصريين، وهو ما يبدو جليا في عظامها العريضة وعيونها الواسعة ذات اللون البني.[45] فيما كان يشير لها غارثيا ماركيث باستمرار وبفخر؛ وذلك عندما تحدث عن صداقته مع فيدل كاسترو،[37] حيث قال: «فيدل يثق بميرثيديس اكثر حتى مما يثق بي».[23]
ورزقوا بابنهم الاول رودريجو عام 1959، والذي اصبح فيما بعد مخرجا سينمائيا. وفي عام 1961، انتقل ماركيث الى نيويورك حيث عمل مراسلا لوكالة برنسا لاتينا. ثم انتقل الى المكسيك واستقر بعد ذلك في العاصمة، بعد تلقيه تهديدات وانتقادات من وكالة المخابرات المركزيةومن الكوبيين المنفيين، والذين لم يتناولهم محتوى تقاريره. وبعد ثلاث سنوات، رزق بابنه التاني، جونثالو، والذي يعمل حاليا مصمما جرافيكا في مدينة مكسيكو.[45]
شهرته[عدل]
- مقالة مفصلة: مئة عام من العزلة
غابرييل غارثيا ماركيث (في الوسط).
بدات شهرة غارثيا ماركيث العالمية عند نشره لروايته مئة عام من العزلة في يونيو عام 1967، وفي اسبوع واحد، بيعت ثمانية الاف نسخة. ومن هذا المنطلق، بدا نجاحه على نطاق اكبر وكان يتم بيع طبعة جديدة من الرواية كل اسبوع، وصولا ببيع نصف مليون نسخة خلال ثلاث سنوات. كما تم ترجمتها الى اكثر من عشرين لغة وحازت اربع جوائز دولية. ووصل ماركيث لقمة النجاح وعرفه الجمهور عندما كان بعمر الاربعين. وكان جليا تغير حياته بعد المراسلات بينه وبين محبيه والجوائز والمقابلات التي اجريت معه. وفي عام 1969، حصل على جائزة كيانشانو عن رواية مئة عام من العزلة، والتي اعتبرت «افضل كتاب اجنبي» في فرنسا. وفي عام 1970، نشرت الرواية باللغة الانجليزية واختيرت كواحدة من افضل اثنى عشر كتابا في الولايات المتحدة في هذا العام. وبعدها بسنتين، حصل على جائزة رومولو جايجوس وجائزة نيوستاد الدولية للادب. وفي عام 1971 قام ماريو بارغاس يوسا بنشر كتاب عن حياة واعمال ماركيث. وعاد غارثيا ماركيث للكتابة للتاكيد على هذا النجاح. وقرر ان يكتب عن ديكتاتور، وانتقل مع اسرته الى مدينة برشلونة باسبانيا، حيث امضى حياته تحت حكم فرانثيسكو فرانكو في سنواته الاخيرة.[45]
فيدل كاسترو
وادت شعبية كتاباته ايضا الى تكوينه صداقات عدة مع الزعماء الاقوياء، ومنها الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو، وهي تلك الصداقة التي تم تحليلها في غابو وفيدل: مشهد صداقة،[37][23] وبالمثل مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، اضافة الى توافقه مع الجماعات الثورية في امريكا اللاتينية وخصوصا في الستينات والسبعينات من القرن العشرين.[37] وفي مقابلة اجرتها كلوديا درييفوس معه في عام 1982، اقر ماركيث ان صداقته مع كاسترو تنصب بالاساس في مجال الادب: «العلاقة بينا ما هي الا صداقة فكرية. ربما لم يكن معروفا على نطاق واسع ان فيدل رجل مثقف. وعندما نكون معا، نتحدث كثيرا عن الادب». وانتقد البعض غارثيا ماركيث لوجود هذه الصداقة بينهما. فيما اشار الكاتب الكوبي رینالدو ارناس في مذكراته قبل هبوط الليلعام 1992 ان غارثيا ماركيث كان مع كاسترو في طاب موجه عام 1980، انتقد فيه الاخير اللاجئين الذين تم اغتيالهم مؤخرا في سفارة بيرو بانهم «رعاع». وتذكر ارناس بمرارة تكريم اصدقاء الكاتب لكاسترو بتصفيقهم المنافق.
نصب تذكاري في فندق الثلاث الكليات في باريس، حيث عاش غارثيا ماركيث عام 1956.
واضافة الى شهرته الواسعة التي اكتسبها من مؤلفاته، فان وجهة نظره تجاه الامبريالية الامريكية ادت الى اعتباره شخصا مخربا، ولسنوات عدة تم رفض اعطاءه تاشيرة الدخول الى الولايات المتحدة من قبل سلطات الهجرة.[46] وبالرغم من ذلك، وبعد انتخاببيل كلينتون رئيسا للولايات المتحدة، تم رفع الحظر المفروض عليه للسفرالى بلاده، واكد كلينتون ان مئة عام من العزلة «هي روايته المفضلة».[53]
وفي عام 1981، حاز ماركيث على وسام جوقة الشرف الفرنسية، وعاد بعدها الى كولومبيا في زيارة لكاسترو، ليجده في ورطة اكبر. فقد اتهمته حكومة القائد الليبرالي خوليو ثيسار طورباي ايالا بتمويل حركة 19 ابريل. وطلب اللجوء الى المكسيك، هروبا من كولومبيا، وحتى الان ما زال يحتفظ بمنزله.[23]
وخلال الفترة ما بين عامي 1986 و1988، عاش غارثيا ماركيث وعمل في مدينة مكسيكو ولا هافانا وقرطاجنة. وبعد ذلك، وفي عام 1987 اقيم احتفالا في اوروبا وامريكا بمناسبة الذكرى العشرين لصدور الطبعة الاولى من مئة عام من العزلة. ولم تقتصر مساهمات غارثيا ماركيث على الكتب فقط ولكنه ايضا كان قد انتهى من كتابة عمله المسرحي الاول خطبة لاذعة ضد رجل جالس عام 1988.[54] وفي عام 1988، صدر فيلم رجل عجوز جدا بجناحين عظيمين عن قصته التي تحمل نفس الاسم، من اخراج فيرناندو بيرري.[55]
وفي عام 1995، قام معهد كارو وكويربو بنشر مجلدين من مرجع نقدي عن غابرييل غارثيا ماركيث.[55] وفي عام 1996، نشر غارثيا ماركيث خبر اختطاف، حيث جمع بين توجهه في الادلاء بشهادته في الصحافة مع اسلوبه الروائي الخاص. وتمثل هذه القصة موجة هائلة من العنف وعمليات الاختطاف التي لا تزال تواجه كولومبيا.[56] وفي عام 1999، قام الامريكي جون لي اندرسون بنشر كتاب يكشف فيه عن حياة غارثيا ماركيث، والذي اتيحت له الفرصة للعيش لشهور عدة مع الكاتب وزوجته في منزلهما في بوغوتا.[56]
صحته[عدل]
غابرييل غارثيا ماركيث في لقاء مع وزير الثقافة الكولومبي في المهرجان السينمائي الدولي في مدينة غوادالاخارا المكسيكية عام 2009.
