الاخت الفاضلة/ كندا حفظها الله.
وبركاته وبعد،،،
فانه ليسرنا ان نرحب بك في موقعك اسلام ويب، فاهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في اي وقت وفي اي موضوع، ونسال الله جل جلاله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يشرح صدرك، وان ييسر امرك، وان يغفر ذنبك، وان يستر عورتك، وان يزيدك ايمانا وصلاحا وتقى واستقامة، وان يجعلك من الصالحات القانتات، وان يلحقك بمن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله، انه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك – اختي الكريمة الفاضلة – احب ان ابشرك بان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انما الاعمال بالنيات وانما كل امرئ ما نوى) فما دامت هذه نيتك وتلك كانت ارادتك فثقي وتاكدي ان الله لن يحرمك هذا الفضل ولن يحرمك هذا الاجر، ولعل الله تبارك وتعالى ان يمن عليك بان تدركي درجات اعلى من هذه الدرجات بهذه النية الحسنة مع الاستقامة الصادقة على منهج الله تعالى، فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا انه عندما خرج للجهاد في سبيل الله في احدى الغزوات خاصة في غزوة تبوك، قال: (ان بالمدينة اقواما ما سلكنا واديا ولا نزلنا منزلا ولا نلنا من عدو شيئا الا شاركونا في الاجر) لان هؤلاء حبسهم العذر، وانت ايضا كذلك اختي الفاضلة (كندا) حبسك العذر بانك لم تتح لك الفرصة ان تكوني صالحة غاية الصلاح او الصلاح الذي ينبغي ان يكون، ولا ان تكوني ملتزمة الالتزام الذي يتعين ان يكون عليه الانسان المسلم، وهذا امر خارج عن ارادتك، ولعل ظروف اهلك ايضا لم تكن ميسرة بالنسبة لهذا، فلعلهم خرجوا بحثا عن لقمة العيش وعن الارزاق وشغلوا بالدنيا وحظهم كان قليلا من العلم الشرعي، فلم ينتبهوا لاهمية هذا العلم ولا لاهمية الالتزام، وهذا مع الاسف الشديد حال الكثيرين من المهاجرين الى بلاد المهجر، نجد ان تركيزهم يتمثل في الدنيا، وان اهتماماتهم تنصب على جمع المال والثراء والحصول على الجنسية وغير ذلك، وقضية الدين قد تكون ضعيفة لدى السواد الاعظم منهم، فهذا قدر الله الذي قدره قبل خلق السماوات والارض، وانت الان بارك الله فيك ينبغي عليك ان تركزي فعلا كما ذكرت في رسالتك على الحاضر والمستقبل.
كيف تكونين فتاة ملتزمة؟ انت تعلمين –ابنتي الكريمة الفاضلة– انه كما ورد (العلم بالتعلم) فاذن الالتزام يكمن اولا على طلب العلم الشرعي الصحيح، فلا بد ان تكون لديك قاعدة علمية على الاقل بالمعلوم من الدين بالضرورة، حتى لا تقعي في تقصير في فرض فرضه الله عليك، ولا تقعي في محرم نهاك الله تبارك وتعالى عنه.
فاذن نركز بارك الله فيك على تعلم المعلوم من الدين بالضرورة، وهذا اولا، فان انتهينا من تعلم المعلوم من الدين بالضرورة من الممكن ان نتوسع في العلوم التي تعتبر من علوم الكفايات الشرعية، لا اقصد كفايات علوم دنيوية، وانما ايضا في علوم الشرعية، حتى تتضح امامك صورة الاسلام العظيم، وتشعرين فعلا من قلبك بمحبة الله تعالى لما اسداه لك من النعم واسبغه عليك من العطايا والفضل، وتنكفين انكفافا صادقا عن المعاصي حياء من الله تبارك وتعالى وليس خوفا من اي شيء اخر. فاذن لا بد من طلب العلم الشرعي.
ثانيا بارك الله فيك: الصحبة الصالحة، الصحبة الصالحة ضرورية جدا، لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا بان المرء على دين خليله، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب الا مؤمنا ولا ياكل طعاما الا تقي) فابحثي عن الصحبة الصالحة من اخواتك الملتزمات، واني اعرف ان هناك كثيرا من المراكز الاسلامية في امريكا في غاية النشاط وغاية القوة، وان هناك نشاطات لنساء مسلمات على مستوى من التميز حقا، بل لعل بعض الاخوات قد فقن الرجال في الالتزام وفي طلب العلم الشرعي وفي المحافظة على الدين.
فانا اقول: ابحثي عن الصحبة الصالحة من خلال المراكز الاسلامية المنتشرة في انحاء امريكا، وكذلك ايضا المساجد المتواجدة، فاحرصي على ان تربطي نفسك بهذه المراكز وتلك المؤسسات، ومن خلال هذه المراكز وتلك المؤسسات سوف تتعرفين على الاخوات الصالحات اللاتي معهن توفرين البيئة الصالحة باذن الله جل جلاله.
ثالثا: من الممكن ان تنخرطي انت بنفسك في اعمال خدمية دعوية، لان ذلك سوف يجعلك اكثر التزاما عندما تكونين مسئولة عن بعض الانشطة في بعض المساجد او بعض المراكز، وهذا سيكون دافعا وحافزا لك ان تكوني في مقام القدوة والاسوة لانك مسئولة عن الدعوة.
رابعا: من الامور التي تعين على ذلك بارك الله فيك: الدعاء والالحاح على الله تبارك وتعالى ان يمن عليك بهذا الالتزام، ولذلك نحن نقرا في الفاتحة في كل مرة نقراها {اهدنا الصراط المستقيم} فالاستقامة تاتي من الله تبارك وتعالى بناء على الاسباب التي يسلكها العبد وفق تقدير الله تعالى.
فعليك بارك الله فيك ايضا بالدعاء والالحاح على الله تعالى ان يمن عليك بالالتزام والصلاح والاجتهاد في مزيد من الانس به والقرب منه سبحانه وتعالى.
ايضا اجعلي لك وردا من القران الكريم تقرئينه يوميا، وانا افضل ان تقرئي القران مع تفسيره، وان كان تفسيرا مبسطا، حتى تعرفين مراد الله تبارك وتعالى وتعرفين المعاني العامة للايات، فتتضح امامك السورة بصورة افضل، لاننا من الممكن ان نقرا القران ولكننا لا نستطيع ان نحوله الى واقع لعدم فهمنا لنصوصه العظيمة المباركة.
عليك كذلك بالاكثار من الاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واسال الله تعالى ان ييسر الهدى اليك، وان يقدر لك الخير حيثما كان.
هذا وبالله التوفيق.
- كيف اكون ملتزمه
- كيف اعرف اني ملتزمة