قريبا يا ملاكي روايات عبير

ملاكي قريبا عبير روايات 20160921 310

لا ياتى الحب على اجنحه من حرير..
بل يجئ كدفق صاخب يجتاح القلب و ياسرة و في


شباك الاسر قلما يفكر المحبوب فالخلاص من قيود احسن من الفولاذ


و عندما قامت ( لين) برحلتها الى ايرلندا..لتنفض ارهاقات العمل الطويل بين


الربوع و البحيرات و الجبال لم تكن لتصدق ان رحلتها ستتحول الى كابوس


مرعب…و سجن حقيقي مؤلم.


فقد تصادف ان تعطلت سيارتها بقرب من مخيم للغجر..و افلتت بمعجزه من الغجري


المتشرد القذر..لكنة طاردها فالغابه و سجنها داخل عربة قذره .
.و اجبرها على


الزواج على كيفية الغجر..
و باتت الفتاة الرقيقه الرائعة اسيره السجن و


المعاناه و الالم لكن الحب تسلل الى قلبها المحزون…و لم تفلح في


مقاومته..!!

غابه الغجر

كانت السيارة تسير على مهل الطريق الساجمل تجلس خلف مقودها بنت رائعة تتامل


حلوه المشهد الطبيعي هضاب خضراء تمتزج اطرافها برمال الخليج الصغير الذهبية و


تحجب قسما منها اشجار عاليه مورقة.

كانت لين سلدن تنوى قضاء العطله فايرلندا الجنوبيه برفقه صديقه لها لكن


صديقتها اعتذرت عن المجئ فقررت لين المضى فرحلتها و حدها.
انتقلت من انجلترا


الى ايرلندا بحرا و بذلك تمكنت من شحن سيارتها على الباخره نفسها.

امضت الفتاة الى الان عشره ايام جميلة تتنقل فارجاء ايرلندا الخضراء


الساحره .

جمال الطبيعه انساها و حدتها فلم تكن تتذكر هذا الا عند رجوعها في


المساء الى الفندق لتخلد الى النوم.
وبعد ان امضت لين يومها فمدينه دونيغال


استعدت للعوده على الفندق الواقع فاطراف المدينه لتتوجة فالصباح الباكر


جنوبا نحو دانليري حيث ستستقل الباخره بعد ايام عائده على انجلترا.

اوقفت السيارة الى جانب الطريف و اخرجت من حقيبتها خريطه المنطقة عيناها


تحدقان فالخريطه فحين ان فكرها شارد فامور ثانية و خاصة فعرض الزواج


الذي تلقتة قبل اسبوعين من زميلها فالعمل توماس انه شاب لطيف و مهذب لكنه


لا يتمتع بايه جاذبية لا بل هو كما و صفتة احدي زميلاتها بليد و مثير للضجر


و عدتة لين بالتفكير جديا فالامر لانها بدات تشعر بالملل من العيش و حيده فلا


باس بفكرة الاستقرار مع رجل طيب رقيق لبناء عائلة صالحة.

الي جانب هذا هنالك اسباب احدث يجعل لين تاخذ فالاعتبار عرض الزواج و هو شعورها


بالاسف نحو توماس الذي فجع خيانة زوجتة له و انفصالهما بالطلاق و جدت الفتاه


معاناه قواسم مشتركة مع ما تعرضت له حياتها العائليه تمتعت ليت بطفوله سعيدة


بين و الدين محبين و فمنزل و افر الامان لكن و الديها انفصلا عن بعضهما و هي


لم تتجاوز بعد السبعه عشر ربيعا بعد ما و جدا جدا ان طريق جميع منهما يختلف عن طريق


الاخر و اثناء ثلاث اعوام تزوجت امها من رجل امريكي و هاجرت معه الى امريكا


كما ان و الدها تزوج من سيده اقنعتة بالهجره الى استراليا و كذا اصبحت


لين و حيده و هي فالعشرين و تعيش دون عائلة لذا قررت ان تجد الرجل الذي


ينتشلها من عذابها و يقاسمها حياة هنيئة.

ايصبح ذلك الرجل توماس؟؟
سؤال لم تجد له بعد جوابا شافيا تنهدت و هي تقود


السيارة و فطريق فرعى ضيق محاط بالاشجار العاليه بعد ان توغلت بضعه كيلو


مترات و صلت الى غابه كثيفه تقع فو سطها بحيرة رائعة يقوم قربها مخيم للغجر


وجود جماعات الغجر فايرلندا امر ما لوف اكثر من و جودهم فانجلترا غريب ام


هؤلاء القوم يتنقلون من مكان الى احدث لا يحبون الاستقرار كبقيه البشر يبحثون


عما لا يجدون فيستمرون فالتجوال.

فجاه اذ تجاوزت السيارة اولي عربات الغجر اصدر المحرك صوتا قويا بعدها توقف


ترجلت لين من السيارة و التف حولها عدد من الاطفال الفضوليين بعدها تقدمت منها


غجريتان فيما هي منهمكه بالنظر على المحرك تحاول عبثا معرفه اسباب العطل و برز


من بين الجميع شاب اسمر اللون عارضا المساعدة رفعت لين عينيها لتري شاب طويل


مفتول العضلات اسود العينين اجعد الشعر نظراتة ثاقبة ارعبتها فبلعت ريقها من


الخوف.


قالت له اخيرا:-


– تعطل محرك سيارتي.


– هل نفذ منها الوقود؟؟


اومات لين بالنفى و اجابت:


– الوقود بها اكثر من كاف00


و جدت الفتاة نفسها تحدق لاحظت تعاليا و غطرسه فهذه الملامح يجعلانة مختلفا


عن بقيه قومة فالغجر عاده اناس بسطاء متواضعون علمهم الفقر ان الخضوع هو


الوسيله الوحيده لكسب ارزاقهم.


– بما ان الوقود متوافر لا اعلم اسباب الداء.
نحن نستعمل الجياد لا السيارات


لذا خبرتى فمحركات ضعيفه جدا جدا جميع ما يمكننى فعلة هو ارسال احد على المدينة


لاحضار ميكانيكيا.


ذلك لطف كبير منك ,

لكننى ساتدبر الامر و حدى فلا داع للازعاج0


هز الرجل كتفية علامه عدم الاكتراث ,

لكن لين كانت تدرك انه كاذب من خلال


نظراتة الشغوفة و الفاحصة.
و لانها لمحت شابا يتوجة على حصانة نحو المدينة


ليحضر ميكانيكيا0

شعرت بالحرج و هي و اقفه بين هؤلاء الغجر0 فبدات تتمشي حتي ابتعدت عن المخيم


فطريق موحش تحيط بجانبية خضره عذراء تبدو من خلالها مياة البحيرة مراه


تنعكس على صفحتها بفرح اشعه الشمس الذهبية.

و بينما هي تتامل شاعريه المكان و سحر و جوة الغامض سمعت و قع خطي تتقدم منها


على مهل فارتعدت علمت انه الغجرى الاسمر تراءت لها حاجات كثيرة مرعبه اذ راته


يقترب منها بكل ثقه و خانتها شجاعتها حتي كادت تصاب بالاغماء.


تحدث الشاب بنبرة امره:


– انت انجليزيه اليس كذلك؟؟
ظننت فالبدء انك اميركية.


توقف عن الكلام و اقترب من الفتاة عضلاتة القويه يبرزها قميصة الاسود الضيق و


(( غجريته)) يدل عليها الشال الاحمر القذر الملفوف حول عنقة لو اراد فنان رسم


متشرد لوجد به النموذج الامثل ارتجفت لين لتراودها فكرة الفرار و لكن الغجري


لم يدع لها الفرصه لتجد منفذا تقدم منها بغتة و اطبق على ذراعها دافعا اياها


الى مكان كثيف الاشجار اثناء ثوان صارت بين ذراعية القويتين.


صرخت باعلا صوتها:


– ايها الوحش!!


لم يابة الرجل لكلماتها بل طوقها ضاحكا و كان مقاومتها تزيد لعبتة اثاره و


بينما هم يهم بطرحها ارضا داس احدهم على غصن يابس فسمع صوت انكسارة عاليا


التفت الرجل و هو يزمجر غضبا لتظهر بنت غجريه رائعة يتطاير الشرر من


عينيها:-


– الم تشبع من افعالك القبيحه بعد؟؟
دع الفتاة و شانها ايها الوقح!!


ذهلت لين لاطاعه الرجل الشرير اوامر الغجريه من دون نقاش و ما كاد يحرر يدها


المليئه بالخدوش حتي اطلقت ساقيها للريح.

جلست لين تفكر فطريقة افلاتها من قبضه الغجرى الاسمر و لحسن حظها و جدت


اتوبيسا اقلها على الفندق فالمدينه و من هنالك اتصلت هاتفيا بجراج للسيارات


فتكفل الميكانيكى باصلاح السيارة و جلبها فاليوم الاتي بعد ان تبين ان


العطل كان بسيطا للغاية.

سارعت لين بعد هذا على مغادره المنطقة و ساهم انتقالها بين الطرقات الجميلة


على نسيان الحادثه الاليمه فاستعادت روحها المرحه و رغبتها فاكتشاف المزيد


من ايرلندا.

وصلت على منطقة تدعي لاف كوريب حيث و جدت المشاهد جميلة تحبس الانفاس الجبال


المراعى الواسعه البحيرات الغابات .
.كلها مناظر خلابه تسحر الالباب تمتع


العين و النفس و ترحب بانسان المدينه التعب لينفث فرحابها الهموم و صلت على


و اد اخضر تبحث عن مكان تمضى به ليلتها و وفقت فالعثور على المكان الملائم


مزرعه صغار يستقبل اصحابها النزلاء فجناح خاص مقابل مبلغ القليل من المال.

اوصلتها المراة صاحبة المزرعه الى غرفتها البسيطة النظيفه و اطللت لين من


النافذه لتشاهد المنظر الرائع و الجبال تكسوها الغابات الكثيفه بعدها لاحظت


مدخنه بعيده فو سط جبل اخضر.


سالت لين المرأة و هي تشير الى المدخنة:-


– ذلك بيت =فالجبل؟؟
اظن انني رايت مدخنة.


– نعم ذلك قصر السيد دوغى.


لاحظت الفتاة تغير فنبره المراة التي تابعت تقول:


– السيد دوغي هو ما لك جميع هذي الاراضى و ربما و رثها عن و الدة الذي كان الحاكم


الاقطاعي للمنطقة بناء فخم تحيط فيه حدائق رائقة.


– هل يسمح للجمهور بزياره الحدائق؟؟


– نعم الابواب تفتح للزوار يومي الثلاثاء و و السبت.


– اود لو سمحت يا سيدتى ان احجز هذي الغرفه ليومين.


– امرك انسه سلدن بامكانك حجزها المدة التي تريدين هناك حاجات كثيرة يمكنك


القيام فيها فهذه المنطقة باستطاعتك مثلا اذا كنت تجيدين ركوب الخيل استئجار


جواد من مدرسة الفروسية و التوجة الى الغابات.


اعجبت لين بهذه الفكرة فهي لا تزال تجيد الفروسية التي تعلمتها ايام الطفولة.


انطلقت لين ظهر السبت صوب الحدائق قصر دوغى و بعد ان سلكت بسيارتها طريقا


منحدرا و صلت الى سفح التله التي يقوم عليها القصر و بدات بالصعود نحوة الى ان


بلغت سورا كبيرا فو سطة بوابة مفتوحه يقف بجانبها حارس يرتدى ثيابا انيقة.

دخلت الى موقف مخصص لسيارات الزوار بعد ان دفعت مبلغا صغيرا يذهب الى الاعمال


الخيرية.

اخيرا و جدت لين نفسها تتجول فهذه الجنه اينما نظرت و جدت جمالا و بهاء ممرات


تظللها اشجار سخيه برك ماء صغار تغطيها الزنابق جداول تتدحرج بين الصخور


تعلوها جسور خشبيه صغار مكسوه بالنبات المتسلق تماثيل بديعه و سط نوافير


المياة و تشكيلات من احلى الزهور و ازهاها توقفت لين مرارا لتقرا اسماء


الاشجار و الازهار النادره فتحت جميع مجموعة و ضعت لوحه صغار بها شروحات موجزة


عن النوع كما قرات على احدي اللوحات ان شرفات الجهه الجنوبيه من القصر صممتها


السيده موريل زوجه الكونت دوغي حاكم المنطقة فالقرن التاسع عشر.

وصلت لين اثناء تجوالها غالي حديقه مليئه باشجار الزيزفون و شجيرات اخرى


اجنبية مستورده من القاره الاميركية 0حديقه اقل ما يقال بها انها فاتنة جعلت


الفتاة تنسي جميع شي و تعتبر ان العالم تقلص كثيرا ليكون ذلك المكان الخلاب


الذي لا موطئ قدم به الحزن او لهم لم تتمكن من كتم شعور بالحسد تجاة ما لكى


القصر و تمنت لو تكون مكانهم.

حان وقت العوده الى الفندق و تساءلت لين: كيف يتمكن سكان القصر من حبس انفسهم


فالداخل عندما تفتح الابواب للزوار.

فيما هي متوجهة الى البوابه الرئيسيه لاحظت لين مجموعة من الزوار ملتفين حول


نافذه من نوافذ القصر تقدمت منهم يدفعها فضول الاكتشاف فسمعت الحوار الدائر


بينهم.


قالت السده المتوسطة العمر:


– هذي اللوحه تمثل و الدته.


علقت السيده الاخرى:


– لقد كانت جميلة الجمال.


– من المؤسف انها اقدمت على ذلك العمل!


– يقال ان علما اسود رفع على شرفات القصر بعد الحادث.


– و ما معني ذلك؟؟


– معناة انها اعتبرت ميتة بالنسبة لعائلتها بعد العار الذي سببتة لهم.


– قيل انها ما تت بعد هذا بوقت قصير اليس كذلك؟؟


– ما تت و هي تضع طفلها.


– و هل تعهد اهلها الطفل؟؟


– البعض يؤكد ذلك


– لكنة اصبح ما لك القصر و سيد الاراضى الان رغم جميع ما حدث


– السيد دوغي عثر على هذي اللوحه و امر بوضعها هنا ليعيد الاعتبار الى و الدته


المنبوذة


– يا لها من قصة محزنة!
كم يبلغ دوغي من العمر؟


– اعتقد انه اصبح فالثلاثين.


– هل هو متزوج؟


– لا هنالك اشاعات كثيرة عن علاقه تربطة بممثله سينمائيه كبار لكنها اخبار


ملفقه لا تمت الى الحقيقة بصله يقال عنه انه يؤمن بالحب من اول نظرة و عندما


يجد ضالتة المنشوده سيتزوج فورا


– اتمني لو استطيع رؤيتة لانة كما سمعت شاب باهر الجمال


– ما يميز غيرة من الرجال هو قصتة الحزينة


– ما هي القصة الحقيقيه التي و قعت لامه..
انا لا اعرفها كاملة


– يقال انها هربت مع….

لم تسمع لين من القصة اكثر من ذالك لان المجموعة ابتعدت عنها باتجاة قسم اخر


من الحديقه نظرت من النافذه داخل القصر حيث علقت اللوحه المعنيه فرات رسم


امراة جميلة الجمال ترتدى فستانا من الحرير الازرق و على بساطتة لا يخفي


و جهها نظرات ارستقراطيه و اضحه فالعينين الزرقاوين شفتاها الورديتان ترسمان


ابتسامه السعادة و البراءه من المحزن انها ما تت عند الولادة

خرجت لين من الحدائق و هي تفكر بهذه القصة التي لم تتمكن من معرفه جميع فصولها


شعرت بفضول كبير لمعرفه الحقيقة و للتعرف الى صاحب القصر الذي انقذ لوحة


و الدتة لينقذ شرفها الضائع.

فى الصباح الاتي استعدت لين للرحيل بعد ان سددت الفاتوره و وعدت بالعوده الى


المزرعه فرحلتها المقبله الى ايرلندا توجهت الى مدرسة الفروسية حيث تركت


السيارة فموقف خاص و ترجلت لتستاجر حصانا قررت ان تقوم بنزهة صغار على


الحصان فذهابها الى منطقة حديثة و وقع اختيارها على فرس قوي


– هل ذلك الحصان هادئ؟؟


اجابت الفتاة المسؤوله عن الاسطبل:


– فونيلا اروع حصان عندنا و انا و اثقه من انك ستفتقدينة كثيرا عندنا تنتهين


من جولتك.

حدقت الفتاة فلين جيدا و تاملت الوجة الرقيق و الشعر الاسود الطويل المعقود


بشريط ابيض كما اعجبت بالقامه الرشيقه و خصوصا بالساقين الطويلتين و الخصر


الضامر لاشك فان لين بنت رائعة تجذب الرجال و تدير رؤوسهم…

بعد قليل كانت الفتاة الانجليزيه تمتطى جوادها فالغابه التي ارشدتها اليها


بنت الاسطبل حيث يمكنها التجول بحريه و حيث لا خطر بان تتوة لان اللافتات


منتشرة فالغابه خصيصا لارشاد المتنزهين.

كانت اشعه الشمس الساطعه تنفذ من بين اوراق الكثيفه بحياء مضفيه على الجو


الداكن اشراقة من السحر و ومضه من الغموض


– يا الهي!
كاننى بالجنة!


ضحكت لين مسروره لانها تتمكن من الكلام و التفكير بحريه مطلقه فهذا المكان


كان العالم اصبح ملكها لا ينازعها به احد.


– حسنا يا حصانى الرائع لنرتح قليلا هنا.


ربطت الحصان الى شجره و وقفت تتاملة يلتهم العشب الطرى بنهم.

اجفلت لين عندما سمعت صوتا غريبا و اخذت تحدق حولها لتري مصدر الجلبه و شعرت


بان احدا يراقبها فهذه الغابه الموحشه تلفتت فلم تسمع الا خفقه و رقه صفراء


يحملها النسيم.

فجاه سمعت صهيل حصان فاقتربت من فرسها و حلت الحبل بيدين مرتجفتين و قبل ان


تستطيع الانطلاق بالفرس و الابتعاد اقترب منها حصان يمتطيه……الغجري


الاسمر

تجمد الدم فعروقها لما رات الغجرى امامها….كيف استطاع الوصول الى هنا من


مخيمة البعيد بهذه السرعه لا يعقل ان يصبح جاء على حصانة لان المسافه بعيدة


الى حد يجعل مستحيلا لابد انه استخدم و سيله ثانية بعدها من اين اتي بهذا الحصان


الاصيل الذي لا ممكن ان يملكة غجرى فقير؟؟

رفعت عينيها الى و جهة لاحظت حاجات لم تلحظها به عندما حاول الاعتداء عليها


بعد تعطل سيارتها قرب المخيم رات الى جانب و سامتة مسحه ارستقراطيه نبيله و


شيئا من اللباقه و الاستعلاء يدة الممسكه باللجام بدت انعم تدل على انه لم


يقم بعمل يدوي فحياتة حتي ثيابة تبدلت لم يتخل عن قميصة الاسود لكن الشال


الاحمر المتسخ اختفي لحل مكانة شال احدث نظيف السروال الممزق تغير ليصبح


سروالا انيقا…لا شك انه سرق الحصان و الثياب و لكن كيف تبدلت يداة من يدي


متشرد الى يدى ارستقراطى نبيل و قف الغجرى يحدق بها باستغراب كانة فوجئ


بوجودها.

حطم جدار الصمت و اخيرا يقوله:


– صباح الخير.


اخذت لين تحسب فرص الهرب و جسمها الرقيق يرتعش خوفا و غضبا نظرت الى الممر


القريب الذي يوصلها الى مدرسة الفروسية و بخفه لم تعهدها فنفسها من قبل


قفزت الى الحصان و السوط فيدها انطلقت بسرعه و كى تعاقب الغجرى على فعلتة و


لتؤخر اللحاق فيها ضربتة بالسوط على و جهة وضع الرجل يدة على خدة الدامي و قد


ارتسم على و جهة ذهول كبير.


– تستحق اكثر من هذا ايها الغجرى المتشرد!
كيف تجرؤ على التحدث الي؟؟
عد الى


قومك و لا تتحرش بالناس المتمدنين!

قالت لين كلماتها هذي و هي منطلقه على حصانها تحثة بضربات خفيفه من قدميها على


الاسرع فالعدو اخذت تخترق الغابه بسرعه عمياء و خوفها يتعاظم مع اقتراب


حوافر جيادة منها اذا تمكن من اللحاق فيها سيقتلها و يرميها فالغابة!
ازداد


هلعها لهذه الفكرة و لم تعد تدرى ما تفعل لتخرج من الورطه المميتة فهذا


الحصان يقترب منها اكثر فاكثر و صاح بها الرجل:


– توقفي!


استمرت لين فالعدو باسرع ما يمكنها لكنها ضلت الطريق بسبب ذعرها الشديد و


لم تجد ممر الخروج من الغابه فصارت تصرخ باعلي صوتها:


– النجدة!!
النجدة!!


دب التعب فحصانها فخفت سرعتة فحين ان حصان الغجرى الجبار ما انفك يدنو


منها.


– توقفى و الا اوقعتك عن الفرس.


تجاهلت الفتاة اوامرة باحثة دون جدوى عن و سيله للافلات.


– دعنى و شاني!
ارحل عنى سابلغ رجال الشرطة.


توسلات و تهديدات لن تجدى نفعا مع ذلك الرجل الشرير و اخيرا صار الغجري


بمحاذاتها فبذلت المستحيل للصمود فوق فرسها المتعبه0 ما ل الرجل و خطف من يدها


اللجام اجبر الفرس على التوقف بعدها نزل عن حصانة و انزل لين عن حصانها شعرت


انها سجينه نظراتة الغاضبه و وقفت عاجزه عن الحراك.

رفع الغجرى يدة الى خدة الدامي يتحسس الجرح العميق الذي سببتة ضربة السوط


– هل هو حصانك.


– لا استاجرتة من مدرسة الفروسية.


هز الرجل راسة و كانة يعرف المدرسة بعدها اخذ يحدق فالفتاة لثوان مرث ثقيلة


كانها الدهر قبل ان يقول:


– لا خوف على الحصان انه يعرف طريق العوده الى الاسطبل


و ضرب فونيلا ضربتين خفيفتين فبدا بالعدو حتي اختفي عن نظر لين بعد قليل.


– من اين انت؟؟


– انا انجليزيه و جئت الى ايرلندا لامضى اجازتى السنوية…انزل فمزرعة


قديمة من هنا.


هز الرجل راسة كانة يعرف المزرعه كذلك.


– قلت انك فاجازة فهل يعني ذلك انك بمفردك؟


– تمام انا اجوب البلاد بسيارتى التي تركتها فموقف قريب من الاسطبل.


و اصل الرجل طرح الاسئله و واصلت لين دون ان تدرى مدي خطاها فاعطاء معلومات


يجب ان لا تطلعة عليها و لم تعى هذا الا عندما سمعتة يقول:


– انت و حدك هنا…


و عندما سالها لما ضربتة بالسوط اجابت لى و فصوتها نبره الازدراء:


– لانك و جنسك حثاله المجتمع و رعاع القوم!


سرعان ما ندمت لتهورها و طيشها اذ رات فعيني الرجل عاصفه من الغضب و نية


على ارتكاب عمل شرير اقترب منها و زمجر:


– حثاله المجتمع و رعاع القوم؟
ستدفعين ثمن كلماتك غاليا.


و بسرعه حملها فقوه و رمي فيها على ظهر الحصان بعدها قفز خلفها و انطلق مسرعا


نحو عمق الغابة

تساءلت لين عما ينوى الغجرى فعلة فيها و لكنها لم تفلح فتصور مصيرها يعزز


هذا الغضب اقرب الى الجنون يسيطر على خاطفها

ازداد الحصان توغلا فالغابه و لين تكاد تصاب بالاغماء و الرجل ملتصق بها


تحس بنفسة يلفح عنقها و هو يقود الحصان بسرعه كبار اخذت ترتعد كورقه خريفية


و هي تسال نفسها عما فعلتة لتستحق هذي النهاية السوداء اخيرا قرر الرجل


التنازل عن صمتة فاعلن:


– نحن ذاهبان الى المخيم


– المخيم… اي مخيم هذا.


قهقه الغجرى عاليا يتلذذ يخوفها و اجاب:


– الا تعلمين ان الغجر يعيشون فمخيمات؟


– ستندم ايها الحقير على عملك لان رجال الشرطة سوف يرمون بك فالسجن!

كانت تعلم فقرار نفسها ان كلامها لا يرهب الرجل فالغجر (( محترفون)) في


الخروج على القانون و لا يهابون السلطة القانون الوحيد الذي يحترمونة هو ان


الغايه تبرر الوسيله و ان مصلحه القبيله يجب ان تكون الاهم بغض النظر عن اي


اعتبار و اصلت لين بالرغم من هذا تهديدها لعلها تنج فالعثور على نقطه ضعف في


الغجري:


– تكون احمق اذا اعتقدت ان بامكان الافلات من قبضه العداله الاختطاف جريمة


يعاقب عليها القانون بشدة!.

لم يعلق الرجل بشئ و ظلا صامتين حتي و صلا الى المخيم حيث انتشرت عربات كثيرة


نظرت الى الوجوة التي تنظر اليها فلم تتعرف الى احد من الذين راتهم عندما


تعطلت سيارتها كما لم تجد تلك الفتاة التي انقذتها يومها من الغجرى لعلها


تعيد الكره الان.

تعالت الصيحات الترحيب للغجري:


– اهلا بك يا رادولف!


– ما هذي الغيبه الطويلة؟؟


– اخيرا عدت الينا.

نشا لدي لين انطباع بان الغجرى لا ينتمى الى مخيم معين خصوصا ان ذلك المكان


ليس المكان نفسة الذي شاهدته


تقدم من الغجرى رجل كهل قال:


– رادولف ليس من عادتك…


اسكتة رادولف باشاره من يدة و لكن الكهل تابع:


– ما حدث لوجهك؟؟
الدماء تسيل منه بغزارة!

عندما رات لين الجميع يلتفون حول رادولف و علامات التعجب باديه على و جوههم


سمعت بعض العبارات الانجليزيه لكن معظم الكلام باللغه الغجريه التي تجهلها


اوضح رادولف الامر لقومة بلغتهم و نظراتة مليئه بالحقد تصب نارها على الفتاة


المصابه بالذهول مطبق 0


امسك الغجرى بخصرها و انزلها عن الحصان فتعالت ضحكات من حولها و كان القوم


يستعدون لمرح ات و لاثاره توفرها لهم ضحيه حديثة يتسلون بها..

زادت الدماء المتجمد على و جة رادولف من رهبه شكلة و جعلتة يبدو مجرما اكثر و


اكثر ايمكن ان تتوقع رحمه من انسان كهذا لا يهتم الا بارضاء غرائزة لا يعرف


المثل و المبادئ التي تؤمن فيها المجتمعات المتحضره حاوت الفتاة الا تفكر بما


ينتظرها لكن الرؤى السوداء كانت تغلف ذهنها كغمامه داكنة تمنت لو انها تموت!


فالموت ارحم من العذاب القابع و راء الساعات المقبلة…تمنت لو ان يدى رادولف


الجبارتين تلتفان حول عنقها الغض و تعصران منه احدث نقطه حيا…

انصرف رادولف الى الحديث طويل مع الرجل الكهل سمعتهما لين يتلفظان ببعض


الاسماء اولا بوريل و و غيرها و فهمت ان الكهل هو اولاف و انه و رادولف


يتحدقان عن بوريل و لكنها لا تعلم ما اذا كان بوريل اسما لامراة او لرجل حدقت


الفتاة فو جة رادولف لتجد الاضطراب و القلق الشديدين باديين عليه فحين كان


اولاف يتنهد من وقت الى احدث و يزم شفتية بامتعاض ما هو الحديث المهم الدائر


بين الرجلين؟؟
سؤال لا يمكنها ان تجيب عليه قبل ان تفهم هؤلاء القوم.

بعد هذا بدا القوم يوجهون الاسئله الى رادولف فيجيب عليها باقتضاب و الاولاد


الحفاه ذو الثياب الباليه يحملقون فثيابة النظيفه و الانيقه بانبهار.

نظر رادولف الى لين فعاد الى عينيه لمعان الشر و بلمح البصر حملها بين يديه


و سط ضحكات الجميع الى عربة ارشدة اليها اولاف


صاحت لين فالغجر:


– ذلك الرجل خطفني!!
ستحاكمون جميعكم ان لم تساعدوني!

نظرت حولها تبحث عن احدهم يتعاطف معها فلم تقع الا على و جوة ضاحكه و نظرات


ساخره لا امل اذن بان يساعدها احدهم فالجميع و حدة متماسكه و الافراد يتعاونون


حتي على اعمال الشر0


ادخلها رادولف الى العربه بعدها خرج بسرعه بعد ان اغلق الباب بعنف.
فى هذه


العربه لن يتدخل احد لانقاذها.
عليها ان تواجة و حدها الرجل الذي يبدو زعيما


او ملكا على قومة يذعنون لمشيئتة بدون نقاش اغرورقت عيناها بالدموع فساعة


العقاب حلت شرعت تبحث فالعربه عن و سيله للخروج من سجنها الصغير مكان قذز


به اريكه و طاوله مستديره مع بعض الكراسي العتيقه فالطرف الاخر سرير ضيق و


على الخزانه كتب قديمة و وضع مصباح زيتى يغطية غبار سميك كان احدا لم يشغل هذه


العربه منذ وقت طويل فالقذاره المنتشره فارضها و على محتوياتها لا توصف.


فخلدها تدور اسئله كثيرة من هو رادولف بالحقيقة؟؟
من هو بوريل الذي تحدث


رادولف و اولاف عنه بعديد من الجدية؟؟
لكن السؤال الاكثر اهمية و الحاحا


يبقى: ماذا سيصبح مصيرها؟؟

2 – امرأة فشرك

دخلت لين الى زاويه صغار فالعربه يفترض انها مطبخ كانت به مغسله قذره و


فرن صدئ يعمل على الغاز لم تتمكن الفتاة من تحمل الرائحه التي تدعو الى


الغثيان و لما همت بالخروج سمعت اصواتا قريبه فالخارج اطلت من النافذة


الضيقه فرات رادولف و اولاف يتحدثان و حيدين بالانجليزيه فربضت لين تحت


النافذه من دون ان تدع راسها يطل و اخذت تسترق السمع.

– اعرف ان الامر يقلقك يا رادولف لكنة حر فاختيار طريق حياته


– لا تقنعنى انه محق فسلوك ذلك الطريق!!


– اوافق معك و الدليل انني بحثت عنه كثيرا كما طلبت منى لكنة مراوغ كبير و لا


يهدا فمكان.


– اعلم هذا يا اولاف و الا لما كنت رايتنى هنا فقد اخبرنى ايفور انه فهذا


المخيم.


– كنت قادما هنا اذن عندما خطفت الفتاه


– بالطبع و الا لما…


– مذا تنوى ان تفعل فيها يا رادولف؟؟


– ساجعلها تدفع الثمن غاليا لضربى بالسوط و لوصفها اياى بالغجرى المتشرد


حثاله المجتمع.


– اعذرها يا رادولف فالناس يملكون افكارا خاطئة عن الغجر


– انا لا اعذر احدا يجرؤ على اهانتي!!


– لكنها تبدو بنت طيبه فلا تحطم حياتها


تكلم الغجرى الشاب بكل صميم و جدية:


– اسمع يا صديقي انا انوى ان انال منها التعويض المناسب عن اهانتى فاذا لم


تتمكن من تحمل هذا لن يصبح الذنب ذنبي0

ادركت لين من لهجتة القاسيه ان الرجل ليس مستعدا للعوده عن قرارة و انه ينصاع


لغرائزة ضاربا عرض الحائط جميع الاعتبارات حاول اولاف من جديد ان يثنية عن


عزمه:


– انت تعلم ان الاختطاف جريمة خطيره يعاقب عليها القانون بصرامه عليك ان تفكر


بوضعك الخاص يا صديقي فنحن بغني عن المشاكل ظننت ان الايام كنت كفيله بتهدئة


طباعك الحاده بعض الشى و بتعليمك كيف تكبح جماح اعصابك.

تساءلت لين عن الوضع الخاص الذي تكلم عنه الغجرى الكهل ايعني فيه ان رادولف هو


(( ملك)) الغجر فكل ايرلندا؟؟
تفسير معقول ربما يوضح كلمه الوضع الخاص و


الاحترام الذي اظهرة هؤلاء القوم للرجل كما يوضح عدم استقرارة فمخيم واحد و


تنقلة المستمر من منطقة الى اخرة.


– اتعتقد انني خائف من العقاب يا اولاف..
الا تعلم انني لا احسب حساب النتائج


عندما اقرر الاقدام على خطوه انا مقتنع بها..

فهمت الفتاة من كلماتة انه معتاد على هذي الاعمال و ان خبرتة بها طويله بحيث


لا يخاف الوقوع فايدى العداله لكن اولاف ما يزال قلقا و لم يشارك صديقه


مرحة اذ قال بكل جدية:


– احس بنفسي مسؤولا لانى كنت اعلم منذ البدء…

قاطعة رادولف مطيبا خاطره:


– اشكر تفهمك


صمت الكهل قليلا بعدها و اصل محاولا اقناع صديقة الشاب:


– و لكنى اسف للفتاة المسكينة


– لا داعى للاسف لانها اوصلت نفسها الى هنا بحماقتها!!!