في 1999، تم تشخيص حالة غارثيا ماركيث بانه مصابا بسرطان الغدد الليمفاوية. وفي هذا الصدد، اعلن الكاتب في مقابلة اجرتها معه صحيفة ال تيمبو الكولومبية اليومية في بوغاتا:
| منذ اكثر من عام، وقد خضعت لعلاج مكثف لسرطان الغدد الليمفاوية خلال ثلاثة اشهر، وقمت بتلقي العلاج الكيميائي في مستشفى في لوس انجلوس، والذي كان بمثابة حجر عثرة في حياتي.[53][57][58] لقد خفضت علاقاتي مع اصدقائي بذلك الوقت الى ادنى حد ممكن وقطعت الاتصالات الهاتفية وقمت بالغاء رحلاتي وجميع التزاماتي المعلقة والمستقبلية حتى لا يفوتني الوقت وانتهي من كتابة المجلدات الثلاثة من مذكراتي عشت لاروي وكتابين من القصص القصيرة الذين قاربا على المنتصف. وبالفعل انغلقت على نفسي وعكفت على الكتابة كل يوم دون انقطاع من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر.[58] وخلال هذه الفترة، وبدون اي نوع من الادوية، فقد قللت علاقتي مع الاطباء واكتفيت بالزيارات السنوية واتباع نظام غذائي بسيط حتى اتجنب زيادة الوزن. وفي غضون ذلك، عدت الى الصحافة والى متعتي المفضلة في سماع الموسيقى وكنت اقضي اليوم في القراءات المتراكمة علي.[57][58] | |
غابرييل غارثيا ماركيث مع الكاتب المكسيكي جوني ولش مؤلف قصيدة الدمية.
وفي نفس المقابلة، اشار غارثيا ماركيث الى قصيدته التي تحمل عنوان الدمية، والتي نسبتها اليه صحيفة لا ريبوبليكا البيروفية والتي كانت بمثابة وداعا لموته الوشيك، نافيا ذلك الخبر.[57] ونفي في الوقت ذاته ان يكون هو مؤلف هذه القصيدة وصرح بان الكاتب الحقيقي هو كاتب مكسيكي شاب كتبها لدميته، مشيرا في الوقت ذاته الى المكسيكي جوني ولش.[59][60][61]
وفي 2002، سافر جيرالد مارتن، كاتب سيرة ماركيث الذاتية، الى مدينة المكسيك حتى يتحدث معه. وكانت زوجته ميرثيديس تعاني من الرشح، فاضطر الكاتب الى مقابلة مارتن في الفندق الذي يقيم فيه. ووفقا لمارتن، فان غابرييل غارثيا ماركيث لا يبدو عليه المظهر النموذجي للشخص المصاب بالسرطان. حتى الان، لا يزال يحتفظ بوزنه الرشيق وشعره القصير، وهو على وشك الانتهاء من مذكراته عشت لاروي حتى ينشره في العام ذاته.[45]وفي 2005، لم يكتب ماركيث حتى ولو سطرا واحدا، وقال: «من خلال تجربتي فانا استطيع الكتابة دون ادنى مشاكل، لكن القراء سيدركون ان قلبي لم يكن معي لحظة الكتابة».[62]
وفي مايو من عام 2008، تم الاعلان عن انتهاء ماركيث من رواية جديدة باسم رواية الحب، وانه بصدد نشرها بحلول نهاية العام ذاته.[63] ومع ذلك، ادلت كارمن بالثييس بتصريح لصحيفة لا ترثيرا التشيلية بان غارثيا ماركيث اصبح غير قادر على العطاء وانه لن يكتب مرة اخرى.[62] الا ان كريستوبال بيرا، رئيس تحريرراندوم هاوس موندادوري، ذكر ان غارثيا ماركيث بصدد الانتهاء من رواية جديدة بعنوان سوف نلتقي في اغسطس.[64]
وفي ديسمبر من عام 2008، اخبر غارثيا ماركيث معجبيه في معرض الكتاب في غوادالاخارا ان كتابته اصبحت بالية. وفي 2009، ونزولا عن رغبته وردا على ادعاءات وكيلة اعماله وكاتب سيرته الذاتية ان مسيرت الادبية قد فنيت،[62] صرح ماركيث لصحيفة ال تيمبو الكولومبية «انه ليس فقط ما يقولونه غير صحيح، ولكن ايضا الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به هو الكتابة».[62][65]
وفي اوائل عام 2024، اشاع خايمي ماركيث، اخو غابرييل، ان غابرييل اصبح يعاني من الخرف، واشار الى ان العلاج الكيميائي الذي تلقاه للعلاج من السرطان اللمفاوي قد يكون السبب في ذلك،[66] الا ان فيديو تم بثه في مارس عام 2024 في احتفال ماركيث بعيد ميلاده كذب ذلك الامر.[67]
مسيرته الادبية[عدل]
الصحافة[عدل]
غابو عام 1984 مع قبعته على النسق الكولومبي.
بدا غارثيا ماركيث مسيرته مع الصحافة عندما كان يدرس القانون في الجامعة. وفيما بين عامي 1948 و1949، كتب لصحيفة اليونيفرسال اليومية فيقرطاجنة. ومن عام 1950 الى عام 1952، كتب عمود مختلف في ال هيرالدو، الصحيفة المحلية في بارانكويلا تحت الاسم المستعار سبتيموس.[45] واكتسب غارثيا ماركيث خبرة من مساهماته في صحيفة ال هيرالدو. وخلال هذه الفترة، اصبح ماركيث عضوا نشطا في الجروب غير الرسمي للكتاب والصحفيين والمعروف باسم جروب بارانكويلا، وهي الجمعية التي كانت لها الدافع الاكبر والالهام الذي صاحب ماركيث في مسيرته الادبية. وعمل ماركيث مع بعض الشخصيات، من بينهم خوسيه فيلكس فوينمايور، وكاتب القصص القصيرة القطالوني رامون بينيس، والفونسو فوينمايور والكاتب والصحفي الكولومبي البارو ثيبيددا ساموديو وخيرمان بارجاس والرسام الكولومبي- الاسباني اليخاندرو اوبريجون والفنان الكولومبي اورلاندو ريبيرا وخوليو ماريو سانتوس دومينجو.[56] واستخدم غارثيا ماركيث، على سبيل المثال، الحكيم القطالوني رامون بينيس، كصاحب مكتبة لبيع الكتب في مئة عام من العزلة. وفي ذلك الوقت، قرا غارثيا ماركيث اعمال العديد من الكتاب مثل فيرجينيا وولف وويليام فوكنر، والذين اثرا عليه في كتاباته وفي التقنيات السردية والموضوعات التاريخية مع استخدام بلديات المحافظات. وقدم محيط بارانكويلا لغارثيا ماركيث المناخ الادبي المناسب للتعلم على المستوى العالمي ووجهة نظر فريدة عن ثقافة منطقة البحر الكاريبي. وعن مسيرته في الصحافة، ذكر ماركيث ان ذلك كانت بمثابة «وسيلة لعدم افتقاده الاتصال مع الواقع».[55]
وبناء على طلب من الروائي والشاعر الكولومبي البارو موتيس عام 1954، عاد غارثيا ماركيث الى بوغوتا للعمل كمراسل وناقد سينمائي في صحيفة الاسبكتادور. وبعدها بعام، نشر غارثيا ماركيث قصة بحار غريق في نفس الصحيفة، وهي سلسلة وقائع تاريخية من اربعة عشر جزء عن غرق المدمرة ايه. ار. سي. كالداس، قصة حقيقية لسفينة كولومبية غرقت بسبب افراط في التحميل والوزن، وذلك استنادا الى مقابلات عدة مع لويس اليخاندرو بيلاسكو، بحار شاب نجا من الغرق. وادى نشر هذه المقالات الى حدوث جدل عام على الصعيد الوطني، حيث انه في المنشور الاخير تم الكشف عن التاريخ الخفي، والذي ادى الى التشكيك في الرواية الرسمية للاحداث التي ارجعت سبب غرق السفينة الى عاصفة.[15] ونتيجة لهذه الجدل، تم ارسال غارثيا ماركيث الى باريس ليكون مراسلا اجنبيا لصحيفة الاسبكتادور. وبعدها قام ماركيث بكتابة تجربته في صحيفة الاندبندنت، صحيفة حلت محل الاسبكتادور لفترة وجيزة، خلال فترة الحكومة العسكرية للجنرال غوستابو روخاس بينيا، والتي اغلقت بعد ذلك من قبل السلطات الكولومبية. وفي وقت لاحق، وبعد انتصار الثورة الكوبية عام 1960، سافر غارثيا ماركيث الى هافانا، حيث عمل في وكالة الانباء برنسا لاتينا، التي انشاتها الحكومة الكوبية وهناك كون صداقة مع تشي جيفارا.
