الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين…
اما بعد:
فلما كانت الدعوة الى الله عز وجل تحتاج من الداعية حسن التعامل والسياسة مع من يتعامل معه؛ لذلك اعتنت المؤسسات التربوية بهذا الموضوع وقدمته للمنتمين اليها, تحت عنوانين عدة تندرج ضمن هذا الموضوع , وكان اصل هذا الموضوع دورة القيت على مجموعة من الطلاب .
وكان من فضل الله علي ان يسر لي نسخة من مادة الدورة فقمت بكتابتها والاضافة عليها وترتيبها اسال الله ان يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم. انه جواد كريم.وبعد:
فان موضوع فن التعامل مع الانسان – كبير جدا – تعتني به كل الشعوب في العالم ومن بينها الشعوب الاسلامية .
ولدى الغربيين معاهد خاصة يدرس فيها ما يسمى بالمهارات الاجتماعية. كيف يتحدث الانسان؟ كيف يكسب الثقة بنفسه؟ كيف يكون لبقا في الحديث مع الناس؟. والاسلام فيه الكثير من كنوز الاداب ,ومنها اداب التعامل ,وقد اعطينا القدوة من الانبياء وخاتمهم رسول الله عليهم الصلاة والسلام جميعا.
ولكن المسلمين لم يستطيعوا ان يستفيدوا منها ولم يتجاوزوا حتى الان مرحلة التنظير (مرحلة الفكر) يقال: من اداب الصحبة كذا, ومن اداب العشرة كذا, ومن اداب الحديث كذا. وقليل من الناس من يتدرب ويدرب قومه. فليس هناك تدريب عملي الا نادرا فالقالب هو التعليم وليس التربية, والتدريب العملي هو المطلوب (1) .وهو محور الكلام في هذا البحث:
عناصر البحث:
• اختلاف الطباع واساليب التعامل .
• التعامل مع الانسان .
• الدوافع التي تحرك المسلم الى حسن التعامل .
• قواعد ثابتة في التعامل .
• الطعم المناسب هو الذي يصطاد السمك.
• كيف تكسب الاخرين وتؤثر في الناس ؟ (اساليب التعامل).
• خاتمة.
اولا : اختلاف الطباع واساليب التعامل:
الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفوا الطبائع والرغبات والميول. روى مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا, والارواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف” (2).
وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال:”ان الله خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض, فجاء بنو ادم على قدر الارض, فجاء منهم الاحمر والابيض والاسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب” (3).
وتمثل بعض الشعراء بهذا المعنى, فقال:
الناس كالارض ومنها هم *** فمن خشن الطبع ومن لين
فجندل تدمى به ارجل *** واثمد يوضع في الاعين
ويعلم بداهة ان معاملة هذه الاختلافات معاملة واحدة لا يستقيم. فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسن مع هذا لا يجمل مع غيره. لذا قيل:(خاطبوا الناس على قدر عقولهم ).
فكان شانه صلى الله عليه وسلم في تربية اصحابه وتعليمهم ان يراعي احوال من يتعامل معهم وينزل الناس منازلهم.ففي فتح مكة امر الرسول صلى الله عليه وسلم المنادي ان يعلن في الناس ان من دخل المسجد الحرام فهو امن, ومن دخل بيته فهو امن, ومن دخل دار ابي سفيان فهو امن…, الا ترى ان دار ابي سفيان لم يكن لها ما يميزها عن دور اهل مكة, وان دخول هذه الدار او غيرها سيان ؟.
ومنها توزيعه صلى الله عليه وسلم بعض اموال الغنائم والفيء على اناس دون اناس.وكذلك تقسيمه الاعمال والمهام على اصحابه كل بحسبه، فما اوكل الى حسان غير ما اوكل الى معاذ ويصح ذلك مع ابي بكر وعمر و صهيب وخالد وبقية الصحابة رضي الله تعالى عنهم اجمعين.
انها المعرفة بنفسيات الناس وما يطيقون وما يحبون ,ومعرفة الدخول الى قلوبهم (4) .
ثانيا :التعامل مع الانسان:
الانسان كما هو معلوم مكون من عدة قضايا ,فهو ليس الة من الالات, وانما هو انسان بروحه وجسمه وعقله ومشاعره وهو محتاج لتغذية هذه الامور كلها .وبعض الناس يخطئون عندما يتعاملون مع الانسان في الجانب الدعوي مثلا: اذ يتعاملون مع الفكر فقط او الفعل فقط دون ان يهتموا بمشاعر الانسان الذي يتعاملون معه. كاصحاب المصانع الذين يتعاملون مع الجسم: كم ينتج ؟ كم ساعة يعمل ؟, ويهملون جانب الفكر وجانب العقل وجانب المشاعر.
