افضل مواضيع جميلة بالصور

قائمة الاعمال الصالحة

 

لقد قرات درسا لشيخ في الشبكة الاسلامية، وقال ان افضل الناس الانبياء ثم العلماء ثم المجاهدون، وقرات له في درس اخر ان العلماء مختلفون في ايهما يكون افضل العلماء ام المجاهدون بعد اتفاقهم ان العلماء والمجاهدين هم افضل الناس، لكن الجمهور على ان العلماء افضل. والسؤال الان ان العلماء اتفقوا ان العلماء والمجاهدين افضل الناس بعد الانبياء، ولكن هل العلماء فضلوا صنفا رابعا وخامسا وسادسا الخ مثل الاطباء والساسة مثلا ليكون افضل الناس بعد الانبياء والعلماء والمجاهدين؟ ام لم يفضلوا احدا بعد الاصناف الثلاثة، وقالوا افضل الناس الانبياء ثم العلماء ثم المجاهدون، ثم سائر الناس وسكتوا؟ وان لم يفضل احد من العلماء من القديم والحديث وفضلوا السكوت في هذا الامر، هل تستطيعون التفضيل بينهم؟ لاني قرات انكم تحملون شهادات عليا في الدين، وانا اعرف ان باب الاجتهاد مفتوح الى يوم القيامة، واريد الاجابة ضروريا جدا جدا. وان لم يمكن باي حال من الاحوال التفضيل بعد الاصناف الثلاثة، ولكن توجد اصناف تفضل بعدهم، وان كان فضل العلماء قبل ذلك، فارجو ذكر الاصناف. وان كان فيه اختلاف فارجو ذكر الاقوال المختلف فيها، وما عليه الاغلبية او الجمهور مثل ما قال الشيخ في الدرس.

الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد:
فان التفاضل بين الناس يكون بحسب اعمالهم، فالاعمال التعبدية افضلها الايمان ثم الصلاة وبقية الاركان بالنسبة للفروض العينية.
واما الفروض الكفائية فافضلها الجهاد والعلم، وقد يكون احدهما افضل في بعض الاحيان بحسب حال العبد وحاجة الامة. ففي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وافضل عبادات البدن بعد الشهادتين الصلاة ففرضها افضل الفروض ونفلها افضل النوافل، ولا يرد طلب العلم وحفظ القران لانهما من فروض الكفايات، ويليها الصوم فالحج فالزكاة على ما جزم به بعضهم، وقيل افضلها الزكاة وقيل الصوم وقيل الحج وقيل غير ذلك. انتهى.
وقد وردت احاديث تعين افضل الاعمال عن عدد من الصحابة بروايات مختلفة:
ففي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: اي الاعمال افضل؟ قال: ايمان بالله ورسوله، قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور.
ولهما عن ابي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اي الاعمال افضل؟ قال: الايمان بالله والجهاد في سبيل الله.
ولهما ايضا عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افضل الاعمال او العمل: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين.
وروى مسلم والترمذي عن ابي قتادة رضي الله عنه: ان الرسول صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر لهم ان الجهاد في سبيل الله والايمان بالله افضل الاعمال.
وقد ذكر اهل العلم ان اختلاف الروايات انما جاء لاختلاف احوال السائلين، فاجاب صلى الله عليه وسلم كل سائل بما هو اصلح له، علم بهذا ان الافضلية تكون باختلاف الاوقات والاحوال والاشخاص، فقد يكون الجهاد مثلا افضل في وقت، ويكون الحج افضل في اوقات اخرى. واما الايمان بالله وبرسوله فهو افضل من جميع تلك الاعمال، لانها تابعة له.
قال في تحفة الاحوذي شرح سنن الترمذي: قال الحافظ: محصل ما اجاب به العلماء عن هذا الحديث وغيره مما اختلفت فيه الاجوبة بانه افضل الاعمال ان الجواب اختلف لاختلاف احوال السائلين بان اعلم كل قوم بما يحتاجون اليه، او بما لهم فيه رغبة، او بما هو لائق بهم، او كان الاختلاف باختلاف الاوقات بان يكون العمل في ذلك الوقت افضل منه في غيره، فقد كان الجهاد في ابتداء الاسلام افضل الاعمال، لانه الوسيلة الى القيام بها والتمكن من ادائها، وقد تضافرت النصوص على ان الصلاة افضل من الصدقة، ومع ذلك ففي وقت مواساة المضطر تكون الصدقة افضل، او ان افضل ليست على بابها، بل المراد بها الفضل المطلق، او المراد من افضل الاعمال فحذفت من وهي مرادة. انتهى.
 وقال ابن دقيق العيد في احكام الاحكام شرح عمدة الاحكام:
 وقد اختلفت الاحاديث في فضائل الاعمال، وتقديم بعضها على بعض، والذي قيل في هذا: انها اجوبة مخصوصة لسائل مخصوص، او من هو في مثل حاله، او هي مخصوصة ببعض الاحوال التي ترشد القرائن الى انها المراد، ومثال ذلك: ان يحمل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: الا اخبركم بافضل اعمالكم، وازكاها عند مليككم، وارفعها في درجاتكم؟. وفسره بذكر الله تعالى على ان يكون ذلك افضل الاعمال بالنسبة الى المخاطبين بذلك، او من هو في مثل حالهم، او من هو في صفاتهم، ولو خوطب بذلك الشجاع الباسل المتاهل للنفع الاكبر في القتال لقيل له “الجهاد” ولو خوطب به من لا يقوم مقامه في القتال ولا يتمحض حاله لصلاحية التبتل لذكر الله تعالى، وكان غنيا ينتفع بصدقة ماله لقيل له “الصدقة” وهكذا في بقية احوال الناس، قد يكون الافضل في حق هذا مخالفا في حق ذاك، بحسب ترجيح المصلحة التي تليق به. انتهى.
وقال الامام ابن القيم رحمه الله في (مدارج السالكين) ما ملخصه:
اهل مقام (اياك نعبد) لهم في افضل العبادة وانفعها واحقها بالايثار والتخصيص اربع طرق، فهم في ذلك اربعة اصناف:
الصنف الاول: عندهم انفع العبادات وافضلها اشقها على النفوس واصعبها.
الصنف الثاني: قالوا: افضل العبادات التجرد والزهد في الدنيا.
الصنف الثالث: راوا ان انفع العبادات وافضلها ما كان فيه نفع متعد، فراوه افضل من ذي النفع القاصر، فراوا خدمة الفقراء، والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم ومساعدتهم بالمال والجاه والنفع افضل.
الصنف الرابع: قالوا: ان افضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فافضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وان ال الى ترك الاوراد من صلاة الليل وصيام النهار، بل ومن ترك اتمام صلاة الفرض كما في حالة الامن. والافضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب. وكذلك في اداء حق الزوجة والاهل. والافضل في اوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقران والدعاء والذكر والاستغفار. والافضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الاقبال على تعليمه والاشتغال به. والافضل في اوقات الاذان ترك ما هو فيه من ورده والاشتغال باجابة المؤذن. والافضل في اوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في ايقاعها