– هي انجليزيه اليس كذلك؟؟


– تماما


– اذن لابد ان يصبح احدا ما ربما بدا البحث عنها عائلتها ربما…


– غير يمكن يا اولاف الفتاة و حيده هنا.


– من قال ذلك؟؟


– قالت لى بانها تمضى اجازتها فايرلندا و تجوب البلاد و حيده بسيارتها


– اسمع يا رادولف تبريراتك لا تقنعنى بصحة عملك.


– لن اتراجع عن خطوتى ابدا!!


– و لكنك ستوقع نفسك فمشكلة كبيرة


– لا تقلق يا صديقي لن يبحث عنها احد اذ يفترض انها تركت الفندق الذي كانت


تقيم به و اتجهت الى منطقة جديدة


– و لكن اين السيارة التي تكلمت عنها؟؟


اخبرة رادولف بكل التفاصيل و بان السيارة مفتوحه و المفاتيح ما تزال بداخلها


عندها فقط ادركت لين انها اخطات عندها صرحت للرجل بحماقه لا مثيل لها بكل ما


يسهل له اتمام جريمته


ابتعد الرجلان قليلا فلم تعد الفتاة تتمكن من سماع بقيه الحديث و لكنها


استطاعت التقاط جوهره


– عليك احضار سيارتها باسرع ما ممكن يا رادولف كى لا تبدا الشكوك تحوم حول


و جودها فالموقف


– لا ارتاح لعملك يا صديقي ذلك ليس من طبيعتك بل…


تلاشت الاصوات اذ ابتعدا كثيرا عن النافذه ففشلت لين من جديد فاكتشاف اللغز


الذي بدات تشعر بوجودة فحياة ذلك الغجرى الذي ظهر من العدم ليقلب حياتها.

ماذا سيفعل الان بالسيارة لكم كانت غبيه عندما اطلعتة على جميع شي لو لم تفعل


لكان احدهم لاحظ بقاءها الطويل فالموقف و لابلغ الشرطة بالامر و لكن لا


ممكن ان تضيع اثار لين مدة طويله فمن المحتم ان يفتقدها زملاؤها عندما تنتهي


اجازتها و تقتضى عودتها الى العمل كان يفتقدها صاحب المنزل عن استحقاق ايجار


شقتها الشهرى سياتى من ينقذها من قبضه الغجرى عاجلا ام اجلا لكن المقلق ان


ذلك الرجل يملك ثقه كبار بنفسة تجعلها تخاف من ان يتدبر الامر بشكل محكم


ينجو به من اي عقاب على جريمتة النكراء

اى هو الان؟؟
غيابة يريد من قلقها و توترها كم يمارس ذلك الرجل لعبه الحرب


النفسيه ببراعه!!
اة لو يستطيع اولاف من اقناعة بالافراج عنها!!
امنيه بددتها


اصوات ثرثره فالخارج باللغه الغجريه شعرت لين من دون ان تفهم شيئا انها


موجهة اليها بدا قلبها يخفق بقوه و احست بان جسمها مشلول و عقلها لا يفكر صار


جميع كيانها كنصبا على اللحظات الزاحفه ببطء تحمل فكل اخرى جبالا من القلق و


الخوف متي سياتى رادولف؟؟
و ماذا سيفعل عندها؟؟
كم كانت متهوره عندما ضربته


بالسوط!!
لكن الكيفية الهادئه التي حياها فيها فالغابه و كانة يراها للمرة


الاولي اججت فصدرها نار الغضب كيف استطاع مواجهتها بكل ذلك الهدوء بعد


الحادثه الاولي قرب المخيم؟؟
استحق الضرب و ان تكن النتيجة و جودها هنا سجينة


رجل شرير ينوى ايذائها و بين اناس لم يسمعوا بالشفقه و وخز الضمير من سينقذها


من المصير الذي اعدة و يعدة لها خاطفها؟؟

جن جنونها بعد تحليلها للموقف فحاولت فتح الباب بعدها اخذت تدق بيديها عليه و هي


تعلم ان عملها لن يجدى نفعا لكن احساس دفعها الى هذي المحاوله الفاشله انهارت


و سقطت على الارض تجهش بالبكاء فحين تعالت فالخارج قهقهات الغجر


المتلذذين بعذابها و معاناتها

اخذت لين تدور فالغرفه تقيسها طولا و و عرضا تجلس على كنبه تنهض لترتمى على


السرير…تسمرت السجينه فمكانها اذ سمعت و قع خطوات قريبه استقرت عيناها على


مقبض الباب تنتظر فهلع ادير المفتاح فالقفل و دخل رادولف رماها نظره عدم


اكتراث و اقفل الباب و راءه.


– حسنا يا صغيرتى و صلنا الان الى ختام المسرحية.

ابتسم هازئا و تحسس الجرح فخدة ارتجفت لين عندما رات عمق الجرح الذي سببته


للرجل لانها لم تؤذ احدا فحياتها من قبل لكن و قاحه الغجرى دفعتها الى


اللجوء الى العنف معه.


اصبحت لهجه رادولف امرة عندما تكلم من جديد:


– تعالى الى هنا لتنفذى العقاب على و صفك بحثاله المجتمع


و صاح بها بعنف:-


– تعالى الى هنا!!

زاد الجرح احمرارا بسبب الغضب و لم تجد لين بدا من الاذعان لمشيئتة خوفا من


بطشة امسك بمعصمها و شدها الية بقوة بالغه حتي كاد ان يحطم عظامها لم تستسلم


الفتاة له بل اخذت تقاوم بكل ما اوتيت من قوة فيما هو يقهقة عاليا ساخرا من


مقاومتها صرخت لين من الالم عندما اطبق بيدة الفولاذيه على شعرها و ارغمها


على رفع و جهها الى عينية الغامضتين و بوحشيه فائقه اخذ رادولف يهزها بقوة في


غضب فيما الدموع تنهمر من عينيها سيولا حتي انها عندما نظرت الية رات الصورة


مشوشه كانها امام شبح لا امام انسان من لحم و دم و مما زادها حيره و تعجبا


اخراجة منديلا من جيبة ليمسح دموعها بكل رقه و حنان!!


– لقد اصبحت الان اكثر و داعه و اقل اهانه و و حشية.

نظرت الى الرجل بارتباك و جة جامد كانة محفور فالصخر نظرات باردة لا تنم على


اي احساس ماذا يدور فخلده؟؟
ماذا و راء هذي الملامح الهادئة؟؟


– اعندك شي تقولينة قبل ان انفذ انتقامي منك كاملا؟؟
كنت انوى ان استخدم


السلاح نفسه0


اشار رادولف الى السوط المرمى على الارض و تابع:


– لكن اثار الجروح تفسد جمال و جهك لذا طرحت فكرة جلدك جانبا و استعضت عنها


بكيفية انتقاميه اخره ممتعة0

رات لين فابتسامتة سخريه لا متناهيه و فعينيه علامه الانتصار و فالوقت


نفسة ادركت انه اخطات عندما اهانتة و انه لم يغفر لها هذا لقد وصف الغجر


بحثاله المجتمع و رعاع القوم و رادولف مصمم على جعلها تدفع ثمن هذا غاليا


كرر الغجرى سؤاله:


– اعندك شي تقولينة قبل ان انفذ انتقامي كاملا؟؟

وجدت الفتاة صعوبه فنطق الكلمات:


– اتريدنى ان اطلب الرحمة؟؟


– مع الاسف الشديد لن يجدى استجداؤك نفعا لانى لست هذا الشخص المتسامح


ابتعدت لين الى الوراء و نظرت من النافذه فرات اولاف يبتعد على الحصان و معه


يتلاشي املها فالمساعدة… قالت لمختطفها بصوت متهدج تخنقة الدموع:


– لن تنجو بفعلتك عندما اخرج من هنا ساذهب فورا الى الشرطة


علق رادولف و هو ينظر الى و جج المجروح فالمراه:


– الحديث عن الخروج سابق لاوانة يا عزيزتى فانت رائعة جدا جدا و لن اتركك تفلتين0


تبسم هازئا و اضاف:


– قد لن تظهرى من هنا ابدا.


لم تتمكن لين من استيعاب هذي الفكرة و تصورة نفسها سجينه هذي العربه بقية


حياتها…


– ما ذا….
ماذا تنوى ان تفعل لي؟؟


رفع حاجبية و اجاب:


– لا تتظاهرى بالبراءة و تدعى انك لا تعلمين ماذا سافعل بك!!!


علت حمره و جة الفتاة خجلا فاوضحت:


– اعنى ماذا ستفعل بعد ان تنتقم منى كما تريد؟؟


توقف و وضعت يدها على قلبها الخافق بشده بعدها اضافت بهلع:


– هل تنوى ان تقتلني؟؟


هز رادولف راسة ضاحكا:


– اقتلك؟؟
خساره ان يموت الجمال لا لن اقتلك لانى لا اريدك جثه هامدة بل


امرأة تضج بالحياة.


انساها الغضب خوفا فانفجرت:


– اسمع يا حضره الغجرى ربما اكون تحت رحمتك و لكن لا تتوقع منى اي سكوت لانك لا


تستطيع امتلاك روحي!!


– سنري يا عزيزتى فلندع هذا للوقت


اخذ يداعب شعرها فانتفضت و انشبت اظافرها على و جسهة مسببه فيه نزيفا جديدا من


الجرح


و لكنها ما لبثت ان ندمت على هذا لان الغضب اعماة فكاد يخنقها:


– ساعلمك الان كيف يعامل رعاع القوم نساءة ايتها السيده الانجليزيه المتحضرة.


توسلت الية و هي تحاول للملمه قميصها الممزق:


– ارجوك ارحمني!!
اعتذر


اكمل رادولف على ما تبقي من قميصها و وقف يحدق بها بعيني شقى شرير


– الاعتذار لا ينفع يا حلوتى اما الدرس الذي سالقنك اياة الان فنافع جدا!!


حملها بين يدية كدميه حاولت لين ان توقظ الرافة فلم تجد الا الرغبه في


الانتقام

رادولف المنتصر فهذه المعركه المنتقم الساخط الذي سيغلب على ايه محاولة


تبديها للمقاومه اخذ يضحك و هو ينظر الى البقيه الباقيه من ملابسها فحاولت


ستر نفسها بغطاء السرير غشاها الخزى و العار و تمنت لو ان يد الموت تمتد


لتنقذها من مراره هذي اللحظات المشينة


– ما رايك يا حلوتى بهذا التعذيب البطئ!!
اعتقد انك لم تتوقعى هذا ابدا عندما


ضربتنى بالسوط على و جهى اليس كذلك؟؟


– اكرهك اكرهك…………ساقتلك يوما


– ستكرهيننى اكثر يا حلوتى ستكرهين الغجرى المتشرد سوف تستجدين منه الرحمة!!!

استشفت لين من صوتة مراره الى جانب الغضب كان الرجل يغار كثيرا على سمعة بني


قومة و لا يتحمل اية اهانه توجة اليهم


– ان الوان يا حلوتى ليبدا الانتقام الممتع

اغمضت لين عينيها و بكت بمراره مستسلمه لقدرها المحتوم

3- اللعب بالنار


تزايد الضجيج فالخارج و طرق احدهم الباب افاقت لين من ذهولها و لاح لها امل


جديد

و قبل ان يفتح الباب سمع الرجال فالخارج يرددون اغنية غجريه فانفجر ضاحكا


تقدمت امراتان من مدخل العربه فغرقت لين فاغطيه السرير محاوله اخفاء نفسها


و الخجل يغمرها تبادل رادولف بعض العبارات مع المراتين و رمي احد الملتفين الى


لين فستانا زاهيا توقف رادولف يفكر و ينظر الى الفستان بينما كانت الفتاة


تحاول جاهده فهم ما يجرى ماذا يخطط هؤلاء القوم؟؟؟؟

الا يكفيها شر خاطفها و حدة لتتحمل الان شرور الاخرين؟؟


اخيرا نطق رادولف:


– و لم لا؟؟


سالتة الفتاة و الخوف يعصر قلبها و يمحو بقيه الامل الذي لمحتة بعد ان سمعت


الطرق على الباب:


– ما الامر؟؟


و اردفت بنبره شبه هستيرية:


– قل لى ما الامر!!


– القوم يطالبونى بالزواج اليس مضحكا ان فردا من حثاله المجتمع يتزوج بنت من


نخبه المجتمع!!
وجدت انهم على حق فقد ان الاوان لاتخذ لنفسي امراة.


بعدها اضاف بعد ان نظر الى الفستان:


– احضرو لك فستان العرس ارتديه!


امتقع و جة لين و صاحت فغضب باكية:


– لا !

لا ممكن لاحد ان يجبرنى على الزواج


امسكت بالفستان و رمتة فو جة الواقفين على الباب بعدها صرخت:


– ارحلوا عنى و خذوا هذي القذاره معكم!


انحني رادولف ليلتقط الفستان و باشاره واحده من يدة ابعد قومة الملتفين و


نوايا الشر فاعينهم بعد ان اهانتهم العروس العنيده اغلق الباب بعنف و اقترب


من السرير مهددا متوعدا


– ارتدى الفستان


مررت لين لسانها على شفتيها الجافتين و شرعت فمحاوله تضليل للتهرب من شرك


الزواج


– و لو اننى كنت متزوجة


نظر الى يدها اليسري ليري ما اذا كان فاصبعها خاتم زواج


– لا اعتقد انك متزوجه ارتدى الفستان و الا اذا كنت تريدين ان افعل هذا بنفسي

اخذ عقل الفتاة يعمل بسرعه فوجدت ان فالاذعان لمشيئتة و الخروج من هذه


الغرفه فرصه للحصول على مساعدة احد و الخلاص من قبضه خاطفها فقال له و على


حبينها علامه الرضوخ:


– حسنا لا خيار لى الا بقبول الزواج و على اي حال يظل الزواج اروع من…..


اكمل الغجرى الجمله ضاحكا:


– اروع انتقامي البشع؟؟


– هلا تفضلت بالخروج لاغير ملابسي؟؟


– و لماذا تخجلين من زوجك؟؟


– انت لم تصبح زوجي


كان عقلها ما يزال يفتش عن و سيله للخلاص كم هي مسافه بين المخيم و و الطريق


العام؟؟


و هل يسمعها احد اذا صرخت مستغثية؟؟


نفذ صبر رادولف من الانتظار فقال:


– لقد نفذ صبرى فلا داع للخجل!!
انهضى من السرير و ارتدى ثوب العرس


نهض الرجل من كرسية غاضبا فقالت باذعان و خوف:


– ارجوك عد الى كرسيك فسانفذ مشيئتك

جلس الغجرى فحين انها و جدت صعوبه بالغه فالتحرك ذلك الرجل الخبيث الوقح


الذي اسباب لها اذلالا ما بعدة اذلال و على الرغم من صعوبه الموقف لمحت الفتاة


فعيني خاطفها بريقا مختلفا عن الشر و السوء رات ما يشبة بالاعجاب!!

كان الفستان طويلا و لحسن الحظ نظيفا و قفت لين اما رادولف الذي امسك بيدها و


قال:


– ما رايك ….اليس الفستان جميلا؟؟


بعدها انتبة الى امر تافة بالنسبة الية فسالها:


– على فكرة ما اسمك؟؟


و جدت لين فغرابه الموقف ما يضحك العريس يسال عن اسم عروسة قبل دقيقة من


الزواج!!


– اسمي….لين


– اسم رائع لين ما ذا؟؟


– لين سلدون


– تعرفين اسمى على ما اعتقد


– لست بحاجة الى ان اعرفة لانى لن اناديك على الاطلاق


– اول امر على المراة الغجريه ان تعلمة هو الطاعه العمياء لزوجها ستعتادين


على هذا تدريجا اما الان فهيا لان القوم بانتظارنا


فالخارج نظرت لين الى الطريق فتنفست الصعداء لانة ليس بعيدا جدا جدا عن المخيم


لربما تمكنت من الافلات او لفت انتباة احد بسيارتة فياتى لانقاذها لكن رادولف


و قومة كانوا يعلمون نواياها لذا و جدتهم يحيطون فيها بشكل لا يدع مجالا لاية


محاوله للفرار

بدا الرجل المختص باتمام المراسم الشكليه الخاصة بالزواج عند الغجر و التي لم


تفهم منها لين شيئا و قفت تراقب بصمت المشاهد الغريبة التي تمر امامها كانها


مجرد متفرج لا علاقه لها بما يجرى هل زواجها شرعي؟؟
ولكن امر الزواج لم عد


مهما ازاء تصميمها النهائى على الفرار مهما كانت الصعاب و مهما كلفها هذا من


تضحيات زادها تصميمها شجاعه و ايمانا بالخلاص.

صحت فجاه من شرودها على صوت زوجها الغجرى رادولف:


– تعالى يا زوجتي سيصطحبنا المحتفلون الان الى عشنا الزوجي


اخذ الرجل يضحك بينما كانت لين تبكي و ضعت يدها خلف ظهرها عندما حاول زوجها


وضع يدها فيدة مما اثار ضحك الجميع لكن الغريب فالامر ان خوفها تحول الى


غضب بارد و تصميم على الانتقام

امسك رادولف بيدها و صفعها عليها بنعومه كانة يمازحها بعدها رافقهما الجميع الى


العربه و كان البعض يرقصون و يغنون احتفالا (( بالمناسبه السعيدة)) فقد تخلى


الزعيم اخيرا عن العزوبية

افاقت لين على اشعه الشمس المتسلله من بين الستائر تداعب عينينها تدافعت


الصور فمخيلتها صور الاهانه و الاذلال تمنت لو انها لو تقاوم بشراسه و تنعت


زوجها بالغجرى القذر فلربما كان عاملها شكل اقل شراسه مما فعل لقد سببت


بتصرفها الاخرق غضبة فكان عليها تحمل النتائج.

كان رادولف مصمما على اذلالها فلماذا حاولت ايقافة و هي تعلم ان ما قامت به


عقيم لا يفيد مع ذلك الشخص لكن عدم استسلامها اعطاها قدرا من الثقه بالنفس


سوف يجعلها تصمد امام ما ينتظرها من صعوبات و مشاق.

جلست تنظر الى الرجل النائم الى جنبها عيناة المغمضتان كعيني طفل برئ ينام في


هناء بين احضان امة يا لتناقض و حشيتة مع هذي القسمات الهادئة!!
رغبت لين


بصفعة لكونة يتمكن من النوم كذا بعد جميع ما اسباب لها البارحه من اذلال تحرك


الرجل اخيرا و فتح عينية يحدق حولة كانة لا يعرف اين هو و مع من


– صباح الخير يا زوجتي العزيزه ارجو ان تكوني ربما نمت جيدا


لم تنتظر لين طويلا حتي بادرتة بالسؤال:


– قل لى ما سنفعل الان هل ستبقينى هنا لاعيش مع هؤلاء القوم


– و اين تريدين العيش؟؟
الزوجات يسكن عاده مع ازواجهن


– لكننى لن اجد شيئا افعلة هنا


– فالوقت الحاضر تهتمين بزوجك


– ماذا تعني بالوقت الحاضر؟؟


– اعنى حتي نبدا بانجاب الاولاد و الغجر ينجبونهم بكثر كما لاحظت


امقتع و جة لين و هي تحلل الفكرة الحديثة التي ان تحققت ستتعقد امور حياتها


الى الابد


– اتمني ان لا انجب اي ولد منك


تكلم رادولف بنبره فاجاه زوجتة لما غلفها من الم و حسرة:


– ستنجبين اولادا لانى ككل الرجال ارغب بوجود و ريث لي


– و ريث؟؟
و ماذا تملك لتعطى و ريثتك هذي العربه القذرة؟؟


– دعيني اقدم مثل نصيحه غاليه الثمن يا لين لا تغضبينى بعد الان و الا ندمت على


هذا حيث لا ينفع الندم و احذرك انك لم ترى الاسوا بعد!!


تمتمت الزوجه البائسة:


– كان الله فعوني…


رمقها الغجرى بنظره ثاقبه و قال:


– تمام و خلافا لما تعتقدين انا امتلك العديد لاقدمة لوريثي


– بالتاكيد فانت تملك هذي العربه القذره و سعمتك السيئة…


لم تتمكن لين من المتابعة اذا اخرسها الالم عندما اطبق رادولف بقبضته


الحديديه على ذراعها


– لا تعتبرى مساله فقرى مسلما فيها و لا تحاولى تخمين ممتلكاتي


زاد من شده قبضتة و اضاف:


– يبدو ان على تاديبك يا امراة….


تحررت لين من قبضتة و حاولت النهوض من السرير لكن رادولف كان اسرع منها فشدها


الية بعنف و استسلمت بعد مقاومه يائسه لاصراره…….

بعد حوالى ساعة جلسا الى طاوله لتناول الاكل الفطور لم يكن رادولف مهتما


بالطعام بقدر ما صب اهتمامة على مراقبه زوجتة متلذذا بمعاناتها

سالها و هو يتحسس الجرح فخده


– هل ندمت على فعلتك هذه؟؟


– استحقيت الضرب و انت تعلم ذلك


– استحقيته؟؟


بدا رادولف مذهولا فتساءلت لين ما اذا كان ربما نسى انه هاجمها عندما تعطلت


سيارتها قرب المخيم


– انسيت عندما حاول الغجري…


لم يدعها رادولف تكمل اذ قلب المائده و هب من كرسية يعمية الغضب فتراجعت لين


خائفه حتي التصقت بحائط العربه و هي تلوم لسانها الطويل الذي اثار اعصابه


تقدم منها الرجل مزمجرا:


– ستعتذرين على هذي الاهانة!!
و ستعتذرين بكل تذلل و ضعة


حدقت لين مشدوهه فهذا الوجه الشرير و هي لا تكاد تصدق ان جميع ذلك الحقد يمكن


ان يتجمع فانسان واحد لما و جدها ساكنه جذبها الغجرى الية و اخذ يهزها بقوة


كدميه صغار حتي كادت تصاب بالاغماء…اخيرا قال و هو يعض على اسنانه:


– انا انتظر الاعتذار!!


– لم تدع لين الفرصه تفلت من يدها فقال فهلع و ذل:


– اعتذر على ما فعلته…


توقفت فجاه تخنق صوتها الدموع المنهمره من عينيها بغزاره الرجل كان يستحق


الضرب و الا لما فعلت لين هذا و على الرغم من صواب موقفها فقد اجبرها على


الاعتذار صاغره على حاجات قالتها عن اقتناع تام

ورفعت عينيها الى و جهة القاتم الى الملامح المتعاليه التي تكسبة تفوقا و


مهابه من يراة يظنة احد النبلاء و لايمكن ان يشك بانه غجرى شرير غجرى يبدو


ارستقراطى متعجرف… امر محير فعلا


– اظهرت تعقلا فالاعتذار يا حلوتى لان اية كلمه مهينه كانت ستكلفك شهر


نقاهة!!


حرر كتفيها و نظر الى الطاوله المقلوبه و الى الاطعمة =و الصحون المتناثره على


الارض اقشعر بدن لين تقززا من القذاره الطاغيه فهذه العربه امرها رادولف


بالتقاط جميع ما تناثر على الارض فلم تجد بدا من الاذعان له فيما هو جالس على


الاريكه يراقب ما تفعل


بعد قليل ابلغها رادولف انه سيغيب طوال النهار


– الى اين ستذهب؟؟


– ذلك ليس من شانك كما احب ان اذكرك بالا تحاولى الفرار لان العربه ستكون


مراقبه من كل الجهات


و نظر حوله:


– اريد ان اجد جميع شي نظيفا و مرتبا عدنما اعود الا اذا احببت ان اذيقك طعم


العنف!!

كانت لين تعلم انه لا يمزح و انه على استعداد لضربها فلم تجب على تهديداته


لم يكن عملها بسيطا البتة فالعربه قذره فعلا و تحتاج الى ايام لتصبح نظيفة


بدات اولا بتنظيف الاثاث و القطع بقطعة قماش و جدتها فالدولاب القذر المرحلة


الاخرى كانت تنظيف الارض و الاوساخ المتجمعه منذ سنوات على ما يبدو شكلت في


بعض المواضع تلالا صغار اضطرت لين لاستخدام السكين لنزعها

الا يكفيها انها تعيش مع زوج و ضيع ليزيد الطينه بله و جودها فهذا المكان


القذر؟؟
حتي رادولف اظهر بعض القرف من القذاره و كانة ليس معتادا على هذه


المشاهد

جلست لين على الاريكه تستريح و تفكر فزوجها بدا غريبا فبعض اقوالة و


تصرفاتة قبل جميع شي فصوتة نبره رقيقه لا يملكها الا دمثو الاخلاق و المهذبون


لا يكون قاسيا الا فساعات الغضب 000والغجرية))…حاولت و لم تستطع تذكر


نبرتة فلقائها الاول فهو لم يسالها الا عن السيارة و بعد هذا انصرف الى


الحركة لا الى الكلام..
ثم هنالك الحصان الاصيل الذي كان يمتطية عند لقائهما


الثاني من اين ممكن لغجرى فقير الحصول على كهذا الحصان الرائع؟؟
و الاكثر


غرابه تمكنة من الوصول الى هذي المنطقة بسرعه بينما امضت لين ساعات لبلوغها


بالسيارة!!
هذا يعني انه استخدم و سيله اسرع من الحصان بكثير

اطلقت زفره الفشل و قررت اخيرا فتح النافذه و ما ان فعلت حتي ظهر امامها ((


حارس)) شاب لا يتجاوز العشرين من عمره


قالت له على امل ان يصبح يفهم الانكليزية:


– اريد نفض هذي السجادات


– سافعل هذا بنفسي


ابتسمت للشاب بادب و هو يتناول منها السجادات فظهرت اسنان لم تر انصع بياضا


منها من قبل


– شكرا لك


لم تنتبه المرأة الشابه لنظرات الشاب الغجرى الهائمه بوجهها الرائع و لم يخطر


لها بالطبع انه لم يكف عن التفكير فيها منذ ان احضرها رادولف الى المخيم


سالتة عندما اعاد السجاده الاولى:


– هل كلفك رادولف بمراقبه العربه اثناء غيابه؟؟


اوما بالايجاب بعدها تمتم بصوت هادئ لطيف:


– اسف لقيامي بهذه المهمة


و جدت لين فموقفة فرصه ذهبية فاختارت كلماتها بدقة:


– لا عليك فانت مضطر لاطاعه اوامرة اليس كذلك


– الجميع يطيعون اوامر رادولف


– هل هو ملك الغجر؟؟


– لا تطرحى على اسئله لا يمكننى الاجابه عليها يا سيدتي


فيما كان الشاب ينهى نفض السجادتين الباقيتين رات لين عينين تراقبان المشهد


من نافذه عربه ثانية حارس احدث ناولها الشاب السجادتين و قال:


– على الذهاب الان ارجوك اغلقى النافذة


– لا تذهب قبل ان اعرف اسمك على الاقل


نظر الشاب حولة و تكلم بسرعة:


– ادعي كونيل على الذهاب الان و الا عرف رادولف بانى اتحدث اليك


و جدت لين فهذا الشاب نقطه ضعف اذا عرفت استغلالها ربما تساعدها على الهرب


بعد قليل اقتربت من النافذه لتري اذا كان احد يراقبها


و عندما لم تجد احدا فتحتها بهدوء فاطل كونيل


– هلا احضرت لى بعض الماء يا كونيل


و ضعت المرأة فصوتها جميع ما لديها من نعومه و رقه و عرفت مفعولهما عندما


اعاد الشاب الدلو مليئا بالماء و ناولها اياة بيدين مرتعشتين


– شكرا جزيلا


و اضافت بعد ان تاكدت من عدم وجود متطفلين:


– ماذا يحل بك اذا تمكنت من الفرار


– ساقع فمشكلة كبار اذا حدث ذلك


– مع زوجي؟؟


– نعم فهو ربما كلفنى بحراسه العربة


– ايدفع لك شيئا مقابل ذلك؟؟


احمر و جة الشاب حرجا من اسئلتها و قال بخجل:


– فالحقيقة انا بحاجة ما سه الى المال اتريدين المزيد من الماء؟؟


– نعم سافرغ الدلو اولا


ناولتة لين الدلو و ما ان غاب حتي اخذت تفتش فالخزانه العربه عن قلم فلم


تجد شيئا


سالتة و هي تناولة الدلو:


– ايمكن ان تحضر لى قلما لاكتب رساله صغيرة


– لا…


لم تدعة لين يكمل كلامة فتوسلت:


– انا بحاجة الى المساعدة يا كونيل انت تعلم انني سجينه هنا و اريد الفرار باي


ثمن!!


هز الشاب راسة و ابتعد بسرعه بعد ان اغلق النافذة


ظلت لين قرب النافذه تراقب كونيل الجاس على مدخل احدي العربات تحاول ان تلفت


انتباهة لكنة تحاشي النظر اليها فقررت اخيرا الانسحاب كى لا يلاحظها احد و


يخبر زوجها بالامر

جلست تفكر فكيفية كفيله بكسب الشاب الى جانبها ربما يصبح المال و سيله صالحة


لذا لكنها تركت حقيبه اليد التي تحوى مبلغا محترما فصندوق السيارة هل يقبل


كونيل بمجرد و عد باعطائة المبلغ بعد هروبها؟؟
ولكن كيف يصدقها و كيف تصل اليه


لتعطية المال؟؟

خطة محكوم عليها بالفشل


تنهدت لين و قالت لنفسها:


– لا فوائد من جميع ذلك التخطيط سيسجننى ذلك الشرير هنا حتي يمل منى و يشعر


بحاجة الى التغيير


كانت و اثقه من ان ذلك الملل لن يحل قريبا فعليها ان تتاقلم نفسيا لتتحمل


الايام الطويله التاليه رادولف معجب فيها كثيرا و هي لا تنكر انه و سيم جدا جدا برغم


قسوته

اين ذهب؟؟
اين يغيب جميع هذي الساعات؟؟
هى لا تتصور زوجها كغيرة من الغجر يتنقل


من باب الى باب عارضا اصلاح مقلاة او غلايه فطبعة المتغطرس يمنع عليه ذلك

مر الوقت ببطء مزعج و لين جالسه فالعربه لا تجد شيئا تفعلة بعد ان انتهت من


تنظيف و حضرت العشاء لزوجها اخذت تقيس العربه عرضا و طولا كانها قطه سجينه في


قفص الى متي يمكنها ان تحمل هذي المعاناة؟؟
اعصابها المحطمه لن تساعدها على


اجتياز الامتحان الصعب يا ليتها لم تستخدم السوط فتلك اللحظه المشؤومة!!!


بلي حسنا فعلت لانة يستحق الضرب و لان اي بنت غيرها كانت فعلت الشى نفسة مع


شخص حاول الاعتداء عليها…..

لم تعد لين تحتمل الوحده حتي انها شعرت بالارتياح عندما عاد رادولف فالمساء


منهوك القوي لكن الملاحظه التي ابداها فور و صولة اعادت توترها و غضبها


– يا للنظافه !
!
يبدو انك قررت ان تصبحي زوجه مطيعه قرار حكيم


نظر رادولف الى و جهها و لاحظ ان عينيها باكيتان بعدها قال:


– لا تحزنى على حالتك لاننى ربما اجعلها اسوا


صاحت به غير ابهة بالعواقب:


– اسوا و هل هنالك اسوا من هذا؟؟


نظر اليها و على شفتية ابتسامه ما كره قبل ان يجيب:


– بامكانى مثلا ان اضربك يوميا


امقتع و جهها و اطبقت قبضتيها غضبا بعدها قالت بصوت شبة هستيري:


ذلك ربما يزيل رتابه العيش هنا على الاقل !



ضحك رادولف من جميع قلبة فساهم فجعل و سامتة تزيد امام عينيها الحزينتين 0


اتريدين ان اتمم معروفى اذا ؟



– اكرهك لابد ان انتقم منك يوما ايها ال….


قاطعها الغجرى بضحكتة فاكملت:


– ساقتلك اذا استطعت!!