وفي عام 1974، قام غابرييل غارثيا ماركيث جنبا الى جنب مع عدد من المثقفين والصحفيين اليساريين بتاسيس مجلة التراناتيبا والتي استمرت حتى عام 1980، وشكلت علامة فارقة في تاريخ صحافة المعارضة في كولومبيا. وبمناسبة صدور العدد الاول، كتب غابو مقالا حصريا عن تفجير قصر لامونيدا في سانتياغو، عاصمةتشيلي، وهو بدوره ما ادى الى نفاذ الكمية باكملها. وبعد ذلك، اصبح هو الشخص الوحيد التي كان يوقع على المقالات.[68]
وفي عام 1994، قام غابرييل غارثيا ماركيث برفقة اخيه خايمي غارثيا ماركيث وخايمي ابييو بانفي بتاسيس مؤسسة الصحافة الايبروامريكية الجديدة FNPI، والتي كانت تهدف الى مساعدة الصحفيين الشباب للتعلم على يد اساتذة مثل الما جييرموبريتو وجون لي اندرسون. وبالمثل دفعهم نحو الطرق الجديدة للكتابة الصحفية. ويقع المركز الرئيسي للمؤسسة في قرطاجنة، ولا يزال غارثيا ماركيث يراسها حتى الان.[69]
منشوراته الاولى والاساسية[عدل]
غلاف رواية وقائع موت معلن.
نشر غارثيا ماركيث قصته الاولى الاذعان الثالث في صحيفة الاسبكتادور بتاريخ 13 سبتمبر عام 1947. وبعدها بعام، بدا عمله في الصحافة في نفس الصحيفة. وكانت باكورة اعماله مجموعة قصصية قام بنشرها في الصحيفة نفسها فيما بين عامي 1947 و1952. وخلال هذه الفترة، قام بنشر خمسة عشر قصة قصيرة.[56]
واراد غارثيا ماركيث ان يكون صحفيا وفي الوقت ذاته روائي. وبالمثل اراد خلق مجتمع اكثر عدالة.[56] وبحث ماركيث لعدة سنوات عن ناشر لروايته الاولي الاوراق الذابلة، الى ان نشرها عام 1955.[70] وعلى الرغم من ان الرواية لاقت نقدا واسعا، الا ان عددا كبيرا من الطبعات ظل بالمخازن، ولم يحصل الكاتب وقتها على اي شيء «ولا حتى قرش كاتاوة على سبيل المثال».[15]واشار غارثيا ماركيث الى انه «من بين كل ما كتبه، تظل الاوراق الذابلة هي المفضلة لانها تعتبر من اكثر الاعمال صدقا وتلقائية».[56]
كثيرا ما يعتبر ماركيث من اشهر كتاب الواقعية العجائبية، والعديد من كتاباته تحوي عناصر شديدة الترابط بذلك الاسلوب، ولكن كتاباته كانت متنوعة، بحيث يصعب تصنيفها ككل بانها من ذلك الاسلوب. وتصنف الكثير من اعماله على انها ادب خيالي او غير خيالي وخصوصا عمله المسمى وقائع موت معلن عام 1981،[71] التي تحكي قصة ثار مسجلة في الصحف عبر لسان صحفي مزيف عن قضية قتل سانتياغو نصار على يد اثنان من اخوة بيكاريو. ونشر رواية الحب في زمن الكوليرا للمرة الاولى عام 1985. وهي قصة حب ببن الزوجين فيمينا داثا وفلورينتينو اريثا. وهي قصة مستوحاة من قصة الحب بين والديه منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين.[15] وذكر ماركيث في احد المقابلات ان الفرق بين القصتين هو ان والديه تزوجا، وبعدها لم يصبحا شخصيات ادبية مالوفة للكتاب.[53] يستند الحب بين كبار السن على قصة قراها في احدى الصحف عن وفاة اثنين من الامريكان، عن عمر قارب الثمانين عاما، والذين كانا يجتمعان كل عام في اكابولكو. حتى قتلا ذات يوم على ظهر قارب على يد احد المراكبية. واشار غارثيا ماركيث: «تم الكشف عن قصة الحب الرومانسية بينهما بعد وفاتهما. كنت حقا مفتونا بهذه القصة. بالرغم من كون كل شخص منهم متزوج بشخص اخر».[53]
غلاف روايةمئة عام من العزلة.
وتاخر غابرييل غارثيا ماركيث قرابة الثمانية عشر شهرا حتى كتابة روايته الاكثر شهرة مئة عام من العزلة.[56] وفي يوم الثلاثاء الموافق ل 30 مايو من عام 1967، خرجت للنور الطبعة الاولى من روايته في منافذ البيع في بوينس ايرس ومن اشهر رواياته مئة عام من العزلة. وبعدها بثلاثة عقود، وبعد ترجمة الرواية الى سبعة وثلاثين لغة، بيع منها اكثر من 25 مليون نسخة في جميع انحاء العالم. «وكانت حقا هذه الرواية بمثابة القنبلة التي احدثت انفجارا في العالم منذ صدورها في اليوم الاول. وصدر الكتاب في منافذ البيع دون اي حملات ترويجية، وفي اسبوع واحد، بيعت ثمانية الاف نسخة. وسرعان ما اصبحت ممثلة تيار الواقعية السحرية في ادب امريكا اللاتينية».[72][73] واثرت رواية مئة من العزلة في معظم الروائيين الرئيسيين على مستوى العالم. وتتناول الرواية احداث المدينة من خلال سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة اجيال والذين يعيشون في قرية خيالية تدعى ماكوندو، والتي اسسها خوسيه اركاديو بوينديا، والذين كانوا يسمون الكثير من ابنائهم في الرواية بهذا الاسم.
