افضل مواضيع جميلة بالصور

فتاتي الحبيبة

اسم الكاتبه :
Betty Neels

اسم القصة الاصلي
AGirl in a Million

تمنت لين ان تجف الدموع المنهمرة فوق كلمات الرسالة قبل ان تختلط الكلمات بالدموع…
وفي صباح يوم الثلاثاء وبعد ان تناولت الفطور بسرعة رتبت حقيبتها ووضعتها في المدخل الرئيسي في غرفة المعاطف قرب مكتب الاستقبال. ثم عادت الى غرفتها من جديد تعيد النظر في محتوياتها وتتاكد من انها لم تترك خلفها شيئا من اغراضها. اقفلت الغرفة لاخر مرة ونزلت السلالم تريد ان تسلم المفتاح.
كان كريس يقف مع مجموعة من الناس في المدخل الرئيسي للمبنى. يداه في جيوبه ويبدو عليه الارتياح والسعادة. وربما احس بوجودها لانه التفت ناحيتها ورفع يده عليه محييا وبدا يمشي باتجاه السلالم لملاقاتها. ولكنها اسرعت ترتقي السلالم من جديد، واحتمت في غرفتها. لقد سرت لان المفتاح لا يزال في حوزتها. دخلت تلهث وقد انقطع نفسها من صعود السلالم بسرعة وارتمت فوق السرير. كانت ضربات قلبها تسرع وقد اضطرب نبصها.
رات ان تبقى في غرفتها حتى يحين موعد بدء المحاضرة ومن ثم تنزل ببطء الى قاعة المحاضرات وتنضم للمستمعين دون ان تلفت اليها الانظار.
وهكذا فعلت. نزلت وجلست بالقرب من جون هلويك. ونهض عريف المؤتمر فعرف المحاضر الاول. نظر اليها جون مبتسما وهو يؤنبها على تاخيرها، ثم اشار الى المنصة حيث جلس كريس بين المحاضرين وقال:
-اليس هذا صديقك؟
هزت لين راسها موافقة.
هل لاحظ كريس تاخرها؟ لا تعرف! حاولت جاهدة ان لا تنظر الى المنصة حيث يجلس حتى لا تلتقي نظراتهما. وظلت تحق في الصفحة الفارغة امامها بينما كان المحاضر يتلو محاضرته. سجلت بعض الملاحظات التي وجدتها مفيدة، ولكنها لم تكن جديدة عليها. وبعد ان انتهى من محاضرته، صفق له الحاضرون واغتنمت لين هذه الفرصة فنظرت بسرعة الى المنصة. كان كريس ينظر اليها نظرة تساؤل مستغربا تصرفاتها وقد وجمت واجفلت وازدادت ضربات قلبها سرعة.
نهض عريف المؤتمر من جديد وعرف كريس قائلا:
-نختتم المؤتمر بمحاضرة الاستاذ كريستوفر يورك وعنوانها: لنعط اللغة الانكليزية الحياة…
نهض كريس وبدا يتكلم بطلاقة وثقة. كانت اين تراقبه وقد تبخرت كل مقاومة او تصميم على كرهه. بل على العكس وجدت انها تشعر بفخر واعتزاز كبيرين. كان متمكنا من قوله وقد سيطر سيطرة تامة على انتباه المستمعين وتفكيرهم.
بدات الكلمات تدخل عقلها الواعي. لم تصدق اول الامر ما كانت تسمع. كانت تنظر اليه مشدوهة وتحاول ان تقرا تحركات شفتيه بعينيها حتى تفهم كل كلمة ينطق بها.
كانت كل افكاره تدعم افكارها، وكل ارائه في طرق التعليم الحديثة هي نفس ارائها. لقد بذل جهده في تطوير التفكير الجديد لمعلمي اللغة، وحثهم على تقبل الوسائل الحديثة في التدريس. ودعم جهود المعلمين المتخرجين حديثا والذين يكابدون الامرين في محاولتهم تطوير طرق واساليب التعليم بعقلية جديدة رغم المعارضة.
ولفت النظر الى معارضة الاهالي وكذلك الى معارضة المعلمين التقليديين الكبار والذين يجدون صعوبة في تغيير طرقهم واتباع الطرق الحديثة. لقد امن بكل شيء كانت تؤمن به هي في الماضي، وكانت تظن انه يعارضه بل ينعته بطيش الشباب وتهوره.
نجح في ان يجعل الحياة تدب في المؤتمر كله من خلال محاضرته. ثم اكمل يقول:
-انني مفتش في وزارة التربية واستطيع ان ارى الموضوع برمته بشكل عام. انني اراقب الجميع (ضحك المستمعون لتعليقه). يجب ان ترتكز اللغة على وسائل تعليمية حديثة. عليها ان تنطلق بعيدا عن الطرق التقليدية المتبعة والتي عفى عليها الدهر. علينا ان نلتفت الى الطرق الحديثة في التفكير والبحث. وما هو دور المعلم هنا؟ من الواضح انه ليس انسانا اليا (ضحك الجميع لهذا التشبيه) درب على ايصال معلومات معينة ومبرمجة. يحمل الطبشور في يده وصوته مرتفع ويملك القليل من الخيال. بل هو المرشد والقائد والمراقب، تقع على عاتقه مهمة اذكاء الانتباه وارساء الاهداف السامية واستعمال الخيال الواسع في البناء والعطاء. على المعلم ان يملك الارادة ليستطع التغيير. عليه ان يؤمن بالاراء الجديدة دون شك.
ثم ختم محاضرته قائلا:
-ان طرق تعليم اللغة يجب ان تتبدل. علينا ان نتخلى عن الطرق التقليدية القديمة البالية ونرتكز على اسس جديدة تتمشى وحاجات الجيل الجديدة… جيل الانفتاح والتكنولوجيا… جيل عصر الفضاء.
جلس كريس مكانه خلف المنصة وسط التصفيق الحاد المتواصل. هلل له بعض الاساتدة من الشباب مستبشرين خيرا بمساندته العلنية لهم ووقوفه الى جانبهم في هذا الموضوع الشائك.
وصفقت لين اعجابا. نظرت اليه والتقت نظراته المتسائلة. ابتسمت له ابتسامة عريضة كانها تقول له: اشكرك كثيرا لدعمك المعنوي لي. لقد رددت الي ثقتي بنفسي وايماني بطرقي في التدريس.
وبعد ان هدا التصفيق نهض عريف المؤتمر واعلن انتهاء المؤتمر التربوي وتمنى ان يكون الجميع قد استفادوا بطريقة او باخرى من ايام المؤتمر الخمسة الماضية.
تركت لين مقعدها وخرجت مع الاخرين. واخبرت جون الذي كان يمشي خلفها انها ستاخذ القطار على الفور. خاب امله كثيرا لانها لن تتناول طعام الغذاء برفقته كما كان يتمنى.
-اعطيني عنوانك يا لين. ربما نلتقي في يوم من الايام مع انني اعتقد انك ستتزوجين في القريب العاجل. ومن الواضح الان ان خطيبك يوافقك الراي في كل افكارك بصدد التعليم.
صعقتها كلماته وشعرت ببعض التشنج والانفعال. اخيرا… تتوافق اراؤها مع ارائه في وسائل وطرق التعليم الحديثة. ضحكت ضحكة هستيرية وقالت:
-اوه. لا اعرف… ولكنني ساعطيك عنواني.
زكتبت له عنوانها في كنت على غلاف برنامج المؤتمر.
صافحته مودعة وحملت حقيبتها من غرفة المعاطف الى سيارة الاجرة التي كانت تنتظرها في الخارج، بعد ان سلمت مفتاح غرفتها والرسالة التي كتبتها لكريس الى السكرتيرة. ورجتها ان تسلمها له بعد الغداء. نظرت حولها تتاكد من ان كريس لم يرها. ثم دخلت السيارة واعطت السائق وجهة سيرها وارتمت فوق المقعد مجهدة…
جلست لين في القطار شاردة ساهمة وهو يسرع باتجاه الجنوب. كانت كريشة في مهب الريح تتقاذفها شتى الافكار. تذكرت كلمات الاغنية التي كتبها الشاعر الهندي طاغور والتي تقول:
-لا تذهبي يا حبيبتي دون ان تخبريني….
رددت كلمات الاغنية في عقلها وامتلات ماقيها بالدموع. لقد ذهبت دون ان تخبره…
كانت عواطفها كالبحر الهائج تتصارع في داخلها، وفي عقلها اسئلة متعددة لا تجد لها اجوبة: لماذا لم يخبرها بخبر خطوبته لانجيلا؟ لماذا كان يتهرب من الاجابة عن اي سؤال حول علاقته بها؟ لماذا نفى حقيقة خاتم الخطوبة الذي كان في اصبعه؟
كانت لين تحدق عبر النافذة ولكنها لا ترى شيئا. وكان الركاب يمرون بها دون ان تلحظهم.