– انا و اثق انك ستسرين كثيرا لو رايتنى ممدا على الارض اسبح فبحر من


الدماء00


دخل الغجرى لي المطبخ ليري ما فعلتة زوجتة لتغير و اقع الحال هنالك 0 هز راسه


راضيا و قال :


لا باس ,

وان كان بامكانك ان تفعلى اقوى من هذا بعديد 0


بعدها اردف بعد ان عاد الى الغرفه الرئيسيه :


– اجلسى و اخبرينى عن ظروف حياتك عن و ظيفتك مثلا


– كنت اعمل فشركة و على فكرة سيبدا زملائى بالتحرى عنى قريبا


– ساعالج ذلك الامر يا عزيزتى اما الان اخبرينى عن نفسك


نظرت الية باستغراب فلماذا يهتم لمعرفه خصوصياتها؟؟
علي اي حال هدا غضبها و


شعرت بالسرور لوجود احد قربها لتتبادل معه الحديث و ان يكن ذلك (( الاحد))


شخصا تكرهة حتي الموت


– اسكن فشقه صغار فلندن


استفسر الغجرى و هو يتفحص اظافرة الانيقه التي يحرص على نظافتها:


– تسكنين و حدك؟؟


كانت لين ربما اخبرتة ان لا اقارب لها الا ابن عم لم تر له و جها منذ ست سنوات 0

– نعم اسكن و حدي0


ارادت ان تخترع له اكاذيب لكن طبيعتها الطيبه لا تسمح لها بذلك0 و ان كان


الهدف من الكذب شريفا 0 اضافه الى هذا لا يمكنها ان تمرر شيئا على ذلك الغجري


ذى العينين الماكرتين و النظرات النافذه القادره على قراءه افكارها- اخبرتة عن


اصدقائها الذين لابد سيقلقون عليها و سياتون لانقاذها كما قالت 0 لكن هذا لم


يؤثر فرادولف اطلاقا بل تابع العنايه باظافرة و كانة يقوم بمهمه دقيقة


للغاية0


– انت لست مخطوبة الى احد على ما اعتقد و الا لما جئت الى هذي البلاد و حدك0


كانت فعلا حمقاء عندما اطلعتة على هذي الحاجات فالغابه لكن رعبها كان شديدا


الى درجه افقدتها السيطره على لسانها


تابع رادولف استجوابه:


– ماذا كنت تعملين فالشركة؟؟


اطلعتة لين على التفاصيل و عيناها تراقبان ثيابة لقد ابدلها بثياب حديثة كما


ان شعرة يبدو مغسولا اين امضي النهار و من اين اتي بالثياب ؟
؟
لربما يملك بيتا


فالغابه حيث التقتة او فاى مكان اخر


– سنحضر سيارتك الى هنا يا عزيزتى فهي ربما تفيدنا


– ايها اللص!!
لا اشك فانك سرقت الحصان ايضا


– حذار اللعب بالنار!!
الزوجه الغجريه لا تكلم زوجها بهذه الكيفية لانها


تعتبرة دائما السيد المطاع


– اما انا ايها الغجرى الساقط فاعتبرك و قومك اناس منحطين!!


هب رادولف من مقعدة كلمح البصر و امسك شعرها مسبباا لها الما فظيعا لقد اوقعها


لسانها فو رطه حديثة كانت بغني عنها و من حسن الحظ ان طلبة اقتصر على


الاعتذار فكان له ما اراد تمكنت بذلك من التخلص من الضرب


فلم تجد سبيلا الى حبس دموعها و ايقاف ارتعاشها


اخيرا ابتعد عنها الغجرى و وقف و سط العربه صامتا ساد الجو سكوت مطبق انهاه


رادولف قبل ان يقول بصوت رقيق


– لين لماذا تدفعيننى الى معاملتك هذي الطريقة؟؟


ذهلت المرأة لهذا التبدل العجيب فاخذت تحدق فو جهة دون ان تفهم مرادة بعد


هذا عاد الرجل الى طبيعتة نادما على ما بدر منه من رقة فامرها:


– حضرى اكل العشاء!!


جلسا يتناولان العشاء بصمت قبل ان يفجر رادولف القنبله الجديدة


– ستكتبين الى الشركة لتبلغى زملائك انك قررت الزواج….


قاطعتة لين قائلة:


– اكتب!!
هل تظن ان بامكانك اجبارى على الكتابة كذا بكل بساطة؟


تمالك رادولف نفسة و حذرها:


– حاولى الا تقاطعيني يا امرأة ستكتبين الرساله بدون نقاش


تناول الشوكه و تاكد من نظافتها قبل ان يستخدمها بعدها اضاف:


– كما ستوجهين كذلك رسائل الى كل اصدقائك لتعلميهم بالامر


اسكتها باشاره من يدة اذ حاولت التعليق


– لا تحاولى الاعتراض ستنفذين اوامرى بحذافيرها


– ليس بوسعك ان تجبرنى على ذلك!!

ادركت لين ان فصوتها ضعفا لانها كانت تعلم ان الطاعه هي السبيل الوحيد


لتفادى العنف و ان رادولف لا يقبل اقل من الرضوخ و الاستسلام و الدليل على ذلك


انه ناولها بعض الاوراق و قلما فجلست الزوجه تكتب كما امرها زوجها و الغصه في


حلقها تكاد تخنقها


سيستغرب زملاؤها و اصدقاؤها امر الزواج لكنهم لن يجدوا سببا لعدم تصديقة و


سيكفون عن البحث عنها بعد ان انتهت خرج رادولف ليبعث بالرسائل فالبريد

بعد خروجة سمعت طرقا خفيفا على النافذة نظرت لتري من الطارق ففوجئت لما رات


و جة كونيل و ركضت لتفتح له

قال الشاب بصوت لاهث:


– احضرن لك القلم يا سيدتي


– لا اعرف كيف اشكرك!!
عد عندما تستطيع لاسلمك الرسالة


اقفلت لين النافذه بسرعه و خبات القلم و هي تامل ان يصبح كونيل جادا مخلصا و


اخذت تصلى لئلا يكشف زوجها اللعبة

غاب رادولف ساعتين قبل ان يعود محملا حقيبتيها بعد ان جلب السيارة من الموقف


كما و عد


– افتحى الحقيبه الكبيرة


– لماذا؟؟


– لابد ان لديك ملابس جميلة


رمقها بنظرتة الخبيثه و اضاف باللهجه الحاده التي تكرهها لين:


– افتحى الحقيبة!!


اطاعت لين مرغمه و شرع رادولف فغربله ملابسها الى ان و قع اختيارة على فستان


قطنى احمر


– ذلك ما سترتدينة الليلة


ناولها الفستان لكنها رمتة فو جهة فقال ساخرا:


– اعتبر عملك دعوه لالبسك اياة بنفسي


ضحك الغجرى طويلا و هو يتفرج على زوجتة تحمر خجلا لكن لين لم تجد هذي المره في


نظراتة ما يخيف او ينفر بل تنامي فداخلها شعور مبهم تجاة ذلك الرجل القاسي


المتلذذ بعذابها


اعد القميص فانا لن ارتدية مهما فعلت0


– لا يازوجتي العزيزة ,

ستنفذين رغبتى صاغرة0


اقترب رادولف منها فشعرت بحراره عواطفة و حاولت دون جدوى الافلات من رغباته

4- مع ملك الغجر


فاليوم الاتي خرج رادولف باكرا ليجلب لزوجتة بعض الماء كى تغسل شعرها0


عندما رجع قال لها بنبرتة المتعاليه :


هيا اغسلى شعرك فالماء و فير 0


نهرتة و نفسها تجيش بالغضب :


لا تكلمنى بهذه الكيفية و كانى عبده !



و جدت الكلمه الصحيحة 0 انت عبدتى 0


لاتعتبر نفسك سيدى !

من تكون فاى حال ؟

ربما كنت ملك الغجر لتعامل الناس


بهذه الكيفية ؟



اجاب ضاحكا :


حسنا انا ملك الغجر!


يالة من مخلوق سادى لا يترك فرصه للهزء منها0


كلامك يعني بوضوح انني مخطئة 0


ما لذى يجعلك تظنين انني ملك الغجر ؟



ترددت لين فالاجابه لانها لا تريد الاعتراف له بانه يملك سطوه و جلالال0


– انت مختلف بعض الشئ عن باقى قومك0


– مختلف ؟



عاد الى ذاكره لين ,

عندما تكلم رادولف ,

المشهد الذي جرحت به شعورة بكلمة


قالتها 0 لا شك انه يحس بالشئ نفسة الان و لكن لماذا ,

ايخجل من كونة غجريا؟


– نعم مختلف 0


تحاشت لين جرح الرجل مع انها تكرهة و لكنة يبقي انسانا كغيرة يجب احترام


شعوره0


– كيف يمكنك ان تقارنى بينى و بين قومى و انت لم تتعرفى الى احد منهم جيدا ؟



– اثناء اليومين الماضيين راقبتهم من النافذة و سمعتهم يتكلمون 0


– اتعتبرين اليومين كافيين ؟



– اشعر كانى امضيت سنتين هنا لا يومين !



ابتسم رادولف فتساءلت لين اذا كان نسى الاهانة التي لاحظتها فصوتة 0 لكنه


من النوع الذي يستطيع كتم مشاعرة بسهوله 0


– الن تسخنى الماء لتغسلى شعرك ؟



– لن استطيع غسل شعري فهذه المغسله الصغيرة0


قطب رادولف جبينة و بدا مهتما للامر0


– ماذا تقترحين اذن ؟



– هل بامكانك ان تحضر و عاء اكبر ؟



– سابحث عن واحد 0


لاتعلم لين ما الذي دفعها الى طرح ذلك السؤال المفاجئ على زوجها :


– هل صحيح ان الغجر يهددون الناس بحلول اللعنه عليهم اذا لم يعطوهم ما


يريدون؟


لم ينزعج رادولف للسؤال خلافا لتوقعها 0


– اتؤمنين حقا بذلك؟


– لا0 لكنى اعرف كثيرين يخافون من لعنه الغجر0


و فيما هي تبحث فحقيبتها عن الشامبو اوقعت شيئا على الارض 0 التقط رادولف


الكتيب و فعينية اهتمام كبير لم تعلم المرأة سببه0


– من اين حصلت على ذلك الكتيب ؟



– من قصر السيد دوغى الذي زرتة يوم التقيتك 0


تكلمت لين عن هذا اليوم كان دهورا مرت منذ ان تجولت فتلك الحدائق الرائعه0


لاحظت ان زوجها لم يكتف فتابعت :


– حدائق القصر تفتح للزوار فبعض الايام اثناء فصل الصيف 0لابد ان ما لك القصر


مليونير 0


غرقت لين فحلم اعاد اليها اللحظات السعيدة التي نعمت فيها فذلك اليوم


و قارنت بينها و بين ما هي عليه الان ,

هنالك الحريه المطلقه و هنا السجن الرهيب0


تنهدت المرأة و زوجها ما يزال يحدق بها بفضول0


– متي قمت بهذه الزياره الممتعة؟


كان سؤال الغجرى ملحا الى درجه كبار 0 اذ يبدو ان معرفه موعد الزياره امر


حيوى بالنسبة الية 0 فاجابت لين و عيناها سارحتان فالحدائق الساحرة:


– يوم السبت الماضى 0


قادتها ذكري الحدائق الى التفكير و تذكرت ان سبلها الوحيد الى الخلاص هو المال


الموجود فحقيبتها و الذي ستغري فيه كونيل ليساعدها على الافلات من قبضة


خاطفها 0


حاول رادولف استعاده تفاصيل ذل اليوم و هو يتمتم :


– السبت الماضي000


اوضحت له لين :


– قبل ان تقوم باختطافى بيوم واحد0


هز راسة و هو يفكر عميقا بعدها سالها :


– ما رايك بالحدائق؟


لم تفهم المرأة اسباب سؤالة فاستوضحتة :


– لماذا تسالنى ؟

هل تعرف الحدائق لتطلب رايى فيها؟


بدا الغجرى مستمتعا بهذا الحديث فاجاب :


– نعم ,

زرتها عده مرات 0


– مره ثانية زل لسانها اذ قالت مستغربه :


– كيف سمحوا لك بالدخول ؟



و ضعت لين يدها على فمها لتمنع خروج المزيد من العبارات الجارحه 0 و رات عيني


الغجرى تلمعان سخطا 0


اقترب منها الرجل مهددا :


– اوضحى سؤالك 0 اتعنين ان مستواى الوضيع لايليق بمقام زوار تلك الحدائق ؟



حاولت المرأة ان تظهر من المازق فقالت :


– اسفة ,

اعتقدت ان000


– ان ماذا ؟



مدت لين ذراعيها متوسله و محاوله ايقاف غضبه0


– انا حقا اسفة 0 ارجوك ان تنسى المقال 0


انتظرت المرأة الشابه ردا عنيفا من زوجها لكنة لم ينبس ببنت شفة0 متي ينفجر


و يعطى سجينتة نصيبها من العقاب الذي تستحقة على هذي الاهانه ؟

لكن جميع ما فعله


الرجل انه رمي الكتيب فالحقيبه و خرج من العربه 0


راقبت لين مشيتة المتوازنه و جسمة الرشيق 0 لماذا لم تلاحظ به هذي الاشياء


عندما قابلتة المره الاولي ؟

لا شك ان الخطر الذي كان محدقا فيها انذاك لم


يسمح بذلك 0 فجل ما صبت الية كان الافلات من قبضتة ,

الامر الذي تحقق بفضل


الفتاة الغجريه 0 من هي هذي الفتاة التي اطاعها رادولف فورا ,

لابد ان لها


مكانه كبار فحياتة كى ينفذ اوامرها و هو الرجل الصلب العنيد 0 لو لم تر


المشهد بام عينها لما صدقت ان رادولف ينصاع لامرأة غجريه كالحمل الوديع 0


قد كانت الغجريه تعرف سرا لو فضحتة لاوقعتة فو رطه كبار 0 لكن هذي الفكرة


مستبعده لانها لو صحت لما تجرا رادولف على خذل فتاتة و الزواج من غيرها 0


ارادت لين ان تعرف حقيقة العلاقة بين زوجها و الغجرية0 لكنها تخاف من اثارة


ذكري اللقاء الاول كى لا يغضب رادولف و تسبب لنفسها ما لا تحمد عقباة 0 فلو


كان الرجل يرغب فالتحدث عن اللقاء لكان فعل هذا بنفسة 0 لابد انه يتناساه


لانة يخجل فعلا من فعلتة الدنيئه 0 عاد رادولف حاملا و عاء اصفر كبيرا0


– هل يكفيك ذلك ؟



– بالطبع و لكن من المستغرب ان تزعج نفسك من اجلى 0


– قلت لك يالين انك لم ترى الجانب الاسوا منى بعد0 و اقول الان انك لم تري


الجانب الحسن كذلك0


ادركت لين انه يجب عليها اكتشاف حقيقة ذلك الرجل و التعرف الى شخصيتة الغامضة


اكثر 0 مع هذا هزت كتفيها بعدم اكتراث لان رغبتها فالفرار قد تفوق فضولها


فاكتشاف حسنات رادولف 0


غسلت شعرها فالمطبخ و عندما عادت الى ” غرفه الجلوس ” فالعربه تخلي رادولف


عن قراءه مجلة و قام يتولي مهمه تجفيف شعرها 0


شعرت لين بالدفء يغمرها لوجودها قرب زوجها الذي رمي المنشفه اخيرا و اخذ و جهها


بيدية القويتين محدقا فعينيها الزرقاوين0


ارتعشت شفتاها و كادت ان تبدا بالبكاء و هي تتذكر زياراتها الى صالون التزيين


حيث كانت تمضي اوقاتا فرحه تتحدث الى صديقتها000لحظات بعيده كانها تنتمى الى


ازمنه غابره لن تري لين لها و جها بعد اليوم0


انتشلها صوت رادولف الرقيق من تاملاتها:


– كم انت رائعة يا لين 0


طوقها بذراعية و طبع على و جنتها قبله طويله 0 لم تقاومة لين لكنها و جدت الدموع


تترقرق فعينيها 0


– ارجوك !

لم اعد اتحمل اكثر !



– عناقى ؟



– جميع شئ !

الا تفهم انني لايمكن ان اعيش سجينه طيله حياتي ؟



ابتعدت لين عنه و شعرها ينسدل بفوضي على كتفيها و دموعها ترسم خطوطا بيضاء على


و جهها الناعم 0


اضافت بتوسل امله فان يرق الغجرى لحالها:


– دعنى اذهب 0 لايمكن ان تحبسنى فهذه العربه الى الابد 0 انت تعلم ان ذلك


مستحيل 0


اطرق رادولف يفكر فظنت لين انها نجحت فاثاره مشاعرة الانسانيه الراقده في


اعناق شخصيتة الشريره 0فى اي حال هو قال انها لم تر الجانب الاقوى بعد0 فربما


رات ذلك الجانب الان0 تهاوت احلامها عندما هز الرجل راسة و اكد:


– انت زوجتي و مكانك معى 0 تزوجتنى بارادتك00


– بارادتى !

كيف تستطيع ان تقول هذا ؟



– لماذا تخرجي اي اعتراض اثناء اتمام مراسيم الزواج؟


رمقها بنظره ما كره و اجاب على سؤالة بنفسه:


– لانك كنت تاملين بالفرار لوجودك خارج العربه ,

اليس ايضا ؟



– بالطبع كنت امل فالفرار ,

وهل تلومنى على هذا ؟



– و هذي الامال ما زالت موجوده على ما اعتقد 0


تذكرت لين الشاب كنيل الذي احضر لها قلما 0 كما تذكرت المال فحقيبتها و عرفت


ان عليها اخفاؤة لئلا يكتشف زوجها خطئها و تضيع جهودها ادراج الرياح

اعترفت له بصراحه:


– انا انتظر الفرصه المناسبه للهرب 0 و اعتقد ان من يصبح فموقعى يفعل الشئ


نفسة 0


تنهد رادولف طويلا معترفا بصحة موقفها 0 نظرت الية زوجتة بذهول 0 هنالك شئ


عجيب فهذا الرجل و فهذه القصة كلها 0 لربما استطاع كونيل ان يساعدها على


حل اللغز المستعصى 0


اقترب رادولف منها و وضع يدة على كتفها محاولا تهدئتها و مسح دموعها0


– ارجوك دعني000


ضمها الى صدرة بحنان فاخذت ترتعش بقوه حتي تركها اخيرا دون ان تبدر منه اية


حركة عنيفة0 جل ما فعلة كان اطلاق تنهيده محمله بالهموم0


– سرحى شعرك قبل ان ينشف0


خبير حتي فامور النساء الغجريات 0 فهؤلا لا يكترثن لامور الترائع فيتركن


شعرهن على طبيعتة فيزيد من مظهرهن بدائيه و وحشية0


لاشك ان رادولف يعرف اكثر مما يتوجب عليه كغجرى لايهتم لما يجرى فالعالم


المتحضر 0 فالغجرعاده يكونون متقوقعين على انفسهم مكتفين ذاتيا فعالمهم


الخاص 0


سرحت لين شعرها تحت نظر زوجها و تساءلت عما يدور فخلدة هذي اللحظات0 ما ذا


يخبئ خلف هذي الملامح الوسيمه الغامضه ؟

ما هي النوايا الحقيقيه لهاتين


العينين السوداوين الامعتين ؟

اهو لمعان الذكاء او الشر ؟

ام لمعان الاثنين


معا ؟



فجاه بدات لين تبحث فذاكرتها عن نقطه معينة غير و اضحه تماما 0 نظرت في


المراة الى فمة و ادركت ان قبلاتة صارت مختلفة عما كانت عليه فلقائهما الاول


0 كانت قبلاتة مهينه بوقاحتها اما الان فاصبحت رغم حرارتها ,

اكثر احساسا


و انسانيه !

لماذا غابت الامارات النبيله عن و جهة فذلك اللقاء 000يبقى


التفسير الوحيد لتبدل رادولف منذ ان حاول الاعتداء عليها هو انها كانت ساعتها


فحالة رعب شديد جعل رؤيتها للرجل مشوشه و زاد خيالها فتصور شرة و عدائيته0


قطع صوت رادولف حبل افكارها :


– بماذا تفكرين ؟

اري على و جهك مشكلة مزعجه 0


– تماما ,

مشكلة الهرب !



جزم الغجرى ببرود :


– مشكلة لن تجدى لها حلا 0 و لكنى اري شيئا احدث فعينيك فما هو ؟



اتخبرة لين بانها تجدة الان مختلفا ,

وبالتالي تذكرة بالحادثه الاولي التي لا


يحب الخوض بها ؟

هزت كتفيها و كان لاشئ يشغل بالها و تابعت تسريح شعرها 0


كرر رادولف سؤالة :


– ما الامر ؟



– – و هل انا مجبره على الاجابه ؟



– بالطبع و الا لما و جهت اليك السؤال 0


نظرت الية بتردد و قالت :


– ربما لايصبح جوابي صادقا 0


– انا اعرف بسهوله متي تكذبين على 0


قد كان صحيحا ان الغجر يملكون حاسه سادسة و يسبرون اغوار النفس البشريه كما


يدعون 0


– كنت فالحقيقة استعيد ذكري لقائنا الاول 0


و اخيرا تجرات على ذكر ما يتعلق بالحادثه الاولي 0 و كما توقعت تجهم و جة زوجها


بسبب هذا 0


– من الاروع ان تنسى اللقاء الاول0


لم تفهم لماذا يعتبر زوجها حادث السيارة تافها و يركز على الحادث الثاني في


الغابه 0 و لاتفهم ايضا لماذا يغضب لذكر الحادثه الاولي مع ان لين هي الطرف


المهان و المجروح0


قررت لين ان تكمل المشوار الذي بداتة :


– و لماذا انساة ؟



– لاننى احاول ان انساة و اذا تحقق هذا تحققت مصلحتك 0


ملاتها كلماتة حيره و ذهولا فقالت :


– لا اعتقد انني فهمت قصدك 0


– لنغير المقال يا لين !



من يسمع لهجتة الامره يظنة سيدا يكلم خادمتة مع ان الحقيقة ربما تكون العكس في


معظم الاحيان 0 فالغجر هم عاده الخدام و هم الوضعاء 0


لم تاخذ لين بنصيحتة و اصرت على اكمال الحديث :


– تريد نسيان الحادثه لانك تخجل من نفسك !



– اخجل من نفسي ؟



رفع حاجبية تعجبا و اضاف :


انت من يجب ان يخجل من نفسة 0


– و لكن00


– اخرسى و لا تجادلى !



خرست بالفعل و استانفت تسريح شعرها دون ان تفهم موقف زوجها 0 قررت اخيرا صرف


النظر عن مناقشه المقال لان هذا لن يفيدها بشئ 0


– اريد ان اجفف شعري 0


– ما رايك بالخروج الى الشمس ؟



– اتمني ذلك0


نهض رادولف من اريكتة بكسل و على و جهة علامات الضجر0


غريب احتفاظة بالرشاقة رغم كسلة و بطالته0


اتجها الى الغابه تراقبها النساء الغجريات الفضوليه ,

لكن رادولف تفهم الموقف


و لم يدع مجالا لاختلاط زوجتة ببقيه قومه0


– اشعه الشمس قليلة هنا بسبب تشابك الاغصان 0 هلا اتجهنا صوب الطريق المكشوفة


للشمس ؟



ابتسم رادولف و قال :


– لا ياعزيزتى لن نتجة صوب الطريق0


– اتخشي محاولتى الفرار ؟



– ربما تقومين بمحاوله حمقاء 0


– اعترف انك مصيب لانى ساحاول الهرب 0


– انت صريحه على الاقل0


– ماذا تعني بعلي الاقل ؟



– اعنى ان غطرستك و غرورك مثلا يجعلانك تحتقرين الناس000


قاطعتة لين :


– اذا كنت متغطرسه فماذا تكون انت ؟



اجابها برقه كوالد يؤنب طفلة المشاغب :


– انا اعاملك بالمثل ليس الا 0


مره حديثة سامحها رادولف على كلامها القاسي فشكرت ربها لانها تفادت غضبه0


تابعا سيرهما بصمت تستغل لين فرصه و جودها خارج العربه لتشبع رئتيها هواء نقيا


و عينيها خضره حالمه 0 كانت من وقت الى احدث تسترق النظر الى زوجها فترى


التناقض بين ملامحة الراقيه و كونة غجريا 0 مشيتة تجعلة يبدو نبيلا و شعره


المشعث المتراخي بفوضي يردة الى طبيعتة الغجرية 0


اختار رادولف لهذه االنزهه و اديا صغيرا تحفة الاشجار لا امل به لزوجتة بان


تلتقى احدا يساعدها على الهرب0


قال رادولف و هو ينظر الى شعرها :


– ياستطاعتنا العوده الان0


اخذ خصله و وضعها على خدة قائلا :


– يا للضفائر الرائعة !



لم تنفع معارضة لين لحركتة بل زادت من حده عناق رادولف 0


– عليك ان تفهمى شيئا يا لين 0 كوني طيعه معى تصبح حياتك ممتعة 0


– انا لا اتصور ايه متعه فالعيش الى جانبك !



كانت لين تتمني لو انه يمل منها و من صدها فيتركها تعود الى بلادها0


عادا الى العربه فامرها رادولف بتحضير الاكل 0 و قفت لين ترمقة بنظره تحد و هي


تغلى من الغضب لمعاملتة اياها كخادمة 0


– لا اريد توجية الامر اليك مرتين لانك تعرفين نتيجة هذا يا حلوتى !



دخلت لين الى المطبخ دامعه لتحضر الاكل الذي ربما تكون السرقه كيفية حصول


زوجها عليه 0


– بالله عليك يا لين !

انزعى حله الحزن هذي عنك لئلا احولها الى حله دائمة!


على الرغم من الغيظ الذي غلف نبرتة و جدت لين فكلامة نوعا من السام و التعب


من ذلك الوضع0


لم تحضر لين الا طبقا واحدا فسالها زوجها :


– اين طعامك ؟



– لست جائعه 0


– مع هذا ستاكلين اكراما لى 0 لانى لا احب الجلوس الى المائده لوحدى 0


– من تظن نفسك حتي ترغمنى على الطعام ؟

اشعر كانك سيد اقطاعى يفعل باتباعة ما


يشاء !



– تخلت لين عن المجادله فالنهاية فاحضرت طبقا و جلست تاكل رغم انفها 0


– اري ان دروسي فتعليمك الطاعه بدات تثمر يا حلوتى !



قالت لين بمراره :


– السلطة و السيطره توفران لك الرضي و السرور اليس ايضا ؟



– اصبت ,

اذ ان جميع ما يذلك يمتعني 0 و اعدك بان ذلك العقاب البطئ لن ينتهي


قريبا 0


– النهاية ؟

تكلمت عن نهاية العذاب !



– بالطبع فانا لا انوى ان اطيل العذاب اربعين او خمسين سنة0


ارتعدت لين للفكرة و تصورة نفسها تمضى حياتها فهذه العربة0


– اتمني ان اموت قبل هذا بعديد 0


زال المرح و العبث من عيني رادولف و قال :


– طفلة جميلة مثلك يجب ان تتمتع بالحياة لا ان تتكلم عن الموت 0


تخلت لين عن حذرها و انفجرت غاضبه :


– لا تتكلم كالابلة فانت تدرك ان حياتي هنا جحيم مستمر !



و افق رادولف و قال ملمحا الى شئ تجهلة زوجتة :


– حاليا فقط 0


– حاليا و ابدا اذا استمريت فسجني0


– فلنغير المقال يا لين 0 اخبرينى عنك فانا لا اعلم كم تبلغين من العمر مثلا


!

تصورى ان زوجك لا يعرف عمرك0


– انا فالرابعة و العشرين,
وانت ؟



– تخطيت الثلاثين ببضعه شهر 0 اخبرينى المزيد عنك ,

اخبرينى فانا احب سماع


صوتك 0


– لا اعتقد انك تحب سماعة دائما 0


– من المؤسف انك تفسدين حلاوه صوتك احيانا بتصرفاتك الرعناء0


استرسلت لين فالحديث و استمتع رادولف بالاطلاع على تفاصيل حياتها 0


– يبدو ان توماس ذلك ممل بعض الشئ 0


– كيف عرفت ذلك؟


– من اثناء حديثك عنه0 نحن الغجر اذكياء ياعزيزتى !



– انا لم اقصد اظهارة مملا 0


– توماس ليس الرجل المناسب لك يا جميلتى 0


– انت مخطئ فحكمك على توماس0


– توقعت ان تنكرى ذلك0 يالك من شخصيه شفافه يا لين اقراها بكل سهولة0


صبت المرأة اهتمامها على طبقها لتفادى نظراتة الاسرة فاكمل الغجرى الكلام :


– من المؤسف ان تكوني مصابه بعقده التفوق حتي لا اقول جنون العظمه 0 يجب ان


تتعلمي ان كل الناس سواسيه و ان المجتمع الغجرى ليس فاسدا لانة يختلف عن


مجتمعك 0 لايجدر بك احتقار الناس لمجرد انتمائهم 0 المجرم و حدة حرى بالاحتقار


و النبذ0


كان صوتة مختلفا هذي المره حتي ان لين و جدت به رنه موسيقيه كاللهجة


الايرلندية 0 برغم انه يصبح احيانا قاسيا فان لهجتة تختلف عن لهجه بقيه الغجر


0 لم تفهم لين لماذا او لم يعد يهمها ان تفهم ما دام هدفها و اضحا : الهرب 0


– لم يتهمنى احد من قبل بهذه العقد التي تتحدث عنها 0


– لكنك اظهرت عقدتك تجاهى 0


تبع هذا صمت بارد و تشنج الجو بينهما 0احست لين بان الغجرى يكاد ينفجر غضبا


و بالفعل قال لها بفظاظه :


– اذا اخطات بعد اليوم ساملا جسمك بقعا زرقاء !



اشاحت المرأة و جهها لئلا تواجة عينية القادحتين شررا 0


بعد قليل خرج رادولف فعادت لين الى و حدتها الممله برغم انها لا تستسيغ صحبة


زوجها ,

لكن و جودة اروع من لاشئ 0


استغلت فرصه غيابة لتخرج المال من حقيبتها و تخبئة و راء بعض المعلبات فخزانة


المطبخ 0 بعدها انصرفت لكتابة رساله قصيرة الى الشاب الغجرى كونيل تعدة فيها


بمكافاه ما ليه فوريه و ثانية ترسلها له بعد فرارها على عنوان يحددة لها0 قررت


لين ان تمنحة جميع ما ادخرتة اثناء عملها فهي مستعده للتضحيه بكل شئ لقاء خروجها


من ذلك النفق المظلم 0 لن يستطيع كونيل مقاومه اغراء العرض و سيتدبر طريقة


لتهريبها فاول فرصه تسنح له0


بعد الانتهاء من الكتابة جلست المرأة الشابه على طرف السرير تمضى الساعات في


التفكير بمتاعبها و تتخيل نفسها حره طليقه الى ان غلبها النعاس اخيرا و تسلل


النوم الى عينيها

5- الحلم يموت فمهده

افاقت لين ,

والظلام الدامس يلف العربه ,

علي صوت الغجر يغنون و يرقصون حول


نار كبار اشعلت فو سط المخيم ,

ولم تستطع الا ان تستعيد ذكريات حياتها


الهادئه فانكلترا و وظيفتها المحترمه فشركة الهندسه الزراعيه 0 ساهم ذلك


فزياده توترها الى درجه خافت معها ان تفقد صوابها يوما اذا استمرت على هذه


الحال 0 ماذا سيجنى رادولف من وجود امرأة مجنونة معه ؟

لو يدرك و يعلم ان


كليهما خاسران لاطلق سراحها فورا 0


فجاه سمعت طرقا خفيفا على النافذه فهبت من سريرها و ازاحت الستار بسرعه 0


– كونيل!


تكلم الشاب بصوت هامس :


-اخفضى صوتك لئلا يسمعنا احد !



لكن الاثاره و القلق جرداها من جميع خوف و حذر 0


– لا تقلق 0 الكل مشغولون عنى الان 0


– هل كتبت الرساله ؟



هرعت لين و احضرت له الورقه 0


– ارجوك انتبة ياكونيل و لا تدع احدا يراك 0


– على الذهاب الان 0طابت ليلتك 0


– شكرا جزيلا يا كونيل على ما تفعلة من اجلي0


قال الشاب قبل ان يختفى فالظلام :


– لا اعلم ما اذا كنت قادرا على مساعدتك ,

لكنى سابذل جهدى 0


خافت لين من ان يصبح احد شاهد كونيل يتحدث اليها خصوصا و ان النار تسللت الى


العربه تضئ لونها الرمادى الحزين ببريق قرمزى 0اجالت نظرها فالخارج لتري ما


اذا كان زوجها يراقب المشهد و يستعد للانقضاض من جديد على فريستة الضعيفة 0لكن


جميع شئ كان هادئا و لم يبد اثر لانسان حول العربة0


بعد نص ساعة عاد رادولف الى “المنزل الزوجي” من دون ان تخرج على و جهة علامات


تفيد انه علم بما حصل 0 اضاء المصباح العتيق بعد ان راي زوجتة غير نائمه 0


– لماذا تجلسين فالظلام ؟

اتحبين ان تعذبى نفسك ؟



– و لماذا تحفل بعذابي ؟



– فالحقيقة انا لا احفل بعذابك 0


و اضاف بنبرتة الخشنه :


– ماذا فعلت فغيابي ؟



– لاشئ !



توجة رادولف نحو المطبخ و سال زوجتة :


-اتريدين بعض الشاى ؟



– كلا 0


– لابد انك شربت فنجانا اذن ؟



-لا 0


سمعتة لين يتنهد تعبا و هو يعد الشاى و تساءلت لماذا لم يطلب منها ان تحضره


بنفسها 0


عاد بعد قليل يحمل فنجانة فسالتة باصرار:


-اين كنت طوال ذلك الوقت؟


توقعت لين جوابا قاسيا يشعل مشاده حديثة 0لكنها فوجئت بزوجها يرمقها بنظرة


ناعمه مليئه بالحنان 0 هي قصدت من سؤالها اشعال غضبة لتعذبة لكنة خيب املها


بهدوئه0


جلس على كنبه يحتسى شرابة الساخن و يراقب زوجتة بنظره لا مباليه 0


– اريد ان اراك غدا بثياب جديدة0


افرغت لين دفعه واحده جميع الغضب الذي جمعتة فو حدتها و قالت :


– سارتدى ما يحلو لى 0


– لاتحاولى الظهور بمظهر المرأة الشريره 0 سترتدين شيئا مما احضرت معك لتمضية


العطله الممتعه 0 تاهت عيناها فحقيبتيها المقفلتين على بعض من ذكريات ,



قريبه كالوقت بعيده كالحلم 0 كيف تضع ثيابها الانيقه فخزانه العربه القذرة


0


– ليس من المعقول ان تكون هذي العربه ملكا لرادولف فهو يبدو محبا للنظافة


و الترتيب 0 بعدها انه لايحتفظ بها بثيابة او بممتلكات ثانية 0 تحفظة حول


خصوصياتة يحيرها كثيرا و لكنها لا ترغب فالاطلاع على خفايا حياتة لان قواها


منصبه الان على هدف وحيد :الفرار0


قالت لزوجها بعد تردد:


– لا اري معني لارتدائى ثيابا رائعة و بقائى سجينه هذي الزنزانة !