وقد كتب ايضا سيرة سيمون بوليفار في رواية الجنرال في متاهته.[74] هي رواية ذات طابع تاريخي حيث توثق الايام الاخيرة من حياة الجنرال سيمون بوليفار، الذي يعتبر واحدا من الزعماء الذين شاركوا في حركة الاستقلال السياسي لدول امريكا الجنوبية في الربع الاول من القرن التاسع عشر. ونشرت عام 1989، وتدور القصة حول الفترة الاخيرة من حياة بوليفار: رحلة المنفى من بوغوتا الى الساحل الكاريبي لكولومبيا في محاولة لمغادرة امريكا والذهاب الى منفاه في اوروبا.
غلاف رواية في ساعة نحس.
ومن اعماله الاخرى يظهر خريف البطريرك عام 1975[75]، ورائحة الجوافة عام 1982 وليس للكولونيل من يكاتبه عام 1961. وكتب ايضا اثنتا عشرة قصة قصيرة مهاجرة، وهو كتاب يضم 12 قصة كتبت قبل ثمانية عشر عاما. وقد ظهرت من قبل كمقالات صحفية وسيناريوهات سينمائية. كما اصدر مذكراته بكتاب بعنوان عشت لاروي، والتي تتناول حياته حتى عام 1955. فيما تتحدث روايته ذكرى عاهراتي الحزينات عن ذكريات رجل مسن ومغامراته العاطفية.
اعماله الحديثة[عدل]
غلاف الجنرال في متاهته.
وفي عام 2002، قدم غارثيا ماركيث الجزء الاول من سيرته الذاتية المكونة من ثلاثة اجزاء، وحقق الكتاب مبيعات ضخمة في عالم الكتب الاسبانية. واعلن الكاتب عنه على النحو التالي:
| ابدا كلامي بحديثي عن اجدادي لامي وحب والدي ووالدتي لي في بدايات القرن العشرين حتى عام 1955، حتى نشرت قصة الاوراق الذابلة وسافرت الى اوروبا كمراسل اجنبي لصحيفة الاسبكتادور. وسيستمر المجلد الثاني حتى نشر مئة عام من العزلة، بعد حوالي عشرين عاما. فيما سيقدم المجلد الثالث شكلا مختلفا، وسوف يتناول فقط ذكرياتي عن علاقاتي الشخصية مع ستة او سبعة رؤساء دول مختلفين.[57] | |
فيما نشرت الترجمة الانجليزية لهذه السيرة اعيش لاروي على يد ايدث جروسمان عام 2003، وكانت من الكتب الاكثر مبيعا. وفي 10 سبتمبر عام 2004، اعلنت صحيفة ال تيمبو عن نشر رواية جديدة في اكتوبر تحت عنوان ذكرى عاهراتي الحزينات. وتتناول احدى قصص الحب، وكان من المقرر ان يتم طرح قرابة مليون نسخة كطبعة اولى. وقد سبب نشر هذا الكتاب جدلا كبيرا في ايران، حيث تم حظر بيعه بعد طباعة وبيع اكثر من خمسة الاف نسخة. فيما هددت منظمة غير حكومية في المكسيك بمقاضاة الكاتب المدافع عن دعارة الاطفال.[76]
غلاف رواية عن الحب وشياطين اخرى.
اسلوبه[عدل]
غلاف رواية ليس للكولونيل من يكاتبه.
هناك بعض الجوانب التي يمكن للقراء ان يجدوها عند قراءتهم لاعمال غارثيا ماركيث مثل الدعابة. ولكن في الوقت ذاته، فانه ليس هناك اسلوبا واضحا ومحدد سلفا لاعمال الكاتب. وفي هذا الصدد، اشار غارثيا ماركيث في مقابلة اجراها مع مارليس سيمون:
| اسعى ان اتخذ مسارا مختلفا في كل كتاب […]. الكاتب لا يختار اسلوبا.. بامكان اي شخص ان يكتشف الاسلوب المناسب لكل موضوع. وكما اشارت، فان الاسلوب يتم تحديده بناء على موضوع العمل. وفي حالة المحاولة في استخدام اسلوب اخر غير مناسب، ستظهر نتيجته مغايرة. وبالتالي، فان النقاد يبنون نظرياتهم استنادا الى ذلك، ويكتشفون اشياء لم تكن موجودة بالاساس. فقط اتجاوب مع اسلوب حياتنا، الحياة في منطقة البحر الكاريبي.[77] | |
واشتهر غارثيا ماركيث بتركه العنان للقارىء ايضا ليكون له دورا هاما ويشاركه في بعض الافكار والتفاصيل الهامة للعمل الادبي. وعلى سبيل المثال، فان الكاتب لم يعط اسما لاحد الشخصيات الرئيسية في روايته ليس للكولونيل من يكاتبه. وهي تقنية مستمدة من التراجيديا الاغريقية مثل انتيجون واوديب ملكا، حيث تتطور بعض الاحداث الهامة خارج نطاق العرض، حيث يفسح المجال لمخيلة الجمهور.[46]
المواضيع الهامة[عدل]
غلاف رواية ذكرى عاهراتي الحزينات.
