افضل مواضيع جميلة بالصور

قيم دينية للاطفال

* تمهيد:
يخرج الطفل الى هذه الحياة وهو صفحة بيضاء نقية لم تطبع عليها اي افكار او قيم او مواهب.. كما في قوله تعالى: {والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا}..

ثم بتاثير البيئة والظروف المحيطة بما فيها من مؤثرات جسمية وعقلية ووجدانية واجتماعية وتربوية تتشكل ذات الطفل وتتفاعل وتتطور مما يبني شخصيته الفردية، ولا شك في ان التربية تهدف الى بناء الطفل بناء متكاملا، والى توجيه سلوكه في الدرب السليم، وهذا يوجب تهيئة الجو التربوي المشبع بالمؤثرات الفكرية والتطبيقية الايجابية التي تعين الطفل على ان يغدو اكثر وعيا ومن ثم تعزز نموه العقلي والمعرفي لينعكس ذلك على سلوكه في المجتمع، لذلك فان بناء القيم التربوية عمل صعب وشاق ويحتاج الى مزيد من تحمل المسؤولية والتحلي بالوعي المطلوب وفي الوقت الملائم.

ولا شك في ان اناشيد الاطفال، كمحور مهم من محاور ثقافة الطفل، تقع على عاتقها مسؤولية الاسهام في تربية الطفل وبناء القيم لديه؛ باعتبارها مادة ثقافية تربوية توظف لتؤدي دورا فاعلا في بناء النظام القيمي عند الطفل، وبما يحقق ترشيد سلوكه ودفعه للسير في الدرب الصحيح، لذلك لا بد من تنقية اناشيد الاطفال من كل ما يسيء الى الفضائل وتوجيه قدراتها للاسهام في خدمة الجمال الحقيقي والقيم التربوية الصحيحة، نظرا لسرعة تاثر الاطفال بالمواقف التي تشدهم والاحداث التي تثير اهتمامهم، فينفعلون ويتفاعلون معها، وهم اكثر استجابة للتاثر بالاناشيد في تنشئتهم حيث تستطيع ان توضح لهم الطريق نحو الاجمل والافضل وتستطيع ان تكون عندهم احترام التقاليد والقيم الانسانية بروح عالية.

ساحاول في هذه الدراسة الموجزة التي ساقدمها هنا في حلقات متعددة ان استعرض بعض القيم التربوية المنبثقة من مجتمعنا العربي والاسلامي مع تقديم نماذج من اناشيد الاطفال التي قمت بتاليفها سابقا لمرحلة الطفولة المتاخرة، والتي يمكن حصرها بين سن التاسعة والثانية عشرة من العمر، لنرى معا مقدار استيعابها لتلك القيم.

* اولا/ القيم الدينية والاخلاقية:

تتمثل القيم الدينية في الايمان بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الاخر والقضاء والقدر خيره وشره، والتامل في قدرة الله العظيمة، والترغيب في العبادة، ويختلف تناول هذه القيم باختلاف المجتمعات وطبيعة تواصلها مع الدين ونظرتها الى الكون والحياة.

ولعل الفكرة الاولى التي يدعو اليها الدين الحنيف هي فكرة التوحيد، والطفل بحكم انتمائه الاجتماعي يتوصل الى هذه الفكرة لترفد احساسه الفطري بذلك, وما اجمل ان يتغنى نشيد الطفل بهذه الفكرة لانها تشكل اللبنة الاساس في التكوين الروحي للطفل:

ربي الخلاق وليس سواه
لا نفعل  الا  ما  يرضاه
في كل مكان في  الدنيا
لا  نعبد  ربا   غير   الله
****
في البر وفي عمق  البحر
في الغابة في حقل الزهر
توحيد    الله     يطمئننا
ويعود    علينا    باليسر
****
بالفطرة   نحن    نوحده
ونتوب    اليه    ونعبده
ندعوه  ونبقى   نقصده
نساله   الخير   ونحمده

ففكرة التوحيد يستشعرها الطفل في مراحله الاولى، وهنا ياتي النشيد ليرسخ هذه الفكرة ويؤكد هذا الشعور مستعرضا الادلة البسيطة التي تقع تحت حواس الطفل ومدركاته.

