كلام عن القدر

كلام عن القدر 20160917 2591

الايمان بالقضاء و القدر،
من العقائد التي يجب ان تعلم بالضرورة.


اشار الى ذلك صاحب الجوهره :


و واجب ايماننا بالقدر و بالقضا كما اتي فالخبر


لقوله صلى الله عليه و سلم :

(( الايمان ان تؤمن بالله و ملائكتة و كتبة و رسلة و باليوم الاخر،
وبالقدر خيرة و شرة ))

(رواة مسلم و ابو داود و الترمذى و النسائي)

والقضاء تعلق علم الله و ارادتة بايجاد الحاجات على و جة مخصوص و القدر ايجادها فعلا على ذلك النحو.


تعلق القضاء بالعلم،
وتعلقت الاراده بالقدره و الفعل


و ربما بين النبى صلى الله عليه و سلم ان هنالك علاقه بين توحيد الالوهيه و بين القضاء و القدر،
فقال صلى الله عليه و سلم،
فيما رواة الديلمى بمسند الفردوس :


” الايمان بالقدر نظام التوحيد ”


النتائج النفسيه التي يحققها الايمان بالقضاء و القدر فيما رواة الحاكم فتاريخة : ” الايمان بالقدر يذهب الهم و الحزن “.


و لكن النبى صلى الله عليه و سلم نهانا عن الخوض فمقال القضاء و القدر،
والبحث فمكنون اسرارهما،
لان المخلوق الحادث لا يستطيع ان يدرك علم الخالق القديم،
فقال صلى الله عليه و سلم :

(( اذا ذكر اصحابي فامسكوا،
وغذا ذكرت النجوم فامسكوا،
واذا ذكر القدر فامسكوا ))

[رواة الطبرانى و ابن عدى بسند حسن]

والمؤمن يجب ان يعتقد ان كل افعال العباد،
وكل حادث فالكون انا هو بقضاء الله و قدره،
ولكن مشيئه الله شاءت ان يصبح للانسان مشيئه حرة،
هى اساس التكليف،
والابتلاء،
ومناط الثواب و العقاب،
وبسببها يكسب الانسان الخير،
او الشر،
فيثاب على الخير،
ويعاقب على الشر قال تعالى :

﴿ لا يكلف الله نفسا الا و سعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت﴾

[سورة البقره الايه 286]

والقضاء و القدر نوعان : نوع لا كسب به للانسان ؛

لانة لا اراده له به و لا يؤاخذ عليه،
كحركة الافلاك و الانواء،
ونزول المطر،
ونمو النبات،
واختلاف احوال الناس من صحة و مرض،
وقوه و ضعف و غني و فقر،
وحياة و موت،
وبما ان من لوازم الحكيم،
ان تكون افعالة حكيمة،
والقضاء و القدر من افعاله،
فالقضاء و القدر الذي لا كسب للانسان به متعلق بالحكمة،
والحكمه متعلقه بالخير المحض،
قال تعالى مشيرا الى ذلك النوع من القضاء و القدر :

﴿ قل اللهم ما لك الملك تؤتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك على جميع شيء قدير (26)﴾

[سورة ال عمران الايه 26]

والنوع الثاني من القضاء و القدر متصل بافعال العباد،
فالانسان منح اراده حره هي اساس التكليف،
والابتلاء،
وقد منحة الله كذلك مقومات التكليف،
والابتلاء،
فسخر له ما فالسماوات و الارض تسخير تعريف و تكريم،
ليؤمن فيه و يشكره،
ومنحة العقل قوه اداركيه يتعرف فيه الى الله اثناء الكون المسخر،
قال تعالى :

﴿ و السماء رفعها و وضع الميزان (7) ﴾

[سورة الرحمن]

وبعث الانبياء و الرسل،
وانزل معهم الكتاب بالحق،
ليصبح منهجا للانسان يهتدى به..
قال تعالى :

﴿ فمن اتبع هداى فلا يضل و لا يشقي ﴾

[سورة طة الايه 123]

واودع الله فالانسان الشهوات،
ليرقي فيها صابرا او شاكرا الى رب الارض و السماوات،
قال تعالى :

﴿ و اما من خاف مقام ربة و نهي النفس عن الهوي (40) فان الجنه هي الماوي (41)﴾

[سورة النازعات]

لقد منح الانسان اراده حرة،
لتكون اساس التكليف و الابتلاء،
وليصبح النجاح فيها ثمن العطاء،
ومادام الانسان ربما منح هذي الاراده الحره ليكسب فيها اعمالة الاختيارية،
وليصبح مسؤولا فحدود ما منحة الله امكانات،
فلن تسلب منه هذي الاراده الحره ؛

لانة يستحيل ان تتناقض ارادات الله،
ومتي توجهت اراده الانسان الى فعل شيء،
فى الدائره التي هي مناط اختياره،
تعلقت اراده الله فامدتة بالقدره على تحقيقها و سيرت الفعل الاختيارى الكسبى للانسان الى الجهه التي تستحق الخير او الشر،
وهكذا توظف مشيئه الانسان الحره الخيرة،
او الشريره للخير المطلق.
قال تعالى:

﴿ و ايضا نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون (129)﴾

[سورة الانعام الايه 129]

وهنا محل الاشاره الى مقوله : ” ان الله خالق لفعل الانسان ” فهذا لا يعني انه اجبرة عليه،
ولا يعني كذلك انه رضية منه،
ومقوله : ” ان الله علم ما كان و ما سيصبح ” لا يعني ان علم الله هو الغاء لاختيار الانسان،
انة علم كشف و ليس جبرا،
فالجبر يتناقض مع التكليف.