العزلة[عدل]
تتناول معظم اعمال غارثيا ماركيث موضوع العزلة. ولاحظ بيلايو ان «الحب في زمن الكوليرا، مثلها مثل غيرها من اعمال غابرييل غارثيا ماركيث تكشف عن وحدة الانسان والجنس البشري.. صورة معبرة من خلال الشعور بالوحدة في الحب والوقوع في الحب».[78]
وساله بلينيو ابوليو ميندوثا: «ان كانت العزلة هي المحور الرئيسي في كل اعمالك، من اين ينبغي علينا ان نبحث عن جذور الامر؟ في طفولتك ربما؟». فيما اجابه غارثيا ماركيث: «اعتقد انها مشكلة في العالم باثره. كل فرد لديه تكونيه الخاص ووسيلته للتعبير عن نفسه. هذا الشعور يعم اعمال الكثير من الكتاب، الا ان البعض منهم يمكنه التعبير عنه دون وعي».[24]
وفي خطاب قبوله لجائزة نوبل، «العزلة في امريكا اللاتينية»، اشار غارثيا ماركيث الى ان موضوع العزلة مرتبط بامريكا اللاتينية: «تفسير واقعنا من انماط عدة، وليس من خلالنا نحن، يجعلنا فقط نشعر في كل مرة وكاننا غرباء عن عالمنا، ونصبح اقل حرية واكثر وحدة في كل مرة».[79]
ماكوندو[عدل]
- مقالة مفصلة: ماكوندو
وياتي اختراع الكاتب لقرية «ماكوندو» على راس المواضيع الهامة الاخرى في كتابات غارثيا ماركيث.[80] واستمد ماركيث المرجع الجغرافي لماكوندو من مسقط راسه اراكاتاكا في كولومبيا للاشارة الى مدينته الخيالية التي اخترعها، الا ان تمثيل الشعب تجاوز الاطار المحدد لهذه المنطقة. فيما اضاف غارثيا ماركيث: ماكوندو ليست مجرد مكان بمقدار كونها حالة ذهنية.[24]
اصبحت هذه المدينة الخيالية معروفة في عالم الادب. ويتم استدعاء جغرافيتها وسكانها باستمرار من قبل المعلمين والسياسين والوكلاء […]. والذين يصعب عليهم التصديق انها ما هي الا محض اختراع.[81] في قصة الارواق الذابلة، وصف ماركيث واقع اوج نبات الموز في ماكوندو، والتي على ما يبدو انها تحمل فترة ازدهار واضحة خلال وجود الشركات الامريكية، وبالمثل تمثل مرحلة اكتئاب مع رحيل هذه الشركات. بالاضافة الى ان رواية مئة عام من العزلة تدور احداثها كاملة في ماكوندو تلك البلدة الخيالية من تاريخ تاسسيها الى حتى اختفائها مع اخر جيل في عائلة بوينديا.[82]
وشرح غارثيا ماركيث في سيرته الذاتية ان ولعه بلفظ ومفهوم ماكوندو جاء بعد وصفه لرحلة قام بها مع والدته في طريق عودته الى اراكاتاكا:
| توقف القطار في محطة ليس لديها بلدة، وفي وقت لاحق مر بمزرعة الموز الوحيدة على امتداد الطريق والتي كانت تحمل اسم ماكوندو على بابها الخارجي. وقد لفتت انتباهي هذه الكلمة منذ اولى رحلاته التي قد قمت بها مع جدي، ولكنني اكتشفتها كشخص بالغ واعجبني وقعها الشعري على اذني. ولم اسمعني مرة اقول ولا وددت حتى ان اتساءل عن معنى اللفظة.. وقرات عنها ذات مرة في احدى الموسوعات ان ماكوندو تعني شجرة استوائية تشبه شجرة السيبا.[15] | |
ووفقا لبعض العلماء، فان ماكوندو، المدينة التي اسسها خوسيه اركاديو بوينديا في رواية مئة عام من العزلة، لا توجد الا نتيجة لتداولها اللغوي. وياتي اختراع ماكدونا تماشيا تاما مع وجود الكلمة مكتوبة سابقا. وفي الكلمة ذاتها، وكاداة تواصل، فانها تتجلى في الواقع وتسمح للانسان بتحقيق الاتحاد مع الظروف الخارجة عن بيئته المباشرة.[83]
العنف والثقافة[عدل]
ويجدر الاشارة الى موضوع العنف في كولومبيا حتى ستينات القرن العشرين في الصراعات التاريخية والحرب الاهلية بين الحزبين الليبرالي والمحافظين، والذي ادى بدوره الى وفاة مئات الالاف من الكولومبيين. وظهر هذا العنف ملحوظا في العديد من اعمال غارثيا ماركيث مثل ليس للكولونيل من يكاتبه والاوراق الذابلة وفي ساعة نحس. وتشير هذه الاعمال الى مواقف غير عادلة عاشها العديد من الاشخاص، مثل حظر التجول والرقابة على الصحافة. وتبرز رواية في ساعة نحس،[84]بالرغم من انها ليست واحدة من الروايات الاكثرة شهرة لغارثيا ماركيث، لتصويرها العنف مع صورة مجزاة من التفكك الاجتماعي الناجم عن العنف. ويمكن القول بان «العنف في هذه الاعمال قد تحول الى قصة قصيرة من خلال عدم الجدوى الواضحة في العديد من مشاهد الدم والموت».[55]
وعلى الرغم من ان غارثيا ماركيث كان يصف الطبيعة والظلم في فترة العنف التي ضربت كولومبيا في ذلك الوقت، الا انه رفض توظيف عمله كمنبرا للدعاية السياسية. «بالنسبة له، واجب الكاتب الثوري هو ان يكتب بشكل جيد، وعمله المثالي هو ابداعه عملا روائيا يحرك القارىء من خلال مضمونه السياسي والاجتماعي، وفي الوقت ذاته لقدرته على اختراق الواقع والكشف عن جانبه الاخر».[82]
ويلاحظ ايضا في اعمال غارثيا ماركيث «ولعه بعرض الهوية الثقافية الامريكية اللاتينية وخصوصا ملامح عالم منطقة الكاريبي». وايضا محاولته تفكيك القواعد الاجتماعية الراسخة في هذا الجزء من العالم. وعلى سبيل المثال، تبرز شخصية ميمي في رواية مئة عام من العزلة كاداة لنقد الاتفاقيات والاحكام المسبقة للمجتمع. وفي هذه الحالة: هي لم تتوافق مع التقاليد التي تنص على ان «الفتيات يجب ان تكون عذارى عند الزواج»، لانها كانت على علاقة غير شرعية قبل الزواج مع ماوريثيو بابيلونيا.[55] ويمكن ايضا ملاحظة مثال اخر عن نقد العادات الاجتماعية من خلال علاقة الحب بين بيترا كوتس واوريليانو سيجوندو. وفي نهاية العمل، يزداد الحب بين بطلي العمل اكثر من الاول، وحتى بعد ان اصبحوا كهلان. وبذلك يكون غارثيا ماركيث قد انتقد الصورة المعروضة من قبل المجتمع والتي تبرهن على ان «الكهلان لا يستطيعون الوقوع في الحب بعد بلوغهم هذه المرحلة».[55]
تاثيرات ادبية[عدل]
وفي شبابه وبعد انضمامه لجروب بارانكويلا للصحفيين، بدا غابرييل غارثيا ماركيث في قراءة اعمال الكاتب الامريكي ارنست همينغوي والايرلندي جيمس جويسوالانجليزية فيرجينيا وولف، اضافة الى الكاتب الامريكي ويليام فوكنر، والذي اضاف لغارثيا ماركيث الكثير واثر في اعماله بشكل جلي. وهو الامر الذي لم يخفيه الكاتب نفسه، بل صرح به علنا في خطاب قبوله لجائزة نوبل بالاشارة اليه: «استاذي ويليام فوكنر».[79] وظهرت بعض العناصر المشابهة لاعمال فونكر، مثل الغموض المتعمد والشعور بالوحدة في واحدة من اوائل اللوح الفنية المعبرة عن الموضوع، في قصة ماركيث القصيرة نابو، الزنجي الذي جعل الملائكة تنتظر، والتي نشرها عام 1951.[82]
وبالمثل ايضا اجريت دراسة على الاعمال الكلاسيكية، ووجد ان غابرييل غارثيا ماركيث قد تاثر كثيرا باوديب ملكا للكاتب الاغريقي سوفوكليس، وهو الامر الذي عبر عنه ماركيث ذات مرة باعجابه بالاعمال التراجيدية للكاتب. اضافة الى ذلك، فان ماركيث كان قد استخدم اقتباسا من الاسطورة اليونانية انتيجون في بداية عمله المسمى الاوراق الذابلة، والتي قيل ان بنيتها تحمل تاثيرا من ازمة انتيجون الاخلاقية.[82]
وفي مقابلة اجراها مع الصحفي الكولومبي خوان جوستابو كوبو بوردا عام 1981، اعترف غارثيا ماركيث ان الحركة الشعرية المدمرة للرموز لدوافع سياسية والمسماة بالحجر والسماء عام 1939، كانت موجهة بالاساس له، مشيرا الى ان:
| في الحقيقة، لو لم توجد حركة الحجر والسماء الكولومبية ، فانني لم اكن متاكدا من ظهوري ككاتب. وبفضل هذه الهرطقة، استطعت ان اترك خلفي خطابة راسخة ومميزة، كولومبية المنشا… اعتقد ان حركة الحجر والسماء الشعرية الكولومبية ذات اهمية تاريخية كبيرة، الا انها في الوقت ذاته لم تكن معترف بها بشكل كاف… وهناك لم اتعلم كيفية توظيف الاستعارة فحسب ولكن ايضا عرفت كيف اكون اكثر حسما، اضافة الى الحماس والتجديد في الشعر، والذي كنت افتقده بدوري كل يوم عن سابقه والذي اعطاني حنين كبير للعودة الى المسار ذاته.[85] | |
الواقعية والواقعية العجائبية[عدل]
- مقالة مفصلة: واقعية سحرية
وكونه كان مؤلفا للاعمال الخيالية، فقد ارتبط اسم غارثيا ماركيث دائما بالواقعية العجائبية، حيث يعد الشخصية البارزة والمحورية لهذا النوع الادبي. ويستخدم تيار الواقعية العجائبية لوصف العناصر المليئة بالاحداث الفانتازية والاساطير جنبا الى جنب مع الانشطة اليومية والروتينية، كما هو الحال في اعمال الكاتب.