ولان الرسل جميعا جاؤوا ليرسخوا اسس الخلق السليم وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم متمما لمكارم الاخلاق فان كثيرا من الاناشيد التي تطرح القيم الاخلاقية استمدت طرحها من الدين الاسلامي بشكل اساسي من خلال القران الكريم والحديث النبوي الشريف, وما اجمل ان نعرف الطفل على هذه الاخلاق في ضوء ايات القران الكريم والاحاديث الشريفة:

كان رسول  الله  حليما
لا  يغضب  الا  في  حق
يعظ  الناس  ولا  ينهرهم
يدعوهم   للحق    برفق
***
لنكن  مثل  نبي  الرحمه
لا نغضب بل نحلم دوما
باناة     نعمل     وبهمه
نستغفر ان  نغضب  يوما
***
نملك انفسنا اذ  نغضب
نذكر   خالقنا    الغفارا
تهدا  انفسنا   لا   نتعب
نتراجع  عما  قد   صارا
***
الله     حليم     سبحانه
يغفر ما  شاء  لمن  شاء
يرحمنا  ما  اعظم  شانه
لنكن  في  الدنيا  حلماء

فالنشيد هنا ينفر من عدم ضبط النفس عند الغضب ويدعو الى الحلم والهدوء، ومن المؤكد ان لتمثل هذه القيمة الدينية اثرا كبيرا في نفس الطفل لاسيما ان القدوة في ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدخل في هذا الباب ايضا التواضع وفعل الخير والمروءة والتسامح والوفاء بالوعد والصدق وغيرها من القيم. ومن الاناشيد التي تناولت قيمة الصدق:

نصدق نصدق، لا لا نكذب
نتحرى   في    هذا    رشدا
فالكذب   لصاحبه    متعب
لن   ينجيه    مهما    جهدا
***
علمنا     الاسلام      الخلقا
علمنا   ان   نصدق    دوما
افلح يا  صحبي  من  صدقا
لن  يندم  لن   يخسر   يوما
***
دنيانا   كم   تصبح   اجمل
ان  نصدق  في   كل   اوان
هذا  الاسلم  هذا   الافضل
فالكذب   طريق   الخسران

فعلى نشيد الطفل ان يبين باسلوب لطيف ما للصدق من فضائل ومحاسن، وفي المقابل عليه ان يسلط الضوء على الصفة المناقضة له وهي الكذب وذلك عن طريق توضيح مثالبها ومضارها على الفرد والمجتمع، وهذا الطرح سنجد شبيها له عند الحديث عن قيمة القناعة:

القانع    يحيا     بسرور
وينال   من   الله   رضاه
هو يمشي في درب النور
دوما  لا  يسعى   لسواه
***
اما  الطامع  فله   الخسر
لا  يهنا  في  عيش   ابدا
ليس  له  وزن  او   قدر
لا يملك  عونا  او  مددا
***
نشكر     لله     الرزاق
مهما كان  الرزق  قليلا
لا   نتذمر   من    املاق
نصبر صبرا كان  جميلا

ولا يغفل نشيد الطفل ما للعبادات من اثر في بناء شخصية الطفل من خلال تقربه من الله عز وجل بالطاعات، وفي النشيد التالي صورة لطفل يصف رحلته الى الحج ويعبر عن مشاعره وهو يسير في الرحاب الطاهرة ويؤدي مناسك الحج، وقد بث هذا النشيد في ايام اعياد الاضحى، وكان للصورة الحية والاداء الجميل اثر كبير في تعزيز ايصال هذا النشيد الى قلب الطفل وقلوب المشاهدين عموما:

نور   في   الاجواء    تالق
هب   نسيم   يحمل   طيبا
روحي انست.. قلبي حلق
من  مكة  اصبحت   قريبا
***
احرمت    ولبيت    كثيرا
بمنى   بت   اناجي    الله
ان  يجعل  حجي   مبرورا
ان  احظى  دوما   برضاه
***
كم  لبيت  على   عرفات
وتلقيت   فيوض   الرحمه
اخلصت  لربي  الدعوات
وشكرت الله على  النعمه
***
بت     الليلة      بالمزدلفة
هذي   الليلة   ليلة    عيد
بت   اصلي   بت    البي
وفؤادي    بالحج    سعيد
***
سعي     تلبية     وطواف
والكعبة   شعت    بالطهر
انهار   من   غير   ضفاف
في  قلبي  تجري   بالذكر

ان القيم الدينية والاخلاقية من اهم القيم التي يجب على نشيد الطفل مواكبتها وتقديمها باسلوب شائق نظرا لاهميتها في حياة الطفل وفي بناء شخصيته على اسس سليمة ليكون دربه الى المستقبل مستقيما، فهو يعرف الى اين يتجه، ولماذا يسير؟ وكيف يسير؟ وهذا يعود بنتائج ايجابية على علاقة الطفل بنفسه وبخالقه وبالناس من حوله.

ساتناول في المقال اللاحق القيم الوطنية والقيم الاجتماعية، وساسلط الضوء على جوانب عديدة منها من خلال عدد من الاناشيد التي الفتها في ضوء هذه القيم.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/4167/#ixzz3QQHpuTyx
  • قيم دينية رياض اطفال
  • قيم دينية للاطفال
  • ماهي القيم اجتماعية
السابق
تهنئة بالزواج
التالي
تيورات 2024