(ويضيف بعض العلماء على مقومات التكليف،
القدره الظاهره على تنفيذ مشيئه الانسان،
وهي فحقيقتها قدره الله التي تتحقق فيها مشيئه الانسان)


و الابتلاء و المسؤوليه و الجزاء و الثواب و العقاب..
لقول الله عز و جل :

﴿ سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا و لا اباؤنا و لا حرمنا من شيء ايضا كذب الذين من قبلهم حتي ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوة لنا ان تتبعون الا الظن و ان انتم الا تخرصون (148) قل فلله الحجه البالغه فلو شاء لهداكم اجمعين (149)﴾

[سورة الانعام الايه 148-149]

وهذه ايه محكمه هي اصل فنفى الجبرية،
وتحمل الايات المتشابهه كما هو راى علماء الاصول على الايات المحكمة.


و لعل فقول سيدنا الحسن بن على رضى الله عنهما

((الحسن بن على رضى الله عنهما : هو سبط رسول الله صلى الله عليه و سلم،
وريحانته،
واشبة خلق الله فيه فو جهه،
ولد فسنه 3ه.
كان يحبه صلى الله عليه و سلم،
وكان اكثر دهرة صامتا،
فلا يدخل فمراء،
ولا يدلى بحجه حتي يري قاضيا،
توفى بعد و فاه و الدة بسته اشهر.
وصالح معاويه سنه 41ة و سمى هذا العام عام الصلح،
ورفع مقامة فهو و اخوة سيدا شباب اهل الجنة.(سير الاعلام 3/245)(البداية و النهاية 8/42))

تلخيصا لعقيده القضاء و القدر عند اهل السنه و الجماعة : من لم يؤمن بقضاء الله فقد كفر،
ومن حمل ذنبة على الله فقد فجر،
وان الله تعالى لا يطاع استكراها،
ولا يعصي بغلبة،
لانة تعالى ما لك لما ملكهم،
وقادر على ما اقدرهم،
فان عملوا بالطاعه لم يحل بينهم و بين ما عملوا و ان عملوا بالمعصيه فليس هو الذي اجبرهم على ذلك،
ولو اجبر الخلق على الطاعه لاسقط الثواب،
ولو اجبرهم على المعصيه لاسقط العقاب،
ولو اهملهم كان هذا عجزا فالقدرة،
فان عملوا بالطاعه فلة المنه عليهم،
وان عملوا بالمعصيه فلة الحجه عليهم “.


انظر (المرقاه 1/52) نقلا عن تائيه القضاء و القدر و شرحها


و للحسن البصرى رضى الله عنه اجوبه شافيه فالقضاء و القدر،
فعندما قيل له : ان الله اجبر عبادة ؟

قال : الله اعدل من ذلك،
فلما قيل له : افوض اليهم ؟

قال : هو اعز من ذلك،
ثم قال : لو اجبرهم لما عذبهم،
ولو فوض اليهم لما كان للامر معنى.


و هنالك من يعتذر بالقضاء و القدر ليتنصل من المسؤولية،
وهذا عذر و اة و حجه باطلة.


فتجاهل الاراده الحره التي منحها الله للانسان،
وايضا الفكر الذي يميز فيه الخير من الشر،
والشرع الذي به تبيان لكل شيء،
فان ذلك التجاهل لا يعفى صاحبة من المسؤولية.

(( اتى برجل سارق الى عمر بن الخطاب،
رضى الله عنه،
فقال له عمر : ما حملك على السرقه ؟

فقال : قضاء الله و قدرة يا امير المؤمنين فامر عمر بقطع يدة بعدها حسمت،
ثم جلدة ثمانين جلدة،
وقال له : انما قطعت يدك لسرقتك،
وانما جلدتك لكذبك على الله و احتجاجك بالقضاء و القدر،
فقضاء الله تعالى لم يظهرك من الاختيار الى الاضطرار ))

  • كلام القدر ولحياه
  • عبارات عن القدر
  • فراق القدر
  • عن القدر
  • عبارات جميله عن القدر
  • صوركلام بالقدر
  • صور كلام القدر
  • بوستات حزينه مكتوبه حب من طرف واحد
  • انشاء عن القدر
  • اقوال عن القدر


كلام عن القدر