– لن تبقى هنا لاننا سننتقل غدا بسيارتك الى مكان احدث 0


احست لين ان قلبها توقف عن الخفقان لان الامال التي علقتها على مساعدة كونيل


انهارت بلحظه 0


– الن يرحل الباقون ؟



– لا0 نحن فقط 0


كادت لين بعفويتها تفضح جميع شئ 0


– لا اريد ان اغادر المخيم 0


صعق رادولف لملاحظتها و اخذ ينظر اليها دون ان يفهم 0


– و هل تستسيغين البقاء هنا الى ذلك الحد ؟

مع انك لم تكفى عن التذمر من


الضجر0


عضت لين على شفتها تحاول ايجاد جواب لا يفضحها 0 و استطاعت بعد جهد ان تقول :


المكان الذي سنذهب الية لن يصبح اقوى من هنا0


و انا لا انوى تمضيه و قتى بالتنقل الدائم كالغجر المشردين0


لم تابة المرأة لغضب زوجها من كلامها لان عقلها كان مشغولا بفرصه الهرب


الضائعة 0 ظنت ان الفرج سياتيها اخيرا على يد كونيل لكنها و جدت نفسها كالقابض


على الماء تعود الى نقطه الصفر0


برغم جميع شئ حافظ الغجرى على هدوئة و لم يخرج انفعالة لنعت زوجتة قومه


بالمتشردين0


– لاتحاولى الاعتراض لانى مضطر لمغادره المخيم 0


تساءلت لين عما ممكن ان يصبح اسباب ذلك الاضطرار 0


– و لماذا تكون مضطرا للرحيل ؟



– لا ضروره لان تعرفى 0


– و هل سنجد عربه شاغره فالمخيم الذي سنقصدة ؟



– بالطبع0 الست ملك الغجر كما قلت ياعزيزتى ؟

والرعيه لن تدخر جهدا لتوفر


مكان اقامه مريحا لملكها 0


اخذت لين تجوب العربة و هي تفكر بالمخيم الجديد و العربه الحديثة القذره ,



و بمزيد من هؤلا الناس السمر الفضوليين 0 سجن جديد و حراس جدد يرصدون تحركاتها


عندما يصبح زوجها غائبا 0


و فجاه انهارت اعصابها و صرخت :


– لا استطيع تحمل المزيد !

لا استطيع البقاء سجينه 0 سيقتلنى الضجر !



و اضافت و هي تحدق فرادولف :


– كيف تستطيعون تمضيه ايامكم بكسل ؟

الا تملون من عدم الحراك ؟



وضع الغجرى فنجانة على الطاوله و نهض من كرسية دون ان يخرج عليه اي انفعال مما


زاد من حيره لين التي قالت :


– هنالك لغز فحياتك!
هنالك شئ مخبا !

الي اين تذهب جميع يوم فانت و لا شك لا


تبقي فالمخيم ؟



ازاح الغجرى و جهة و كان ملاحظاتها احرجتة فاستغلت لين الفرصه و تابعت بالحاح


شديد:


– اريد ان اعرف جميع شئ !

انت تذكرنى باستمرار انني زوجتك ففى هذي الحال يحق لي


ان اعرف اين و كيف يمضى زوجي اوقاتة ؟



لم تفهم لين اسباب اصرارها و تشوقها لمعرفه المزيد عن ذلك الغجرى الغامض 0 ربما


كان شعورها بالفراغ اسباب ذلك الفضول الكبير او انها بحاجة الى شئ يشغلها


و يجعلها ” تشترك” بشكل او باخر فحياة مجتمعها الجديد0 لكن رادولف لم يشبع


فضولها اذ اكتفي بالقول :


– انت لم تعتبرى نفسك زوجتي حتي الان 0 فعندما تعتبرين اننا متساويان ستعرفين


جميع شئ 0 لكن ما دمت تعتقدين انك متفوقه على لاننى غجرى فلن اطلعك على الحقيقة


0


جميع شئ فهذا الرجل يزيد من اللغز غموضا : جسمة الرشيق ,

مشيتة المتعاليه ,



كبرياءوة و سطوتة ,

ثقتة المفرطه بنفسة 0 و مره حديثة قالت لين فنفسها : لو


لم اكن اعلم انه غجرى لما صدقت ابدا انه ايضا 0عندها فكرت باولاف و بجديدة عن


وضع رادولف الخاص ,

فتلك الكلمه انطبعت فمخيله لين و جعلتها تظن ان زوجها هو


ملك الغجر0 هو ليس بالطبع ملك الغجر لكنة يتميز عنهم بشئ ما 000


لما نظر اليها رات المرأة فعينية مراره كبار كانة يطلب منها ان تتفهمه


و تساعدة على تخطى مشكلة لم تستطع بعد ادراكها و معرفه القصد منها 0


اجابت لين اخيرا على اقتراح رادولف باعتبار نفسها فمستواه:


– لن اعتبر نفسي ابدا فمستواك 0


اعوز كلماتها الثقه و التصميم لانها لم ترد التسبب فالمزيد من الاهانه لهذا


الرجل 0 و لانها لم ترد توسيع شقه الخلاف بينهما اكثر 0وهو قادر فجميع


الاحوال على تقليص ذلك الفارق ” الطبقى ” بينهما عندما يتشاطران بعد قليل


السرير نفسة حيث يمارس سلطاتة المطلقه بدون ان تحاول المرأة المسكينه ابداء


ادني اعتراض 0


هز الغجرى راسة و قال :


– فهذه الحالة لن تعرفى عنى اكثر مما تعرفين 0


” انقلب السحر على الساحر و شعرت لين انها ذليلة عاجزه امام نبرتة المتغطرسه 0


فتمنت لو تستطيع ايجاد العبارات الملائمه لترد له الاهانه لكنها فشلت 0


– الى اين سنذهب ؟

اعنى اين يقع المخيم الذي تحدثت عنه ؟



اكتفي الرجل بالقول :


– فمكان بعيد جدا جدا 0


– و لكن ماذا سنفعل بالحصان ؟

لايمكنك اصطحابة اذا كنا سنستعمل السيارة 0


كان رد رادولف هادئا و عاديا جدا جدا :


– بما انني سرقتة ساعمل على ردة الى اصحابة 0


– لا ضروره لان تستغل جميع فرصه تسنح لك لتسخر منى 0


– و لكنك افترضت انني سرقتة ,

اليس ايضا ؟



– و لماذا لا تقول لى من اين حصلت عليه ؟

فانت توافق معى على انك لست قادرا


ما ديا على امتلاك كهذا الحيوان الرائع0


جميع كلمه ,

كل حركة ,

كل دقيقه تمر كانت تزيد من غموض اللغز و صعوبتة بالنسبة


الى المرأة 0 ما السبيل الى اكتشاف الحقيقة و ازاحه الستار عن الجوانب الخفية


فحياة الغجرى ؟

قد يصبح الوقت كفيلا بذلك00وقد لا يكون0


استوضح رادولف زوجتة :


– لم افهم تماما معني كلامك 0


– بصراحه ,

اعنى ان مظهرك لا يوحى بان ذلك الحصان الاصيل ملك لك 0


كانت الاهانه الحديثة احسن من ان يتحملها الرجل 0 فعندما تكلم بدا فاقدا


تماما سيطرتة على اعصابة ,

يعمية الحقد 0


– لابد ان يقودك لسانك يوما الى مهلك لانجاه منه 0


و جدت لين نفسها تعتذر على الفور منه و حاولت تغيير و جهه الحديث 0


– اسفه لانى اسات التعبير 0 الن تخبرنى من اين حصلت على الحصان ؟

انة حصان


اصيل ان لم اكن مخطئة0


– من اين لك هذي المعلومات عن الجياد ؟



– انا لا اعرف الشئ العديد لكنى رايت مثلة عندما كنت امارس الفروسية لبضع


سنوات خلت 0


بدل ان يجيب على تساؤلها حمل رادولف فنجانة الى المطبخ و لما عاد بدا بخلع


ملابسة 0


– حان وقت النوم لاننا سننهض باكرا فالغد 0


سارعت لين الى تبديل ملابسها فيما زوجها منشغل بالبحث عن صحيفة احضرها ,



و القراءه ليست بالطبع عاده غجريه ,

حتي لا تضطر الى فعل هذا امام عينيه


الفضوليتين و الساعيتين الى التمتع بجمال قدها 0


انصرف رادولف بعدان و جد صحيفتة الى التفتيش فحقيبه زوجتة حتي و جد فستانا


قطنيا ازرق مفتوحا عند الصدر 0


– سترتدين ذلك الفستان غدا لانة يبرز جمالك بسخاء 0


نشلت المرأة الفستان من يد زوجها و رمت فيه على الارض رافضه فكرة فرضة ارتداء


الملابس عليها 0 و لكن رادولف لم يتسامح هذي المره 0 بل امسك بشعرها و صفعها


على و جهها بعنف حتي كاد يرميها ارضا0 و لم يتوقف عن ضربها حتي تعب و روي غليله


منها 0 و قفت المرأة امامة ترتعش و الدموع تختلط مع الخصلات السوداء المترامية


على و جهها المتورم 0 هذي اول مره تمد يد اليها و تعامل بمثل هذي القسوه 0 فهي


لم تتعرض فحياتها لتجربه مع جلاد كالغجرى رادولف0


– التقطى الثوب!


اطاعت لين امرة و دفنت و جهها فالثوب تحولة مجري لدموعها الغزيره 0 بعدها صرخت


بصوت مخنوق :


– لن استطيع المتابعة !

لن استطيع الصمود 000سانتحر !



فوجئ الرجل لهذا التهديد و وقف يحدق فزوجتة لحظات طويله قبل ان يضمها بحنان


الى صدرة و يقول بكل ما لدية من رقه :


– لماذا تغضبيننى يا عزيزتى على استخدام العنف ؟



اضاف و هو يتحسس بيدة القويه و جنتيها اللاهبتين :


– لو كنت تتصرفين برويه 00


توقف محاولا تهدئه جسمها المنتفض الما و حزنا بعدها تابع :


– على المرء ان يصبح حذرا عندما يتعامل مع غجرى 0


تمتم عده عبارات ثانية خيل للين ان من بينها : الجانب الاسوا منى 000الصقت


راسها بصدرة العريض المضياف تودعة همومها و احزانها و تصغى الى دقات قلبه


المطمئنه و رتابه تنفسة العميق 0 بدا اضطرابها يزول و هدات بعد ان اطلقت تنهيدة


طويله و سمعت زوجها يهمس :


-هذا اروع بعديد ياحلوتى 0 لا اريد بعد الان ان اري الدموع على و جهك الرائع 0


تمكنت المرأة اخيرا من رفع عينيها الرطبتين الى و جة زوجها و تمتمت بعد ان علمت


انها ترتاح كثيرا الى الوجود بين ذراعية القويتين ,

وتمنت لو يبقيان كذا الى


الابد:


– انت مختلف 000ياليتك تظل كما كنت الان00


امر لا يصدق !

كيف تسر لين لوجودها فاحضان ذلك الرجل الذي لا تكف اخرى عن


التفكير فطريقة الافلات من يدة ؟

لماذا لم تنفر هذي المرة من لمساتة ؟



لماذا لم تخف من تحمل قبلاتة ؟



اضافت و العبارات تسبقها :


– لماذا انت مختلف ؟



بدارادولف كانة يقبل بهذه الحقيقة و لكنة لا يقوي على ان يصرح بالاسباب =لان هناك


امر خطير يمنعة من ذلك,
لربما كان امرا يتعلق بالماضى و يمد تاثيرة على


المستقبل 0


– لا استطيع يا عزيزتى ان اشرح لك الحقيقة 00


ابتعد عنها و زاد :


– هيا الى النوم ياحلوتى 0


و قفت لين مشدوهه و هي تشاهد زوجها يتوجة الى المطبخ ليحضر بعض الماء 0


و استغربت التبدل العميق الذي احدثة تهديدها بالانتحار فهذا الغجرى الغريب 0


لم تعد تابة بالالم الذي سببة لها بل انحصر تفكيرها فالتوصل الى كنة و كشف


حقيقتة 0


عندما عاد رادولف الى الغرفه اخذ يحدق بلين و اقفه بقميص نومها الاحمر و يتامل


جمالها الصارخ من راسها حتي اخمص قدميها ,

ولاحظت الزوجه الحائره العروق في


عنقة تنبض بعبنوته و صدرة المغطي بشعر اسود كثيف يسرع فالصعود و الهبوط 0


يا لتناسق لون عينية مع لون بشرتة و لون شعرة !

ان رادولف فالحقيقة ينضح


رجوله تجعلة حلم جميع امرأة 000بشرط ان تنتفي منه واحده : كونة غجريا 0


و عندما انتقلت عينا الغجرى الى و جهها حيث ما زالت اثار الصفعات و اضحه ,

ظهر


عليه الاسف و الندم الشديدان على استعمالة العنف ,

تماما كما ندمت لين على


استعمالها الكيفية نفسها فالغابه 0 اقترب منها و اخذ راسها بكلتا يديه


محاولا الاعتذار لانة و لا بد مدرك انه اخطا بصفعها بينما هي لا تشاطرة الشعور


ذاتة ,

لانها لا تزال مصره فنفسها على انها كانت محقه فاستخدام السوط


لتدرا خطر الاعتداء عنها0 غفت لين بين ذراعية و راسها غارق فصدرة الوسيع


تذوق للمره الولي طعم الراحه ففتره ” راحتها ” القسريه هذي 0 و تحس بقلبها


خاليا من الحقد و المراره 0 ايصبح العنف جردها من مشاعرها و اضحت دميه نكرة


لاتنفعل و لا تشعر ؟

ام تكون العاده سلبتها طعم الحياة فلم تعد تهتم لما


يصيبها ؟

ام هو الاستسلام غلبها و اقنعها بان المقاومه لن تحقق الا المزيد من


العذاب و القساوه من رادولف ؟

الشئ الوحيد الذي تدركة فهذه اللحظه هو


الارتياح لان جميع شئ بسلام او يشبة السلام 000وذلك بفضل تفهم رادولف لوضعها


و لاكتفائة بطبع قبله خاطفه على جبينها 0


امضي الزوجان الشابان معظم النهار فالسيارة يتجهان الى حيث تجهل لين 0


تمتعا بالطقس الرائع ساهمت الشمس الدافئه بازاله حاجز العداء بين لين و زوجها


كما سرت المرأة لوجودها بعيده فسيارتها عن اي من مظاهر الحياة الغجريه التي


كرهتها و التي اسقط و اقعها المر احلاما شاعريه بنتها لها قصص الادباء و عمرتها


اخيله الشعراء0


لا تستطيع المرأة الانكليزية المعتاده على صخب الحياة ان تحيا كذا و بدون هدف


كنبتة طفيليه تعيش على جهد غيرها 0 لابد لها من هدف و اضح فحياتها تصبو اليه


و تعمل على تحقيقه0 فالطريق ان لم يفض الى مكان ليس طريقا 0 و قطار الحياة ان


لم يقصد محطه ما يصير خرده معطله 0


هدف لين فالحياة ليس معجزا ,

فجل ما تريدة ان يصبح لها بيت =هادئ تعيش فيه


بطمانينه مع عائلة يسود و شائجها الحب و يجمع افرادها الحنان 0 و الحياة مع


رادولف فعربه قذره انكسار لحلمها و سحق للطموح 0


كم كان كونيل مهما بالنسبة اليها و كم احست بالخيبه لانها ابتعدت عنه !

كان


حلما خرج من العدم ليخصب ارضا جدباء0 فاذا بيد رادولف تمتد لتخنق الحلم و هو


فالمهد و لترمى بلين فمكان جديد لا تعلم ماذا ينتظرها به سوي مزيد من


الوحده و الملل 0 لكن ما ابقي فنفسها اثرا من امل هو تلميح رادولف الى


امكانيه العوده الى المخيم نفسة فيوم ربما لايصبح بعيدا0


لاحظت لين 0 الغارقه فالمقعد الوثير 0 ان رادولف لا يلاقى ايه صعوبه في


القياده مع ان الغجر لا يحسنون عاده قياده السيارات مفضلين و سيلتهم القديمة


للتنقل : الحصان0


انتبة رادولف ان زوجتة لم تكف عن مراقبتة طوال الطريق فنظر اليها و سال :


– بماذا تفكرين ؟

اراك شارده فامر مهم 0


– فالحقيقة كنت اراقب كيفية قيادتك فانت سائق ما هر على ما اري 0


– العاده كفيله بتعليم المرء جميع شئ 0


– صحيح لكنى اعرف انك معتاد على ركوب الخيل خصوصا و انك قلت مره انك تستخدم


الجياد لا السيارات 0


كانت لين تشير بكلامها الى جمله قالها رادولف عندما التقيا للمره الاولي قرب


سيارتها المعطله 0 حاول الغجرى ان يتذكر هذا بعدها هز راسة نافيا 0


– لابد انك و اهمه فانا لم اقل شيئا من ذلك القبيل 0


– انسيت ما قلتة فلقائنا الاول ؟



– نحن لم نتبادل كلاما يذكر فلقائنا الاول 0 يبدو ان مخيلتك و اسعه ياعزيزتي


!



انباها حدسها ان رادولف يتحدث عن اللقاء الثاني عندما اختطفها على اثر ضربة


السوط 0 اثار حنقها عدم اكتراثة الدائم بالحادثه الاولي و تركيزة على الثانية


و كان لين ارتكبت يومها جريمة لا تغتفر محت اثار فعلتة البشعة0


بعد ما جري فالامس تحول رادولف بسرعه من رجل شرس الطباع ,

عصبى المزاج الى


هادئ لاتثور اعصابة لمجرد سماعة كلمه كما كان يفعل فالسابق 0 تذكرت المراة


ما قالة البارحه خصوصا الجمله التي تمتمها و لم تفهم منها سوي : الجانب الاسوا


مني00لاشك فان لهذه العبارات اهمية قصوي لان الغجرى كان صادقا عندما تفوه


فيها كانة يدلى باعترافات خطيره يحاول جاهدا ابقاءها دفينه اعماقة ,

لاعبا دور


الرجل الشرير الساخر من القيم 000اهو مصاب بانفصام فشخصيتة يتصارع فيها


الخير و الشر بعنف يجعلة متلونا من ساعة الى ثانية ؟

ايحاول الجانب الخير


الانتصار على الجانب الشرير و الافلات من براثن الغرائز البدائيه ؟

ان هذا


الصراع ينعكس على لين بشكل دراماتيكى يجعلها رهينه مزاج زوجها المتقلب 000ما


حدث البارحه يعزز اعتقاد لين 0 فرادولف هدا بعد ان انفجر بشده و طغي عليه


جانبة الحسن بعد ان بدا نادما على ما فعلة فيها 0 حاول التكفير عن ذنبه


بملاطفتها و تطييب خاطرها و عندما افاق فالصباح نظف الفستان الذي رمتة لين


على الارض بعدها احضرة لها و البسها اياة بكل رقه و نعومه 0


مراع خضراء على امتداد النظر رافقتهما فتجوالهما 0 ” تحرسهما ” هضاب و اسعة


مغطاه باشجار خضراء عاليه تهمس فاذن السماء الصافيه اشعارا و الحانا 0 اوقف


رادولف السيارة فمكان اخضر فسيح فمنطقة تدعي كيلارنى 0 و سار العروسان الى


بقعه منعزله بها بحيرة رائعة تقع على سفح جبل عال0


كادت الدهشه تعقد لسان لين فاخذت تجيا الطرف فهذه الجنه الجميلة تغرف من


جمالها و براءتها فيفيض البهاء فنفسها عذوبه و صفاء0


– ما احلى ذلك المكان !

كيف تعرفت الية ؟



اجاب رادولف :


– انا اعرف ايرلندا كلها 0


شع فعيني المرأة الشابه بريق و ارتسمت على شفتيها ابتسامه و احست بنفسها تسبح


فبحر من الاحلام 0 شعرت بالدفء يغمرها عندما طوقها رادولف بذراعية 000ليته


يكرر عبارات الامس بوضوح لتعرف المزيد عنه ترتاح 000


– تعالى ,

علينا الا نضيع المزيد من الوقت !



نظرت الية بحيرة و قالت :


– قل على الاقل الى اين 0


– ستعرفين عندما نصل 0


– لن اعرف شيئا فانا ضائعه 0


ضحك رادولف و قال :


– نحن فكيلارنى و ذلك الجبل يدعي الجبل القرمزى 0


– لم يفدنى شرحك كثيرا 0


– ايهمك الى ذلك الحد الاطلاع على التفاصيل الجغرافيه ؟



– فالحقيقة ,
لا0


عاد رادولف بسرعه الى السيارة و جلب سله مليئه بالاكل 0 و ابلغ زوجتة كالعادة


انه سرق السله و محتوياتها من احد المتاجر 0 لكن المرأة لم تقتنع بكلامة 0


– انت لم تسرق شيئا !



– اتحاولين تبرئه نفسك من و جودك مع زوج لص لا يعرف الا السرقه و سيله لكسب


الرزق ؟



اصاب رادولف بسؤالة لان لين كانت تكرة فكرة كونة لصا 0


ارادتة رجلا شريفا يحصل على لقمه عيشة بعرق جبينة 00ولكن لماذا تجد نفسها


مهتمه بسلوكة ؟

ما الفارق فان يصبح رادولف لصا او رجلا شريفا ما دامت ستهرب


منه يوما و تسترجع حريتها الغالية؟

6- السجن الجديد


اخذت لين تتساءل ما اذا كان ممكنا الا يصبح رادولف ربما سرق جميع هذي الاغراض ,



فمن اين اتي بالصحون و السكاكين و المعالق خصوصا و انها من الصنف الغالى ؟

لابد


انه يتعاطى سرقه كهذه الحاجات لاعاده بيعها الى تاجر شريك باسعار زهيده 0


سالتة فيما هو مشغول بتحضير الموقد :


– بماذا يمكننى مساعدتك؟


– هلا احضرت الاطباق و وضعتها على الشرشف ؟



– حسنا 0


تابعت لين و هي تري الاطعمة =المختلفة فالسله :


– من اين جلبت جميع ذلك ؟



جاء جوابة ساخرا كما توقعت :


– السرقه و سيلتى المفضله لا بل الوحيده !



تنهدت المرأة و اقرت بان استمرارها فطرح هذي الاسئله يعني استمرار تلقيها


كهذه الاجوبه 0 لكنها لم تترك كلماتة تمر دون تعليق فقالت :


– توقعت ان تكون فعلت هذا و لكن من اين سرقت هذي الاغراض ؟



عندما ضحك الغجرى و بانت اسنانة الناصعه ,

شعرت لين بقلبها يخفق بقوه 0 و حاولت


ان تكتم اعجابها المتزايد بزوجها الوسيم 0


– اغرت فالليل على مطعم قريب من المخيم ,

لقد كانت مهمه غايه فالسهوله !



– لا تختلق الاكاذيب 0 لا يوجد اي مطعم بالقرب من المخيم !



– انت مخطئه ياعزيزتى لانك لاتعرفين المنطقة كما اعرفها 0


برغم دقه الموضع ساد الحوار جو لطيف 0 و كان الزوجان كاى عروسين سعيدين


يتبادلان اطراف حديث عذب و مرح 0 و حرصت لين جاهده على عدم اثاره رادولف لئلا


يعود الى مزاجة الشرس و يفسد ذلك اليوم الرائع 0


سالتة بصوتها الرقيق :


– هل سرقت المقلاه ايضا ؟



ابتسم رادولف و هو يشعل النار بعدها اجاب :


– نعم و لكن سرقتها كانت صعبة و كادت تؤديبى الى السجن ,

فقد اوقعتها على قدمي


و لم اتمكن من العدو بسرعه حتي كاد رجل الشرطة يلحق بى 000لكن حيلتى كانت اقوى


و استطعت الافلات بعد ان اختبات و راء سور عال 0


اضاف و هو يضع شرائح لحم العجل فالمقلاه :


– افعل اي شئ كى لا اعود الى السجن لان من يجربة مره يبذل المستحيل لئلا يعيد


الكره 0


لم تعلق لين على كلام زوجها لانها كانت محتاره فتصديقة او لا ,

بل انصرفت


الى المساعدة فاعداد الاكل 0 و عندما اكتشفت علبه مليئه بمختلف نوعيات


الفاكهه قالت :


– لا استطيع ان اتصور كيف جلبت جميع هذا!000لا ,

لا تقل شيئا عن السرقه 0 لقد


توصلت الى و اقعه ثابتة و هي ان فتصرفاتك و كيفية عيشك اشيئا لا علاقه لها


بانتمائك الغجرى 0 انت 000انت مختلف 0 تردد رادولف طويلا قبل ان يتحسس جرحه


و يتكلم :


– و لكنك قلت انني غجرى متشرد ,

حثاله المجتمع0


مد يدة السمراء القويه و اضاف :


– الا ترين سمرتى الغجريه ؟

ولماذا تهتمين بامورى ما دمت مصممه على الهرب ؟



رمقها بنظره تحمل الف معني و معني و اكمل :


– لو كنت تودين مشاطرتى الحياة لكانت الامور بيننا مختلفة 0


لم تفهم المرأة اسباب اهتمامها البالغ باسرار حياة ذلك الرجل 0


و لكنها ادركت الان بشكل لايقبل الجدل ان رادولف يرغب ببقائها معه الى الابد !



لماذا تعتقد ان رادولف سيسام منها يوما و يطلق سراحها ؟

لماذا ظنت انه كغيره


من الغجر لايستقر مع امرأة واحده بل يبحث دائما عن بنوته تؤمن له دفء الحب


و حراره العاطفه ؟

فهذا النوع من الرجال لا يري فالمرأة الا جانب المتعة


و العبث دون ان يفكر فالامور الثانية الساميه كبناء العائلة و تربية


الاولاد000


غريب كم ان رادولف مختلف بجانب من طباعة عن عوائد الرجال من قومة !



بادر الغجرى الى السؤال :


– اما زلت مصممه على الفرار ؟



اجابت المرأة بكل عزم :


– بالطبع ,

وماذا تتوقع منى غير هذا ؟



اشاح رادولف بوجهة كى لاتظهر انفعالاتة و صرح بصوت مرتجف بعض الشئ :


– برغم البداية السيئه يمكننا ان نعيش معا حياة رائعة 0


توقف ليستجمع افكارة بعدها اضاف :


– اليوم مثلا سار جميع شئ على ما يرام 0


– لا اعتقد ان يوما واحدا من التفاهم يكفى لبناء حياة مشتركه 0


– جميع طريق تبدا بالخطوه الاولي ,

فلنعتبر اليوم خطوه اولي و مثالا نحتذية في


تصرفاتنا 0


لم تصدق لين ان ذلك الرجل الذي يتكلم هو رادولف 00 اين التعالى و الغطرسه في


صوتة ؟

اين نظراتة الساخره و نبرتة المتهكمه ؟



من عاده رادولف اعطاء الاوامر و رؤيتها تنفذ ,

لكنة الان يطلب من زوجتة العيش


معه لا بل هو يتوسل اليها !



– اسمع يا رادولف ,

انا لا انوى ان امضى حياتي متنقله من مكان الى احدث لاني


احب الاستقرار 0 اضف الى هذا انني لست مغرمه بك و تبعا لذا يغدو طلبك غير قابل


للاستجابه 0


لم يعلق الغجرى على رفضها بشئ بل غير المقال و انصرف الى الطعام بعد ان ملا


طبقا لزوجتة و صب لها بعض الشاى 0جلس الزوجان بعد الطعام يتاملان مياة البحيرة


الرقراقه و الشمس تغمر المكان بدفئها و طنين النحل يملا الجو بهجه و فرحا 0


ماذا يطلب الانسان اكثر من هذا ليصبح مسرورا ؟

ماذا ينشد ليشعر بالامان


و السلام ؟

وهذا ما شعرت فيه لين فتداعت جدران الحقد الفاصله بينها و بين زوجها


0 و شعرت بان ذلك الرجل قريب منها و لم يعد هذا الشخص الشرير الذي كرهتة الى حد


لايوصف 0


نظرت الى و جهة فلم تستطع انكار جمالة الباهر و ملامحة النبيله المتناقضه مع


انتمائة الغجرى 0 يزيدة ذلك التناقض غرابه و فراده لايملكها غيرة من الرجال 0


جعلة هذا اميرا فثوب فقير ,

نبيلا فملامح رجل اسمر عاني شظف العيش و خبر


مصاعب الحياة 0


لم تر لين فحياتها احجيه بهذا الغموض ,

وسامه متعاليه فرجل فقير ينتمي


الى قوم يفتشون عن اللقمه ليسدوا رمقهم ,

يعيشون متشردين بلا وطن و لا هدف 0


التفت رادولف اليها فوجدت صعوبه فازاحه نظراتها الماسورة ببريق عينيه


السوداوين 0


– متي سنصل مقصدنا ؟



– امامنا العديد من الاميال بعد 0


لم تقنع لين بهذا الكلام فقالت :


– ذلك ليس بجواب ,

الا تستطيع ان تكون اكثر و ضوحا ؟



تناول رادولف الفاكهه و اجاب :


– اعتقد انه علينا اجتياز حوالى الخمسين ميلا 0


ناولها تفاحه حمراء سائلا :


– اتريدين تفاحه ؟



– بكل سرور 0


– على الرحب و السعه ياعزيزتى 0 ما رايك بمزيد من الشاى ؟



استغربت لين جميع ذلك الانتباة و جميع هذي الرعايه من زوجها ,

لاسيما انها خذلته


باعلانها عن رغبتها فعدم العيش معه و اصرارها على الفرار 0


– لا ,

شكرا 0


– فلنجمع اغراضنا اذن لنكمل الرحله 0


تنهدت المرأة و تمتمت شاكيه :


– اود لو اعرف اسباب رحلتنا 0


– كوني على ثقه بان الاسباب =و جية جدا جدا 0


اخذ رادولف يجمع الاغراض فحين توجهت لين الى البحيرة لترمى ى مياهها بقية


الشاى و ذكري ساعات بديعه امضتها فهذا المكان حيث لم تفكر مره واحده ,

خلافا


للسابق ,

بايجاد كيفية للفرار !



فالسيارة شاركها رادولف تساؤلها عندما قال :


– اري انك لم تحاولى الهرب اليوم !



– لم اجد فوائد فذلك لانك بدون شك اسرع منى فالعدو ,

فلو حاولت شيئا


لامسكتنى بسهوله 0


– ذلك صحيح و لكن مع هذا لاحت لك عده فرص للافلات خصوصا عندما كنت احضر الطعام


من السيارة 0


– لقد و زنت كل هذي الفرص و وجدتها خاسرة لاننى كنت سالقى عقابا شديدا على


فعلتى !



