قصص الف ليلة وليلة كاملة




حكايات الملك شهريار و اخية الملك شاة زمان

..
حكى و الله اعلم انه كان فيما مضي من قديم الزمان و سالف العصر و الاوان ملك من ملوك ساسان بجزائر الهند و الصين صاحب جند و اعوان و خدم و حشم له و لدان احدهما كبير و الاخر صغير و كانا بطلين و كان الكبير افرس من الصغير و ربما ملك البلاد و حكم بالعدل بين العباد و احبة اهل بلادة و مملكتة و كان اسمه الملك شهريار و كان اخوة الصغير اسمه الملك شاة زمان و كان ملك سمرقند العجم و لم يزل الامر مستقيما فبلادهما و جميع واحد منهما فمملكتة حاكم عادل فرعيتة لمدة عشرين سنه و هم فغايه البسط و الانشراح.
لم يزالا على هذي الحالة الى ان اشتاق الكبير الى اخية الصغير فامر و زيرة ان يسافر الية و يحضر فيه فاجابة بالسمع و الطاعه و سافر حتي وصل بالسلامة و دخل على اخية و بلغة السلام و اعلمة ان اخاة مشتاق الية و قصدة ان يزورة فاجابة بالسمع و الطاعه و تجهز و اخرج خيامة و بغالة و خدمة و اعوانة و اقام و زيرة حاكما فبلادة و خرج طالبا بلاد اخيه.
فلما كان فنصف الليل تذكر حاجة نسيها فقصرة فرجع و دخل قصرة فوجد زوجتة راقده ففراشة معانقه عبدا اسود من العبيد فلما راي ذلك اسودت الدنيا فو جهة و قال فنفسه: اذا كان ذلك الامر ربما و قع و انا ما فارقت المدينه فكيف حال هذي العاهره اذا غبت عند اخي لمدة بعدها انه سل سيفة و ضرب الاثنين فقتلهما فالفراش و رجع من و قتة و ساعتة و سار الى ان وصل الى مدينه اخية ففرح اخوة بقدومة بعدها خرج الية و لاقاة و سلم عليه ففرح فيه غايه الفرح و زين له المدينه و جلس معه يتحدث بانشراح فتذكر الملك شاة زمان ما كان من امر زوجتة فحصل عندة غم زائد و اصفر لونة و ضعف جسمة فلما راة اخوة على هذي الحالة ظن فنفسة ان هذا بسبب مفارقتة بلادة و ملكة فترك سبيلة و لم يسال عن ذلك.
ثم انه قال له فبعض الايام: يا اخي انا فباطنى جرح و لم يخبرة بما راي من زوجتة فقال: انني اريد ان تسافر معى الى الصيد و القنص لعلة ينشرح صدرك فابي هذا فسافر اخوة و حدة الى الصيد.
وكان فقصر الملك شبابيك تطل على بستان اخية فنظروا و اذا بباب القصر ربما فتح و خرج منه عشرون جاريه و عشرون عبدا و امرأة اخية تمشي بينهم و هي غايه فالحسن و الجمال حتي و صلوا الى فسقيه و خلعوا ثيابهم و جلسوا مع بعضهم و اذا بامرأة الملك قالت: يا مسعود فجاءها عبد اسود فعانقها و عانقتة و واقعها و ايضا باقى العبيد فعلوا بالجوارى و لم يزالوا فبوس و عناق و نحو هذا حتي و لي النهار.