كثير من الناس يهملون جوانب وقضايا من قضايا التعامل مع الانسان, ولكن لابد من التركيز عليها كاملة حتى يكون التعامل مع الانسان شاملا ومؤثرا. هذا التعامل الذي اكتب عنه يختلف الاثر الناتج عنه بحسب محتوى الكلام, او طريقة الكلام, او السلوك المصاحب للكلام, فقد يقول انسان كلاما معينا تحس منه ان هذا الانسان يقوله من قلبه, واخر يقول الكلام نفسه غير انك تحس انه يقوله من فمه . شخص يقول: جزاك الله خيرا. وثان يقول: الله يجزيك الخير (5). وثالث يقول: جزاك الله خيرا (6).
فستشعر ان الثاني والثالث يقولان الكلمة من قلبيهما, وهذا يحتاج الى تدريب و الى ممارسة, فانسان يكلمك وهو ينظر اليك فهو يحترمك ويقدرك, فهذا يختلف عن انسان يكلمك وهو ينظر الى ورقة امامه او الى مكان اخر, حتى اذا سكت عن الحوار قال لك : تفضل اكمل وهو ينظر الى الارض مثلا. ان هذا غير مهتم بك.
تلك امثلة متعلقة بالسلوك المصاحب للكلام (7).
وهناك امثلة تتعلق بمحتوى الكلام او طريقته او كيفية التعامل العملي مع الناس تاتي ان شاء الله ضمن البحث والمهم ان يتم التدريب العملي على كيفية التعامل.
ثالثا : الدوافع التي تحرك المسلم الى حسن التعامل:
اولا: ان يكون من خير الناس او خيرهم:
فالمسلم يبحث عن رضا الله ومحبته, وان تتحقق الخيرية في نفسه ويكون من خير الناس او خيرهم.يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :”خير الناس احسنهم خلقا” (8) فالمسلم لايحسن خلقه ليكسب مصلحة,انما لكسب رضا الله عز وجل, وهنا تستمر الاخلاق سواءا رضي الناس ام لم يرضوا , تحسنت العلاقة ام لم تتحسن , كسب الود ام لم يكسب ,فالاجر ثابت على اية حال, وهذا هو ضمان الاستمرارية. ويقول صلى الله عليه وسلم :” ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار ” (9) ,ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :”المؤمن يالف ويؤلف ولاخير فيمن لا يالف ولا يؤلف , وخير الناس انفعهم للناس ” (10) .
ثانيا: الاخلاق الحسنة مامور بها :
ان الله سبحانه وتعالى امرنا ان نلتزم الحكمة في التعامل مع الناس وهذا عين العقل. يقول الله عز وجل: “ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين “.
والموعظة الحسنة هي محتوى الكلام الذي يدعو الى شيء طيب .
وقد وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بانه لين الجانب, وهو ان لم يكن كذلك لخسر الناس ولانفضوا من حوله وهم الصحابة رضي الله عنهم وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ,فلم يقل صلى الله عليه وسلم من اراد فليات ,ومن لم يرد فلا يهمنا امره,انما كان حريصا عليهم. يقول تعالى:”فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك”. اي لو كنت يامحمد يا رسول الله فضا غليظ القلب لا نفضوا من حولك “فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ” فان من وسائل المعاملة الحسنة: ان تعفو عنهم, وتستغفر لهم. اي: ان تتجاوز عن الاخطاء وتغض الطرف عنها وتستغفر لهم. فتلك وسيلة من وسائل تشجيعهم وتنمية السلوك الطيب فيهم. وتشاورهم في الامر اي: تحترم رايهم وتقدرهم وتعطيهم شيئا من القيمة عندما تتعامل معهم, فما اسهل الناس وانت تشاورهم, وما اقربهم منك وانت تقدرهم. يقول ميمون بن مهران:”التودد الى الناس نصف العقل ” فالذي يتودد الى الناس يعتبر مسلكه هذا نصف العقل ولكن بشرط ان يكون ودودا وعاقلا (11).
رابعا: قواعد ثابتة في التعامل:
هناك قواعد ثابتة ومشتركة بين كل شعوب العالم وهي تنطلق من الفطرة, يستوي التعامل فيها مع المسلم وغيره . لنتعلم هذه القواعد او بعضها حتى نمارسها عمليا وقد تمتد تلك الممارسة الى سنوات حتى نتخلص من طبع سيء يكرهه الناس, او نكتسب طبعا طيبا يحبه الناس فمن هذه القواعد المشتركة:
1 ان حديثنا وموضوعنا عن التعامل مع الاسوياء من الناس, اما الشواذ فتكون لهم معالجة فردية. فالسوي من اذا اكرمته عرف المعروف, والشاذ من يتمرد اذا انت اكرمته.