لاحظت لين انه انفعل لما سمع و ان لم يعلق على الكلام بشئ 0


ظل رادولف صامتا حتي و صلا اخيرا الى طريق ضيق مقطوع يقوم فنهايتة مخيم


للغجر 0


– سنتوقف هنا ياحلوتى 0


– اهذا هو المكان الذي نقصدة ؟



– كلا 0 هذي مجرد محطه قصيرة فرحلتنا 0


اوقف السيارة قرب احدي العربات و اضاف :


– ابقى هنا فلن اغيب اكثر من بضع دقيقة 0


و اخيرا و جدت لين فرصه ذهبية لتفلت من قبضه خاطفها فهزت براسها موافقه و غرقت


فمقعدها تنتظر ابتعاد زوجها عن السيارة 0


تقدم منه بعض الرجال السمر و غرق الجميع فمحادثه هامه لم تسمع لين منها شيئا


لانها كانت بعيده عن موضوعها0 بعدها تحسست مقبض باب السيارة و ادارتة على مهل ,



و نظرت الى زوجها الذي ادار نظرة لها 0 بعد هذا لمحت الرجال يرمونها ,

بين


لحظه و ثانية ,

بنظرات فضوليه فتوترت اعصابها و صارت خائفه من الاقدام على خطوة


الفرار 0 شيئا فشيئا فترت همتها و رات ان لا فوائد من المحاوله لان الجميع في


المخيم سيكونون على اعقابها و يعيدونها سجينه 0 لذا اعادت اقفال الباب كما


فتحتة بهدؤ و فتحت زجاج النافذه لتسترق السمع 0 فاصيبت بالخيبه لان الحديث كان


دائرا باللغه الغجريه 0 لا بد ان لما يدور بين هؤلا الرجال اهمية قصوى


بالنسبة لزوجها و بالنسبة لها 0 عندها اطل رجل عجوز انضم الى الرجال و تحدث


بالانكليزيه فتمكنت من سماع ما قال :


– انه لم يات يارادولف 0 اتعظ و دعة و شانة لانك تعذب نفسك بدون جدوى 0 لقد


نصحتك مرات عده 000قاطعة رادولف فنظر العجوز الى السيارة و اكمل كلامة بلغة


اهل قومة حتي لاتفهم لين شيئا 0


بعد قليل عاد رادولف الى السيارة غاضبا و فالوقت نفسة عاقدا العزم على


الوصول الى هدفة السرى 0


انطلق بالسيارة دون ان يكلف نفسة مشقه الالتفات الى زوجتة و لم يحرك ساكنا الا


عندما انتبة الى ان السيارة تحتاج الى الوقود 0فقد استنفذت الرحله محتويات


الخزان الذي ملاة رادولف فالليلة الماضيه 0 عاد الغجرى ادراجة الى المخيم


و اشار الى احد الرجال كى ياخذ السيارة و يملا خزانها بالوقود0


ترجلت لين و هي تتحسر على فرصه ثانية ضائعه للافلات 0 اذ انها خططت للاقلاع


بالسيارة فيما رادولف منشغل فالمحطه بتعبئه الوقود و دفع المال 0 اما الان


فها هي معه فالمخيم و يدها حبيسه يدة على سبيل الاحتراز و منعا لايه محاولة


فاشله تبدر منها 0


عندما اخرج رادولف المحفظه من جيبة ليعطى المال للغجرى لاحظت لين ان فيها


مبلغا محترما ,

فقالت :


يبدو ان لديك العديد من المال 000


غابت رنه المزاح من صوت رادولف هذي المرة عندما اكمل :


-المسروق 0


كان بلا شك منشغل الفكر بما اخبرة هؤلا الرجال فلم ينصرف الى المزاح و المرح


كعادتة 0 من الواضح انه يتنقل من مكان الى احدث بحثا عن احد فهذا ما استنتجته


لين بسهوله من كلام اولاف و كلام الرجل العجوز0


0ولكن ذلك لا يفسر اللغز كاملا بل يطرح سؤالا جديدا : من هو الشخص الذي يبحث


عنه رادولف ؟

وهذا السؤال يستتبع اسئله كثيرة منها : لماذا يبحث زوجها عنه


و ماذا سيفعل عندما يجدة 000ومن الجلى كذلك انه ليس من السهل العثور على هذا


الشخص كما انه ليس من السهل ان يستسلم رادولف و يكف عن البحث عنه0 فهو مستعد


لان يجوب ايرلندا عرضا و طولا ليصل الى ضالتة المنشوده 0 و ما زاد الامر غرابة


كون رادولف يملك المال الكافى ليغطى نفقات رحلاتة المكلفة000ولكن ما يبعث


الرجاء فنفس لين هو ان الفرصه المؤاتيه للفرار لابد اتية فاحدي هذه


الرحلات 0لان حراسه زوجها مهما كانت دقيقه لن تستطيع منعها من الهرب 0


كانت الشمس ربما بدات بالافول عندما وصل الزوجان الى المخيم المقصود ,

وبريق


النجوم شرع ينفذ من بين اغصان الاشجار الكثيفه 0 اقيم المخيم فاطار طبيعي


خلاب فحضن سهل فسيح محاط بجبال عاليه و مروى ببحيرات متناثره هنا و هناك


تتجمع بها مياة الشتاء المتدحرجه من القمم الشاهقه 0


كالعاده ,

هجم الرجال و النسوه و الاطفال لملاقاه رادولف مرحبين فيه اشد ترحيب


بلغتهم الغجريه 0 تكلم رادولف فنظر الجميع باعجاب الى لين و هم يطلقون عبارات


الدهشه و الفرح0 ففهمت المرأة انه شرح لهم انها زوجتة 0 بعد هذا توجة و اياها


الى احدي العربات الخاليه و كان رادولف منتظرا هنا و اعدت العده لاستقباله


بعد ان اصبحا فالداخل طرحت لين السؤال الذي يقلقها :


– الى متي سنبقي هنا ؟

احس و كانى سلعه يتفرج عليها الجميع فمعرض !



– سيعتادون عليك و يعتبرون و جودك طبيعيا مع الوقت 0


– الم يفاجئهم امر زواجك ؟



ابتسم رادولف مجيبا :


– لم يفاجئهم بل ادهشهم 0


– ايدهشهم هذا لانك كنت معروفا باصرارك على عدم الزواج ؟



– تماما 0


– من المؤسف انك رجعت عن مبادئك و تخليت عن اصرارك !



امتلات نفس لين بالحزن و الخيبه من جديد 0 فاليوم الممتع الذي مر اصبح جزءا من


الماضى و الذكريات ,

وها هي الان تعود الى الوحده و الضجر 0 اعادت اليها العربة


الحديثة دور السجينه الذي لعبتة منذ اختطفها رادولف فذلك اليوم المشؤوم


و اجبرها على ان تصبح زوجتة 0 لكن ما يخفف من و طاه المراره هو كون العربة


الحديثة فحالة اروع بعديد من العربه السابقة ,

فالحديثة اخر و انظف 0


لاحظ رادولف حزنها فسال بقساوه :


– ما بك الان ؟

انا لم ار فحياتي انساا متقلب المزاج مثلك !



– و ماذا عن مزاجك؟
اليس حادا و قاسيا كمزاج وحش مفترس ؟



– لم اقل ان طباعك حاده بل متقلبه فحسب ,

ساعة اراك فرحه و ساعة حزينه !



اجال طرفة فالعربة و اضاف :


– انظرى حولك ,

الا تجدين ان العربه نظيفه و مريحه ؟

ساجلب حقيبتك من السيارة


لتضعى ثيابك فالخزانة0 ا حضر رادولف حقيبتى زوجتة و حقيبه ثالثة وضع فيها


ثيابة 0 جلست لين تراقبة بانبهار يظهر ثيابا انيقه من حقيبتة لايملكها الا


الاثرياء و اصحاب الذوق الرفيع0


ادرك الغجرى ان زوجتة فوجئت بما يملك فقال :


– تركتك نائمه البارحه و سرقت جميع هذه00


قاطعتة لين بحده غير ابهه بالنتائج :


– لاتحاول تفسير اي شئ فانا لست مهتمه ابدا بمصدر هذي الملابس !



ابتعدت عنه و وقفت تحدق فقمم الجبال المختبئه و راء حمرةالشفق00 تمنت لو تكوت


هذي اللحظه جالسه هنالك حيث الهدؤ و البعد عن الضجيج و كذب حضارة العالم 0 تجمعت


دموع الغضب فعينيها ,

غضب اثاره فشلها و خيبتها المرة0


– انصحك يا لين بالا تثيرى اعصابي ,

فالنتائج معلومة0


استدارت المرأة حانقه و يداها على خصرها قائله :


– اتهددنى من جديد ؟

هيا افعل ما فعلتة فالامس !
فهذا اروع ما يتوقع من


000من متشرد حقير !



توقف رادولف عن توضيب ثيابة و نظر اليها و الشرر يتطاير من عينية 0


– الن تكفى عن التحقير بى ؟

اتحاولين ارغامي على استخدام العنف معك ؟



تقدم منه و امسك بكتفيها و قال :


– تعلمي لجم لسانك الطويل فانا لست مستعدا لتحمل الاهانه تلو الاهانه !



هزها بعنف و لكنة لم يتماد كما فعل فالليلة الماضيه بل ضبط اعصابة و سرعان ما


تركها 0 تحسست لين اثار يدية القويتين على كتفيها و تساءلت كم من الالام


ستتحمل قبل ان تفلت من قبضتة 0


من الاروع ان تضعى ملابسك فالخزانه لاننا ربما نبقي هنا بضعه ايام 0


– و الى اين نذهب بعد هذا ؟



تنهد رادولف و اجاب :


– لا اعلم 0


يالة من تبدل !

من غجرى عنيف الى رجل هادئ تعب و مثبط العزيمه 0 انتقت لين


كلماتها بدقه عندما تكلمت :


– اتبحث عن شخص معين ؟



لم يكن رادولف على علم انها سمعت كلام العجوز و سمعت قبل هذا كلام اولاف 0


فرمقها بنظره متسائله :


– ما لذى يجعلك تظنين انني افعل ؟



– انه التفسير الوحيد الذي و جدتة لهذا التجوال المستمر 0


– فهمت00ساخرج بعد حوالى الساعة و اطمئنك بان العربه محروسه جيدا فلا تحاولي


الهرب0

قال رادولف هذا بلهجه عاديه كان المقال ليس ذا اهمية مما اثار لين فصرخت :


– و كم ستغيب ؟

لا استطيع تحمل الوحده !

سافتح النافذه و املا الدنيا صراخا !



لا لن استطيع الصمود00


– لاتكوني ما ساويه بهذا الشكل المسرحى فلن اغيب عنك طويلا 0


زادت ثوره المرأة و هددت:


-ساحطم النوافذ ,

ساحطم جميع شئ !



اطلق الغجرى زفره عميقه فادركت لين ان فذهنة ما يشغلة كفايه و يجعلة بغني عن


مشكلة حديثة تسببها له امرأة ,

فاستنتجت انها اذا زادت الامر صعوبه و تعقيدا


تخلي عنها و اطلق سراحها لينصرف الى حل مشكلتة الاساسية 0


هو بالطبع مشغول بالعثور على الرجل “الخفي” فاذا ما رست لين اللعب باعصابه


و اثارتة كلما سنحت لها الفرصه ,

ينفد صبرة و يتخلي عنها 0 لاشك انها ستدفع ثمن


اغاظتة كدمات و جروحا و لكن هذا لايقاس بالبقاء فسجن الحياة الغجريه الى


الابد 0


– لقد قلت لك اننى لن اتاخر 0


و جد رادولف صعوبه فالكلام بسبب الارهاق الشديد ,

الذى لم تسببة ساعات


القياده الطويله لان بنيتة القويه تجعلة بمامن من الارهاق الجسمي ,

بل مشكلته


مستعصية تشغل روحة و عقلة 0


و جهت لين الية سؤالا ليس فمحلة بل يهدف الى تاخير خروجة فقط :


– الن تتناول طعاما على الاقل ؟



– ليس قبل ان اعود 0


لم تكن المرأة جائعة بل حاولت بسؤالها ان تعيق ذهابة ,

لكنها اذعنت للامر


و جلست على كنبه تنتظر خروجة 0


بدا رادولف مترددا فالذهاب 0 هل هو قلق عليها ؟

فشعورة بالقلق و اضح على


و جهة 0 عندما فتح الباب ليخرج اعطاها نصيحه اخيرة :


– لاتحاولى شيئا سخيفا يا لين لانك لن تنجحى فالفرار 0


– سانجح يوما 0


لما نظر اليها بعينية الماكرتين علمت لين انه يخطط لما سيفعلة فيها عند عودته


و تاكدت من نياتة عندما سالها بخبث :


-اواثقه انت من النجاح ؟

سنري مدي صلابتك عندما اعود !



– نعم 0 ساخرج من سجنك و ساحمل معى ابشع الذكريات !



ادركت لين ان لعبتها ناجحه عندما رات زوجها يعض على شفتة السفلي و يدة تشد على


مقبض الباب 0 ستواصل حملتها على اعصابة فالغد لتصل الى غايتها 0


عاد رادولف الى العربه فالعاشرة فوجد لين نائمه على كنبه عريضه 0 استسلمت


المرأة بسرعه الى النوم بعد ان و زعت ملابسها فالخزانه و القت نظره فاحصه على


العربه الواسعه و النظيفه 0 دخلت الى المطبخ المرتب و حضرت بعض الشاى بعدها جلست


تحتسى فنجانا فغرفه الجلوس قبل ان تدخل الى غرفه النوم بعد ان تاكدت من


وجود الحراس اليقظين فالخارج يرصدون تحركاتها 0 لابد انهم يتلقون المال من


زوجها لقاء خدماتهم ,

مال و فير لاتعرف مصدرة 00


و قف رادولف يتامل شعرها المتدلى كوشاح حريرى على الكتف الغض و احس بالالم يعصر


قلبة و بعدها تمتم فنفسة :


غجرى متشرد ,

حثاله المجتمع 000


توجة الرجل الى المرأة ينظر الى بشرتة الداكنه و شعرة الاسود القاتم المتشعث


كنسيمات الجبال الصباحيه 0 استدار لما سمع زوجتة تتحرك فكنبتها و تفتح


عينيها لتشاهدة امامها 0


عرف من اقفالها عينيها و من الدموع المنحبسه و راء الجفنين انها شاهدت الرجل


المتوحش ,

البدائى 0


– عدت اخيرا 0


اقترب الغجرى منها و سالها بحنان :


– اتفضلين و جودى على البقاء و حيدة؟


كذبت لين كى تجرحة امعانا فممارسه لعبه حرق الاعصاب 0


– بالطبع لا !

وجود شخص غير مرغوب به لا يشتهية احد !



امسك بيدها و اجبرها على الوقوف بعدها ضمها الية بقوه 0


– انت تفقديننى اعصابي !



قاومتة لين بعنف و هي ما تزال شبة نائمه ,

وفجاه تراجعت عندما لامست و جنتها


الجرح فخدة 0


– اتخافين من جرح بسيط كهذا ؟



تناول يدها و مررها على جرحة و اضاف :


– ستنالين قريبا من الدواء نفسة لانى احب معامله الناس بالمثل 0


اتستمر لين فتوتير اعصابة ؟

لا ,

لن يجدى هذا نفعا معه 0 عليها الرضوخ


لمشيئتة و الاذعان لاوامرة لتخفف من و طاه نار ذلك الجحيم 0


عندما رفع راسها الى عينية رات من جديد الحنان يملا نظراتة ,

رات رادولف


الخير يطغى على رادولف الشر و يتغلب عليه مؤقتا فالصراع العنيف الدائر في


نفسة 0 و احست من و اجبها مساعدة ذلك الرجل كى يصل الى الامان و تستقر شخصيتة ,



و لكن ما السبيل الى مساعدتة ؟

لربما كان تجاوبها مع عناقة كفيلا بحل المشكلة


و جعلة يشعر بانه موضع اهتمام 0


و اخيرا جاءت اللحظه الحاسمه فقد جذبها رادولف الية ليقبلها 0


اتقدم على خطوه التقارب ام تحجم عنها ؟



و للاسف تغلبت غرائز لين على ارادتها و ابتعدت عن زواجها الذي لم يرض بالهزيمة


و جعلها تسدد الفاتوره بكيفية فظة000


بعد ان انقشعت غيوم المهانه و الذل تمتمت لين بين الشهقات المتتاليه :


– اكرهك و ساجعلك تدفع ثمن جميع شئ غاليا فيوم من الايام0


لم تؤثر كلماتها فرادولف بشئ لانها كانت موجهه الى الجانب السئ الذي تحدث عنه0


حملها بخفه الى السرير ليكمل انتقامة و ينهش من جمالها المستسلم نهشا0


7- بيت =على الشاطئ الذهبي


دام تنقل رادولف و لين من مخيم الى احدث لمدة اسبوعين جابا خلالهما انحاء و اسعة


من ايرلندا 0 قطعا الجبال و السهول ,

والبحيرات و الانهار ,

والوديان و المراعي


0000,
ولو لم يكن هاجس الفرار ما ثلا فذهنها لاعتبرت لين نفسها سعيدة الى


درجه لا توصف 0


لم يقترب رادولف منها منذ ان صفعها المره الاخيرة ,

حتي انه كان ينام على


كنبه و يترك لها السرير لتاخذ حريتها 0 صار يعاملها بكل لطف و عنايه و ان لم يخل


الامر احيانا من عبارات جارحه تاتى ردا على زلات لسان تبدر من لين 0 لكن


القضية لم تتعد الكلام لحسن الحظ0


حاول الغجرى ان يخرج الجانب الحسن و بالتالي سحق شخصيتة الشريره المرعبه 0 و قد


نجح لا فازاله خوف لين فحسب ,

بل بانشاء علاقه و د بين الاثنين 0 فاضحت قوته


خاليه من البطش و سطوتة بعيده من الظلم0 كما غاب عن لين الشعور بالاسى


و المراره اللذين رافقاها كظلها فايام اختطافها الاولي 0 و لكنها لم تكف مع


هذا عن الكلام على الهرب فاول فرصه تلوح لها 0


و فالحقيقة صارت لين مقتنعه تقريبا بحياتها كزوجه لغجرى متجول 0 لاسيما و ان


رادولف


لا يترك مناسبه الا و يذكرها بان مكان المرأة هو الى جانب زوجها 0 لكن ذلك


لايعني شعورا بالاستقرار بل كانت المرأة الشابه فحالة انتظار و توقع دائمين


معتبره ان عثور زوجها على من يبحث عنه سيغير مسار حياتها 0


لم يحط الزوجان حتي الان رحالهما فمكان معين بل استمرا فالطواف من مطرح


الى مطرح ,

يشغلان العربه الشاغره ,

ويحلان ضيفين على قوم الزوج كان من عادات


الغجر ابقاء عربه مخصصه لضيوف غير متوقعين ياتون على حين غره كما يفعل رادولف


0 لكن لين مخطئه فتصورها لان رادولف كان منتظرا اينما حل و كانت تخلى له


عربه خصيصا قبل و صولة بساعات قليلة 0 و يعود اليها سكانها الاصليون فور رحيله


0


سالت لين زوجها يوما و هما فطريق العوده الى كيلارنى بعد ان زارا ثلاثة


مخيمات مكثا فاحدها يومين و فالاخرين بضع ساعات 0


-الي متي سنظل ننتقل كذا ؟



– اعتقد اننا سنكون فبيتنا بعد حوالى اسبوعين0


اوقف رادولف السيارة الى جانب الطريق و اخرج قنينه شراب البرتقال من صندوق


السيارة ليتناولا كوبين منعشين ,

فى حين كان تفكير لين يعمل جاهدا لاستيعاب


كلمه ” بيتنا ” 0 عن اي بيت =يتكلم زوجها ؟



– اتعني اننا سنستقر فمخيم معين ؟



قالت لين هذا و هي تهز راسها و تفكر بوجودها فمخيم للغجر و بالحياة المتعبة


التي تنتظرها 0 و برغم هذا فهي تقر انها لا تتصور نفسها تعيش بدون رادولف من


دون ان تعلم الاسباب =0 صارت الامور مشوشه فذهنها فمنزلها و مجتمعها الحقيقيان


يقومان فو طنها انكلترا حيث تحلم بالعيش فمنزل صغير لتبنى عائلة صالحة


يشاركها فطموحها رجل تحبة او على الاقل ترتاح له و تعيش و ادعه مطمئنه 0


طالما عادت صورة توماس الى ذهنها فالايام الماضيه لكن رادولف كان مصيبا


عندما قال ان توماس لا يناسبها ,

فهو رجل طيب لكنة ليس خلاقا مما يساهم في


زياده الرتابه و الروتين فحياتها التي علمت من اثناء تجربتها الحديثة مدى


سخافتها ,

وانسيابها المجرد من اي نكهه و معني 0


قطع رادولف حبل افكارها بقوله:


– لابد ان ننتهى من الطواف و نستقر 0


اعترضت لين بلهجه ناعمه قريبه من التوسل :


– لا استسيغ فكرة العيش فمخيم ,

الا نستطيع السكن فمكان احدث ؟



رماها زوجها بنظره ملؤها الحيره و التردد كانة يخاف من البوح لها باشياء


يكتمها فنفسة على مضض 0 لذا اختار كلماتة بدقه و قال بتمهل :


– افهم من كلامك انك اصبحت مقتنعه بالعيش معى ؟



هربت لين من نظراتة و اخذت تفكر لماذا لم تعترض على هذا بشده كما كانت تفعل في


السابق 0 و بعد ان و زنت الامور فراسها و تراءت لها حياتها المقبله و ما يمكن


ان تعانية فالمجتمع الغجرى من عبوديه تصيب المرأة و تذلها ,

صاحت باعلى


صوتها :


– لا !

لم اقتنع بذلك !

ساستمر فمحاوله الفرار و سانجح فذلك !

انت


لاتستطيع مراقبتى الى الابد ,

لاتستطيع ان تراقب تحركاتى لسنوات و سنوات حتي 0


نصبح عجوزين هرمين !



ارتفعت حده نبره لين حتي جفل رادولف منها و زادت :


– ارجوك دعنى امضى فسبيلى ,

ارجوك دعنى اعود الى بيتي !



بكت المرأة بمراره و غشي كيانها اضطراب كبير فاخذت ترتعش حتي اوقعت كاس العصير


على ثوبها0


تناول الغجرى الكوب من يدها و انتظر حتي هدات ,

وبالفعل عادت لين الى هدؤها


السابق و تكلمت بكل و اقعيه :


– لنعقد اتفاقا مثمرا لنا نحن الاثنين 0 تعطينى حريتى مقابل سكوتى عن حادث


الاختطاف و تعهدى بالا اطلع احدا على ما جري 0


بلعت لين ريقها لتزيل الثقل القابع فحلقها و اعصابها الثائره تجعل منطقها


مغلوطا ,

وفكرها شاردا و مشوشا 0 لم يعد شئ فذهنها و اضحا 0 و احست برغبه في


الصراخ عندما مرت امامها الصور متدافعه ,

صور الحريه و العوده الى الوطن 0صور


رادولف الطاغيه و سطوتة القاسيه تطردها صور طيبتة و لطفة اللا متناهى 0 و دار في


خلدها صراع قاس بين الحياة مع رادولف و الحياة بدونة ,

فالاولي رحله لا تنتهي


بين المخيمات حيث شظف العيش ,

والاخرى حلقه مفرغه تبحث بها عن سعادة تائهة0


برزت الحقائق من بين غيوم عقلها المنقشعه 0 و عجزت لين عن الاختيار فلم تجد


الا صرخه صادقه تطلقها من اعماقها :


– ساعدنى يا الله !



– لين ما بك ياعزيزتى ؟

بالله عليك لاتفعلى كذا بنفسك !

0


لمتنبس المرأة ببنت شفة بل نظرت الى الغجرى لاتصدق ان ما يختلج فقلبها


حقيقة 0 همست فنفسها :


– لا ,

هذا ليس صحيحا ,

لايمكن ان يصبح صحيحا 000


تكلم رادولف اخرى لكنها لم تسمع شيئا لانشغالها بالحقائق الحديثة 0 سرت في


جسمها رعشه قويه و ارتجفت بشده بعدها سقطت بين يدى زوجها 0


– لين ,

ما بك؟
هل انت مريضه ؟



كان صوتة ناعما ينم عن قلق عميق 0 لكن لين ليست مريضه بل هي فحالة اخطر من


هذا 0 رفعت راسها و كانها تظهر من الغيبوبه ,

ثم حدقت فالرجل و تساءلت عما


ممكن ان تكون رده فعلة لو اطلعتة على ما اكتشفت لتوها 0 ايستقبل الخبر بفرح


ام يقول متشفيا : لقد و قعت فغرام غجرى متشرد اذن !

وهكذا لن تتركينى بعد


الان يا امرأة لان حبك لى يجعلك امه خاضعه !



لن تخبرة بذلك ابدا !

ولن يغير الوضع الجديد من تصميمها على الهرب لانها


لاتنوى قضاء حياتها مع غجرى برغم حبها القاتل لرادولف 0 لن تستطيع رؤية


اطفالها يترعرعون فمخيم و سط القذاره و بعيدا عن المدرسة الصالحه و البيئة


الصالحه 0 ستجعل العقل يسيطر على العاطفه و تحكم المنطق ليسحق الحب 0


لما عادت الى التفكير برادولف من جديد عاد التشوش و البلبله الى ذهنها 0 لقد


استنتجت فالسابق انه يملك شخصيه مزدوجه و قالت انها لو استطاعت ابقاء جانبه


السئ بعيدا لاستطاعت تمضيه ايام روعه معه 0 و فالحقيقة انه كان انسانا رائعا


اثناء الاسبوعين الفائيتين فهو عاملها بكل رقه و لطف ,

حتي انه لم يحاول


تقبيلها مرة000


لقد كبح جماح غرائزة لا سعادها و قدم مصلحتها على مصلحتة دون اي انانيه او حب


للذات 0


اي رجل هو ذلك ؟

لا تستطيع لين تحمل العيش مع رجل غامض الى ذلك الحد 0 و ان


تكن تصرفاتها الثانية مقبوله و لائقة0


نفذ صوت رادولف من اثناء افكارها كالنور يتسلل بخجل من بين طيات الضباب :


– سالتك اذا كنت مريضه 0


– انا بخير الان 0


قالت لين الحقيقة لانها بدات تشعر بالتحسن مع ان افكارها ما تزال مبلبله 0


نظرت الى و جهة فكادت تقسم انه ليس غجريا ,

لا ممكن ان تكون هذي الوسامة


الراقيه فغجري000

ان ذلك المكان ليس لغجرى و ظنت ان رادولف ليس صديقا لمالكة كما ادعي ,

بل هو


يدخل الية خلسه عندما يعلم ان اصحابة غائبون 0 و لكن من اين اتي بالمفتاح ؟



الجواب على هذا ليس مستعصيا لان هنالك نوعا من المفاتيح الخاصة يناسب جميع


الاقفال 0 و الغجر مرشحون اكثر من غيرهم لاقتنائهم ذلك النوع 0


اعادها صوت رادولف الى الواقع عندما بادرها بالسؤال :


– بماذا تفكرين؟


– كنت افكر بكل ذلك المال المهدور على بيت =شبة مهجور 0


لم يقنع جواب لين زوجها الماكر فصحح قولها :


– لا ياعزيزتى ,

كنت تقولين فنفسك كيف ممكن لغجرى حقير ان يتعرف الى اصدقاء


اثرياء كصاحب ذلك البيت ؟



مره حديثة عادت مسحه المراره الى صوت رادولف 0 و لكن لين لم تشعر بالشماته


لذا بل انزعجت و حاولت تغيير و جهه الحديث 0


– اهنالك حمام فهذا البيت ؟



– و هل يعقل الا يصبح هنالك حمام ؟

تعالى لادلك الية 0


بعد هذا اراها غرف النوم المرتبه و النظيفه كما دخلا الى المطبخ الواسع


و المجهز باحدث الوسائل و اغلاها 0


– لابد ان احدا ياتى الى هنا باستمرار ليبقي البيت نظيفا 0


هز رادولف براسة موافقا و هو يشير الى بقعه خضراء لاتبعد كثيرا عن المنزل 0


– هنالك مزرعه صغار خلف تلك الاشجار تملكها ارمله فالخمسين كلفها صديقي


المجئ يوميا للاهتمام بالمنزل 0


– يوميا ؟



– ستاتى فالصباح الباكر و كذا ستتاكدين من انني لست متسللا اليس ذلك ما يشغل


بالك ؟



احمر و جة لين لملاحظاتة الجارحه و الصائبه لكنها رات فمجئ هذي المرأة عملا


يحتمل ان يساعدها على الهرب 0


– لا تبنى امالا كاذبه فالسيده و ايت تحبنى كثيرا و تنفذ مشيئتى 0


– يبدو ان لديك العديد من المحبين 0


تجاهل الغجرى ملاحظه زوجتة و قال :


– المياه ساخنة الان اذا كنت ترغبين فاخذ حمام 0 لقد انبات السيده و ايت


بمجيئنا و امرتها بتسخين الماء 0


حدقت لين به بذهول مطبق 0


– انبات السيدة00ولكن متي و كيف فعلت هذا ؟



ضحك رادولف و اجاب :


– طلبت الى احدهم فاخر مخيم توقفنا به ان يتصل فيها هاتفيا 0


– فهمت 0


تظاهرت لين بالفهم لانها مهتمه الان بالدخول الى الحمام و الاستلقاء فالمياه


الساخنه لترتاح و تنعم بهذا الترف الذي حرمت منه منذ لمدة طويله 0 و لما همت


بدخول الحمام لتخلع ثيابها و جدت الباب مقفلا0


– ستخلعين ثيابك فغرفه النوم قبل ان اعطيك مفتاح الحمام 0


– لماذا ذلك التعقيد ؟



– لانى اود مساعدتك فذلك يا حبيبتي 0


– انت تفكر فكل شئ 0


– على ان افكر فكل شئ و الا افلت زمام من الامور من يدى 0


امضت لين و قتا طويلا فغمره المياة الساخنه 0 و لما عادت الى غرفه النوم كانت


هادئه و مرتاحه الاعصاب 0


جلس رادولف على السرير يتامل جمال زوجتة فقميص النوم الذي اخرجة لها من


احدي الخزانات 0 نظر الى ساعة كبار ملعقه على الحائط و قال :


– يخرج انك تمتعت كثيرا بالماء لانك امضيت ما يقارب نص الساعة فالحمام 0


علقت لين بجديه :


– انا حقا اسفه لتثانية 0


– لا عليك يا طفلتى فانا كنت مشغولا باجراء بعض المكالمات الهاتفيه 0


مخابرات هاتفيه 000هذا يعني ان ثمه هاتفا فالمنزل 0 حاولت المرأة ان تتكلم


بلهجه عاديه حتي لايتنبة زوجها لحيلتها 0


– الا يمانع صديقك استعمالك لهاتفة ؟



– لا ابدا 0


دخل رادولف بدورة الى الحمام تحت انظار زوجتة المتسائله عن ما هيه مكالماته


التي ليست بالطبع موجهه الى مخيم غجري,
لان هذي الامكنة لا تعرف الهاتف 0


انتظرت بضع دقيقة حتي سمعت صوت المياة و تاكدت من ان زوجها لا يراقبها ,

ثم


خرجت من الغرفه على رؤؤس اصابعها و شرعت تبحث عن مكان الهاتف دون جدوى 0 لاعجب


فان يخفية رادولف الداهيه لانة مدرك ان زوجتة لن تكون غبيه و تدع فرصة


استخدام الهاتف تفلت من يدة و تضيع هباء 0


تخلت لين عن البحث و جلست على طرف السرير تفكر فكيفية حديث زوجها عن الهاتف


,

وكانة يتعمد خلق مواقف تجعل زوجتة تطرح على نفسها المزيد من الاسئله حول


حقيقتة 0 تمنت لو تجد سبيلا كى تقنعة بالاجابه على التساؤلات الدائره في


ذهنها و التي تسبب لها حيره و شكا عظيمين 0


بماذا تشك المرأة ؟

ماهو التفسير الشافى لكل الغموض الذي يحيط بزوجها؟
من


المسلم فيه ان رادولف غجرى و مع هذا لا يمكنها انكار بعض الصفات التي تجعل منه


شبيها باى رجل مثقف لا بل ارستقراطى نبيل ,

ان فجديدة ام فتصرفاتة 0 و في


الفتره الاخيرة بالذات ,

اى عندما جالا فالبلاد ’
انتفت عنه جميع علامه تشير


الى انه غجرى 0 حتي بدت متغيره خصوصا و انه صار يرتدى ثيابا عاديه مختلفة عن


الزى شبة ” الفولكلورى ” الذي كان غالبا على هندامة فالسابق 0


و السؤال المحير يبقي لماذا ذلك التبدل او لماذا عمد رادولف فبداية تعارفهما


الى كسب عدائها ؟

لماذا !
000لماذا!اسئله لاتنتهى !

يضافاليها ذلك البيت


الفخم قطعة حديثة فالاحجيه 0 ما دام من غير المعقول ان يصبح لغجرى صديق حميم


بهذا الثراء يعهد الية بمفاتيح بيته و يعطية حريه التصرف المطلقه ,

سيما و ان


رادولف بدا معتادا على المجئ الى المكان من اثناء معرفتة جميع التفاصيل المتعلقة


بالاثاث و بتاريخ البيت و ظروف تشييدة 000يضاف الى هذا السلطة التي يستطيع


بموجبها ان يامر الارمله بتحضير المنزل و تنظيفة استعدادا لحضوره

غيرت لين المقال فجاه و سالتة عن هويه الشخص الذي يبحث عنه 0 جفل رادولف


لسؤالها و قال :


– الم تقولى سابقا انني ابحث عن شخص و بررت استنتاجك ذلك ؟



– قلت ان ذلك هو التفسير الوحيد لتنقلك الدائم 0


اطرقت لين قليلا و زادت :


– ساكون صريحه معك هذي المره 0


– تفضلى 0


– سمعت الرجل العجوز يتحدث اليك عن رجل لم يات الى المخيم و ينصحك بالا تكمل


البحث عنه 0


فكرت لين بان تذكر عبارات اولاف كذلك لكنها عدلت لان هذا ليس ضروريا 0


– لم تخبرينى بذلك فالمره السابقة 0


– تعني عندما قلت لك انك تبحث عن احد ما ؟

لا فقد ظننت انك تتضايق لو عرفت


انني كنت استرق السمع 0


حاول رادولف ان يبتسم و قال بعد ان غير و جهه الحديث :


– اطلعتنى الان على شئ يضايقنى 0 الم تخافى من اثاره غضبى ؟



– لم اعد اخاف منك 0


– قولى بصراحه يا لين ,

هل انت اسعد الان مما كنت عليه 000


توقف فجاه محاولا ايجاد العبارات المناسبه لانهاء السؤال ,

لكن دفعه من


الشجاعه اتت لين فاكملت عنه:


– مما كنت عليه عندما كنت ترغمنى على مشاطرتك السرير ؟



فوجئ الغجرى لصراحه زوجتة و لكنة كتم شعورة بذكاء 0


– احسنت فهذا ما كنت ساقوله0


– لست سعيدة بل راضيه 0


ان تردد لين و عدم ثقتها بما تقول يضرب بهما المثل 0 فلماذا تنكر انها طالما


نظرت الى يدية القويتين اثناء الاسبوعين الفائتين و تذكرت مداعباتهما و لمساتهما


الجذابه و تمنت لو يعيد الكره ؟

اهى ترغب به ؟

ولم لا فهي تحبه0


الحب000احتقرت نفسها لانها و قعت فحبائلة لمجرد انه كان و دودا معها في


الايام الماضيه ,

كرهت ضعفها و سرعه ذوبانها فبحر العاطفة0


و لكن هل صحيح ان شعور الحب لم يبدا الا منذ وقت قصير ؟



خصوصا و ان لين تعترف انها و جدت الغجرى جذابا منذ راته000


– و هل يرضيك عيشنا بهذه الكيفية حتي نصبح عجوزين هرمين ؟



– سؤالك غير مجد فانا لا انوى قضاء حياتي معك 0


سمعت لين زوجها يتنهد بدل ان يغضب كالعاده و تساءلت اذا كان سلم بالامر الواقع


و اقتنع بان المشاركة فالحياة الزوجية تاتى نتيجة الرضي المتبادل لا القهر


و الاكراه0


بعد دقيقة انطلق رادولف بالسيارة صامتا و ملامحة قاسيه كالحجر ,

ينظر امامه


كان عينية متجمدتان لا حياة فيهما 0 و غرقت لين بدورها فالتفكير بمشاكلها


و بالحل الانسب الذي يظهرها من ذلك المازق من دون ان تسبب اي الم او اذى


لزوجها0


توقف الغجرى فاحد المخيمات لكنة لم يمكث هنالك سوي بضع دقيقة 0 و ابلغ زوجته


بعد هذا انهما سيمضيان الليل فمنزل يملكة صديق له يقع على شاطئ البحر 0


– و من هو ذلك الصديق ؟



– لا ضروره لان تعرفى 0


– انه ليس غجريا بالطبع 0


– لى اصدقاء كثيرون من غير الغجر يا عزيزتى 0


– اهنالك احد فالمنزل ؟



اجاب رادولف بنبره ناعمه و فصوتة تلك الرنه الموسيقيه القريبه من اللهجة


الايرلندية :


– البيت خال فهو مخصص لقضاء العطله الصيفية 0 انا و اثق من انه سيعجبك كثيرا


فهو مجهز بكل شئ برغم بعدة عن اي تجمع سكنى 0


– اتعني ان البيت منعزل ؟



– يبدو انك فكرت بالهرب ياحلوتى !