وتعد الواقعية بمثابة موضوعا هاما في اعمال غارثيا ماركيث. واشار الى انه قام بعكس واقع الحياة في كولومبيا في اعماله الاولي (عدا الاوراق الذابلة)، مثل ليس للكولونيل من يكاتبه وفي ساعة نحس وجنازة الام الكبيرة.[84] وعلى خلفية هذا الموضوع، قام بتحديد البنية المنطقية لاعماله المذكورة سلفا. واضاف: «لست نادما على كتابتهم، ولكنهم في الوقت ذاته ينتمون الى النوع الادبي الذي يتعمد عرض وجهة نظر الواقع الثابت جدا والحصري في ان واحد».[24]
وفي اعماله الاخرى، قام غارثيا ماركيث بتجربة اكثر من نهج اقل تقليدية من الواقع، بحيث يقال الاكثر فظاعة والاكثر غرابة بطريقة لا مبالية.[82] وياتي الصعود الروحي والجسدي لشخص ما الى السماء وبينما هو تاركا الملابس معلقة حتى تجف في مئة عام من العزلة من الامثلة المستشهد بها بوجه عام. ويندرج اسلوب هذا الاعمال تحت مصطلح الواقع العجائبي، والذي تبناه الكاتب الكوبي اليخو كاربنتيير، والذي تم وصفه فيما بعد بالواقعية السحرية.[86] فيما اقترح الناقد الادبي ميشيل بيل التفسير البديل لاسلوب غارثيا ماركيث، حيث تم انتقاد تصنيفهم وفقاالواقعية السحرية التي تتميز بالغرابة والديكوتومية: «والذي هو حقا على المحك هو المرونة النفسية التي لا يمكنها ان تؤثر على العالم بطريقة عاطفية خلال النهار، في حين تبقى متاحة لتلقينات نطاقات الثقافة الحديثة، من خلال منطقها الداخلي الخاص، والتي في حاجة الى التهميش او القمع».[78] وناقش الصحفي الكولومبي بلينيو ابوليو ميندوثا مع صديقه غارثيا ماركيث اعمال الاخير على نحو مشابه: «تناولك للواقع في كتاباتك.. قد تمحور الى مستوى اخر واندرج تحت مصطلح الواقعية السحرية. لدي انطباع بان قراءك الاوروبيين كثيرا ما يحذروا السحر الذي تقدمه في كل شيء. لانهم في الحقيقية لا يرون الواقع الذي يلهمك لتناول هذه الافكار. ولانه من المؤكد ايضا ان عقلانياتهم تمنعهم من رؤية الواقع الذي لا يقف فقط عند اسعار الطماطم او البيض».[24]
وخلق غارثيا ماركيث عالما قريب الشبه جدا الى عالمنا اليومي، الا انه في الوقت نفسه يختلف كليا عنه. من الناحية التقنية، هو عالم واقعي من خلال عرضه لكل ما هو حقيقي وما هو غير واقعي. ولكن بطريقة او باخرى، يتناول ببراعة الواقع والذي تتلاشى بداخله بشكل طبيعي الحدود بين كل ما هو حقيقي وكل ما هو فانتازي.[82]
ويعتبر غارثيا ماركيث ان الخيال ما هو الا اداة لحسن توظيف الواقع، وان اي عمل روائي ما هو الا تمثيل مشفر للواقع. وردا على التساؤل القائل بان كل ما كتبه يستند الى شيء واقع، اجاب: «ليس في اعمالي الروائية التي كتبتها ما لا يستند الى الواقع».[24]
جوائز واوسمة[عدل]
جائزة نوبل. نال غابرييل غارثيا ماركيث جائزة نوبل في الاداب عام 1982،[87] من الاكاديمية السويدية عن رواياته وقصصه القصيرة،[88] حيث يتم الجمع بين الخيال والواقع في عالم هادئ من غني بالخيال، مما يعكس الحياة والنزاعات داخل القارة الامريكية اللاتينية.[36] وكان خطاب قبوله للجائزة تحت عنوان «العزلة في امريكا اللاتينية».[79] يعد غابرييل غارثيا ماركيث اول شخصية كولومبية ورابع شخصية من امريكا اللاتينية تنال جائزة نوبل في الاداب، وصرح ماركيث بعدها: «لدي انطباع انه عند اعطائي الجائزة، قد اخذ بعين الاعتبار ادب شبه القارة، وانني قد منحت اياها اعترافا بكلية وشمولية هذا الادب». وحصل غارثيا على العديد من الجوائز والامتيازات والاوسمة عن مجمل اعماله وهي على النحو المبين ادناه:[55][89][90][91]
لوحة جدارية عن غابرييل غارثيا ماركيث في اراكاتاكا.
- جائزة الرواية عن عمله في ساعة نحسعام 1961.
- الدكتوراه الفخرية في الاداب من جامعة كولومبيا في نيويورك عام 1971.
- جائزة رومولو جايجوس عن روايته مئة عام من العزلة عام 1972.
- وسام جوقة الشرف الفرنسية عام 1981.
- وسام النسر الازتيك في المكسيك عام 1982.
- جائزة مرور اربعين عاما على تاسيس جروب بارانكويلا للصحفيين في بوغاتا عام 1985.
- عضو شرفي في معهد كارو وكويربو في بوغاتا عام 1993.