فلما راي اخو الملك فقال: و الله ان بليتى اخف من هذي البليه و ربما هان ما عندة من القهر و الغم و قال: ذلك اعظم مما جري لى و لم يزل فاكل و شرب.
وبعد ذلك جاء اخوة من السفر فسلما على بعضهما و نظر الملك شهريار الى اخية الملك شاة زمان و ربما رد لونة و احمر و جهة و صار ياكل بشهيه بعدما كان قليل الطعام فتعجب من هذا و قال: يا اخي كنت اراك مصفر الوجة و الان ربما رد اليك لونك فاخبرنى بحالك فقال له: اما تغير لونى فاذكرة لك و اعف عنى اخبارك برد لونى فقال له: اخبرنى اولا بتغير لونك و ضعفك حتي اسمعه.
فقال له: يا اخي انك لما ارسلت و زيرك الى يطلبنى للحضور بين يديك جهزت حالى و ربما بررت من مدينتى بعدها انني تذكرت الخرزه التي اعطيتها لك فقصرى فرجعت فوجدت زوجتي معها عبد اسود و هو نائم ففراشى فقتلتهما و جئت عليك و انا متفكر فهذا الامر فهذا اسباب تغير لونى و ضعفى و اما رد لونى فاعف عنى من ان اذكرة لك.
فلما سمع اخوة كلامة قال له: اقسمت عليك بالله ان تخبرنى بسبب رد لونك فاعاد عليه كل ما راة فقال شهريار لاخية شاة زمان: اجعل انك مسافر للصيد و القنص و اختف عندي و انت تشاهد هذا و تحققة عيناك فنادي الملك من ساعتة بالسفر فخرجت العساكر و الخيام الى ظاهر المدينه و خرج الملك بعدها انه جلس فالخيام و قال لغلمانة لا يدخل على احد بعدها انه تنكر و خرج مختفيا الى القصر الذي به اخوة و جلس فالشباك المطل على البستان ساعة من الزمان و اذا بالجوارى و سيدتهم دخلوا مع العبيد و فعلوا كما قال اخوة و استمروا ايضا الى العصر.
فلما راي الملك شهريار هذا الامر طار عقلة من راسة و قال لاخية شاة زمان: قم بنا نسافر الى حال سبيلنا و ليس لنا حاجة بالملك حتي ننظر هل جري لاحد مثلنا او لا فيصبح موتنا خير من حياتنا فاجابة لذلك.
ثم انهما خرجا من باب سرى فالقصر و لم يزالا مسافرين اياما و ليالي الى ان و صلا الى شجره فو سط مرج عندها عين بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين و جلسا يستريحان.
فلما كان بعد ساعة مضت من النهار و اذا هم بالبحر ربما هاج و طلع منه عمود اسود صاعد الى السماء و هو قاصد تلك المرجة.
فلما رايا هذا خافا و طلعا الى اعلي الشجره و كانت عاليه و صارا ينظران ماذا يصبح الخبر و اذا بجنى طويل القامه عريض الهامه و اسع الصدر على راسة صندوق فطلع الى البر و اتي الشجره التي هما فوقها و جلس تحتها و فتح الصندوق و اخرج منه علبه بعدها فتحها فخرجت منها بنوته بهيه كانها الشمس المضيئه كما قال الشاعر:

اشرقت فالدجي فلاح النهار     واستنارت بنورها الاسحارتسجد الكائنات بين يديها     حين تبدو و تهتك الاستار

واذا اومضت بروق حماها     هطلت بالمدامع الامطار

قال: فلما نظر اليها الجنى قال: يا سيده الحرائر التي ربما اختطفتك ليلة عرسك اريد ان انام قليلا بعدها ان الجنى وضع راسة على ركبتيها و نام فرفعت راسها الى اعلي الشجره فرات الملكين و هما فوق تلك الشجره فرفعت راس الجنى من فوق ركبتيها و وضعتة على الارض و وقفت تحت الشجره و قالت لهما بالاشاره انزلا و لا تخافا من ذلك العفريت فقالا لها: بالله عليك ان تسامحينا من ذلك الامر فقالت لهما بالله عليكما ان تنزلا و الا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتله فخافا و نزلا اليها فقامت لهما و قالت ارصعا رصعا عنيفا و الا انبة عليكما العفريت فمن خوفهما قال الملك شهريار لاخية الملك شاة زمان: يا اخي افعل ما امرتك فيه فقال: لا افعل حتي تفعل انت قبلى و اخذا يتغامزان على نكاحها فقالت لهما ما اراكما تتغامزان فان لم تتقدما و تفعلا و الا نبهت عليكما العفريت فمن خوفهما من الجنى فعلا ما امرتهما فيه فلما فرغا قالت لهما اقفا و اخرجت لهما من جيبها كيسا و اخرجت لهما منه عقدا به خمسمائه و سبعون خاتما فقالت لهما: اتدرون ما هذي فقالا لها: لا ندرى فقالت لهما اصحاب هذي الخواتم كلهم كانوا يفعلون بى على غفله قرن ذلك العفريت فاعطيانى خاتميكما انتما الاثنان الاخران فاعطاها من يديهما خاتمين فقالت لهما ان ذلك العفريت ربما اختطفنى ليلة عرسى بعدها انه و ضعنى فعلبه و جعل العلبه داخل الصندوق و رمي على الصندوق سبعه اقفال و جعلنى فقاع البحر العجاج المتلاطم بالامواج و يعلم ان المرأة منا اذا ارادت امر لم يغلبها شيء كما قال بعضهم:

لا تامنن الى النساء     ولا تثق بعهودهنفرضاؤهن و سخطهن     معلق بفروجهن

يبدين و دا كاذبا     والغدر حشو ثيابهن

بحديث يوسف فاعتبر     متحذرا من كيدهن

او ما تري ابليس     اخرج ادما من اجلهن

فلما سمعا منها ذلك الكلام تعجبا غايه العجب و قالا لبعضهما: اذا كان ذلك عفريتا و جري له اعظم مما جري لنا فهذا شيء يسلينا.
ثم انهما انصرفا من ساعتهما و رجعا الى مدينه الملك شهريار و دخلا قصره.
ثم انه رمي عنق زوجتة و ايضا اعناق الجوارى و العبيد و صار الملك شهريار كلما ياخذ بنتا بكرا يزيل بكارتها و يقتلها من ليلتها و لم يزل على هذا لمدة ثلاث سنوات فضجت الناس و هربت ببناتها و لم يبق فتلك المدينه فتاة تتحمل الوطء.
ثم ان الملك امر الوزير ان ياتية فتاة على جرى عادتة فخرج الوزير و فتش فلم يجد بنتا فتوجة الى منزلة و هو غضبان مقهور خائف على نفسة من الملك.

وكان الوزير له بنتان ذاتا حسن و جمال و بهاء و ربما و اعتدال ال كبار اسمها شهرزاد و الصغيرة اسمها دنيازاد و كانت ال كبار ربما قرات الكتب و التواريخ و سير الملوك المتقدمين و اخبار الامم الماضيين.
قيل انها جمعت الف كتاب من كتب التواريخ المتعلقه بالامم السالفه و الملوك الخاليه و الشعراء فقالت لابيها: ما لى اراك متغيرا حامل الهم و الاحزان و ربما قال بعضهم فالمعني شعرا:

قل لمن يحمل هما     ان هما لا يدوم

مثل ما يفني السرور     هكذا تفني الهموم

فلما سمع الوزير من ابنتة ذلك الكلام حكي لها ما جري له من الاول الى الاخر مع الملك فقالت له: بالله يا ابت زوجنى ذلك الملك فاما ان اعيش و اما ان اكون فداء لفتيات المسلمين و سببا لخلاصهن من بين يدية فقال لها: بالله عليك لا تخاطرى بنفسك ابدا فقالت له: لا بد من هذا فقال: اخشي عليك ان يحصل لكن ما حصل الحمار و الثور مع صاحب الزرع فقالت له: و ما الذي جري لهما يا ابت؟

 

  • قصص الف ليلة وليلة كاملة
  • قصص الف ليلة


قصص الف ليلة وليلة كاملة