لم اكن لاصطحبك الى هنالك لو لم يكن البيت


منعزلا عن بقيه العالم0


– ايستعمل البيت لاغراض سياحيه ؟

فالبعض يحب تمضيه وقت فراغة بعيدا عن الناس


0


ضحك رادولف و علق :


– استخدمت ديباجه بارعه لاخفاء خيبتك 0


– ماذا تعني ؟



– لاتدعى الغباء يا لين 0ظننت ان و جودك فمنزل على شاطئ البحر سيسهل الفرار


,

ففى المخيمات هنالك من يراقبك ليلا نهارا0


– الفرار من مخيم للغجر هو فالحقيقة مستحيل ,

اما بالنسبة لاستنتاجاتك


الثانية فانك مخطئ لانى صرت اعرفك كفايه كى ادرك انك حاضر ابدا لاحباط اية


محاوله اقوم فيها للافلات 0 جل ما فالامر انني استغرب وجود بيت =مخصص للعطلة


فمكان منعزل كما فهمت من كلامك 0


– لقد بني صديقي ذلك البيت منذ اربع سنوات حتي يهرب من همومة و يرتاح هنالك من


عناء اعمالة المتراكمه 0


عجبت لين لكلام زوجها فكيف يتوصل غجرى الى مصادقه شخص ثرى يبنى منزلا لمجرد


حبة الاختلاء بنفسة !



– لابد ان صديقك ثرى جدا جدا !

انا 000لم اعد افهم شيئا 0اة لو تخبرنى المزيد عن


نفسك فلربما صارت الامور بيننا مختلفة 0


ضغط رادولف على المكابح حتي كاد راس لين يرتطم بالزجاج الامامي 0 نظر اليها


بدهشه و سالها :


– ماذا تعنين بمختلفة ؟



هزت المرأة راسها عاجزه :


– لا استطيع التفسير 0


و بالفعل لم تكن تستطيع التوضيح لانها هي نفسها لا تعلم ماذا تقصد تماما من


كلامها0


انطلق الغجرى بالسيارة ,

وقاد لساعات فطرق منعزله تتعرج بين الهضاب الخضراء


حتي انعطف اخيرا فزقاق ضيق لا يعرفة احد و ليس موجودا على الخريطه كما ابلغ


زوجتة 0


كادت لين تلهث عندما رات جمال الطبيعه حولها ,

صخور الشاطئ و رمالة الذهبية


المتراميه كانها لا تنتهى 00لايزورها سوي طيور النورس تبحث عن رزقها بعيدا عن


فضول الانسان 0


استمر سيرهما فهذا المكان النائى حتي و صلا الى طريق صخريه لم تعرف طعم


الاسفلت ,

فاخذت السيارة تثب على الحجاره و راكباها يعانيان صعوبه المسلك حتى


بلغا اخيرا بوابه عتيقه منحوته فالحجر تدل على ان البيت بنى على انقاض


بناء قديم 0 و خلف البوابه و السور المحيط بالارض نمت اشجار خضراء من مختلف


الانواع ,

وتوزعت ازهار و ورود زاهيه هنا و هنالك تضفى على الجو رونقا و ضياء 0


كانت اشعه الشمس ما تزال ساطعه ترسل الوانها على البيت الابيض المحاط ببساط


من العشب الاخضر و سجاده من الازهار 0 انعقد لسان لين من الدهشه و صعقت لجمال


هذي البقعه الطاهره التي لم تدنس عذريتها ارجل الانسان الشره0


قالت و هي تترجل من السيارة :


– اة ما افضل ذلك المكان !



اجالت طرفها بين الجبال الشاهقه و البحر المترامي الاطراف فزرقه يخالطها


بياض الزبد 0 عجيبة هي طبيعه ايرلندا فجمعها سمو الجبال و وداعه البحر في


لوحه واحده 0


– كيف وصل صديقك الى مكان كهذا ؟



مرت لحظات تردد قبل ان يجيب زوجها :


– ان عائلتة تملك الارض منذ عده اجيال و ربما اقامت بها مزرعه كبار 0


اشار بيدة الى بقايا البناء المتهدم و قال :


– كان ذلك بيتا لعمال المزرعه 0 و جد صديقي


المكان مناسبا ليناء بيت =يرتاح به عندما يحتاج الى الابتعاد عن عالم


الاعمال و الضجيج0


– و ماذا يعمل صديقك ؟



– لدية املاك كثيرة0


جاء جواب الغجرى مقتضبا يحذر لين من التمادى فطرح الاسئله ,

ويعلمها بانه


ما عاد يرغب فالتوغل فالمقال اكثر 0


دخل الزوجان الى البيت الفخم حيث الاثاث الوثير و السجاد العجمى و الستائر


الحريريه الفاخره 0 و اعجبت لين بالثريات و الكريستال و الانيه الفضية و تماثيل


العاج و البرونز 0


كما لفت نظرها الديكور الذواق الذي نظمت على اساسة غرفه الجلوس ,

ثم هزت


راسها مدركة


0فى هذي اللحظه دخل رادولف الى غرفه النوم مرتديا لباس نوم انيقا يتناقض مع


شعرة غير المسرح ,

ويعطية شكلا فريدا جامعا بين الظاهر الانيق و الطبيعة


البدائيه 000لايقال عن رادولف الا انه طائر يغرد خارج سربة !



عرف الغجرى ما اثارة مظهرة فنفس زوجتة فقال معتذرا:


– لاسف لمظهري ,

ولكنى ساتحسن مع الوقت اذا اهتممت اكثر بالتفاصيل 0


– لا ضروره للتهكم 0 اتسمح الان بان ارتدى ملابسى فالجو ليس دافئا كفايه هنا


؟



لم يحتج رادولف لسماع المزيد فسارع الى تشغيل جهاز التدفئه المركزيه 0 و على


الفور غمر البيت دفء عارم 0 بعد هذا عاد رادولف الى غرفه النوم و فتح خزانة


الثياب 0


– ستجدين ثيابك و حقيبتك هنا 0


استدار و اكمل:


-اظن انني رايت بين ملابسك فستانا طويلا 0


تاخرت لين فالاجابه لانها كانت تراقب بتعجب اللباس الذي يرتدية زوجها


و المناسب له تماما مما يدل على ان قياسة معادل تماما لقياس صديقة ,

حتى


الكمان يناسبان ذراعى زوجها المتميزتين بطولهما 0


– ماذا عن الفستان ؟



– اريدك ان ترتدية الليلة 0


مرر نظراتة الشغوفه على جسمها و اكمل :


– سنتناول العشاء بكامل اناقتنا كاناس متمدنين 0


– عدلت المرأة عن الاعتراض لان فكرة ارتداء ثوب انيق و الجلوس الى طاولة


لتناول الاكل محبذه بعد جميع هذي الفتره البوهيميه ,

حيث تخلت مرغمه عن


مبادئها المتعلقه بالنظافه و الشكليات 0 و فالواقع و جدت لين نفسها تبتسم و هي


تتصور المائده المغطاه بشرشف مزركش بالزهور و المزين بانيه بها ورود مقطوفة


من الحديقه المحيطه بالمنزل 0


منحها رادولف احدي ابتساماتة النادره و هو يتناول الفرشاه ليسرح شعرة قبل ان


يقول :


-اري ان اقتراحى اعجبك 0 اخرجى الفستان المعنى لاراه0


فعلت لين كما امرها و اخذت تتمشي امامة فالثوب الاصفر الطويل دون ان تشعر


باى حرج 0 بل على العكس قالت بعد ان احضرت فستانا احدث ذا لون ارجوانى :


– ما رايك بهذا ؟



اقترب الغجرى من زوجتة فاحست بالرعشه تعتريها و كان فالرجل قوه مغناطيسية


غريبة يزيد منها طبعة المتكبر 0 احمرت و جنتا المرأة و ثقل تنفسها و فذهنها


فكرة واحده : حبها لرادولف 0 مع اقتراب رادولف منها اكثر زادت دقات قلبها


اكثر فاكثر و علمت انه لو اراد ضمها الى صدرة لما احجمت بل لرحبت بذلك بكل


جوارحها 0 لكن زوجها خيب امالها و اكتفي بطبع قبله ناعمه على جبينها

8- اشراقه فالقلب

جلس رادولف و لين متقابلين الى ما ئده مضاءه بالشموع فشمعدان فضى ,

ومزينة


بمزهريه مليئه بورود حمراء 0 و على طرف المائده وضع اناء طافح بمختلف نوعيات


الفاكهه 0 اما الشرشف فابيض كالثلج تضيئة السكاكين و الشوك الفضية0


جلست لين ففستانها الاصفر سعيدة كما لم تكن يوما منذ ان التقت رادولف ,

وهي


تعلم ان هذي السعادة لن تعمر طويلا 0


فالامسيه ليست الا و احه صغار فصحراء حياتها مع زوجها ,

والتى تنوى الخروج


منها برغم جميع الاعتبارات الثانية و اهمها 00حبها للغجري0


تمكن رادولف بكيفية ما من الدخول الى ذلك البيت الذي يحوى فما يحوية ,



حوضا للسباحه فقاعه مقفله مكيفه و و ملعبا لكره المضرب فالقاعه نفسها ,



كما اقيمت فالجهه الخلفيه بحيرة اصطناعيه صغار لاكمال اللوحه الفنيه خصوصا


و انها تطل على الهضاب الخضراء الحالمه 0


قررت المرأة الشابه نسيان شكوكها لتمضى و قتا ممتعا فهذا المكان الذي


اعتبرتة اكثر شاعريه من جميع ما ابصرت عيناها 0 فلم تستغل الفرصه و تتذوق حلاوة


جميع دقيقه تمر هنا بدل ان تشغل فكرها فما لن تستطيع توضيحه؟


من جهتة ارتدي رادولف بزه رسمية سوداء و تحتها قميص ابيض يزيدة اشراقا لون


بشرتة السمراء ,

لكنة لم يبد منزعجا من لباسة ذلك او غير معتاد عليه0


تدخل صوتة ملعقا بعذوبه :


– انت هادئه كثيرا يا عزيزتى 0


– انني اتمتع بهذه الامسيه اللطيفه 0


اكمل رادولف ما زحا :


– و تريدين بالطبع ان تطرحى العديد من الاسئله 0 انت اكبر امرأة متحفظه رايتها


فحياتي 0


– و هل تريدنى ان اضع جميع ثقتى بك؟
ماذا تفعل لو كنت مكانى ؟



تجاهل رادولف سؤالها و اهتم بصب الكافيار الفاخر الذي و جد فخزانه مليئة


بالمعلبات على اختلافها 0 و بعد ان انتهي قال :


– لماذا لا تطرحين على بعضا من تلك الاسئله المقلقه ؟



– و من قال انني قلقه ؟



– هذا يقرا على و جهك يا عزيزتى 0 فلنقل انك محتاره لا قلقه و اسباب الحيره اشياء


كثيرة حدثت فالفتره الاخيرة 0


– حاجات لاتحصي و لاتعد0


توقفت لين لتتذوق بعض الكافيار بعدها اضافت :


– اتعني انك مستعد للاجابه على الاسئله ,

فانت لم تظهر عن تكتمك حتي الان ؟



– ليس فالامر تكتم بل عدم ضروره للبوح بكل الاسرار0


و ما اكثر هذي الاسرار و منها ان البزه ,

وهي بالطبع ملك لصديقة ,

تناسب جسمه


تماما 0 امن الممكن ان يصبح فالامر مصادفه ؟



– ماذا تعني بعد الضروره ؟



رفعت لين عينيها الى و جهة فوجدتة منقطعا عن الطعام يحدق بها و وهج نار الشموع


يزيد من سحر و جهها و جمالة 0 اعدت اليها نظراتة ذكري لقائهما الثاني فالغابة


عند ما جاء على حصانة و بدا مسحورا بجمالها 0 كان فالحقيقة مختلفا و قتها عما


راتة به فاللقء الاول حيث اعمتة الرغبه فحاول الاعتداء عليها 0 فالغابة


ظهر مهذبا و حياها بكل بساطه كانة يقابلها للمره الاولي ,

ويسعي للتعرف اليها


و مصادقتها دون الالتفات الى الحادثه السابقة 0 حبذا لو ان تلك الحادثه لم


تحصل و كان اللقاء فالغابه هو الاول ,

لكانت الامور بينهما مختلفة الان0!


قالت لين اخيرا بعد ان انتهت من تساؤلها :


– و هذي الضروره اصبحت متوافره الان !



و جف قلبها اذ ادركت بحدس ما انها على و شك اكتشاف امر خطير كفيل بجلب السعادة


الدائمه 0 اختلج فنفسها شعور غريب تلاعب بانفعالاتها و جعلها فنفس الوقت


تقتنع بانها لو عرفت كيف تعالج الوضع الجديد الذي سيخلقة رادولف لما عاد


زواجها منه تلك الماساه التي بدات عند اختطافها و ارغامها على عقد زواج غجري


لا تؤمن كثيرا بصحتة 0


اجاب رادولف على سؤالها و كادت تتولي المهمه عنه عيناة الحزينتان :


– من المفيد لنا نحن الاثنين ان اوضح لك بعض الامور التي اوقعتك فمغالطات


جمة0


لاحظت المرأة الحزن فعيني زوجها و تمنت لو تستطيع فعل اي شئ لتمحو هذه


المسحه الاليمه من نفس من تحب 0 ازاء سكوتها اكمل الغجرى :


– بالرغم من هذا اروع يا عزيزتى الا تطرحى اسئلتك الان بل لندع الامور تتوضح


تلقائيا ,

وذلك بات قريبا 0


هز رادولف راسة و تجهم و جهة و بدت عليه علامات القلق و التردد عندما قال بصوت


خافت :


– نما فداخلى احساس بان نظرتك الى تغيرت يا لين ,

ولكنى لست اكيدا000لا ,



لا اجرؤ000نفذت كلماتة كالسهام الى اعماق لين و اختلطت عليها الامور اذ لم


تفهم ما قالة زوجها 0 ليس اكيدا 00وبالتالي لا يجرؤ على مصارحتها بما يريدها


ان تعلم عنه 0احست ليس بان فرصه العثور على السعادة بدات تضيع و بانها لم تخلق


لتعيش مع ذلك الرجل تحت سقف واحد 0 و لكن هل هي و اثقه تماما من رغبتها في


العيش معه ؟

مره حديثة رات مستقبلها قاتما و فارغا اذا تخلت عن رادولف 0 و من


جهه ثانية هي لا تستوعب فكرة الحياة غير المستقره التي يعيشها الغجر 0 نظرت


الى زوجها متوسله و تمتمت :


– ارجوك يا رادولف ,

اطلعنى على الخبايا ,

فانا زوجتك و يحق لى ان اعرف شيئا


عنك 0


هز الغجرى براسة موافقا بدون ان يبدر منه ما يرضى فضول زوجتة بل قال :


– لنركز اهتمامنا الان على و جبه العشاء سيما و انها الاولي لنا فمثل هذا


المكان الرائع 0 لم تجد ابتسامه رادولف فازاله خيبه زوجتة لانة تهرب من


المقال 0 و الالم اصبح الان اشد و قعا منه فالماضى كونها صارت اسيره حب هذا


الرجل ,

واضحت متحرقه لكشف حقيقتة 0


– بعد الكافيار جاء دور شرائح اللحم المشوي التي حضرها الزوجان فالمطبخ


الكبير بعد ان جلباها من الثلاجه ال كبار المحتويه على العديد من اللحوم


و نوعيات الطيور الشهيه 0 و ربما برر رادولف وجود هذي الاطعمة =بوجود السيده و ايت


الارمله الطيبه التي تهتم بشؤون البيت 0


– انت تتعب السيده و ايت بطلباتك المتعدده يا رادولف 0


– السيده و ايت راضيه فهي تجد فالامر تسليه تنسيها و حدتها 0كما اننا بحاجة


لهذا الترف بعد طول التنقل من مخيم الى احدث 0


– و لكنك تحب حياة الغجر ,

اليس كذلك؟


– العاده تسهل جميع شئ و تجعل المستحيل معقولا 0 و لا اخفى عليك سرا اذا قلت اني


احب التمتع بالحريه التي توفرها حياتنا الغجريه 0


– و لكن حياتكم مضجره اذ لا عمل بها و لا نشاط0


– ليس جميع الغجر بالضروره عاطلين عن العمل 0 فهم يصنعون بعض ادوات الطهي


و يتعاطون التنجيم و ما الى هذا 0


علقت المرأة على كلام زوجها بسخريه :


– ماذا يفعل قومك سوي شحذ خناجرهم و تلميعها؟


لم يستطع رادولف الاجابه على ذلك السؤال المحرج ,

بل اهتم بصب الاكل و احضار


عصير البرتقال 0 و لين خائبه تتحين فرصه ثانية لاستجوابة 0


انتهي الزوجان من تناول الاكل فسال الغجرى :


– هل اعجبك الاكل ؟



– كان رائعا ,

شكرا 0


طغي على الجو مسحه من السحر و الود0 و لم تفكر لين بالمشاكل التي تفسد عليها


حلوه الساعة بل طرحتها جانبا لتنعم بهنيهات فرح نادرة

بعد العشاء تناولا القهوه فغرفه الجلوس بعدها اقترح رادولف ان يظهرا لتنشق


الهواء المنعش 0 و افقت لين على الفكرة و ان اعتراها على الاثر بعض الخجل :


– و لم لا نخرج يا رادولف فالجو رائع 0


– انظرى الى القمر المشع فوق البحر و الى النجوم 000هنالك الملايين منها 0


سحرت لين بجمال الطبيعه و با بتسامه رادولف السخيه 0 الان ادركت مدي و سامته


و انها صارت تنظر الية كرجل مهذب لا كغجرى متشرد مثلما اعتبرتة فالسابق 0 في


هذي الليلة حصلت لين على مملكه رسمتها فخيالها ,

مملكه تعيش بها مع فارس


احلامها و فمكان لا تحققة الا الاحلام 0000ولكن حلول الغد سينهى هذا


الحلم0000لا باس فالغد بعيد جدا0


تنزها فالحديقه و المراعى المحيطه بالمنزل و المغموره بنور القمر ,

يداعبهما


نسيم منعش يحمل معه رائحه البحر مجبوله بعطر الازهار الملونه بالف لون و لون 0


تنشقت لين الهواء بنهم و افكارها محاطه بالضباب بفعل الجو الغامض و هي مسرورة


بذلك لانة يحملها بعيدا عن همومها فسمفونيه عذبه الالحان0


سالها رادولف كى تظهر عن صمتها :


– هل انت دافئه ؟



– نعم0


– البحر هادئ الليلة و يشجع على السباحة0


– انت تسبح اذن0


اجاب رادولف متعجبا لسؤالها :


– بالطبع 0


لم تسالة لين هذي المره كيف يجيد السباحه مع ان الغجر لا يجيدونها عاده 0 بل


تجاوزت فضولها كى لا تفسد النزهه الليلة 0


– ما رايك ياعزيزتى بالصعود نحو التلال ؟



– اتعرف الطريق جيدا ؟



– لا تقلقى فانا معتاد على المنطقة و استطيع السير فمسالكها مغمض العينين 0


اتبدا لين بطرح الاسئله حول اسباب معرفتة التامه بالمكان ؟

لا ,

فلا حاجة


لافساد السهرة الجميلة حتي و ان كان انسجامها مصطنعا بعض الشئ اذ يتغاضى


كلاهما عن الحقيقة0


اتجها نحو التلال فطريق مغطاه بالعشب الطري0 و القمر بدا يختبئ خلف بعض


الغيوم فصار مصحوبا بظلال رقراقه تتراقص على البساط الاخضر الفسيح0


وضع رادولف يد زوجتة فيدة فغمر الدفء جسمها و نسيت ان فالعالم احزانا


و مصائب ,

واصبح جميع شي جميلا ذلك الحلم المجنون 0 حبذا لو ينقلب الحلم حقيقة


و يكون فرح هذي اللحظات سعادة دائمة0


تفرقت الغيوم فعاد القمر الى وجود عطائة يرمى انوارة على قمم التلال و سفوحها


فتنعكس على حبيبات الندي التي تكلل رؤوس الاشجار و تخالط و ريقات العشب 0


و النسيم الملئ بالشذي يشترك مع الطيور الليلية فاداء احلى الالحان و اروعها


0


بعد ساعة من المشي قرر رادولف العوده 0فى الطريق تساءلت لين ما اذا كانت


الحاجة التي تحثها على البقاء الى جانبة هي و ليده ساعتها و ستزول متي انفصلت 0


و الاكيد الان انها ترغب فالارتماء بين ذراعية تدفئ قلبها بحراره اللهفة


و الهوي 0


و صلا الى البيت و رنين الهاتف يملا ارجاءه0 فهرع رادولف ليجيب 0 بقيت لين في


الخارج تتامل الهضاب الواسعه و البحر الرحب تتكسر امواجة على الشاطئ و تتطاير


حبات الماء لالئ تستحم بنور القمر 0 و فجاه ادركت ان فو سعها الهرب و ايجاد


اكثر من مخبا فهذه المنطقة الشاسعه بحيث يستحيل على الغجرى ان يجدها في


الظلام0 معطفها معها و ايضا المال ,

فما عليها الا ان تركض و تنال حريتها


0000الحريه اصبحت قاب قوسين او ادني منها0 فماذا تفعل ؟



ما زال رادولف يتكلم على الهاتف و يبدو انه لن ينتهى من المكالمه بسرعه 0 من


على الطرف الاخر من الخط؟


لو كانت المكالمه موجهه لصاحب البيت لانتهت بسرعه كون الغجرى سيبلغ السائل


انها ليس موجودا هنا 0 المكالمه لرادولف اذن 0


اصغت المرأة بانتباة و لكنها لم تتمكن من الفهم لان زوجها كان يتحدث بصوت


منخفض 0 كيف ارتكب كهذه الغلطه و ترك زوجتة حره بدون حراسه و قدم بذلك فرصة


الفرار على طبق من فضه !



و قفت لين كالبلهاء مشدوهه لا تدرى ماذا تفعل 0 الرحيل مفتوح امامها على


مصراعية فلماذا لا تستغل الفرصه ؟

لماذا التردد ؟



اخيرا ابتسمت و التمعت عيناها و علمت ان هذي الليلة الشاعريه يجب ان تستمر حتى


احدث فصولها لان بها بعد العديد من السعادة 0 القت نظره على العالم فالخارج


بعدها دخلت و اقفلت الباب بهدؤ0


استدارت لين لتجد زوجها و اقفا يحدق بها و على و جهة علامات الاستغراب و الدهشة


0 و قفت المرأة جامدة لا تقوي على الحراك اذ علمت نوايا زوجها 0 و لكنها لا


تابة فيها لانها مصممه على خوض غمار جميع ما تقدمة هذي الليلة ” الاستثنائيه ” 0


و قفا ينظران الى بعضهما متمتعين بالسكوت لان الكلام مهما كان بليغا عاجز عن


التعبير عما يختلج فالنفس و يفيض فالقلب 0 اخير استطاع الرجل ان يتلفظ


بكلمه :


– يا حلوتي000


مد يدة الى زوجتة و امارات الفرح تقفز من عينية و تهذب من قساوه ملامحه


البدائيه ذات الجمال الوحشى الخام 0


تجاوبت لين لدعوتة بابتسامه رقيقه كفيله باذابه الصخر و اكثر القلوب تحجرا0


و مدت يدها بخجل الى يد زوجها 0


– كان بوسعك الهرب بسهوله 000ولو فعلت لما تمكنت من العثور عليك ابدا 0


قال رادولف هذا و هو يكاد لايصدق ان لين اضاعت هذي الفرصه السانحه و فضلت


البقاء معه على استعاده حريتها 0 و ادركت المرأة عندها انها لو رحلت لما غضب


زوجها بل لاحس بالفراغ بعد ضياع شئ ثمين 0


تحولت كلمات الدهشه فعينية الى حنان فائض و ملا قلبها شعور واحد : الحب 0


حب حملها بعيدا عن الهموم الارضيه ,

واحاسيس رفعتها من مستوي المادة الى


مستوي الشعور0 حملها رادولف كالريشه بين ذراعية و اتجة الى غرفه النوم0


-لين000ما اسباب الذي يجرى بيننا الان ؟



و اضاف متراجعا :


– لا اهمية لذا فحسبنا ان ما يجرى جميل 000


قاطعة رنين الهاتف فوقف مترددا ايجيب ام يستجيب لرغبتة بالبقاء قرب زوجتة ؟



كرهت لين صوت الهاتف و تمنت لو يخرس حتي لا يسلبها رادولف 0 و كم كان سرورها


عظيما عندما قرر الغجرى تركة يرن و البقاء معها 0


– فليذهب الهاتف الى الجحيم لانى لست مستعدا لمغادرتك الان يا حلوتى 0


تنفست المرأة الصعداء و زادها قرارة ثقه بنفسها و بمكانتها عند زوجها 0


هل فهم رادولف انها غارقه فحبة حتي اذنيها ؟

هل ادرك ان سلطتة عليها لم يعد


سببها السطوه بقدر ما صار الحب ؟



– رادولف 000اسمك غريب و لكنة يعجبنى 0


– اسمى ايرلندى قديم جدا0


– اليس اسما غجريا ؟



– لا0


تردد الرجل طويلا قبل ان يكمل :


– فالحقيقة هو اسم يطلقة نبلاء ايرلندا على اولادهم 0


– و كيف اتفق ان غجريا حصل على اسم ايرلندى يعود الى النبلاء ؟



– لا اعتقد ان فذلك جريمة0


دفعها الفضول الى المزيد من الاسئله 0


– و هل هنالك العديد من الرجال الغجريين يحملون نفس الاسم ؟



– اظن انني الوحيد الذي يحملة 0


– لم تذكر لى شيئا عن و الديك يا رادولف 0


قال و فصوتة حزن عميق :


– كلاهما ميتان 0


غرقت لين فذراعية اكثر و وضعت يدها الناعمه على خدة 0


-اخبرنى عن و الدتك 0


– ما تت و هي تضعنى 0


– اة !

ان ذلك الامر مؤسف حقا 0


لم ينجح رادولف عندما علق على كلامها فاخفاء الاسي من نبرتة 0


– ان موتها المبكر لم يشعرنى بفراغ لفقدانها 0 فلو ما تت و انا فتي يافع مثلا


لكنت اصبت بحزن اكبر0


– انت وحيد فهذه الدنيا اذن 0


– و لماذا استنتجت انني وحيد فهذه الدنيا ؟



– الديك اخوه او اخوات ؟



لم يجب الغجرى على سؤالها مباشره بل اكتفي بالقول :


– كنت اعتبر نفسي و حيدا حتي تزوجت 0


– لم تجب على سؤالى 0


– حسنا يا عزيزتى ,

لى اخ واحد0


– انني احسدك على هذا 0 اين يعيش اخوك ؟



– فاحد المخيمات 0


– الا تراة ابدا ؟



اجاب رادولف بحده و كان المقال بات مزعجا :


– لم ارة منذ لمدة طويلة0 كفانا كلاما و لنخلد الى النوم0


– لا اشعر برغبه فالنوم 0


– لماذا ؟



لاتقوي لين على البوح بالاسباب =الحقيقي الذي يجعلها تتمني لو تمتد هذي السهرة


الى الابد 0 و الوقت الرائع ذلك هو فالواقع اثمن من ان يهدر بالنوم 0


– لست تعبه 0


قالت هذا و اكملت بسرعه حتي تمنعة من التعليق :


– للاسماء القديمة معان فما معني رادولف ؟



– اخشي ان لايعجبك معناة فكلمه رادولف تعني الذئب السريع 0


لقد كان الغجرى بالفعل ذئبا سريعا لما لحقها على حصانة و اختطفها 0 نظرت لين


الى الجرح فرات اثرة و اضحا على خدة و خشيت الا يزول ابدا 0


– اعتقد ان اسمك مخيفا قليلا 0


– لا انوى اخافتك الان لانى اريد ان اغفو 0


طبع قبله ناعمه على جبينها و اطفا النور ضاما اياها بين ذراعية 0

وما كادت تمر دقيقه حتي غط فسبات هانئ و عميق 0


افاق الزوجان باكرا و جلسا على الشرفه الواسعه يتناولان اكل الفطور 0 و بعد


قليل رن جرس الهاتف 0 هب رادولف من كرسية ملعقا :


– لاشك انها المكالمه التي كان يجب ان اجيب عليها بالامس0 اكملى فطورك يا


عزيزتى فلن اغيب كثيرا 0


عاد رادولف بعد قليل متجهم الوجة كان و يلا كبيرا ربما حصل فسالتة زوجتة قلقه :


– ما الامر ؟

هل هنالك ما يقلق ؟



– لاشئ يهمك يا لين 0


– و لكن كيف تتلقي مكالمات الى ذلك البيت و لا احد يعلم بوجودنا هنا ؟



– انت مخطئه فتكهناتك و الدليل على هذا انني تلقيت مخابره البارحه 0


– مخابره من الاشباح على ما اظن !

لماذا تحيط نفسك بهذه الهاله من الغموض


و بهذا الحجاب من الاسرار ؟

اشعر بنفسي حيال هذا انسانه غريبة لا زوجه !



لم تلحظ المرأة ان عيني زوجها الغاضبتين تدلان على عدم رغبتة فالكلام و على


مزاجة المعكر0 بل دفعها قلقها عليه الى المزيد من الالحاح فقال الغجرى بحده :


– الن تكفى عن الاسئله السخيفة؟


بدات الافكار السوداء تلعب فراسها من جديد 0 ايصبح اسباب تكتمة الشديد حيال


اتصالاتة نشاطات غير مشحلوه يقوم فيها ؟

وقد تكون هذي النشاطات مصدر المال


الوفير الذي يملكة و الذي يخولة القيام برحلات طويله و الانفاق على الثياب


الانيقه 0 كما هنالك الحصان الاصيل الذي امتطاة فالغابه ,

ووجودة فهذه


الدار الفخمه 000امن المعقول ان يصبح البيت ملكا له و هو مجرد غجرى !

اسئلة


لا تعرف لها جوابا واحدا00


كانت غارقه فافكارها فانتشلها صوت زوجها :


– انا مضطر للخروج يا لين 0اتعديننى بانك لن ترحلى ؟



ضربت لين الارض بقدمها و قالت مصره :


– سارافقك !