اذا انت اكرمت الكريم ملكته *** وان انت اكرمت اللئيم تمردا
2 تختلف طريقة التعامل تبعا لاختلاف العلاقة: الوالد مع ولده, الزوج مع زوجته, الرئيس مع مرؤوسه, والعكس.
3 ان التعامل يتغير باختلاف الافهام والعقول. فالرجل الذكي الفاهم الواعي تختلف طريقة تعامله عن الشخص الاخر المحدود العقل المحدود الفهم المحدود العلم, فالحديث معه يكون مناسبا لطبيعته وقدرته على الفهم.
4 يختلف اسلوب التعامل ايضا باختلاف الشخصية. فطريقة التعامل من شخص شكاك وحساس تختلف عنها مع شخص سوي, فالطريقة تختلف باختلاف الشخصيات والصفات التي تكون بارزة فيهم.
خامسا: الطعم المناسب هو الذي يصطاد السمك:
يقول المؤلف دايل كارنيجي:”من هواياتي ان اصطاد السمك, وبمقدوري ان اجعل الطعم الذي اثبته في السنارة افخر انواع الاطعمة, لكني افضل استعمالي طعوم الديدان على الدوام, ذلك انني لا اخضع في انتقاء الطعوم الى رغبتي الخاصة, فالسمك هو الذي سيلتهم الطعم… وهو يفضل الديدان فاذا اردت اصطياده قدمت له مايرغب فيه .
والان . لماذا لا نجرب الطعوم مع الناس ؟
لقد سئل لويد جورج السياسي البريطاني الداهية, عما ابقاه في دفة الحكم مع ان معاصريه من رجال الدول الاوربية الاخرى لم يستطيعوا الصمود مثله, فقال: ( انني الائم بين ما اضعه في السنارة وبين نوع السمك ).
والواقع ان “الطعم” هذا مهم للغاية… ذلك ان علاقتك مع الاخرين تهمهم ايضا بقدر ما تهمك انت, فحين تتحدث اليهم حاول ان تنظر بعيونهم, وتعبر عما في نفسك من زاويتهم وبمعنى اخر ابد لهم اهتمامك بهم , اكثر من اهتمامك بمصلحتك الشخصية, اجعلهم يتحمسون لما تريد منهم ان يفعلوه عن طريق اتخاذ الموقف من جانبهم ” (12) .
سادسا: اساليب التعامل مع الناس :
في هذا العنصر اتطرق الى بعض القضايا التي يحبها الناس وبعض القضايا التي يكرهونها, وتؤثر فيهم سلبا و ايجابا وهذه الاساليب تجارب ناجحة, لان قدوتنا فيها هو نبينا عليه افضل الصلاة والسلام . وهذه الاساليب لها شواهد من السنة ومن الواقع المجرب اذكر منها مايناسب, فمنها:
1 الناس يكرهون النصيحة في العلن :
لا يختلف اثنان في ان النصيحة في العلن يكرهها الناس, لان كل الناس يكرهون ان تبرز عيوبهم امام غيرهم, كل الناس مسلمهم وكافرهم. ولكن اخذ الفرد ونصحه على انفراد ادعى للقبول وادعى لفهم المسالة .
2 لا تلم احدا عساك الا تلام ( لا تكثر من لوم الناس ) :
الناس يكرهون من يؤنب ويوبخ في غير محل التانيب ومن غير تان ودون السؤال والاستفسار, بل من الخطا ان يتمادى الانسان في التانيب بعد ان يعتذر صاحبه ومن يتحدث معه فالناس جميعا ومنهم نحن عاطفيون اولا, ثم اصحاب منطق وعقول في الدرجة الثانية . ان لنا نفوسا ذات مشاعر واهواء, وهي تريد من الاخرين ان يحترموها كما هي. فلماذا تحاول مناقضة نفوس الاخرين, بينما تعرف ان نفوسنا من نفس النوع ؟ ان اللوم والتانيب مر المذاق ثقيل على النفس البشرية فحاول تجنبه حتى تكسب حب غيرك.
3 من الحكمة ان تسلم بخطئك حين تخطيء:
ان الاعتراف بالخطا يزيل التحامل الذي يمكن ان يتولد في صدر الخصم اولا, ومن ثم يخفف اثر الخطا ثانيا…فحين ترى انك على خطا اعمد الى التسليم به, وهو كفيل بان يجعل الخصم يقف منك موقف الرحيم السريع العفو, وعلى العكس من ذلك اذا اصررت على الدفاع عن خطئك. وقديما قيل :”المقر بذنبه كمن لا ذنب له”.
