ولكن احداث القصة لم تكن لتختار من افراد هذه العائلة
الا فتاة قد بلغت السادسة عشر من عمرها ، تدعى (( ميرة ))
لم تعرف العداوة ابدا في حياتها ، عاشت فترة المراهقة في هدوء ،
كانت ترى صديقاتها كيف يعشن مراهقتهن ،
هذه تحب للمرة الثالثة ،
وهذه تعشق ابن الجيران والاخرى متيمة بمن هو في عمر ابيها ،
ولم تكن لتقتنع بهذا الشيء الذي يدعى حب ،
كانت كلما قالت لها صديقاتها عن معاناتهن مع احبابهن تضحك … !!
كانت مولعة بالانترنت وتجلس عليه لساعات وساعات من غير ملل او كلل
بل انه يكاد ان ينفصل قلبها عن جسمها عندما يفصل خط الانترنت !!
وكانت تحب محادثة صديقاتها عن طريق الانترنت
وتجد في ذلك المتعة اكثر من محادثتهن على الهاتف او على الطبيعة ..
وتجوب الانترنت من موقع لموقع
وفي نفس الوقت تحادث صديقتها في المدرسة عندما
قالت لها ساعرفك على فتاة تعرفت عليها عن طريق الانترنت وسوف تحبينها للغاية ،
كانت ميرة ترفض محادثة الشباب عن طريق الانترنت
لانها كانت تعتبر ذلك غير مناسبا وخيانة لثقة اهلها بها
فوافقت ميرة على ان تحادث الفتاة فقد كانت تحب اقامة صداقات مع فتيات
من جميع انحاء العالم وفعلا تعرفت عليها فوجدت فيها الفتاة المهذبة الخلوقة المتدينة ،
و وثقت بها ثقة عمياء وكانت تحادثها لساعات وساعات لتزداد اعجابا بالفتاة
وسلوكها وادبها الجم وافكارها الرائعة عن السياسة والدين وكل شيء .
قالت لها هذه الفتاة ساعترف لك بشيء لكن عديني الا تكرهيني عندها ..
فقالت ميرة على الفور : كيف تتلفظين بلفظ ( كره )
وانتي تعرفين مقدار معزتك عندي فانتي مثل اختي .
انا شاب في العشرين من عمري
ولم اكن اقصد خداعك
ولكني اعجبت بك جدا
ولم اخبرك بالحقيقة لاني عرفت انك لا تحادثين الشباب
ولكني لم استطع ان اصبر اكثر من ذلك
فانا احببتك حبا جما واشعر بك بكل نفس .
فقد احست ان هناك شيئا بها قد تغير
فهل من المعقول ان كل هذا الادب والدين والاخلاق هي لشاب في العشرين من عمره ..!
بقولها : كيف احب عن طريق الانترنت
وانا التي كنت اعارض هذه الطريقة في الحب معارضة تامة ؟.
وان تعتبريني مثل اخيك وهذا امر يخصك ولكني احببتك .
لتحس ميرة ان هناك شيئا قد تغير بها ..
لقد احبته ميرة ..
ها قد طرقت سهام الحب قلب ميرة من دون استئذان
ولكنها لا تحادث اي شاب عن طريق الانترنت
وفي نفس الوقت ترغب بالتحدث اليه
فقررت ان تحادثه بطريقة عادية
وكانه فتاة وان تحبه بقلبها وتكتم حبه فلا تخبره به !!
حتى اتى اليوم الذي مرضت فيه ميرة مرضا اقعدها بالفراش لمدة اسبوع
وعندما شفيت هرعت للانترنت كما يهرع الظمان لشربة ماء
لتجد بريدها الالكتروني مملوء بالرسائل
وكلها رسائل شوق وغرام ..
وعندما حادثته سالها : لماذا تركتيني وهجرتيني ،
قالت له : كنت مريضة ،
قال لها : هل تحبيني ؟؟
وهنا ضعفت ميرة وقالت للمرة الاولى في حياتها
وفي نفس الوقت بدا الصراع في قلب ميرة :
لقد خنت ثقة اهلي بي لقد غدرت بالانسان الذي رباني
ولم ابه للجهد الذي افناه من اجلي
ومن اجل الا اخون ثقته
فتنهض من سريرها في منتصف الليل
وانك اول حب في حياتي
واني لم ارى منك الا كل طيب
ولكني احب الله اكثر من اي مخلوق
وقد امر الله الا يكون هناك علاقة
بين الشاب والفتاة قبل الزواج
وانا لا اريد عصيان امر خالقي
ولا ارغب بخيانة ثقة اهلي بي
لذلك قررت ان اقول لك انا هذه الرسالة الاخيرة
وقد تعتقد اني لا اريدك ولكنني ما زلت احبك
وانا اكتب هذه الكلمات وقلبي يتشقق من الحزن
ولكن ليكن املنا بالله كبيرا ولو اراد الله
التم شملنا رغم بعد المسافات
واعلم اننا تركنا بعضنا من اجل الله
وتذكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ان الذي ترك شيئا لوجد الله ابدله الله بما هو خير الله
فان كان ان نلتقي خير لنا سيحدث باذن الله لا تنساني
لانني لن انساك واعدك انك حبي الاول والاخير ومع السلامة ) .