سكتت فجاه بعد ان رات الرفض القاطع فعينية 0 بعدها هدات بعد ان خطرت لها من


جديد فكرة الفرار 0 برغم الساعات اللذيذة التي امضتها و برغم بزوغ فجر الحب في


قلبها ,

فهي امرأة تنتمى الى محيط اجتماعى مختلف تماما عن البيئه الغجريه 0


فالحب مهما قوي و عمق لايستطيع ان يغير من و اقع الحال شيئا و يجعلها تندمج في


حياة رادولف و قومة ,

فجذوتة لابد ستخبو مع الوقت و مع اصطدامها بمراره الواقع


و الحياة اليومية 0


احتاجت لين الى شجاعه فائقه لتحبس دموعها 0 و لكن شجاعتها خانتها عندما اعاد


عليها زوجها السؤال نفسة 0


-اتعديننى بانك لن ترحلى ؟



امام ترددها لم يجد الغجرى حلا سوي حملها الى غرفه النوم و حبسها هنالك 0 و في


الوقت الذي سمعت به لين صوت المفتاح يدور فالقفل نظرت صوب النافذه 0 غلطة


حديثة ارتكبها رادولف بسيى انشغالة و قلقة الشديدين 0 ما عليها الان سوى


انتظار رحيلة لتخرج بكل سهوله من النافذه ,

فالبيت ارضى و لا خطر من التسلل


عبرها و لكن لين لم تترو و تنتظر ذهاب زوجها فسرعان ما ارتدت معطفها و اخذت


حقيبه يدها بعدها فتحت النافذه و اصبحت فالخارج0


كانت اشعه الشمس ساطعه و البحر ساكنا و الطبيعه هادئه 0 و لم تستطع لين محو ذكرى


التفاصيل الروعه التي تسربت فالليل الفائت اتضئ ظلام حياتها 0 عاد جميع شئ


الان الى سابق عهدة 0 و ها هي تنفذ عملية الفرار التي غابت عن فكرها فساعات


السعادة الماضيه 0


اة لو كان رادولف رجلا عاديا كغيرة من الرجال !

رجل يشغل و ظيفه محترمه و يهتم


بتامين الرعايه و الحنان لزوجتة و اولاده0000


انهمرت الدموع من عينيها و كادت انفعالاتها تقودها الى العدول عن الهرب


و المغامره فالبقاء زوجه للغجرى قانعه بمصيرها ,

لكن الغلبه كانت فالنهاية


للعقل و المنطق 0 فتابعت المرأة طريقها بين شجيرات الحديقه لتجد منفذا يقودها


الى الطريق العام 0 و بينما هي تختبئ بين الشجيرات سمعت رنين الهاتف فالمنزل


و وقع قدمي رادولف يهرع للاجابه 0 عندها دفعها حدسها للعوده الى البيت فجلست


القرفصاء تحت نافذه غرفه الجلوس لتستمع الى الحديث0


-000احسنت يا اولاف و ستنال مكافاه عظيمه مقابل ذلك0


اقلت انه ان الى هنا ؟

اخيرا ساتمكن من0000لم تستطع لين فهم بقيه الجمله بل


سمعت :


– كنت يائسا يا صديقي و متاكد من ان الامر سينتهى فيه فالسجن 0 لو استطيع


التحدث و اقناعة 0000


و ضاعت العبارات من جديد فجنت لين من الغضب 0 كادت تتوصل الى معرفه الحقيقة


لولا حظها السئ 0 و فجاه سمعت صوت زوجها يقول لاولاف :


– لا حاجة لتحركى من هنا الان 0 لقد اتصل بى راؤؤل منذ بضع دقيقة و ابلغنى ان


بوريل كان فمخيم روجنترى فالسهل المجاور ,

فقررت الذهاب لملاقاتة هنالك 0


اما الان و ربما اخبرتنى انه ات الى هنا فسانتظرة و افاجئه0


توقف رادولف مفسحا المجال لصديقة بالكلام 0 و تمنت لين لو تسمع ما يقوله


الغجرى الكهل لزوجها الذي عاد الى الكلام بصوت منخفض فلم تتمكن المرأة الا


سماع جمل غير مترابطه 0


– ارجو الا يعلم بوجودى هنا 000جاء مره مع فتاتة 00صحيح و الا لما عرفت 000لا


اعرف كيف ارد لك الرائع يا اولاف 0


تساءلت لين عن معني ذلك الكلام و هي تنتظرزوجها ليعاود الحديث 0 لكنها تاكدت


من امر واحد و هو انها ستبقي حتي ياتى المدعو بوريل علها تشبع فضولها و يصدق


الحدس الذي انباها بان مصيرها و مستقبلها يتعلقان بقدوم ذلك الرجل 0


– 0000كان على الاخذ بنصائحك يا اولاف و الكف عن مطاردتة ,

خصوصا بعد ان اصبحت


مثقلا بالمسؤوليات 0 خفق قلب لين بشده اذ فهمت انه يعنيها بالكلام على ”


المسؤوليات ”


– و لكنك تعلم يا اولاف انني لا اقبل الهزيمه 0 و انا متفائل بانى اذا تمكنت من


لقاء بوريل و التحدث الية فساسوى الامور و اضع جميع شئ فنصابة 0


اقفل الغجرى الخط بعد قليل فقررت لين العوده الى غرفتها قبل ان يكتشف زوجها


غيابها 0 و لكن الحظ ابي الا ان يوقعها فمشكلة حديثة 0 فما كادت تخطو حتى


تعثرت بغصن شجيره و سقطت بقوه فارتطم راسها بالارض و صاحت من الالم 0 لم تمر


اخرى على سقوطها حتي كان رادولف الى جانبها فحملها الى البيت على جناح


السرعه 0


-اة ,

راسي !



احست لين بالدنيا تدور بها و بكل شئ امامها يتراقص و مع هذا لمحت فعيني


زوجها مزيجا من الغضب و الاسي 0 لقد خذلتة بعد ما تاكد منانها لن تحاول الفرار


بفعل الانسجام التام الذي ساد بينهما فالليلة الفائتة0 اخذت المرأة تتوقع


الرد القاسي على عملها لكن الغجرى ضبط اعصابة و اهتم باسعافها 0


– كدمه لا باس فيها على الاطلاق ,

ساحضر شيئا يريحك 0


نظر اليها و اضاف :


– لاريب انك مصابه بصداع من جراء الصدمه 0


– نعم يا رادولف 0


– لماذا فعلت هذا ؟



– لا تعتقد انني كنت انوى الفرار 0 على العكس 00


لم ينتظر الغجرى سماع المزيد فقاطعها حانقا :


– لاتكذبى !

ماذا عن حقيبه اليد هذي ؟



فتح الحقيبه و تفحص محتوياتها رامقا زوجتة بنظرات شريره 0


كيف تفسر له ما حدث و هي فالحقيقة كانت تنوى الفرار لو لم تسمعة يتكلم


بواسطه الهاتف مع اولاف 000


قالت بصوت ضعيف و الالم فراسها لا يكاد يطاق :


– حبذا لو استطيع ان اشرح لك ما حدث !



– من الواضح انك لست على استعداد لشق طريق الحياة برفقه غجرى من حثالة


المجتمع 0


اخذ رادولف يقول بشبة همس :


– كان على ان اعلم ان المساله ستصل الى طريق مسدود لا محالة 0


– ما الامر يا رادولف ,

اخبرنى 0


اخفت نبره التوسل فصوتها الحب الجارف الذي يكنة قلبها لهذا الرجل الغامض


الواقف امامها و المراره تكاد تحطمة على رغم جبروتة و سطوتة 0


– ما لفوائد من اطلاعك على الحقيقة ما دمت تحتقريننى و تعتبريننى غير اهل


بالعيش و اياك؟


اين التعالى الذي قابلها فيه فالسابق ؟

اين الغطرسه و الكبرياء ؟

تحول غضبه


الى ذل و صلفة الى مهانه 0 و لما حاولت لين ,

مدفوعه بشعور الذنب ,

تطييب خاطره


اسكتها باشاره من راسة 0


-لا تحاولى اصلاح ما فسد 0ساعرض عليك خطة ارجو ان توافقى عليها و لكن بعد ان


تتناولى هذي الحبوب و تنامي قليلا 0


نهضت لين من الكنبه و اسرعت نحو غرفه النوم حانقه و هي ترغب برمى زوجها الغمض


باحد التماثيل لعلة يظهر عن صمتة المطبق 0


– ما بك يا لين ؟



– بالله عليك !

اطلعنى على الحقيقة فهذا من حقى 0


– اي حق ذلك ؟



– انا زوجتك و لى الحق 000


قاطعها بضحكه ساخره تخالطها اللوعه :


– لا استطيع ان افضى اليك باسرارى ما دمت لا تعتبرين نفسك زوجتي 0


– و لكنك كنت على و شك البوح فيها البارحة0


– كدت افعل لانى كونت فكرة خاطئة عنك0 شعرت ان نظرتك الى تغيرت و ان كرهك لي


خف و اننا ربما نستطيع000


توقف فجاه و ناولها الدواء قائلا :


– دعينا من ذلك المقال و تناولى الدواء ليخف الالم0


– لا تخف على فلن اموت 0


– هيا الى السرير فانت متعبة0


– لا اريد ان انام !



هددها بلهجه امره :


– لاتجبرينى على حملك الية بالقوه !



تناولت المرأة الدواء و توجهت الى سريرها كى لا تفعل هذا مكرهه و قبل ان يظهر


من الغرفه سالتة :


– لماذا لاتبوح لى بكل شئ ؟



– لان نظرتك الى لم تتغير مع الاسف 0 و الدليل على هذا انك حاولت الفرار 0


فلنكن صريحين و نعترف باننى لست مؤهلا لاكون زوجا لك ,

علي الرغم انك معجبه بي


0


لم ترض لين بهذه الحقيقة فصاحت معترضه :


– معجبه بك؟
يا لك من مغرور !



– فوجئت المرأة بان زوجها لم يغضب بل قال لها بهدؤ جعلها تخجل من كذبها :


– اؤكد لك انك معجبه بى و ترتاحين لوجودى معك 0 و لكنك غير قادره على التاقلم


فحياتي الاجتماعيه و على التخلص من عقده التفوق 0


– حسنا ,

اعترف بانى اشعر نحوك بالتفوق اذا كان ذلك يرضيك 0


– اعتراف غير مقنع تماما 0 سنجد فرصه ثانية للتصارح اما الان فالي النوم !



توجة الى النافذه و اخرج من جيبة قفلا ركزة عليها بكيفية لم يعد ممكنا معها


فتحها بدون نزع القفل 0


– اسف يا حلوتى و لكنى مضطر لفعل هذا 0


– امن العدل ان تجعلنى سجينه هذي الغرفه ؟



تابعت متوسله :


– اعدك باننى لن اهرب 0


– لن اعود عن قرارى فالتجارب السابقة لا تشجعنى على الثقه بك0


خرج رادولف من الغرفه و ترك زوجتة و حيده فسريرها تنتظر المجهول 0 لكن الالم


و التعب تعاونا عليها فاغمضت عينيها و نامت

الغريب


افاقت لين مذعوره على صرير باب غرفتها يفتح و رات رادولف يطل براسة فسارعت الى


القول :


– ادخل فانا بخير و لم اعد بحاجة الى النوم كم الساعة الان ؟



– الواحده ظهرا كيف تشعرين ؟



دخل رادولف فعلمت لين من ملامح و جهة ان بوريل لم يات بعد


– صرت اقوى بعديد فالصداع زال و الحمد لله


– اتستطعين تناول الاكل ؟



استوت المرأة فسريرها و تلاقت نظراتها و نظرات زوجها و لم تمانع فان يتامل


الغجرى مفاتنها بحرية


– اعتقد ان فكرة الطعام صائبه جدا جدا ماذا لدينا اليوم ؟



– لدينا بعض السمك المشوي


– اعتقد انك تعد لائحه بما نستعملة لتسدد ثمنة لصديقك ,

اليس ايضا ؟



اجاب الغجرى مبتسما :


– لا ,

ما على سوي سرقه هذي الاغراض فصديقي لا يعرف ماذا يملك لكثرة غناه0


– الن تستطيع التخلى عن عاده السخريه و التهكم ؟



– الن تستطيعى التخلى عن عاده طرح الاسئله ما دمت تعلمين كيفية اجابتى عليها


؟



عقدت لين حاجبيها متذمره :


– يالك من لغز محير!
اكتشفت انك ذو شخصيه مزدوجة0


– بالله عليك اخبرينى عن ذلك الاكتشاف العظيم!


– انت تتحول مثلا من حمل و ديع الى وحش مفترس !



رفع رادولف يدة الى الجرح الذي ما تزاتلاثارة باديه فو جنتة و قال :


– وحش مفترس !

لقد قدتنى بتصرفاتك الخرقاء الى افعال ما كنت اتصور اني


سارتكبها يوما0


ارتبكت لين لانها لاتستطيع كتم شعور بالذنب كلما رات هذا الجرح فو جة رادولف


,

وان يكن هذا الشعور لا يعني ان الغجرى لم يستحق الضربه 000لا بل كان يستحق


اكثر !

انة رجل غريب الاطوار فلما تبعها بعد تعطل سيارتها لم يخطر ببالها انه


سيحاول الاعتداء عليها و لكنة فعل !

ولم يحبط محاولتة سوي تدخل صديقتة الغجرية


التي اختفت منذ هذا اليوم و لم تر لين و جهها فاى من المخيمات التي زارتها


مرغمه فالمدة الاخيرة0 لاشك ان رادولف تخلي عن صديقتة بسهوله ,

رغم انه


اظهر طاعه عمياء تجاة اوامرها القاضيه بالابتعاد عن لين المسكينة 0


ذكرها رادولف بان الغداء جاهز 0


– ساحضر الاكل الى هنا اذا كنت تفضلين هذا 0


اومات لين بالنفى و اسرعت بالنهوض لانها لاتريد تفويت فرصه لقاء الرجل المنتظر


: بوريل000اذا سمح لها زوجها بذلك0


كان الزوجان الشابان جالسين الى المائده لما سالت لين :


– اتريد مناقشه الخطة التي تحدثت عنها ؟



لم يجب الغجرى على الفور بل نظر الى ساعة الحائط قلقا من تاخر بوريل في


الوصول 0


– سنبحثها لاحقا بعد ان تستقر اوضاعنا 0


ايقنت لين ان لاجدوي من متابعة المقال ما دام رادولف لا يرغب فاطلاعها على


شئ 0 ماذا عنى باستقرار اوضاعهما ؟

تنهدت معلنه فشلها فحل جزء و لو صغير من


اللغز الكبير الذي يحيط بالغجرى ذى الشخصيه الغريبة0


عاد رادولف الى الكلام و فصوتة نبره تؤذن بالقلق :


– لا اعتقد انك تمانعين بقاءنا ليلة ثانية هنا 0


– اروع هذا على و جودى فمخيم غجرى 0


هز رادولف براسة موافقا كانة يعتبر كلامها صحيحا و يشاطرها كرهها للمخيمات 0


– و كذا سنتمكن مره ثانية من تناول العشاء كاناس متمدنين 0


– احيانا عندما تتكلم ,

لا اراك غجرى يا رادولف0!


– و مع هذا انا غجرى ابن غجرى 0


تفحصت لين لونة الاسمر ,

شعرة المتجعد ,

عينية السوداوين اللتين تعلمت قراءة


ما فيهما من احاسيس : الغضب و الرغبه ,

الهوي الجامح الذي تلظت بنارة لما


اجبرها على الزواج منه و امضت معه ” شهر عسل ” مرا فتلك العربه المقيتة 0


و مؤخرا تعلمت قراءه الطيبه ,

الندم ,

الاسف و الحزن العميق فعينية السوداوين


0 اما فهذه اللحظات بالذات فتقرا فيهما تحديا كن رادولف ينتظر منها ان


تحاول انكار كونة غجرى انه يعلم ما يدور فخلدها من اسئله محيره 0 لكن لين


تجاوزت التحدى و قالت :


– ما اسباب مكوثنا هنا ليلة ثانية ؟



كانت تعلم ان الاسباب =هو رغبه رادولف بلقاء بوريل ,

اذا لم يحضر اليوم 0


و بالفعل لم يخيب زوجها ظنها عندما اجاب :


– انا انتظر شخصا هنا 0


تظاهرت لين بعدم معرفتها بذلك فتعجبت ملعقه :


– تنتظر رجلا ام امرأة ؟



لم يستعجل رادولف بالاجابه بل صرف و قتا طويلا فتذوق لحم السمك الشهي:


– انتظر رجلا 0


– من المستغرب ان تستضيف زوارار فهذا المكان !



قالت لين هذا و عيناها تنظران الى الارض مخافه ان تفضحاها و يكتشف رادولف انها


تعلم اكثر مما يجب0


– لا يفاجئنى هذا ياعزيزتى فهنالك العديد من الامور التي تعتبرينها مستغربة


و مستهجنه ,

و اعدك بانها ستتوضح عندما اطلعك على خطتى 0


ماذا حدث لصوت رادولف الامر ؟

لماذا ذلك الارتجاف الذي يخفى خوفا من ان ترفض


لين الخطة المذكورة؟


– ما تفعلة مجرد تسكين للالم و تاجيل للمشكلة ,

فانا ضقت ذرعا بهذه الاسرار !



– الخطا خطاك 000لو لم تعتبريننى حثاله المجتمع لما حصل جميع هذا 0


لم تعرف لين جميع هذي المراره و الحسره فصوتة قبل الان ,

ولم تر شفتيه


مرتعشتين و يدية ترتجفان 0 ثقتة ال كبار بنفسة لم تفلح فاخفاء توتره


و انفعالة و كان مستقبلة ملعق على ما سيحدث فالساعات القليلة المقبله 0


من جهتها حافظت لين على هدوئها و تكلمت يدفعها الحب المسيطر على كل تصرفاتها


و اقوالها :


– الم يخطر لك انني غيرت رايى فيك ؟

لقد قلت هذا تحت تاثير الصدمه و الهلع !

اي


انسان يقول حاجات بعدها يندم ,

كما يفعل حاجات بعدها يندم 0


كانت تشير بكلامها الى غلطتهما المشتركه ,

غلطتها فنعتة بحثاله المجتمع ,



و غلطتة فضربها و ارعابها 0 لا ريب فان رادولف نادم على استعمالة العنف


و انه لن ينسي ما فعلت يداة بسهوله 0


اكملت المرأة حديثها و الغجرى يحدق بها باستفهام :


– راجعت ضميرى مرارا بشانك 0 اقر بان عندك ازدواجيه فالشخصيه و ان فيك جانبا


سيئا ذكرتة مره و لكنك تملك جانبا حسنا لا انكر اعجابي به0


تبع هذا سكوت تام ,

سكوت دهشه بحث خلالة رادولف عن عيني زوجتة ليفهم اكثر 0


و لكنها هربت من نظراتة و تكاد لا تصدق ما تفوهت فيه 0 كانت على و شك الاعتراف


بحبها لل بل هي فعلت بكيفية غير مباشره 0 اذ لا مفر من كون رادولف فهم هذا من


قولها ذلك و تصرفاتها فالمدة الاخيرة0


احست لين بالانكسار لانها لم تستطع مقاومه الحب الذي نما فداخلها تجاة هذا


الرجل0 و الذي بدا كشعور بالنجذاب نحوة منذ ان راتة رغم ان لقاءها فيه حفل


بالذعر و الخوف 0 و رغم انها تابي فكرة العيش زوجه لغجرى 0 جمالة البدائي


و طبيعتة العفويه المتسلطة سيطرا على كيانها كالقدر المحتوم 0 و لم تنجح في


الافلات من قبضتهما و من نزعتهما الامتلاكية0


عندما نظرت الية اخيرا و وجدت ما و جدت فعينية ,

علمت ان الامر ربما فصل و انها


مستعده للمتابعة حتي النهاية و لتسليمة الدفة لقيادتها الى حيث يشاء 0 قبلت


بالعيش مع الغجر مهما كان رادولف و مهما فعل و ادركت ان ارتباطها فيه ليس انيا


كما تصورة 0 بل نهائيا0


اخذ الغجرى يهز راسة غير مصدق ما سمعت اذناة 0


– اذا صح ما تقولين يالين فهنالك امل كبير لنا !



ظهر للين جليا ان عبئا كبيرا نزل عن كاهلة لما تكلم ,

وان افاقا حديثة فتحت


امام عينيه0 ايحبها رادولف ؟

ايمكن ان يتخلي عن مجتمعة و اهلة من اجل حبها ؟



امن الممكن ان يعيشا حياة طبيعية فمنزل صغير و يتخذ رادولف مهنه شريفة


يرتزقان منها و يربيان اولادهما تربيه صالحه ؟

عسي الا تكون هذي الافكار سرابا


و اضغاث احلام 00


– لين ,

اتعنين ما قلت ؟

الن تحاولى الفرر و الرحيل عنى ؟



لم يدم ترددها طويلا و سرعان ما منت عليه باجمل ابتسامه و قالت بصوتها الحنون :


– اعنى جميع حرف خرج من فمي 0 لن اتركك ابدا 0


توقف الكلام عند ذلك الحد 0 و اظهر الزوجان ارتياحا عارما بعد ان لاحت بشائر


الامل بحياة سعيدة مديده و ان يكن الامر بحاجة لبعض التفاصيل البسيطة000


كانت عقارب الساعة تشير الى الرابعة بعد الظهر لما رن جرس الهاتف 0 ترك


رادولف الرسائل التي كان يكتبها و اسرع ليجيب على المكالمه 0


رات المرأة زوجها ينفعل ,

يتجهم ,

ويمتلئ غضبا ابيض 0 بعدها يقول بصوت مخنوق :


– و هل ما تت ؟

لم تمت و لكنها بحالة خطره ؟

يجب ان اعثر عليه قبل رجال الشرطة 0


يا الهى لماذا لم يات الى هنا كما كان ينوى !



تملكها خوف شديد لا تعلم سببة و هي تراقب زوجها يستمع الى محدثة بقلق عميق 0


و علمت ما سيقوله بعد ان يقفل الخط 0


– على الخروج لبضع ساعات يا عزيزتى 0 ارجوك لا تطرحى على اسئله لان الوقت لا


يعمل لصالحى 0


لا خوف عليك من البقاء هنا و اذا شئت ارسل لك السيده و ايت لتعني بك فغيابي 0


-ااستطيع مرافقتك ؟



– لا يا لين فانا لا اريد اقحامك فهذه المشكلة 0


اقتنعت المرأة و قالت انها ستكون بخير و بانتظار عودتة على احر من الجمر 0


– ارجو ان اتمكن من العوده اثناء الليل 0 و فاى حال ساكون هنا صباح الغد كحد


ادني 0


طبع قبله ناعمه على جبينها و اضاف :


– سيصبح جميع شئ على ما يرام بيننا قريبا يا ملاكى 0


بعد ثوان معدوده اقلع بالسيارة بسرعه فنهبت الارض نهبا مرسله سحابه من الغبار


فالفضاء


جلست لين و حيده تحدق فالبحر الازرق الهادئ المتلالئ تحت قرص الشمس الاحمر


و ليس لديها سوي افكارها و تساولاتها تؤنس و حدتها 0 من يصبح بوريل ذلك ؟

لا ريب


فانه شخص مهم بالنسبة الى رادولف و انه ارتكب عملا خطيرا يعرضة لملاحقة


العدالة000


تنهدت بعد ان تعبت من التفكير و قالت بصوت عال :


– لماذا اتعب راسي بهذه الامور ما دمت لا املك و سيله ناجحه لمعرفه الحقيقة ؟



تدريجيا بدا الغسق يلف الدنيا ملونا البحر بستار رمادى و الجبال بوشاح قرمزي


ناعم 0 قررت لين ان تقوم بنزهه بعد العشاء الخفيف الذي تناولتة 0 و بعد عودتها


تمددت على كنبه مريحه فغرفه الجلوس المضاءه بنور شاحب يضفى عليها جوا


شاعريا يحتاج الى وجود رادولف ليكتمل !

تمنت ان يصبح لها يوما بيت =كهذا تعيش


به مع من تحب ,

ولربما تحققت امنيتها متي تدبر رادولف و ظيفه محترمه 0


شغلت المرأة نفسها بقراءه بعض المجلات حتي لا تشعر ببطء الوقت و ثقل الوحده 0


كما استمعت الى موسيقي ناعمه تبث يواسطه مكبرات للصوت منتشره فجميع غرف


البيت 0

فى حوالى العاشرة اوت الى فراشها بعد ان استبعدت عوده رادولف و ما لبثت ان غفت


على صوت حفيف الاوراق تتصادم بفعل النسيم العليل 0


افاقت لين من غفوتها مرتعده على ضجه خفيفه فجلست فسريرها صامته ,

تاركة


النور مطفا0 و لما لم تتكرر الضجه غفت من جديد و لكن لدقيقة قليلة فقط اذ سرعان


ما فتحت عينيها على صوت جرار يفتح 0 قد عاد رادولف و لم يشا ازعاجها فدخل


لينام فغرفه ثانية 0 همت لين بالنهوض لملاقاه زوجها و لكنها عدلت كى لا تزعجه


اذ لاشك فانه مرهق جدا جدا ,

ومحتاج للوحده لاستجماع افكارة و التقاط انفاسة 0


بامكانها انتظار طلوع النهار حتي تطلع منه على الحقيقة التي و عد بكشفها حالما


ينتهى من مهمه العثور على بوريل 0


ا ضاءت لين المصباح الكهربائى المقال قرب سريرها و نظرت الى الساعة : الثالثة


فجرا 0لو كان معها كتاب تطالعة لاضاعت الوقت حتي تبدا الشمس بالنهوض و تطرد


ظلام الليل الدامس 0اتذهب الى غرفه الجلوس و تحضر كتابا من تلك الكتب المرصوفة


على امتداد الجدران ؟

تخلت المرأة عن هذي الفكرة مخافه اوعاج زوجها ,

فاطفات


النور و عادت الى النوم0


افاقت لين فالخامسة و قررت الانتظار ساعة حتي تنهض لان رادولف اوي الى سريره


متاخرا 0 فلا ضروره لايقاظة فهذا الوقت الباكر 0 بعد ساعة دخلت الى الحمام


و امضت و قتا طويلا تحت الماء الساخن تنعش جسمها بعد حادث و قوعها فاليوم


الماضى 0بعد هذا جلست امام المرأة تتبرج استعدادا للقاء رادولف على امل ان


تكون مهمتة انتهت على خير و تبدا صفحة حديثة فحياتهما 0 بعد ان تاملت و جهها


جيدا فالمرأة و وجدتة مرضيا ارتدت برنسا ابيض و خرجت الى الممشي تبحث عن


الغرفه التي يحتلها رادولف 0


فتلك اللحظه فتح باب احدي الغرف فاستدارت لين مبتسمة000ولكن الابتسامه لم


تطل لما رات المرأة و جة الغجرى 0ماذا حل فيه ؟

عادت الى و جة امارات الفظاظة


و الوحشيه التي طالعها فيها فذلك اليوم الذي لا ينسي حين حاول الاعتداء عليها


000


همست لين مذهوله :


– رادولف 00000ماذا000


صمتت عندما رات القميص مفتوحا على صدرة يغطية شعر اسود كثيف 0 اكثف مما عهدته


فيه!
رفعت عينيها الى و جهة و وضعت يدها على فمها لهول المفاجاه : من اين اتى


بهذه النظرات الرهيبه كشخص ظهرت امامة رؤيا اسطوريه !



– رادولف انت تخيفنى 000


كان مظهرة كمجنون خطر و ظنت لين ان الجانب الشرير طغي مره ثانية على الشخصية


المزدوجه و ان رادولف الذي يقف امامها ليس رادولف الذي تعرفة 0000ولكنها ما


لبثت ان ابتعدت اكثر من هذا و ادركت ان ذلك الرجل ليس زوجها !



توضحت الصورة امام عيني المرأة بسرعه البرق 0 فهذا الرجل هو بوريل الذي يبحث


عنه رادولف ,

وهو بالطبع الشقيق الذي حدثها عنه زوجها و ان يكن ربما اغفل ان


يذكر انهما توامان !



تكلم الرجل اخيرا :


-مالذى اتي بك الى هنا ؟



تراجعت لين خائفه تفتش عن باب غرفتها لتقفل على نفسها هربا من ذلك الغجري


الشرير 0 و كان هلعها شديدا فانعقد لسانها و لم تستطع التفوة و لو بكلمه واحدة0


كرر الرجل سؤالة و هو يقترب منها ببطء 0 و لسوء حظها و جدت نفسها تصطدم بالجدار


بدل ان تقودها قدماها المرتجفتان الى الغرفه 0فجحظت عيناها و فغرت فاها عاجزة


عن الحراك0


– رادولف000يبحث عنك 000


ارتسم على شفتي الرجل ما ظنتة لين ابتسامه و قال بخبث :


– سمعت ان اخي تزوج فانت و لا شك الزوجه المحظوظه 0


– اصبت 0


– ياللصدفه !

وانا كدت انال منك فالغابه لولا تدخل هذي الحقيره ما ندا


لانقاذك !



اطلق بوريل ضحكه شريره و اضاف 0


– يا لسخريه القدر كدت اعتدى على زوجه اخي !



مرر اناملة الطويله فشعرة الاسود الكثيف فزاد شكلة غرابه و اقترابا من العته


0


عاد الى الكلام و الرغبه تخنق صوتة :


– لكن ما ندا لن تستطيع انقاذك الان و منعى من التمتع بجمالك 0


ساصيب عصفورين بحجر واحد ,

الهو قليلا و انتقم من اخي المحترم بعد جميع ما فعله


معى 0


بدا بوريل مستعدا للانقضاض على فريستة الضعيفه و لين عاجزه عن الحراك بعد ان


خانتها شجاعتها و لم تعد تقوي على الصراخ 0


مرت فمخيلتها صور كثيرة ففهمت تقريبا جميع ما حدث 0 حدقت فو جة الغجرى جيدا


و ايقنت ان الرجل الذي هاجمها عند تعطل سيارتها ليس نفسة الذي قابلتهفى الغابة


على الجواد !
سيما و ان بوريل يحمل اثر جرح عميق فمفرق شعرة بان و اضحا عندما


مرر يدة به 0 اة لو انها انتبهت لهذا الجرح لكانت و فرت على نفسها و على زوجها


العديد من الالام و الاحزان !

وفهمت من الان لماذا كان رادولف يشير الى


الحادثه الاخرى لما كانت تكلمة عن الاولي !

فكيف يذكر الاولي و هو لم يكن


طرفا بها !



امر بوريل بلهجه مفزعه :


– اقتربى منى يا امرأة !

تعالى لاري ماذا تحت ذلك البرنس الرائع 0 لابد ان


شقيقى المليونير يقدم لك ما ترغبين من الثياب ,

اما انا فلا املك سوي نفسي


اقدمها !



تبع هذا ضحكه هستيريه ملات ارجاء البيت و اشعرت لين ان اذنيها ستنفجرا 0


– لنامل يا حلوتى ان يطول غياب رادولف حتي اتمكن من الاسترسال بما انوى فعله

مد يدة السمراء نحو لين فصارت المرأة على حافه الاغماء 0 و لما انقض عليها


بدات بمقاومتة بكل ما اوتيت من قوه 0 كان لبوريل قوه ثور هائج ,

لكن ياس لين


دفعها الى الصمود و هي تنتظر حلول معجزه و مجئ زوجها لينتشلها من براثن شقيقه


المتوحش 0 و لكن زمن المعجزات و لي و شيئا فشيئا بدات قواها تخور و عزمها على


المقاومه يضعف الى ان هدات تماما و تمددت مستسلمه على الارض 0 حملها بوريل الى


كنبه فغرفه الجلوس و لما هم باتمام فعلتة الحقيره ,

دبت بها قوه مفاجئة


فرفستة على معدتة و سقط على الارض مغشيا عليه بعد ان ارتطم راسة بحافه الموقد


كان ذلك احدث مشهد راتة لين مشوشا و فقدت الوعى يعد هذا 000

10- رادولف و الحب الكبير


لما عادت لين الى و عيها و جدت ان بوريل ما يزال ممدا على الارض و الدما تنزف من


راسة 0


– ماذا فعلت ؟

هل قتلتة ؟



تغلبت المرأة على خوفها و اقتربت تنصت الى قلبة تتحسس به الحياة 0 كم كان


ارتياحها كبيرا عندما رات ان قلبة لم يتوقف عن الخفقان 0 و على الفور شرعت


تفتش عن رقم طبيب تتصل فيه هاتفيا لياتى و يعتنى ببوريل 0 و لكنها ترددت بعد ان


تساءلت عن رغبه زوجها بحضور طبيب ليعالج اخاة الفار من و جة العداله 0


فوجئت لين بهدوء اعصابها و كان الطبيعه اعادت اليها توازنها لما فقدت و عيها 0


رات الموقف امامها و اضحا و تمكنت من اختيار الحل الانسب لهذا الموقف الحرج0


و كذا ,

هرعت الى المطبخ و احضرت حبلا و اوثقت فيه يدى الغجرى لتامن شرة اذا


افاق 0 بعدها تفحصت الجرح و تبين لها انه سطحى و لا يشكل اي خطر على حياتة 0


فتح الرجل عينية فجاه و حدق بها باستغراب :


– من انت ؟

اين انا ؟



شعرت لين نحوة بالشفقه و لم تستطع ان تكرهة رغم ما سببة لها حتي الان من مصائب


و ويلات 0


– انا زوجه اخيك يا بوريل 0


تخبط الرجل محاولا تحرير يدية بعدها صاح :


– من اوثق يدى ؟



– الا تذكر انك هاجمتنى فرفستك و اوقعتك ارضا فاصطدم راسك بحافه الموقد ؟

ولكن


لا تقلق فقد داويت الجرح البسيط و سيلتئم بسرعه 0


ظل الغجرى صامتا لبرهه حتي استوعبت ما سمع 0


– فشلت مره ثانية فالنيل من زوجه اخي 0 لو نجحت لكان انتصارا باهرا000


توقف بعد ان داهمة الالم بعدها سال :


– اين رادولف ؟



– انه يبحث عنك كما ابلغتك سابقا 0


قال بصوت قلق :


-هل سيعود الى هنا ؟

لا يجب ان يجدنى باى ثمن ,

حلى و ثاقى و الا جعلتك تندمين


على فعلك حيث لا ينفع الندم !