4 اياك والانا :
الناس يكرهون دائما من ينسب الفضل لنفسه, فاذا حدث اخفاق القى بالتبعة على الاخرين واذا حدث نجاح نسبه لنفسه.جاء في بحث احصائي قامت به مصلحة التليفونات في نيويورك: ان كلمة (انا) هي اكثر كلمة ترن بها اسلاك شبكتها التليفونية. ومعنى ذلك ان اهتمام الناس كل بنفسه, هو الصفة المسيطرة على البشر, فاذا كنت تهتم بنفسك اولا, ولا تحاول اجتذاب الاخرين بالاهتمام بهم, فكيف تنتظر منهم ان يهتموا بك اذن؟.
5 لا تركز على السلبيات دون الحسنات:
خذ مثالا: علاقة المراة المسلمة بزوجها المسلم, والتي يمكن ان يعمم مغزاها في كل قضايا التعامل، يقول صلى الله عليه وسلم :”لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر” (13). فما احد يسلم من العيوب فلا زوجة بلا عيوب, ولا صديق بلا عيوب, ولا رئيس ولا مرؤوس, يقول سعيد بن المسيب:”ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل الا فيه عيب, ولكن من الناس من لاينبغي ان تذكر عيوبه ” فمن كان فضله اكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله, ولاتذكر عيوب اهل الفضل تقديرا لهم.
وكم من الناس ننقدهم فاذا راينا غيرهم حمدناهم.
بكيت من عمرو فلما تركته *** وجربت اقواما بكيت على عمرو
والرسول صلى الله عليه وسلم يعطينا المثل فيذكر بفضل الانصار, لان البشر بطبعهم ينسون الحسنات. فقد اخرج البخاري قوله صلى الله عليه وسلم :”اوصيكم الانصار فانهم كرشي وعيبتي (يعني بطانتي وخاصتي ), فقد قضوا الذي عليهم (يقصد انهم وفوا بما تعهدوا به في بيعة العقبة), وبقي الذي لهم ، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ” (14). ان هذا قمة الانسانية والعدل .
6 الناس يكرهون من لا ينسى الزلات:
الناس يبغضون من لاينسى زلاتهم ولايزال يذكر بها ويمن على من عفا عنه, فالناس يكرهون ذلك الانسان الذي يذكر الناس باخطائهم ويعيدها عليهم مرة بعد مرة. والله عز وجل يقول:”والعافين عن الناس”. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :”من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة ” (15) فالذي يذكر ويعيد الخطا يكره الناس الاجتماع به والارتياح اليه .
7 احذر من النقد المباشر:
الانتقاد لايحتاج الى موهبة خاصة او بذل نشاط كبير, ففي وسع اي احمق ان يشنع على رجل ذي عبقرية وتميز وان يتهمه ويسخر منه. دعنا نحاول ان نفهم الاخرين ونتلمس لهم الاعذار حين تقصيرهم فهذا امتع من النقد المباشر. فطبيعة البشر تابى ذلك. نعم, قد ينفذ الشخص المنتقد المطلوب منه ولو كان الاسلوب مباشر وبنقد حاد, ولكن لو كانت الطريقة الطف كان ذلك ادعى للقبول. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة, ومن ذلك ما ورد في قصة القوم الفقراء والذين جاؤوا وكانوا كلهم من مضر, وتاثر الرسول صلى الله عليه وسلم لما لهم من الفقر فقام وخطب الناس, ثم قال:”تصدق رجل من ديناره, من درهمه, من ثوبه, من صاع تمره” (16). ولم يقل تصدقوا ولم يعاتبهم على عدم الصدقة, فانظر النتيجة: جاء رجل من الانصار بصرة كادت تعجز يده عن حملها , بل عجزت, وقدمها للرسول صلى الله عليه وسلم فاستهل وجهه وقام الناس وتصدقوا فاصبح عنده كومة من الصدقات ,وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :” من سن في الاسلام سنة حسنة …” الحديث (17). وهكذا . فاحذر من النقد المباشر الذي لاتكسب منه سوى ايغار الصدور .
8 الفت النظر الى الاخطاء تلميحا وبكل لباقة:
انت وانا والناس جميعا يكرهون ان ينتقدهم غيرهم الا اننا جميعا كثيرا ما نفعل افعالا تستدعي الانتقاد , فاذا وددت انتقاد الغير وكان هناك موجب حقيقي لذلك ,فكيف نفعل ؟.
لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم قدوة حسنة, حينما قال لعبدالله بن عمر رضي الله عنه :”نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل ” فنجد ان الرسول صلى الله عليه وسلم عالج الخطا بكل لباقة بل وقدم المدح والثناء قبل لفت النظر الى الخطا.