وهرعت مسرعة تبكي الما ووجعا
ولكنها في نفس الوقت مقتنعة
بان ما فعلته هو الصواب بعينه
وتمر السنين واصبحت ميرة في العشرين من عمرها
وما زال حب الفتى متربعا على عرش قلبها بلا منازع
رغم محاولة الكثيرين اختراقه ولكن لا فائدة لم تستطع
ان تحب غيره وتنتقل ميرة للدراسة بالجامعة
حيث الوطن الحبيب
الذي لم تره منذ نعومة اظافرها
ومعها اهلها حيث اقيل اباها من العمل
فكان لابد للعائلة من الانتقال للوطن
وهناك في الجامعة كانت تدرس هندسة الاتصالات
وكانت تبعث الجامعة بوفود الى معارض الاتصالات
ليتعرفوا على طبيعة عملهم المستقبلي
واختارت الجامعة وفدا ليذهب الى معرض اتصالات
كانت ميرة ضمن هذا الوفد
واثناء التجول في المعرض
توقفوا عند شركة من الشركات التي تعرض منتجاتها
واخذوا يتعرفون على كل منتج ..
وتنسى ميرة دفتر محاضراتها
على الطاولة التي تعرض عليها هذه الشركة منتجاتها
فياخذ الشاب الذي يعمل في هذه الشركة الدفتر ويلحقها به
لكنها تضيع عن ناظريه فقرر الاحتفاظ به
فربما ترجع صاحبته للسؤال عنه
ويجلس الشاب وبيده الدفتر والساعة تشير للحادية عشرة ليلا
وقد خلا المعرض من الزبائن
وبينما هو الشاب جالس راودته فكرة
بان يتصفح الدفتر ليجد على احد اوراقه اسم بريد الكتروني .
واخذ يقلب صفحاته ليجد اسم ميرة فيطير من الفرحة
واخذ يركض ويقفز في انحاء المعرض
ثم يذهب الشاب للبيت ويعجز عن النوم
كيف لا وقد عادت ميرة لتملا عليه حياته من جديد
وفي صبيحة اليوم التالي يهرع للمعرض
املا في ان تاتي ميرة لتاخذ الدفتر
وفعلا تاتي ميرة لتاخذ الدفتر وعندما راها
كاد ان يسقط من الفرحة فلم يكن يتوقع
ان يخفق قلبه لفتاة بهذا الجمال
فاعطاها الدفتر واخذ يتامل في ملامحها
وهي مندهشة من هذا الشاب
فشكرته بلسانها ولكنها في قرارة نفسها
كانت تقول عنه انه اخرق لانه لم ينزل عينيه عن وجهها !!
وذهبت ميرة ليلحقها الشاب الى بيتها
فينتظرها حتى دخلت واخذ يسال الجيران عنها وعن اهلها
فعلم انهم اناس محترمون جدا ..
وابنتهم فتاة طيبة لم تعرف الا بسمعتها الحسنة ..
فجاء اليوم التالي ومعه اهله ليخطبها
فهو لا يريد ان يضيع لحظة من دون ميرة
وقد وجدوه اهلها العريس المناسب لابنتهم
فهو طيب الاخلاق ومتدين وسمعته حسنة
ولكن ميرة رفضته
كما رفضت من قبله لان قلبها لم يدق الا مرة واحدة
ولن يخفق مرة اخرى وخاب امل اهلها
واخبروا الشاب برفض ميرة له ولكنه رفض ذلك قائلا :
لن اخرج من البيت حتى اتحدث اليها وامام رغبة الشاب
وافق الاهل بشرط ان يتم الحديث امام ناظريهم .
وجاءت ميرة وجلست
فقال لها : ميرة ،
الم تعرفيني ..ف
قالت له : ومن اين لي ان اعرفك ..؟!؟
قال لها : من التي رفضت التحدث معي حتى لا تخون ثقة اهلها بها ..
عندها اغمي على ميرة من هول الصدمة والفرحة
فنقلت للمستشفى لتستيقظ وتراه واقفا امامها ..
وعندها ادارت وجهها لابيها قائلة : انا موافقة يا ابي انا موافقة ..
وخطب الاثنان لبعضهم
وعاشوا اجمل حياة
فلم يعرف الطريق الى قلبهما