كان تفكيرها ينصب على كريس: ربما يكون قد انتهى من تناول غدائه، وهو ينتظرها الان في المدخل الرئيسي. كيف سيكون شعوره عندما لا يجدها؟ هل سيغضب او يثور؟ هل سيفقد رباطة جاشه؟ هل سيسر لانه لن يتكبد مشقة احتمال رفقتها لساعات عديدة ولمسافات طويلة؟
شعرت بالجوع يداهمها. بحثت في حقيبة يدها عن اي شيء تاكله، ووجدت قطعة شوكولاته صغيرة في زاوية حقيبتها. اكتفت بها وفضلت ان لا تتكلف مشقة السير الى مقصورة الطعام. اغمضت عينيها من شدة التعب والالم وغفت لفترة طويلة. واستفاقت قبل قليل من وصول القطار الى المحطة الرئيسية في لندن.
دخلت الحمام وغسلت وجهها بالماء البارد، وحاولت ان ترتب زينتها وتمشط شعرها وبذلك انتعشت قليلا. وبعد ان وصل القطار الى المحطة الرئيسية في لندن.
دخلت الحمام وغسلت وجهها بالماء البارد، وحاولت ان ترتب زينتها وتمشط شعرها وبذلك انتعشت قليلا. وبعد ان وصل القطار الى المحطة نزلت تحمل حقيبتها واتصلت هاتفيا بمنزل والديها لتخبرهما بوصولها قبل الموعد.
دخلت منزل والديها وهي متعبة ومجهدة، وارتمت بين احضان والدتها.
-يبدو عليك الارهاق يا صغيرتي.
نظرت والدتها ورات دموعها تملا ماقيها.
-كنت انتظر ان اراك في حال افضل بعد قضاء عطلة قصيرة في المؤتمر التربوي. تعالي اخبريني ما الامر؟
اطل والدها من مكتبه ورحب بها قائلا:
-اهلا وسهلا يا صغيرتي. انني كالعادة في مكتبي اصحح دفاتر تلاميذي. اخبريني هل كان المؤتمر ناجحا؟
-نعم. كان المؤتمر جيدا ولكنه لم يحقق غايته المنشودة.
قالت والدتها بتعجب:
-لماذا انت متعبة الى هذا الحد؟ هل من مشكلة؟
-لا يا اماه. اريد فنجانا من الشاي. ساصعد الى غرفتي وافرغ حقيبتي بينما تحضرين لي الشاي.
-طبعا. ساحضر الشاي الى غرفتك.
امطرها والدها وابلا من الاسئلة حول المؤتمر والمحاضرات. وتحدثت معه بطلاقة وعفوية وقد ساعدها الحديث على استعادة توازنها.
احضرت والدتها الشاي ووضعته قربها فوق المنضدة وجلست قائلة:
-هيا يا لين. تكلمي واخبريني القصة بحذافيرها.
-اعتقد يا اماه انني لن استطيع ان اخفي عنك اي شيء…
وببطء واختصار اخبرتها لين مقاطع متفرقة من القصة. اختلطت الحقيقة على والدتها لانها سمعت اجزاء من الحقيقة ولم تسمع الحقيقة الكاملة. ولكنها لم تستفسر منها او تطلب المزيد من التفاصيل بل فضلت ان تتركها على هواها. حاولت ان تهدئ من روعها وابدت بعض الشفقة على حالها والامل في عودة المياه الى مجاريها بينها وبين المفتش. ولكن لين كانت تعرف حق المعرفة ان القصة بالنسبة لها انتهت وانطوت صفحتها الى الابد.
شعرت لين بتحسن كبير في نفسيتها بعد ان افرغت جبعتها والقت ببعض همومها على كتفي والدتها. ثم التفتت اليها واخبرتها ان الجوع قد تمكن منها كثيرا. هللت والدتها فرحا واسرعت تطمئن صغيرتها قائلة:
-لا تحزني يا صغيرتي. ستنسين هذا الرجل مع الوقت. في المستقبل ستتساءلين لماذا احببته؟ لقد المك كثيرا. لم يكن صريحا معك، ولا يستاهل حبك ومن الافضل ان تخرجي من حياته.
هزت لين راسها موافقة وابتسمت لراي والدتها.
نامت تلك الليلة ملء جفونها. كانت احلامها كلها تقتصر على كريس. جرحها لا يزال ينزف ومع مرور الزمن ستشفى من جراحها. وربما ستبقى علامات ظاهرة لهذا الجرح، لكنه سيلتئم وستطوي الايام ذكرى كريس كذلك.

 

السابق
ماحكم وضع اسم الميت على القبر
التالي
عمل ايميل ياهو 2024