ان المقصود بالانتقاد والتوجيه هو اصلاح الغير مع ضمان عدم اثارة البغضاء في قلبه, ولهذا كان على المنتقد ان يلجا الى التلميح بما يراه ناقصا, ولكن من طرف خفي.
9 تكلم عن اخطائك اولا, وقدم اقتراحات مهذبة:
ان افعل هذا، ولا تفعل ذاك لا تعطي نتيجة طيبة كقولك : (اليس من الافضل ان تفعل هذا ؟) او (اليس من الافضل ان لا تفعل ذاك ؟) ذلك ان الامر الجازم صعب على النفس ان تتقبله, وحتى لو تقبله الرجل الذي توجه اليه الامر فان توجيهك ذلك له يبقي في نفسه جرحا غائرا يطول قبل ان يندمل , اما الاقتراح (المهذب) فهو مستساغ لا يشعر المرء تجاهه بغضاضة فينفذه راضيا محتفضا بعزته وتقدير نفسه.
قبل بضع سنوات, قرر مجلس ادارة شركة (جنرال الكتريك) اقالة رئيس قسم الحسابات في الشركة وكان مهندسا كهربائيا عبقريا طالما انتفعت به الشركة, لكنه لم ينجح في ادارة قسم الحسابات اي نجاح, وكانت الشركة تقدر للرجل فضله لكن تود كف يده عن قسم حيوي فيها, فكيف تبلغه ذلك؟.
لقد اخترعت له منصب ” المهندس المستشار للشركة ” وجعلته عليه ثم سلمت ادارة القسم لشخص اخر… فحاول دائما ان تحفظ ماء وجه الاخرين.
10 لا تعامل الناس باستعلاء:
الناس يكرهون من يعاملهم باحتقار و استعلاء مهما كان هذا الانسان. روى هارون بن عبد الله الجمال, فقال: ( جاءني احمد بن حنبل بالليل انظروا كيف يكون التصرف يريد ان يصحح خطا! ، فدق علي الباب، فقلت: من هذا ؟ فقال: انا احمد، لم يقل: الشيخ احمد فبادرت وخرجت اليه فمساني و مسيته. فقلت: حاجة ابي عبد الله ؟ ( اي: ما حاجتك ؟), قال: شغلت اليوم قلبي. فقلت: بماذا يا ابا عبد الله ؟, قال: جزت عليك اليوم وانت قاعد تحدث الناس في الفيء (الظل) والناس في الشمس بايديهم الاقلام والدفاتر. لا تفعل مرة اخرى، اذا قعدت فاقعد مع الناس). انظر كيف كانت النصيحة والذي يرويها ليس الامام وانما ذلكم الشخص المتاثر بالنصيحة!.
11 احترم اراء الاخرين، ولا تقل لاحد: انت مخطئ:
حين تبدا كلامك مع رجل بان تقول له: (( انت مخطئ )) او(( اسمع يا هذا: ساثبت بطلان ما تقول))، او باللهجة العامية: ((ما عندك سالفة )), اتدري انك في تلك اللحظة تعني: انك ايها الرجل تعوزك براعتي و ينقصك ذكائي، قف امامي ذليلا لكي ادلك على الطريق الذي بلغه ذهني المتوقد وحكمتي الاصيلة؟ هذا هو المعنى بالضبط… فهل تقبل بان يوجه اليك احد مثل هذا القول ؟ كلا طبعا . اذن, فلماذا توجهه الى الاخرين ؟ .
قال اللورد شستر فيلد في رسالته الى ولده: (( يابني… كن احكم الناس اذا استطعت، ولكن لا تحاول ان تقول لهم ذلك )). فلماذا يسارع الواحد منا بنشر التاكيد والجزم وحتى في امور غامضة، لمجرد الادعاء بالعلم، او مناكفة الغير، افتظن ان قولك: (( انت مخطئ )) سيوصلك الى نتيجة مع من تحدثه بنفس القدر الذي يوصلك اليه قولك: (( قد اكون انا مخطئا ))، فلنفتش عن الحقيقة. ان اقرارك باحتمال ان قولك غير مصيب لا يضعف موقفك كما قد يخيل اليك، فالسامعون يتاثرون بك وبنزاهتك وحبك للانصاف ، اما من قابلته مباشرة بتخطئته فيصعب عليك اقناعه بالخطا بعد ذلك, فهذه طبيعة النفس البشرية فهي تتاثر انعكاسا . فاحترم اراء الغير مهما كانت وصغرت, يحبك الناس ويتاثرون بشخصك, واكبر دليل على ذلك صبره صلى الله عليه وسلم على جفاء الاعراب حين يخاطبوه, يدخل الرجل منهم مغضبا ويخرج واسارير الرضا على وجهه .