حاول بوريل النهوض لكنة تعثر و وقع على و جهة ,

فنظرت لين الية متاسفه على حاله


0 حزنت لرؤية رجل بهذه القوه و الوسامه مطروحا على الارض اسير حبل و اسير


غرائزة الشريرة0


– ارجوك ,

حلى و ثاقى !



كادت لين ان تذعن لتوسلة و لكن عقلها سيطر على انفعالات قلبها الرقيق 0 فجلست


على الكنبه تحدق به و تنتظر مجئ زوجها ليتولي حل معضله اخية 0


ما اكثر الفوارق بين رادولف و بوريل ,

هذه الفوارق لم تلاحظها لين فالسابق 0


الاول يهتم باناقتة و نظافتة اما الثاني فقذر لا يعرف للنظافه معنى0 كان يكفي


لين ان تنبة لاظافر بوريل حتي تفرقة عن اخية ,

ولكنها لاتلام لانها كانت


تتصرف مدفوعه بالخوف و الرعب 0


شخصت عينا بوريل بوجة لين فتذكرت عبارات اولاف عنه و عن الحياة التي اختارها


و التي لا يحبذها رادولف العامل على مساعدتة للتخلص من عاداتة القبيحه 0


– رادولف يريد ان يتحدث اليك فامور هامة0


– ماذا يريد منى اخي المحب الا يكفية انه سلب اموالى و نال التركه بكاملها على


رغم كوني اكبر منه ؟

كان محظوظا لما اخذة جدانا و تعهدا بتربيته و تعليمة في


حين بقيت شريدا فالطرقات 0 تصورى انهما منحاة اسم العائلة الكريمه !



سالتة لين اذا كان يريد دواء مسكنا فرفض و تابع تظلمة :


– لقد نزعاة من مخيم الغجر عندما كان فالسادسة عشره و ترعرع كارستقراطي


توافرت امامة سبل العيش الواسعه !

ولماذا حصل ذلك؟
لان جدى العزيزين شعرا


بتانيب الضمير لما لقيتة امنا من ذل و هوان على يديهما بعد ان نبذاها لانها


فرت مع رجل غجرى و قعت فغرامه0 و لم يكفهما طردها بل اعتبراها ميته و رفعا


علما اسودا على قبه القصر للدلاله على هذا 0 و بعد موتها ارادا التعويض عن


غلطتهما تجاهها فاستفاد من هذا اخي العزيز0


تمتمت لين بعد ان سمعت القصة و عرفت حقيقة زوجها :


– رفعا علما اسودا000عن اي قصر تتكلم ؟



– قصر ال دوغى بالطبع !

لست بحاجة لان اعلمك بانك متزوجه من سيد احد اكبر


القصور و راس احدي انبل العائلات فايرلندا !

وهذا المركز من حقى لا من حق


رادولف !



– اهدا يا بوريل 0


نصحتة لين بالهدوء و هي ترتعد بدورها غير قادره على استيعاب الحقيقة الصاعقه 0


اللوحه التي راتها فقصر دوغى كانت لوالده رادولف 0 رادولف هو السيد دوغي


صاحب القصر و سيد الاراضى !

وهو اعاد الاعتبار الى امة المنبوذه و اعاد تعليق


اللوحه فالقصر 0 و لكن لماذا اختارة جداة دون اخية بوريل الذي بقي مشردا في


المخيمات ؟



تكلم بوريل بعد قليل بصوت منخفض و حزين :


– على الذهاب قبل مجئ رادولف فانا تحاشيتة مدة طويله و لا ارغب فلقائة الان


!

قصدت ان اسبب له العديد من المشاكل و العار ,

وتوجت افعالى المشرفه بمحاولة


قتل ما ندا و لكن اللعينه لاتموت !

اة كم اردت فتلك اللحظه ان الصق برادولف


نعت شقيق القاتل الغجرى الخطير بوريل !



توقف بوريل فجاه و نظر الى النافذه بينما هبت لين من مقعدها بعد ان سمعت صوت


السيارة ,

لتلاقى زوجها 0 نظره واحده الى و جهة كانت كافيه لتري خيبه الامل


و فشلة فاتمام مهمتة ,

ولكن الزوجه سارعت الى الاعلان :


– عزيزى رادولف ,

بوريل هنا !



– بوريل ؟

اين هو ؟



دخل رادولف المنزل راكضا غير قادر على الانتظار لحظه ثانية ليبت الامور مع


شقيقه0


و على الفور سمع صوت بوريل يصيح من الداخل:


– لعن الله هذي المرأة فلولاها لكنت الان اسرح على هواى فالتلال الواسعة


!
اهلا يا شقيقى المحترم !

ماذا فجعبتك الان و ربما امسكت بى ؟

قل ما عندك


و دعنى ارحل لانى لا ارغب فالبقاء معك اخرى واحدة!


– من حقك ان تبقي هنا و ان تبقي فالقصر ما شئت 0


توقف رادولف عن الكلام عندما دخل الى الغرفه و راي اخاة ممدا على الارض 0


– ماذا حا براسك و بيديك ؟



و قفت لين تنتظر ماذا سيقول بوريل الذي اخذ يضحك كالمجنون و بريق الاثاره و الشر


فعينية 0


– لقد اخفت عروسك الناعمه يا شقيقى العزيز ,

ولو لم يخنى الحظ لكنت تمتعت


معها بوقت رائع 0


رات المرأة زوجها يمتلئ غضبا و يستعد لمعاقبه بوريل على ما فعلة باقسي كيفية 0


– ماذا حدث يالين ؟

هل اصابك بوريل باى اذي ؟



لم يدع بوريل لين تجيب على السؤال فتولي المهمه عنها :


– لا تخف فالوقت لم يسمح لى بالذهاب معها حتي النهاية 0 اضعت الفرصه لما


رفستنى و طرحتنى ارضا !



و ثب رادولف على اخية و الشرر يتطاير من عينية فخشيت المرأة ان يقع ما لا تحمد


عقباة 0 و هرعت تمسك بيد زوجها متوسله :


– ارجوك يا رادولف ,

لا تفعل شيئا 0 اخوك يحتاج الى الشفقه لا الى المعاقبه 0


رق رادولف لكلام زوجتة و هدا غضبة بعد ان نظر الى عينيها المليئتين بالرافة


و الرحمه 0


و بذلك تحاشي استخدام العنف مع اخية المذنب فاكتفي بالقول :


– لنشكر الله يا لين على انك لم تصابي باذي رغم انه و لابد اسباب لك بعض الخوف 0


نظر رادولف الى اخية و اكمل بحده :


– الفتاة مصابه بجروح بليغه !



– كنت امل فموتها لما جئت هنا هربا من الشرطة ,

ولكن سوء الطالع جعلني


التقى بك فهذا المكان اللعين 0


– ابلغنى اولاف انك ات 0 متي و صلت ؟



لما ذكر بوريل ساعة حضورة نظر رادولف الى زوجتة مستفهما 0


– سمعت ضجه فالليل و لكنى ظننت انك و صلت و لم تشا ازعاجى يا عزيزى 0


هز رادولف راسة بتفهم و قال :


– لاشك انك اعتقدت انني شغلت غرفه ثانية للسبب نفسه0


– تماما 0


لم تزد لين و لكن بوريل ,

بعد ان اقنع شقيقة بحل و ثاقة ,

تكفل بسرد جميع ما حصل


الليلة الماضيه و حتي الساعة 0 فذلك الوقت كانت لين تراقب زوجها ينفعل و يعض


على اسنانة ضابطا نفسة حتي لا يهجم على بوريل و يسحقة 0


بعد ان استمع الى سرد اخية التفت الى زوجتة و قال :


– كونت فكرة صغار عنى الان ,

اليس كذلك؟


ساهم الشعور بالذنب و دقه الموقف فدفع الدماء الى و جهها فاصطبغت و جنتاها


بحمره زادتها سحرا 0


– اعذرنى يا رادولف فتصرفاتى معك كانت مخجله 0


– لا اعتقد يا حلوتى ان تصرفاتى كانت اروع 0


القت لين نظره خاطفه على الجرح فو جة زوجها و قالت :


– سانسحب الى المطبخ لاحضر اكل الغداء فلا بد ان لديكما العديد لتقولانة 0


– ابقى يا عزيزتى فوجدك هنا يوفر على العديد من الشرح الكلام 0


– و لكنها مساله خاصة لا علاقه لى فيها 0


– انت زوجتي و لن اكتم عنك شيئا فمن حقك الاطلاع على الحقيقة 0


امتلا قلب لين بالسعادة لثقه زوجها فيها و فحين كان بوريل يستمع اليهما


مطاطا الراس مهيض الجناح ,

تخفى عيناة دموع الندم و الاسف على حياتة الضائعه 0


جلست لين على كنبه قرب النافذه تستمع الى ” محضر الجلسه ” بين التوامين


الغجريين00


بدا رادولف الكلام بصوتة الراقي و نبرتة المتعاليه :


– حسنا يا بوريل ما لئ الدنيا و شاغل الناس !

جبت البلاد طولا و عرضا بحثا عنك ,



و لكن لننس الماضى لان ما فات ما ت 0 و لا اطلب منك الان سوي قبول نص التركه 0


– لا !
لن اخذ شيئا فانت سرقتنى !



لم يستطع بوريل هذي المره كبت دموعة فانهمرت من عينية بغزاره ادمت قلب لين0


توجة رادولف الى لين شارحا كيف و رث و حدة ثروه عائلة دوغى كلها : هربت و الدته


,

وهي بنوته يافعه بعد ,

مع شاب غجرى و سيم كان مخيما مع عشيرتة فمكان قريب


من القصر 0 و كذا نبذها اهلها و لم يلتفتوا اليها رغم رسائلها المتكرره و التي


ابلغتهم فاحداها انها حامل 0 و لم تكن تعلم بالطبع ان فاحشائها طفلين !



اسند رادولف ظهرة الى حائط الموقد و اكمل سرد الحكايه المحزنه :


– ما تت امي اثناء الوضع بعد ان كان و الدى ربما هجرها لانة ملها ,

ومع الاسف


الشديد عهد بتربيتنا الى عائلتين مختلفتين فافترقنا و نحن طفلان 0


تمتمت لين و الدموع تطفر من عينيها لهذه القصة المحزنه :


-اة ما اقسي القدر !



علق بوريل على كلامها بحده :


– ما اقساة تجاهى لا تجاهة !

فقد و ضعت فعهده رجل و امرأة شريرين لم يكلفا


نفسهما مشقه تربيتي 0 بينما قاد الحظ رادولف الى امرأة طيبه رعتة اقوى رعاية


و اطلقت عليه اسم رادولف تيمنا بنبلاء البلاد 0 و لم تكتف بذلك بل اخذت تشيع


انه ولد قبلى مع ان العكس هو صحيح !



– لم يستطع احد اثبات من هو الاكبر0 و فاى حال ,
الفرق بين و لاده تؤام و ولادة


احدث لاتتعدي الثواني0


– لا تحاول اخفاء الحقيقة يا سيد رادولف 0 و الزوجان اللذان ربيانى ,
تريزا


و اوستن اكدا لى انني اكبر منك 0


– لا استطيع مناقشه قولك يا بوريل لانى لم اكن و اعيا و مدركا عندها !



لم يقتنع بوريل بل اصر على قوله :


– انا اكبر منك !



تجاهل رادولف عبارات اخية و اكمل يسرد القصة قائلا ان اولاف كان يعلم منذ


البدابه هويه ام الطفلين الحقيقيه ,

لكنة لم يطلع احد على هذا سوي من تعهد


بتربيتهما 0 و هذا لاقتناعة بان الجدين لن يلتفتا اليهما بسبب العار الذي


سببتة الوالده للعائلة 0


هنا تدخا بوريل مقاطعا :


– سمعت ان اولاف عاد عن راية و اتصل بجدينا ليعلمهما بان رادولف هو حفيدهما


مهملا اياى 0 و اسباب هذا اعتقادة ان رادولف يحمل من طباع و نبل و الدتة الكثير


ليجعلة لا يستحق حياة المخيمات القاسيه 0

اكمل رادولف مصححا ادعاءات اخية :


– لم يتصل اولاف بجدى لانة لم يشا ان يسبب اي الم للسيده التي ربتنى ,

وانا


مسرور لانة فعل هذا 0 اعجبت لين بشهامه زوجها الذي يهتم بمشاعر سيده غجرية


رعتة اكثر من التنعم بالجاة و الثروه ,

كما تذكرت كلماتة لاولاف و التي قال


بها انه لكان فعل الشئ نفسة لو كان فمو قعة 0


اكمل الرجل :


– لو تركتها باكرا لصارت حياتها فارغه 0 و انا احببتها فعلا لانها كانت امراة


طيبه علمتنى القراءه و الكتابة ,

زودتنى بالكتب لابنى ثقافه معقوله 0 انفقت


المال الوفير لتؤمن لى العيش الكريم0


توقف رادولف قليلا و زاد بكل جديه :


– لكن حياة الغجر و بيئتهم اثرتا فشخصيتى بالطبع فلم اكن هذا الشاب المحترم


و اوقعتنى طباعى الشرسه التي و رثتها عن و الدى فمشاكل عديدة0


مررت لين ملاحظه ملطفه :


– و لكنك و رثت الطيبه و النبل عن و الدتك0


تدخل بوريل محدقا فالزوجين :


-كيف تعرفتما الى بعضكما و تزوجتما بهذه السرعه ؟

انت لم تقابلى رادولف قبل


لقائنا فالمخيم لما تعطلت سيارتك ,

اليس ايضا ؟



نظر رادولف الى زوجتة مستغربا :


– تعطلت سيارتك ؟

عم يتكلم بوريل ؟



اطلق بوريل ضحكه عاليه و قال :


– الا تعلم انني كدت انالها فالمره الاولي !



لم تكن لين راغبه فسماع بوريل يتكلم عن المقال و يضع القصة فقالبة الخاص


فامرتة بالسكوت :


– اصمت !

دعنى افهمك ما حدث يا رادولف 0


– تفضلى لان القضية اصبحت معقده فانت لم تذكرى لى شيئا عن معرفتك ببوريل0


اطلعتة المرأة على جميع ما حصل بتفاصيلة من دون ان تهمل شيئا 0


و لما انتهت كانت علامه الاجرام باديه فعيني رادولف الناظر الى اخية البكر0


– ايها الشرير !

على ان اخنقك بيدى لا ان اعرض عليك المساعدة !



كان من الطبيعي ان يتراجع رادولف عن مساعدة اخية بعد اطلاعة على ما حدث و على


تعرض شرف زوجتة و سلامتها للخطر لولا تدخل ما ندا0 لكن لين تدخلت و تمنت على


زوجها ان ينسي المقال و يساعد اخاة و عفا الله عما مضي !



و بالفعل رضخ رادولف لمشيئه زوجتة و اعرب عن استعدادة لمعاونه بوريل ليحظى


بحياة شريفة


و عوض عن ان يخرج بوريل الامتنان لاخية قال ساخرا :


– لكنك لن تسامحنى بالطبع 0


– كيف اسامحك بعد ما حدث بينى و بين لين من اخطاء بسببك !



هز بوريل كتفية علامه عدم الاكتراث قائلا :


– لايهمنى ما حصل بينكما و لكن ما يحيرنى هو عدم استطاعه زوجتك التفرقه بيني


و بينك الا ذلك الصباح !



ضحك بوريل و اكمل :


– اة لو انها لم تتعرف الى و سمحت لى 000


لم يدعة رادولف يكمل اذ قفز الية و هم بضربة لولا تدخل لين فاللحظه الاخيرة


و فصلها بين الرجلين0


– لا يارادواف ,

لاتضربة لانة يحتاج الى من يشفق عليه لا من يلومة !

قدر و ضعه


التعس و قارنة بما حظيت 0 ارجوك تفهم حالتة و ساعدة !



ترقرقت الدموع فعينيها و رمقت زوجها بنظره رقيقه :


– بوريل يبقي شقيقك الوحيد على رغم تفريق القدر بينكما 0 عليك ان تشركة في


مصيرك ,

فاما ان تكونا ثريين و اما ان تكونا فقيرين 0


ارتسمت علامات الدهشه و التعجب على و جة جميع من الرجلين0


– اتستطيعين مسامحه اخي يا لين ؟



قال رادولف هذا بينما تمتم شقيقة :


– انها امرأة 000مختلفة 0 لم ار فحياتي كهذه النعومه و كهذا التسامح 0


ياليتنى قابلت واحده مثلها ,

لا كما ندا المفترسه 000


طمانتة لين بصوتها الحنون :


– ستجد من يعتنى بك و يحبك يا بوريل فلكل رجل امرأة تناسبة 0


عنت لين ما تقول لان بوريل ليس شريرا بطبيعتة ,

بل هو عاش فبيئه غير صالحة


و ترعرع فمحيط يؤمن بالقوه و بالخروج على القانون و سيله للتفوق و الفوز 0


تكلمت لين محاوله تخفيف و طاه التوتر السائد بين الغجريين :


– اكمل القصة يا رادولف 0 كنت تخبرنا عن المرأة التي ربتك و ثقفتك 0


بعد موت مربيه رادولف مورين ,

بعث اولاف برساله الى جدى رادولف يطلعهما على


الوضع و يرجوهما تعهد رادولف و قبولة للعيش معهما فالقصر 0 رحب العجوزان


الثريان بالفكرة لانهما كانا و حيدين لا و ريث لهما سوي قريب بعيد يعيش في


امريكا 0


قاطع بوريل شقيقة معترضا :


– انت تهمل جزءا من القصة و هو ان اولاف لم يكلف نفسة مشقه البحث عنى 0


– قد لا تعرف يا بوريل ان اولاف سمع ان العربه التي كنت تعيش بها مع


الزوجين احترقت و ما ت من بها 0


– كان عليه التاكد من هذا لا تصديق الاخبار بسرعه ,

فانا نجوت من الحريق و لم


اصب الا ببعض الحروق البسيطة 0


ازاح بوريل الشعرات السود و اراهما اثر الجرح فمفرقة بعدها تابع :


– لنفترض ان اولاف لم يعرف بوجودى حيا الا منذ سنتين ,

فلماذا انتظر اسابيع


عده ليطلعك على الامر ؟

ربما خشى من معرفتك ان لك اخا شريرا 000


– لا ادرى ما الذي شغلة عن اطلاعى على و جودك 0


– لم يرد افساد حياة رجل محترم باقحام اخ شرير و متشرد بها 0فانت نشات في


اقوى البيوت و ارقاها بينما اضطررت لشق طريقى و حيدا منذ ان كنت فالعاشرة 0


و الله و حدة يعلم كم و اجهت من الصعوبات لاستطيع الصمود0


ارتجفت شفتا بوريل فظنت لين انه سيعود الى البكاء سيما و انها هي لم تكن بحاجة


الى تشجيع لتنهمر دموعها 0 حاول رادولف تبرير موقفة و تصحيحة :


– دعوتك مرات و مرات لتاتى و تعيش معى فالقصر حيث تبدا بتحصيل العلم و الثقافة


و تعاشر من يجب ان تعاشرهم من الناس 0 رفضت هذا مع العلم انه من حقك التمتع


بنصف الاموال 0


اكمل رادولف بكل اسي :


– اعتبرت ان فالامر تصدقا و لكنك مخطئ 0 لاننى لم اعرض عليك الا حقك ,

وكن


على ثقه انني ما زلت عند عرضى و مستعد لنصبح صديقين نتكاتف فمواجهه مشاق


الحياة و قساوتها 0


تساءلت لين عما ممكن ان يصبح اكثر عداله من ذلك العرض ,

وحبها لزوجها يتضاعف


لما خبرتة به من نبل و شهامه 0 نظرت الية مبتسمه فرد الابتسامه بانعم منها


و قلبها يخفق طربا بالحب الكبير 0


فكر بوريل مليا بالامر و اعلن :


– رفضت دعواتك السابقة لانى كنت مقتنعا انني اكبر منك سنا ,

وانى خدعت و حرمت


من المال و التربيه 0اردت و اريد ان اصبح رجلا محترما و لكن تغيرى صعب و ربما بلغت


الثلاثين 0 كنت محظوظا يا رادولف لانك تركتحياة الغجر و انت بعد فتي يافع ,



اما ان تبدا عملية تحول تنقلك من ضفه الى ضفه و انت فالثلاثين فرابع


المستحيلات 0 تفهم رادولف راى اخية معترفا انه ,

علي رغم كونة فالسادسة


عشره ,

زجد صعوبةقصوي فالتخلص من عاداتة الغجريه و التاقلم فنمط الحياة


الارستقراطيه المعقدة0


– لا مجال للمقارنة يا لين بين تعقيدات و شكليات حياة القصور و حريه و فلتان


حياة الغجر 0 و لا انكر انني عقدت العزم مرارا على الفرار و العوده الى المخيم


لاعيش بين قومى و اصحابي 0


قدرت لين لما سمعت هذا مدي شجاعه زوجها و قوه ارادتة اللتين جعلتاة يصمد و يبقى


فالقصر مع جدين عجوزين متعجرفين ,

ولا عجب فكونهم ايضا ,

شان جميع اصحاب


الثروات الطائله و الالقاب النبيله 0 لاريب فان رادولف بذل مجهودا جبارا


ليعتاد على متطلبات حياة القصور و يتخلي عن اللامبالاه التي طبع عليها في


حياتة الغجريه 0


علق بوريل على كلام اخية :


– لو هربت من القصر لربما كنت انا مكانك الان0


– قد 0


قطبت لين حاجبيها غير قادره على تصور بوريل المتشرد فثياب ارستقراطى عريق ,



فهو كان سيفشل حتما فاعتياد حياة القصور 0ولا شك ان بوريل مدرك لهذه


الحقيقة و يتصرف ,

وان ليسظاهريا ,

علي اساسها 0 اعاد رادولف سؤالة :


– ما اريد ان استوضحة منك يا بوريل هو هل تقبل بعرضى طاردا من ذهنك فكرة


التصدق و الحسنه ؟



– اتعرض على السكن فالقصر ؟



– اعتذر اذا قلت ان ذلك مستحيل لانك ارعبت زوجتي مرتين و هي ستنزعج من و جودك


به 0


– ذلك يعني انك غير مؤمن بامكانيه عودتى الى الطريق الصواب 0


اضاف بوريل قبل ان يتمكن اخوة من التعليق 0


– لن استطيع يا رادولف معرفه اسباب انشغالك بى و بحثك الدائم عنى 0 جبت مخيمات


البلاد كلها مرتديا ثيابا لا تليق بمقامك حتي لا تشعر الغجر باى نقص ,

وشاغلا


عربات قذره لا تصلح لان تكون مكانا لرمى النفايات فقصرك000والله لو كنت


مكانك لتخليت عن البحث مرسلا اياك الى الجحيم !



اكتفي رادولف بابتسامه خفيفه و بوريل ينظر الية مقارنا بين كيفية حياة رادولف


و تشردة الدائم 0 بعدها وضع الثاني راسة بين يدية و قال يائسا :


– اتعجب لماذا انباك اولاف بوجودى مع ان سلوكى كان يسبب له القرف !

انا لص ,



محتال ,

قاطع طريق000حتي الغجر لا يرضون بوجودى بينهم 000لا حل لى الا


بالاختفاء عن انظار الناس !



لكم صار بوريل بعد اعترافة ذلك مختلفا عن مظهر الرجل الشرير 0 هو يكرة نفسه


لانة انساق و راء غرائزة و ميولة الهدامه 0 و لكنة تسلح بالشجاعه و انهار معترفا


باخطائة ,

من دون ان يجد علا لها سوي التوارى 0


نظرت لين الى زوجها فراتة يفكر بعمق عن مخرج لمشكلة بوريل ,

وارادت ان تتكلم


لكن زوجها سبقها :


– لا احد يكرهك يا بوريل فانت عدو نفسك الوحيد0 لماذا لا تطوى صفحة الماضي


و تبدا حياة حديثة ؟

اخبرنى اولاف مره انك بحاجة الى راسمال صغير لتهاجر الى


استراليا و تؤسس مصنعا للخشب مع شريك ,

فهل ما يزال المشروع قائما ؟



– لا اعلم 000فالرجل سافر الى استراليا و سمعت انه 00يجد صعوبه فتسيير العمل


بسبب ضائقه ما ليه 0


– المال ليس مشكلة فمتي قررت العمل امدك بما يلزم 0


– انا مصمم على هذا و مستعد للسفر الى استراليا يا رادولف 0


تنفس رادولف الصعداء و نظر الى زوجتة مبتسما لان نهاية الازمه ربما اقتربت 0


– و هل تقبل بنصف اموال التركه ؟



– و لكن المال موصي فيه لك ؟



– اموال عائلة دوغى يا بوريل حق مشترك علينا تقاسمه بالتساوى 0


– لا اجرؤ على اخذ نص الاموال فالوقت الحاضر !

لاننى لا اجد نفسي قادرا


على ادارتها0 اعطنى ما يلزم لانشاء المصنع و احفظ الباقى ,

فان احتجت الى شئ


اتى اليك 0


– كما تريد يا بوريل 0 ساعمل على مدك باللازم فاقرب و قت000


قاطعة رنين الهاتف فهرع و رفع السماعه خائفا من ان يصبح فالامر سوء ,

لكنه


ما لبث ان انفرجت اساريرة و ابلغ زوجتة و شقيقة :


– ما ندا بحالة جيده و لن تتقدم بشكوي الى النيابه 0


اكتفي بوريل بالقول :


– يسرنى سماع ذلك0


– تعلم يا بوريل ان كونيل اوقع نفسة فمشاكل عديده و هو خائف و يريد السفر


ليسوى اوضاعة و يبنى مستقبلة 0 ما رايك باصطحابة الى استراليا فانا و عدته


بالمساعدة ؟



نظر رادولف الى زوجتة و قال ضاحكا :


– لا تظنى ان كونيل كان ينوى مساعدتك على الفرار فقد اعترف لى بكل شئ 0 الست


مسروره يا عزيزتى لانة لم يساعدك ؟



– نحن لم نعد الى المخيم لاعلم حقيقة نواياة 0


– صحيح يا لين و لكنة كان موجود فاحد المخيمات التي مررنا فيها 0


استوضح بوريل شقيقة :


– ماذا عن كونيل و الهرب ؟



لم يجب رادولف بل و عد :


– سنطلعك على ما حصل فالمستقبل عندما تاتى لزيارتنا 0


و افق بوريل مدركا فقراره نفسة انه متي غادر ذلك المكان لن يعود ابدا0


– لنعد الى مقال كونيل يا بوريل 0 انه شاب ذكى و يستحق ان يتمتع باكثر مما


تقدمة حياة الغجر 0 و اعتقد بانه سيصبح لك عونا كبيرا فاعمالك 0


– لا ما نع عندي فاصطحابه0


– اتمني لك و له التوفيق و امل بان تتوصل الى تحقيق طموحاتك بالعزم و قوة


الاراده 0


و قف بوريل على قدمين مرتجفين و اخذ يبحث عن العبارات ليعتذر عما حصل ,

لكن


شقيقة لم يود احراجة فسارع الى القول :


يجب ان ترتاح الان و تتناول حبوبا مزيله للصداع 0


– فكرة حسنه 0 اريد ان اسالك شيئا اخيرا يا رادولف ,

هل تهتم بالترتيبات


القانونيه لسفرى ؟



– لا تشغل فكرك بهذه الامور و اتكل على 0 اما الان فادخل الى غرفه النوم و خذ


قسطا من الراحه 0


بعد عشر دقيقة جلس الزوجان و حيدين على الشرفه يتاملان زرقه البحر الهادئ 0


– اخيرا يا حبيبتي الغاليه لم يعد هنالك ما يعكر صفو حياتنا ,

اليس ايضا ؟



– اعتقد ان مشكلة بوريل انتهت0


– اشكر الله على هذا 0


اخذ يداعب شعرها بحنان و اضاف :


– كنت شهمه جدا جدا تجاهة يا حلوتى على رغم ما فعلة معك 0 اة كم اسباب الكلام على


اللقاء الاول لبسا و غموضا ,

ولهذا كنت استغرب موقفك منى 0


– لو تحدثت مره عن تعطل سيارتي000


– فاى حال اصبحت هذي الامور جزءا من الماضى بالنسبة الى 0


– و هو كذلك0


– كنا ضحيه ظروف معاكسه و لكننا خرجنا سالمين 0


فكر رادولف قليلا قبل ان يزيد :


– اتؤمنين بالحب من اول نظره ؟



– قد 0


– منذ ان رايتك فالغابه علمت انك الفتاة التي ابحث عنها 0 غرقت فغرامك


حتي اذنى و تعذبت كثيرا لاحتقارك اياى و لتعجرفك 0


– الم تتساءل يوما لماذا ضربتك بالسوط ؟

اظننت انني فعلت هذا بدون اسباب ؟



– حدث جميع شئ بسرعه لم تدع لى مجالا لافكر ,

فانا اعانى من مركب نقص كوني


غجريا ,

فانا اخاف من ان تكون تصرفاتى نابعه من ما ضى و من انتمائى الاجتماعي


و انت زدت الطين بله عندما صنفتنى غجريا متشردا حقيرا0


– انت مخطئ يا حبيبي ,

فجل ما فالامر انني كنت خائفه من اعتدائك على دون ان


يخطر لى ان الشخصين مختلفان 0 لاتتصور كم كانت المفاجاه كبار عندما رايتك في


الغابه فظننت انك لحقت بى من المخيم حيث تعطلت السيارة حتي تكمل ما بداته


هناك0


– من عجائب الصدف ان تلتقى ببوريل بعدها بى فالغابه ,

ولكن القدر لعب لعبته


لجمعنا 0


رمقتة بنظره حنان و وضعت يدها على الجرح بعدها همست :


– اتعتقد ان اثرة سيزول ؟



– بالطبع سيزول 0


– ان لم يحصل هذا لن اغفر لنفسي ابدا0


ضحك رادولف و قبلها بحنان على جبينها :


سنذهب غدا الى بيتنا حيث نبدا برسم طريق حياتنا الصحيح 0


– فكرة جميلة ياحبيبي 0


كانت فرحه لين كبار الى درجه لا توصف 0 فالامور تسارعت بشكل مثير في


الاسابيع الاخيرة ,

ووجدت نفسها فعالم احدث لم تكن تحلم انها ستصبح جزءا منه


لما كانت تدفن اوقاتها و راء مكتبها و بين جدران شقتها الموحشه 0


– اصحيح انك امضيت سنتين فالبحث عن شقيقك ؟



– نعم ,

ولكن هذا لم يمنعنى من الاهتمام بادارة اعمالى 0 تنقلت بين المخيمات


بسيارتى 0 الاعندما التقيتك فقد كنت ذاهبا الى المخيم على الحصان لانة قريب


نسبيا من القصر 0


– و لماذا تظاهرت بكونك غجريا فظا ؟



– الن ننتهى من الاستجواب ؟

حسنا ,

لانك جرحت شعورى و اردت ان ارد لك الكيل


كيلين 0 كدت ,

فى مرات عديده ,

اعترف لك بالحقيقة و لكن عنادى منعنى 0


دفنت لين راسها فصدرة و همست :


– بذلك تعلمت ان احبك لذاتك دون النظر الى انتمائك ,

وانا سعيدة لانك تعرف


انني احبك من قبل اطلاعى على هويتك الحقيقيه 0


– اظن انك اكتشفت حقيقة مشاعرى نحوك يوم كنا فالسيارة 0


– ذلك صحيح يا رادولف 0 و ان حاولت مقاومه ذلك الحب لان الحياة الغجريه لايمكن


ان تناسبنى 0


– و لكن مقاومتك كانت فاشله !



– اعترف بذلك و انني كنت مستعده لمتابعة الرحله معك حتي النهاية 0


– الا تريدين الاطلاع على الخطة التي تحدثنا عنها ؟



– بالطبع 0


– لم اكن استطيع تصور نفسي اعيش بدونك يا لين 0 ففكرت ان ابتاع لك بيتا خاصا


تعيشين به بحريه ,

مقابل سماحك لى برؤيتك مرتين يوميا 0 و بذلك تتخلين عن


فكرة الفرار 0


– اتريد معرفه رايى الحقيقي فخطتك يا رادولف ؟



– نعم 0


– انها اغبي خطة رايتها فحياتي


– و لماذا ؟



– لانك تعلم انك لن تستطيع التقيد فيها و انك ستجبرنى بعد لمدة على 000علي 000


احمر و جهها خجلا فيما رادولف يطلق ضحكه عاليه تعبر عن الارتياح و السعادة 0

تمت

  • قريبا يا ملاكي منتديات ليلاس
  • قريبا يا ملاكي قصص عبير
  • هل من حق الشركة منعي من اجازتي السنوية
  • قصه ارجوك حبيبي روايات عبير
  • قصص تملك وحشي وسادي واتباد مكتملة
  • رواية قريبا يا ملاكي
  • روايات عبير العروس المستورده
  • تفسير رئيا دفينة محروسة
  • تحميل رواية قريبا يا ملاكي
  • الوحش الدي كرهته اصبح حب حياتي


قريبا يا ملاكي روايات عبير