- متحف غارثيا ماركيث: انتهت الحكومة الكولومبية في 25 مارس عام 2024 من اعادة بناء منزل غارثيا ماركيث حيث ولد في اراكاتاكا، والذي تم هدمه منذ قرابة الاربعين عاما، وافتتحت به متحف مخصص لذكراه مع اكثر من اربعة عشر غرفة ممثلة للبيئة التي قضى بها طفولته.[92]
- وتم تكريمه ايضا باطلاق اسمه على شوارع بعض المدن مثل شرق لوس انجلوس في كاليفورنيا، وفي قطاع لاس روزاس بمدريد وفي سرقسطة في اسبانيا.
- وفي بوغاتا، قامت دار النشر صندوق الثقافة الاقتصادية في المكسيك بتاسيس المركز الثقافي الذي يحمل اسمه، وتم افتتاحه في 30 يناير عام 2008.
ارث ونقد غابرييل غارثيا ماركيث[عدل]
غارثيا ماركيث مع خورخي امادو عن يمينهوادونياس فيليو على يساره.
يمثل غارثيا ماركيث جزءا هاما في البوم الامريكي اللاتيني. ونالت اعماله العديد من الدراسات النقدية، بعضها على نطاق واسع وذات مغزى، حيث كان يتم تناول الموضوع والمحتوى السياسي والتاريخي. فيما ركزت بعض الدراسات الاخرى على المحتوى الاسطوري وسمات الشخصيات والبيئة الاجتماعية والبنية الاسطورية والاسقاطات الرمزية في معظم اعماله البارزة.[73]
وجذبت اعمال غارثيا ماركيث العديد من النقاد، فيما اشاد العديد من الباحثين باسلوبه وابداعه الخاص. وعلى سبيل المثال، قام الكاتب التشيلي بابلو نيرودا، الحائز على جائزة نوبل، بتناول عمله مئة عام من العزلة، واصفا اياه: «بانه اعظم انجاز في تاريخ اللغة الاسبانية منذ كتابة ثيربانتس لروايته دون كيخوطي في بدايات القرن السابع عشر».[53]
انتقد بعض النقاد غارثيا ماركيث لافتقاره الخبرة الكافية في الساحة الادبية، وانه فقط يكتب عن تجاربه الشخصية والخيال. وبهذه الطريقة، فانهم ارتاوا ان اعماله يجب الا تكون ذات قيمة. وردا على ذلك، فقد ذكر غارثيا ماركيث ان يتفق معهم احيانا في كون الالهام لا يات من الكتب ولكن من الموسيقى.[53] ومع ذلك، ووفقا لكارلوس فوينتس ، فان غارثيا ماركيث اكتسب واحدة من من اعظم ملامح الخيال الحديثة؛ حيث تبدا عملية تحرير الوقت من خلال الافراج عن لحظة بدءا من اللحظة التي تسمح للانسان بان يعيد اكتشاف نفسه وزمنه.[93] وعلى الرغم من كل ذلك، لا يمكن لاي شخص ان ينكر الدور الذي لعبه غارثيا ماركيث في تجديد واعادة الصياغة والسياق في الادب والنقد في كولومبيا بوجه خاص وفي القارة الامريكية اللاتينية بوجه عام.[94]
نشاطه السياسي[عدل]
التشدد وايديولوجيته[عدل]
وعندما سئل غابرييل غارثيا ماركيث عام 1983: «هل انت شيوعي؟»، اجاب الكاتب: «بالطبع لا. انا غير ذلك ولم اكن كذلك سابقا. ولم اشكل طيلة حياتي اي جزءا من اي حزب سياسي».[95][96] وحكى غارثيا ماركيث لصديقه بلينيو ابوليو ميندوثا: «اريد ان يصبح كل العالم اشتراكيا، واعتقد انه عاجلا ام اجلا سيكون كذلك».[97] ووفقا لانخل استبن وستيفاني بانيتشيلي: «فان غابو يقصد بالاشتراكية نظام من التقدم والحرية والمساواة النسبية»، حيث يمكن للمعرفة ان تشير الى الحق والباطل في ان واحد (حيث التلاعب بالالفاظ الذي استخدمه كلا الكاتبين لعنونة فصل من كتابهما اذا كانت المعرفة لا تشير الى الحق، فمن المؤكد انها تشير الى الباطل).[23] وسافر غارثيا ماركيث الى العديد من البلدان الاشتراكية مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا والمانيا الشرقية والاتحاد السوفيتي، والمجر، وبعد ذلك قام بكتابة العديد من المقالات، موضحا عدم اتفاقه مع كل ما يجري هناك.[98] وفي عام 1971، وفي مقابلة اجراها مع مجلة ليبري (الراعية له) صرح غارثيا ماركيث: «ما زلت اعتقد ان الاشتراكية هى الامكانية الحقيقية، والحل المناسب لامريكا اللاتينية، وانها بحاجة الى التشدد بفاعلية اكثر».[99]
وفي عام 1959، كان غارثيا ماركيث مراسلا في وكالة انباء بريلا (برنسا لاتينا) في بوغاتا، التي انشاتها الحكومة الكوبية بعد انطلاق الثورة الكوبية، لتكون مصدرا معلوماتيا عن الاحداث في كوبا. وهناك «كان لابد من تقديم التقارير بطريقة موضوعية عن الوضع في كولومبيا، وفي الوقت ذاته نشر المعلومات عن كوبا. وكان عمله ينصب على كتابة وارسال الانباء الى هافانا. وكانت المرة الاولى التي يكتب فيها غارثيا ماركيث عن الصحافة السياسية».[23] وفي وقت لاحق في عام 1960، قام غارثيا ماركيث برفقة صديقه بلينيو ابوليو ميندوثا بتاسيس مجلة سياسية، العمل الليبرالية، والتي افلست بعد نشرها لاول ثلاثة اعداد.[100]
صداقته مع فيدل كاسترو[عدل]
- مقالة مفصلة: فيدل كاسترو
بلينيو ابوليو ميندوثا.