( تقدير عواطف الاخرين وعدم جرح مشاعرهم ) :
روى ابن اسحاق عن ابن عباس: رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه: ( اني قد عرفت ان رجالا من بني هاشم وغيرهم قد اخرجوا كرها لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي احدا من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي ابا البختري بن هشام فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبدالمطلب فلا يقتله فانه انما اخرج مستكرها). فقال ابو حذيفة بن عتبة: انقتل ابائنا وابناءنا واخواننا وعشيرتنا ونترك العباس, والله لان لقيته لالحمنه او لالجمنه بالسيف. فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب: يا ابا حفص ايضرب وجه عم رسول الله بالسيف, فقال عمر: يا رسول الله دعني فلاضرب عنقة بالسيف فوالله لقد نافق.
فكان ابو حذيفة يقول:ما انا بامن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا ازال منها خائفا. الا ان تكفرها عني الشهادة، فقتل يوم اليمامة شهيدا. (الرحيق المختوم ص: 246)
12 الناس يحبون من يصحح اخطائهم دون جرح مشاعرهم:
ويضرب مثل في ذلك في احد الكتب: ان شخصا القى خطابا ( محاضرة ) في عدد كبير، ولكنها كانت طويلة وفيها تفصيل، فمل الناس, ولما عاد المحاضر الى منزله سال زوجته, فقال: ما رايك في المحاضرة ؟ قالت: هذا الموضوع يصلح مقالة رصيفة في مجلة علمية متخصصة. وقد فهم المحاضر من كلام زوجته ان الموضوع لا يصلح للمحاضرة.
فاياك وقول: انت لا تصلح لكذا ، او انت تصلح لغير ذلك .
13 اكسب الجدال بان تتجنبه:
جاء في الحديث الصحيح: (( انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا )) (18) .
ان حب الظهور في معظم الاحيان هو الدافع الاول الى المجادلة, فانت تود ان تعرض سعة اطلاعك وحسن تنقيبك في الموضوع المطروح للجدال, ومثل هذا يحسس الرجل الاخر الذي تجادله، فاذا قهرته بمنطقك السليم وفزت عليه، فانه لن يعتبر ذلك الا اهانة منك، وجرحا لكرامته، وهو قلما يغفر لك ذلك. بهذا تكون قد اشتريت خصومته دون نفع يصيبك من الشراء.
14 ابد للناس اهتمامك بهم اكثر من اهتمامك بنفسك:
الناس يحبون ذلك الانسان الذي يهتم بهم، وبما يفكرون، وما الذي يشغل بالهم وحينما يتحدثون ينصت الى حديثهم وينظر اليهم ويلخص ما يقولون ويناقشهم فيه.
15 كن في حاجة الناس: (مثاله: الشيخ ابن باز رحمه الله )
ان الناس يقدرون من يسعى في حاجتهم ويشفع لهم, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( احب الناس الى الله عز وجل انفعهم للناس، واحب الاعمال الى الله سرور تدخله على مسلم ، تكشف عنه كربا ، او تقضي عنه دينا ، او تطرد عنه جوعا ، ولو ان تمشي مع اخيك في حاجته احب الي من ان تعتكف شهرا ) . (19)
ولو ادرك العامل والموظف عظم هذا الحديث لانهى المعاملات في وقتها.
16 قدم خدمات للاخرين قبل ان يامروك:
ان الناس يشيرون بالبنان لمن يعمل ويخدم ويقدم للاخرين لانه ياسر قلوبهم بفعله, ويكفينا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وعلي جمع الحطب ) .
17 ناد الناس باحب اسمائهم, وتعرف على انسابهم:
كان صلى الله عليه وسلم ينادي الناس باحب اسمائهم, حتى الاطفال الصغار كان يكنيهم احيانا ( يا ابا عمير ما فعل النغير ؟) وابو عمير طفل صغير .
“جيم فارلي” ما ان بلغ الاربعين من عمره حتى منحته اربع جامعات درجاتها الفخرية, وتم تعينه مدير البريد العام في الولايات المتحدة… فما سر نجاحه ؟؟ كان يتملك مقدرة فائقة على تذكر اسماء الناس. كان يلقى الرجل فيتعرف على اسمه الكامل, واسماء اولاده واهله المقربين, ويستفسر عن عمله, وميوله السياسية، ونزعاته الفكرية، ثم يختزن كل ذلك في ذاكرته حتى اذا التقى به ثانية سار الحديث بينهما وكانه لم ينقطع عنه. فيساله “جيم” عن اولاده وزوجته وازهار حديقته, وفي لغة يشعر معها المسئول بقرابته الفعلية من قلب “جيم” وعواطفه. وهكذا اذا اردت ان يحبك الناس فاذكر اسماءهم لان اسم الرجل هو من اقرب الطرق لكسبه.