على اكمل الوجوه والمبادرة اليها في اول الوقت والخروج الى الجامع وان بعد كان افضل. والافضل في اوقات ضرورة المحتاج الى المساعدة بالجاه او البدن او المال الاشتغال بمساعدته واغاثة لهفته وايثار ذلك على اورادك وخلوتك. والافضل في وقت قراءة القران جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كان الله تعالى يخاطبك به… والافضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك. والافضل في ايام عشر ذي الحجة الاكثار من التعبد لا سيما التكبير والتهليل والتحميد فهو افضل من الجهاد غير المتعين. والافضل في العشر الاخير من رمضان لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى انه افضل من الاقبال على تعليمهم العلم واقرائهم القران عند كثير من العلماء. والافضل في وقت مرض اخيك المسلم او موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك. والافضل في وقت نزول النوازل واذية الناس لك اداء واجب الصبر مع خلطتك بهم دون الهرب منهم؛ فان المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على اذاهم افضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه. والافضل خلطتهم في الخير فهي خير من اعتزالهم فيه، واعتزالهم في الشر فهو افضل من خلطتهم فيه، فان علم انه اذا خالطهم ازاله او قلله فخلطتهم حينئذ افضل من اعتزالهم. فالافضل في كل وقت وحال ايثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه. وهؤلاء هم اهل التعبد المطلق، والاصناف قبلهم اهل التعبد المقيد، فمتى خرج احدهم عن النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كانه قد نقص وترك عبادته، فهو يعبد الله على وجه واحد، وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى اين كانت، فمدار تعبده عليها فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره اليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة اخرى .. اه. الى اخر ما قال رحمه الله.
واما السياسة والطب والتجارة وغير ذلك من الامور العادية التي يتكسب بها فالتفصيل فيها ان السائس الذي يعدل في حكمه وعمله من افضل الناس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله: امام عادل…  رواه البخاري ومسلم.
والطبيب المسلم الذي يعالج الناس ويساعدهم ويفرج كروبهم ويحتسب ذلك عند الله تعالى لا شك ان فضله كبير واجره عظيم؛ لما في صحيح مسلم عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة… والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه.
 وعن ابن عمر رضي الله عنهما: ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: اي الناس احب الى الله؟ واي الاعمال احب الى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس، واحب الاعمال الى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، او تكشف عنه كربة، او تقضي عنه دينا، او تطرد عنه جوعا، ولان امشي مع اخ في حاجة احب الي من ان اعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة – شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء ان يمضيه امضاه ملا الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع اخيه في حاجة حتى يثبتها له اثبت الله قدمه يوم تزول الاقدام. رواه ابن ابي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والطبراني وغيرهما، وحسنه الالباني.
واما التجارة والزراعة فهما من افضل الاعمال الكسبية  وهما العملان الشائعان في الصحابة، فقد كان المهاجرون تجارا وكان الانصار مزارعين، وهما من جهة اخرى تدعوان الى التوكل اكثر من اعمال الاجراء الذين ينتظرون الراتب المحدد في نهاية الشهر، فالتاجر المؤمن يعتمد على الله في نجاح تجارته ويكثر الدعاء ويراعي الصدق والبيان وعدم الغش لعلمه ان الرزق وكسب الربح لا يعطيه الا الله، ولا وسيلة له اعظم من طاعة الله، ومثله المزارع حيث يلقي البذر متوكلا على الله منتظرا فضله.
وقد اختلف العلماء هل التجارة افضل ام الزراعة ام الكسب باليد؟ وقد فصل ذلك العلامة العيني في كتابه عمدة القارئ فقال رحمه الله: واختلف في افضل المكاسب، فقال النووي: افضلها الزراعة، وقيل افضلها الكسب باليد، وهي الصنعة، وقيل افضلها التجارة، واكثر الاحاديث تدل على افضلية الكسب باليد، وروى الحاكم في المستدرك من حديث ابي بردة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الكسب اطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. وقال هذا حديث صحيح الاسناد، وقد يقال هذا اطيب من حيث الحل وذاك افضل من حيث الانتفاع العام، فهو نفع متعد الى غيره، واذا كان كذلك فينبغي ان يختلف الحال في ذلك باختلاف حاجة الناس، فحيث كان الناس محتاجين الى الاقوات اكثر كانت الزراعة افضل للتوسعة على الناس، وحيث كانوا محتاجين الى المتجر لانقطاع الطرق كانت التجارة افضل، وحيث كانوا محتاجين الى الصنائع اشد كانت الصناعة افضل وهذا حسن. والله اعلم. اه

 

  • الاعمال الصالحة
  • صور الاعمال الحسنة
السابق
تسرقين العمر _ رواية رائعة
التالي
فساتين سبور شيك