تعرف غابرييل غارثيا ماركيث عى فيدل كاسترو في يناير عام 1959، الا ان صداقتهم كانت قد تشكلت بعد ذلك حينما عمل غارثيا ماركيث مراسلا في برنسا لاتينا وكان يسكن وقتها في هافانا وكانوا يرون بعضهما عدة مرات. وبعد ان تعرف على كاسترو، «اقتنع غابو ان هذا القائد الكوبي يختلف كليا عن الزعماء الاخرين والابطال والطغاة والاوغاد الذين ذكروا في تاريخ امريكا اللاتينية بدءا من القرن التاسع عشر. اضافة الى ذلك، استشف غارثيا ماركيث انه من خلال هو فقط بامكان الثورة الكوبية، والتي لا تزال في بدايتها، ان تجني ثمارها في البلدان الاخرى في امريكا اللاتينية».[23]
ووفقا لاستبن وبانيتشيلي: ممارسة السلطة هي واحدة من امتع المكافات التي يشعر بها الانسان. وفكر كلاهما انه هذه هي الحالة التي شعر بها غارثيا ماركيث مع كاسترو. ولذلك فقد شكك كل منهم في الصداقة بين غارثيا ماركيث وكاسترو، وتسائلا هل هي نتيجة اعجاب غارثيا ماركيث بالسلطة.[23] ويرى الصحفي الارجنتيني والمنتمي لحرب العصابات خورخي ريكاردو ماسيتي ان غابرييل غارثيا ماركيث هو الرجل الذي يعجبه الظهور في الساحة السياسية.[23]
فيما يرى الروائي الكوبي ثيسار ليانتي ان غارثيا ماركيث لديه بعض الولع بالتودد الى زعماء امريكا اللاتينية. واضاف ايضا: «الدعم غير المشروط من غارثيا ماركيث الى كاسترو يندرج الى حد كبير تحت مجال التحليل النفسي […] حيث الاعجاب الذي احسه مربي البطريك، دائما وعلى نحو غير مناسب بزعماء امريكا اللاتينية، وهم الافراد الذين يكونون التشكيلات العسكرية غير النظامية في بلادهم». واردف ليانتي ان وضع غارثيا ماركيث في كوبا يعد «وكانه اشبه بوزير الثقافة، رئيسا للتصوير السينمائي او سفيرا مفوضا، ليس لوزارة الشؤون الخارجية، ولكن مباشرة لكاسترو، والذي كان يوظفه للقيام ببعض المهام الدقيقة والحساسة التي لا تخضع لنطاقه الدبلوماسي».[101] فيما لقب الكاتب والصحفي الاسباني لويس سيبريان ب رسول السياسة، بسبب مقالاته.[98]
ويرى البريطاني جيرالد مارتن، الذي نشر عام 2008 اول كتاب سيرة ذاتية معتمدة للروائي، ان غارثيا ماركيث يشعر «بحالة من الانبهار غير العادي جراء تقربه من زعماء السلطة». واضاف قائلا: «كان يريد دائما ان يكون شاهدا على السلطة، ويجدر الاشارة الى ان هذا الانبهار لم يات محض صدفة، ولكنه كان يتبع اهداف محددة». وذكر ايضا ان الكثير من الاشخاص يعتبرون قربه من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو امرا مبالغا فيه.[45] واردف مارتن ان الكاتب ارتبط ايضا بالعديد من الشخصيات السياسية البارزة مثل علاقته مع فيليبي جونثاليث، رئيس الحكومة الاسبانية السابق او بيل كلينتون، الرئيس الامريكي السابق، ولكن الجميع يحدق النظر فقط في علاقته مع كاسترو.[102]
ومن ناحية اخرى، اشار الدبلوماسي والصحفي وكاتب السير الذاتية والاب الروحي للكاتب الحائز على جائزة نوبل، بلينيو ابوليو ميندوثا الى ان: «غارثيا ماركيث هو صديق كاسترو، ولكن لا اعتقد انه من المؤيدين لنظامه، لاننا كنا نزور العالم الشيوعي وكنا نشعر بخيبة امل كبيرة».[103]
الوساطة والدعم السياسي[عدل]
شارك غارثيا ماركيث كوسيطا في محادثات السلام التي تمت في كوبا بين جيش التحرير الوطنيELN والحكومة الكولومبية، وايضا بين حكومة الرئيس الكولومبي السابق بيليساريو بيتانكوروحركة 19 ابريل. وبالمثل شارك في عملية السلام بين حكومة اندريس باسترانا والقوات المسلحة الثورية الكولومبية، فارك، الا انها قد باءت بالفشل حتى هذه اللحظة.[104]
وفي عام 2006، انضم غارثيا ماركيث الى قائمة الشخصات الامريكية اللاتينية البازرة الى جانب اقرانه مثل الشاعر الكوبي بابلو ارماندو فرنانديث والكاتب الارجنتيني ارنستو ساباتو والشاعر الاوروجواني ماريو بينديتي والروائي الاوروجواني ادواردو غاليانو والشاعر البرازيلي تياجو دي ميلو والمفكر الديني البرازيلي فري بيتو والكاتب المكسيكي كارلوس مونسيبايس والعازف الكوبي بابلو ميلانس وكاتبة بورتوريكو انا ليديا بيجا والروائية الكوبية مايرا مونتيرو والكاتب المسرحي البورتوريكي لويس رافائيل سانشيث، الذين دعموا استقلال بورتوريكو، من خلال تمسكهم ب اعلان بنما، والذي اقر بالاجماع في نوفمبر 2006 خلال مؤتمر مجموعة دول امريكا اللاتينية والكاريبي لاستقلال بورتوريكو.[105]
الطابع السياسي في اعماله[عدل]
جوستابو روخاس بينيا (رئيس كولومبيا ما بين عامي 1953 و 1957).
تلعب السياسة دورا هاما في اعمال غارثيا ماركيث، حيث كان يستخدم العديد من النماذج المجتمعية ذات الطابع السياسي من مختلف الدول لابراز وجهة نظره ومعتقداته ببعض الامثلة الملموسة، على الرغم من كونها خيالية. وهذا التنوع في الطرق التي يقدمه غارثيا ماركيث بتمثيل السلطة السياسية هو نموذج على اهمية السياسة في اعماله. ويمكن استخلاص هذه النتيجة من اعماله وهي ان «السياسة يمكنها ان تتجاوز نطاق المؤسسات الخاصة بالسلطة السياسية».[22]
وعلى سبيل المثال، يظهر في روايته مئة عام من العزلة مكان ما، «لا زال ينقصه وجود اي قوة سياسية موحدة، وبالتالي لا يوجد قانون يمكن التصويت عليه وسنه في الكونغرس وبمباركة الرئيس ذاته، والذي بدوره يمكن ان ينظم العلاقات بين الرجال، بينهم وبين السلطة العامة وتاسيس وتفعيل هذه السلطة».[22] وفي المقابل، ظهرت الديكتاتورية كنوعا من تمثيل النظام السياسي في رواية خريف البطريك، حيث يصبح الزعيم شخصا مثيرا للاشمئزاز وفاسدا ومتعطشا للدماء، وبيده سلطة غير عادية، حيث يخشاه الجمع، وصلت الى تساؤله عن الوقت، وتمت اجابته، هي طوع لك يا سيدي الجنرال وكما تامرها تكون.[22]
في حين ان رواية غارثيا ماركيث الاولى التي كتبها في ساعة نحس ربما تعد اشارة الى ديكتاتورية جوستابو روخاس بينيا. وفي الوقت ذاته، تمثل توترا سياسيا وقمعا لقرية ريفية، يتطلع اهلها الى تحقيق الحرية والعدالة، ولكن دون جدوى لكلاهما.[56]
اعماله[عدل]
- مقالة مفصلة: ملحق:قائمة المراجع في غابرييل غارثيا ماركيث
الحكايات والقصص القصيرة[عدل]
|
|
|
|
تجميعات[عدل]
|
|
اعماله الصحفية[عدل]
- نصوص ساحلية (1981)
- بين السياسين (1982)
- من اوروبا وامريكا (1983)
- مجانا (1984)
- ملاحظات صحفية (1991)
وقائع وريبورتاج ومقالات[عدل]
|
|
المسرحية[عدل]
- خطبة لاذعة ضد رجل جالس (1988)
سيناريوهات الافلام السينمائية[عدل]
- الاختطاف (1982)
- ايرينديرا البريئة (1983)
الروائية[عدل]
|
|
سيرة ذاتية[عدل]
- عشت لاروي (2002)
- عاصمةتشيلي
- ركيث
- من كاتب روايةمئة عام من العزلة