18 اخلق في الاخر رغبة جامحة في ان يفعل ما تريد منه:
وهي ان تشعر الانسان بمحبة الامر حين تعطيه اياه وكان ذلك هو داب الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يشوق الناس لما يامرهم به, فلما اراد ان يسير جيشا قال: ( لاعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ) (20) فسار كل فرد يتمنى ذلك.
اذا اراد انسان ان يصرف شخصا عن طبع سيئ مثلا فمن الخطا ان يقف موقف المرشد الناصح في الوعظ، فتش عن رغبة يود هذا الشخص بلوغها ثم اربط تلك الغاية بالاقلاع عن هذا الطبع السيئ, وستجده ينصرف عنه فعلا؛ طمعا في الوصول الى الغاية لا تاثرا بصواب رايك ابتداءا. (ولا يفهم من هذا التقليل من شان الوعظ).
19 البراعة في الحديث:
ان الناس لا يريدون منك ان تتحدث عن تجاربك وخبراتك,فلهم خبرات ايضا,وخير محدث هو من يستمع بشغف الى الاخرين، اسال مقابلك سؤالا ودعه يتحدث في تخصصه، بذلك يشعر بالامتنان لك وتظفر بصداقته سريعا، اذا اتحت له فرصة التحدث عن تجاربه وظللت مصغيا له باهتمام، ان الاستماع المشغف هو اعلى ضروب الثناء الذي يمكن ان تضفيه على محدثك فالناس يحبون من يفتح لهم المجال لتحقيق ذواتهم .
20 قدر غيرك تفز بتقديره لك:
ان التقدير من الغير غذاء للنفس كما هو الطعام للجسد، بل ان النفس ارهف حساسية واحل شانا؛ قد يصوم المرء وينقطع عن الطعام والشراب، اما عن حاجته الى تقدير الغير له فلن يستطيع. اذا… لماذا لا ندع الاخرين يختزنون في ذاكرتهم انغاما حلوة وكلمات محببة عن تقديرنا لهم وشعورنا باهميتهم ؟ .
21 تكلم فيما تظن انه يسر محدثك:
اذا اردت ادخال السرور الى قلوب الناس حدثهم فيما تظنهم يودون الاستماع اليه اولا، وبذلك تستدرجهم الى التحدث, والحديث الشيق اللذيذ فتصغي اليهم بشغف، ويعتبرونك محدثا بارعا تستطيع جلب مسرتهم.
22 امتدح الناس فيما يجيدونه:
اختر شيئا جميلا فيهم وحدثهم عنه ولن تعدم ذلك الشيء الجميل. فالناس يختلفون ويتفاوتون، ولكنه لا يمكن الا ان تجد شيئا جميلا في كل فرد منهم, فالناس يحبون ان تمدح الناحية الجميلة فيهم.
23 الناس يحبون الشكر والتشجيع:
وان كان الاصل في المسلم انه يعمل العمل ابتغاء رضا الله ولا ينتظر شكر الناس، ولكن ذلك طبع في البشر وذلك لا باس منه شرعا. روى احمد والترمذي: (( من لم يشكر الناس لا يشكره الله )) (21) .وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم :(( اللهم لا عيش الا عيش الاخرة ، فاكرم الانصار والمهاجرة )) (22) .وكذلك حديث: (( من صنع اليكم معروفا فكافئوه… )) الحديث.
( التشجيع يسر الاخرين ):
في رواية ان سعد بن معاذ رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعلك تخشى ان تكون الانصار ترى حقا عليها الا تنصرك الا في ديارهم, واني اقول عن الانصار واجيب عنهم, فاضعن حيث شئت ، وصل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وخذ من اموالنا ما شئت, واعطنا ما شئت, وما اخذت منا كان احب الينا مما تركت, وما امرت فيه من امر فامرنا تبع لامرك, فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك, و والله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك). فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك, ثم قال:(سيروا و ابشروا فان الله تعالى قد وعدني احدى الطائفتين) . (الرحيق المختوم ص:232)
24 ابتسم للناس, يبتسمون لك :
ان قسمات الوجه خير معبر عن مشاعر صاحبه, فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الاخرين، قال صلى الله عليه وسلم في الحث على البشر والتلاطف: (( تبسمك في وجه اخيك لك صدقة )). (23)
25 تهادوا تحابوا:
الهدية قد تكون بسيطة جدا في قيمتها ولكنها تدخل سرورا وتظهر مدى الاهتمام بالمهدى اليه, ففي حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم :((تهادوا تحابوا)) . (24)
26 دع الغير يظن ان الفكرة هي فكرته:
اذا اردت ان تكسب روح التعاون عند الاخرين فاجعل الشخص الاخر يحس ان الفكرة هي فكرته ؛ فالرجل العاقل اذا اراد ان بتصدر الناس جعل نفسه خلفهم .
27 تفهم عواطف الاخرين، واستثر عواطفهم النبيلة:
كما ان لك عاطفة تسوقك في كثير من الاحيان الى اتخاذ موقف معين، او تبني راي خاص, فان للاخرين عواطف ايضا، وكما يسرك بان يراعي الاخرين عاطفتك، فانهم يسرهم ان تراعي عواطفهم بنفس المقدار.
مهما بدا الناس عتاة قساة القلوب او لامنطقيين، فان طبيعتهم الانسانية هي التي تسود اخر الامر، انهم ضعفاء، انهم يطلبون التعاطف معهم بل والعطف عليهم فاذا قلت لمحدثك:اني لا اوجه اليك اللوم، اذ انني سافعل مثل ما فعلت، لو كنت مكانك. فان هذا كفيل بضمان انجذابه الى جانبك، واستلال كل حقد او تصور كان من الممكن ان ينشا بينكما، اذا كنتما مختلفين على امر من الامور.
ان استثارة العواطف النبيلة في قلوب الاخرين طريقة ناجحة تماما في كسب الناس الى وجهة نظرك، كما انها لن تؤدي الى مضرة لو قدر لها الفشل.
وختاما:
ليس المقصود من هذا البحث ان تلم ببعض الحقائق العامة حول السلوك الانساني، بل ان التطبيق العملي لتلك الحقائق والاساليب هو ما ابتغيه من كتابة البحث.
ولكن لما كان اكتساب العادة صعبا، نظل في حاجة الى يقظة ذاتية ومحاسبة دائمة فاجعل من نفسك رقيبا على نفسك ، وجاهد نفسك الا تميل مع التخاذل, وطبق ذلك مع ابيك, وامك، واخوانك، واقربائك, واصدقائك ؛ لانهم الصق الناس بك ومن ثم تتحول هذه الحقائق والاساليب الى مهارات اجتماعية عملية .
* هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين.
.: مراجع استفيد منها:
فن التعامل مع الناس. د . عبد الله الخاطر رحمه الله
كلمات في التعامل. عبد الرحمن عبد الله اللعبون
كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر في الناس؟ (مترجم). دايل كارنيجي
الرحيق المختوم. صفي الرحمن المباركفوري
اساليب وتجارب استقيتها من افواه بعض المربين، وتوجيهاتهم.
———————-
(1) فن التعامل مع الناس ص: 6
(2) مختصر صحيح مسلم كتاب البر ﻭالصلة باب الارﻭاح جنود مجندة، رقم الحديث 1772
(3) سلسلة الاحاديث الصحيحة عن ابي موسى رضي الله عنه رقم الحديث 1630
(4) كلمات في التعامل ص: 25
(5) تقديم لفظ الجلالة (الله) المد فيه يوحي بالصدق ويدل عليه
(6) بالضغط على الحرف المشدد وهو حرف اللام في لفظ الجلالة (الله)
(7) فن التعامل ص: 8
(8) السلسلة الصحيحة وهو في الصحيحين بلفظ قريب
(9) رواه احمد من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(10) صحيح الجامع الصغير من حديث سهل بن سعيد رضي الله عنه
(11) فن التعامل مع الناس (( بتصرف )) ص: 13
(12) كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر في الناس(ص: 19)من الطائف عن هذا الكتاب: اني سمعت الشيخ عبدالله بن عقيل حفظه الله ينقل عن شيخه الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله انه مدحه واثنى عليه.
(13) رواه مسلم نص حديث ابي هريرة رضي الله عنه
(14) البخاري من حديث انس بن مالك رضي الله عنه
(15) مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه
(16) احمد في مسنده من حديث المنذر بن جرير عن ابيه
(17) مسلم في صحيحه من حديث المنذر بن جرير عن ابيه
(18) رواه ابو داود في سننه، والطبراني في المعجم الكبير وخرجه الالباني في السلسلة الصحيحة عن ابي امامة رضي الله عنه
(19) الطبراني في الكبير والصغير ومجمع الزوائد وكشف الخفاء من حديث ابن عمر رضي الله عنه
(20) متفق عليه من حديث سلمة بن الاكوع رضي الله عنه
(21) رواه احمد من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ، وقال الالباني صحيح الاسناد.
(22) متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه
(23) مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ، رقم1418
(24) حسنه الالباني ( ارواء الغليل ) وهو في الموطا وغيره